
التشكيلة المرتقبة لمجلس النواب العراقي
– النتائج المتوقعة للانتخابات وتوجهات المرحلة القادمة
– ملامح الحكومة والتحالفات المقبلة ودور الاحتلال الأميركي
– حول الدور الإيراني والعلاقة مع الدول العربية
– مواقف الائتلاف الوطني من الملفات العراقية الأساسية
![]() |
![]() |
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود. من المقرر أن يتم الإعلان خلال الساعات القليلة القادمة عن النتائج النهائية للانتخابات العراقية التي أجريت يوم الأحد الماضي في ظل الاحتلال ووجود 140 ألف جندي أميركي في العراق وذلك وسط توقعات بأن تشكيل الحكومة واختيار رئيس جديد للبلاد لن يكون أمرا سهلا على الإطلاق، وفي حلقة اليوم نحاول فهم خريطة القوى السياسية بعد إعلان نتائج الانتخابات المتوقعة وتعقيدات التحالفات والتشكيلات للحكومة العراقية القادمة وذلك في حوار مباشر مع السيد عمار الحكيم زعيم الائتلاف الوطني العراقي ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق. ولد عمار الحكيم في مدينة النجف عام 1971 وهو نجل السيد عبد العزيز الحكيم وحفيد المرجع الشيعي السيد محسن الحكيم وعمه محمد باقر الحكيم، هاجر مع والده إلى إيران نهاية سبعينيات القرن الماضي ودرس في الجامعة الإسلامية في قم وفي أول سبتمبر/ أيلول من العام الماضي 2009 تولى رئاسة المجلس الأعلى الإسلامي خلفا لوالده، دخل الانتخابات الأخيرة زعيما للائتلاف الوطني العراقي الذي يضم عددا من أبرز القوى والأحزاب الشيعية الرئيسية يتقدمهم المجلس الأعلى ومنظمة بدر والتيار الصدري وحزب الفضيلة وتيار الإصلاح وحزب الدعوة تنظيم العراق جناح العنزي وتيارات شيعية أخرى، يعتبره كثير من المراقبين بيضة القبان في ترجيح كفة من سيحكم العراق خلال السنوات القادمة. ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا على أرقام البرنامج التي ستظهر تباعا على الشاشة، (+974) 4888873 سيد عمار مرحبا بك.
عبد العزيز الحكيم: أهلا وسهلا ومرحبا وشكرا لكم.
النتائج المتوقعة للانتخابات وتوجهات المرحلة القادمة
أحمد منصور: كان من المقرر أن يتم إعلان نتائج الانتخابات الليلة ولكنها أجلت لصباح الغد وهناك علامات استفهام كثيرة حول هذا التأجيل، ما هي أسبابه ومعلوماته التي لديكم؟
عبد العزيز الحكيم: بسم الله الرحمن الرحيم، أحييكم وأحيي الأعزاء المشاهدين، وأصحح بأنني لست زعيما للائتلاف الوطني العراقي ولم أدخل الانتخابات النيابية، إنني رئيس المجلس الأعلى ويتشرف المجلس بأنه شريك أساسي في الائتلاف الوطني العراقي وهناك قوى أساسية أخرى أيضا في هذا الائتلاف نعمل معا لتحويل هذه الكتلة النيابية إلى مؤسسة سياسية راشدة كما وعدنا أبناء شعبنا. فيما يرتبط بالانتخابات أعتقد أن هناك إجراءات فنية حيث إن إدخال عدد كبير من المعلومات إلى أجهزة الحاسوب لظهور النتائج لعله هي التي حالت دون إعلان جزء من النتائج اليوم، وغدا سوف لن تعلن النتائج الكلية كما أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وإنما سيكون إعلان جزئي لهذه النتائج ولكن من المعروف أن القوائم المهمة، القوى السياسية الكبيرة لديها شبكة من المراقبين حاضرون في أغلب المواقع وعلى صناديق الاقتراع تابعوا عملية الفرز واطلعوا على النتائج وقدموها لجهاتهم ولذلك نعرف أن هذه القوى اليوم تمتلك معلومات عن طبيعة الإجراءات والفرز على الأقل في المناطق التي تتواجد فيها، لذلك نجد أن هناك معلومات جيدة لدى كل..
أحمد منصور (مقاطعا): ما هي أهم المعلومات التي لديك في ظل شيء مهم هو أن بعض المعلومات تسربت من المفوضية وصلت إلينا تقول إن عملية التأخير سببها هو وجود عمليات تزوير واسعة لصالح بعض القوائم؟
عبد العزيز الحكيم: أنا لا أمتلك المعلومة التي تتحدثون عنها وبحسب مراقبينا وكذلك مراقبي العديد من القوائم الأساسية التي لدينا اتصال معها لم يذكروا لنا مثل هذه العمليات الواسعة، نعم هناك شكاوى هناك إشكاليات وخروقات سجلتها أغلب القوائم وهي مورد التدقيق من قبل المفوضية، كيفما كان نعتقد بحسب معطياتنا أن ائتلاف دولة القانون سيكون متقدما لبضع مقاعد على الائتلاف الوطني العراقي والائتلاف الوطني سيكون متقدما أيضا بضع مقاعد على العراقية وهو سيكون متقدما على التحالف الكردستاني وهكذا ستأتي قوائم رئيسية أخرى..
أحمد منصور (مقاطعا): معنى ذلك أنكم يمكن أن تكونوا في المرتبة الثانية؟
عبد العزيز الحكيم: من أربعين ألف مراقب لدينا في بغداد وجنوب بغداد وبعض المحافظات الأخرى في شمال بغداد المعلومات التي قدموها لنا تؤكد هذا الاتجاه.
أحمد منصور: هل لديك أرقام دقيقة في ظل ما ذكرته كثير من التقارير على أن ائتلاف دولة القانون برئاسة المالكي يمكن أن يحقق ما يقرب من تسعين مقعدا بينما ائتلاف العراقية بقيادة علاوي يمكن أن يحقق ثمانين وأنتم أعلى التقديرات أشارت إلى خمسين فقط، أنت الآن تقول إنكم ربما تحتلون المرتبة الثانية، هل لديك أرقام تقريبية تصحح بها هذه المعلومات؟
عبد العزيز الحكيم: طبعا بحسب تقديراتنا الدقيقة ليست هذه المعلومات دقيقة ولسنا متحمسين لدخول تفاصيل من هذا النوع لأن الحقائق ستظهر غدا أو جزء منها على الأقل..
