
مستقبل المقاومة العراقية بعد خمس سنوات على الغزو
– واقع المقاومة ومواقفها من مختلف الأطراف
– أسباب وآثار الفوضى والعنف وانعكاساتها
– عن أحداث البصرة وزيارة الرئيس الإيراني
– المشروع السياسي للمقاومة
– خطط بوش ومستقبل العراق والمقاومة
واقع المقاومة ومواقفها من مختلف الأطراف
![]() |
![]() |
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود. اليوم هو التاسع من أبريل ذكرى مرور خمس سنوات على سقوط نظام صدام حسين واحتلال الولايات المتحدة الأميركية للعراق وأيضا ذكرى مرور خمس سنوات على اندلاع المقاومة ضد الاحتلال الأميركي، وفي هذه الحلقة نحاول التعرف على واقع المقاومة ومستقبلها بعد مرور خمس سنوات على الاحتلال وذلك في حوار مع الدكتور إبراهيم الشمري الناطق الرسمي باسم الجيش الإسلامي في العراق، دكتور مرحبا بك.
إبراهيم الشمري: حياك الله.
أحمد منصور: في تصريحات متتابعة له كان آخرها ما ذكره في الثالث والعشرين من مارس الماضي أعلن الجنرال ديفيد باتريوس القائد العسكري الأميركي في العراق أن الجيش الأميركي يحرز تقدما في العراق يوما بعد يوم وأن هذا التقدم كان مفاجئا حتى بالنسبة للأميركيين، ما هي الأسباب التي أدت إلى تراجع المقاومة وتقدم الجيش الأميركي؟
إبراهيم الشمري: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وأوليائه إلى يوم الدين وبعد. فهذه كذبة جديدة مثل سلسة الأكاذيب الأميركية المتواصلة التي علمهم إياها أستاذهم بوش الكذاب الأكبر الذي ابتدأ حياته السياسية بكذبات كثيرة من ضمنها أسلحة الدمار الشامل العراقية وغيرها والتي بان للعالم كله أنها كانت خرافة اتخذت غطاء من أجل احتلال العراق. ما يجري في العراق هو ليس بالضرورة انتصارا للقوات الأميركية، تقدم للعمليات العسكرية للجيش الأميركي وتراجع في أعمال المقاومة ما حدث هو أن المقاومة قد ضبطت إيقاع أفعالها العسكرية، المقاومة لم تعد تتعامل مع الأمور بمنطق الارتجال أو منطلق العفوية التي بدأت في بداية الاحتلال بدأت تجري الأمور بدأت تقتصد بالقوة أكثر بدأت تتوسع في عملية إدارة الصراع لا يجب أن ينظر..
أحمد منصور(مقاطعا): كيف يعني هذا المشهد الآن، باتريوس أكد في تصريحات أخرى أن أعمال المقاومة تراجعت أو العنف كما يطلق عليه هو تراجع بنسية 60%، الآن حضرتك تقول إن المقاومة غيرت تكتيكاتها أو أصبحت تقوم بأشياء أخرى كيف؟
إبراهيم الشمري: في عام 2007 الذي تحدث عنه باتريوس كانت أعلى نسبة لنزيف الدم الأميركي، الدم الأميركي ما زال نازفا والصداع الذي صنعته المقاومة العراقية للسياسة الأميركية لا زال يؤرق الساسة الأميركان، والمقاومة في استمرار ويوميا أنت تقرأ على عناوين التي تظهر في القنوات الفضائية هناك، ويوميا أنت تقرأ في عنوان أي قناة فضائية تأتي وتشاهدها أن هناك قتلى أميركان سقطوا هنا أو هناك، فعن أي تقدم يتحدث بيتريوس؟ هم يريدون تبريد الساحة العراقية في هذه الفترة بالذات فترة الانتخابات الأميركية بعد الهزيمة المنكرة التي لحقت بهم في الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي من أجل أن تكون حظوظ الرئيس القادم أن يكون جمهوريا أكثر وأكثر من ذي قبل.
أحمد منصور: أما تقتضي هذه عملية الانتخابات أن تصعدوا أنتم المقاومة لا أن تقللوها حتى يكون لكم تأثير؟ هل لديكم خطة للتأثير في مجرى الانتخابات الأميركية في هذا العام؟
إبراهيم الشمري: حسب الحاجة إلى ذلك، العمل المقاوم كما قلت لك خرج من قضية الارتجال بدأ العمل يمشي في خطى ثابتة باتجاه التخطيط باتجاه هذه الأهداف، قد يحدث أن تصعد المقاومة في لحظة سياسية معينة واليوم وأمس وقبلها كان هناك تصعيد في العمل العسكري في العراق وهذا مشاهد حيث..
أحمد منصور(مقاطعا): ليس هذا التراجع نتيجة ضعف؟
إبراهيم الشمري: لا بالعكس المقاومة بدأت تتعامل مع معطيات جديدة في الواقع العراقي..
أحمد منصور(مقاطعا): ما أهم هذه المعطيات؟
إبراهيم الشمري (متابعا): يعني كانت هناك ظهور ما يسمى بالصحوات، قضية القاعدة واستهداف المحيط السني، قضايا كثيرة في المشهد السياسي، ولذلك بدأت المقاومة خصوصا في قضية الصحوة بدأت تتعاطى مع المحيط بطريقة تبادلية بطريقة إيجابية أكثر بدأت في عملية تنقية المحيط السني مما أصابه بعملية purification لهذا المحيط الذي تعرض إلى التسميم في قضية الصحوة وما جرى فيها، ولذلك هي تتعامل مع الاستحقاقات في كل شيء بما يوازي..
أحمد منصور(مقاطعا): هل تشتت جهود المقاومة بعدما كانت موجهة إلى المحتل الأميركي أصبحت الآن موجهة إلى القاعدة، موجهة إلى الصراع الطائفي مع الشيعة، موجهة إلى الصراع مع الصحوات يعني استنزفت المقاومة ومن ثم انخفضت إلى هذا الحد الذي أشار إليه باتريوس؟
" الأميركان حاولوا من خلال دعمهم للمليشيات أن يجعلوا المقاومة تنشغل بهذا الاتجاه ولكن المقاومة كانت واعية وبوصلتها لا زالت متجهة لأهدافها الرئيسية وهي تحرير العراق من الاحتلالين الأميركي والإيراني " |
إبراهيم الشمري: لا، الأميركان حاولوا من خلال دعمهم للميليشيات في فترة معينة أن يجعلوا المقاومة تنشغل بهذا الاتجاه خصوصا ممثل الاحتلال الإيراني الذي أشرنا له لأكثر من مرة ولكن المقاومة كانت واعية وبوصلتها لا زالت متجهة تجاه أهدافها الرئيسية وهي تحرير العراق من الاحتلالين الأميركي والإيراني ولم تنحرف إلى صراع طائفي بالعكس في مناطق كثيرة نحن كمقاومة قمنا بحماية الشيعة من الضغوط التي حدثت التي نالتهم في مناطق معينة ولا نتفكر بعقلية الطائفة..
