بلا حدود

مندل: نظام السيسي من أسوأ الأنظمة على صعيد الحريات وأميركا في أسوأ مراحلها بعهد ترامب

قال المدير التنفيذي لمركز القانون والديمقراطية توبي مندل إن واقع الحريات وحقوق الإنسان في مصر تراجع بشكل كبير في عهد السيسي، كما أكد أن أميركا أيضا شهدت تراجعا في هذا المجال بعهد ترامب.

وأكد مندل أثناء استضافته في حلقة (2020/10/21) من برنامج "بلا حدود"، أن واقع الحقوق والحريات في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان سيئا، لكنه أصبح أكثر سوءا وتراجعت حرية التعبير في البلاد مع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم.

ورفض الحقوقي الدولي وصف أداء المنظمات الحقوقية بالضعيف أو بأنها عاجزة عن تحسين واقع الحريات في مصر، فهو ما دفع مشرعين أميركيين وأوروبيين لتوجيه مذكرات للسيسي تطالبه بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، مؤكدا أن نظام السيسي يعتَبر من الأنظمة الصعبة التي لا تستجيب لمطالب المنظمات الحقوقية الدولية.

وقال مندل إن تحرك المشرّعين الأميركيين والأوروبيين جاء بالتزامن مع تفشي جائحة كورونا، وخوفا على حياة هؤلاء المعتقلين، لكن المنظمات الحقوقية تدرك أنه ورغم ضرورة الإفراج عن المعتقلين السياسيين خوفا على حياتهم من فيروس كورونا، فإنها على قناعة بأن هؤلاء يجب أن لا يكونوا أصلا وراء القضبان، لأنهم لم يرتكبوا أي جرم أو ذنب.

وفيما يتعلق بواقع الحريات في السعودية، أشار مندل إلى أن ملف السعودية الحقوقي منذ فترة طويلة يعتبر متراجعا وضعيفا، لكنه ازداد سوءا في السنوات الأخيرة وخاصة بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.

وانتقد المدير التنفيذي للقانون والديمقراطية الموقفَ الدولي الضعيف تجاه السعودية بعد هذه الجريمة، لكنه حمّل اللوم الأكبر على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تغاضى عن هذه الجريمة البشعة سعيا لتحقيق مكاسب اقتصادية، مؤكدا أن الولايات المتحدة شهدت أكبر تراجع في أدائها على الصعيد الحقوقي في عهد ترامب، وعبّر عن أمله في أن يتغير هذا الأداء في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، مشيرا إلى أن أداء الديمقراطيين أفضل حالا من الجمهوريين، وأن ترامب كان الأسوأ أداءً على الإطلاق.

وقال مندل إن واقع الحريات في العالم شهد تراجعا في السنوات الأخيرة، لكنه كان أكثر سوءا في منطقة الشرق الأوسط، ورفض تبرير البعض لقبول الأنظمة المستبدة والتخلي عن حرية التعبير للحصول على الاستقرار، وقال إن الاستقرار الذي تجلبه الأنظمة المستبدة يكون مؤقتا وليس دائما، ضاربا مثالا على ذلك بما جرى في سوريا والعراق وليبيا.

ورغم أنه شدد على بشاعة الجريمة التي تعرض لها المدرّس الفرنسي بسبب عرضه صورا مسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه انتقد سلوك المدرس وعرضه هذه الصور واستفزاز مشاعر فئة من الناس، وقال إنه كان بإمكانه التعبير عن حرية الرأي والتعبير بصورة لا تستفز الآخرين، ولا تؤدي بالتالي لردود فعل غير مقبولة.

وأقر مندل بأن الكثير من الأنظمة حول العالم سعت لاستغلال جائحة كورونا لتقييد حرية تعبير الناس عن آرائهم، مشددا على أن حرية التعبير مكفولة بالقوانين الدولية، وأن هذه القوانين وضعت شروطا محددة ومقيدة جدا للدول لتقييد حرية التعبير، من أبرزها عدم بث خطاب الكراهية أو الإضرار بحقوق الآخرين.