أحمد منصور (مقاطعا): أعطنا الأقرب الذي لديك الذي لن يختلف كثيرا عما سيعلن؟
عبد العزيز الحكيم: أعتقد أن ائتلاف دولة القانون يمكن أن يأتي بـ 85 إلى 87 مقعدا، الائتلاف الوطني العراقي قد يكون 78 إلى 80 مقعدا، ائتلاف السيد علاوي العراقية قد يكون 72 مقعدا وهكذا..
أحمد منصور (مقاطعا): الكردستاني كم تتوقع؟
عبد العزيز الحكيم: يقال إن هناك عشرة مقاعد للتغير وعشرة للقوى الإسلامية الكردية مما يعني أن حظوة التحالف..
أحمد منصور (مقاطعا): هذا يطابق التوقعات لكن..
عبد العزيز الحكيم (متابعا): الكردستاني سيكون بين 40 إلى 42 مقعدا.
أحمد منصور: في ظل هذه الصورة التي تقدمها هل معنى ذلك أنك الأقرب إلى ائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي منك إلى العراقية بقيادة إياد علاوي؟
عبد العزيز الحكيم: نحن ننظر إلى القضية من زاوية أخرى، نعتقد بأننا مقبلون على مرحلة جديدة إذاً علينا أن نركز على الأهداف والوسائل والآليات والأولويات التي تضمن لنا حكومة ناجحة وقوية وفاعلة ومنسجمة تضمن لنا نجاحات حقيقية تبعدنا عن بعض الأخطاء التي وقعنا فيها في الماضي وبالتالي مثل هذا التوجه يمكن أن يجلعنا قريبين من الجميع، نعتقد أن هذا البلد لا يدار من حزب واحد أو توجه واحد أو طيف واحد، العراق يدار من جميع العراقيين ومن جميع ألوان الطيف العراقي وإذا ما كانت هناك قوائم عدة حازت على مستوى كثير من ثقة الشعب العراقي فمن المنطقي جدا أن تبدأ بإجراء المشاورات فيما بينها وتوفر فرص وضمانات حقيقية لمشاركة حقيقية لعمل مشترك لتحقيق الثقة والانسجام..
أحمد منصور (مقاطعا): كلام جميل وعمومي ولكن أريد كلاما محددا، اسمح لي، أنت الآن قلت إنك تريد أن تتجنب بعض الأخطاء التي وقعتهم فيها، ما هي هذه الأخطاء التي تعتبر أن المجلس الأعلى قد وقع فيها وتريد أنت تصويبها؟
عبد العزيز الحكيم: طبعا شخصيا لم أتحدث عن أخطاء للمجلس الأعلى وحده، أتحدث عن أخطاء عشناها في العراق كقوى سياسية على اختلاف انتماءاتنا..
أحمد منصور (مقاطعا): ما أهمها؟
عبد العزيز الحكيم: أعتقد أننا بحاجة إلى أن نعمل جاهدين لبناء دولة مؤسسات إننا بحاجة إلى تعزيز الثقة إلى توسيع الشراكة، إلى وضع..
أحمد منصور (مقاطعا): وما حدث خلال السنوات الماضية ماذا كان؟
عبد العزيز الحكيم: أعتقد أنه لم يتسم بهذه المواصفات بشكل كامل..
أحمد منصور (مقاطعا): يعني أنت الآن تقر بأن العراق لم يكن به دولة مؤسسات في خلال السنوات الماضية؟
عبد العزيز الحكيم: المسألة ليست الأبيض والأسود، حينما نتحدث عن بناء مؤسسي وتوزيع الصلاحيات بشكل صحيح وانطلاق المؤسسات فهذا يعني أننا بحاجة إلى مزيد من الجهود لتطوير هذا الاتجاه، هذا التوجه.
ملامح الحكومة والتحالفات المقبلة ودور الاحتلال الأميركي
أحمد منصور: هل حصول قائمة دولة القانون على الأغلبية كما أشرت أنت الآن يعني أن نوري المالكي سيكون هو رئيس الوزراء القادم في العراق؟
عبد العزيز الحكيم: أعتقد كما قلت إنه يجب أن نركز على البرنامج على طبيعة التحالفات، من الواضح أنها ليست انتخابات رئاسية وليس لدينا انتخابات رئاسية في نظامنا البرلماني، إنها انتخابات نيابية والكتل النيابية تتعاون فيها بينها وبحسب هذه المؤشرات ليس من قائمة تتقدم على الآخرين بشكل كبير جدا وبالتالي هذه القوائم معنية في أن تتعاون فيها بينها حينما توضع الإطار العام والتصور للمرحلة المقبلة البرامج والخطط والأولويات والوسائل التي توصلنا إلى حكومة ناجحة حين ذاك من السهولة بمكان أن يحدد الكابتن ومن يقود هذا الفريق.
أحمد منصور: هناك تباين بين القوى وفي الفترة الماضية كان هناك تحالف ثلاثي كنتم أنتم أحد أضلاعه والضلع الثاني كان رئيس الوزراء نوري المالكي والضلع الثالث كان الأكراد هل هذا التحالف يمكن أن يستمر ويبقى وبالتالي تضمنون أنتم تشكيل الحكومة القادمة في العراق؟
عبد العزيز الحكيم: من المعروف أن هذا البلد بحاجة إلى جميع أطيافه وأطرافه ومر العراق في ظروف صعبة كان هناك تلكؤات كان هناك ضغوط كبيرة على الحكومة، كنا نعتقد أن مثل هذا التنسيق والعمل المشترك من شأنه أن يحافظ على شيء موجود ويكون مقدمة لتطويره، وبالتالي حينما نتحدث اليوم عن قائمة دولة القانون أو القائمة العراقية أو التحالف الكردستاني نحن نتحدث عن قوائم كبيرة لها حظوة من ثقة الشعب العراقي تمثل طيفا مهما إضافة إلى الائتلاف الوطني هذه القوائم الأربع وغيرها من القوائم..