أحمد منصور(مقاطعا): لا، هناك اتهامات لكم أنتم في المقاومة السنية أنكم قمتم بتحرير مناطق من الشيعة وطردتم عائلات شيعية كثيرة من مناطقها التي كانت تعيش فيها منذ مئات السنين؟
إبراهيم الشمري: أبدا هذا لم يحصل بالعكس بل المقاومة هي التي حمت الكثير من مناطق الشيعة التي يسكن فيها شيعة وسنة ومنعت التهجير منها، ولا يوجد أي منطقة سنية هجر منها شيعة بالإكراه وإنما كان هناك مخطط بعد أحداث سامراء من أجل عملية الشحن الطائفي التي قام بها الذين فجروا المشهد في سامراء من أجل أن يكون هناك استقطاب سني شيعي ولكن المقاومة تعاملت بوعي مع هذا الموضوع ولم تنجر إلى حرب طائفية بالتأكيد ستكون وبالا على العراق وكانت الحرب الطائفية معلنة من طرف واحد.
أحمد منصور: يعني أنت تتهم الشيعة كأنهم الذين قاموا بعملية التهجير وأنتم السنة براء مما تم في الأمر؟
إبراهيم الشمري: نحن نتهم الميليشيات والأحزاب الدينية لا نتهم الشيعة كشيعة، في الشيعة أناس عروبيون يرفضون هذه العقلية والحمد لله بدأت في الجنوب نتيجة دعواتنا ونتيجة لقاءات قام بها ملف العشائر في المكتب السياسي تابع لجماعتنا خصوصا ولغير جماعات للاتصال بزعماء هنا وهناك من أجل التنبيه على الخطر الإيراني، بدأت تظهر دعوات شيعية من أجل التأكيد على أن ما يجري في جنوب العراق هو احتلال إيراني وسمعتم مجلس عشائر جنوب العراق وغيرهم من التصريحات ويوميا يقتل زعيم شيعي عروبي لا يقبل بسيطرة الميليشيات والنفوذ الإيراني في المنطقة.
أحمد منصور: الرئيس في خطابه الذي ألقاه في 19 مارس الماضي بمناسبة ذكرى مرور خمس سنوات على ما أطلق عليه عملية تحرير العراق أشاد بانتفاضة العشائر السنية ضد أسامة بن لادن وأيديولوجيته الكئيبة وشبكته القاتلة وأن المارينز يساعدون مجالس الصحوة، أنتم كمقاومة من المعروف أن مرتكزكم كان هذه المناطق مناطق العشائر السنية، ظهور مجالس الصحوة ما تأثيرها على المقاومة لا سيما وما يقال عن انضمام بعض قادة المقاومة إلى مجالس الصحوة التي هي موالية للأميركان؟
إبراهيم الشمري: الصحوة ليسوا شيئا واحد ليجاب عنهم بجواب واحد، إنهم أصناف متعددة حوالي خمس أصناف منهم من تربطهم بالأميركان علاقة قديمة وحاول في هذه الفترة أن ينتهز الفرصة ويظهر ولاءه للأميركان هذا الصنف موجود لا شك، صنف من الناس بسبب البطالة الكبيرة التي يعاني منها العراق ذهبوا من أجل فرصة عمل يسدون بها رمقهم، وصنف آخر في المناطق التي بدأت فيها سيطرة هائلة للميليشيات وشكلوا مجالس صحوة من أجل صد الميليشيات، وقسم له أغراض وهو للظهور وللبحث عن المال فهم ليسوا شيئا واحدا..
أحمد منصور(مقاطعا): كيف تتعاملون مع هذا النسيج؟
إبراهيم الشمري: نتعامل مع كل واحد بما يناسبه، نحن نمتلك إستراتيجية دفاعية نحن لا نستهدف إلا من يستهدفنا، عملية ظهور الصحوات احتاجت إلى علاج كبير كما قلت لك هي تسميم المحيط الذي تتحرك فيه القيادة السنية، ولذلك قمنا بمرحلة تنقية الآن في هذه اللحظة التي نتحدث فيها كثيرا ممن انضموا إلى الصحوات بدؤوا يدركون خطأ الطريق الذي مشوا فيه، المقاومة كما قلت لك تتعامل بواقعية ولا تتعامل بروح الارتجال إنما تتعامل بمنطق الواقع، هناك مشاكل في المحيط السني أحدثه تنظيم القاعدة كان ردة الفعل أنه ظهرت هناك صحوات، المقاومة بدأت تتعاطى مع هذا الموضوع وإلى الآن أظهرنا للمجتمع السني أن السير في ركاب الأميركان لن يوصل إلى نتيجة، كما كانت العملية السياسية كذلك أهل السنة استهدفوا طائفيا بشكل كبير في حكومة الجعفري والمجرم صولاغي وعملية القتل فيهم كانت كبيرة، نتيجة ذلك اندفعوا للدخول في العملية السياسية لدفع الضرر عنهم وبالنتيجة توصلوا إلى حل أن هذه العملية السياسية فاشلة، إذاً الخيار الأساسي الذي اقتنع به أهل السنة اليوم هو خيار المقاومة لا غير.
أحمد منصور: العلاقة بينكم وبين تنظيم القاعدة شهدت صراعات دموية قتل فيها كثير من الناس من الطرفين، ألم تصلوا إلى هدنة أو اتفاق بعد معهم؟
إبراهيم الشمري: القاعدة ومنذ مقتل أبو مصعب الزرقاوي بدأت لهم أجندة خفية بدؤوا يستهدفون المناطق السنية بعنف بدؤوا يستهدفون أساتذة الجامعات الكفاءات السنية المساجد المتاجر الحياة العامة في الشوارع..
أحمد منصور(مقاطعا): ما شكل الاستهداف هذا؟
إبراهيم الشمري: استهداف تفجيرات في كل مكان، قتل في كل مكان، قتل الضباط الذن كانوا في عهد النظام السابق يحاربون إيران، طيارين، غيرهم بدأت..
أحمد منصور(مقاطعا): ما هو منطلقهم فيها؟
إبراهيم الشمري: لا أعلم هم يكفرون كل أهل السنة أصبحوا، كل منطقة لا تقبل ..
