صورة عامة - بلاحدود 1/9/2010
بلا حدود

مسؤولية جرائم الحرب في أفغانستان

تستضيف الحلقة خبير القانون الدولي محمود المبارك ليتحدث عن جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الأميركية والغربية في أفغانستان، ومسؤولية المجتمع الدولي عن ذلك.

– جرائم العدوان والاحتلال والإبادة
– قصف المدنيين ومحاولات إخفاء الجرائم والاغتصاب

– دور المحكمة الدولية وجريمة حماية تجارة المخدرات

– الدوافع الأميركية للحرب وسبل ملاحقة المسؤولين قضائيا

 

أحمد منصور
أحمد منصور
محمود المبارك
محمود المبارك


أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود. منذ قيام القوات الأميركية بحملتها العسكرية واحتلالها أفغانستان مع جيوش حلفائها بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 وآلات الحرب الأميركية بحق الشعب الأفغاني لم تتوقف غير أن هذا السجل الأسود الذي قارب على العشر سنوات لم يجد بعد من يسجل أحداثه أو يحصي جرائمه لا سيما الضحايا من المدنيين العزل من النساء والأطفال والشيوخ، حتى أن مجرم الحرب الأميركي -كما وصفه كثير من المراقبين- وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد قال "نحن طبعا لا نقوم بإحصاء القتلى من الأعداء لأن الموت يشجع على تكوين رؤية كئيبة حول الحرب" وكأن الحرب في نظر هؤلاء ليست سوى متعة تماما كما وصفها الجنرال جيمس ماتيس الذي عينه الرئيس الأميركي باراك أوباما في يوليو من العام الماضي رئيسا للقيادة العسكرية الوسطى التي تضم أفغانستان والعراق وآسيا الوسطى والشرق الأوسط خلفا للجنرال ديفد باتريوس حيث قال الجنرال ماتيس في محاضرة ألقاها في مدينة سان دييغو الأميركية في عام 2005 عن الأفغان "حينما تذهب إلى أفغانستان وتجد أناسا يصفعون النساء لأنهن لا يرتدين الحجاب تجد أن إطلاق النار على هؤلاء الرجال متعة رائعة، سأقاتل مع جنودي هناك لأن قتال هؤلاء في الحقيقة أمر مسل للغاية، من الممتع أن تقتل بعض الناس، أنا أحب العراق" هذا ما قاله الجنرال ماتيس وهو نفس الجنرال الذي قاد الحرب القذرة ضد مدينة الفلوجة وأحرقها على أهلها في العام 2004 وكان قبلها قائدا لقوات المارينز في العراق في حرب عام 1991 وقال لجنوده وهو يستحثهم على قتل العراقيين "من مهام كل جندي من قوات المارينز أن يقتل عراقيا ويرسل رأسه إلى أمه في منزلها" وقال لهم أيضا "تعاملوا باحترافية وكونوا عازمين على قتل أي شخص تواجهونه" مجرم الحرب هذا حسب وصف المراقبين أيضا هو الذي يرأس القوات التي تمارس القتل في أفغانستان والعراق منذ ما يقرب من عقد من الزمان ولنا أن نتخيل حجم الجرائم التي يمكن أن ترتكب من قائد يستمتع بقتل الناس. في هذه الحلقة نحاول أن نسجل للتاريخ شيئا من هذه الجرائم حتى يأتي جيل يعرف ما الذي حل بهذه البلاد إذا كان الأمر قد وصل بهذا الجيل إلى حد عدم المبالاة أو الاهتمام بما تحصده آلة الحرب الأميركية كل يوم من ضحايا. ضيفي هو خبير القانون الدولي الدكتور محمود المبارك، ولد في الإحساء شرق المملكة العربية السعودية عام 1960 حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الملك سعود في الرياض عام 1982 وعلى الماجستير في السياسات المقارنة من جامعة مارشال في الولايات المتحدة عام 1985 ثم على درجة أخرى للماجستير في العلاقات الدولية من جامعة أريزونا في الولايات المتحدة عام 1994 ثم على درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة ريدن في بريطانيا عام 1998، يعمل الآن أستاذا للقانون الدولي في جامعة الملك فيصل في المملكة العربية السعودية، عضو في العديد من جمعيات القانون الدولي ويكتب بانتظام حول قضايا الأمة السياسية والقانونية. ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا على أرقام هواتف البرنامج التي ستظهر تباعا على الشاشة. دكتور مرحبا بك.


محمود المبارك: حياكم الله.

جرائم العدوان والاحتلال والإبادة


أحمد منصور: لو سألتك في البداية ما هي جرائم الحرب الأساسية التي ترتكبها القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان؟


محمود المبارك: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. في الواقع أن ما تقوم به القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان هي جرائم من الوزن الثقيل في المعنى القانوني الدولي ولا يمكن لنا في مثل هذه العجالة أن نحصيها فضلا عن أن نفصل فيها، واقع الأمر أن القوات الأميركية وقوات الناتو منذ أن قدمت إلى أفغانستان ارتكبت ما لم تفعله أمة بأمة في التاريخ البشري المقروء والمسموع والمعروف..


أحمد منصور: إلى هذا الحد!


محمود المبارك: نعم، بل قد يكون ما لا يخطر على بال، ليس فقط ما ليس موجودا وإنما ما لا يخطر على بال.


أحمد منصور: يعني ما فعله السوفيات أثناء احتلالهم لأفغانستان طوال 11 عاما يفوق بكثير ما فعله الأميركيون الآن منذ العام 1991 وحتى الآن في أفغانستان؟


محمود المبارك: ما فعله الأميركان في أفغانستان أنسى كل ما قبله يعني الأميركيون ومعهم قوات الناتو حين قدموا إلى أفغانستان لاحقا عملوا في أفغانستان ما لو ربما لو أردنا أن نضع خطة ونفكر ماذا يمكننا أن نفعل بأمة معينة لكي نلقنها كل الدروس الصعبة التي لا يمكن أن تنساها لن نصل إلى هذه الأفكار التي قام بها الأميركان.


أحمد منصور: لو أردنا أن نقف على الجرائم الأساسية التي ارتكبها الأميركان والتي تقول إنها غير مسبوقة في التاريخ أن تفعل أمة بأمة ما فعله الأميركان بالأفغان؟


محمود المبارك: في الواقع أن الجرائم التي تقوم بها القوات الأميركية وقوات الناتو ربما نقسمها إلى قسمين، القسم الأول هو جرائم ظاهرة هذه الجرائم واضحة تتناقلها وسائل الإعلام وترتكب بشكل يومي من قبل القوات الأميركية وقوات الناتو..


أحمد منصور: لو أردنا أن نعدد هذه الجرائم الظاهرة، أولا؟


محمود المبارك: أول جريمة وأخطر جريمة هي كانت جريمة العدوان التي قامت بها الولايات المتحدة لأن الولايات المتحدة غزت دولة حرة ومستقلة عضو في الأمم المتحدة والولايات المتحدة ملزمة بميثاق الأمم المتحدة ألا تغزو دولة أخرى بموجب المادة اثنين أربعة عدم استخدام القوة المسلحة ضد أي دولة أخرى فقامت الولايات المتحدة بغزو لدولة حرة مستقلة بدون الحصول على إذن من مجلس الأمن وليست حالة دفاع عن النفس كما تزعم الولايات المتحدة..