أحمد منصور (مقاطعا): كل هذا نحن نعرفه كمشاهدين ونعرفه كإعلاميين ويعرفونه كسياسيين، أنا عايز أمسك يعني اسمح لي يعني كلاما مفيدا شوية، الناس الآن تريد كلاما مفيدا وليس كلاما إنشائيا، أنت قلت إنه لم تكن أو أنكم تطمحون إلى إقامة دولة مؤسسات في العراق وهذا يشير إلى أن ما حدث في السنوات الماضية لم يكن في مفهوم دولة المؤسسات، أمس وفيق السامرائي نشر مقالا قال فيه إن السنوات الأربع الماضية من تاريخ العراق كانت حقبة طائفية مقيتة رسخها نوري المالكي، الآن المالكي سيعود مرة أخرى، هل المالكي الذي لم يستطع خلال السنوات الماضية أن يحقق شيئا مما أشرت إليه وأشرت إلى أخطاء، ما الذي سيفعله في السنوات القادمة إذا جاء؟
عبد العزيز الحكيم: كما قلت نحن نركز في هذه المرحلة على وضع الضمانات في أن الأمور تأخذ المسار الإيجابي والتطور المستمر، قد أختلف مع أخي العزيز الأستاذ وفيق السامرائي في تقييمه بالمستوى الذي يتحدث عنه، أننا دائما نتحدث بشكل منصف وموضوعي ونستذكر أن هناك إنجازات مهمة وهناك تلكؤات ونحن شركاء في الانتصارات والإنجازات وفي هذه التلكؤات أيضا كل منا يتحمل مسؤوليته بقدر صلاحيته ومساحة حركته وتأثيره في المشهد السياسي العراقي، حينما نتحدث عن المرحلة القادمة إذاً علينا أن نضع التصور ونحدد الأهداف والأولويات ونضع الوسائل والآليات المطلوبة وضمن سياق من هذا النوع نجد من هي القوائم التي مستعدة أن تتفاعل وتضع يدا بيد لانطلاقة جديدة..
أحمد منصور (مقاطعا): من الأقرب إليكم؟
عبد العزيز الحكيم (متابعا): ما لم تحصل هذه المشاورات المستفيضة من الصعب وضع اليد على أسماء قبل أن يتحدد الموضوع الأساسي وهو البرنامج، نحن اليوم نفكر في الشعب أكثر ما نفكر في الحكومة..
أحمد منصور (مقاطعا): سيد عمار من الأقرب إليك في التكتلات الأخرى القائمة، من الأقرب إلى فكرك إلى مشروعك إلى ما تطرحه؟
عبد العزيز الحكيم: الأقرب هو الأكثر انسجاما والتزاما بالبرنامج الذي يجب أن يقدمه للشعب، ونحن نجري هذه المشاورات لنتعرف..
أحمد منصور (مقاطعا): السيد نوري المالكي مثلا؟
عبد العزيز الحكيم: أنا لا أشخصن القضايا وأتحدث عن التوجهات والكيانات والكتل..
أحمد منصور (مقاطعا): ما هو في النهاية هناك أشخاص، نحن في النهاية هناك أشخاص وهناك برامج للأشخاص ولا بد أن نتحدث عن الأشخاص، لا ينبغي ونحن نتحدث عن مستقبل دولة عن وضع دولة أن نتكلم كلاما عموميا لأنه في النهاية هناك أشخاص سينفذون هذه المشروعات.
عبد العزيز الحكيم: نعم العراق لا يختزل بشخوص محددين وكل قائمة من القوائم فيها رجال وبارزين وواضحين ومن خلال تنسيق بهذا النوع بالإمكان أن نحدد اتجاهات الإدارة والتنسيق في بناء مشروع وطني يتميز بمعالجة الأخطاء وبالانطلاق إلى واقع مشرق كما يتمناه ويتطلع إليه العراقيون وأصدقاء العراق في خارج العراق.
أحمد منصور: أنت أمس التقيت مع نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي، ماذا دار بينك وبين الهاشمي وهو أحد رموز تيار العراقية برئاسة علاوي؟
عبد العزيز الحكيم: إننا في مشاورات مستمرة قبل الانتخابات وبعد الانتخابات مع القوى الوطنية الأساسية مع الشخصيات والرموز والساسة والقادة العراقيين بكل ألوانهم وأطيافهم، نتحدث عن هذا البرنامج وعن الإطار الذي يجمعنا ونتلمس مدى إمكانية تحقيق مثل هذه الانسجام العالي والرؤية المتقاربة في بناء حكومة قوية وفاعلة وناجحة.
أحمد منصور: أمس تحديدا قبل هذ الوقت، أقول لك الساعة كام؟ ماذا دار بينك وبينه، قل عشر كلمات؟
عبد العزيز الحكيم: نعم أمس ما دار بيننا هو استعراض الخطوات المطلوبة في المرحلة القادمة وطبيعة التنسيق والمشاورات التي نجريها بين هذه الكتل الأساسية.
أحمد منصور: هل عرض عليك تحالفا مع السيد إياد علاوي في الفترة القادمة؟
عبد العزيز الحكيم: ما هو لا يحتاج إلى حديث خاص بالفعل هي هذه القوائم تتحدث بشكل مستمر عن تنسيق وعن تعامل مشترك في بناء هذا الوطن ونحن الآن نتحدث من بداية هذه الحلقة عن أن هذه القوى الكبيرة وتمثيليتها الواسعة للشعب العراقي لا مناص إلا أن تجلس على طاولة واحدة وتضع تصورا مشتركا للعمل.
أحمد منصور: قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو قال إننا لا نعرف مدى نجاحنا في العراق إلا بعد ثلاث أو خمس أو ربما عشر سنوات، الرئيس الأميركي نفسه قال إن العراق تنتظره أيام صعبة بعد الانتخابات، كيف تنظر إلى الأيام القادمة بعد الانتخابات؟
عبد العزيز الحكيم: إنني أشعر بتفاؤل كبير وأعتقد أن ما أجده من تفهم لطبيعة الظروف والفرص المتاحة اليوم واستثمار هذا النصر الكبير للعراقيين والمشاورات التي بدأت آفاقها بين الأطراف ستجعلنا أمام فرصة حقيقية لبناء حكومة تفي بمتطلبات الشعب العراقي قد تستغرق شيئا من الوقت..
أحمد منصور (مقاطعا): كم تقريبا؟ التوقعات تقول بين أربعة وستة أشهر، كم تتوقع لتشكيل الحكومة القادمة؟
عبد العزيز الحكيم: قد يكون من الصعب التكهن بعدد الأيام ولكن أنا أعتقد أن الفترة ستكون أقصر مما ذكر.
