صورة عامة- بلا حدود 25/08/2010
بلا حدود

من الأضواء والشهرة إلى مكة المكرمة

تلتقي الحلقة “كريستيانا باكر” مقدمة البرامج الموسيقية والغنائية الشهيرة لتروي قصة إسلامها ورحلتها من محطة “أم.تي.في” الأوروبية وعالم الأضواء والشهرة إلى مكة المكرمة.

– الحياة قبل اعتناق الإسلام
– لحظة التحول ومواجهة الصعوبات ودفع الثمن

– على طريق الإيمان وتغيير المسار

– حول حوار الأديان والتعريف بالإسلام في الغرب

 

أحمد منصور
أحمد منصور
كريستيانا باكر
كريستيانا باكر


أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود. في الوقت الذي يزداد فيه الخوف من الإسلام والعداء للمسلمين في الغرب من خلال الآلة الإعلامية الغربية والأحكام الانطباعية والقوانين والأحكام العنصرية قررت كريستيانا بكر أن تعلن عن إسلامها بعد 11 عاما من الصمت الإعلامي حيث روت قصتها في كتاب "من أم.تي.في إلى مكة المكرمة" الذي صدر في العام الماضي في ألمانيا وتعد الآن ترجمته لعدة لغات منها الإنجليزية والعربية، فحتى العام 1995 كانت كريستيانا بكر أشهر مقدمة برامج موسيقية في قناة أم.تي.في التلفزيونية العالمية للموسيقى والفن والثقافة والسينما وكانت حياتها المهنية تدور حول أهم الموسيقيين الغربيين والفرق الموسيقية لا سيما موسيقى البوب، فجأة حدث تحول هائل في حياتها حيث بدأت التعرف على الإسلام ثم اعتنقته ودفعت الثمن، انتهى كل شيء فجأة، الشهرة والمال والحياة الباذخة والأسفار حول العالم، وبعد حملة إعلامية سلبية تعرضت لها بعد إسلامها من الإعلام الألماني فقدت برنامجها الشبابي الموسيقي ثم فقدت عملها في قناة أم.تي.في ثم تخلى عنها كثيرون وبدأت رحلة معاناة طويلة ربما لم تنته بعد، وقد أدى تناول وسائل الإعلام الألمانية للموضوع بشكل سلبي من آن لآخر إلى عدم استقرارها في العمل في أي محطة تلفزيونية عملت بها بعد ذلك غير أن رحلتها إلى مكة المكرمة في العام 2005 غيرت الكثير في حياتها، وفي حلقة اليوم نحاول التعرف على تلك القصة "من أم.تي.في إلى مكة المكرمة" مع كريستيانا بكر. ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا على أرقام هواتف البرنامج التي ستظهر تباعا على الشاشة. كريستيانا مرحبا بك.


كريستيانا باكر: شكرا جزيلا لكم.

الحياة قبل اعتناق الإسلام


أحمد منصور: أسألك أولا عن الصورة الذهنية التي كانت لديك عن الإسلام قبل العام 1995.


كريستيانا باكر: لم أكن أعرف ماذا يعني الإسلام حقيقة لم أعرف الكثير سوى أنه يمثل كتابا قديما وأسلوب حياة عتيق ربما يضطهد المرأة هذا ربما كان كل شيء، لم أعرف حقيقة الكثير عن الإسلام.


أحمد منصور: كيف كانت حياتك؟ كيف كانت تحيط الشهرة وكنت مقدمة برامج تلفزيونية موسيقى كل ما يتعلق بفرق البوب، كيف كانت حياتك وعملك المهني قبل العام 1995؟


كريستيانا باكر: أولا بدأت حياتي المهنية كصحفية ولسبب ما دخلت منعطفا جديدا فأصبحت مقدمة برامج في محطة وقناة أم.تي.في أوروبا وفي وقت قصير أصبحت مشهورة جدا، أجريت مقابلات مع مصممين فنانين مغنين والسجادة الحمراء كانت تفرش لي أينما ذهبت، الغنى والشهرة والمتعة والالتقاء بشخصيات مهمة وأيضا كنت تحت ضغط هائل بسبب العمل ومرة قدمت برنامجا فجأة هكذا أمام سبعين ألف متفرج على الهواء مباشرة، كانت هناك تحديات بالطبع تعلمت من خلال حياتي اليومية كمقدمة برامج في داخل الأستوديو وخارجه إذاً كانت حياة متعة ورخاء وعمل صعب أيضا.


أحمد منصور: ما هي أهم البرامج والشخصيات التي تتذكرينها من عملك السابق؟


كريستيانا باكر: أعتقد أن بلاثيدو دومينغو الذي كان في الدوحة مؤخرا أجريت مقابلة معه، يهود مناحيم هؤلاء موسيقيون كلاسيكيون عندما عملت لـ أن.بي.سي أوروبا بعد أم.تي.في، بيتر غابرييل أيضا فنان رائع وأيضا يوفر منبرا لموسيقيي العالم وأيضا جعل من الفنانين فنانين مشاهير كبار وهو مفكر عالمي، بوموند هو مدافع عن حقوق الإنسان والذي رشح لجائزة نوبل، بوب غولدوف أيضا ناشط آخر له نشاطات سياسية ويعمل من أجل تخفيف الديون، أيضا الموسيقيون عملوا من أجل البوسنة والتقيت بالفنانين هناك ومعرض للخط الذي الرئيس الراحل علي عزت بوغوفيتش، بونو كان هناك أيضا، كات ستيفنس، يوسف إسلام أيضا من الفنانين البارزين، إذاً شخصيات كثيرة في عالم الترويح وكانت لي فرصة اللقاء بهم.


