
أمين الجميل وتساؤلات في شهادته على العصر
– توضيحات واستدراكات حول الشهادة
– تساؤلات حول ممارسات القوات والعلاقة مع إسرائيل
– حول التدخل السوري وحزب الله والخلافات اللبنانية
![]() |
![]() |
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة من العاصمة اللبنانية بيروت وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود. ردود فعل واسعة النطاق وصلتنا حول شهادة الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل والتي استمرت 15 أسبوعا قدم خلالها شهادته على الحرب اللبنانية وعلى فترة رئاسته للبنان وقدم رؤية لمستقبل لبنان في الفترة القادمة، وفي هذه الحلقة نتابع ردود الفعل التي جاءت على شهادة الرئيس أمين الجميل وأعتذر بداية عن التأخير في بث الحلقة لعشر دقائق تقريبا حيث وصلت طائرة الرئيس قبل ربع ساعة فقط من الآن وكنا في انتظاره بعد رحلة طويلة، الحمدلله على السلامة سيادة الرئيس أولا وأشكرك، رحلة مجهدة وطويلة ولكن نأمل إن شاء الله أن تكون يعني غير مجهد من هذه الرحلة الطويلة.
أمين الجميل: بالعكس أهلا وسهلا فيك، منرتاح معك.
توضيحات واستدراكات حول الشهادة
أحمد منصور: شكرا سيادة الرئيس. سيادة الرئيس بداية أنت شاهدت الحلقات مثل الذين تابعوها وأود قبل أن أفتح المجال للمشاهدين لطرح أسئلتهم وانتقاداتهم أن تقدم أنت رؤيتك لشهادتك، ما الذي تريد أن تضيفه ما الذي تريد أن تستدرك عليه؟ ما الذي تريد أن توضحه من خلال ما سبق؟
أمين الجميل: بالواقع هذا شيء يمكن مستغرب أنه لم يتسن لي الاطلاع على الحلقات بعد بثها وهي بالطبع طويلة ومديدة إنما بصورة عامة أعطيت شهادتي على هذا العصر على هذه الحقبة من التاريخ وأني حاولت بقدر الإمكان أن أستذكر محطات مهمة وأساسية في تاريخ لبنان فأعطيت الحقيقة كما أنا أنظر إليها وأعطيت الوقائع كما عشتها في هذه الفترة من تاريخ ومن ولايتي على لبنان لمدة ست سنوات فترة الرئاسة من سنة 1982 إلى سنة 1988. هلق بالواقع أنا أفهم أنه في اعتراضات أفهم أنه في كثير من المشاهدين كان عندهم نظرة مختلفة أو عندهم يمكن حقيقة مختلفة عن الحقيقة اللي أنا أعطيتها، بينما يعني بالنسبة لي الحقيقة هي حقيقة، ما في حقيقتين في حقيقة واحدة، بهذا العالم خاصة العالم العربي في حقيقات..
أحمد منصور: حقائق.
أمين الجميل: وليس حقيقة، هي حقيقات يعني حتى.. يعني كل إنسان عنده حقيقته في هذه نظرته للأمور وقراءته وفلسفته، فلسفته لما يجري في العالم العربي، نعرف تماما أن هناك في على كل حال بنظري أنا يعني في الحقيقة المجردة الحقيقة الكونية في ثوابت بهذه الحياة، هالثوابت هيدي معمول فيها بكثير من الدول وبمعظم الدول بينما نحن في العالم العربي لسوء الحظ هالثوابت هيدي مرتجة هالثوابت هيدي مانها هي عامة لكل الدول العربية..
أحمد منصور (مقاطعا): هل هناك حادثة معينة..
أمين الجميل: بس لحظة، منعرف تماما أنه في هذا العالم العربي في الأنظمة معظم الأنظمة عندها أيديولوجيتها وعندها فلسفتها وعندها عقيدتها وعندها ثوابتها وعندها حقيقة، حقيقة لها ما لها علاقة بالحقيقة عند الدولة العربية الأخرى، اللي قائم في ليبيا مثلا غير قائم في المغرب واللي قائم في سوريا غير قائم في السعودية إلى ما هنالك يعني في حقائق هم بيعتبروها حقائق إنما هيدي حقائق نسبية ونسبية جدا فلذلك لما الإنسان شخص مثلي أنا تحمل مسؤوليته في حقبة معينة من التاريخ وعم يعطي حقائق أو عم يعطي الوقائع مثلما أنا أنظر لها ومثلما أنا عشتها ومثلما أنا مؤمن فيها كذلك الأمر، أنا أفهم تماما أن العديد من المشاهدين في دول عربية معينة أو من اتجاهات معينة ما أنه ما بيعتمدوا هذه الحقيقة إنما يعني بكل قوة بيعتبروا بالعكس أن الحقيقة هي عكس ما أنا أؤمن فيه وينظرون إلى الوقائع بالذات بتفسير مغاير تماما لنيتي في طرح هذه الأمور.