أحمد منصور: في ظل الرؤية الأميركية هذه من أن الوضع لن يكون حسنا في الفترة القادمة، هل تميل إلى خروج القوات الأميركية كما هو محدد في العام القادم 2011 أم ترى أن تتمهل هذه القوات وتبقى حتى يتم ضمان استقرار العراق بشكل أفضل كما أشار المالكي قبل أيام؟
عبد العزيز الحكيم: أنا أعتقد أن خروج هذه القوات ضمن الأسقف الزمنية المحددة في الاتفاقية هو الشيء الذي يخدم المصالح العراقية الأميركية، العراق تواق لأن يرى سيادته الكاملة واستقلاله الكامل، حققنا إنجازا مهما بجدولة الخروج ووضع الأسقف الزمنية المحددة، نجد اليوم بعد خروج 140 ألف جندي أميركي من المدن إلى خارج المدن، الوضع الأمني لم يتدهور بالعكس هو يشهد تطورا في العديد من المناطق..
أحمد منصور (مقاطعا): مع كل هذه التفجيرات لم يتدهور؟! مع كل هذه التفجيرات وعدم الاستقرار لم يتدهور؟!
عبد العزيز الحكيم: بكل تأكيد حينما نقيسها بما كان يمر به العراق وتمر به بغداد على نحو المثال في اليوم الواحد تنفجر 25 سيارة مفخخة، اليوم أصبحت الأوضاع أفضل بكثير وهي تتجه نحو الأحسن ولاحظنا أن الإرهاب الذي جند كل طاقاته وإمكاناته لإجهاض العملية السياسية والانتخابات وإخافة الناس لم يستطع إلا أن يطلق بضع هاونات وبعض التفجيرات هنا أو هناك مع وعود وتحذيرات كثيرة قام بها للقيام بهذا الشأن، إذاً نحن أمام فرص يعني مستمرة لتحسين الأداء الأمني، الأجهزة الأمنية تقوم بأدوارها تحسن قدراتها وتجهيزاتها وخططها ولدينا خطة واضحة المعالم في كيفية تطوير البنية المؤسسة الأمنية بما يجعلها قادرة على ملء الفراغ الأمني بالكامل دون الاستعانة بالقوات الأجنبية.
أحمد منصور: السيد مقتدى الصدر اتهمك في بيان أصدره في 22 يناير الماضي ونشرته الوكالات أن لك مصلحة في بقاء المحتل الأميركي وأنك لا تعترف بالمقاومة لأنها مناقضة لمصلحتك.
عبد العزيز الحكيم: أعتقد أن هناك التباسا حصل والصورة غير دقيقة نقلت إلى سماحته وأنا أعرف بعد أن اطلع على ما قلته كان له وجهة نظر أخرى، نحن نعتبر أن المقاومة حق مشروع للشعوب وللأمم ومن حق الجميع أن يمارسوا هذه المهمة وهذا الدور ضمن السياقات الصحيحة، ما تحدثت به في ذلك اللقاء أو الاجتماع في بيروت هو ما ذكرته أن البعض ممن يرفع مثل هذه الشعارات تورط بالإساءة إلى العراقيين وتحمل مسؤولية من عمليات قتل فيها عدد كبير من الأبرياء ويسيء إلى المقاومة وإلى المقاومين أن ينتمي إلى هذا العنوان الكبير شخصيات أو قوى لهم مثل هذه السمات، وبالتالي أنا كنت أدافع عن المقاومة وأدافع عن المقاومين حينما وضعت مثل هذه المعايير وميزت بين من هو مقاوم حقيقي يعمل ضمن مصالح الدفاع عن شعبه وأمته وبين أناس دخلاء يستغلون هذا العنوان لمآرب خاصة، يقتلون الأبرياء ويسيئون إلى سمعة المقاومة.
أحمد منصور: ما هي طبيعة الدور الذي ستمارسه سلطات الاحتلال الأميركية في تشكيل الحكومة القادمة في العراق؟
عبد العزيز الحكيم: لا أعتقد أن مصلحة العراق أن يعطي فرصة لتدخلات أجنبية على أي صعيد.
أحمد منصور: أنتم أصلا تحت الاحتلال هم مش حيتدخلوا؟ ده هم اللي بيديروا البلد يعني أنتم بتنفذوا ما يريد الاحتلال وفق القانون الدولي ووفق قرارات الأمم المتحدة ووفق أن العراق دولة محتلة، مش كلامي أنا والواقع كده و140 ألف جندي موجودين حضرتك أشرت لهم قبل قليل، هل دول فقط كومبارس متفرجين يعني؟
عبد العزيز الحكيم: من المعروف أن العراق استعاد سيادته بشكل رسمي وهذه القوات اليوم لا يحق لها أن تتحرك من معسكراتها في الصحراء وفي خارج المدن إلا بإذن عراقي وبطلب من القوات العراقية وبالتالي العراق يدار من قبل أبنائه المنتخبين من قبل الشعب العراقي ويتخذ قراراته بهذا المعنى وهذا المقدار من التأثير النسبي إذا كان نتيجة حضور هذه القوات وما شابه ذلك نحن نعمل جاهدين على ألا يكون.. نحن نتطلع إلى علاقات متوازنة وطيبة بين العراق ومحيطه الإقليمي مع المجتمع الدولية على أساس المصالح المشتركة على أساس السيادة الكاملة ولا نتمنى أن تكون لنا علاقات مع الولايات المتحدة تتجاوز هذه الأطر المتداولة في علاقات الشعوب والأمم.
أحمد منصور: يعني القوات الأميركية الحالية الموجودة في العراق وفق ما تقوله حضرتك دلوقت لا تتحرك إلا بإذن منكم وتحت سلطاتكم وسيادتكم وهم ليس لهم أي سيادة ولا أي وضع في العراق؟
عبد العزيز الحكيم: هذا ما تشير إليه اتفاقية سحب القوات الأجنبية تماما وحينما حصلت بعض التحركات بمعزل عن قرار الحكومة العراقية سجلت اعتراضات واضحة من قبل القادة العراقيين مما يؤكد هذا التوجه، اليوم أي قوة أميركية لا يحق لها أن تتحرك بأي اتجاه وأن تخرج من معسكراتها إلا بطلب من الحكومة العراقية وبتنسيق معها.
