وليد المعلم/ وزير الخارجية السوري
بلا حدود

إستراتيجية سوريا الخارجية

تستضيف الحلقة وزير الخارجية السوري وليد المعلم ليكشف لنا عن إستراتيجية سوريا الخارجية لمواجهة الضغوط الأميركية الفرنسية، والموقف من حكومة إسرائيل الجديدة.

– مغزى رفض سوريا لزيارة السنيورة
– الضغوط الفرنسية على دمشق

– تفهم سوريا لبرنامج إيران النووي

– حقيقة الاتصالات السرية بين سوريا وإسرائيل


undefinedأحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم من العاصمة السورية دمشق وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود، منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في بيروت في فبراير من العام الماضي 2005 وسوريا تعيش تحت ضغوط دولية كثيفة تقودها كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، حيث أجبرت سوريا على الخروج من لبنان وصدرت قرارات دولية تجبرها على التعاون مع لجنة التحقيق الدولية حول اغتيال الرئيس الحريري في وقت لم تتوقف فيه الضغوط عليها من أجل فتح سفارة لها في لبنان وترسيم حدودها معها ومع موجات الضغوط التي ترتفع حين وتنخفض آخر تحاول سوريا الخروج من مأزقها مستعينة بتغييرات إقليمية ودولية مختلفة وفي حلقة اليوم نحاول التعرف على سياسة سوريا الخارجية واستراتيجياتها في الفترة القادمة وذلك من خلال حوارنا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وُلد في دمشق عام 1941، تخرج من قسم الاقتصاد في جامعة القاهرة عام 1963، التحق بالعمل في وزارة الخارجية في سوريا عام 1964 وخدم في البعثات الدبلوماسية السورية في كل من تنزانيا والسعودية وإسبانيا والمملكة المتحدة وفي العام 1975 عُين سفيرا لسوريا لدى رومانيا إلى العام 1980، حيث عاد إلى وزارة الخارجية مدير لإدارة المكاتب الخاصة حتى العام 1984، ثم عُين سفير لسوريا لدى الولايات المتحدة الأميركية من العام 1990 وحتى العام 1999 وفي مطلع العام 2000 عُين مساعد لوزير الخارجية حتى يناير من العام 2005 حيث عُين نائب لوزير الخارجية ثم وزير للخارجية في الحادي عشر من فبراير الماضي، شارك في محادثات السلام السورية الإسرائيلية في الفترة بين العام 1991 إلى العام 1999، صدر له أربعة مؤلفات هي فلسطين والسلام المسلح، سوريا في مرحلة الانتداب وسوريا من الاستقلال إلى الوحدة والعالم والشرق الأوسط من المنظور الأميركي، معالي الوزير مرحبا بك.

وليد المعلم- وزير الخارجية السوري: أهلا بك.

مغزى رفض سوريا لزيارة السنيورة

أحمد منصور: ما فتئ رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يدق أبواب سوريا ربما بشكل شبه يومي يطالب بتحديد زيارة يقوم بها لحل القضايا العالقة بين سوريا وبين لبنان، لماذا تتجاهلون طلب السنيورة إلى الآن؟

وليد المعلم: في الواقع لم نتجاهل هذا الطالب وإنما جاء الطلب مع جدول أعمال وجدول الأعمال لم يعد سر.. نُشر في الصحافة اللبنانية، عندما يأتي رئيس حكومة في لبنان إلى سوريا من أبسط الأشياء أن يبحث في ملفات هامة، أهم هذه الملفات هو ما يتطلع إليه الشعبين في سوريا ولبنان، كيف نبني العلاقات المميزة بين البلدين؟ وما هو منظور كل طرف إلى هذه العلاقة المميزة؟ لا أن نبدأ بملفات لا نملك لا سوريا ولا لبنان حلها مثل مزارع شبعا، نحن قلنا مزارع شبعا لبنانية، لكن ليس في مقدور سوريا ترسيمها طالما الاحتلال جاسم في الجولان وعلى مزارع شبعا، هل نرسل الناس بالمظلات للترسيم لوضع أحجار للحدود؟ في كل العلوم العقارية يقولون تحرير ثم تحديد ثم ترسيم، فلذلك نحن دائما نرحب برئيس وزراء لبنان بزيارة دمشق، لكن طالما قلنا رئيس وزراء إذاً يجب أن يحظى برنامجه على موافقة الحكومة اللبنانية.

أحمد منصور: معنى ذلك أنكم تعترضون على برنامج السنيورة؟

وليد المعلم: لا نعترض، هذه وجهة نظر ولدينا وجهة نظر أيضا، لكن المبدأ هو جاء سابقا إلى دمشق والتقى مع السيد الرئيس وأجرى محادثات مع السيد رئيس مجلس الوزراء، ما تم إنجازه على صعيد هذه الزيارة لا شيء وإنما..

أحمد منصور: من طرفكم أم من طرفه؟

وليد المعلم: من طرف لبنان..

أحمد منصور: ومن طرفكم أيضا، أنتم تُتهمون بالعرقلة وبالابتزاز.

وليد المعلم: لا أبدا، لماذا نبتز لبنان؟

أحمد منصور: رفضكم لزيارة السنيورة أما يدخل في إطار الابتزاز؟

وليد المعلم: لا، لماذا نبتز الأشقاء؟ ثانيا قلنا البداية هي نجاح الحوار الوطني اللبناني وفشل هذا الحوار مشكلة حقيقية..

أحمد منصور: هم يتهمونك أنت تحديدا بأنك تعمل على فشل هذا الحوار وتصريحاتك المتعلقة بالتدخل في الشأن اللبناني الداخلي تعمل على إفشال هذا الحوار.

وليد المعلم: أنا لا أدري أنني صرحت بما يؤدي إلى التدخل في الشأن اللبناني، أنا بالعكس كوزير للخارجية أرفض التدخل في شؤون بلدي فكيف أتدخل في شؤون بلد آخر؟

أحمد منصور: لكنك أشرت إلى أن المخرج اللبناني الآن هو إجراء انتخابات نيابية؟

"
أؤيد الحوار اللبناني وأؤيد أن يصل إلى نتائج لأن في النهاية لبنان لا يحكم إلا بالإجماع الوطني
"

وليد المعلم: لم أقل الآن.. أنا قلت حوار أجريته مع المرحوم رفيق الحريري، كنا نتحدث عن الانتخابات آنذاك وكانت ليس مقابلة مع جريدة السفير وإنما دردشة مع أحد الصحفيين من جريدة السفير، بالعكس أنا أؤيد الحوار اللبناني، أؤيد أن يصل إلى نتائج لأن في النهاية لبنان لا يحكم إلا بالإجماع الوطني، نحن نعرف ذلك واللبنانيون يعرفوا ذلك، الإجماع الوطني هام في لبنان والقضايا التي طرحت في هذا الحوار هامة لمستقبل لبنان ولذلك نحن نأمل نجاح هذا الحوار الوطني..