أحمد منصور: كنت سعيدة بالعمل الذي تقومين به؟


كريستيانا باكر: حسنا من جهة كان النجاح سببا للمتعة والتحديات واشتهار اسمي والالتقاء بهذه الشخصيات المتميزة لكنني كنت أهرب من حلقة برنامج إلى آخر، أحيانا أسافر لمدة ستة أسابيع متتالية بين حلقات البرنامج لكن داخليا لم أكن أعرف لماذا أفعل كل ذلك، لم أكن راضية عن نفسي وبعد عامين واجهت أزمة حقيقة شعرت بالخواء الداخلي وعلى المسرح وأمام الآلاف من الناس آلاف الناس يصفقون لي أذهب إلى بيتي فإذا بي أجد نفسي وحيدة خاوية من الداخل لذلك في العام 1991 واجهت أزمة شعرت بأن هذه الأمور كلها لا مغزى لها وتلك الفترة تعرفت فيها على الإسلام في تلك اللحظة.


أحمد منصور: ألم يكن كافيا لك وأنت كنت في زهرة شبابك في ذلك الوقت أن تجدي الناس حولك في كل مكان يصفقون لك يرحبون بك تقابلين مشاهير العالم يفرش لك السجاد الأحمر في كل مكان لك شهرة واسعة في الإعلام أليس هذا كافيا ليشعرك بالرضا النفسي؟


كريستيانا باكر: تعلمون أن هذا لم يحدث حقيقة شعرت بالخواء الداخلي رغم كل هذه الأمور كنت لوحدي كنت عزباء كنت أشعر بالوحدة وشعرت بأنني بحاجة للتعرف على شخص زوج لكني أدركت بعد ذلك أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يسد هذا الفراغ هو الله وكانت هذه هي الفترة التي واجهت فيها أزمتي، كنت على متن طائرة لتقديم برنامج أمام ألفي شخص في بلجيكا قلت لنفسي وكتبت في يومياتي أن الطائرة لو سقطت لن أهتم كثيرا ولكن بعد فترة وجيزة من ذلك تعرفت على أناس مسلمين تحدثوا لي عن الإسلام وتحدثوا بعاطفة وبشغف عن الدين وحب الآخرين وإعلاء شأن الدين وكلمة الدين أيضا عزفوا أمامي موسيقى صوفية في حب الله ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه الموسيقى لامست شغاف قلبي أكثر من أي موسيقى كنت أشاهدها على أم.تي.في وفتحت الباب أمامي أمام دين الإسلام وثقافة الإسلام ومن تلك اللحظة بدأت أقرأ كتبا أعطوها لي وأول كتاب لامس شغاف قلبي وعقلي كان كتابا فلسفيا وهو يتحدث عن أسلوب فكري كمدخل إلى الإسلام ويتحدث عن الحرية التي يحصل عليها المرء عندما يتبع أو يشعر بالعبودية لإله واحد أحد فقط ويتحرر من كل اتباع ومن كل شيء، لا تركع ولا تسجد ولا ترضخ لأي شيء ولا أي سمعة ولا شخص ولا قوة إلا للواحد الأحد وقد أدركت عند ذاك أن هذه حرية عظيمة جدا وتحرير وانعتاق عظيمان ثم بدأت بقراءة الكتب عن الإسلام وسافرت في بلاد المسلمين ومرت بي لحظات أساسية ومثلا في باكستان تعرفت على أناس بسطاء جدا فقراء جدا كانوا مستعدين أن يشاركوني بكل ما يملكون، مثل هذا الكرم ومثل هذا الدفء، الناس كانت في أعينهم نور، نور الله ينعكس في وجوههم والذي يأتي من حياتهم البسيطة النقية التي لم أرها في الحياة في مجالات أخرى.


أحمد منصور: كيف كان الفرق بين هؤلاء الفقراء الذين تتحدثين عنهم وعن النور الذي يشع من وجوههم وبين النجوم المتلألئة في عالم الموسيقى والغناء التي كنت تعملين معها طوال الوقت؟


كريستيانا باكر: إذا استطعتم أن تتخيلوا بعد رحلتي الأولى إلى باكستان حيث كان الناس يرتدون الملابس الفضفاضة هذه وما جذبني إليهم أنهم كلهم يسعون لهدف أعلى وأسمى وكل شيء يتم باسم الله يأكلون باسم الله والله يلعب دورا في كل جزئية من جزئيات الحياة وهذا أمر لم أعرفه من قبل، وبعد رحلتي الأولى رحلتي الرائعة إلى أول بلد مسلم أزوره دعيت من قبل أم.تي.في إلى لوس أنجلس حيث وزعت جوائز أم.تي.في الموسيقية وهو احتفال عظيم في عالم الموسيقى ثم شعرت بصدمة ثقافية الناس كانوا يرتدون ملابس قصيرة والنساء يجرين عمليات تجميل للصدر ويرتدين نظارات سوداء في منتصف الليل كان هذا فرقا كبيرا جعلني أفكر وبعد ذلك بحثت وتعمقت أكثر.