أحمد منصور(مقاطعا): إذا بيكفروا أهل السنة ماذا يقولون عن الشيعة؟
إبراهيم الشمري: هم يكفرون كل الناس إلا من يتبعهم ويسكت عنهم، بالنتيجة النهائية بدؤوا باستهداف الجماعات الجهادية وطالبوها في البيعة، أنه تبايعوننا وتدخلون، وأظهروا لهم اسما وهميا سموه دولة وطالبوا كل الناس أن يدخلون في دعوتهم فهذا الاستهداف الكبير أحدث شرخا في المجتمع السني اضطرنا إضطرارا للدفاع عن أنفسنا لرد هذا الاعتداء ونحن متوقفون عند مسألة رد الصاع، لم نتوسع في قتالهم ودمائهم ولا نذهب إلى مناطقهم لقتالهم نحن متوقفون عند حدود رد الصاع فقط.
أحمد منصور: إذاً لعبوا دورا في إجهاض العمليات ضد الولايات المتحدة وضد الاحتلال وكان لهم دور أيضا في تقليص نسبة العمليات إلى نسبة 55%؟
إبراهيم الشمري: هو بالتأكيد عندما ينتج صراع بهذا الشكل بالتأكيد يكون له تأثير لكن الحمد لله نحن مع كل دعوة للم الشمل ومع..
أحمد منصور(مقاطعا): رسالة بن لادن التي وجهها إليهم ألم يكن لها تأثير إيجابي؟
إبراهيم الشمري: هو أعقبها برسالة أخرى كان لها تأثير سيء لم تحدث شيئا هذه الرسالة لأنهم تعاملوا معها بسلبية وبالنتيجة النهائية الآن نحن مع تبريد الموقف الحقيقة مع هؤلاء الأخوة ونتمنى أن يعودوا للصف الجهادي يقاتلون مع أخوانهم بدل هذه الاستهدافات.
أحمد منصور: هل الخلافات بينكم وبينهم منهجية أم سياسية؟
إبراهيم الشمري: لا هو خلاف منهجي وليس خلاف سياسيا.
أحمد منصور(مقاطعا): ما أصول هذا الخلاف المنهجي؟
إبراهيم الشمري: كما قلت هم لهم غلو وتوسع في مسألة إطلاق الكفر على الناس، وغلو في مسألة استباحة الدماء وانتهاك الحرمات هذا خلاف منهجي وليس خلافا سياسيا..
أحمد منصور(مقاطعا): هل الخلاف والصراع بينهم وبين الجيش الإسلامي فقط أم بينهم وبين كافة فصائل المقاومة؟
إبراهيم الشمري: لا هو صراع بين كل الفصائل، كل الفصائل لديها مقتولون من قبل تنظيم القاعدة وليس الجيش الإسلامي ولكن الجيش الإسلامي كان هو قطب الرحى بالنسبة لبقية الجماعات في قتال تنظيم القاعدة.
أحمد منصور: كيف تنظر لمستقبل الصراع الآن بين فصائل المقاومة وتنظيم القاعدة في العراق؟
إبراهيم الشمري: الآن الصراع أخف من ذي قبل، ولذلك نحن مع كل دعوة للتقريب وللم الجراح، نحن لسنا مع فتح الجراح من جديد نتمنى أن يعود هؤلاء الأخوة إلى رشدهم وأن يفهموا حقيقة الصراع وتعود بوصلتهم كما كانت في بداية الاحتلال.
أسباب وآثار الفوضى والعنف وانعكاساتها
أحمد منصور: العراق يعيش في ظل فوضى وهرج من القتل، بعض التقارير تشير إلى أن الذين قتلوا الآن خلال خمس سنوات يزيدون ربما عن مليون قتيل عراقي ليس معظم هؤلاء ماتوا على أيدي الجيش الأميركي ولا في مواجهة مع قوات الاحتلال وإنما في عمليات التفجير التي تتم ويقتل فيها عشرات من الناس دون أن يعرف ما هو السبب، كيف تنظر إلى هذه الفوضى الموجودة في المشهد العراقي فوضى القتل العشوائي للناس؟
" الاحتلال مسؤول مسؤولية قانونية وأخلاقية عن كل ما يجري في العراق، والمقاومة لا تفجر في الأسواق بل العدو يقوم بذلك لتشويه سمعة المقاومة " |
إبراهيم الشمري: هو كل هذه الفوضى نتيجة الاحتلال نتيجة وجود الاحتلال الأميركي والإيراني في أرض العراق لم تكن موجودة قبل الاحتلال فبالتالي الاحتلال مسؤول مسؤولية قانونية وأخلاقية عن كل ما يجري في العراق، المقاومة لا تفجر في الأسواق أحيانا هو العدو يقوم بذلك لتشويه سمعة المقاومة من ضمن آليات الأجندة الأميركية في تشويه سمعة المقاومة.
أحمد منصور: كيف ينجح العدو كما تقول أنت في أن يقنع شخصا أن يفخخ نفسه حتى يروح يقتل نساء وأطفال في السوق؟
إبراهيم الشمري: ليس بالضرورة ذلك هم يفتشون في مناطق التفتيش فيضعون قنابل تنفجر عن بعد وتنفجر بعد وقت وهذا حدث مع أكثر من شخص أنه اكتشف هناك قنبلة بعد التفتيش وترك سيارته وذهب وانفجرت القنبلة، ليس بالضرورة أن تقنع رجلا بأن يفجر نفسه..
أحمد منصور(مقاطعا): لكن هناك عمليات ما يسمى يطلقون عليها عمليات انتحارية تتم أيضا بشكل كبير جدا شخص يقود شاحنة ويدخل إلى السوق ويقتل مئات من الناس عمليات القتل هذه الجثث التي دون رؤوس التي كل يوم يتم اكتشاف العشرات منها أيضا هذه هل يقوم بها الاحتلال؟
إبراهيم الشمري: الاحتلال ومن جاء مع الاحتلال أنت تنظر للاحتلال كجيش أميركي فقط هناك الموساد الإسرائيلي هناك الشركات الأمنية هناك قوات تعمل في الخفاء هناك الاحتلال الإيراني كل هؤلاء موجودن كلهم يعملون في الظلام، وبالتالي لن يتبنى أحد من المقاومة فيما نعلم أنه مثلا التفجير في سوق إلى بعض التصرفات البسيطة التي قلت لك هي خارج سياق العمل المقاوم.