أحمد منصور: ما طبيعة الدور الإيراني المرتقب في تشكيل الحكومة العراقية القادمة في ظل العلاقات المميزة لكم أنت في المجلس الأعلى بالإيرانيين وكذلك قائمة ائتلاف دولة القانون بالإيرانيين؟ أسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير، نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار مع السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
حول الدور الإيراني والعلاقة مع الدول العربية
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود في هذه الحلقة التي نحاول فيها استطلاع نتائج الانتخابات العراقية التي جرت يوم الأحد الماضي وشكل التحالفات القادمة والحكومة العراقية التي تواجه مخاضا عسيرا أو سوف تواجه مخاضا عسيرا، ضيفنا هو أبرز القيادات الشيعية في العراق السيد عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى. كان سؤالي لك حول الدور الإيراني وتأثيره في صناعة القرار وتشكيل الحكومة القادمة في العراق.
عبد العزيز الحكيم: أعتقد أن إيران شأنها شأن سائر دول الجوار تواقة لأن تجد حكومة متفاهمة متفهمة للعلاقات الإقليمية لا تتحول إلى حالة معادية لها على ما أعتقده بحسب تقديري ولكن طبيعة تشكيل الحكومة والتحالفات فهو شأن داخلي عراقي، أعتقد أن هذه القوائم الكبيرة والقادة العراقيين يتمتعون بمستوى كاف من الاستقلالية والشجاعة والتنسيق فيما بينهم ليقدروا مصالح بلادهم ويوحدوا كلمتهم ودوما كنت على ثقة عالية من أن وحدة الموقف العراقي هو الذي سيعطي رسالة قوية لجميع دول الجوار والمنطقة والذي نتمنى للعراق أن يكون له علاقات طيبة معهم ونتمنى لهم أن يكونوا على علاقة طيبة مع العراق، ضمن هذه السياقات الدول العربية تمثل ركيزة أساسية إننا عرب معتزون بعروبتنا معتزون بالهوية العربية للعراق تواقون لبناء أفضل وأمتن العلاقات مع الدول العربية وفي الجانب الآخر كدول إسلامية تركيا وإيران بلدان إسلاميان جاران نريد أن نبني علاقات طيبة ومتوازنة لكن دون أن يكون فيها أي نمط من أنماط التدخل في الشأن الداخلي العراقي.
أحمد منصور: هناك تقارير تشير إلى ضغوط إيرانية تمارس عليك أنت تحديدا على اعتبار علاقاتك وعلاقة والدك الخاصة التي كانت تربطكم بإيران من أجل التحالف مع المالكي الذي يعتبر الأقرب إلى إيران وأن تظل الحكومة العراقية في ظل هذا التحالف حكومة موالية لإيران وأقرب إليها من العرب والعروبة التي أشرت إليها.
عبد العزيز الحكيم: أنا أكذب مثل هذه المعلومات وهي غير دقيقة وغير صحيحة وأؤكد بأننا نتحرك باستقلالية كاملة ننظر إلى مصالح شعبنا مصالح العراق وضمن هذه السياقات نتحالف ونتشاور ونؤمن إيمانا عميقا بشراكة حقيقية بين الأطراف الأساسية في البلد للنهوض بالواقع العراقي وتشكيل حكومة قوية ومنسجمة.
أحمد منصور: تحدثت عن عروبة العراق وتحدث نائب الرئيس العراقي عن ضرورة أن يكون رئيس العراق عربيا في إشارة إلى أن العراق الآن يرأسه رئيس كردي، رئيس الحكومة شيعي وهمش العرب والسنة بشكل عام، عروبة العراق هل تقتضي وتوافق على أن يعني ذلك أن رئيس العراق يجب أن يكون عربيا؟
عبد العزيز الحكيم: أولا الحديث عن تهميش الطائفة السنية الكريمة لا أعتقد أنه حديث دقيق، نظامنا السياسي نظام برلماني والبرلمان هو المؤسسة الأم وكما هو معروف الحكومة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء لا يتم انتخابهم بشكل مباشر من قبل الشعب العراقي وإنما البرلمان ينتخبهم فالمؤسسة الأم قادها في السنوات الماضية شخصيات كريمة من أبناء هذه الطائفة ولذلك نجد أن حضورهم فاعل ومؤثر تماما في المشهد السياسي العراقي، نقف وندافع عن أدوارهم المتزايدة في المرحلة القادمة أيضا نتمنى أن يكون العراق بمشاركة حقيقية من جميع الأطراف. مسألة تحديد أدوار من هذا النوع أن يكون الرئيس عربيا أو كرديا أو ما إلى ذلك ليست هي المعيار الوحيد للدفاع عن عروبة العراق هذه المسألة خاضعة لطبيعة المواصفات والمعايير المطلوبة لمثل هذه المواقع حينما نتحدث عن رئيس وزراء كما تحدثنا قبل قليل أو الآن نتحدث عن رئيس الجمهورية أو أي موقع سيادي في الدولة العراقية إننا نركز على الأدوار والمواصفات والمعايير للأشخاص قبل تركيزنا على الشخوص، العراق بلد عربي ومعتز بعروبته ولكن لا تختزل هذه العروبة في مواقع محددة، لنا كل الاحترام والتقدير لشركائنا في الوطن من كرد وتركمان وشبك وسائر القوميات في البلاد، نحن نتعامل على أن يكون للجميع فرص متكافئة ولكن من حقنا أن ننتصر للهوية العربية لهذا البلد الكريم وأن ننظر بشيء من التميز لعلاقاتنا العربية والتي أعتقد أننا وقعنا في تلكؤ كبير حينما لم نوفق في بنائها بشكل صحيح، شخصيا لدي تركيز كبير على هذا الجانب، المجلس الأعلى وضع في سلم أولوياته هذا الموضوع، كان لي شرف القيام بجولة إقليمية شملت العديد من الدول العربية سنواصل باندفاع وحماس أكبر للمرحلة المقبلة ترميم هذه العلاقات لنجد أشقاءنا العرب حاضرين معنا يتبادلون معنا المصالح يدعمون ويساندون العراق بكل تلاوينه الطيبة ويساهمون في إعادة إعماره.
أحمد منصور: هل معنى ذلك أنك تخالف سياسة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي التي لم تتوجه عربيا بل إنه يعني حتى في كلامه عن المملكة العربية السعودية يعني كان كمان لا يريدها وانتقدت مواقف الحكومة العراقية خلال السنوات الماضية لأنها لم تكن تتجه عربيا على الإطلاق؟
عبد العزيز الحكيم: ما سمعته من السيد المالكي في خطاباته الأخيرة بعد الانتخابات رغبة ملحة في تطوير هذه العلاقة، نحن مع هذا التوجه تواقون لبناء هذه العلاقات وكنا مرحبين بالجهود التي بذلتها الشخصيات الوطنية العراقية على اختلاف ألوانهم في تعميق العلاقات العراقية العربية وأنا أعتقد أن هذا الجزء مهم وركيزة أساسية في نظرتنا للعلاقات الإقليمية.