لحظة التحول ومواجهة الصعوبات ودفع الثمن


أحمد منصور: متى جاءت اللحظة التي حدث فيها التحول بالنسبة إليك؟


كريستيانا باكر: كان تحولا تدريجيا وقد استغرقني الأمر حوالي عامين ونصف إلى ثلاثة أعوام من خلال السفر في بلاد المسلمين والحديث مع العلماء والتحدث إلى الناس العاديين وقراءة الكتب في البداية انجذبت إلى الثقافة والفنون والموسيقى الإسلامية وفن العمارة الإسلامي الجميل جدا في تركيا والمغرب فأنا أحب الفن الإسلامي كثيرا ثم بعد ذلك كان الانجذاب على المستوى الإنساني ثم الانجذاب على المستوى الفكري، جذبني وضوح الإسلام، الإنسان موجود ومسؤول عن تصرفاته وهذه الحياة إنما هي تمهيد وتحضير للحياة الثانية وكل إنسان مسؤول عن نفسه يولد نقيا خالصا من الذنوب على الفطرة والرسالة كلها كانت واضحة ومنطقية ومن خلال القرآن شعرت بأن الله يتحدث إلي وفي النهاية وسبب اعتناقي للإسلام أنني قرأت كتبا عن الإسلام وعن الثمار الروحية التي يشعر بمذاقها الإنسان كنتيجة لممارسته لتعاليم الإسلام، أردت أن أمر بهذه التجربة وشعرت أن هذه ليست ممارسة أكاديمية فكرية إذا ما أردت أن أشعر بذلك فهناك وسيلة واحدة أن أبدأ أن أصلي أن أصوم في رمضان أن أمارس تعاليم الإسلام هذه هي اللحظة التي شعرت فيها أنني بت مستعدة لتنقية نفسي، كان هذا في العام 1995 في أبريل عام 1995 عندما اعتنقت الإسلام في مسجد في لندن وكانت عملية بطيئة لكن منذ ذلك الوقت لا يستطيع أحد أن يغير كل شيء بين عشية وضحاها، مثلا أول رمضان مر بي في حياتي كان كارثة بالنسبة لي ففي اليوم الأول من الصوم اضطررت إلى أن أكسر الصوم لأنني كنت سهرانة في الليلة الماضية وتناولت كأسا من الشمبانيا فشعرت في اليوم الثاني بيبوسة في الجسم وصداع وفي الثالثة عصرا شعرت أنني يجب أن أتخلى عن الصوم وقلت رمضان ليس لي لا أستطيع الصوم فليغفر الله لي ذلك ولكن بعد عام من ذلك كان هناك لي برنامج جديد في أن.بي.سي حول الثقافة وكان علينا أن نسجل حلقتين في اليوم..


أحمد منصور (مقاطعا): أنت كنت..حتى فقط لا يفلت شيء من المشاهد، أنت بعد MTV انتقلت للعمل في تلفزيون أن.بي.سي الأوروبي محطة أن.بي.سي الأوروبية.


كريستيانا باكر: نعم.


أحمد منصور: كنت تقدمين برامج باللغة الإنجليزية.


كريستيانا باكر: نعم كنت أقدم برنامجا ثقافيا على أن.بي.سي أوروبا بعد أن فقدت وظيفتي مع أم.تي.في وكنت أستمتع بذلك كنا نجري مقابلات..


أحمد منصور (مقاطعا): هل يمكن أن أقف هنا معك لحظة، في لحظة التحول إلى الإسلام هل أدركت أنك يمكن أن تدفعي ثمنا باهظا لهذا القرار؟


كريستيانا باكر: لم تكن لي أدنى فكرة إطلاقا ولم أكن أتخيل حتى..


أحمد منصور (مقاطعا): لم تتخيلي أن المجتمع الغربي يمكن أن يعاقبك لأنك أسلمت؟ أن الإعلام الألماني سيشن عليك هجوما لأنك أسلمت؟


كريستيانا باكر: لا، لم تكن لدي أدنى فكرة ماذا كان علي أن أتوقع في الحقيقة عندما اعتنقت الإسلام..


أحمد منصور (مقاطعا): وحينما بدأ الهجوم عليك حينما اعتنقت الإسلام من الإعلام الألماني ماذا كان رد فعلك؟


كريستيانا بكر: حاولت أن أصحح مسار الأمور فقدمت برامج حوارية والبرنامج الحواري بدأ بنساء يرتدين البرقع ورجال يحملون كلاشينكوفات وينادون الله أكبر والدماء تتناثر في كل مكان، الناس قالوا ماذا ترين في هذا الدين؟ قلت لا، الإسلام هو إسلام عن السلم والسلام فأخذوا مني الميكروفون، لم أستطع تحقيق أي نصر أمامهم فاضطررت إلى التراجع. ثم ذهبت إلى المسجد كثيرا والتقيت بأناس من ذوي التجارب الروحانية العميقة شرحوا لي معنى المعاناة وكيف أن عملية تنقية الروح تشبه حبة الحمص التي تغلى في ماء ساخن حتى تتحول إلى طعام شهي وكان هذا رد فعل طبيعي وأيضا كل هذه التحولات في داخلي حدثت فكان هناك ما يشبه تأثير رمي حصى في ماء راكد فتبدأ حلقات الماء فحتى تأثيرها يبدأ بالظهور خارجيا، لذلك بدأت بتعميق إيماني وفهمي وقمت بالكثير من ذلك ولعدة سنوات في هذه الحالة كانت لي وظيفة مع أن.بي.سي إذاً في رمضان الثاني كان علي أن أقدم حلقتين من البرنامج يوميا إعدادا لمرحلة أعياد الميلاد وقلت لن أستطيع أن أفعل ذلك من دون شرب الماء لكن الله أعطاني القوة والحمد لله ومنذ ذلك الحين أنا أصوم كل رمضان رغم كل العمل ولا مشكلة والحمد لله.