أحمد منصور (مقاطعا): حتى لو مقاومة للإرهاب؟


محمود المبارك: لا، الإرهاب أمر مختلف تماما، هذا ليس إرهابا..


أحمد منصور (مقاطعا): ما تعرضت له الولايات المتحدة في 11 سبتمبر من العام 2001 لا يسمح لها بأن تقوم برد العدوان الذي ارتكب ضدها كما قال المسؤولون الأميركيون؟


محمود المبارك: الحق الذي يعطيه القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في ردة الفعل التي ينبغي أن تقوم بها الولايات المتحدة هي بموجب المادة اثنين ثلاثة وبموجب المادة 33 واحد من ميثاق الأمم المتحدة والمواد الأخرى ذات الصلة التي لا تشمل استخدام القوة المسلحة إلا في حال الحصول على تفويض من قبل مجلس الأمن..


أحمد منصور: ولم يحصلوا عليه.


محمود المبارك: لكن الولايات المتحدة حصلت على ما يسمى بتفويض لمحاربة الإرهاب بشكل عام وليس لأجل غزو دولة أخرى، غزو دولة أخرى هذا يحتاج إلى تفويض مخصص كما صنع في العراق عام 1990 لما حصلت الولايات المتحدة والقوات المشاركة في إخراج القوات العراقية من الكويت حينئذ كان قرار مجلس الأمن.


أحمد منصور: إذاً الجريمة الأولى هي العدوان واحتلال دولة لدولة أخرى حرة ومستقلة.


محمود المبارك: والاحتلال الذي تبع العدوان هو كذلك جريمة لأن..


أحمد منصور: جريمة منفصلة عن العدوان.


محمود المبارك: بالتأكيد لأن..


أحمد منصور: يعني عندنا الآن العدوان ثم الاحتلال.


محمود المبارك: هذا صحيح. ومنذ 7 أكتوبر 2001 منذ أن بدأت الولايات المتحدة بإطلاق قنابلها وصواريخها على أرض أفغانستان والمجازر ترتكب وهدموا البيوت الآمنة تعرضوا حتى المدنيين لم يعني يألوا جهدا في استهدافهم، وصلوا حتى الأطفال اختطفوهم..


أحمد منصور: (مقاطعا): طيب حتى يكون يعني رصدنا لهذه الجرائم رصدا علميا ومسلسلا قلنا إن الجريمة الظاهرة قلت أنت إن هناك جرائم ظاهرة، معنى ذلك أن هناك جرائم غير ظاهرة أيضا.


محمود المبارك: نعم، نعم.


أحمد منصور: نحن في إطار الحديث عن الجرائم الظاهرة، الجريمة الأولى هي العدوان الجريمة الثانية هي الاحتلال.


محمود المبارك: هي الاحتلال نعم لأن الاحتلال يجب أن ينتهي، وجود القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان لا بد أن ينتهي، الاحتلال يعني يجوز أن يكون وقت الحرب فقط، بعد أن تنتهي الحرب وهم يزعمون أن الحرب انتهت منذ عام 2001 يجب للقوات المحتلة أن تغادر البلاد لكن الولايات المتحدة أبقت على قواتها هناك.


أحمد منصور: ثالثا الجريمة الثالثة؟


محمود المبارك: الجريمة الثالثة هي جريمة خطيرة للغاية في القانون الدولي تسمى جريمة الإبادة، الولايات المتحدة قامت بجريمة إبادة في أنحاء متفرقة من أفغانستان وهذا ليس سرا، ربما لم يكن معلوما في وقته ولكن تبين لاحقا من خلال الصحفيين المرافقين الذين يسمون في القانون الدولي embedded  اللي هم المرافقين تحت إمرة القوات الأميركية ومن معهم وهؤلاء رصدوا كثيرا من المخالفات القانونية الدولية بعد هذا أفصحوا عنها..


أحمد منصور: نشروها.


محمود المبارك: نشروها، من هذا على سبيل المثال..


أحمد منصور: اضرب لنا أمثلة.


محمود المبارك: أعطيك مثالا، مثال فيديو عرضه شخص باسم جيرمي دوران، الفيديو يحمل العنوان the convoy of death أو قافلة الموت، هذا الفيديو من أخطر ما عرض من الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة لأنه في عام 2002 سلم قرابة ثمانية آلاف شخص أنفسهم ممن يعتبرون من مقاتلي طالبان أو المحسوبين عليهم للقوات الأميركية وقوات دستم على شرط كمتفاهم عليه وأخذوا منهم ميثاقا لفظيا تفاهما -حسبما صرح لاحقا الصحفيون- على أنه توفر حياتهم بمعنى أنهم لا يقتلون ويعادوا إلى أماكنهم وبيوتهم، بعضهم أفغان وبعضهم غير أفغان، ما صنع بهم الأميركيون هو أنهم وضعوهم في شاحنات كالبهائم أو ربما حتى أسوأ من البهائم -ربما للبهائم من يدافع عنهم- وبعد هذا حملوا من مائتين إلى ثلاثمئة شخص في شاحنة وعبوا هذه الشاحنات بقرابة ثمانية آلاف شخص ورحلوهم وهذه الشاحنات ليس فيها حتى متنفس للهواء فلما ضربوا وأزعجوا من معهم وقالوا نريد هواء نتنفس أمر القائد الأفغاني الذي هو تحت إشراف القائد الأميركي أمر الجنود الأفغان بإطلاق الرصاص على الشاحنات لكي يتنفس الناس ومن خلال إطلاق الرصاص هذا قتل عدد من المحتجزين..


أحمد منصور (مقاطعا): هذه الجريمة تعرف تاريخيا باسم مذبحة قلعة جنجي..


محمود المبارك: مزار الشريف.


أحمد منصور: وهي كانت في مزار الشريف وعدد الضحايا حوالي خمسة آلاف تقريبا ممن قتلوا في القلعة وممن قتلوا في الشاحنات وهنا على قناة الجزيرة قمنا ببث هذا الشريط عدة مرات حول تفاصيل هذه المذبحة، الرئيس أوباما بعد توليه السلطة أصدر أوامره بالتحقيق ولكنه سحبها مرة أخرى تحت الضغط مما يعني أن هذه واحدة من أكبر الجرائم أو المذابح التي ارتكبت في أفغانستان لأناس كانوا يعتبرون أسرى.


محمود المبارك: أريد أن أشير إلى نقطة هامة، أن هذا الفيديو هذا الفيديو الوثائقي عرض في أكثر من خمسين دولة ليس من بينها أميركا بالمناسبة..


أحمد منصور: وعرض أمام البرلمان الأوروبي على فكرة.


محمود المبارك: وعرض أمام البرلمان الأوروبي والبرلمان الألماني، ولما رآه البرلمانيون الألمان دمعت عيونهم بكوا من المناظر التي رأوها، مناظر شنيعة لا يتقبلها إنسان..


أحمد منصور (مقاطعا): القوات الألمانية تمارس جرائم القتل في أفغانستان الآن.


محمود المبارك: هذا صحيح لكن البرلمانيين هؤلاء سياسيون يختلفون عن بعض من يقوم.. بالمناسبة هذه يعني من الجوع والعطش الذي مر بهم صار يأكل بعضهم بعضا صار الأحياء يأكلون من الأموات في الشاحنات.


