بلا حدود

هل ينجح "نوبك" الأميركي بالضغط على أوبك؟

إلى أين ستنتهي الأزمة بين الإدارة الأميركية وبين منظمة “أوبك”، بعد تلويح الولايات المتحدة الأميركية بإقرار قانون “نوبك” في حال لم ترضخ دول المنظمة للضغوط الأميركية وترفع إنتاجها من النفط.

إلى أين ستنتهي الأزمة بين الإدارة الأميركية وبين منظمة "أوبك"، بعد تلويح الولايات المتحدة الأميركية بإقرار قانون "نوبك" في حال لم ترضخ دول المنظمة للضغوط الأميركية وترفع إنتاجها من النفط.

برنامج "بلا حدود" ناقش في حلقته بتاريخ (2018/10/10) هذه الأزمة وقضايا اقتصادية أخرى، مع خبير النفط العالمي ممدوح سلامة.

وبحسب سلامة، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لخفض أسعار النفط من أجل فوز حزبه في الانتخابات النصفية للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، كما يسعى لإبقاء التعامل بالدولار في تجارة النفط بما بات يعرف بالبترودولار، بمواجهة عملة البترويوان التي أصبحت ملاذا للدول التي تخضع لعقوبات أميركية ودول أخرى ينافس اقتصادها الاقتصاد الأميركي.

لكن سلامة أشار إلى أن ترامب على المدى البعيد سيجد نفسه بحاجة لرفع أسعار النفط من أجل استخراج النفط الصخري الأميركي، الذي يتراوح سعر إنتاج البرميل الواحد منه بين 50 و70 دولارا تقريبا.

أوبك تستطيع
في المقابل، رأى خبير النفط العالمي أن دول "أوبك" قادرة على مواجهة سيف قانون "نوبك" الذي يلوح به ترامب" لمقاضاة هذه الدول بتهمة احتكار إنتاج النفط وتصديره.

وبحسب سلامة، فإن دول أوبك قادرة على  وقف صادراتها النفطية للولايات المتحدة الأميركية، والتي تقدر بنحو خمسة ملايين برميل نفط يوميا، منها مليون برميل من المملكة السعودية.

وتحدث سلامة عن تحالف "أوبك بلص" الذي يجمع روسيا بدول أوبك، والذي أثبت فعاليته في نوفمبر/كانون الثاني 2017، عندما بدأت المنظمة تخفض إنتاجها.

ووصف قانون "نوبك" بأنه ابتزاز أميركي لدول الخليج العربي، مستغربا تصديق الدول العربية للمزاعم الأميركية بأن الأخيرة هي التي تحمي المنطقة، مؤكدا أن العكس هو الصحيح، حيث إن الولايات المتحدة هي جزء من مشاكل المنطقة، بدعمها المتواصل لإسرائيل بالسلاح والمال.

وقال سلامة إن الإدارة الأميركية غزت العراق من أجل برميل النفط والإبقاء على التعامل بالدولار في تجارة النفط، وهذا ما اعترف به كبار المسؤولين الأميركيين.

عقوبات إيران
وفيما يتعلق بمصير العقوبات الأميركية على إيران، أكد سلامة أن مصيرها الفشل الذريع، وأن إيران لن تخسر شيئا، مدللا على ذلك بعدة أمور: أولها أن الغالبية العظمى من دول العالم تعارض العقوبات على إيران خصوصا أن الأخيرة لم تخل بالاتفاق السابق.

ثانيا أن إيران بإمكانها التعامل بالبترويوان الذي يعطل العقوبات الاميركية، بالإضافة إلى سعي الصين وروسيا لإفشال العقوبات الأميركية خصوصا مع وجود عقوبات ضدهما، ولا سيما أن الصين قادرة على شراء كل الإنتاج الإيراني وبالبترويوان، "وأخيرا فإن 95% من صادرات النفط الإيرانية تذهب لأربع دول هي: الصين والهند والاتحاد الأوروبي وتركيا".

وبحسب سلامة، فإن قرار تعطيل العمل بالاتفاق النووي الإيراني اتخذ في تل أبيب وليس في البيت الأبيض، منبها إلى فشل العقوبات الأميركية على روسيا.