ما وراء الخبر

بلومبيرغ ربطتها بأزمة إيران.. هل ستؤدي إقالة بولتون لتغيير موقف ترامب منها؟

ناقشت الحلقة مدى وجاهة الربط بين إقالة مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي وموقف ترامب من طهران، وهل أسهم وجوده في تشكيل رؤية واشنطن تجاهها؛ وتساءلت عن الانعكاسات المحتملة لهذه الإقالة.

نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عما سمتها مصادر مطلعة أن إقالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمستشاره للأمن القومي جون بولتون، جاءت على خلفية نقاش بينهما بشأن تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، لفتح الطريق أمام إجراء لقاء بين ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني في وقت لاحق من الشهر الحالي.

وتعليقا على هذا الموضوع؛ قال الإعلامي والكاتب الصحفي الأميركي تيم كونستاتين إن جون بولتون ظل أكثر وضوحا في الإفصاح عن السياسة الأميركية تجاه إيران من ترامب الذي كان دائما يترك الأمور مبهمة. وبما أنه من صلاحيات الرئيس اختيار من يرتاح لهم من المستشارين وإن لم يتفق معهم في كل التفاصيل؛ فإنه يبدو أنه قرر إقالة بولتون الذي ظل متباينا معه في المواقف خلال الشهور الماضية بشأن ملفات إيران وحركة طالبان وكوريا الشمالية، وإن توافقا في قضية فنزويلا.

وأضاف –في حلقة (2019/9/11) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن بولتون لم يكن على خلاف مع الرئيس فقط في الإدارة الأميركية، بل اختلف أيضا مع شخصيات كبيرة في مقدمتها وزير الخارجية مايك بومبيو الذي كان يقف ضد بولتون في كثير من الملفات؛ مشيرا إلى أن الرئيس ترامب يميل إلى الدخول في نقاش متواصل مع إيران وكوريا الشمالية رغم أنه يعتبرهما عدوين لأميركا، لكنه قال مرارا إنه لن تحل المشاكل معهما دون التحدث إليهما.

وأوضح كونستاتين أن الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة خلال هذا الشهر فرصة مناسبة لعقد لقاء قمة أميركية إيرانية، لكن نتائج هذا اللقاء ليس من الواضح هل ستكون سيئة أم جيدة، مضيفا أن ترامب يمكنه مواصلة الحوار لإحراز تقدم خلال سنة ونصف بقيت له من مأموريته الأولى، ومؤكدا أن كل شيء ممكن في إدارة ترامب لكن تخفيف العقوبات عن طهران يحتاج إلى تقديم تنازلات منها.

رسالة وواضحة
أما أستاذ العلوم السياسية في الجامعات اللبنانية علي فضل الله فوصف بولتون بأنه لم يكن يفهم إلا منطق الحرب، حتى إن ترامب كان يتدخل أحيانا لتهدئة تشدده تجاه إيران الذي عُرف به منذ كان سفيرا لبلاده لدى الأمم المتحدة في عهد جورج بوش الابن، ومؤخرا كان يريد ردا عسكريا على إسقاط طهران لطائرة مسيّرة أميركية في مياه الخليج.

وأكد أن عداء ترامب لإيران قائم ولن تكون هناك تغيرات جذرية تجاهها، لكن ترامب رجل صفقات وأمامه انتخابات رئاسية يسعى للتجديد له فيها، ويريد إنجازا مع إيران يبيعه لجمهوره الانتخابي، ولذلك سيستغل عقد اجتماعات الأمم المتحدة لترتيب لقاء مع الرئيس الإيراني روحاني. ولفت إلى أن هذا اللقاء سيكون حدثا كبيرا وكل طرف يحسب فوائده منه، فطهران تقول إنها تلقت ثمانية طلبات لعقده ولكنها تسعى لرفع العقوبات عنها ولا تريد لقاء لالتقاط الصور مع ترامب.

ووصف فضل الله إقالة بولتون بأنها رسالة جيدة وواضحة لإيران لكنها غير كافية بالنسبة لها، ورأى أنها قد تكون نتيجة لمحادثات شاقة تجري الآن وستظهر نتائجها خلا أسبوعين، لكن طهران لا ترى أنها مضطرة لتقديم تنازلات كبيرة لواشنطن، كما أن الإقالة ربما جاءت بسبب أن ترامب يعتبر بولتون معرقلا للحوار مع حركة طالبان.