أحمد منصور: أول ثمن دفعته لقرار إسلامك هو الهجوم الذي تعرضت له من الإعلام الألماني، إيقاف برنامجك التلفزيوني ثم تركك أو دفعوك لأن تتركي العمل أيضا في أم.تي.في، أصبحت في الشارع بسبب إسلامك، ألم تهتزي ألم تفكري في العودة مرة أخرى ألم تفكري في ترك هذا الدين الذي بدأ يسبب لك المشاكل بعدما كنت نجمة مشهورة الآن بدأت تصبحين تحت القصف؟


كريستيانا باكر: أبدا لم أشعر لم تدمع عيناي ولم يكن لدي شك، كان الأمر بالنسبة لي صفحة في كتاب وفصلا في كتاب يغلق وتبدأ صفحة جديدة، كنت أؤمن بمقولة أنك إذا ما احترق بيتك على الأقل تستطيع بعد أن يتهاوى البيت أن ترى القمر منيرا أن ترى الله متعرفا على خلقه ونوره وهذا أمر أحبه وما زلت أحبه، لم يوجد لدي شك لم يساورني شك أبدا، في الحقيقة إيماني هو الذي ساعدني على تخطي الأوقات الصعبة ومن دون هذا الإيمان لا أدري ماذا كنت سأفعل. تقرؤون في الصحف الناس يقتلون أنفسهم ينتحرون إذا ما حلت بهم كوارث أو فقدوا وظائفهم أو خسروا زوجاتهم أو الرجل الذي يفقد وظيفته زوجته تطلقه أمور مريعة مثل هذه تحدث لكن بالنسبة لي كان إيماني ومن الآن وإلى الأبد هو الذي سيساعدني على تخطي أية صعوبات وهذا هو كنزي الأثمن.


أحمد منصور: لم تقارني، ألم تأتك لحظات ضعف تقارنين فيها ما كنت فيه من نجومية من شهرة من مال من أسفار وبين ما أصبحت فيه بعد ذلك؟


كريستيانا باكر: لا، كل هذه الأمور لا تعني شيئا في خاتمة المطاف، لا، كلا، كان الأمر فيه تحديات على المستوى المهني أحيانا كنت أحاول أن أبذل جهدي لأكسب عيشي بشكل له معنى والحمد لله لكن لم يكن هناك أي سؤال بالتراجع، السؤال كان هو كيف أعمل وأستخدم مواهبي وأستغلها كإنسانة مسلمة بأفضل طريقة هذا ما كان التحدي أمامي وكان علي أن أقدم برامج لها معنى ولها مغزى، لم أرد العودة إلى برامج الترويح كالماضي انتهى ذلك العهد كان الأمر جيدا ممتعا في وقته لكن دائرة اهتماماتي تغيرت بعد ذلك.


أحمد منصور: كريستيانا كثير من الناس ينظرون إلى مقدمي البرامج إلى المشهورين على أنهم أسعد الناس بما يحيط بهم من احتفالات واحتفاء ومال وبذخ وكاميرات وشهرة، أنت غادرت هذا العالم إلى عالم آخر بعد ذلك بعدما تعرضت لأن تُرفضي أو تفصلي من العمل في أكثر من مكان حتى أصبحت بلا عمل في فترات طويلة من حياتك والسبب هو أنك مسلمة وأن وسائل الإعلام الألمانية تحديدا كانت تهاجمك بشكل دائم ولم تترك لك فرصة استقرار في عمل، هذه الصورة الذهنية لدى المشاهد عن المشهورين أنت كيف تنقلينها إلى الناس الآن؟ كثير من الناس يقولون هذه إنسانة مجنونة كيف تغادر كل هذا وتصبح فيما هي فيه وتقول إن الإيمان هو الذي يعني دفعها إلى ذلك.


كريستيانا باكر: بالنسبة لي كنت دائما إنسانة مثالية أؤمن بالمثل، حتى في فترة المراهقة شعرت أنني ولدت في وقت متأخر عن وقتي، لو أنني كنت قد ولدت في العام 1968 في فترة ثورة الطلبة عندما كان للناس قضية يتظاهرون من أجلها في الشوارع ويدافعون عن مثل وقضايا كنت أسعد لو ولدت في ذلك العهد، لكن بالنسبة لي ما هو المقصود بالسعادة؟ السعادة أن تفعل شيئا له معنى في الحياة فأنا عندما أخدم الله وأطيعه هذا الأمر استغرقني وقتا طويلا حتى الآن أنا أشعر بأنني بدأت أؤدي غرضي من وجودي في الحياة بشكل أفضل، أتممت كتابي وقصتي والكتاب عنوانه "من أم.تي.في إلى مكة" هذا هو الآن وقد نشر في العام الماضي..


أحمد منصور (مقاطعا): يمكن أن تضعيه مرة أخرى، ضعيه على المكتب.


كريستيانا باكر: كما تعلمون في الحقيقة ما حدث هو أنني ذهبت في رحلتي إلى الحج..


أحمد منصور (مقاطعا): ذهبت إلى الحج في العام 2005.


كريستيانا باكر: نعم.


أحمد منصور: اسمحي لي بعد الفاصل -أو قبل خمس سنوات- بعد الفاصل أسمع منك قصة ذهابك إلى الحج وتأثيرها على نفسك لاسيما أنها جاءت بعدما فصلت من كل المحطات التلفزيونية التي عملت بها بعدما يشن الإعلام الألماني هجوما عليك يتم فصلك من العمل ثم تبحثين عن العمل في مكان آخر. نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار مع كريستيانا بكر مقدمة البرامج التلفزيونية السابقة في أم.تي.في وأن.بي.سي الأوروبية فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

على طريق الإيمان وتغيير المسار


أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود في هذه الحلقة التي نستضيف فيها كريستيانا بكر مقدمة البرامج التلفزيونية السابقة في أم.تي.في وأن.بي.سي الأوروبية. واجهتك تحديات كثيرة ما هي أهم التحديات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها وحافظت على أدائك المهني قدر الاستطاعة؟