أحمد منصور: الرئيس الأسد في خطابه الذي ألقاه في جامعة دمشق في عشرة نوفمبر الماضي قال إن السنيورة عبد مأمور لعبد مأمور، هل ما تقوم به سوريا الآن هي عملية تأديب للعبد المأمور؟

وليد المعلم: لا، هذا كلام غير دقيق، ما تقوم به سوريا هو تريد زيارة ناجحة لرئيس الوزراء اللبناني.. زيارة عندما تصل إلى نتائج أن تطبق هذه النتائج..

أحمد منصور: ما هي..

وليد المعلم: وحتى تطبق هذه النتائج يجب أو هكذا نرى أن يحظى برنامج رئيس الحكومة اللبناني بموافقة الحكومة اللبنانية مجتمعة بكامل هيئتها.

أحمد منصور: معنى ذلك أنكم تشككون في أن الرئيس السنيورة يمثل الحكومة اللبنانية بكامل هيئاتها؟

وليد المعلم: لا أبدا، هو رئيس وزراء فليحصل على موافقة الحكومة اللبنانية على البرنامج.

أحمد منصور: معنى ذلك أن هناك اعتراضات من داخل الحكومة اللبنانية على برنامج زيارته لسوريا؟

وليد المعلم: لا أدري لأنه لم يعرض على الحكومة اللبنانية.

أحمد منصور: هو قيل إنه مفوض من قبل الحوار لزيارة دمشق لحل القضايا العالقة، أما يكفي هذا؟

وليد المعلم: لا، هو رئيس حكومة وليس رئيس للحوار، رئيس الحكومة يحصل على تفويض من الحكومة التي يرأسها.

أحمد منصور: إذا كان اعتراضكم على جدول زيارة السنيورة، ما هو الجدول الذي ترون أنه يجب أن يكون على جدول الأعمال بين..

وليد المعلم: لم أقل نعترض أنا قلت نريد أن يحصل على تفويض من مجلس الوزراء بكامل هيئته على جدول أعمال، يقول لدمشق هذا هو الجدول الذي أقره مجلس الوزراء، ما هو رأي سوريا والحكومة السورية في جدول أعمال؟ هل توافق عليه؟ هل تضيف عليه بنودا أخرى؟ ما هو رأيكم؟ هنا نعرف.. الطرفين يعرفان عندما يأتي السيد فؤاد السنيورة إلى دمشق يكون مفوضا من مجلس الوزراء اللبناني.

أحمد منصور: هل صحيح أن هناك وساطة سعودية ترتب الآن لتجاوز قضية السنيورة وترتيب زيارة لسعد الحريري إلى سوريا؟

وليد المعلم: لا أعرف، هذا السؤال أنصح بطرحه على الأخوة السعوديين.

أحمد منصور: ما حقيقة أن الرئيس الأسد لن يلتقي السنيورة حتى إن حدتم له موعدا لزيارة سوريا؟

وليد المعلم: لم نحدد موعدا لكي أجيب على هذا السؤال.

أحمد منصور: هناك تقارير كثيرة تقول إن مطامعكم في لبنان لم تنته حتى الآن وأنكم تراهنون على عنصر الزمن وأن ما يحدث الآن من لي ذراع الحكومة اللبنانية يدخل في هذا الإطار.

وليد المعلم: أولا هذا الكلام غير دقيق وغير صحيح، نحن ما نطمح إليه في لبنان هو علاقة بين قطرين شقيقين تجمعهما عناصر التاريخ والجغرافيا وصلة القربة.. هذا ما نطمح إليه، أنت قلت في بداية الحديث إن سوريا أجبرت على سحب قواتها، أنا أقول لك سوريا لم تجبر على سحب قواتها، هذا الانسحاب جرى على مراحل.. بدأ منذ عام الـ2000 وبالتحديد بعد أيار/ مايو سنة الـ2000 أي بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، بدأت مراحل الانسحاب واستكمل في 26 نيسان/ أبريل من عام 2005.

أحمد منصور: لكن بعد القرار 1559 الانسحاب كان شكله مختلفا عن كل ما سبق.

وليد المعلم: ممكن أن نقول إن سوريا نفذت ما عليها من هذا القرار لأننا ملتزمون بالقرارات الشرعية الدولية.

الضغوط الفرنسية على دمشق

أحمد منصور: الرئيس شيراك قال أثناء استقباله يوم الأربعاء الماضي لرئيس كتلة تيار المستقبل سعد الحريري أنه ينصح بتبادل التنازلات في الحوار اللبناني، هل يعني ذلك أن شيراك بدأ مسيرة للتنازلات وتقليل الضغوط على سوريا؟

وليد المعلم: أنا أقول الله يهديه، هو مشكلتنا مع فرنسا أنا بتقديري هي شخصنة الموضوع.

أحمد منصور: يعني تعتقد أن شيراك يتعامل مع سوريا بشخصنة وليس بدبلوماسية أو سياسة فرنسية؟

وليد المعلم: أنا لا أريد أن أصل إلى هذا الحد هو حر، لكن نحن في سوريا نستغرب كثيرا هذا الموقف الفرنسي تجاه سوريا، نستغرب أن نرى فرنسا التي عرفناها بجنرال ديغول في مرحلة من التاريخ تقف في خندق واحد مع الولايات المتحدة للضغط على سوريا، هذا الشيء نستغربه..

أحمد منصور: لكن هذا الموقف جاء لنا بعد اغتيال الحريري.

وليد المعلم: هذا الشيء نستغربه رسميا وشعبيا لأنه منذ الحرب العالمية الثانية كان لفرنسا موقف مميز على الساحة الدولية تجاه القضايا العربية، الآن وأنا كسوري أقول أستغرب أن أرى الموقف الفرنسي والموقف الأميركي في خندق واحد للضغط على سوريا..

أحمد منصور: شيراك..

وليد المعلم: ثانيا تقول منذ اغتيال الحريري ومن قال إن سوريا متهمة؟ لقد أعلنت..

أحمد منصور: الكل يتهم سوريا، ربما بشكل غير مباشر وسر وأسباب هذه الضغوط تعود إلى هذه الاتهامات.

وليد المعلم: أريد من هذا الكل أن يقدم دليلا.

أحمد منصور: هم يسعون لتقديم هذا من خلال لجنة التحقيق الدولية.

"
الرئيس بشار الأسد في أكثر من مقابلة تلفزيونية قال بصراحة سوريا بريئة من جريمة اغتيال الحريري لأنها تضررت من هذه الجريمة أكثر من أي دولة أخرى
"

وليد المعلم: جيد ونحن نسعى أيضا وسأقول لك.. أولا الرئيس بشار الأسد في أكثر من مقابلة تلفزيونية وقالها صراحة.. سوريا بريئة من جريمة اغتيال الحريري، ثانيا في أي جريمة يبدأ المحقق بالمستفيد، سوريا تضررت من هذه الجريمة أكثر من أي دولة أخرى، ثالثا تاريخيا العلاقة بين سوريا والحريري علاقة مميزة، أيضا نحن تعاونا مع لجنة التحقيق تعاوننا تاما لأننا نريد الوصول إلى الحقيقة، الحقيقة تريح سوريا وتدحض شكوك واتهامات هذا الكل الذي تتحدث عنه، هذا الكل الذي استنتج بأن سوريا وراء هذه الجريمة بعد نصف ساعة من وقوعها دون أي دليل.