أحمد منصور: تعتقد أن كل ما قلته من وجهة نظرك على الأقل يمثل الحقيقة؟
أمين الجميل: على الأقل هيدي الحقيقة اللي أنا عشتها لأني انطلقت إذا بتتذكروا أنا ما كان عندي أوراق أمامي كان كله حسب الذاكرة إنما بنفس الوقت يعني حاولت بطيلة فترة ولايتي أن أتمسك بقيم معينة وهذه القيم مهمة كثيرا بالنسبة لي أنا تربيت عليها وبقيت عليها هالقيم هيدي فالقيم هي اللي حكمت كل أفعالي وقراراتي ومبادراتي في هذه المرحلة بالذات..
أحمد منصور (مقاطعا): هل تعتقد أن في..
أمين الجميل (متابعا): فإذاً لذلك أنا أعتبر أنه نعم هيدي حقيقتي وأفتخر فيها وأتمسك فيها، بعدين في ظاهرة كذلك الأمر أحب أضيفها على هالأمر هذا، هي يعني عنصران أحب أضيفهما على هالمقدمة هيدي، العنصر الأول هو الحالة الضبابية اللي كنا عايشين فيها، حالة ضبابية خطيرة ما حدا كان عنده المعطيات ما كان حدا عنده المعطيات الأميركية الحقيقية..
أحمد منصور: في الزمن التاريخي لها يعني.
أمين الجميل: في الزمن التاريخي اللي كنا فيه الحقبة اللي نحن كنا عم نمر فيها ما كان معروف القضية الفلسطينية إلى وين، ما معروف العمل الفلسطيني، منعرف الآن كيف مثلا مجرد أمثلة بين حماس وبين فتح ما يحصل الآن بالذات فهاللي عم يحصل اليوم بالذات كان هو بخلفيات اللي كان يحصل حتى في الثمانينات حتى على صعيد القضية الفلسطينية ما كان في هناك حقيقة واحدة، وعلى صعيد الموقف الأميركي ما كان في حقيقة واحدة وتبين أن الصراع بقلب واشنطن بين البنتاغون وبين وزارة الخارجية كذلك الأمر هناك كان تناقضات كثيرة، بين الغرب والشرق هناك تناقضات فكانت الأمور كلها ضبابية، ضبابية بشكل أن أي قرار بدك تأخذه بهيك مرحلة بده يكون قرارا كثير صعبا لأنه ما عندك المعطيات ما عندك الأدوات بيدك، نحن وقت أنا استلمت الحكم كنت عم أخترع الأدوات اللي عم أشتغل فيها كنت عم أحاول أجمع عدة العمل اللي كانت مبعثرة وكانت يمكن غير موجودة، بيسموها هيدي system d يعني كنا عم نخترع الأدوات حتى نقدر نشتغل بهالمرحلة بالذات فلذلك..
أحمد منصور (مقاطعا): هل اتضاح الرؤية بعد ذلك..
