
الإستراتيجية الأميركية في أفريقيا
– الفكر الغربي الاستعماري للواقع الأفريقي
– غياب الدور العربي وسيناريوهات تفكيك السودان
– تهديد العمق الإستراتيجي العربي والدور الإسرائيلي
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحييكم على الهواء مباشرة وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود، لقد آن الأوان لكي يضع الأميركيون أفريقيا الجديدة على قائمة خريطتهم هذه الصيحة التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق بل كلينتون بعد زيارته التاريخية التي قام بها لعدة دول أفريقية خلال شهري مارس وإبريل من العام 1998 واستمرت اثني عشر يوما كان لها ما بعدها فقد قامت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت في أعقابها بزيارة لعدة دول أفريقية في أكتوبر من العام 1999 ثم قام الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش الابن بزيارة أخرى لعدة دول أفريقية في يوليو من العام 2003 ليتابع ما كان قد قام به كلينتون وقد انعكس الاهتمام الأميركي بأفريقيا خلال تلك الفترة على سياستها تجاه القارة بشكل عام وتجاه دول القرن الأفريقي والساحل الصحراوي بشكل خاص وطرح تساؤلات عديدة حول سر ذلك الاهتمام حيث يمكن أحد أكبر مخزونات النفط في العالم ولأن أميركا تكون حيث يكون النفط وحيث تكون مصالح إسرائيل فقد وضعت عينها على أفريقيا ووضعتها كما قال كلينتون على خريطتها بينما أكدت الدراسات إن الدول الواقعة في قلب أفريقيا والتي تمتد من السودان وحتى ساحل غينيا يمكن بها أحد أكبر مخزونات النفط في العالم ومن ثم فإن أميركا وضعت عينها عليها حتى تكون البديلة القادمة لنفط الخليج وبحر قزوين حيث التكلفة الأقل لسعر البرميل في أفريقيا وكذلك للدعم اللوجستي من المنظور الأميركي وقد ألقت التحركات الأميركية في القارة الأفريقية الضوء على سر التمركز الأميركي في الصومال بين عامي 1992 و1994 والتمركز العسكري الحالي في جيبوتي أمام سواحلها وأثارت تساؤلات كذلك حول التوترات المشتعلة الآن في شرق القارة لاسيما في السودان والصومال وإمكانية تفكيك هاتين الدولتين أو إخضاعهما للهيمنة الأميركية أو العالمية وفي هذه الحلقة نحاول فهم بعض آفاق الاستراتيجية الأميركية في أفريقيا بشكل عام والقرن الأفريقي بشكل خاص وخلفيات ما يحدث في السودان والصومال وعمليات التفكيك والتركيب للأنظمة والحكومات في تلك المنطقة وذلك في حوار مباشر مع الدكتور حمدي عبد الرحمن حسن ممثل الشرق الأوسط وأفريقيا لدى الشبكة السويدية لدراسات الصراع والسلام والتنمية وأستاذ وخبير الدراسات الأفريقية دكتور مرحبا بك..
حمدي عبد الرحمن حسن – أستاذ وخبير الدراسات الأفريقية: أهلا بك يا أستاذ أحمد أهلا..
الفكر الغربي الاستعماري للواقع الأفريقي
أحمد منصور: بداية ما هو القرن الأفريقي وما هي أهميته الاستراتيجية؟
حمدي عبد الرحمن حسن: الحقيقة يعني لو تسمح لي بداية أن أشير إلى مقدمة أعتقد أنها لازمة للفهم لأن غاية التحليل السياسي هي القدرة على الفهم وأعتقد إنه القضايا الأفريقية وكذلك قضايا القرن الأفريقي هي من أكثر الموضوعات صعوبة وإثارة للإشكاليات يعني أنا على المستوى الشخصي منذ أكثر من 25 عام أدرس وأبحث في الواقع الأفريقي لتحقيق هذه القدرة على الفهم..