أحمد منصور: من المقرر أن تيري روود لارسون.. قبل أن أصل إلى لارسون، شيراك وضع ثلاث شروط وفق بعض التقارير الصحفية لعودة العلاقات بين باريس ودمشق التي تنتقدها حضرتك الآن وقال هي التعاون السوري مع لجنة التحقيق في قضية الحريري، علاقات دبلوماسية مع لبنان، تبادل فتح السفارتين، ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان، لماذا ترفضون ترسيم الحدود مع لبنان؟

وليد المعلم: هذا سؤال جيد وإن كنت أنا لا أجيب هنا في عرض الاستجابة للشروط الفرنسية، أولا فيما يتعلق بترسيم الحدود توجد لجنة لترسيم الحدود منذ عام 1953.

أحمد منصور: لجنة ورقية.

وليد المعلم: لا.. اشتغلت هذه اللجنة، آخر شيء في هذا المجال رسالة من السيد رئيس مجلس والوزراء السوري إلى نظيره اللبناني الأستاذ فؤاد السنيورة يؤكد فيها استعداد سوريا لترسيم الحدود مع لبنان بدءً من الحدود الشمالية إلى حين الوصول إلى مزارع شبعا لأنه شرحت كيف لا يمكن عمليا ترسيم هذه القطعة المحتلة من الأرض بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي ونحن قلنا مرارا مزارع شبعا لبنانية وعندما يأتي التحرير لن تكون هناك مشكلة بين سوريا ولبنان.

أحمد منصور: يعني أنتم الآن ليس لديكم مانع من رسم الحدود حتى مزارع شبعا؟

وليد المعلم: نعم.

أحمد منصور: طيب..

وليد المعلم: وتوجد رسالة رسمية.

أحمد منصور: لماذا ترفضون إقامة علاقات دبلوماسية وتبادل للسفارات؟

وليد المعلم: أولا لا نرفض، أنا قلت في تصريح سابق ما بين سوريا ولبنان منذ عام الـ1990 من مؤسسات واتفاقيات غير مسبوق في العلاقة بين دولتين جارتين وهي اتفاقيات ومؤسسات قائدة وهامة، في نظري ومن خبرتي أقول إنها تفوق كثيرا موضوع تبادل السفارتين، لكن إذا وجد الجانبان أن التبادل الدبلوماسي في مرحلة معينة هو حاجة لخدمة مصالح الشعبين فهذه نقطة يمكن دراستها.

أحمد منصور: لكن على الأقل هو يمثل بالدرجة الأولى..

وليد المعلم: ثانيا..

أحمد منصور: عملية اعتراف معالي الوزير..

وليد المعلم: نحن نعترف..

أحمد منصور: أنكم لا تعرفون باستقلال لبنان الآن..

وليد المعلم: أنا أقول نحن نعترف..

أحمد منصور: وأنها تابعة لسوريا..

وليد المعلم: نحن نعترف باستقلال وسيادة لبنان، نعترف ولا توجد مشكلة..

أحمد منصور: لماذا لا تطبقون هذا عمليا عبر سفارتكم؟

وليد المعلم: هل السفارات هي التطبيق العملي؟ أنا أستغرب.

أحمد منصور: هي من الناحية الدولية نعم.

وليد المعلم: أنا أستغرب، يوجد لدينا علاقات مع مائة وثمانين دولة في العالم ويوجد لدينا فقط ستين سفارة، هل يعني عدم وجود سفارة إلغاء اعترافنا باستقلال هذه الدول؟

أحمد منصور: ربما لبنان بشكل خاص نعم.

وليد المعلم: أنا قلت عندما يقرر البلدان من خلال المؤسسات القائمة ووجود حاجة لتبادل السفارات.. هذا شيء يمكن دراسته، أما أن يأتيني كشرط مسبق وهو من حقوقي في ممارسة السيادة الوطنية ومن حق لبنان في ممارسته لسيادته الوطنية أنا لا أقبل هذا الشرط المسبق.

أحمد منصور: أما تخشون أن تقوم الولايات المتحدة وفرنسا باستصدار قرار من مجلس الأمن يجبركم على ترسيم الحدود وعلى فتح سفارات بينكم وبين لبنان؟

وليد المعلم: هذه حالة غير مسبوقة في العلاقات الدولية.

أحمد منصور: العلاقات الدولية لا تقوم على حالات مسبوقة الآن، كل يوم يُخترع حالة جديدة.

وليد المعلم: هذه حالة غير مسبوقة في العلاقات الدولية.

أحمد منصور: ربما تكونون أول حالة؟

وليد المعلم: ممكن لكن نحن نرى مصالحنا قبل كل شيء.

أحمد منصور: من المقرر أن تيري روود لارسن اليوم الأربعاء يرفع تقريره إلى مجلس الأمن بخصوص القرار 1559، أما تخشون من أن يقترح لارسن على مجلس الأمن استصدار قرار دولي يلزمكم بتنفيذ العناصر الغير منفذة فيه؟

وليد المعلم: مثل ماذا؟ نحن نقول باستمرار وهذا ما أبلغته للارسن في موسكو، سوريا نفذت ما عليها من القرار 1559 ونحن غير جاهزين لبحث الشؤون الأخرى لأننا نعتبرها شأن لبناني وهي من مواضيع الحوار الوطني اللبناني.

أحمد منصور: هم لا يعتبرونها شأن لبناني وإنما شأن سوري.

وليد المعلم: هذا شأنهم، قل لي ما هو الشأن السوري؟

أحمد منصور: يعتبرون علاقتكم بحزب الله وسلاح المقاومة هي شأن سوري.

وليد المعلم: لا حتى اللبنانيين..

أحمد منصور: وأن السلاح الفلسطيني في لبنان هو شأن سوري.

وليد المعلم: لا حتى اللبنانيين في حوارهم يعتبرون ذلك.. سلاح المقاومة شأن لبناني، أما السلاح الفلسطيني فهم يدخلون في حوارات مع الفلسطينيين في هذا الصدد.

أحمد منصور: ربما تكونون من خلال القمة العربية نجحتم في تأمين وضعكم أو في تعزيز الموقف العربي بالنسبة إليكم ولكن هل تعتقد أنكم نجحتم من خلال الهدوء القائم الآن بالنسبة لسوريا في تأمين الوضع الدولي؟

وليد المعلم: أقول لك بكل صراحة وبقراءة هادئة وموضوعية للوضع الدولي والإقليمي.. لا توجد مشكلة في سوريا، المشكلة لدى الآخر، المشكلة في الولايات المتحدة، انظر تدهور شعبية الرئيس بوش والسؤال لماذا؟ توجد سياسة خارجية للولايات المتحدة في منطقتنا خطأ لا تخدم مصالح الشعب الأميركي، ثانيا انظر ماذا يجري في الانتخابات الديمقراطية الحرة في أميركا الجنوبية؟ الحديقة الخلفية للولايات المتحدة، ست بلدان انتهجت الآن في انتخاباتها نتائجها مرشحين ليسو من الناس الذين ترض عنهم..