أمين الجميل (متابعا): فلذلك كانت الأمور ضبابية بشكل، ضبابية بشكل أنه تأخذ القرار بهكذا أوضاع ما في كمبيوتر مانها على الكمبيوتر ما كانت الأمور ثابتة بشكل أنه لك تختار بين الحل الأول والحل الثاني، ما كان في حل أول ولا ثاني كان في حالة ضبابية بالكامل. العنصر الأخير اللي بدي أتوقف عليه أنه ما ننسى أنه كنا بمرحلة حرب، حرب شاملة حرب عربية عربية، فلسطينية عربية، أنظمة بين بعضها البعض، ولبنان حتى بقلب لبنان حرب داخلية ما معروف وين بيبلش بعدها الداخلي وين بينتهي بعدها الداخلي وين بينطلق بعدها الخارجي، فبهالظروف اللي كنا عايشينها فمن الصعب جدا الإنسان يكون موضوعيا، هيدي مهمة بدنا نتوقف عليها، من الصعب جدا أن تكون الموضوعية مجردة لأنه بهالظرف اللي الغرائز كانت هي عم تنتصر على العقل الغرائز كانت هي اللي عم تتحكم بأهم القرارات وهذا شيء عادي هذا شيء طبيعي في ظروف الحروب طبيعي في الظروف اللي كان عم يعيشها لبنان في ذاك الوقت طبيعي في الظروف اللي كان لبنان أسيرا لأيديولوجيات وأسيرا لتدخلات واختراقات وإلى ما هنالك، لذلك كل هالعوامل هيدي بتجعل أن كتابة التاريخ ويمكن أنت يعني سميت البرنامج شاهد على العصر يعني يمكن عنوان بمحله إنما العصر كان عصرا يعني تتحكم فيه الضبابية وتتحكم فيه الغرائز للأسباب اللي عم أقول لك عنها، فكل هالحقائق أو الوقائع أو الروايات اللي بتسمعها مني أو من غيري كلها يمكن كان سابقا لأوانه أن الإنسان يطرحها بهالسرعة هيدي كان بدها شوية وقت تتجوجل -بيقول عنا المثل- تتنقى وبالتالي كان ممكنا حتى الإنسان ذاته ممكن يكون عنده تجرد أكثر بطرح الأمور. على كل حال بما يتعلق فيي أنا ضميري مرتاح، فيني أؤكد لك ضميري مرتاح ومرتاح جدا، يمكن تمكنت أتصرف بتجرد أكثر بكثير مما تسمح الظروف -أحسن ما أقول تجرد أكثر من غيري- على الأقل أكثر ما كانت تسمح الظروف فكنت الغرائز عندي كنت دائما أحاول أن أقمعها أكبحها حتى تكون عندي الرؤية الصائبة لأنه كان مصير بلد على المحك مصير بلد هو عم يتحدد عم يتبلور عم ينرسم بهالمرحلة اللي كنت أنا مستلما فيها مقلدات الحكم، بالإضافة إلى ذلك بالمحصلة وبعد هالفترة أنا أمضيت انتهت ولايتي سنة 1988 فرحت إلى جماعات دولية كبيرة واختليت بنفسي وكان عندي متسع من الوقت أفكر بهالمرحلة اللي أنا مرقت فيها، أنا بأقدر حقيقة بأرجع بأؤكد لك أنه أنا ضميري مرتاح ويمكن بالظروف اللي كنا فيها والمعطيات اللي كانت متوفرة عندي يمكن كنت تصرفت هلق اليوم بنفس الطريقة اللي كنت أتصرف فيها حتى أحافظ على أن يكون ضميري مرتاحا وقمت بواجبي تجاه وطني، فبعد أنا بأتمنى لأي إنسان أن يقرأ بتمعن هالحقبة هيدي من التاريخ ويستخلص منها العبر ويستخلص منها العبر وليس فقط العبر، العبر مهم الواحد يستخلص منها العبر إنما أنا يعني بأسمح لحالي أقول إنه كمان وضعت أسسا في العلوم السياسية الـ political sciences وضعت شو بيسموها هيدي وسائل جديدة أو نظم جديدة في العمل السياسي لا سيما في بلدان مثل لبنان كان عايش الفراغ المؤسساتي والفراغ السياسي وإذا صح التعبير الفراغ الأخلاقي إلى حد بعيد فبهالوضع اللي كنا نحن عايشين فيه فوضعنا أسسا يمكن ممكن الإنسان يعود لها ويستفيد منها في أي مرحلة بتكون أكان في لبنان أو خارج لبنان بتكون الظروف مثل الظروف اللي عشناها في لبنان وتقتضي أن الإنسان يبتدع كل يوم أسسا جديدة يرجع ينظر للنظام اللبناني، نحن متمسكون فيه نحن منقول دائما ميثاقية النظام اللبناني بدنا نتمسك فيه إنما بدك تبتدع كل يوم بدك تخترع كل يوم وسائل حتى من جهة تمنع هذا الكيان من أن يفرط هذا الكيان من أن يذوب ومن جهة أخرى تحاول تطوره إلى الأفضل