أحمد منصور: على فكرة حتى لا نطيل في هذا الموضوع يعني أنت فجرت شيئا كنت أتكتم أنا عليه، أنا سجلت شهادة أحد هؤلاء الناجين القلائل الذين نجوا من تلك المذبحة وسنبثها قريبا إن شاء الله على التلفزيون.


محمود المبارك: أنا أشكركم شخصيا وأشكر القناة على هذه الجهود وأتمنى من القنوات العربية الأخرى أن يهتموا بهذه المواضيع بدل أن يهتموا بسفاسف الأمور، يعني لو كانت هذه الجريمة مرتكبة من قبل مسلمين ضد غربيين لقامت الدنيا ولم تقعد لظلوا يرددون هذا، نحن نعلم ماذا فعلوا بالنازيين وصنعهم باليهود لا يزالون يرددون هذه الأسطوانة ونحن أمامنا جرائم تنسي جرائم النازيين باليهود.

قصف المدنيين ومحاولات إخفاء الجرائم والاغتصاب


أحمد منصور: غير هذه الجريمة، الجرائم العامة في هذا الإطار؟


محمود المبارك: الجرائم العامة أنهم بالطائرات في القرى وفي المدن الطائرات التي هي من غير طيار هذه تقصف بالليل والنهار ليس فقط في أفغانستان حتى في باكستان صاروا يستخدمونها يعني باكستان على سبيل المثال في هذا العام وحده قصفوا أكثر من خمسين مرة أكثر من خمسين رحلة طائرات بدون طيار تقصف في المناطق المدنية، هذه الطائرات محرم استخدامها في القانون الدولي في المناطق المدنية، لماذا؟ لأنها هذه في المناطق التقليدية تكون مزدحمة بالسكان ولما تضرب فيها العسكريين هذا أمر لكن تضرب فيها المناطق المدنية معناها الأطفال والنساء وكل من هم مدنيون ليسوا محاربين سيصيبهم هذا الضرر.


أحمد منصور: الأمم المتحدة أصدرت تقريرا في 2 يونيو الماضي حول هذا الموضوع وقالت إن عمليات القتل المستهدف التي ترتكب من قبل القوات الأميركية على الحدود الباكستانية الأفغانية وحملت الـ CIA المسؤولية لأن الـ CIA هي التي تسير هذه الطائرات لكن الـ CIA ردت أنهم يمارسون هذا القصف وفق القانون الدولي، من خلال معرفتك أنت بالقانون الدولي ما الذي يتيحه القانون الدولي للـ CIA لاستخدام الطائرات بدون طيار وقتل المدنيين على الحدود؟


محمود المبارك: طبعا الـ CIA مجرمة وتعلم أنها مجرمة والمجرم لا يرضى أن يقال له مجرم، أي سارق حتى لو حكمت المحكمة عليه في أنه سارق لا يرضى أن يشار إليه أنه سارق أو أنه مجرم، فالاستخبارات الأميركية ووزارة الدفاع الأميركية أيضا هناك ما هو أشنع أخي الكريم، رامسفيلد وقت الحرب على أفغانستان في ذروتها في عام 2002 كانت تضرب القوات العسكرية المستشفيات والمدارس ولما سئل عن هذا في مؤتمر صحفي -وهذا موثق- قال ليس خطأنا أن يختبئ قادة طالبان في المستشفيات وفي المدارس.


أحمد منصور: حتى اليوم يتهمون قادة يعني حينما يسقط مدنيون يقولون بأن طالبان تستخدم المدنيين كدروع ونحن نستهدف.. حتى اليوم حتى الحوادث التي حصلت اليوم.


محمود المبارك: بينما أريد أن أشير إلى نقطتين، اتفاقية جنيف الرابعة تحرم عليهم هذا بمعنى أن -الرابعة عام 1949- يجوز لهم حتى لو اختبأ المقاتلون بين المدنيين لا يجوز أن يصيبوا المدنيين لأجل إصابة العسكريين، هذه واحدة، الثانية أن هذه الحجة استخدمت من قبل النازيين في الحرب العالمية الثانية ورفضت في محاكم نورنبرغ فيعني هم يستخدمون وكذلك الإسرائيليون استخدموها في حرب غزة، تشابهت قلوبهم، يعني يستخدمون نفس الحجة التي استخدمها النازيون قبل ستين عاما.


أحمد منصور: هل رصدت بعض القصص أو الأحداث أو ما ذكره بعض الصحفيين حول هذه الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين على اعتبار أنهم يتهمون المدنيين بأنهم يؤون طالبان فيما بينهم؟


محمود المبارك: طبعا القول والقول الذي يرد عليه كثير جدا في الصحافة الغربية ولكن هناك مواقع مستقلة بمعنى أنها ليست حكومية لا تتبع الحكومة يعني هذه المواقع تأخذ من مصادر هندية وباكستانية وأفغانية ومستقلين هناك صحفيون لهم مراسلوهم يأخذون منها كل هؤلاء يجمعون على أن ما تقوم به الولايات المتحدة وقوات الناتو هي جرائم حرب لا خلاف في هذا ومع ذلك لم تفتح التحقيقات.


أحمد منصور: هذه نقطة سأعود لها لكن اسمح لي في هذا الإطار يا دكتور يعني وأنا أقوم بالتحضير هناك قصة من بين عشرات القصص التي قرأتها ولكنها أكثر يعني مؤثرة جدا كتبها الصحفي البريطاني مايكل بلاك ونشرت في 23 مارس الماضي عن عمليات القتل التي تقوم بها الناتو العشوائية للأطفال والنساء والبيوت يعني يروي القصة يقول إن العملية تمت في الليل وقامت بها طائرتان مروحيتان أميركيتان ضد سكان منزل في قرية كاراخيل في مقاطعة وردك جنوب غرب كابول ولم يجرؤ أحد على الدخول إلى المنزل الذي تمت العملية ضده حتى بزوغ النهار وكان المشهد الذي رواه ابن عم صاحب البيت كالتالي "لقد تأكدت مخاوفه في اللحظة التي دخل فيها بوابة المنزل عند بزوغ أول خيوط الفجر، وجد جثة ابن عمه البالغ من العمر 32 عاما والذي عاد مؤخرا من إجازة من عمله كمهندس وجد جثته هامدة إلى جانب جثة زوجته وجثة ابنه البالغ من العمر سبعة أعوام، كان الدم متجمعا في برك على طين الشرفة ذات الشرفة الأرضية الترابية أمام الباب، أطلق الرصاص على الزوجة والابن في الرأس ورصاصة لكل واحد منهما أما الزوج فقد نال طلقة في صدره، لم ينته المشهد، كان هناك ناج واحد هو أحد أبناء القتيل وعمره ست سنوات لكن نصف جسمه العلوي كان مليئا بجروح ناجمة عن شظايا قنبلة يدوية، هذه الدقة في القتل استكملت بعدم العثور على أي من الطلقات الفارغة التي استخدمت في عملية القتل"، هذا الصحفي البريطاني مايكل بلاك روى هذا المشهد وطبعا هذا مشهد من آلاف أو عشرات الآلاف من المشاهد التي تحدث بشكل يومي في أفغانستان.


محمود المبارك: أنا أعجبني ما ذكرته في المقدمة أن كثيرا منهم يعمل هذه الأفعال لأجل المتعة، هم يعتقدون أنها متعة وفي العراق كذلك، في مجلة فانيتي فير الأميركية وكانت عملت تحقيقا مع خمسين محاربا أميركيا عادوا إلى الولايات المتحدة..