كريستيانا باكر: حسنا، كان إيماني هو الذي ساعدني في تخطي كل التحديات، دعوني أقل لكم ماذا أعطاني هذا الإيمان، نتحدث عن التحديات لكن دعونا نتحدث عما كسبت من ورائه من كوني مسلمة نتحدث عن الإيجابيات، أولا أنا الآن أشعر وكأن لي ارتباطا وصلة بالله وهي صلة عميقة وحميمة لم أعرفها في حياتي، إيماني يعطيني الشجاعة يعطيني قوة من الداخل مهما حدث في الخارج في العالم إذا ساءت الأمور أو تحسنت فهو إيماني هو مصدر قوتي وكما قلنا من قبل أنا لا أخضع لأي شيء أو طرف سوى الله ومن دون مثل هذا الإيمان فالمسألة هي الإيمان أعطاني سلسلة من الأركان التي غيرت حياتي والتي أخرجت أفضل ما في نفسي وما في داخلي وهي مصدر قوتي هي مجموعة قيم..


أحمد منصور (مقاطعا): مثل ماذا؟


كريستيانا باكر: على سبيل المثال أنا الآن أولا أنا أهتم وأبر عائلتي أكثر من قبل الآن العائلة تعني لي الكثير أكثر من ذي قبل هذا أولا، أنا أقل أنانية من ذي قبل رغم كل الشهرة وما إلى ذلك أنا أحترم وأكن الاعتبارات للآخرين، أنا أقوم بعمل خيري أكثر أهتم بشؤون الفقراء أكثر أحاول أن أستخدم مهاراتي المهنية لأشياء إيجابية أيضا مثل أن نشرح ما هي قيم الإسلام الحقيقية لهذا السبب كتبت كتابي وشاركت في حملة مؤخرا حملة ظهرت في لندن إذاً..


أحمد منصور (مقاطعا): أنت الآن تشاركين في حملة أو شاركت في حملة في لندن من أجل الترويج لصورة الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة.


كريستيانا باكر: نعم بالضبط لكن على مستوى مهني لدي برنامج عن السفريات إذاً أنا أعمل في التلفزيون الألماني..


أحمد منصور: أنت لم تتوقفي يعني كافحت من مكان إلى مكان وإلى الآن تقدمين برامج كما قلت أنت.


كريستيانا باكر: بالتأكيد نعم لكن نوعية البرامج التي أقدمها تختلف مثلا أنا قدمت برامج عن الصحة لأنني أخذت استراحة ودرست لمدة أربع سنوات الطب الطبيعي وأيضا أقدم برامج وأحداث مهمة ومؤتمرات كمضيفة وأيضا أقدم برامج عن السفريات والرحلات وأيضا برنامج حواري على الفضائيات أيضا أدير برامج أو أحداثا خيرية لجمع الأموال وإذاً أقوم بأشياء إيجابية كثيرة أيضا عدا عن ذلك ومنذ رحلة الحج في العام 2005 ولسبب ما أعطتني القوة تلك الرحلة لأن أتحدث للمرة الأولى في وسائل الإعلام الألمانية وقلت لهم إنني ذهبت للحج لأنني عانيت لمدة تسع سنوات والتزمت الصمت والهدوء لكن بعد رحلة الحج شعرت أن الوقت قد حان لأخرج إلى العلن قلت أمام الجميع إنني ذهبت إلى الحج، الكثير من المقالات كانت إيجابية بعضها تقول كريستيانا بكر مقدمة البرامج الحائزة على أرفع الجوائز تذهب للحج، والأمور كانت جيدة وتم الترحيب بي واتصلت بي دار نشر وطلبت مني كتابة الكتاب إذاً هكذا كانت قصة ولادة هذا الكتاب، هذا كله حدث بعد الحج إذاً منذ الحج والحمد لله أنا أتحدث كثيرا عن الإسلام وأجريت الكثير من المقابلات وهذا الكتاب لقى ترحيبا حافلا وكبيرا جدا وأجريت الكثير من المقابلات كل شيء كان والحمد لله إيجابيا 100% وتلقيت الكثير من رسائل من مسلمين ومسيحيين وغير مؤمنين أيضا.


أحمد منصور: ما هي أهم الانطباعات التي تركت لديك أثرا قويا من خلال ردود الفعل التي جاءتك حول قصتك "من أم.تي.في إلى مكة المكرمة"؟


كريستيانا باكر: أعتقد بعض الأشخاص اعتنقوا الإسلام، واحد أو اثنين، وبعض الذين ولدوا مسلمين شخص كتب لي رسالة من كوسوفو قال لا أستطيع شراء الكتاب لكنني استطعت أن أجمع ثمنه حتى اشتريته وكان أكبر استثمار لي فأنا اشتريت مصحفا وبدأت أصلي فشكرا لك غيرت حياتي، آخر قال لي كنت في طريقي لشراء قنينة نبيذ وأيضا قال في كتابي عندما قرأ الكتاب وجد أنني لا أشرب الخمر بعد الآن فبدأ هو يفعل ذلك ويشكرني عليه والنساء أيضا، إذاً يبدو أن هناك دعوة إلى الله وجدت في هذا الكتاب وبالنسبة للمسيحيين هم أيضا شكروني لأنهم لم يفهموا من قبل ماذا يعني الإسلام والكتاب أوضح لهم جوانب كثيرة من الإسلام لم يكونوا يعرفونها من قبل والمسلمون مسلمو الهوية أيضا شعروا بشعور كان البعض يأخذ الإسلام من المسلمات..