أحمد منصور: بل مناوئين.

وليد المعلم: ترضى عنهم الولايات المتحدة، إذاً فيه حركة شعبية تجري تعترض على سياسات الولايات المتحدة وهذه مشكلة أميركية.

أحمد منصور: أنتم مستفيدون منها دون شك.

وليد المعلم: نحن نستفيد من كل تطور إيجابي يعكس مشاعر الجماهير الحقيقة.

أحمد منصور: معنى ذلك أن ما حدث في فلسطين من نجاح حركة حماس كان له وضع إيجابي كبير بالنسبة لكم؟

وليد المعلم: نحن مع خيار الشعب الفلسطيني، كنا نتعامل مع فتح ومع السلطة الفلسطينية فلماذا لا نتعامل الآن مع حماس.. مع حكومة حماس؟ هذا خيار شعب فلسطين الحر والديمقراطي والذين رفعوا شعار الديمقراطية ونشره في الشرق الأوسط الكبير عليهم أن يكونوا واقعين وألا يتعاملوا بازدواجية فاضحة في هذا الصدد.

أحمد منصور: لكن إسرائيل تقوم بانتهاكات واسعة ضد الفلسطينيين منذ وصول حركة حماس إلى السلطة، صحيفة الحياة نشرت أمس الثلاثاء تقريرا قالت فيه إن المرضى يلقون حتفهم في غزة بعد نفاذ الأدوية بسبب إغلاق المعابر والحصار المالي، ما هو موقفكم من هذا الحصار؟ ولماذا لم تتحركوا لنجدة حلفائكم من حماس؟

وليد المعلم: أولا حلفائنا هم حلفاء العرب في نفس الوقت بدليل ما صدر عن قمة الخرطوم في هذا الصدد..

أحمد منصور: ليس كافيا بالنسبة لهم.

وليد المعلم: هو بداية وما جرى مؤخرا من إعلان دولة قطر التبرع بخمسين مليون دولار للسلطة الفلسطينية مؤشر أن هذا الرقم يوازي الرقم الذي أقرته قمة الخرطوم للدول العربية المجتمعة، فهذا يعني أنه ليس فقط سوريا التي تتعامل مع الوقائع الفلسطينية ومع تطلعات الشعب الفلسطيني..

أحمد منصور: طيب هذا ما قدمته قطر وقدمت إيران مائة مليون، ماذا قدمتم أنتم كدعم مالي؟

وليد المعلم: نحن صدرت تعليمات من السيد الرئيس بشار الأسد بأن نقوم فورا بتسديد كل المتراكمات على سوريا في ميزانية السلطة التي أقرتها جامعة الدول العربية ومؤتمر قمة الخرطوم وتم الإيعاز بتحويل هذا المبلغ إلى الجامعة العربية وأيضا صدرت تعليمات لتشكيل لجان شعبية لجمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني وستجد قريبا تفعيل لهذا العمل.

أحمد منصور: لكن معنى ذلك في ظل هذا الوضع بالنسبة لحماس في ظل ما يعانيه بوش أنكم متفائلون بشكل انحسار الضغوط الدولية عنكم؟

وليد المعلم: أنا أقول أنني اليوم أكثر تفاؤلا بكثير مما كنت بالأمس وبالأمس أكثر تفاؤلا مما كنا في العام الذي مضى، نحن في سوريا لماذا نتفاءل؟ نتفاءل لأننا نشعر بأننا نمارس سياسة تحمي مصالح شعبنا، ترفض الهيمنة، تؤيد الحقوق العربية المشروعة، هذه السياسة لها شعبية في الشارع العربي وهي تحمي الوضع في سوريا وتلتف حوله.

أحمد منصور: لكن كبير المحررين في مجلة الإكونومست البريطانية نيل باتريك قال في ندوة عقدت في 12 أبريل الجاري في لندن إلى أن الوضع خطر وأن شعور سوريا بالتفاؤل المتزايد بالنسبة لتبدل الأوضاع هو في غير محله، الكاتب فهمي هويدي في مقال نشره في يناير الماضي ربما قبل مدة ولكن قال إن هناك زلزال سياسي من الدرجة العالية يهدد سوريا الآن لا يستطيع أحد أن يتنبأ بقوته التدميرية، لديكم نوع من التفاؤل لكن كثيرا من المحللين يرون أن الوضع لازال خطرا وأن عملية اغتيال الرئيس الحريري لم تجعل السعوديين حتى الآن تتبخر من أذهانهم موقفهم الغاضب إزاء هذا الأمر، أسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير، نعود إليكم بعد فاصلا قصير لمتابعة هذا الحوار فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: أهلا بكم من جديد، بلا حدود من العاصمة السورية دمشق، ضيفنا وليد المعلم وزير الخارجية السوري، نبحث في الاستراتيجيات الخارجية لسوريا خلال الفترة القادمة، معالي الوزير أفرطت في التفاؤل ولكن المراقبون يرون أن الوضع لا زال خطر على سوريا.

وليد المعلم: أنا لم أفرط بالتفاؤل، أنا متفائل بواقعية وأقرأ جيدة ما يجري على الساحتين الدولية والإقليمية وما يجري في سوريا ولذلك أبني هذا التفاؤل على هذه الوقائع، قد يكون هناك أراء لمحللين، نحن جاءنا مسؤولون أوروبيون في العام الماضي وقبله يحذرون سوريا من تسونامي.

أحمد منصور: وكان الوضع ربما كذلك في حينها.

وليد المعلم: ولكن تسونامي مع الأسف أصابت إندونيسيا ولم تصب سوريا، ثم قالوا سوريا مسؤولة عن تسونامي في إندونيسيا، لذلك أقول لك قد يكون هناك أراء لمحللين مستندين فيها إلى أشياء لديهم ومعطيات قد لا تكون موجودة لدينا، ما لدينا من معطيات يدعوني إلى التفاؤل.

تفهم سوريا لبرنامج إيران النووي

أحمد منصور: الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها أو وزيرة خارجيتها كونداليزا رايس طالبت مجلس الأمن الدولي إلى اعتماد قرار بموجب الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة يتضمن استخدام القوة ضد إيران، إيران حليفتكم، الرئيس نجاد جاء إلى دمشق والتقى الرئيس السوري وتحدث عن أن إيران لن تدع سوريا تقف وحدها، كذلك جاء رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام السابق هاشيمي رافسنجاني أيضا إلى دمشق وتحدث بكلام شبيه، كحلفاء للإيرانيين ماذا ستفعلون حال قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة إلى إيران؟

وليد المعلم: أولا أريد أن أصحح فكرة التحالف، نحن لدينا علاقة مميزة مع إيران وليس حلف، سوريا في تاريخها تقف ضد الأحلاف، ثانيا نحن ننظر إلى نشاط إيران النووي من منظور قد يختلف معنا البعض..