أحمد منصور (مقاطعا): أثار ضجة نعم هذا التقرير.


محمود المبارك: أثار ضجة واسعة للغاية ولم حتى تفتح تحقيقات في وزارة الدفاع الأميركية، بعضهم قال تجمدت مشاعرنا ولدرجة أننا قال عبثنا بجثة أحد الموتى فيقول أنا أخذت الملعقة ونبشت دماغه وأخرجته ونظرت للكاميرا وضحكت. هو يروي قصته، آخر يقول نحن كنا نظن أن هؤلاء أصحاب البشرة الداكنة الذين لا يتحدثون اللغة الإنجليزية ليسوا من بين البشر ولنا أن نفعل بهم ما نشاء. هذا كلام موثق من قبل محاربين أميركان في مجلة..


أحمد منصور: فانيتي فير.


محمود المبارك: مجلة فانيشن، عفوا ليست فانيتي، فانيشن وليست فانيتي فير، عفوا فانيتي فير آخر. قبل أسبوعين فقط الجنود البولنديون فجروا منزلا في أفغانستان لأجل المتعة وأثناء التسجيل يقولون واو يا لها من متعة! وهذا نشر وبدأت وزارة الدفاع البولندية الآن في التحقيق في هذا الأمر الذي سنعرف نتيجته مسبقا ماذا سيكون في هذا التحقيق.


أحمد منصور: الرئيس أوباما الذي يتحدثون أنه يعني يريد السلام هو الذي عين الجنرال ماتيس قائدا عاما للمنطقة يعني التي تضم 25 دولة تقريبا يعني وهذا الرجل رجل ضالع ويستمتع بالقتل وهو الذي قال هذا بنفسه ونقلته عنه كل الصحافة العالمية طوال السنوات الماضية سجله مليء بالسواد والاستمتاع بقتل العراقيين والأفغان الآن هذا هو الذي يقودهم، ما الذي ينتظر من الجنود!


محمود المبارك: هذه مكافأة له لأنه يستمتع وهم يريدون أن يعلموا الأمة الأفغانية والعراق وبقية الأمم دروسا أننا نحن الجبارون نحن نستطيع أن نفعل ما نشاء فلا تحاربونا، هذا عقابكم، فهذا لم يأت اختياره عبثا وإنما جاء عن دراسة.


أحمد منصور: في جريمة في هذه الحادثة التي رويتها هذه القصة وهو الرصاصات الفارغة يعني الآن أصبحوا يقتلون بدم بارد ويجمعون الرصاصات الفارغة حتى لا يتركوا أثرا، لكن أنا وجدت التايمز البريطانية في 3 أبريل قالوا إن في حادث قتل فيه عدد من النساء الحوامل كان في امرأتين حوامل وقتل معهم أطفال وقتل معهم عجائز وأن القوات الأميركية أغلقت المنطقة وقاموا بفتح الأماكن التي دخل فيها الرصاص واستخراج الرصاص من اللحم من لحوم هؤلاء حتى يبعدوا عن أنفسهم أي تهمة أنهم قتلوا برصاص أميركي. هذه وحدها أيضا أما تعتبر جريمة؟


محمود المبارك: هذه جريمتان في جريمة، الجريمة ذاتها وإخفاء الجريمة جريمتان الجريمة الأولى ارتكاب الجريمة القتل الجريمة الثانية محاولة إخفاء الجريمة ومحاولة التحايل على القانون لكي لا يكتشفوا.


أحمد منصور: في بعض الصور يعني أنت رصدتها والآن هي جاهزة الآن أعتقد غرافيكس للأميركان بعدما قتلوا واحدا يحرقون جثته ويستمتعون بالفرجة أيضا على جثته..


محمود المبارك: صحيح هذه الصورة..


أحمد منصور: يعني هذا نوع من ممارسة السادية بشكل يعني لا يستطيع الإنسان أن..


محمود المبارك: هذه الصورة مؤلمة للغاية لدرجة أن الولايات المتحدة الحكومة الأميركية عملت رصدا لمحطات الراديو والتلفزيونات العربية والإسلامية وفي أفغانستان وباكستان والجماعات الإسلامية في خارج الولايات المتحدة ليرصدوا ردة فعلهم، الاستخبارات الأميركية عملت رصدا واسعا جدا فبعد أسبوع قالوا ما صارت ردة فعل بعد شهر ما صارت ردة فعل، فهذه الصورة التي أمامنا الآن الصورة الأولى لجثتين من مقاتلي طالبان قتلهم الأميركان بعد هذا أحرقوا الجثث ولكن ليس فقط ذلك، قبل أن يحرقوهم وجهوهم إلى الكعبة إلى اتجاه مكة وهذا شيء أنا..


أحمد منصور (مقاطعا): من الذي روى، القصة من رواها؟


محمود المبارك: الذي رواه..


أحمد منصور: من قام بالتصوير؟


محمود المبارك: الجنود أنفسهم واعترفوا بهذا في التحقيق لوزارة الدفاع الأميركية والمصور الأسترالي الذي صور هذه الصور ونشرت في التلفزيون الإسرائيلي أولا ثم بعد هذا نقلتها وسائل الإعلام الأميركية ومنها الـ CNN ومنها وزارة الدفاع الأميركية والصورة صورتان، الصورة الأولى..


أحمد منصور: قمنا ببث الأولى وغيرناها إلى الثانية.


محمود المبارك:إذاً الصورة الثانية هي ربما يبدو شكلهم.. الأولى فيهم خوف ووجل حتى وهم موتى ويحترقون تجدهم واقفين بالرشاشات..


أحمد منصور: هذه الصورة الأولى.


محمود المبارك: هذه الصورة الأولى، لو تلاحظ الناس الواقفين فوق بالرشاشات وخوف..


أحمد منصور: رغم أنهم يحرقون جثث موتى!


محمود المبارك: رغم أنهم يحرقون جثث الموتى، وفي الصورة الثانية بدوا مرتاحين بعض الشيء بعد أن تم حرقهم، نعم.


أحمد منصور: حوادث الاغتصاب أيضا من الحوادث التي يعني هناك شواهد كثيرة لها وإن كان طبعا بيئة محافظة مثل البيئة الأفغانية يصعب فيها الحديث عن عملية الاغتصاب.


محمود المبارك: نعم، جرائم الاغتصاب خطيرة وترتكب بطريقتين في أفغانستان، الطريقة الأولى من قبل الجنود الأميركان أنفسهم وقوات الناتو والطريقة الثانية عن طريق تجار المخدارت الأفغان لدرجة أن الاستخبارات الأميركية.. وهذا قد لا يصدق، أنا لو قيل لي ما صدقته لولا أني قرأته في المصادر الأميركية ذاتها..


أحمد منصور: ما هو المصدر الذي قرأت منه؟


محمود المبارك: الواشنطن بوست، لدي الواشنطن بوست..


أحمد منصور: بأي تاريخ؟


محمود المبارك: في 2008 ديسمبر، 26 ديسمبر 2008، الاستخبارات الأميركية توزع -وغيرها من مصادر كثيرة كل الصحف روت هذا الخبر بالمناسبة- الاستخبارات الأميركية توزع الفياغرا على تجار المخدرات وهم يعلمون أن..