أحمد منصور: لكن أيضا هناك عملية احتراف في القتل لا سيما القتل الطائفي، أحد العراقيين، سألت كثيرا من الناس في العراق حول هذا الموضوع أحدهم قال لي أإنه قابل أحد القتلة فقال له لقد قتلت تسعين شخصا، خمسة أعرف لماذا قتلتهم والباقون لا أدري لماذا قتلتهم، هذه الصورة العشوائية العبثية أيضا في المشهد يعني هل يمكن الهروب منها أو الفرار منها أو تحميل كل شيء إلى الاحتلال؟
إبراهيم الشمري: هذا نتيجة وجود الاحتلال والفوضى الأمنية التي خلقها الاحتلال هم يؤمنون أصلا بقضية الفوضى التي يسمونها الفوضى الخلاقة، تفكيك النسيج كله ثم إعادة رسمه بطريقة أميركية وفق الشروط والمصالح للمبادلة الأميركية.
أحمد منصور: ما تأثير هذا على النسيج الاجتماعي العراقي نسيح البنية العراقية بعد مئات أو آلاف السنين من الآن هذه الصورة ما آثارها؟
إبراهيم الشمري: آثارها على الشعب العراقي بالتأكيد هي آثار سيئة نفسيا واجتماعيا وسياسيا بالتأكيد هي آثار سيئة وهذه نتيجة الاحتلال ولذلك نحن نقاومه.
أحمد منصور: كيف يستطيع المراقب الآن أو المشاهد أن يرقب حينما يسمع ويرى هذه المناظر أن هذه العمليات قامت بها المقاومة أو عملية إرهابية كما يطلق عليها كيف نستطيع أن نتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود والناس كل يوم تقتل؟
إبراهيم الشمري: العراقيون يعرفون أن المقاومة تدافع عنهم أن المقاومة تأخذ بحقهم من قبل أعدائهم ولذلك فهم يعرفون أن هذا الفعل للمقاومة وهذا الفعل للمجرمين هذا واضح بالنسبة لأي عراقي..
أحمد منصور(مقاطعا): وماذا لغير العراق؟ العالم كله يتابع ما يحدث في العراق المشاهد الآن يتابع لا يعرف مشاهد عربي في مصر أو في المغرب أو في غيرها سيارة مفخخة وقتل 50 قتل 100 من أين له أن يعرف أن هذه مقاومة أو أن هذه عمليات إجرامية ضد الشعب؟
إبراهيم الشمري: المقاومة أعلنت أكثر من مرة أنها لا تستهدف الأبرياء بالعكس هي من ضمن مشروعها الدفاع عن الأبرياء والمستضعفين، ما مصلحتنا نحن بأن نقتل شعبنا؟ بالعكس هذا الشعب هو الذي يمدنا بما نحتاجه للمقاومة نحن قاومنا الاحتلال لكي يخرج لكي تعود الحياة الطبيعية للعراق فيجب هذه معادلة يجب أن تكون معروفة لكل ذي بصيرة الأميركان موجودون في المنطقة إذاً موجود الشر فعلى العالم أن يفهم ذلك.
أحمد منصور: هناك عمليات مسلحة ضد حكومة المالكي وقوات الاحتلال في البصرة يقوم بها جيش المهدي خلال الأيام الماضية أما يشير هذا إلى نشوء قوة شيعية مقاومة قوية الآن تسير معكم في نفس الركاب تواجه الاحتلال الأميركي؟ ما هو موقفكم مما يحدث في البصرة؟ أسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير. نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة الحوار مع الدكتور إبراهيم الشمري الناطق الرسمي باسم الجيش الإسلامي في العراق في ذكرى مرور خمس سنوات على احتلال العراق واندلاع المقاومة فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
عن أحداث البصرة وزيارة الرئيس الإيراني
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود، في هذه الحلقة التي نتابع فيها الحوار مع الدكتور إبراهيم الشمري الناطق الرسمي باسم الجيش الإسلامي في العراق في ذكرى مرور خمس سنوات على احتلاله ومستقبل المقاومة فيه، كان سؤالي لك حول المقاومة في البصرة ضد جيش المهدي ضد الاحتلال الأميركي وحكومة المالكي؟
" جيش المهدي بدأ يستهدف القوات الأميركية لكن بعد ذلك تمت تصفية الذين قاوموا الأميركان وجاءت قيادات أخرى إلى جيش المهدي وأصبح من أسوا المليشيات ويستهدف أهل السنة بالتهجير والقتل " |
إبراهيم الشمري: عندما بدأ جيش المهدي يستهدف القوات الأميركية في معارك النجف نحن رحبنا بذلك لكن بعد ذلك تم تصفية الذين قاوموا الأميركان وجاءت قيادات أخرى إلى جيش المهدي وبدا جيش المهدي من أسوا الميليشيات الموجودة في العراق يستهدف أهل السنة بالتهجير والقتل اليومي والآن ما حدث في البصرة هو خلاف داخلي بين ميليشيا بدر وميليشيا جيش المهدي على اقتسام غنائم النفط في البصرة وليس بالضرورة ضد الوجود الأميركي في العراق، هم يدعمون حكومة المالكي وهم من صوتوا لأجل أن يأتي المالكي رئيسا لوزراء العراق فماذا عدا مما بدا.
أحمد منصور: يعني ليست القضية قضية مقاومة؟
إبراهيم الشمري: يعني أظن الوجود الصالح للاحتلال الأميركي لا يحتاج إلى تذكير..
أحمد منصور(مقاطعا) : لماذا لا؟
إبراهيم الشمري(متابعا): الاحتلال موجود منذ خمس سنوات الآن تذكروا أن هناك احتلال للعراق.
أحمد منصور: لماذا لا تنسقون مع مقتدى الصدر ومقتدى ضد الأميركان في خطابه وفي أدائه؟
إبراهيم الشمري: إذا أراد مقتدى الصدر أن يكون ضد الأميركان فعليه أن يوقف ميليشياته عليه أن يوقف قضية التهجير والقتل الطائفي أن يرجع الحقوق إلى أصحابها أن يرجع المساجد التي اغتصبت وانتهكت، عليه أن يحاسب من داس على المصحف برجله بعد أحداث سامراء إذا أراد أن يدعم المقاومة حقا، هذه القضية الملهاة التي تسمى الميليشيات التي تريد أن تنهي المقاومة وتضع الشيعة مقابل السنة وجر الشيعة إلى حرب طائفية ضد السنة وجر السنة للرد على ذلك هذه كلها تقوم بها الميليشيات الشيعية التي من ضمنها ومن أهمها ميليشيا الصدر.
أحمد منصور: معنى ذلك أنكم لا تفتحون أي باب للحوار مع الميليشيات الشيعية؟
إبراهيم الشمري: الميليشيات دورها في العراق دور تخريبي وليس دورا إيجابيا، إذا عادوا إلى الصواب وأرجعوا الحقوق إلى أصحابها وعرفوا إن الله حق عندها لكل حادث حديث.