وتنتشل لبنان من مستنقع كان عم يتخبط فيه لسنوات عديدة وبعد لليوم خلينا نكون على الأقل أنصفونا بالواقع اللي نحن عايشينه اليوم أنه على كل حال ما في شيء بعد انحل وبعدنا بعز الأزمة وبعدنا أنا خائف على المستقبل لأنه بعد ما أملينا الفراغ كما كنت أطمح إلى إملائه في ذلك الوقت وبعده لبنان منفتح على كل الاحتمالات وهو على مفترق طرق ما عارفين وين بده يوصل، الحكومة الراهنة هي مجموعة قوى متناحرة ومتداخلة وما بأعرف إلى أي حد متعاونة، يمكن كلمة متعاونة آخر كلمة بتنقال بهكذا وضع وهذا بيدل على أنه بعد لبنان ما ركب النظام بعد ما انتظم مثل ما نحن منتأمل وبأعتقد هيدي بتعطي دليلا على مدى قديه كانت مهمتي صعبة في ذاك الوقت في ظل لما استلمنا الحكم كان في احتلال إسرائيلي بقلب بيروت كان في الوجود السوري بعده على ما تبقى من الأرض كان في الإيراني بدأ ينتشر بقوة من سنة 1982 وكل المخابرات من هب ودب من أميركان إلى عرب إلى يمكن في زنجبار يمكن ما تدخلوا بالشأن اللبناني إنما ما بقي حدا ما تدخل بلبنان في ذاك الوقت فبهالظروف اللي كنا فيها، على الأقل اليوم ما في الإسرائيلي مانه موجود ببيروت والجيش السوري انسحب ويعني في حد أدنى من السيادة متوفرة على بقعة كبيرة من لبنان لأنه لسوء الحظ بعد في بقع أخرى ومربعات أخرى بعدها خاضعة لسلطات وسيادات غير السلطات اللبنانية وغير السيادة اللبنانية.
أحمد منصور: سيادة الرئيس أشكرك على هذا الاستدراك ومنحتك الفرصة كاملة لأني بقيت 15 ساعة يعني أتناحر معك بشدة وتحملتني فيها، اسمح لي بعد فاصل قصير نفتح المجال للمشاهدين لطرح تساؤلاتهم، نعود إليكم بعد فاصل قصير لمواصلة هذا الحوار مع الرئيس الأسبق أمين الجميل حول ردود الفعل وتساؤلات المشاهدين حول ما جاء في شهادته على العصر طوال 15 أسبوعا، فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
تساؤلات حول ممارسات القوات والعلاقة مع إسرائيل
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من العاصمة اللبنانية بيروت، ضيفنا الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، نتابع ردود الأفعال وتساؤلات المشاهدين حول ما جاء في شهادته على العصر طوال 15 أسبوعا. معي عبد الرحمن من الإمارات، سؤالك يا عبد الرحمن؟
عبد الرحمن/ الإمارات: السلام عليكم. أول شغلة أنا أسلم على السيد الرئيس أمين الجميل.
أمين الجميل: مساء الخير، الله معك.
عبد الرحمن: بس.. شاهد على العصر أذكر سيادة الرئيس بأن المحكمة مال ما أتذكر شو حكمت بأن القاتل سمير جعجع بأمر من المحكمة كان ولكن ما أتذكر كانت.. أعتقد، فشو صار بالحكم يا سيادة الرئيس لماذا لم يفعل لماذا لم يحكم لماذا لم ينفذ الحكم يعني في ذاك الوقت على سمير جعجع؟
أمين الجميل: يعني على كل حال أنا بهداك الوقت كنت غائبا عن لبنان لما حصلت المحاكمات وبأعتقد حصل محاكمات في ظل الحقبة الهيمنة السورية وهذا يكفي هذا التعليق يكفي على الأمر.
أحمد منصور: الحسين حميد من مصر، سؤالك؟
الحسين حميد/ مصر: أحييك أبا محمد وأحيي فخامة الرئيس وبعد فبرامج الجزيرة شاهدي وشاهد على العصر مؤيدي وفخامتكم من قبيل الأيديولوجيات والحقائق التي قلتها الآن وفورا المصافحات واللقاءات والمعانقات العربية الصهيونية انتقلت من غرف النوم إلى الشوارع والمنتديات وعلى عينك يا تاجر، والسؤال هو، هل ترى من قبيل نظرية النشوء والارتقاء أن الأنظمة العربية طورت من مصطلحي الخاص بي وكلاء استعمار إخوان إلى اتخاذ إسرائيل العشيقة والأخدان وما رأي فخامتكم في قول الدكتور علي فقرو إن الكثير من الأنظمة العربية تؤمن بأن إسرائيل أقرب إليها من دول عربية أخرى؟ وتخت ضغط أبي محمد حولت..