أحمد منصور: الأفغان؟


محمود المبارك:الأفغان، وهم يعلمون أن تجار المخدارت يقومون بعمليات الاغتصاب من باب التشجيع والمكافأة لهم فانظر إلى أي درجة تصل الوحشية! وهذا ما أردت الإشارة إلى أنه لا يمكن أن نتخيل حتى مثل هذه الأمور، لو قيل لنا نتخيل..


أحمد منصور: هو يعني ليس معنى توزيع الفياغرا أنهم سيقومون بعملية اغتصاب.


محمود المبارك:هذا سؤال رائع للغاية، ولكن هناك بلاغات لا حصر لها في وزارة الصحة الأفغانية من قبل البنات المغتصبات اللواتي اغتصبهن هؤلاء موزعو المخدرات وتجار المخدرات، فنحن نعلم فكر الاستخبارات الأميركية أنهم حين يعطون لهم هذا هناك link يعني هناك علاقة قوية بين تجار المخدرات وهم مسيطرون تجار المخدرات.


أحمد منصور: أيضا من الأشياء فيما يتعلق بحوادث القتل أو بالجرائم الظاهرة قتل المدنيين طبعا وإحنا أشرنا لها في بعض القصص والأشياء وقتل النساء الحوامل.


محمود المبارك: نعم صحيح والصحفيين، نتذكر أن القوات الأميركية أول ما دخلت أفغانستان توجهت إلى موقع الجزيرة وقصفته نتذكر هذا جيدا ما ننساه، وهذا محرم بموجب اتفاقية جنيف الرابعة و..


أحمد منصور (مقاطعا): رغم أن الإحداثيات سلمت لهم حتى لا يهاجموا هذه المواقع ويعرفوا أنها مواقع صحفية.


محمود المبارك: هم يعلمون وهم جاؤوا قصدا، جاؤوا قصدا ورصدا ولأجل هذا قصفوا موقع الجزيرة انتقاما لأن الجزيرة فقط كانت تسمع الرأي الآخر بغض النظر نتفق أو نختلف معه..


أحمد منصور (مقاطعا): ولعل الزميلين تيسير علوني وسامي الحاج أيضا يعني نالا عقابا شديدا لتغطيتهما.


محمود المبارك:وكذلك سامي الحاج اعتقل نعم لسنوات وتيسير علوني لا يزال ملاحقا يعني -أطلق الله سراحه- بسبب..


أحمد منصور: تحت الإقامة الجبرية نعم يكمل مدته.


محمود المبارك: يعني فقط لفهم جسامة هذا الموضوع وحقيقة أمره نتذكر ونقارن أن صدام حسين حوكم وأعدم بتهمة جريمة الإبادة فيما قيل إنه قتل 240 شخصا ونحن نعلم أن الولايات المتحدة قتلت عشرات الآلاف في أفغانستان.


أحمد منصور: الرئيس البشير أيضا يطالبون بمحاكمته بنفس التهمة، أما تكفي هذه الأدلة الآن الموجودة في أفغانستان لكي يطالب بمحاكمة المجرمين الذين يرتكبون هذه الجرائم؟ اسمح لي أسمع الإجابة بعد فاصل قصير، نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار مع الدكتور محمود المبارك خبير القانون الدولي حول جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

دور المحكمة الدولية وجريمة حماية تجارة المخدرات


أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود في هذه الحلقة التي نناقش فيها جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الأميركية في أفغانستان منذ احتلالها في السابع من أكتوبر عام 2001، ضيفي هو الدكتور محمود المبارك خبير القانون الدولي. جرائم الحرب هذه يا دكتور وجرائم الإبادة التي ترتكبها القوات الأميركية أما تكفي لمواجهة هؤلاء القتلة لا سيما وأن هناك شواهد مثل المطالبة بمحاكمة البشير ومحاكمة صدام حسين سابقا بتهم الإبادة الجماعية؟


محمود المبارك: طبعا المدعي العام يرى ويسمع ما نراه ونسمعه وهو بموجب المادة 15 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية يستطيع ان يبدأ التحقيق من ذاته لا يحتاج أن يحال إليه من محكمة أو من دولة عضو أو من مجلس الأمن، هو يستطيع أن يبدأ التحقيق بعد هذا يحيله إلى القضاة ولكن هو لم يتحرك هو يعني لعله مشغول بالدفاع عن نفسه لأن هو اتهم وصدر في حقه حكم أيضا وغرّم بأكثر من 150 ألف جنيه استرليني بسبب خرقه لقوانين المحكمة لأنه فصل المتحدث الإعلامي باسمه لأنه تحدث عن فضيحته الجنسية..


أحمد منصور: أوكامبو تقصد؟


محمود المبارك: أوكامبو أنا أقصد أوكامبو لا غير فهو إذاً أوكامبو نعرف أنه رجل قانون كما قال عنه جوشوا روزنبرغ في مجلة الغارديان وهو يهودي لا يمكن أن يتهم بأنه يعني منحاز إلى المسلمين لكنه منصف تكلم عن أوكامبو قال إن هذا أصلا ليس مؤهلا وهذا يعني يلعب بالقوانين، هذا ما قال عنه روزنبرغ في مجلة الغارديان، فإذاً أوكامبو هو يعلم، بالمناسبة في عام 2006 قدم إليه 240 طلبا من منظمات حقوق الإنسان ومنظمات قانونية دولية لأجل قبول دعوى ضد الولايات المتحدة والقوات الأميركية والقوات البريطانية في العراق فرفضها بالكامل، عمل ردا من قرابة عشر صفحات -والرد موجود على موقع المحكمة- في أن هذه الجرائم أحد أمرين إما أنها لا ترقى إلى كونها جرائم جسيمة كما يسميها لا تعتبر serious breaches of international law مثلما قال أو أنها أو قال هذه لا تعضدها الأدلة، ويعني هذا شيء مضحك أنها لا تعضدها الأدلة ونحن يعني نعلم كما يعلم هو أن هذه الجرائم مدعومة بالشهود، كل ما عليه أن يستدعي الشهود، هو لم يذهب إلى السودان ولكن استطاع أن يتهم البشير!


أحمد منصور: طيب الآن قلت إن هناك جرائم أخرى غير ظاهرة أو باطنة؟


محمود المبارك: أريد أن أشير بس نقطة قصيرة عفوا على قضية المحكمة الجنائية الدولية، الولايات المتحدة لا تريد من العراق ولا من أفغانستان أن تنضما إلى محكمة جنائية دولية ونحن نعلم أن الولايات المتحدة تستطيع أن تأمرهم مجرد أمر أو إشارة.


أحمد منصور: وهي غير منضمة أصلا.


محمود المبارك: بالتأكيد هي لم تنضم ولكن أنا أقول العراق وأفغانستان لأن الولايات المتحدة تطلب من الدول العربية بالليل والنهار أن تنضم إلى المحكمة الجنائية الدولية لكي تبقى ورقة ضغط قانوني كما هو التهديد العسكري.


أحمد منصور: نأتي للجرائم الباطنة.


محمود المبارك: الجرائم الباطنة هي أخطر من الجرائم الظاهرة يعني كل ما علمناه قبل قليل من هذه الجرائم الظاهرة من جريمة إبادة وحرق للجثث واغتصاب وقتل مدنيين كل هذا خطير جدا ولكن هناك ما هو أخطر منه، الذي أخطر منه هي الجرائم التي لا يتناولها الإعلام العالمي وهي معلومة لدى كثير منهم ولكن الإعلام يخشى من الحديث عنها..