أحمد منصور: اسمح لي ببعض أسئلة المشاهدين، محمد عبد الله من السعودية، أخ محمد سؤالك.
محمد عبد الله/ السعودية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحييك أستاذ منصور وأحيي ضيفك الكريم وعندي بعض الأسئلة عن الانتخابات وعن الوضع العراقي..
أحمد منصور: سؤالك بسرعة؟
محمد عبد الله: سؤالي يا طويل العمر بالنسبة للجنة الاجتثاث إش السبب أنها جاءت في وقت قبل الانتخابات بمدة قصيرة؟ وهل هم راضون عن النواب المجتثين بلجنة الاجتثاث؟
أحمد منصور: شكرا لك. أحمد حسن من الأردن.
أحمد حسن/ الأردن: السلام عليكم. ودي أسأل السيد الحكيم هل في نية لحل المليشيات وخاصة منظمة بدر وما هو مصير الجيش العراقي بعد هذه الانتخابات؟
أحمد منصور: شكرا لك، هاشم ميالي من العراق، سؤالك سيد هاشم.
هاشم ميالي/ العراق: السلام عليكم، تحية لك أخي أحمد وإلى ضيفك السيد عمار الحكيم، لدي سؤال هو هل هناك سبب لعدم اختيار رئيس للائتلاف الوطني العراقي إلى الآن وعدم ترشيح شخصية بعينها لرئاسة الوزراء وهل هذا عنصر ضعف في الائتلاف؟ وشكرا.
أحمد منصور: شكرا جزيلا لك. سيد عمار السؤال الأول هو كان بيتكلم عن لجنة اجتثاث البعث وهذه قديمة شكلت في أعقاب الاحتلال لكن ربما كان يقصد لجنة..
عبد العزيز الحكيم: المساءلة والعدالة.
أحمد منصور: آه نعم بالضبط. تعليقك على هذا السؤال؟
عبد العزيز الحكيم: أعتقد بخصوص المساءلة والعدالة هي لجنة مخولة أن تنظر في المرشحين وإذا كان البعض منهم يحتلون مواقع متقدمة في حزب البعث المنحل دستوريا والمحظور دستوريا فهؤلاء يمنعون من المشاركة والترشح لمجلس النواب ولهم الحق في أن يمارسوا أدوارهم الأخرى في البلاد ما لم يثبت بحقهم جريمة معينة فيقدموا إلى القضاء لكن بحسب الدستور العراقي من له مواقع متقدمة في حزب البعث لا يحق له أن يكون نائبا في البرلمان، فهذه اللجنة حينما تعرض الأسماء على المفوضية المفوضية تقدمها لهذه اللجنة لتتأكد من أن هؤلاء ليسوا أعضاء، بما أن قانون الانتخابات تأخر وتأجل وثم نقض وعاد وتأخرت الأمور كثيرا فبالتالي تسليم الأسماء من الكتل السياسية إلى المفوضية تم في وقت متأخر وبعد الأوقات المحددة والمفوضية حينما استلمت الأسماء قدمتها إلى المساءلة والعدالة فبدت وكأن وجهة النظر تعطى في وقت متأخر فيما أن طبيعة الأمور دفعت كل مراحل العملية الانتخابية وأخرتها شيئا ما فانعكس هذا على هذه الخطوة أيضا وأعتقد أن هيئة التمييز التي نظرت في الطعون وسمحت لعدد مهم من المشمولين بأن يمارسوا حقهم في التنافس الانتخابي ومنعت من تأكد..
مواقف الائتلاف الوطني من الملفات العراقية الأساسية
أحمد منصور (مقاطعا): شكرا لك، وضح. سؤال أحمد حسن من الأردن على اعتبار أنك تملك المليشيات الأكثر تنظيما وربما بطشا كما توصف في العراق وهي منظمة بدر، هل لديك نية لحل منظمة أو مليشيات بدر وكيف تنظر لمن تم.. الجيش العراقي الذي تم حله.. عفوا، الجيش العراقي الذي شكل؟
عبد العزيز الحكيم: من المعروف أن الشهيد السيد محمد باقر الحكيم في عام 2003 وقبل استشهاده أعلن عن تحويل منظمة بدر إلى منظمة مدنية سياسية ومنذ ذلك الحين وإلى اليوم لديها مكاتب واضحة وتمارس عملا مدنيا تماما، تعرضت إلى تدقيق كامل في البداية من قبل قوات أجنبية ومن ثم حينما تحول الموضوع إلى العراقيين من القوات العراقية من كانوا مقاتلين في الظروف السابقة ضمن قانون دمج المليشيات الذي شمل المناضلين من مختلف الأطياف السياسية العراقية أصبحوا حاضرين ضمن المؤسسة الأمنية وبمعاييرها تماما والآخرون يمارسون الدور المدني، لو ثبت لدينا أن أي فرد وأي عنصر من عناصر بدر يمارس دورا بعيدا عن السياقات المدنية سنكون أول من يتخذ أشد الخطوات تجاهه ويسلمه إلى العدالة ليأخذ جزاءه، ليس لدينا معلومات عن وجود مثل هذه المجموعات المسلحة. الجيش العراقي ننظر له باحترام كبير ونتمنى له أن ينطلق ويملأ الفراغ الأمني تماما ويحقق الثقة والاطمئنان للعراقيين ببلد آمن ومستقر إلى جانب بقية القوات الأمنية هم رجالنا وضباطنا نعتز بهم وعدد مهم منهم من الجيش السابق أيضا.