أحمد منصور (مقاطعا): شكرا لك يا حسين.
أمين الجميل: يعني المؤسف أن العداوات اللي عم تحصل بين الأنظمة العربية والاقتتال اللي عم يحصل بين الإخوة يمكن خلف من الضحايا والقتلى أكثر من الصراعات العربية الإسرائيلية على مدى العقود من الزمن فنحن بنعتبر أن.. جوابي عليك هو أهم شيء أن ترجع الأنظمة العربية تتفق على إستراتيجية واحدة لمواجهة العدوان الإسرائيلي ولمواجهة هذا الواقع الإسرائيلي الخطير على مستقبل العرب وبالتالي بأعتقد أنه أولا بضرورة مصالحة الفلسطينيين مع بعضهم البعض بين غزة والضفة وكذلك الأمر إيجاد إستراتيجية عربية مشتركة لأنه معك حق الاستفراد اللي عم يحصل من وقت لآخر على هذا الصعيد يمكن بيشكل خطرا على مستقبل القضية العربية.
أحمد منصور: عمر حداد من اليمن، سؤالك يا عمر؟… كمال شكري من ألمانيا، سؤالك يا كمال.
كمال شكري/ ألمانيا: مساء الخير، الحقيقة أنا كنت عايز أتكلم، من 1982 إلى 1988 وكان رئيس الجمهورية اللبناني موجودا في الحكم هل اطلع على اتجاهات الزعيم جمال عبد الناصر ولماذا لم يأخذ بها أو تعلمها أو يعرفها أساسا أن التعامل مع الكيان الصهيوني هو عبارة عن طعنة في الظهر للقضية العربية وقضية فلسطين التي تكلمت عنها يا سيادة الرئيس، دي نقطة أساسية. النقطة الثانية هل دعمت الشعب اللبناني دعمت المقاومة اللبنانية حتى تحمي شمال فلسطين؟ هذا لم يتم، لماذا؟ الـ.. والـ moral يدعوك أن تتكلم بصراحة وتقول إن أنت الكيان الصهيوني كان مسيطرا عليك ولم تستطع الكلام للشعب اللبناني والشعب العربي كرئيس لبناني..
أحمد منصور (مقاطعا): شكرا لك يا كمال.
أمين الجميل: أنا فيني أقول لك شغلة إنه يعني أقصى طموحي بهذه الحقبة كان تحرير لبنان والتخلص من العدوان الإسرائيلي وإخراج الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية هذا كان هاجسي وهذا كان همي بالأساس.
أحمد منصور: معنا من من أميركا؟ عبد الرحمن البكري من الولايات المتحدة، عبد الرحمن.
مروان عبد الرحمن/ الولايات المتحدة: مروان عبد الرحمن يا أستاذ.
أحمد منصور: مروان تفضل، آسف.
مروان عبد الرحمن: مساء الخير، أنا تابعت بشغف كافة حلقات شهادة حضرتك على العصر، عندي أسئلة قصيرة..
أمين الجميل: والله كان بالك طويل.
مروان عبد الرحمن: السؤال الأول يا فخامة الرئيس ألا تعتقدون يا فخامة الرئيس أنكم قد بالغتم كثيرا في التوكيد على الطبيعة البراغماتية والاضطرارية للتحالف بين القوات اللبنانية والإسرائيليين إبان الحرب الأهلية وقبيل غزو إسرائيل للبنان في 1982؟
أحمد منصور: سؤالك الثاني؟
مروان عبد الرحمن: تحدث الحكيم سمير جعجع حديثا مماثلا للتلفزيون المصري وشبه تحالفه مع الإسرائيليين بالمسلم الذي يضطر لأكل لحم الخنزير حتى لا يهلك جوعا، ولكن المتابع لهذا الأمر بدقة يلمس إعجابا ومودة شديدتين من كثير من قادة القوات بما فيهم شقيقك الشيخ بشير لدرجة أن الشيخ بشير أطلق على عملية توحيد القوى المسيحية تحت إمرته عملية الفالينا وهو اسم مستقى من تراث العصابات الصهيونية في الأربعينيات..