أحمد منصور: حكومة المالكي هل لديكم أي استعداد للحوار معها؟
إبراهيم الشمري: نحن لا نعترف بهذه الحكومة أصلا كي نتحاور معها، هي تمثل احتلال أميركي في الظاهر واحتلال إيراني في الباطن ولذلك لا يمكن أن نتعامل معها.
أحمد منصور: كلامك عن الاحتلال الإيراني يجعلني أسألك عن زيارة محمود أحمدي نجاد الرئيس الإيراني إلى العراق والتي تمت في الخامس من مارس الماضي، جيم وير مراسل الـ(بي.بي.سي) وصف الزيارة بأنها حادث غريب جدا، كيف نظرتم أنتم إلى هذه الزيارة؟
إبراهيم الشمري: وما الغريب في هذه الزيارة؟ الرئيس الإيراني يمثل احتلال إيراني والرئيس الأميركي يمثل احتلال أميركي..
أحمد منصور(مقاطعا): لكن الغريب فيه هذه الزيارة هو أن محور الشر أو الشيطان الأكبر استقبل محور الشر واحتفى به في مقر الغطرسة الأميركية في المنقطة الخضراء، هذا وجه الغرابة الذي تحدث به المراسل عن الزيارة؟
إبراهيم الشمري: طيب إيران وبمكرها المعهود وبما موروث عندها من مفهوم ديني أيديولوجي عن التقية الدينية وثقافة البازار استطاعت أن تضع المشروع الإمبراطوري الإيراني الذي تفكر به تحت المشروع الإمبراطوري الأميركي الذي يفكر به بوش بطريقة overlap وحدثت مناطق تقاطع بين المشروعين، هذه مناطق التقاطع هي في العراق وفي أفغانستان، وما تراه من تنسيق هو ليس على .. وما تراه من اعتراف أميركي على الدور الإيراني في العراق هو ليس على أصل الدور وإنما على الحصص، جاء نجاد لكي يفرد عضلاته على العالم وليقول إني متمكن أن أزور العراق علنا لا كما يفعل الرئيس بوش بالخفية بين حين وآخر، وهذا نتيجة كل ما ازداد نبض أو وقع المشروع النووي الإيراني في السياسة الدولية كلما حاولت إيران أن تفرد عضلاتها هنا وهناك..
أحمد منصور(مقاطعا): كيف يمكن فهم هذه الآن؟ الرئيس الأميركي لا يعلن عن زيارته إلا بعد أن تنتهي، يأتي خفية ينزل في قاعدة بعيدة جدا، الرئيس نجاد أعلن عدة مرات عن الزيارة نزل يتبختر على السجاد الأحمر أقام في المنطقة الخضراء التي يحميها الأميركيون وقام بزيارة رسمية كأنما يقول أنا الذي لي نفوذ في العراق وليس الأميركيين، كما قال بعض المراقبين، كيف نفهم هذا الأمر؟
إبراهيم الشمري: هذا هو كما قلنا منذ زمن إن العراق يتعرض لاحتلالين أشرهما هو الاحتلال الإيراني، الاحتلال الإيراني استفاد من الجغرافية السياسية والتركيبة الاجتماعية للشعب العراقي استغل الشيعة كجزء من الشعب العراقي وسخرهم من أجل مشروعه، المظهر الذي ظهر هو مجرد رؤية للمشهد أو رؤية لقمة جبل الجليد..
أحمد منصور(مقاطعا): بعض المراقبين يقولون إن هذا المشهد هو تتويج للانتصار الإيراني في العراق بعد عشرين عاما من نهاية الحرب في العام 1988 جاء أحمدي نجاد ليدوس على السجاد الأحمر في بغداد ليقول أنا المنتصر بعد عشرين عاما وأنا الآن في بغداد.
إبراهيم الشمري: الحمد لله أنه لم ينتصر بقواته ولم يصرف طلقة واحدة ولم يقتل جندي إيراني واحد، حاولت إيران ثماني سنوات أن تحتل العراق لكنها عجزت استخدمت بعد ذلك المكر والدهاء وكما قلت أنت الشيطان الأكبر محور الشر وما يجري من لقاءات إيرانية وأميركية..
أحمد منصور(مقاطعا): كيف نفهم هذا؟ اللقاء الرابع او اللقاء التنسيقي الرابع عقد في اليوم التالي لمغادرة نجاد من بغداد، كيف نفهم الآن؟ أميركا في أي لحظة يمكن أن تضرب إيران، هناك تصعيد ضد إيران وفي نفس الوقت هناك زيارة للرئيس الإيراني إلى العراق وأنت تتحدث عن تنسيق وتقاطع بين الطرفين، كيف نفهم هذا المشهد؟
إبراهيم الشمري: أنا كما قلت لك هناك عملية overlap بين المشروعين، هم مشروعهم تقاطع مع المشروع الأميركي في العراق وفي أفغانستان ولكن ليس بالضرورة متفقين في كل شيء، هم مختلفون على قضية الهيمنة على الخليج ولذلك المشروع النووي الإيراني محل خلاف وفي هذا السياق نحن نذكر أن الدول العربية لم تتعامل بجدية مع هذا الموضوع وتركت العراق وتعاملت باستخفاف مع الملف العراقي وتركت العراق وتعاملت ببرود مع الملف العراقي بالنتيجة النهائية هي الآن سخنت عندها جبهة الخليج في طبيعة الملف النووي الإيراني ومع الأسف أنها عرفت مصالحها تعريفا أميركيا ولم تعرف مصالحها تعريفا عربيا، إيران الآن في حرب باردة مع أميركا خارج العراق ونقول في هذا السياق إنه ليس من مصلحة أحد أن يعطي إيران شيء من المواقف الدافئة التي تذيب بعض الجليد الذي بدأ يتراكم أمامها في عقود سياسية.
أحمد منصور(مقاطعا): أما تعتقد أن هذه الزيارة أدت إلى تعاظم الدور الإيراني وفي نفس الوقت تقزيم الدور الخليجي العربي بالنسبة للعراق؟
إبراهيم الشمري: كما قلت لك الدول العربية تحتاج إلى تعريف مصالحها تعريفا عربيا وليس تعريفا أميركيا، يحتاج إلى أن تأخذ من العراق درسا وعبرة عليها أن تفهم أن المقاومة هي خط الدفاع الأول والأخير للدفاع عن دولها، عندما تنحسر المقاومة لا قدر الله فعلى كل حاكم قريب من العراق أن يتحسس كرسيه.
أحمد منصور: أليس من حق إيران أيضا أن تبحث عن ما يمكن أن يدعم نفوذها وبعدها الإستراتيجي وعمقها الإستراتيجي فيما حولها؟
إبراهيم الشمري: من حق كل دولة أن تبحث عن مصالحها لكن ما يجري في العراق هو ليس مصالح وإنما أطماع.
