بلا حدود

ممدوح سلامة: انعكاسات خطيرة لتراجع أسعار النفط

توقع مستشار البنك الدولي لشؤون النفط والطاقة ممدوح سلامة أن يتراجع سعر برميل النفط تحت الخمسين دولار إذا لم تتخذ أوبك قرارات بخفض الإنتاج، منتقدا سياسات بعض الدول المنتجة.

حذر مستشار البنك الدولي لشؤون النفط والطاقة البروفيسور ممدوح سلامة من أن التراجع الحالي في أسعار النفط عالميا قد يؤدي لاضطرابات سياسية، مرجحا مزيدا من التراجع في الأسعار.

وأضاف سلامة خلال حلقة الأربعاء (7/1/2015) من برنامج "بلا حدود" أن سعر برميل النفط من الممكن أن يهبط تحت الخمسين دولارا إذا لم تتخذ أوبك قرارات بخفض الإنتاج، منتقدا سياسات بعض الدول المنتجة الرافضة لتخفيض إنتاجها.

واعتبر الخبير الاقتصادي الدولي أن تمسك دول كالسعودية بحصتها في سوق إنتاج النفط، سيؤثر في المقام الأول على اقتصاد المملكة، لأن بيع هذا الكم من الإنتاج بهذا السعر المتدني، يعني فقدانها كمّا هائلا من احتياطاتها النفطية.

وأشار سلامة إلى تراجع الكمية المستوردة من قبل الولايات المتحدة من نفط دول الخليج والشرق الأوسط بشكل عام بما يزيد على 30%، لكنه أكد أنه حتى لو توقف استيراد الولايات المتحدة كليا من نفط الشرق الأوسط فإنها لن تتخلى عن مصالحها في المنطقة التي تمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم، إضافة إلى التزامها بحماية إسرائيل.

اقتصاد الخليج
وكشف أن دول الخليج العربية تستورد مواد غذائية من الولايات المتحدة بأكثر من خمسين مليار دولار سنويا، فضلا عما تنفقه يوميا في دعم الطاقة والمياه والكهرباء للمواطنين.

وطالب سلامة دول الخليج باستخدام الطاقة المتجددة في تحلية مياه الخليج وبحر العرب والبحر الأحمر بدلا من الاعتماد على المياه المحلاة باستخدام طاقة النفط التي قال إنها تستهلك أكثر من مليون برميل يوميا.

كما دعا دول الخليج إلى تنويع مصادر دخلها والتحول نحو الطاقة المتجددة والسعي نحو الاكتفاء الذاتي من غذائها، وأشار إلى أن العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز استطاع تحقيق اكتفاء بلاده ذاتيا من الغذاء، لكن التكلفة كانت أعلى.

وردا على سؤال عما إذا كانت دول الخليج العربية مهددة بالعودة لحياة الصحراء والخيام، في ظل الدراسات التي تحذر من نضوب احتياطات هذه الدول من النفط، قال سلامة إن البترول سينضب آجلا أم عاجلا، كما أن العالم يتجه إلى مصادر أخرى للطاقة كالطاقة النووية وهو ما يحدث في اليابان وأوروبا، فضلا عن أن العديد من الصناعات تعتمد على الغاز الطبيعي.

وتابع أن 90% من استخدام النفط حاليا يستهلك في تزويد السيارات ووسائل النقل، وقال إن من الصعب أن تتحول السيارات إلى استخدام مصادر طاقة أخرى كالكهرباء قبل نهاية القرن الحادي والعشرين، وذلك لأسباب تكنولوجية واقتصادية.

وبشأن تأثر أو عدم تأثر الدول المنتجة للغاز الطبيعي إلى جانب النفط بتراجع أسعار البترول، قال إنها ستتأثر بالتأكيد لأن سعر الغاز الطبيعي عالميا يتأثر بانخفاض أسعار البترول.

وختم مستشار البنك الدولي لشؤون النفط والطاقة بأن سعر النفط سيرتفع في النصف الأول من هذا العام، وسيستعيد الخسائر التي مُني بها.