أحمد منصور: ما هو منظوركم إلى نشاط إيران النووي؟

وليد المعلم: منظورنا إلى نشاط إيران النووي وأننا نصدق التأكيدات الإيرانية بأن هذا نشاط سلمي وهذا حق بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لكل دولة عضو أن تخصب اليورانيوم للاستخدام السلمي، الشيء الآخر..

أحمد منصور: لكن إيران الآن دخلت النادي النووي..

وليد المعلم: لا لسة تحتاج إلى وقت، الشيء الآخر نحن مع توجه إيران لطمأنة الدول العربية إلى حقيقة أن هذا البرنامج سلمي ولا يهدف للاعتداء على أي بلد عربي، أنا سؤالي أيهما خطر على العرب.. ما تقوم به إيران أم ما تقوم به إسرائيل؟

أحمد منصور: العرب لم يعودوا ينظروا إلى إسرائيل على اعتبار أن هناك مبادرة عربية طرحها الأمير عبد الله للتعامل مع إسرائيل والتصالح معها ولم يعودوا ينظروا إلى إسرائيل على إنها خطر، ينظروا إلى إيران على إنها هي الخطر.

وليد المعلم: لا تنظر إلى المبادرة العربية التي صدرت عن قمة بيروت على هذا الأساس.. هي مبادرة تقوم على مبادئ الشرعية الدولية وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين.. ها دول ركنان أساسيان..

أحمد منصور: لو عدت للتهديد الإيراني.

"
في البنتاغون توجد وثائق معلنة عن وجود مائتا رأس نووي أو قنبلة نووية في حوزة إسرائيل ونشاط مفاعلاتها مستمر
"

وليد المعلم: مع احترامي أنا الآن أقول عن السلاح النووي الإسرائيلي، ما هو ثابت في وثائق البنتاغون المعلنة عن وجود مائتان رأس نووي أو قنبلة نووية إسرائيلية في حوزة إسرائيل ونشاط مفاعلاتها مستمر وكان هناك في العام الماضي تهديد لمصر ولسكان غزة من احتمال تسرب الإشعاع من مفاعل ديمونة، أقول الخطر الحقيقي على العرب هو من إسرائيل وليس من إيران ولذلك من واجب إيران طمأنة العالم العربي، من واجب إيران طمأنة العرب باتخاذ إجراءات احتياطية بمفاعل بوشهر لمنع تسرب الإشعاع، هذا الشيء وحق إيران في تخصيب اليورانيوم واستمرارها في أبحاث في هذا المجال.. هذا حق تكفله معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، ما يجري هو ازدواجية في المعايير نأسف لأنها تنتشر في الساحة الدولية..

أحمد منصور: لم تتوقف منذ بداية الدنيا، هناك ازدواجية دائمة.

وليد المعلم: مع الأسف ولذلك نحن نرفع الصوت ضد هذه الازدواجية..

أحمد منصور: إلى أي مدى يمكن أن تقفوا..

وليد المعلم: هذا قد يكون أضعف الإيمان.

أحمد منصور: إلى أي مدى يمكن أن تقفوا إلى جوار إيران؟

وليد المعلم: نحن نقف متضامنين مع إيران كما تضامنت إيران مع سوريا في أوقاتها الصعبة.

أحمد منصور: يعني هل يمكن أن تدخلوا حربا إلى جوار إيران إذا فرضت عليها الحرب؟

وليد المعلم: أولا أنا في مداخلتي أستبعد جنون الحرب.. أقول جنون، ليس المهم أن تقصف اليوم هذه الموقع أو موقع آخر من الجو، السؤال الحكيم دائما ماذا سيجري في اليوم التالي؟ وهل..

أحمد منصور: وهل الذين يبدؤوا الحروب يا معالي الوزير..

وليد المعلم: مع الأسف لذلك..

أحمد منصور: كانوا يفكرون في اليوم التالي؟

وليد المعلم: لذلك قلت هذا جنون لأن ما يجري في العراق يجب أن يعطي درسا للجميع بأن من يبدأ الحرب هو الخاسر.

أحمد منصور: من يبدأ الحرب هو الخاسر ولكن هناك تقارير نيويوركر في الأسبوع الماضي سيمور هيرش نشر تقريرا عن أن لديه معلومات من البنتاغون عن أن هناك خطة لضرب إيران من قبل الولايات المتحدة، تقارير نشرتها الصحف البريطانية عن وجود تدريبات أيضا مناورات وهمية بين بريطانيين وأميركان من أجل ضرب إيران، هناك استعدادات لهذا الأمر رغم سعي الرئيس بوش إلى أن ينفي هذا الأمر، في حالة حدوث هذا ما هو آثاره عليكم وعلى المنطقة؟

وليد المعلم: آثاره خطيرة على المنطقة وعلى سوريا وعلى المنطقة برمتها، على العالم آثاره خطيرة إذا أخذتها من الناحية الاقتصادية، أيضا إذا أخذتها من ناحية استقرار المنطقة، هل المنطقة بحاجة إلى بؤرة توتر جديدة؟

أحمد منصور: ربما خروجا مما يحدث في العراق؟

وليد المعلم: هذا لا يشكل مخرج، هذا يزيد من عمق المستنقع.

أحمد منصور: الذين يعيشون في مستنقعات يسعون إلى توسيع هذه المستنقعات من أجل لفت أو صرف الأنظار عن ما هم فيه.

وليد المعلم: ممكن وأنا نحن في سوريا مثلا حذرنا الولايات المتحدة كثيرا من الحرب ضد العراق ومع ذلك لم تستمع لنا وهذا ممكن احتمال، لكن أنا أقول إيران بلد ذو سبعين مليون مسلم، هذا البلد اتخذ موقفا واضحا في قضية فلسطين، اتخذ موقفا واضحا في قضية القدس، ما يقوم به ليس معاديا للأمة العربية، يجب أن نستثمر الجهد لمنع مواجهة وأنا كما نشر في نيويوركر مقالات عن المواجهة العسكرية أيضا صدر في الولايات المتحدة بالأمس تصريحات للسيناتور لوغر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وغيره يطالبون الإدارة الأميركية بالحوار مع إيران وإيجاد حل دبلوماسي لهذا الموضوع.