أحمد منصور (مقاطعا): أشكرك يا مروان، تعليقك سيادة الرئيس؟
أمين الجميل: حقيقة ما عندي تعليق، مثلما ذكرت أنه كان بظروف اللي كنت أنا مستلم فيها الحكم كل همي كان أن نحرر لبنان، وأذكر بكلام قاله وأكبر عدو لي شخصيا في ذاك الوقت كان شارون لما صرح بوضوح بأنه لن يسمح لأمين الجميل الحكم خارج قصر بعبدا فيريد تطويق الرئاسة اللبنانية وتطويق الحكم في لبنان لسبب واحد لأني كنت المقاوم الأول للاحتلال الإسرائيلي للبنان في ذاك الوقت.
أحمد منصور: سعد كامل من ليبيا.
سعد كامل/ ليبيا: مساء الخير سيادة الرئيس، أستاذ أحمد سؤالي لعبة الأمم وحركة قطع الشطرنج على لوح الشطرنج واللاعبين الخارجيين الذين يحركون الأمم…
أحمد منصور: انقطع سؤال سعد. حاتم محمد من السعودية، سؤالك يا حاتم.
حاتم محمد/ السعودية: السلام عليكم. عفوا في سؤال موجه لفخامة الرئيس، من خلال متابعتي لشهادته على العصر هل ممكن الأيدي الملطخة بالدماء نأخذها في محاكم دولية ونحاكم الأشخاص بغض النظر عن الرتب والمسميات تبعتهم؟
أحمد منصور: شكرا لك.
أمين الجميل: نحن بيهمنا أن كل إنسان ارتكب جريمة ضد الإنسانية أن يحاكم أيا كانت رتبته وأيا كان موقعه.
أحمد منصور: محمد دياب من لبنان، سؤالك؟
محمد دياب/ لبنان: مساء الخير أستاذ أحمد منصور، أنا محمد دياب من منطقة الكرنتينا المسلخ هذه المنطقة التي أظن أن الرئيس الجميل يدرك ماذا فعل بها أو فعلت بها الكتائب اللبنانية، أرجوك أنا المسؤول الإعلامي بلجنة مهجري المسلخ الكرنتينا، نحن من ذبحوا على أيادي أمين الجميل، لماذا لم يتحدث عن هذه الحقبة؟ لماذا لم تتكلم يا سيادة الرئيس؟ أنا أحترم القوانين، لماذا لم تتكلم عن هذه الفترة بالتفصيل؟ أنا ذبحتم عائلتي في المسلخ الكرنتينا..
أحمد منصور (مقاطعا): شكرا لك يا محمد. سيادة الرئيس؟
أمين الجميل: لو تحترموا.. يعني على كل حال أعتقد أنه لازم يكون في مراجعة أدق للتاريخ ونحن أسفنا لكل الأحداث والمجازر والقتل اللي حصل في ذاك الوقت ونترك للتاريخ هو يحكم على أو مع الأشخاص في هذه الحقبة، أعتقد أنه بالنسبة لكل هالأحداث المؤلمة والمؤسفة والمدانة اللي حصلت خلال الحرب هيدي كلها يعني وصمة عار بتاريخ لبنان ونأمل أن نكون قد اتعظنا كلنا منها ونضع لبنان على خط السلام الحقيقي والوئام والوفاق بين كل أبنائه.
حول التدخل السوري وحزب الله والخلافات اللبنانية
أحمد منصور: لينا أبو بكر كتبت مقالا في القدس العربي في 12 نوفمبر 2009 قالت "في السادس من كانون الثاني/ ديسمبر عام 1975 وقع ما سمي بالسبت الأسود سبت القتل على الهوية في لبنان السبت الدموي الذي سطرته قوات بشير الجميل الكتائب في صفحات التاريخ، يومها جاء العنوان الرئيسي للسفير اللبناني الذي يعبر عن الوضع في بيروت تحت عنوان هيستيريا الحقد الكتائبي"، الكلام عن السبت الأسود، عدة أسئلة عن السبت الأسود ومنها من محمد الحريري من سوريا يقول عن السبت الأسود إن الرئيس تحدث عن الدامور وبرر بسببها ردة الفعل في الشارع الماروني ضد جميع القوى اللبنانية ولكنه لم يتحدث عن السبت الأسود.