أحمد منصور (مقاطعا): أنا أريد أن أقف عند نقطة مهمة كريستيانا، أنت بقيت 11 عاما ترفضين الظهور في وسائل الإعلام والحديث عن الإسلام وحينما ظهر كتابك بدأت تتحدثين بعد ذلك وتتكلمين وأخبرتني حينما التقيتك قبل عدة أشهر ونحن نحضر للحلقة وحينما التقيت معك من بعد أخبرتني أنك كنت تعتقدين أنك رغم مرور 11 عاما لم تكوني جاهزة للحديث عن الإسلام وأنا أخبرتك أن بعض الفنانات وغيرهن من المحجبات هنا في العالم العربي بمجرد أن تلبس الحجاب في اليوم التالي تتحدث عن الإسلام، هذا القرار قرارك بالتحدث عن الإسلام فتح أمامك مجالا أيضا يعني كان له دور في تغيير حياتك وصورتك الإعلامية في الغرب؟


كريستيانا باكر: أقول لك منذ أن أصبحت مسلمة أن أكون صحفية متحدثة خطيبة أمام الناس أردت فورا أن أفعل شيئا عن الإسلام في وسائل الإعلام لأن صورته سيئة في الإعلام الغربي وهذا ما يؤلمني لكنني كنت أشعر أنني لم أكن مستعدة، أحد الشيوخ قال لي فقط ركزي وقوي إيمانك أولا وعمقي وحسني إسلامك وإيمانك وعندما تكونين مستعدة كل شيء سيحدث لاحقا وربما أردت أنا رحلة الحج هذه لتنقية روحي في تلك اللحظة شعرت أنني دعيت إلى الحج شعرت بعد ذلك أنني استجبت لهذه الدعوة كيف أن الله دعا هذه المذيعة التي كانت تقدم برامج في أم.تي.في أن تصبح مسلمة إذاً ربما هناك سبب أكثر من إنقاذ نفسي وربما إن شاء الله سأستطيع أن ألعب دورا ولو بسيطا لتحسين صورة الإسلام في الغرب ولو قليلا فهناك الكثير من رهاب الإسلام والإسلامفوبيا موجود ويتزايد في أوروبا مع منع بناء المآذن في سويسرا مثلا منع البرقع في فرنسا ويتحدثون عن ذلك في ألمانيا إذاً هناك الكثير من العمل ينبغي أن نقوم به.


أحمد منصور: كريستيانا أنت هاجرت من أم.تي.في إلى مكة المكرمة لكن هناك الكثيرات من النساء المسلمات والفتيات يردن الهجرة من مكة المكرمة إلى أم.تي.في. ماذا تقولين لهن؟


كريستيانا باكر: نعم هذا يبدو صحيحا لأن هناك شخصا قرأ عن قصتي في اليمن وكتب لي رسالة وقال إن النساء عندنا يردن الذهاب من مكة إلى أم.تي.في لكنك هاجرت من أم.تي.في إلى مكة، هذا فقط روح استهلاكية تعطيك لا شيء ولن تستطيعي تحقيق السعادة وغنى النفس إلا من خلال الإسلام والإسلام هو أفضل دين لذلك لأنه يتيح لك هذه الصلة العميقة مع الله الصوم ثلاثين يوما من أجل نيل رضا الله الصلاة خمس مرات نربط أنفسنا بالله والناس يمكن والنساء يمكن أن يفعلن ذلك ونذكر أنفسنا بالله في كل شيء نقوم به وكيف نقترب منه أكثر..

حول حوار الأديان والتعريف بالإسلام في الغرب


أحمد منصور (مقاطعا): سؤالي هذا كان سببه أن أم.تي.في تدخل كل بيوت المسلمين الآن عن طريق الستلايت طبعا. اسمحي لي ببعض الأسئلة من المشاهدين بقوا على الهاتف طويلا، عبد الله إبراهيم من السعودية، سؤالك يا عبد الله.


عبد الله إبراهيم/ السعودية: السلام عليكم ورحمة الله، أحب أن أهنئ الأخت كريستينا بإسلامها وأتمنى لها الاستمرار ومزيدا من الالتزام. لدينا تجارب الحقيقة في مناطق من العالم نجد نجاحات كثيرة في الدعوة في إفريقيا في آسيا في أوروبا نجد نجاحات الآن تزداد ظهورا ويزداد ظهورها في ألمانيا. أحب أسأل الأخت كريستينا ما هي الأمور التي يجب مراعاتها في دعوة قومها؟


أحمد منصور: شكرا لك سؤال مهم. أحمد من الإمارات، سؤالك يا أحمد.

أحمد الافرم/ الإمارات: السلام عليكم ورحمة الله، أحييك دكتور وأحيي أختنا كريستيانا وأهنئها بمناسبة رمضان وبمناسبة أنها أطلت على العالم بالإسلام الحقيقي الذي يفهمه كل الناس، أنا من أولئك المقيمين في أوروبا والذين يعرفون أن مثل هذه النجمة هناك نجمات كثيرة بشكلها ولكن نحتاج إلى وسيلة إعلام كقناة الجزيرة تكشف عن خفايا أبطال ونجوم مثل هذه.


أحمد منصور: شكرا لك، سؤالك؟

أحمد الافرم: أوجه طلبا لقناة الجزيرة أن تشرفنا كما تفعل دائما أن تعين هذه الأخت رئيسة قسم حوار الحضارات في قناة الجزيرة، ثم أوجه سؤالا آخر..


أحمد منصور: ضمنت وظيفة في الجزيرة.

أحمد الافرم: ثم أوجه سؤالا آخر ولما أتكلم أتكلم باسم ملايين المسلمين هناك في أوروبا وأنا رئيس جمعية إسلامية حوار الحضارات في الأندلس أريد هذا الكتاب هل طبع إلى اللغة الإسبانية وإلى اللغة العربية؟ أدعوك مرة ثانية..