أحمد منصور: والخارجية الأميركية أشارت الثلاثاء إلى أن هناك مبعوثا إيرانيا رفيع المستوى اتجه إلى الولايات المتحدة وأنت أشرت إلى أن حذرتم الولايات المتحدة وأشرتم إلى أن دخولها إلى العراق سيثير ما أثاره الرئيس بشار الأسد في مقابلته في 27 مارس الماضي مع بي بي أس.. تلفزيون بي بي إس الأميركي قال إنه كان يعرف أن العراق كان سيشهد فوضى ومقاومة إذا قامت الولايات المتحدة بغزوه، أما تخشون من أن الفوضى القائمة في العراق الآن يمكن أن تمتد إلى سوريا؟

وليد المعلم: لذلك نحن انتهجنا موقف واضح تجاه العراق اليوم، نحن أيدنا العملية السياسية التي جرت وتمثلت في الانتخابات وطالبنا مختلف مكونات الشعب العراقي للمشاركة في هذه الانتخابات ونحن نحث العراق اليوم على سرعة تشكيل الحكومة العراقية.. حكومة وحدة وطنية في العراق ونحن سنتعامل مع هذه الحكومة بشكل إيجابي لأننا نعتبر أن حكومة دائمة في العراق جرى انتخابها تستطيع أن تتحكم أفضل من حكومة جرى تعينها.

أحمد منصور: لكن الولايات المتحدة وفرنسا يتهمونكم بدعم المقاومة في العراق وأن هذا يسبب قلاقل بالنسبة للجيش الأميركي هناك.

وليد المعلم: هذا مؤشر فشل هذا الجيش في ضبط الأمن في العراق، أولا..

أحمد منصور: فشل للأميركان تقصد؟

وليد المعلم: نعم.

أحمد منصور: تعتبرهم فشلوا في العراق؟

وليد المعلم: أعتقد فشلوا في العراق.. هم يقولون ذلك، هم يقولون ذلك هذا شيء لا يختفي، سبع جنرالات في الجيش الأميركي يطالبون باستقالة رامسفيلد وليس وليد المعلم، أنا أقول هناك فرق بين المقاومة وبين الإرهاب الجاري في العراق، الإرهاب هو عندما يستهدف العنف الدم العراقي، كل قطرة الدم من الشعب العراقي هامة وعزيزة وغالية لسوريا أما المقاومة فهي شيء مشروع طالما هناك احتلال، هذه قاعدة تاريخية وعلى هذا الأساس زال الاستعمار وبقيت الشعوب.

أحمد منصور: معنى ذلك موقفكم هذا من المقاومة ينطبق على موقفكم من المقاومة في لبنان وفلسطين أيضا؟

وليد المعلم: هذا موقف مبدئي وشرعية الأمم المتحدة أجازت المقاومة ضد الاحتلال.

حقيقة الاتصالات السرية بين سوريا وإسرائيل

أحمد منصور: صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير نشر في الثامن من ديسمبر الماضي وكذلك صحف إسرائيلية أيضا أشارت فيه إلى أن سوريا تقوم بمفاوضات سرية مع إسرائيل سعيا للإفلات من ورطة الضغوط القائمة عليها بخصوص اغتيال الحريري، باعتبارك كنت أحد المسؤولين الرئيسيين في المفاوضات بين سوريا وإسرائيل في الفترة من العام 1991 إلى العام 1999، ما طبيعة هذه الاتصالات السرية بينكم وبين إسرائيل؟

وليد المعلم: أولا أؤكد لك وللأخوة المشاهدين أن سوريا لا تجري أية اتصالات سرية وهي ترفض مبدأ الاتصالات السرية أصلا في سياستها الخارجية.

أحمد منصور: ما المانع فيها؟

وليد المعلم: المانع أننا نريد أن نشارك شعبنا بتطورات بما يجري، لا توجد أي أقنية سرية بين سوريا وإسرائيل وعندما يشار عن ذلك إنما تهدف من وراءه إسرائيل الضغط على الجانب الفلسطيني، أنا أنفي ذلك جملة وتفصيلا، نحن جاهزون لاستئناف مفاوضات السلام العادل والشامل على كل المسارات السوري والفلسطيني واللبناني من أجل تحرير الأرض.

أحمد منصور: معنى ذلك أنك تؤكد أنه منذ العام 1999 وحتى اليوم لم تتم أية اتصالات بينكم وبين الإسرائيليين؟

وليد المعلم: أبدا، أؤكد ذلك وأنا مطلع.

أحمد منصور: رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قال إن مهمة حكومته التي يقوم بتشكيلها الآن الرئيسة هي وضع حدود لدولة إسرائيل التي أقيمت على أنقاض فلسطين في العام 1948 وليس لها حدود حتى الآن إسرائيل، ما هو موقفكم بشأن هذه الخطوة التي أعلنها أولمرت؟

وليد المعلم: أولا موقف سوريا واضح وتحدثنا عنه في القمة العربية، السيد الرئيس بشار الأسد أعلنه وجرى اتخاذ موقف من القمة العربية صدر بوضوح برفض القادة العرب للإجراءات أحادية الجانب التي تقوم بها إسرائيل.

أحمد منصور: إسرائيل لم تنتظر العرب مطلقا في أي شيء سعت إليه، دائما تفرض على العرب والعرب في النهاية يرضخون.

وليد المعلم: ممكن أنت تتحدث في مرحلة غطرسة القوة لدى إسرائيل..

أحمد منصور: لم تتوقف غطرسة إسرائيل إلى اليوم.

وليد المعلم: هذا نفسه قصير، لكن بالأمس مثلا جرى احتفال عيد الجلاء الذكرى الستين لعيد الجلاء في مدينة القنيطرة المحررة..

أحمد منصور: ما دلالة ذلك؟

وليد المعلم: هذه رسالة واضحة لكل سوري في قلبه وعقله يقول الجلاء ناقص طالما الجولان تحت الاحتلال..

أحمد منصور: لكن ماذا لو قامت إسرائيل في عملية تحديد حدودها بأخذ الجولان كله أو جزء منه؟

وليد المعلم: هي قامت عام الـ 1984 باتخاذ قرار في الكنيست بضم الجولان لكن مجلس الأمن أصدر قرارا يعتبر هذا الإجراء لاغيا وباطلا.

أحمد منصور: منذ متى يتم احترام قرارات مجلس الأمن بالنسبة لإسرائيل؟

وليد المعلم: هذا شيء نستطيع أن نسأل المجتمع الدولي عنه، هذه جزء من الازدواجية، لكن هذا لا يعني أن هذه القرارات ستموت.

أحمد منصور: هل أنتم مستعدون للحرب إذا قامت لإسرائيل بالإعلان رسميا عن ضم الجولان وإدخاله ضمن حدودها المزمعة وأنتم لم تطلقوا طلقة واحدة على إسرائيل منذ العام 1973.

"
عندما تخرق إسرائيل  الاتفاق وتقوم بضم الجولان هذا يعني أنها أعلنت الحرب على سوريا وعلى سوريا أن تتخذ الإجراءات الكفيلة بالدفاع عن حقوقها
"

وليد المعلم: هناك فارق بين احترام اتفاق تم التعاقد عليه وبين خرق هذا الاتفاق، عندما تخرق إسرائيل هذا الاتفاق وتقوم بضم الجولان هذا يعني أنها أعلنت الحرب على سوريا وعلى سوريا أن تتخذ الإجراءات الكفيلة بالدفاع عن حقوقها ونفسها ولذلك نحن نقول إن شعبنا يتوق لتحرير الجولان وسنبذل كل جهد لتحريره بكل الوسائل المتاحة.