أمين الجميل: كل هالأحداث هيدي اللي حصلت ذكرت أنا في المقدمة منذ فترة ذكرت بأنه كانت الغرائز هي عم تتحكم بالأفعال وبالساحة اللبنانية بشكل عام الغرائز هي التي كانت تثير كل هذه الأفعال وكل هذه ردات الفعل فإننا نتكلم عن السبت الأسود إنما لا نتكلم ما هي مسببات السبت الأسود ونسينا بأنه ذبح ثلاثة شباب في يوم الجمعة مساء وصباح السبت ذبح بعض الشبان على يد أطراف معينة لا أريد أن أنكئ جراحا اليوم ولا أنا بمعرض تبرير الأفعال بأفعال أخرى إنما حبذا لو نطوي هذه الصفحة لأنه إذا بدنا حقيقة نفسر ما حصل أكيد أن الأخ اللي سأل السؤال أكيد بيكون مغلوبا على أمره وأكيد بيكون مخجولا مما كان عم يحصل في ذاك الوقت من أعمال بربرية لا يقر فيها أي عقل ولا أي إنسان، فنحن بهذه المرحلة مرحلة الحرب كان لبنان هو الضحية كان لبنان نعم لبنان كان هو الضحية، إذا بتريد بوضوح أكثر المسيحي كذلك الأمر كان الضحية لأنه كان عم يواجه ظروفا مأساوية بمناطق عديدة ودفع ثمنها كثير غالي، ما كان..
أحمد منصور: نور الدين من الجزائر، سؤالك؟
نور الدين/ الجزائر: السلام عليكم. في الحقيقة أريد أن أطرح على السيد الرئيس بعد كل هذه التجربة يعني هل يرى سيادة الرئيس أن إسرائيل هي العدو الأكثر خطرا أم أن سلاح حزب الله هو أكثر خطرا من أي عدو آخر؟
أحمد منصور: شكرا لك.
أمين الجميل: يعني بأقولها لك مباشرة وبدون أي تردد إن إسرائيل هي العدو وإسرائيل هي أساس المشكلة أساس البلاء في منطقة الشرق الأوسط طالما أن هناك اعتداء سافرا من قبل هذه الفئة على أرض وعلى شعب ولم نزل ندفع ثمن هذا العدوان لحد الآن ولبنان هو أول وأكثر من عانى رغم أنه حرب 1967 وحرب 1973 وما قبل حرب 1948 إن مجموع الخسائر التي تكبدها لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي يفوق كل هذه الحروب مجتمعة فإذاً هذا الموضوع مبتوت، أما بما يتعلق بحزب الله نحن نأسف من شيء واحد أنه نريد فقط إيضاحا من حزب الله أين يكمن ولاؤه للبنان، ينتهي ولاؤه للبنان وأين يبدأ ولاؤه لإيران؟ فعندنا يجيب حزب الله على هذا السؤال بأعتقد بأن المشكلة بيننا وبينه تكون قد انتهت، وعندما نقول كلمة ولاء يكون ارتباط القوى العسكرية لحزب الله بالإستراتيجية العسكرية الإيرانية.
أحمد منصور: جاد كرم من الإمارات.
جاد كرم/ الإمارات: بونسوار، أنا عندي سؤالان للشيخ أمين أول واحد هو إمتى رح يكون في صلح مباشر مع الجنرال عون وخصوصا بأتصور أنه لحد هلق لليوم الجنرال بعد ما عزى ببيير الله يرحمه؟ وثاني سؤال هو هل الشيخ أمين بالنسبة لسلاح حزب الله -كيف بدي أقول وكيف بدي أفبرك السؤال- هو أن حزب الله إذا بيسلم سلاحه مقابل خروج الفلسطينيين من لبنان، هل هو مع هالشيء؟
أحمد منصور: شكرا لك يا جاد. إحنا سؤال حزب الله خلص، لكن السؤال..
أمين الجميل: قضية نحن التقينا بعد الله يرحمه المصيبة هيدي اغتيال حبيبي بيير، التقينا مع العماد عون عدة مرات والموضوع هيدا بالنسبة لنا تجاوزناه.
أحمد منصور: مصطفى العبسي من فرنسا وعشتار أوديشو من سوريا وعياد ديب لبناني أيضا وهذه أسئلة حول موضوع سوريا لأن إحنا أخذنا في سوريا أكثر من حلقة وقالوا إنك يعني بالنسبة للتدخل السوري في لبنان انتقدته بشكل كبير في الوقت الذي تدخل السوريين في لبنان أنقذ الموارنة والكتائب من سيطرة أو من هزيمة ساحقة أمام الفلسطينيين وأمام اليسار اللبناني وفي نفس الوقت أنت تشن هجوما كبيرا على السوريين في الوقت اللي السوريون هم الذين أنقذوكم أنتم من أن يتم إنهاء وجودكم على يد الفلسطينيين.