أحمد منصور: هل هذا الخطاب الحاد من قبلكم تجاه إيران يمكن أن يساعد في استقرار مستقبل العراق؟
إبراهيم الشمري: هذا الخطاب ينبع من أن إيران تحتل العراق، إيران لو كانت ملتزمة بحدودها ولم تتدخل بالشأن العراقي ولم تساعد الأميركان ما كان هذا الخطاب ليخرج من أفواهنا.
أحمد منصور: لكن باتريوس اتهم إيران عدة مرات بأنها وراء الكثير من العمليات التي تمت ضد الجيش الأميركي وآخر مرة الهجوم الذي وقع في 23 مارس الماضي ضد المنطقة الخضراء قال إنها أسلحة عراقية وأن الرئيس نجاد لم يلتزم بعهوده مع العراقيين؟
إبراهيم الشمري: من مصلحة إيران أن لا يستقر الوضع في العراق لأنهم في حرب باردة لكن هذه خارج العراق خلافهم على الحصص في العراق وليس على أصل الدور الإيراني، أميركا ترحب بما تقوم به إيران لكن على أن لا يزيد أكثر مما يجب.
أحمد منصور: لكن إيران أيضا قالت إن هناك منحة مقدارها مليار دولار من أجل تطوير شعب العراق هناك مشروع من أجل المساعدة في إخراج العراق مما هو فيه؟
إبراهيم الشمري: نحن لا نريد هذه المنحة من أحد، الاقتصاد العراقي قوي لو خرج الاحتلال الأميركي والإيراني، ممكن تصل ثروة العراق اليوم إذا حسبنا النفط أربعة مليون برميل هذا في حسابات المائة دولار ممكن يصل إلى مبالغ خيالية تكفي العراق وبزيادة لا نحتاج نحن منحة من أحد، الشعب العراقي شعب غني وكريم وشهم ويرفض الاستجداء من الناس.
أحمد منصور: معنى ذلك أنكم ستبقون في مشكلات حال خروج الأميركان ستبقون في مشكلات مستقبلية أخرى مع الإيرانيين؟
إبراهيم الشمري: نحن من البداية البرنامج السياسي للمقاومة العراقية يقول إن العراق يتعرض لاحتلالين والمقاومة عازمة على تحرير العراق من كل أنواع الاحتلال الموجود فيها.
أحمد منصور: لكن أنتم على الصعيد السياسي منذ الإعلان عن البيان التأسيسي للمقاومة العراقية في الرابع من سبتمبر الماضي 2007 والذي ضم معظم الفصائل ما عدا فصيلين فقط لم تتحركوا من الناحية السياسية بخطوات كبيرة أو خطوات ملموسة، ما هي أسباب ذلك؟
إبراهيم الشمري: بالعكس المقاومة العراقية أخذت فترة ثمانية أشهر لصياغة النقاط الأربعة عشر التي ظهرت في البيان التأسيسي وكل متتبع للشأن العراقي يعرف أن هذه النقاط هي ما يجمع عليه أغلب العراقيين بعد ذلك تحركت المقاومة للتعريف بنفسها للدول وهناك زيارات رسمية لبعض الدول التي قدمت دعوات للمجلس السياسي لتوضيح وجهة النظر وللتعاطي مع الشأن العراقي..
أحمد منصور(مقاطعا): الدول العربية؟
إبراهيم الشمري: الدول العربية نعم منها مصر بشكل أساسي ودول أخرى ربما بعض الدول لا تريد أن تعلن عن أسمائها.
أحمد منصور: هل منبع ذلك أن هذه أو الدول العربية الآن بدأت تلتفت إلى المجلس السياسي للمقاومة وتعتبره شيئا يمكن التحدث معه أو التفاوض معه أو إقامة علاقات معه كجزء من مستقبل العراق؟
إبراهيم الشمري: طيب هي الآن بدأت تفكر بالشأن العراقي باتجاه صحيح نحن نشجع ذلك وندعوها لزيادة التفاعل مع المجلس السياسي هي تريد أن تتعامل مع القوة التي تباشر السيطرة على الأرض والسياسيين عموما ليس لهم السيطرة في الأرض، السيطرة في الأرض للاحتلال والمقاومة.
أحمد منصور: لكن بعض المراقبين يقولون إن هناك تعثر في المشروع السياسي في المقاومة لعدم وجود رؤية سياسية واضحة بين الفصائل المختلفة.
إبراهيم الشمري: بالعكس الفصائل المختلفة متفقة على الرؤية ومتفقة على الأهداف الرئيسية، الخلاف هناك في التفاصيل في التكتيك وليس في الإستراتيجية، لا أحد من فصائل المقاومة يقول لك خيار المقاومة كان خاطئا كل الفصائل متفقة على ذلك متفقة على أن العراق يتعرض لاحتلالين، متفقة على مواصلة المقاومة وأنه لا طريق إلا المقاومة فأين الغبش في الرؤية؟
أحمد منصور: لكن لا توجد المقاومة تتركز بشكل أساسي في مناطق السنة رغم انخفاض مستواها لكن المقاومة نشأت سنية واستمرت سنية وبقيت سنية، مجلس الفصائل عبارة عن فصائل سنية، لا يوجد أي فصيل آخر، هل يمكن أن يكون هذا تمهيد لفيدرالية سنية في إطار ما يقال عن أن العراق لا يصلح معه إلا النظام الفيدرالي في المستقبل؟
إبراهيم الشمري: لتوضيح هذه الصورة نحتاج أن نرجع للبداية، الاحتلال الأميركي عندما جاء إلى العراق جاءت معه الأحزاب الشيعية السياسية وأيدته المرجعيات الدينية وأصدرت فتاوي بتحريم المقاومة، ضمن الأميركان الشيعة بهذا الاتجاه والأكراد معروف نزعهم للانفصال عن العراق فبقي أهل السنة ولذلك عمدت أميركا إلى تقليل حجم أهل السنة في العراق بادعاء أنهم 20% ، والحقيقة غير ذلك بكثير نسبة السنة العرب فقط حوالي 43% إذا أضفنا الأكراد يصبحون 55% في العراق لكن تقليل حجم أهل السنة كان لمبدأ سياسي أنهم اللي يعارضون الوجود الاميركي هم فقط 20% وهؤلاء لا يشكلون شيئا في حسابات الديمقراطية الأميركية، أهل السنة أخذوا على عاتقهم الدفاع عن كل البلد، انتماء أهل السنة للسنة لم يكن انتماء طائفيا نحن لا نفكر بعقلية الطائفة نحن نفكر بعقلية الأمة، ينظر لنا بطائفة مقابل طائفة هي مشكلة الذي ينظر ليست مشكلة حقيقية في العراق، السنة يدافعون عن كل العراق.