أحمد منصور: حتى لو كانت الحرب؟

وليد المعلم: إذا فرضت علينا فلما لا؟

أحمد منصور: الرئيس بشار الأسد في 12 إبريل الجاري طلب من وزارات الدولة المختلفة التعاون والتنسيق مع وزارة الخارجية في محاولة كما يقول المراقبون لإظهار الدولة بصورة واحدة ومنسجمة في ظل الضغوط الخارجية التي تتعرض لها سوريا لاسيما فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ما هي أبعاد هذه الخطوة؟ وما هي طبيعية التعاون الذي يجب أن يقوم به الآخرون لاسيما وزارة الداخلية معك؟

وليد المعلم: أولا السيد الرئيس بدأ تقليدا هاما بالنسبة للإصلاح الإداري في سوريا برمته بأن بدأ يترأس بنفسه مجلس الوزراء ويحاسب كل وزير على برنامجه الإصلاحي والخطوات الذي يريد اتخاذها وأن يقيم تنسيقا بين وزارت الدولة ككل وليس فقط بين الخارجية ووزارات الدولة، الخارجية هي حسب الدستور السوري من ينفذ سياسية البلد الخارجية وهي الجسر الذي يربط سوريا بالعالم.

أحمد منصور: لكن الوضع الداخلي أما ينعكس عليكم؟

وليد المعلم: بدون شك، نحن كلما أصبح الوضع الداخلي والحمد لله أنا أقول بسبب هذه الضغوط اليوم نتمتع بوضع داخلي متين جدا.

أحمد منصور: هذا ما تقولونه، لكن الآخرين يقولون كلام آخر.

وليد المعلم: ممكن، هذه وجهات نظر ونحن نعيش في هذا البلد ونعرف نبض الشارع.

أحمد منصور: نبض الشارع يعني ربما له مآخذ كثيرة على النظام لن أتطرق لها الآن لأني لست معنيا معك في الوضع الداخلي.. أنت وزير الخارجية ولكن فيما يتعلق بعملك أنت كوزير للخارجية والضغوط التي تمارس على سوريا خارجيا من منظمات حقوق الإنسان الدولية والعربية حول الانتهاكات التي تتم لحقوق الإنسان السوري إلى اليوم.. اعتقالات، محاكمات عسكرية للناس، ملفات قديمة لم تغلق حتى اليوم، انتقادات لما يقوم به النظام، تأثير هذا عليكم أنتم في وزارة الخارجية؟

 وليد المعلم: أولا أن أنا أتطرق لموضوع حقوق الإنسان، كدارسة مقارنة دائما لا يوجد بلد مثالي في حقوق الإنسان..

أحمد منصور: لكن هناك حد أدنى من احترام حقوق الإنسان.

وليد المعلم: هو موجود، ثانيا أنا أقارن ما هو الوضع الآن لما كان قائما قبل سنوات، أنا أعتقد وبدراسة أكيدة أن الوضع لحقوق الإنسان اليوم أفضل بكثير، هناك خلاف في وجهات النظر بين بعض المفكرين لكن هذا لا يعني أن هذا ليس إجراء صحي.

أحمد منصور: هل من يخالف يعتقل ويحاكم محاكمة عسكرية؟

وليد المعلم: لا.

أحمد منصور: هناك محاكمات عسكرية قائمة..

وليد المعلم: لا ما يجري من محاكمات هم مخالفة القانون، من يخالف القانون في شرائع العالم..

أحمد منصور: من ينتقد النظام هنا يخالف القانون.

وليد المعلم: لا هذا غير صحيح، هناك من يقوم مثلا بتنظيم غير مرخص به، بتجمع غير مرخص به.

أحمد منصور: الدنيا اتفتحت يا معالي الوزير، ما عدش فيه حد بيأخذ رخص.

وليد المعلم: لا.

أحمد منصور: الناس بتعمل تلفزيونات وقنوات وإذاعات وبتتكلم زي ما هي عايزه.

وليد المعلم: بدون رخصة؟

أحمد منصور: ما حدش بينتظر أخذ رخصة.

وليد المعلم: أستغرب، هل الجزيرة..

أحمد منصور: لأن حرية الكلام..

وليد المعلم: هل تلفزيون الجزيرة بدون رخصة؟

أحمد منصور: الجزيرة شيء آخر.

وليد المعلم: لا لماذا شيء آخر؟

أحمد منصور: لأن الدولة فتحته، لست الآن في..

وليد المعلم: طالما توجد دولة يوجد قانون والناس عليهم..

أحمد منصور: أنتم تضعون عقبات كبيرة أمام الناس في أن يعني يتحركوا وأن يتكلموا، ما هو المانع أن يلتقي بضع أفراد في مكان ويتحدثوا؟

وليد المعلم: أنا تحدثت مع بضعة أفراد ولم يحدث شيء وعبروا عن آرائهم وهم أحرار في التعبير وهم أحرار في الشارع الآن ويكتبون في الصحافة.

أحمد منصور: هناك ناس معتقلون كثيرون، هيثم المالح معارض مستقل يعيش في سوريا نقلت عنه وكالة رويترز في تقرير نشر يوم الجمعة الماضي أن سوريا تعيش حالة احتقان داخلي وأن عملية مصالحة على غرار تلك التي جرت في جنوب أفريقيا أو المغرب تقوم على طي صفحة الماضي وتقديم تعويضات للآلاف من الذين قتلوا أو سجنوا في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد يمكن أن تشكل خطوة في تقوية الجبهة الداخلية السورية وإنهاء حالة الاحتقان التي تعيشها البلاد، هل لدى الحكومة أي استعداد لعمل هذه المصالحة الداخلية؟

وليد المعلم: أولا نحن لا نحتاج إلى مصالحة وطنية.

أحمد منصور: لماذا؟

وليد المعلم: لسبب بسيط جدا، لا يوجد انقسام وطني، السبب بسيط جدا، توجد بضعة أفراد لديهم أراء معينة ونحن نحترمها.

أحمد منصور: بضعة أفراد؟

وليد المعلم: بضعة أفراد، عشرات ليس أكثر.

أحمد منصور: لا يا معالي الوزير.

وليد المعلم: لا اسمح لي، أنا سوري وأعرف سوريا.

أحمد منصور: المعارضة في سوريا مختلفة تماما.

وليد المعلم: لا أنت ممكن تشوف واحد واتنين ويعملوا لك شغلة كبيرة..

أحمد منصور: لديكم معارضة قائمة يقودها الأخوان المسلمين منذ الثمانينات إلى اليوم، لديكم معارضة داخلية الآن بتزداد يوما بعد يوم داخل الشارع السوري.

وليد المعلم: لا أنت مخطئ.

أحمد منصور: أنا أمشي في الشوارع وأسمع من الناس يتكلمون.