أحمد منصور: الآن أنت في بداية الحلقة رغم أن كل التقارير الإخبارية كانت تشير إلى أنك زعيم ائتلاف.. لكن أنت نفيت ذلك، سؤال هاشم ميالي يقول لماذا لم يتم اختيار رئيس للائتلاف؟ هل هناك مشكلات واجهتكم في هذا الموضوع ولماذا لا تقومون في الائتلاف بتسمية رئيس للوزراء أو رئيس للحكومة؟
عبد العزيز الحكيم: بكل تأكيد هي بالحقيقة اعتبرناها نقطة قوة في الائتلاف أن كل القوائم الأساسية الأخرى رشحت شخصيات محددة ولكن نتيجة للمنطق الذي حملناه أننا نركز على البرنامج نركز على ما نقدمه للشعب أكثر من تركيزنا على من يقدم وقلنا هذه القضية يمكن أن تتم بعد الانتخابات بمجرد أن تظهر النتائج ويتبين الفائزين، في الائتلاف الوطني له نظام داخلي له سياقات عمل واضحة وضع تصورا كاملا وآليات لاختيار رئيس له لاختيار وترشيح رئيس وزراء ضمن عملية المشاورة التي تتم مع الآخرين وليست لدينا أي مشكلة..
أحمد منصور (مقاطعا): أليس هذا ما تقوله سببه هو وجود خلاف حقيقي بينك وبين السيد مقتدى الصدر حول رئاسة الائتلاف؟
عبد العزيز الحكيم: إطلاقا وكما هو معروف سوف لن أكون لا أنا ولا أخي السيد مقتدى الصدر مرشحين لهذا الموقع، الائتلاف هو ائتلاف نيابي وبالتالي يجب أن يترأسه من هو نائب في البرلمان وسنرشح وندعم أي من الأعزاء من أعزائنا أعضاء الائتلاف الذين دخلوا في الانتخابات وشاركوا وحازوا على ثقة الشعب سيترأس هذا الائتلاف ويديره ككتلة نيابية ونحن لنا الشرف في أن نمارس عملية الاهتمام والدعم لهذا الائتلاف وللساحة الوطنية عموما من خلال الموقع المتواضع الذي نحن فيه، أخي السيد مقتدى الصدر أيضا يمارس دورا مشابها وهذه قوة للعراق أن تتوزع الأدوار، هناك كتل نيابية تعمل وهناك كتل وزارية تعمل..
أحمد منصور (مقاطعا): شكرا لك. شيخ يعرب من العراق، سؤالك يا شيخ.
شيخ يعرب/ العراق: السلام عليكم وعلى السيد الحكيم، أنا لدي سؤالان ومقترح لسماحة السيد، المقترح الأول يا سماحة السيد نحن مظلومون من زمن النظام البائد وأنتم كائتلاف وطني صمام أمان لعدم عودة البعث ومعكم إخوانكم في ائتلاف دولة القانون فنريد نسمع أخبارا تهم الشعب العراقي في ائتلافكم في جبهة عريضة هذا واحد، السؤال الثاني لسماحة السيد ما هو موقف الائتلاف الوطني من التدخلات الخارجية وبالأخص العربية لدعم بعض القوائم؟ والسلام عليكم ورحمة الله.
أحمد منصور: شكرا لك. عبد الله العراقي من بريطانيا سؤالك يا عبد الله.
عبد الله العراقي/ بريطانيا: السلام عليكم. لدي سؤالان لو سمحت أخ أحمد، السؤال الأول أنتم تسمون أميركا الشيطان الأكبر لماذا حذفتم أنتم سمى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية حذفتم كلمة الثورة لماذا؟ وهل إذا وجهت أميركا ضربات لإيران تكونون مع الشيطان الأكبر أم مع إيران؟ السؤال الثاني هل أنت صرحت قلت إن كركوك مدينة كردية؟ لأن السيد جلال الطالباني قال إن عمار الحكيم قال إن كركوك مدينة كردية، والرودرغيت ومايكل مولن قالوا كركوك برميل بارود إذا انفجر وأنت الآن تحدثت عن الوضع الأمني فهل أنت تريد أن تفجر الوضع الأمني؟ هل تفجر البارود بيد..
أحمد منصور (مقاطعا): شكرا لك. سيد عمار تفضل، هل قلت إن أربيل مدينة كردية؟ هل ستقف إلى جوار..
عبد العزيز الحكيم: كركوك، كركوك مدينة كركوكية وأربيل مدينة أربيلية والنجف مدينة نجفية وبغداد بغدادية، بكل تأكيد كركوك لأهلها بكل ما فيهم من ألوان وأطياف طيبة ودوما كنا نعتقد أن كركوك هي العراق المصغر بما تمثله من تنوع مهم وكبير بين المكونات في كركوك وتمنينا التعايش والتسامح بين المكونات في كركوك وكلما رأينا المزيد من الاستقرار والتفاهم بين أبناء كركوك كلما شعرنا بمزيد من الراحة والاستقرار النفسي لنا وللعراق عموما، نعتقد أن مثل هذه الأمور الحساسة يجب أن تعالج بالطريقة التي تضمن حقوق الجميع وتتماشى مع الحساسيات الواقعية في داخل هذه المحافظة في البلد عموما في الوضع الإقليمي كما هو تعاملنا مع أي ملف من الملفات الشائكة والحساسة.
أحمد منصور: هل ستقف إلى جوار إيران أم إلى جوار أميركا إذا قامت الولايات المتحدة بضرب إيران؟
عبد العزيز الحكيم: أعتقد أنه خطأ كبير ترتكبه الولايات المتحدة إذا ما أرادت القيام بمثل هذا العمل، نحن مسلمون ونعتقد أن البلد بحاجة إلى مزيد من الاستقرار وإلى مزيد من التنسيق ولذلك أي خطوة من هذا النوع ستربك الأمن الإقليمي عموما وسيكون لها أبعاد خطيرة ولذلك لا أعتقد أن في وارد المنطقة أن تتحمل هزات من هذا النوع، سنقف بقوة ونتحدث عن ضرورة الحوار وحل المشاكل من خلال الحوار وليس بوسائل أخرى.
أحمد منصور: كنت قبل ذلك تتبنى خيار دولة ائتلافية في العراق، هل لا زال لديك هذا الخيار في ظل نتائج الانتخابات التي ظهرت والتي تشير أنت إلى أنكم قمتم باحتلال الموقع الثاني فيها وهو موقع متقدم عن باقي الكتل الأخرى؟
عبد العزيز الحكيم: إننا نتحدث عن نظرية وعن رؤية فلا تتغير هذه الرؤية بين حالة وأخرى، لو كنا في موقع الصدارة وكنا قد حزنا على بضع مقاعد الإضافية وتقدمنا على الآخرين لقلنا نفس الحديث، إننا دعونا إلى الجبهة الوطنية العريضة قبل الانتخابات وحينما كنا نرى استطلاعات الرأي وكان لدينا تصور أننا سنكون الكتلة الأكبر فبالتالي نحن نعتقد وكما أشرت أن هذا البلد لا يدار إلا من خلال شراكة حقيقية بين مكوناته وبين أطرافه السياسية الأساسية، نريد حكومة قوية ومنسجمة نريد استقرارا في البلد نريد انطلاقا ولا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال العمل المشترك بين الأطراف الأساسية.
