بلا حدود

عبد الفتاح مورو.. تجربة الحركات الإسلامية في السلطة ج1

حلّ نائب رئيس حركة النهضة التونسية عبد الفتاح مورو ضيفا على حلقة الأربعاء 19/3/2014من برنامج “بلا حدود”، مستعرضا تجربة الحركات الإسلامية في السلطة، وحاجتها للتجديد والمواكبة في العمل السياسي.

حلّ نائب رئيس حركة النهضة التونسية عبد الفتاح مورو ضيفا على حلقة الأربعاء 19/3/2014 من برنامج "بلا حدود" مستعرضا تجربة الحركات الإسلامية في السلطة وحاجتها للتجديد والمواكبة في العمل السياسي.

بداية قال مورو إن الواقع والشرع والمصلحة تفرض على الحركة الإسلامية أن تنتقد نفسها وتراجع مواقفها امتثالا لأوامر القرآن الكريم، ووصف الفعل السياسي بأنه معالجة لواقع ظرفي، ويجب أن يفهم العمل السياسي على أساس أنه نشاط ذهني وفكري يقبل النقد والمراجعة، ولا يجب تقديسه حتى ولو انطلق من منظومة دينية، ويكون الخطأ والصواب هو مقياس النقد.

وأضاف أن تسلسل الأحداث التي مرت بها ثورات الربيع العربي أوضح أن الحركات الإسلامية جوبهت بواقع جديد لم تستعد له، لأنها كانت تعاني الإقصاء وقياداتها كانوا في السجون، حيث طولب بالتعامل مع واقع جذوره التي تعود لسبعة قرون.

وأبان أن مفهوم الحزب يعد جديدا على العالم العربي والإسلامي، حيث كان أداة جديدة لتحقيق الاستقلال من المستعمر، وقامت أحزاب للتحرير، مشيرا إلى الحاجة لتطوير الحركات الإسلامية من إصلاحية اجتماعية إلى جماعات سياسية منتقاة تقصد الوصول للحكم.

عبد الفتاح مورو: الإسلاميون بشر ولا يحملون عصا سحرية لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بين يوم وليلة

ودعا إلى التفريق بين عقلية المربي والمعلم الذي يدعو الناس لتعلم الإسلام كما أنزل، والناشط السياسي الذي يأخذ من المنظومة العقائدية الشرعية ما يمكن أن يوافق الواقع ويفهمه الناس، ضاربا مثلا بتنازل الرسول صلى الله عليه وسلم ظرفيا في الميدان العسكري في بعض المواقف، كما حدث في صلح الحديبية وموقعة بدر حيث كان يتصرف كقائد عسكري يستخدم الحرب والمكيدة.

وأكد انتقال الإسلاميين لمرحلة قيادة الأمم ودخولهم مرحلة جديدة في تاريخ الأمة الإسلامية، وهذا يفرض عليهم الخروج من واقعهم المنعزل، حيث إن اليوم يمثل فترة انفتاح على الواقع الجديد تحتم على الجماعة تقديم الحلول المثلى للواقع المتردي اقتصاديا واجتماعيا، آخذين في الاعتبار واقع الدولة التي تشكلت بعد الاستقلال وتجمع بين المسلم والمسيحي.

وشدّد على أن الإسلاميين بشر ولا يحملون عصا سحرية لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بين يوم وليلة، منتقدا شعار "الإسلام هو الحل"، الذي يراه شعارا غير واقعي.

وطالب الإسلاميين بأن يكونوا صادقين، وخطباء ينفذون إلى قلوب الناس، مبينا أهمية إدراك السياسي للواقع الذي يعيشه ويرسم لنفسه أهدافا مرحلية تأخذ القدرات المتاحة بعين الاعتبار، داعيا إلى تجرد السياسي وسعيه لتنفيذ أهداف شعبه لا أغراض حزبه.