أمين الجميل: سوريا في ذلك الوقت كانت هي تشعل الحرائق وتأتي ثم وتدعي أنها تعمل على إخماد الحرائق أو إطفاء الحرائق فهذه هي المشكلة مع سوريا، وسوريا نفترض جدلا بأنها دخلت في ذاك الوقت لإطفاء الحريق إنما فيما بعد تصرفت في لبنان وكأنها وضعت يدا عليه وأنها باقية إلى أجل غير مسمى.
أحمد منصور: المستشار الإعلامي للرئيس كامل الأسعد، سامي الجواد يقول "أستغرب كل الاستغراب كيف تجاهل الرئيس الجميل الدور البارز بل الأبرز الذي لعبه الرئيس كامل الأسعد وهو رئيس مجلس النواب آنذاك في إيصال الراحل الشيخ بشير ومن بعده الشيخ أمين إلى الرئاسة، وهل يعتبر ذلك مكافأة له على هذا الدور!".
أحمد منصور: لا أذكر أنني تناولت هذه الحقبة إنما ما في شك أن دولة الرئيس كامل الأسعد لعب دورا مهما بهذا الانتخاب وكان رئيس مجلس النواب وكان حليفا لبشير وتعاونا مع بعضنا وإني آسف إذا سها عن بالي الكلام عن هذه المحطة.
أحمد منصور: أبو علي من السويد، سؤالك يا أبو علي.
ابو علي/ السويد: الله معه سيادة الرئيس.
أحمد منصور: تفضل سؤالك.
أبو علي: بس بدي أسأل سيادة الرئيس شغلة أنا أنه من أيار وحزيران 1983 لما هو حكم هالـ 10، 15 ألفا اللي اختفوا من البيوت ومن الشوارع..
أحمد منصور: سؤال مهم، الذين اختفوا..
أبو علي: رجال وشباب نساء وبنات، من المسؤول عن اختفائهم؟ لحد هلق ما بينوا ومن ضمنهم أخي.
أمين الجميل: صحيح، أنا موافق معك وأنا كمان استشهد من قلب بيتنا من قلب بيت أولاد وأحفاد بيير الجميل أربعة، في بشير الجميل، ابنته مايا عمرها سنتين وابن اختي أمين أسود وأخي وابني بشير ونسيب لنا اسمه إرنست جميل، أنا موافق معك هذه الحرب كانت مأساوية، في كثير من أحبائنا وكثير من أبنائنا اختفوا في هالمرحلة بالذات وفي منهم معروف كيف اختفوا ومنهم ما معروف كيف اختفوا وهذه مرحلة مأساوية من التاريخ لا يمكن وضع المسؤولية بجهة واحدة المفروض كلنا سوا نتحمل المسؤولية ونتعظ من هذه المرحلة لأنه منعرف تماما أن المؤامرة كانت أكبر منا وأصحاب الشر كانوا هم متملكين الساحة اللبنانية وكانت الاختراقات الداخلية كبيرة جدا وقوى الشر الخارجية اخترقت الساحة اللبنانية وكل هالحرب هيدي مثلما قال عنها غسان التويني حرب الآخرين على أرض لبنان وهذا هو الشيء المؤسف وعلى كل حال نحن قلبنا عم يدمي على كل إنسان أكان مسلما أو مسيحيا أكان كتائبيا أكان من أي طرف كان بذاك الوقت بالمقلب الآخر كن على ثقة أن قلبي عم يدمي على الجميع.
أحمد منصور: سيادة الرئيس أشكرك شكرا جزيلا، بقي عندي كثير من الأسئلة وبقي كثير من المشاهدين أيضا ولكن..
أمين الجميل: يعني إن شاء الله هذا..
أحمد منصور: أشكرك على سعة صدرك طوال الفترة الماضية وأشكر كل المشاهدين الذين تجاوبوا آملا أن نكون قد ألقينا ضوءا على هذه المرحلة، 15 ساعة رحلة طويلة في حاجة إلى أن ترتاح، شكرا لك كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الختام أنقل لكم تحيات فريقي البرنامج من بيروت والدوحة، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من بيروت.