أحمد منصور: سعيد المطرفي من السعودية، سؤالك يا سعيد.
سعيد المطرفي/ السعودية: ما مشكلة الاسم بس المشكلة أنه كنا نقول في السابق المشكلة ما هي قضية فلسطين المشكلة أن.. راحت وراها، الآن نقول المشكلة ما هي بيروت المشكلة بغداد راحت وراءها، إيران مستمرة في هذه المسألة والعرب يتفرجون، هنيئا للعرب في فوز إيران الآن في العراق فوز صريح وواضح وإيران الآن انتقلت إلى أفغانستان وسيكون لها نصر أيضا ونحن نشاهد ونتابع هذه المأساة العربية، بغداد العراق ذهب إلى أحضان الفرس لكنني أسأل الحكيم متى يتم تغيير اللغة العراقية إلى اللغة الفارسية بصفته أحد أقرباء اللوبي الإيراني المتواجد؟
أحمد منصور: سعيد رؤيته يعني على النقيض تماما من السيد عمار وهذا فريق أيضا موجود عربي كبير جدا يرى أن العراق الآن أصبح في الجيب الإيراني ولم يعد له علاقة بالعرب.
عبد العزيز الحكيم: أنا أحترم هذه الرؤية ولكن تحدث بصراحة يجرئني على أن أتحدث بصراحة، أعزائي لنكن واقعيين، النظر إلى الشيعة على أنهم ليسوا عربا أو التشكيك في عروبة الشيعة هذا لا يخدم المصالح العربية، اليوم العراق انتصر العراقيون انتصروا لا ضير إذا كان الشيعة غالبية في العراق وحصلوا على فرص أكثر من غيرهم فهذا هو نصر للعراق وللعراقيين ونصر للعرب جميعا، لنبتعد عن الوتيرة الطائفية، الإسلام يجمعنا والعروبة تجمعنا، أعزائي لنتحدث بهذا المنطق وحينذاك سنجد كيف أن القلوب تنفتح والأيادي سنجدها ممدودة وسنجد أن أشقاءنا العرب لهم الفرصة الأوفر والحظ الأكبر في العراق، بغداد ستبقى عربية وستبقى لأهلها إن كان حظوة للسنة أو للشيعة فهم العراقيون فهم العرب فهم المسلمون، لنتحدث بمثل هذه الأطر التي توحدنا وتقرب فيما بيننا ونبتعد عن الوتيرة الطائفية هذا ما أتمناه لعزيزي المتحدث وكل من يؤمن بمثل هذه الرؤية.
أحمد منصور: رحيم كريم من العراق، سؤالك يا رحيم؟.. رحيم معي؟.. ينقطع الخط، الاتصال ليس جيدا. أنت تحدثت عن موضوع العروبة والشيعة لكن هل من مصلحة العراق أيضا وأنت تتحدث في ظل عروبة العراق أن يصبغ بالصبغة الشيعية في ظل أنك ترأس مؤسسة ثقافية شيعية تقوم بنشر المذهب الشيعي في العالم يعني حتى قبل أن ترجع أنت ووالدك إلى العراق كانت مؤسستك لها دور في العالم، هل من مصلحة العراق كدولة عربية أن تصبغ بصبغة شيعية؟
عبد العزيز الحكيم: من المعروف أننا نعتز بكل الانتماءات، نحن معتزون بعروبتنا ومعتزون بانتمائنا لأهل البيت، وشركاؤنا في الوطن معتزون بعروبتهم ومعتزون بانتمائهم المذهبي الآخر والمسيحي معتز بعروبته وبانتمائه الديني الخاص، هذه خصوصيات ليس من مصلحة أن نتجاوزها، الوطنية ليست بأن أخلع عمامتي وأكون بهيئة أخرى، لأكن وطنيا وأحافظ على خصوصياتي والعراق اليوم لا يصبغ بلون واحد، ائتلافنا الائتلاف الوطني العراقي الذي يضم كل الألوان والأطياف الطيبة وائتلاف دولة القانون كذلك وائتلاف العراقية كذلك إذاً نحن نخطو خطوات مهمة إلى الأمام تجاوزنا الحدود الخاصة ابتعدنا عن مشاكل الماضي لا نريد أن نعود إلى الماضي، اليوم صدورنا وقلوبنا مفتوحة لشركائنا ونعمل جاهدين لبناء أمتن العلاقات بين الشركاء في هذا الوطن ندافع عنهم ندافع عن قضاياهم نقف معهم في قضاياهم وهم يقفون معنا في قضايانا هذا العراق لجميع العراقيين، للتو كنا نتحدث طويلا أنه لا يمكن أن يدار من لون واحد ومن طيف واحد، نحن أصحاب نظرية الشراكة الحقيقية نحن من وقفنا وفي الحملة الانتخابية تجاوزنا اعتبارات الأصوات وقلنا لا نقبل بغالبية سياسية نحن نريد حكومة شراكة نشارك فيها الجميع كل القوميات وكل الانتماءات المذهبية وكل الانتماءات الدينية، ليس من مصلحة العراق أن يكون له حكومة شيعية، من مصلحة العراق أن تكون له حكومة عراقية تشارك فيها جميع الألوان ونحن من دعاة هذا الأمر ولكن لا تقولوا لنا انسلخوا عن تشيعكم اخلعوا عمائمكم حتى تكونوا وطنيين وعراقيين، هذا المنطق هو الذي لا نتمناه، الخصوصيات محترمة ولكننا ضمن خيمة العراق وكلنا يستظل بالعلم العراقي الذي يرفرف على رؤوسنا.
أحمد منصور: السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى في العراق أشكرك شكرا جزيلا على ما تفضلت به وعلى مشاركتك معنا وسوف نترقب جميعا النتائج التي ستعلن غدا للانتخابات ونقارن بينها وبين الأرقام التي أعطيتنا إياها في أول الحلقة والتي أشرت فيها إلى أن ائتلافك سيتصدر القائمة الثانية بينما ائتلاف السيد المالكي سيتصدر الرقم الأول وائتلاف السيد علاوي سيأتي في المرتبة الثالثة. في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.