أحمد منصور: ما أهمها؟


محمود المبارك: أهمها جريمة حماية وتجارة المخدرات في أفغانستان التي تقوم بها القوات الأميركية.


أحمد منصور: هناك اتهام للقوات الأميركية فعلا بهذا الأمر من أطراف مختلفة يعني مثلا الكاتب الأميركي كليس فرود نشر في أغسطس 2009 أن حرب أميركا في أفغانستان لا تستهدف سوى المخدرات والنفط، فيكتور إيفانوف مدير الهيئة الفيدرالية الروسية انتقد الولايات المتحدة في 28 مارس الماضي وقال إن أميركا تشجع زراعة الأفيون في أفغانستان، لكن هل من أدلة على هذا الأمر؟


محمود المبارك: طبعا هناك جبال من الأدلة هناك جبال من القرائن الموثقة التي تشير إلى تورط القوات الأميركية وقوات الناتو في تجارة وإبقاء زراعة.. طبعا لا أقول زراعة لأن الذي يزرعها هم الأفغان..


أحمد منصور: إحنا لدينا بعض الصور لقوات أميركية موجودة..


محمود المبارك: نعم أنا وضعت بعض الصور..


أحمد منصور: لكن هل هذا يكفي ليكون دليلا على أن هؤلاء موجودون هنا لحماية مزارع الأفيون والمخدرات؟


محمود المبارك: لا، هذا لا يكفي ولكن لدينا أيضا..


أحمد منصور: نرى بعض الصور التي تتعلق بزراعة الحشيش هذه قوات أميركية في مزارع..


محمود المبارك: هذه قوات أميركية في هذه الصورة وهم يتجولون وربما يأخذون، لو تلاحظ معهم شنط، كما يقول التعليق في يدهم شنط ربما يعبئونها من هذه المحصولات، طبعا هذه في مارجا لما دخلت القوات الأميركية وقوات الناتو في مارجا في فبراير الماضي لم يجدوا طالبان وهذا.. فطلبوا من قوات الناتو والأميركية أن تبقي على المحاصيل الزراعية وتأخذ ما هو في المستودعات.


أحمد منصور: الصورة التي بعدها؟


محمود المبارك: الصورة التي بعدها هذه أيضا جنود أميركان مع المزارعين الأفغان وهم يحصدون، وهذه صورة ثالثة أيضا برشاشاتهم يتجولون في هذه المزارع أيضا وقالت كل الصحف التي نشرت هذا الخبر من رويترز إلى الأسوشيتد برس إلى النيويورك تايمز إلى.. كل هذه المصادر قالت بأن قوات الناتو والقوات الأميركية جاءتها أوامر.. وهذا أيضا جندي أميركي مع طفل أفغاني..


أحمد منصور: شوف يعني أنا غطيت الحرب الأفغانية وكنا نمشي ساعات وأيام في هذه المزارع لكن ليس معنى المشي فيها أن هذا الجندي موجود حتى يحمي تجارة المخدرات.


محمود المبارك: طيب إذا قبلنا هذا الزعم فكيف نقبل أن القوات الأميركية جاءت لتدمير المخدرات ولم تدمرها؟ وأنها أمرت حسبما قالت المصادر..


أحمد منصور (مقاطعا): ما مصلحة الولايات المتحدة رعاية زراعة المخدرات في أفغانستان؟


محمود المبارك: مصالحها كثيرة مصالحها أولا أول وأكبر مصلحة أنها مادة مال أنها تبيعها وتستخدمها وكالة الاستخبارات الأميركية في مشاريعها..


أحمد منصور: في العمليات القذرة يعني.


محمود المبارك: العمليات الوسخة التي لا تستطيع مع أن ميزانيتها لا يعلم بها إلا الله وحفنة من اللصوص في الـ CIA لكن مع ذلك هم يريدون أموالا أكثر ويقومون بعمليات لا أول لها ولا آخر، أيضا نتذكر أنهم غزوا دولة كاملة تسمى دولة بنما في عام 1989 بحجة أن بنما تصدر المخدرات إلى الولايات المتحدة وهم الآن يأتون إلى أفغانستان ويرون المحاصيل ويتركونها كما هي يعني أفغانستان حصلت على جائزة الأمم المتحدة في محاربة المخدرات في أيام حكم طالبان وهذه شهادة لا خلاف حولها وبعد هذا اليوم أفغانستان تصدر 90% من الأفيون في العالم يأتي من أفغانستان.


أحمد منصور: زميلنا ولي الله شاهين اتصل الآن وقال إن آخر حوادث قتل المدنيين هو أن ستة من الأطفال الأفغان قتلوا اليوم من قبل قصف من قوات الناتو والقوات الأميركية حينما كانوا يجمعون العنب في أحد الحقول.


محمود المبارك: نعم وهذه جريمة أخرى يعني تسجل. أنا أريد أن أشير إلى أن تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة هذه تهمة قديمة جدا وهناك شخص اسمه مايكل روبرت هذا ضابط استخبارات أميركي قابل رئيس الاستخبارات الأميركية في محاضرة ألقاها على الملأ في لوس أنجلس أيام كلينتون وشهد بشهادته والشهادة مسجلة وموجودة في موقعه وفي يوتيوب وقال أنا ضابط استخبارات سبق أن حصلت على إغراءات من الاستخبارات الأميركية، أنا ضابط -عفوا- مكافحة مخدرات وحصلت على إغراءات للعمل معهم في تهريب المخدرات وطائرات الاستخبارات الأميركية تنزل بالمخدرات في الأراضي الأميركية في كل مكان، قال هذا أمام..


أحمد منصور (مقاطعا): هناك كتب كثيرة كتبت وكتبها علماء..


محمود المبارك: (متابعا): وكتب كثيرة جدا نعم، الـ “a terrible mistake”  by آل بيرولي وكتب كثيرة لا حصر لها يعني في عجالتنا هذه لن نستطيع أن ندرك هذا كله.


أحمد منصور: ماذا أيضا من الجرائم الباطنة غير المخدرات؟


محمود المبارك: طبعا حميد كرزاي معلوم أنه أخو الرئيس كرزاي من أكبر تجار المخدرات في أفغانستان وهو على حسب ما نشرت نيويورك تايمز في أكتوبر الماضي هو على قائمة المدعومين من الاستخبارات الأميركية يستلم راتبا شهريا، ويوم الخميس الماضي فقط نشرت النيويورك تايمز أيضا أن عددا من أبناء عم الرئيس كرزاي من تجار المخدرات هم على الـ payrolls البيروللي أو من يدفع لهم من قبل الاستخبارات الأميركية.


أحمد منصور: هناك بعض أشقاء الرؤساء أيضا يعني متهمون بهذه الأشياء ويبدو أن تجارة المخدرات يعني تصل إلى رؤوس كبيرة في أنحاء مختلفة من العالم.


محمود المبارك: لكن يعني أخي أحمد لما اختلفوا لما اختلف كرزاي وقال نريد أن نطرد الشركات الأمنية مثل بلاك ووتر وما إليه وغضبت أميركا وسلطت الصحافة أسهمها على كرزاي، ما في أحلى من الحرمية لما يختلفوا لأنهم يفضحون بعضهم بعضا فكرزاي يفضحهم من جهة أن البلاك ووتر تعمل اغتصابا وتعمل القتل وتعمل كذا وهم راحوا يتهمونه بيقول له أنت تاجر مخدرات وأنت وأبناء عمك وصاروا يفضحون بعضهم البعض.