أحمد منصور (مقاطعا): الآن سأضع لو سمحت يا سمير، وائل، لو تضعوا إيميل كريستيانا، سنضع الإيميل حتى للمشاهدين من يريد أن يتواصل معك.

أحمد الافرم: أدعوك إلى زيارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية ومرحبا بك فيها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحمد منصور: سنضع الويب سايت الخاص بك www.kristianebaker.com المكاشفي من السودان، سؤالك يا مكاشفي.

المكاشفي/ السودان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تحية لك أستاذنا محمد وتحية لأختنا كريستيانا ويعني أنا سؤالي يمكن صريح بعض الشيء، الآن يمكن كثير جدا من المحطات العربية والفضائيات من غير تسمية تقدم برامج رمضانية وكلها غذاء وما شاكل ذلك يعني، الآن كريستيانا يمكن هي نموذج هي الآن يمكن لا أريد أن أقول على الضلال ولكن هي خرجت من منحنى إلى منحنى آخر، أنت قبل قليل أرحتني جدا بسؤالك يعني الآن يمكن كثير جدا من المذيعات والنجمات العربيات- إن صحت العبارة- إلى أم.تي.في والإن.تي.في وغيرها من القنوات التي يعني لا يتحدث عنها يعني سؤالي أكثر ما شد الأخت كريستيانا إلى الإسلام يعني شيء بالتحديد يعني أنا يمكن يعني..

أحمد منصور (مقاطعا): شكرا لك يا مكاشفي.

المكاشفي (متابعا): أكثر شيء شد الأخت كريستيانا للدخول إلى الإسلام، أيضا..

أحمد منصور (مقاطعا): أشكرك. كريستيانا سؤالان مهمان، السؤال الأول من عبد الله إبراهيم يقول لك ما هي الأمور التي ينبغي لمن يتحدث إلى الألمان تحديدا أو الغربيين عن الإسلام أن يراعيها يعني كيف يتم خطاب الغربيين من قبل المسلمين؟ لأن أناسا كثيرين يجهلون هذا الخطاب، سؤال المكاشفي ما هو أكثر شيء تحديدا جذبك إلى الإسلام أو غير في شخصيتك أو في حياتك؟

كريستيانا باكر: أولا أنا أعتقد أننا كمسلمين كلنا سفراء لديننا الإسلام ويجب أن نقدم القدوة الحسنة أن نكون رحيمين عطفاء عندما نهاجم بشكل سلبي لكننا ندفع السيئة بالحسنة ونخلق من أعدائنا أصدقاء، هذا يتطلب صبرا وثباتا وهو صعب تحقيقه لكن علينا أن نقدم أنفسنا كقدوة حسنة للآخرين وعندما نتحدث مع الغربيين لا نتحدث عنهم لو كانوا مثلا مسيحيين نقول نتحدث لهم كأهل كتاب نتحدث عن المشتركات بيننا وبينهم نقول إن هناك سورة كاملة باسم مريم ولدينا تاريخ يضم تاريخ الأنبياء كله موجود في القرآن، أيضا حاولت أن أبرز المشتركات، عندما أتحدث مع منتج برنامج السفريات قال يا إلهي لم أعرف أي شيء من هذا الإسلام، بحاجة إلى علاقات عامة جيدة ولذلك حاولت في لندن أن أشارك في حملة ملصقات باسم الإلهام من قبل محمد صلى الله عليه وسلم لأنها تعطي صورة عنه وخاصة في مجتمعات فيها أتباع أديان مختلفة الاستطلاعات تقول إن 58% يعتقدون أن الإسلام له علاقة أو مرتبط بالتطرف أو أكثر من 50% يقول بالإرهاب لكن معاني الإسلام وقيمه الحقيقية الجميلة لا تبرز، الإسلام ينبذ العنف الإسلام يؤمن بالعدالة الاجتماعية يحترم المرأة، كثيرون لا يعرفون هذه الأمور عن الإسلام، الناس يربطون الرسول صلى الله عليه وسلم بشخصيات أو أفكار كرتونية لا يعرفون أنه بعث رحمة للعالمين ولا يعرفون تصرفاته الشخصية النبيلة ولا يعرفون جمال شخصيته وكمال شخصيته وأيضا الناس يحاولون أن يمتثلوا ويتأسوا بالرسول صلى الله عليه وسلم، عندما كنت أحضر لبرامجي أنا تعرضت للهجوم مؤخرا في حفل عشاء عندما قلت للناس إنني مسلمة وكتبت كتابا عن الإسلام كان هناك رجل نمساوي هاجمني هجوما لاذعا قال إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يفرض على المرأة أن ترتدي البرقع وعلى الناس أن يفجروا قطارات المترو وما إلى ذلك وإذاً ماذا علينا أن نفعل؟ علينا أن ندفع هذه السيئات بالحسنات أن نستعيذ بالله أن نبرز المشتركات الجميلة وأن نتحدث عن قيم الإسلام الحقيقية، ما هو الإسلام ماذا يعني لكن الأهم أن نبرز ذلك في حياتنا، الرسول صلى الله عليه وسلم تعرض للهجوم أكثر من غيره، في الطائف تتذكرون عندما نزفت قدماه ماذا قال؟ تضرع إلى الله إنك يا ربي إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، إذاً هو بدأ يصلي ويدعو من أجل هؤلاء الناس بدلا من أن يغضب ويقسو عليهم إذاً علينا أن نحيي روح الرسول صلى الله عليه وسلم هذه في التعامل وفي الرحمة وبالتحلي بالحكمة في أسلوب التعامل.

