بلا حدود

غاي بيرغر: يجب التحرك دوليا لوقف الانتهاكات ضد الصحفيين

قال غاي بيرغر مدير إدارة حرية التعبير ووسائل الاتصال بمنظمة اليونسكو إن العالم العربي يحتاج إلى محكمة خاصة لملاحقة مرتكبي الانتهاكات الحقوقية بأشكالها ضد الصحفيين، في ضوء تصاعد هذه الانتهاكات.

أكد غاي بيرغر مدير إدارة حرية التعبير ووسائل الاتصال في منظمة اليونسكو ضرورة وجود تحرك دولي لوقف جرائم القتل بحق الصحفيين، وتقديم الجناة للمحاكمة.

وأضاف بيرغر خلال حديثه أمس الأربعاء (5/11/2014) لبرنامج "بلا حدود" أن العالم العربي ربما يحتاج إلى محكمة خاصة لملاحقة مرتكبي الانتهاكات الحقوقية بأشكالها ضد الصحفيين، في ضوء تصاعد هذه الانتهاكات خلال الفترة القليلة الماضية.

وأوضح أن منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة تقوم بإدانة عمليات القتل والانتهاكات الحقوقية التي يتعرض لها الصحفيون في العالم، لكن على حكومات الدول الأعضاء أن تمد المنظمة بمعلومات في هذا الإطار، لأن الكثير من حوادث قتل الصحفيين لا يتم الإعلان عنها.
يشمل نطاق اختصاصات بيرغر في اليونسكو سلامة الصحفيين، وحرية الإنترنت، وتعددية وسائل الإعلام، وتعليم الصحافة

وأكد بيرغر أن هناك جرائم عددية ترتكب ضد الصحفيين، معتبرا أن أسوأ أنواع الرقابة هو قتل الصحفي، وقال إن "أي هجمة على الصحفي هي هجمة على الإنسانية برمتها، لأنه ليس هجوما على شخص بعينه بل على المجتمع كاملا، فالرأي العام يتعرض للتهديد فيخضع لرقابة ذاتية، لأنهم يشعرون بالخوف ويخشون أن يتحدثوا".

وأضاف أن اليونسكو تلقت رسالة من الأمم المتحدة ومقررها الخاص بحقوق الإنسان، تؤكد أن هناك 120 عالما من العالم الإسلامي قالوا إنه غير مقبول في الدين الإسلامي قتل دبلوماسي أو سفير أو أي رسول، وبالتالي فإنه من البديهي أن الإسلام لا يقبل قتل الصحفي، الذي يعد بمثابة رسول يحمل رسالة.

الإفلات من العقاب
وبشأن إفلات أغلب مرتكبي الجرائم والانتهاكات ضد الصحفيين من العقاب خاصة من الأنظمة والحكومات، قال المسؤول الدولي إنه يجب ضمان ألا يفلت أي شخص يهاجم الصحفي من العقاب والمساءلة، لكن في بعض الحالات تكون هناك حاجة إلى عمل دولي إذا لم تقم الحكومات بدورها في هذا الإطار بالشكل السليم.
 
وأضاف "من الأهمية بمكان أن تدين الحكومات قتل الصحفيين وأن تقوم بالتحقيق وجلب المعتدين للعدالة، لكن المجتمع الدولي عليه أيضا أن يقوم بذلك".
 
كتب بيرغر العديد من المقالات حول الإعلام، وحاز العديد من الجوائز، منها جائزة خريجي هيئة فولبرايت، وجائزة سلامة الإعلام من منتدى المحررين الوطنيين بجنوب أفريقيا

واعتبر أنه من المهم أن تدرك كافة الحكومات أن قتل الصحفيين أمر لا يمكن اعتباره جريمة واحدة بعينها، وإنما هو في الحقيقة يمثل مؤشرا على مرض اجتماعي، لأنه إذا لم تتحقق العدالة للصحفي فهذا يعني أن الأنظمة والحكومات عاجزة عن تحقيقها للمجتمع، لذلك فالحكومات يجب أن تقدم قدوة من خلال مساءلة قتلة الصحفيين.

وبشأن إقدام بعض الأنظمة والحكومات -لا سيما في العالم العربي- على توجيه اتهامات جنائية للصحفيين لعدم اتهامها بارتكاب انتهاكات ضدهم، قال بيرغر "في بعض الأحيان قد تكون الحكومات محقة في توجيه هذه الاتهامات للصحفيين، ولكن في النهاية القتل جريمة، والصحافة تعد حقا للإنسان يتمثل في حقه في التعبير".

وشدد بيرغر على أهمية أن تقوم المؤسسات الإعلامية بتدريب صحفييها على العمل في البيئات المعادية والخطرة كسوريا والعراق وغيرهما من مناطق الحروب والاحتقان حول العالم، كما شدد على ضرورة توثيق ما يحدث من جرائم وانتهاكات بحق الصحفيين "لأن الحروب تنتهي وبالتالي تبدأ عملية العدالة التي تحتاج لأدلة عن المسؤولين عن الجريمة".