أحمد منصور: يعني أنتم لا زلتم تحملون مشروع العراق بكله وليس مشروع السنة في العراق؟
إبراهيم الشمري: طيب العراق، الداهية الكبرى في العراق أنه يتعرض لاحتلالين، المقاومة ومنذ اليوم الأول تقول إننا ندافع عن كل العراق لم تقل إنها تدافع عن مناطق السنة فقط.
أحمد منصور: لكن أنتم لا تسيطرون لا على المناطق التي يتواجد فيها الشيعة في الجنوب حتى مناطق كبيرة في بغداد ولا مناطق الشمال التي توجد فيها بالفعل دويلة كردية؟
إبراهيم الشمري: أنا كما قلت لك الشيعة العرب يتعرضون لإرهاب فكري من قبل المرجعيات التي تحرمهم من الجنة وتفتي بتكفيرهم إذا لم يتبعوا الجهة الفلانية أو الجهة العلانية، والميليشيات التي تسلطت عليهم الآن بدأ الشيعة العرب يعون دورهم وما يجب عليهم، بدؤوا يتململون شيئا فشيئا وهذا بسبب الدعوات الكثيرة وبسبب الضبط الهائل بدؤوا يفهمون أن العراق أنهم عراقيون وانتماؤهم لهذا البلد، ونحن نشجع ذلك نشجع اللحمة الاجتماعية بين السنة والشيعة نحن لا نتكلم بالدائرة الاعتقادية الآن منذ بداية الاحتلال نتكلم بالدائرة الاجتماعية والدائرة السياسية الدائرة الاعتقادية مفهوم الخلاف بين السنة والشيعة منذ بدأ الإسلام إلى الآن معروف ظهرت الشيعة والخلاف العقائدي بينها معروف وهو موجود وكبير ومجال بحثه هو النقاش بالتي هي أحسن ليس اجتثاث طائفة على حساب طائفة، لو أراد أهل السنة أن يجتثوا أحدا ما بقيت طائفة على وجه الأرض اليوم كانوا يشكلون إمبراطوريات كبرى من الخلافة الراشدة والعباس والخلافة الأموية والعباسية والعثمانية أهل السنة لا يفكرون بعقل الطائفة أيضا.
أحمد منصور: لكن اسمح لي دكتور في خلال العامين الماضيين كثيرا ما نقلت الصحافة العالمية عن لقاءات تم ترتيبها سواء في تركيا أو في بيروت أو في بعض العواصم الأخرى بين بعض فصائل المقاومة أو السياسيين من المقاومة وبين من يمثلون جهات أميركية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، انتفى هذا الأمر الآن لم يعد هناك اهتمام أميركي يبدو بالمقاومة في ظل التقدم الهائل الذي أحرزته، إعلان المجلس التأسيسي السياسي للمقاومة في ظل النفوذ الأميركي الذي يعلنون أنه أصبح أكثر قوة من ذي قبل، أليس هذا يدل على أن المقاومة قد ضعفت ولم يعد هناك لدى الأميركان اهتمام بالتواصل معها؟
إبراهيم الشمري: الأميركان غير جادين أصلا في المفاوضات نحن أعلنا منذ البداية شروطنا في المفاوضات والأميركان غير جادين في التعامل مع هذا الملف..
أحمد منصور(مقاطعا): ما هي أسباب عدم جدية الأميركيين في تصورك؟
إبراهيم الشمري: الغطرسة والكبرياء هم لم يستمعوا إلى صوت العقل هم يستمعون إلى صوت الطغيان داخل عقل بوش وبالتالي هو لا يريد أن يتفاوض مع القوى الحقيقية في المقاومة.
أحمد منصور: في سؤال مهم هو لماذا يتفاوض معكم وهناك أطراف أخرى تعطيه كل شيء دون ثمن؟
إبراهيم الشمري: الذين يعطونه كل شيء دون ثمن هؤلاء لا يمتلكون شيئا في العراق لكي يعطوه أصلا، المقاومة هي التي تمتلك كل شيء لأنها هي التي تدافع عن الشعب العراقي لأنها هي التي تمتلك مصداقية هي التي تدفع من الدماء أنهارا سالت على أرض العراق واستحقاق الدم فوق كل استحقاق لا نعتقد أن أحدا قادرا على أن يعطي شيئا في العراق دون إذن المقاومة.
أحمد منصور: لكن كما قلت لك في بداية الحوار هناك تراجع في المقاومة ربما يشجع الأميركيين على تجاوز المقاومة في هذه المرحلة؟
إبراهيم الشمري: هذا كما قلت لك تغيير تكتيكي في العمل وليس تغييرا إستراتيجيا، الأهداف والإستراتيجية لا زالت واضحة والعمل مستمر، هناك تطوير حتى في البنية الهيكلية للمقاومة، هناك، رأيتم، تشكلت جبهات ثم تشكل المجلس السياسي للمقاومة العراقية هناك عمل كبير الحقيقة نحن متجهون لإدارة الصراع، المقاومة ليست عبارة عن عمل قتالي فقط المقاومة هي كيف تدير الصراع وتحقق أهدافك والقتال هو أحد هذه المسائل.
أحمد منصور: هل لديكم رؤية واضحة؟
إبراهيم الشمري: نعم.
أحمد منصور: يمكن أن يستمر أو تستمر المقاومة إلى أي مدى؟
إبراهيم الشمري: إلى أن يشاء الله الذي أذن وأمر بالجهاد هو الذي يوقفه.
خطط بوش ومستقبل العراق والمقاومة
أحمد منصور: بوش قال لن نخرج من العراق، في 19 مارس الماضي، لن نخرج من العراق إلا بعد النصر الكامل.
إبراهيم الشمري: بوش وزبانيته يتحدثون عن انسحاب ومواعيد انسحاب وآليات انسحاب، المفترض بدولة كأميركا تمتلك كل هذه الإمكانيات أن لا تتحدث عن انسحاب تتحدث عن نصر، بوش اضطر مرة بعد مرة أن يكذب على شعبه وأن يقول انتصرت ثم يتراجع ويقول العنف يزداد في العراق، العام الماضي قال إن الأميركيين سئموا هذه الحرب وديك تشيني قال العام الماضي أيضا إن العنف يلفظ أنفاسه الأخيرة ثم تراجع وقال نحن نبحث عن انسحاب مشرف. كل القادة الأميركيين غير متأكدين مما سيتحقق يقولون نرى تقدما ولكنه لا يمكن أن يكون أكيدا إلا إذا كذا وكذا.