أحمد منصور: كريستيانا تقارير كثيرة تتحدث عن رغم الهجوم على الإسلام في الغرب ورغم ظاهرة الإسلامفوبيا إلا أن التقارير الصحفية سواء في الصحف البريطانية أو الأميركية أو حتى الألمانية تتحدث عن زيادة إقبال على اعتناق الإسلام لا سيما بين النساء، هل لاحظت هذا أيضا في رحلاتك في ندواتك في محاضراتك؟

كريستيانا باكر: يبدو أن الوضع هو كذلك فعلا فهذا الشهر فقط شاركت في مقالين في وسائل الإعلام عن هذا التيار وهو زيادة اعتناق النساء للدين الإسلامي هناك مقال سيظهر في الديلي ميل غدا وميلي كلير في وقت لاحق هذا الشهر لكن لم لا؟ هذه حقيقة، في الحقيقة هناك تياران أولهما تيار الرهاب والخوف من الإسلام السائد في أميركا بسبب ما حدث في موقع هجوم 11 سبتمبر ومن جهة أخرى المسلمون يندمجون أكثر في المجتمعات وهم موجودون في شتى مجالات الحياة مهنيا في إنجلترا مثلا هناك مسلمون في سلك القضاء والبرلمان والشرطة وايضا هناك امرأة مسلمة وزيرة موجودة ونساء عضوات في البرلمان المسلمون لهم حضور على مستوى عال في مجتمعاتهم إذاً هذا تطور إيجابي، بإمكانك أن تحصل على الطعام الحلال في كل مكان الملابس اللإسلامية تظهر فيها بشكل محترم أمام الناس إذاً الأمور تتحسن لكن أيضا هناك الرهاب من الإسلام والإسلامفوبيا، أعتقد على المدى البعيد نحن نحتاج إلى وقت أنا أشعر بالتفاؤل الأجيال القديمة ستزول الذين كانوا يعتقدون أن أوروبا للأوروبيين وللمسيحيين البيض لكن معظمهم لم يعودوا حتى مسيحيين أصلا معظمهم لا يؤمنون بدين، المجتمعات الآن متعددة الأعراق والثقافات والأديان والمسألة مسألة وقت فقط لكي يكون هناك تجانس وشيء من الفسيفساء الذي يجعل الناس يعيشون مع بعضهم البعض باحترام متبادل ويتبارزون من أجل العمل الصالح والخير من أجل بلدانهم ومصلحة الإنسانية والصالح العام هذا رغم الرهاب من الإسلام وإسلامفوبيا هو تيار موجود لكنه إن شاء الله سيزول في المستقبل.

أحمد منصور: كيف تنظرين في ظل هذه الصورة لمستقبل الإسلام والمسلمين في الغرب؟

كريستيانا باكر:  نعم لدي وجهة نظر إيجابية لأنه كلما زادت فرص التعليم والتعلم والمسلمون من أبناء الجيل الثالث الذين ولدوا في الغرب وحصلوا على التعليم العالي في بلاد الغرب ودخلوا حياتهم المهنية على مستويات عالية لكن التحدي هو كيف نجعلهم يحافظون على عقيدتهم ودينهم ولا يخسرونه وهذا تحد تواجهونه أنتم في العالم العربي شبابنا يهرب من دينه بدلا من أن يتمسك بدينه إذاً المسألة هي ليست التركيز على الأشياء الخارجية بل على التمسك بالقيم الإسلامية وعقائد الإسلام من الداخل والصلة الروحية والارتباط بالله وبالقيم المعنوية والأخلاقية للإسلام.

أحمد منصور: كريستيانا ألم تشعري أنك خسرت، هل تشعرين بعد 15 عاما و11 عاما من الصمت أنك كسبت؟ ما هي المكاسب التي حققتها من وراء دخولك الإسلام؟

كريستيانا باكر: الحمد لله إن الإسلام هو كنزي الأثمن وهو مصدر قوتي وهو سبيلي إلى السماء، أنا سعيدة وراضية أيا كانت الأمور في حياتي السيئة..

أحمد منصور (مقاطعا): رغم أنك يعني لم توفقي في زواجك من شخص مسلم، عانيت كثيرا رغم كل هذا تعتبرين نفسك..

كريستيانا بكر: أنا لدي أمل، أريد أن أتزوج بمسلم، بماذا تفكر؟ إن شاء الله.

أحمد منصور: كنت تتكلمين عن مكاسبك، نعم.

كريستيانا باكر:  نعم على سبيل المثال أنا استلمت وسام شرف من مصر..

أحمد منصور (مقاطعا): الآن كتابك سيترجم إلى اللغة العربية ستنشره دار الشروق في مصر وأبلغني الناشر اليوم عادل المعلم أنه سيصدر في شهر يناير القادم في معرض الكتاب، أيضا يترجم إلى اللغة الإنجليزية.

كريستيانا باكر:  إن شاء الله، أنا أتطلع قدما لظهور الكتاب باللغة العربية وأن أعود إليكم لأتحدث مرة أخرى عن قصتي، إن شاء الله سيصدر الكتاب في يناير، اليوم أنا تلقيت عقدا من دار نشر أندونيسية الحمد لله وأيضا هناك طبعة بالترجمة التركية ونعمل من أجل المزيد، إذاً هناك أمور كثيرة تنتظرنا إن شاء الله ونريد أن نعلي كلمة الله وأن نكون جسرا، أنا أرى نفسي كجسر بين الثقافات والحضارات والأديان إن شاء الله.

أحمد منصور: كريستيانا بكر أشكرك شكرا جزيلا كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم أعتذر للذين بقوا على الهاتف بسبب ضيق الوقت، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.