أحمد منصور: تسمح لي آخذ سؤالا من أحد المشاهدين، عبد الله الحوطي من السعودية، سؤالك يا عبد الله.


عبد الله الحوطي/ السعودية: مو سؤال أبغى يعني أسأل الضيف هل هو يفهم الطلاب في المدرسة إنسان..


أحمد منصور (مقاطعا): لا، لا، يا مخرج؟ شو هذا يا جماعة؟


محمود المبارك: عفوا أنا لم أسمعه.


أحمد منصور: وإحنا ما سمعناش برضه، يعني خطأ من.. نعود إلى الجرائم، قلنا المخدرات قلنا الأطفال..


محمود المبارك: يعني إذاً المخدرات يستغلون فيها الأطفال ويستغلون فيها الأفغان المساكين لأنهم يزرعون هذه ويحصلون على فقط ربع قيمتها السوقية و75% من قيمتها يحصل عليها التجار الكبار اللي يوردونها للدول الأخرى وما إليه، أفغانستان اليوم من أكثر الدول المصدرة للمخدرات في العالم مع أنها إلى عام 2001 ما كانت تصدر يعني ولا شيء.


أحمد منصور: يعني ربما نجحت حركة طالبان في العام 2001 أنها قضت على النسبة الأكبر من زراعة وتجارة..


محمود المبارك: على 94% نعم.


أحمد منصور: بينما أفغانستان الآن تعتبر يعني 70% من المخدرات العالمية تخرج من أفغانستان في ظل الاحتلال الأميركي.


محمود المبارك: نعم و90% من الأفيون في العالم يأتي من أفغانستان.

الدوافع الأميركية للحرب وسبل ملاحقة المسؤولين قضائيا


أحمد منصور: لماذا تصر أميركا على هذه الحرب؟


محمود المبارك: الولايات المتحدة تصر على هذه الحرب رغم أنها تخسر وهي تعلم أنها تخسر لأنها لا تستطيع أن تنسحب، أريد قبل أن يعني أجيبك ربما أشير إلى نقطة مهمة، قبل أن نعرف لماذا تريد الولايات المتحدة الاستمرار في هذه الحرب علينا أن نفهم أصلا لماذا دخلت هذه الحرب، الحرب لم تكن إطلاقا لأجل محاربة طالبان كما تزعم الولايات المتحدة أو الإتيان بالديمقراطية والحرية لأنها تعلم أنها لا تأتي بهذا ولا تريد أن تأتي بهذا، الحرب في الأصل بدأت لأجل اعتقادات دينية كان يؤمن بها جورج بوش، جورج بوش هذا الرجل المعتوه -وهو معتوه حقيقة لأن..


أحمد منصور: رئيس أكبر دولة في العالم وأكبر واحد أخذ قرارات غيرت..


محمود المبارك: ولأجل هذا دمر العالم لأنه كان معتوها، وبالمناسبة هذا الكتاب الذي أتمنى أن يقرأه المشاهدون هذا يعني خرج أيام جورج بوش “the faith of George Bush” لستيفن مانسفيلد، هذا ذكر فيه يعني أخذ معلومات من الرئيس نفسه وقتما كان رئيسا وكتب قصة حياته وقصة حياته طويلة، ننظر منها أمور أن يعني كان في سابق حياته كان فاسدا وصاحب يعني سكر وعربدة وما إليه ثم بعد هذا أبوه دخله في البرنامج الديني، وأخطر الناس هم الذين ينقلبون من أقصى اليمين أو العكس، فالمهم أنه بعد هذا أصبح ملتصقا جدا بالفكر الديني والإملاءات والعقول أصبح يعتقد أن الرب يأتي إليه ويكلمه في كل ليلة، فهو يقول في هذا الكتاب إن الرب يأتي إليه، يعني أنا لما أقول لك إن الرب يأتيني يكلمني كل ليلة هل ستستضيفني؟ بالتأكيد لا، ستقول هذا معتوه. هذا رجل يزعم أن الرب أتاه وقال له اغز أفغانستان..


أحمد منصور (مقاطعا): غيرهارد شترودر في مذكراته قال إنه كان حينما يجلس معه جورج بوش الرئيس كان يحدثه بهذا الكلام ويقول له إن الرب يوحي إليه أيضا.


محمود المبارك: يوحي، هو بالمناسبة اتصل بجاك شيراك قبل الحرب على العراق بشهرين وقال له خلاص يا جاك إحنا عزمنا أن نصل إلى العراق نغزو العراق، قال له ليه؟ قال له هم موجودون هناك في بابل، قال له من هم؟ قال له يأجوج ومأجوج، قال له أنت عن إيش تتكلم؟ قال له أتكلم لك يأجوج ومأجوج موجودون هناك في بابل وجايين بيدمروا إسرائيل. وهذا الكلام نشر في كتاب للمؤلف الفرنسي موريس صدر قبل عدة أشهر فقط وهذه الرواية أخذها من جاك شيراك نفسه، عنوان الكتاب "لو كررت ذلك على مسامعي فلن أصدق"..


أحمد منصور: آه نعم مشهور هذا الكتاب.


محمود المبارك: ومشهور جدا، فهذا رجل يزعم أنه يؤمن بالنبوءات الدينية، من ضمن هذه النبوءات وهي مهمة للغاية نبوءة لشخص اسمه ميشيل نوستراداموس وهو فرنسي في الأصل ولد في بداية القرن السادس عشر 1503 تقريبا ولد وهذا الرجل يعني له قصة طويلة لا يسع الوقت لشرحها لكن بعد فترة من الزمن خرج على الناس بأنه نبي ويتنبأ بشيء ويحدث وثم ألف كتابا..


أحمد منصور (مقاطعا): خلينا في جورج بوش علشان ما ندخلش في.. إحنا الآن في..


محمود المبارك: (مقاطعا): لأن جورج بوش يؤمن بكتابه لأنه في كتابه هذا ذكر الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وسمى هتلر وموسوليني بالاسم..


أحمد منصور: الآن في هذا..


محمود المبارك: والحرب العالمية الثالثة التي يؤمن بها جورج بوش.


أحمد منصور: دكتور ما فيش وقت لاستطراد طويل في الجزئية، أنا أريد الآن أن يخرج المشاهد بحصيلة يعني أشياء محددة من وراء هذه الجرائم التي ترتكب، الهدف ديني كان من وراء الحرب؟ وجورج بوش..


محمود المبارك: الهدف كان دينيا ولا خلاف في هذا، حتى أن بويكن وهو جنرال أميركي قائد في الجيش الأميركي يحاضر على مجموعة من المقاتلين في الولايات المتحدة قبل أن يرسلهم ويقول لهم أنتم اعلموا أنكم تذهبون لتقاتلوا باسم الرب وإذا لم تؤمنوا بهذا فلن تنتصروا، حتى أن مجلة التايم ماغازين الأميركية خصصت عددا من أعدادها لهذا وسمته the Bouiken affair ووضعت سؤالا يعني هل هذه حرب دينية أم حرب ماذا؟


أحمد منصور: تسمح لي بسؤال من المشاهدين، غسان حريري من سوريا، سؤالك يا غسان.