أحمد منصور: لكن بوش يريد أن يحقق أي شكل من أشكال النصر قبيل انتهاء فترة ولايته ما الذي يمكن أن تعتقد أن يقوم به في العراق من أجل الإيحاء بأن دخوله العراق لم يكن عبثا؟
إبراهيم الشمري: هو يحاول ان يفرض اتفاقية، عندي نسخة منها، سميت الإطار الإستراتيجي لعلاقة التعاون والصداقة طويلة الأمد بين أميركا والعراق، يريد أن يوقع هذه الوثيقة قبل نهاية ولايته..
أحمد منصور(مقاطعا): ما الذي تمثله هذه الوثيقة؟
إبراهيم الشمري: هذه الوثيقة فيها بنود سرية للاتفاق ما يسمى بحكومة العراق في بدايتها هنا ديباجة وهي وثيقة سرية للنظر فقط كاتبين..
أحمد منصور(مقاطعا): سرية حصلتم أنتم عليها تم التوقيع عليها؟
إبراهيم الشمري: لا هذه للدراسة وللرؤية، كاتبين عليها secret eyes only تعرف أنت ماذا تعني للنظر فقط دون..
أحمد منصور: ما خلاصة ما في هذه الوثيقة؟
إبراهيم الشمري: الخلاصة فيها اتفاق مبادئ، المبادئ الأولية، يأتي مثلا هنا في الجزء الأول..
أحمد منصور(مقاطعا): دكتور لكن هناك بعض التقارير أشارت إلى أن بوش سيسعى إلى عقد اتفاق مع حكومة العراق يقنن فيه الاحتلال الأميركي وإلى مدى بعيد هل هذا هو..
إبراهيم الشمري(مقاطعا): هذا هو يريد أن تكون يده طليقة في العراق لكي يفعل ما يشاء من الفقرة ج ..
أحمد منصور(مقاطعا): عبر اتفاق مع حكومة رسمية قائمة..
إبراهيم الشمري(متابعا): يريد أن يضفي صفة الرسمية على هذه الحكومة العملية ثم يتفق معها على أن تطلق يده في كل شيء يداهم المنازل والأفراد وتبقى القوات، مكتوب هنا، فترة مؤقتة لكن غير محددة، الزمن غير محدد، وفي نهاية الفقرة تقول لا تريد أن يكون لها في العراق قواعد دائمة ووجود عسكري دائم ويتكلم أيضا عن جانب اقتصادي أنه عن جانب تسهيل تدفق استثمارات أجنبية إلى العراق وهذا يعني سرقة النفط العراقي رفد وتعزيز الديمقراطية في العراق ومفهوم كل هذه المبادئ ماذا تعنيه.
أحمد منصور: هل تتوقع أن يتم التوقيع على هذه الوثيقة قبيل نهاية فترة بوش؟
إبراهيم الشمري: هذا ما يحاول بوش الإسراع في تنفيذه لكن تبقى كما قلت لك العلاقة محكومة بين احتلالين، الاحتلال الإيراني الذي تمثله في الباطن حكومة المالكي والاحتلال الأميركي الذي تمثله بالظاهر حكومة المالكي، يريدون من هذه الحكومة أن تكون عراب العلاقة بين الاثنين ولا ندري هل ستنتهي على زواج متعة على الطريقة الإيرانية أو زواج كاثوليكي على الطريقة الأميركية.
أحمد منصور: لكن هذا ما الذي يمكن أن ينتج عنه كمستقبل للعراق في ظله، ما هي السيناريوهات التي تتوقعها؟
إبراهيم الشمري: نحن نستمر في المقاومة، وهم اتفقوا ربما على.. ستصدر قوانين كثيرة في هذا الجانب لا يهمنا ما يكتب على الورق يهمنا ما ينفذ على الأرض نحن على الأرض نقاوم كل أنواع الاحتلال اللي موجود وهذا يكفي من وجهة نظرنا.
أحمد منصور: كثير من المراقبين يقولون إن الفيدرالية الآن ربما تكون هي الصورة التي يمكن أن تحفظ ما بقي من العراق، أنتم كسنة في العراق أصبح الفرز موجودا الآن أنكم تتواجدون في وسط وغرب العراق بشكل أساسي، ألا يمكن أن يكون هذا مخرجا في هذه المرحلة لذلك الصراع وإيقافا لتلك الدماء التي يمكن أن تسير لسنوات طويلة؟
إبراهيم الشمري: في العراق لا ينظر للفيدرالية على أساس أنها نظام إداري هناك تقريبا أكثر من 36 فيدرالية في العالم، لا ينظر لها من هذه الزاوية. الفيدرالية يقصد بها أن تكون حصان طروادة للوصول إلى مرحلة التقسيم تقسيم العراق وهذا هو الهدف الإستراتيجي الأكبر للقوات الأميركية في العراق تريد أن تضع يدها على النفط وأن تقسم العراق من أجل عين الدولة اللقيطة إسرائيل.
أحمد منصور: كيف تنظرون لمستقبل العراق بعد خمس سنوات من احتلاله؟
إبراهيم الشمري: وجود المقاومة إلى الآن واستمرارها في الجهاد والقتال عامل صحي لمستقبل العراق القادم، بدأ بعض العرب يتفاعل بشيء من الاستحياء مع الموضوع العراقي وبدأ يفهم الوقائع، المشروع الإيراني فضح في المنطقة وانكشف لكل دول المنطقة لكن يبقى كما قلت أن يتعامل العالم العربي مع هذا المشروع من منطلق المصالح العربية والإسلامية.
أحمد منصور: وكيف تنظرون لمستقبل المقاومة بعد خمس سنوات من قيامها؟
إبراهيم الشمري: المقاومة اليوم الحمد لله في أحسن أحوالها هناك رؤية واضحة هناك إستراتيجية هناك برنامج سياسي محدد وهناك اتفاق على إطار شامل يشمل كل المقاومة العراقية اللي هو المجلس السياسي للمقاومة العراقية.
أحمد منصور: وكيف تنظرون لمستقبل الاحتلال الأميركي بعد خمس سنوات من الاحتلال؟
إبراهيم الشمري: أنا أذكرك بمقوله لبريجنسكي ذكرها قبل أيام في جريدة الواشنطن بوست سماها خروج مشرف لحرب ساذجة، عنوان بهذا الاتجاه، يقول لو سئل أي أميركي قبل بدء الحرب ماذا تقول؟ كلفت هذه الحرب أربعة آلاف قتيل أميركي -أربعة آلاف كما يزعمون- وثلاث تريليونات دولار وسمعة سيئة لأميركا، بالتأكيد سيكون الجواب بلا. وأختم بذلك في هذا الموضوع .
أحمد منصور: دكتور إبراهيم الشمري الناطق الرسمي باسم الجيش الإسلامي في العراق أشكرك شكرا جزيلا، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم. في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.