وليد المعلم: وأنا امشي في الشوارع وأسير كل يوم، أريد أن أقول لك وجود وجهات نظر هذا شيء صحي أما أن تقول هناك انقسام في الشارع السوري، انقسام في المجتمع السوري فأنا أؤكد لك هذا غير صحيح على الإطلاق، ما يجري هو تبادل وجهات..

أحمد منصور: ليس لديكم معارضة؟ كل الدنيا فيها معارضة.

وليد المعلم: أنا أقول هذه المعارضة الموجودة في سوريا هي معارضة وطنية ولها وجهات نظر وأنا لدي..

أحمد منصور: والتي توجد خارج سوريا؟

وليد المعلم: يعتمد هل تتعامل مع جهة خارجية أم لا؟ هذا يعتمد.. إذا كانت تتعامل مع جهات خارجية وتلقي دعما خارجيا.. التصنيف الدولي لهؤلاء معروف.

أحمد منصور: الذين كانوا يتلقون دعما خارجيا يحكمون العراق الآن.

وليد المعلم: لا أستطيع أن أقول جمعيهم.

أحمد منصور: في خطابه أمام مؤتمر الأحزاب العربية اللي عقد في دمشق في 4 مارس الماضي حضره 110 حزب بينها أحزاب تنتمي للإخوان المسلمين الذين تجرمون الانتماء لهم في سوريا مثل جبهة العمل الإسلامي في الأردن، حركة حماس في فلسطين، حركة مجتمع السلم في الجزائر، علاوة على حزب البعث في العراق الذي يجرمه النظام القائم الحالي، الرئيس بشار الأسد تحدث عما يشبه المصالحة بين القوميين والإسلاميين، هل هذه مقدمة للاعتراف بأخطاء التيار القومي العلماني الذي حكم معظم الدول العربية خلال الفترة الماضية وسعي للمصالحة بينه وبين التيار الإسلامي؟

وليد المعلم: أولا دعني أقرأ لك ما قاله الرئيس الأسد في هذا الاجتماع لتصحيح السؤال على الأقل.

أحمد منصور: السؤال صحيح المهم الإجابة.

وليد المعلم: لا لا، قال السيد الرئيس أؤكد إن هذا المشروع القومي لا يمكن أن ينهض إن لم يكن هناك ترابط بين العروبة والإسلام وكلنا نعرف كيف مررنا بمراحل من الصدام بين التيار القومي والتيار الإسلامي تحت عناوين سخيفة لا قيمة لها، أنا ما أريد أن أقوله أولا وأنت سرت بالشوارع وحضرت عيد الفصح في دمشق..

أحمد منصور: وحضرت المولد النبوي أيضا.

وليد المعلم: وحضرت المولد النبوي، سوريا مثال يحتذى به من التعايش ودعني أروي لك..

أحمد منصور: لكن ليس فضلا للنظام في ذلك، هذا أمر تاريخي في سوريا.

وليد المعلم: لكن النظام حرص عليه ورسخه وعززه..

أحمد منصور: الآن لاحظت شيء مهم..

وليد المعلم: وعززه.

أحمد منصور: لاحظت شيء مهم.

وليد المعلم: معلش دعني أكمل.

أحمد منصور: تفضل.

وليد المعلم: نحن دائما نروي قصة تاريخية لها مغزى هام هي قصة معركة اليرموك، في معركة اليرموك في فتح الشام الجيش الإسلامي انضم إليه جبلة بن الأيهم أمير الغساسنة وهم مسيحيون وكانوا كتيبة متقدمة في الجيش الروماني، وقف جبلة بن الأيهم وطرح على قومه سؤال أنحارب قومنا أم نحارب مع ديننا؟ ففضل الوقوف إلى جانب قوم العرب، إذا العروبة هي وعاء هام جدا أبرز شيء فيه هو التعايش، ثانيا عندما نقول العروبة والإسلام أنا لا أقصد التنظيمات السياسية.. أقصد الفكر الإسلامي النير، الفكر الإسلامي الوسطي، اقصد أن لا يمكن للعروبة أن تكون بدون الإسلام وبدون التعايش، هذه روح الإسلام الذي يعترف بالديانات الأخرى ويحترمها وأنا أقول بالتعايش.. لماذا أقول به اليوم؟ لأنه حاجة لكل المجتمع العربي، أقول يجب أن نقرأ الإسلام جيدا إذا كنا عربا يجب أن نقرأ العروبة جيدا إذا كنا مسلمين.

أحمد منصور: اسمح لي بسؤال مهم في هذا الإطار، هل معنى ذلك إنكم تريدون إسلاما، إذا كنتم ترفضون الحركات الإسلامية المسيسة، تريدون إسلاما بمفاهيم البعث؟ هل ما يحدث الآن في سوريا من فتح المساجد، السماح للناس بالصلوات في الثكنات العسكرية..

وليد المعلم: هل المساجد هي مقرات للبعث؟

أحمد منصور: لا هذه قرارات جديدة كله.

وليد المعلم: المساجد بيوت الله.

أحمد منصور: زعماء البعث كلهم كانوا في المسجد مع الرئيس في المولد النبوي جميعا.

وليد المعلم: هذا دائما يحدث.

أحمد منصور: خلاص سيصبح البعث هو البعث الإسلامي؟ هل ستغيرون الاتجاه من العلمانية إلى الإسلام؟

وليد المعلم: لا العلمانية شيء.. العلمانية هي نهج في الحكم، أنا أتحدث عن العروبة والإسلام، العروبة هي البوتقة الواسعة والإسلام هي الروح الذي يبني المجتمع ويعزز التلاحم والترابط فيه على قاعدة التعايش والتسامح الديني، هذه المجتمعات في منطقتنا فيها تنوع، أيام اليقظة القومية حصلت أخطاء.. التيار القومي أدار ظهره للتيار الإسلامي والتيار الإسلامي أدار ظهره للتيار القومي، اليوم الأميركيون يخططون لصدام بين التيار القوي والتيار الإسلامي، ردنا وهذا عود إلى الجذور أن هذه المنطقة هي منطقة العروبة والإسلام ونتحدث عن وعاء الأمة العربية نحن، في شمال أفريقيا يعتبرون المسلم عربي ولذلك هذه فكرة.. أنا أدعو من خلال هذه المقابلة المفكرين العرب والمسلمين بأن يبحثوا بها.

أحمد منصور: سؤالي الأخير أهم التحديات التي ترى سوريا تواجهها في هذه المرحلة؟

وليد المعلم: أنا أرى أن التحديات أولا التحرير والأرض المحتلة، ثانيا الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، ثالثا التضامن العربي في افضل حلله والوقوف والحول دون تقسيم العراق.

أحمد منصور: معالي الوزير وليد المعلم وزير الخارجية السوري أشكرك شكرا جزيلا على ما تفضلت به كما أشركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، حلقة الأسبوع القادم أقدمها لكم أيضا من العاصمة السورية دمشق، إن شاء الله ضيفنا أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في الختام أنقل لكم تحيات فريقي البرنامج من دمشق والدوحة وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من دمشق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: الجزيرة