غسان حريري/ سوريا: السلام عليكم ورحمة الله، يعطيك ألف عافية على هالبرنامج. سؤالي يعني رح يجي شي يوم إن شاء الله نلاقي مصطلحا غير مصطلح القانون الدولي هذا؟ ونحن عارفين كلياته أنه لا يوجد قانون دولي أخ أحمد، الشغلة الثانية بالنسبة لشغلة المخدرات اللي بتشرف عليها أميركا بأفغانستان أغرقت أوروبا بالكامل بموضوع الهيروين وتم خفض السعر يعني جبال من الهيروين عم تشتكي منها روسيا عن طريق الأميركان يعني عم يهربوها عم يشتغلوا هم عليها على هالشغلة هذه، استدوا منهم نتيجة الحرب لما كانوا الأميركان يدعمون المجاهدين بأفغانستان فهلق بيستدوا منهم عن طريق المخدرات عن طريق روسيا وبيخربوا أوروبا الغربية كلياتها يعني هذه معلومات..


أحمد منصور (مقاطعا): شكرا لك يا غسان، شكرا. فاطمة الزهراء من السودان.


فاطمة الزهراء/ السودان: مرحبا. السلام عليكم ورحمة الله ورمضان كريم وكل عام وأنتم بخير. تحية لك يا أحمد منصور وأنت تستفز مشاعرنا الإسلامية جدا مع إيقاننا الكامل بأنها بحرب صليبية ضد الإسلام والمسلمين، وأنا والله أول مرة أشاهد الصورة والأميركان واقفين بيحرقوا في الجثث الإسلامية الطاهرة في أرض أفغانستان الأبية فالتحية لهم من السودان من كل السودانيين، طالما أن هم بيشجعوا تجارة المخدرات وبيتعاملوا معنا بالصورة الشفافة لماذا نحن لا نحارب هؤلاء الأميركان بالصورة التي تستفز مشاعرنا نحن؟ لماذا نحن نطلب.. أنا هذه الصور استفزتني جدا وأنا في السودان فإيقاني الكامل أن هذه الحرب صليبية وتحية للدكتور في هذا الشهر العظيم ربنا يجزيه خيرا أنه يستفز فينا مشاعرنا..


أحمد منصور (مقاطعا): شكرا لك.


فاطمة الزهراء (متابعة): لماذا نسمح لهؤلاء ونحن مسلمون بألا نقف صفا واحدا ونحارب هؤلاء؟ لماذا..


أحمد منصور: شكرا. هل يمكن أن يحدث يوم ومصطلح القانون الدولي يتغير إلى مصطلح آخر يكون فعلا نافذا على الجميع ويحقق العدالة الدولية؟


محمود المبارك: نحن نريد المزيد من الالتزام بالقانون الدولي وليس خلاف ذلك.


أحمد منصور: هل القانون الدولي فعلا بنصوصه ووضعه..


محمود المبارك: (مقاطعا): نحن لو طبق القانون الدولي لما خسرنا شيئا، نحن نريد أن نلتزم ونلزم غيرنا، المشكلة في الغرب أنه يريد أن يلزمنا ولا يريد أن يلتزم فهذا خلافنا مع الغرب، نحن نؤمن بالمبادئ التي يؤمن بها من حيث القانون الدولي عدم الاعتداء وعدم.. يعني هذه كلها مخالفة للقوانين الدولية. أنا أريد أن أذكر الأخ الذي سأل الأول عن المخدرات أن ويكي ليكس نشرت تسريبا لوثيقة أميركية صادرة من الـ CIA من الاستخبارات الأميركية في مارس الماضي على أنه يجب على الولايات المتحدة أن تضغط على الدول الأوروبية التي بدأت تفكر في سحب قواتها من أفغانستان بالطرق التي تخيفهم..


أحمد منصور: نحن عندنا صورة من هذه الوثيقة ممكن نعرضها.


محمود المبارك: هذه الوثيقة تشير -لأن الوقت الآن ضايقنا ولا نستطيع أن نسترسل فيها- لكن هذه الوثيقة تنصح الحكومة الأميركية في عمل الضغوط على بالذات فرنسا وألمانيا لأن عندهم يعني من أكثر القوات بعد بريطانيا في أفغانستان وتفكران جديا في سحب قواتهما كما فعلت القوات الهولندية التي أقر برلمانها سحب قواتهم من هناك فيريدون أن يضغطوا على ألمانيا بالمخدرات كما.. لأن هذا أمر يخيفهم وعلى فرنسا بحقوق الإنسان وما إليها التي تخيفهم، نعم هذه واحدة. وثيقة أخرى أيضا للويكي ليكس ما دمنا في الحديث عن ويكي ليكس صدرت أيضا قبل أسابيع هي أنه تطرح السؤال ماذا لو عرف العالم حقيقة أن أميركا هي من يصدر الإرهاب؟ هذه الوثيقة التي نشرت في 25 أغسطس يعني قبل حوالي خمسة أيام أو ستة أيام هذه وثيقة..


أحمد منصور: أثارت ضجة كبيرة هذه الوثيقة.


محمود المبارك:بالضبط هذه من أخطر الوثائق، هذه صادرة من قبل الاستخبارات الأميركية وعليها ختم الاستخبارات الأميركية كما هو مشاهد، يعني يقولون ماذا لو عرف العالم حقيقتنا؟ وهذا نحن نريد أن نري المشاهد حقيقة الأميركان أنهم هم من يصدر الإرهاب في المخدرات في حرق الجثث في مخالفات القانون الدولي في قتل مدنيين في كل هذه الأمور.


أحمد منصور: دكتور هل جرائم الحرب تسقط بالتقادم؟


محمود المبارك: لا تسقط بالتقادم أبدا وهناك اتفاقية موقعة عليها الولايات المتحدة وكل دول العالم في أن كل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم فلأجل هذا سنحاسبهم ولو بعد ألف عام بإذن الله.


أحمد منصور: ما الذي ينبغي فعله الآن حتى يتم محاسبة هؤلاء الناس قانونيا؟


محمود المبارك: الذي ينبغي فعله الآن عدة محاور، المحور الأول التوعية ثم التوعية ثم التوعية، لا بد أن نوعي المثقفين لكي يوعوا الآخرين نوعي الحكام نوعي الحكومات نوعي عامة الناس، لا بد أن نوعي الأمم نوعي الغربيين نعمل جاهدين، يعني في حرب غزة الجزيرة الإنجليزية مشكورة نقلت الصور التي لم تنقلها الـ BBC أو المحطات الغربية وهذه حركت الشوارع في أوروبا كلها، نقل المعلومة عامل مهم جدا، نحن اليوم في عصر الفضائح ليس فقط عصر المعلومة المشاعة، عصر الفضائح، الويكي ليكس تنشر كل فضائحهم هم يفضحون أنفسهم بأنفسهم كما صنعوا مع عباس ومحمد دحلان يتعاملون معهم ثم بعد هذا يفضحونهم بالوثائق، كل من يتعاملون معه يفضحونه فلا بد أن نأخذ هذه الفضائح التي تأتي من قبلهم وننشرها للجميع.


أحمد منصور: إذاً لا بد من رصد كل ما يحدث حتى تكون هناك عملية مساءلة قانونية. للأسف انتهى الوقت يا دكتور.


محمود المبارك: والله كان عندي كلام كثير أريد أن أقوله.


أحمد منصور: أشكرك شكرا جزيلا كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.