بلا حدود

جائزة نوبل البديلة.. كشف لفظاعة أوضاع حقوق الإنسان بالسعودية

تحدثت هذه الحلقة عن السجناء السعوديين الثلاثة الذين فازوا بـ”جائزة نوبل البديلة” لحقوق الإنسان تقديرا لدورهم الحقوقي في بلادهم، مسلطة الضوء على أوضاعهم وواقع الملف الحقوقي في السعودية بشكل عام.

من المقرر أن تُوزع في العاصمة السويدية استوكهولم يوم الجمعة القادم "جوائز نوبل البديلة"؛ ومن بين الفائزين بها هذا العام ثلاثة نشطاء حقوقيين سعوديين فازوا بجائزتها لحقوق الإنسان، وهم: عبد الله الحامد ومحمد فهد القحطاني ووليد أبو الخير.

لكن الثلاثة لن يحضروا حفل تسلم الجائزة بسبب سجنهم في بلدهم. وهم ليسوا وحدهم في هذا السجن؛ فقد سبقهم مئات رجالا ونساء ولحق بهم مئات أيضا، في سعودية يتدهور فيها وضع حقوق الانسان -حسب منظمات حقوقية- ولا بوادر لتحسنه.

حلقة (2018/11/21) من برنامج "بلا حدود" تحدثت عن السعوديين الثلاثة بمناسبة فوزهم بـ"جائزة نوبل البديلة" لحقوق الإنسان، خاصة أن المساجين الحقوقيين بالسعودية أكثر من ذلك بكثير؛ إذ وصفتها منظمات حقوقية دولية بأنها الدولة "الأكثر قمعا في العالم".

دولة مستبدة
في رده على سؤال: لماذا مُنح السعوديون الثلاثة هذه الجائزة؛ قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة جائزة نوبل البديلة أولي فون أُكسكول إن السبب في ذلك هو شجاعتهم في نشاطهم الحقوقي، رغم أنهم مواطنون لإحدى "أكثر الدول استبدادا في العالم"، ولكونهم قدموا مقترحات ملموسة لتحسين النظام السياسي لبلدهم، ومن المخزي أنهم يكافؤون على ذلك بالسجن.

وأضاف أن جائزة مؤسستهم تُمنح للأشخاص الذين يواجهون مشاكل العالم مثل النضال ضد الاستبداد، ولذلك اختارت هيئتها هؤلاء الثلاثة، لتسليط الضوء على وجودهم وجهودهم وعلى الأوضاع الحقوقية التي يكافحون لتحسينها في السعودية؛ مشيرا إلى أنهم يعملون مع منظمات أخرى مثل "العفو الدولية" للمطالبة بإطلاق سراح الحائزين للجائزة ولبقية المساجين السياسيين هناك.

وأكد أُكسكول أن اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي جعل عمل مؤسسته أكثر إلحاحا من الماضي للمطالبة بإطلاق الفائزين بالجائزة دعما لقضاياهم ومنافحتهم عن حقوق الإنسان والمَلكية الدستورية في السعودية التي هي "أكبر دولة استبدادية". وأنهم لا يستطيعون الذهاب إلى السعودية لتسليم الجائزة لمستحقيها خوفا من تعرضهم للخطر.

ووصف مقتل خاشقجي بـ"العملية الرهيبة" قائلا إنها أعراض للأشياء السيئة التي تجري في البلد، وهي اختبار للانفتاح الذي يدعيه محمد بن سلمان، فإن كان حقيقيا فعليهم أن يستجيبوا لمقترحات الإصلاح المقدمة من الثلاثة الفائزين بالجائزة.

وأوضح أُكسكول أن الصورة الانفتاحية التي روج لها بن سلمان بالأموال الضخمة كانت "فقاعة الصابون" وانهارت جراء اغتيال خاشقجي، لكن مؤسستهم أصيبت بخيبة بالغة لموقف الحكومات التي فضلت صفقات السلاح على حماية حقوق الإنسان.

شكر ومناشدة
أما عمر نجل محمد فهد القحطاني الذي جاء من أميركا إلى السويد ليتسلم جائزة أبيه؛ فشكر مؤسسة الجائزة وقال إنه كان يفترض أن يكون الفائزون هم من يتسلمون جوائزهم بأنفسهم، مشيرا إلى أنه لم يتوقع أن يكون والده سجينا رغم كونه يعلم أنه ناشط سياسي.

ووجه عمر رسالة إلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قائلا: "والدي لم يرتكب خطأ لأن كل ما قاله هو كلمة حق، ويجب أن يكافأ عليها لا أن يسجن.. ونحن أصبحنا نخاف على سلامته في السجن بعد قضية خاشقجي". وطالب بمزيد من دعم المنظمات العالمية لوالده وكل المسجونين سياسيا.

وبدوره؛ شكر رئيس منظمة قسط لحقوق الإنسان يحيى عسيري –الذي سيتسلم الجائزة نيابة عن أصحابها- مؤسسة جائزة نوبل البديلة على خطوتها هذه، كما وجه الشكر إلى المسجونين السعوديين على نشاطهم الحقوقي، قائلا إنهم كان بوسعهم أن يعيشوا حياة رغيدة دون الاهتمام بشعبهم ومعاناته، لكنهم فضلوا السجن على عروض الإغراء التي قدمتها لهم السلطات.

وأوضح عسيري أن السلطات السعودية قدمت خدمة للفائزين الثلاثة لأنهم أصبحوا أبطالا لكثير من الشباب السعودي، وفوزهم بالجائزة سيسلط الضوء على ما يحدث داخل البلاد ويعكس حقيقة الوضع الحقوقي بشكل أكبر، وهي تخليد لتاريخ الفائزين بها ونضالهم في سبيل المطالبة بحقوق شعبهم والتضحية من أجل ذلك. واتهم بن سلمان بأنه يتاجر بملف الانفتاح الاجتماعي كما تاجر أسلافه بالدين.