أحمد منصور [مقاطعاً]: وتجد هذه الصعوبة؟
حمدي عبد الرحمن حسن: وتبين لي نعم هناك صعوبات كثيرة وما زلت أحاول أن أفهم هناك أمرين أساسيين الأول هو أن الصورة الأفريقية في الذهنية المعرفية والإعلامية الغربية مشوهة يعني هناك أنماط نمطية وصور ذهنية نمطية أفريقيا هي الجهل هي المجاعات هي الحروب الأهلية هي إلى آخره الأمر الثاني يرتبط بالنموذج المعرفي السائد في فهم قضايا أفريقيا وهو يرتبط بالمنظومة المعرفية الغربية التي تتمركز حول الذات الأوروبية في كتاب مشهور جدا وضعه عالم أميركي من أصول أفريقية اسمه اختراع أفريقي فلنتين مودمبا سنة 1988 ويتحدث فيه عن أخطاء هذا الفهم الغربي المعرفي الغربي للواقع الأفريقي..
أحمد منصور: هل هي أخطاء أم صورة نمطية وذهنية مقصودة من الغرب؟
حمدي عبد الرحمن حسن: هي طبعا لما تأتي تتكلم عن نموذج معرفي يرى أنه يؤمن بالشكل الاستعلاء الغربي وينظر للآخر من منظور دوني هو هذه النتائج المشوهة للواقع أعتقد أشير إلى دراسة ثانية قام بها العالم الكيني الأشهر علي مزروعي تحكي قصة مساهمة أفريقيا في تطور وتنمية الحضارة الغربية أي إذاً لم تكن علاقة تكافؤ إنما هي علاقة نهب واستغلال للثروات الأفريقية الدراسة الثالثة للمؤرخ..
أحمد منصور: أنت طالما ذكرت علي مزروعي لابد أن يشاد بهذا الرجل لأنه قام بجهد علمي ضخم في عملية التواصل والتفهيم بالنسبة لأفريقيا وما يقوم به الغرب تجاهها..
حمدي عبد الرحمن حسن: طبعا وله إسهاماته أيضا في الحوار العربي الأفريقي وفكرة مفهوم الأفروبيا اللي هي التجمع العربي الأفريقي لكن هناك عبد الرحمن الجبرتي.. عبد الرحمن الجبرتي نشر وثيقة من أيام منذ أكثر من مائتين سنة حينما جاء نابليون بونابرت إلى الإسكندرية وطبع زي كتيب ووزعه على المصريين اللغة التي وردت في خطاب بونابرت هي لا تختلف كثيرا عن اللغة والخطاب السياسي الصادر عن الإدارة الأميركية في غزوها للعراق الأخير إذاً كأن اللغة واحدة والمخططات واحدة منذ القديم وبالتالي لما تكلم عن صوغ أفريقيا وصوغ العالم اللاغربي وتشكيله من منظور غربي هذه ليست جديدة كان آخر محاولتها هي ما صدر في الأدبيات الأميركية سنة 1995 والذي له علاقة بحلقتنا اليوم حول مفهوم القرن الأفريقي الكبير إذا انتقلت إلى السؤال حضرتك حول القرن الأفريقي.. القرن الأفريقي من الناحية الجغرافية غير القرن الأفريقي من الناحية الجيو استراتيجية والسياسية هو جغرافيا عبارة عن النتوء اللي لو..
أحمد منصور: أنا أعدت الخريطة..
حمدي عبد الرحمن حسن: آه لو يحطوا لي الخريطة اللي ظاهر في الماء ويقسم الماء إلى قسمين شمالي منه هو البحر الأحمر والجنوبي هو المحيط الهندي وهو يضم الصومال وجيبوتي وإثيوبيا وإريتريا لكن جيو استراتيجيا يضم كينيا ويضم السودان وحتى أن فيه البعض يتحدث عن دول جنوب شبه الجزيرة العربية بما فيها اليمن والسعودية ودول الخليج العربي تأثيرا وتأثرا..
أحمد منصور: أنا رتبت لهذه الأبعاد لأنه هناك القرن الأفريقي وهذه خريطته والخريطة التالية هي القرن الأفريقي الكبير أو الأكبر الذي يضم السودان وكينيا فأيضا بعض الدول العربية..
حمدي عبد الرحمن حسن: خلينا أتكلم لو في إطار هذه الخريطة عن الأهمية أهميته أولا يعني على ممرات التجارة العالمية البحر الأحمر مضيق البحر الأحمر المحيط الهندي فهذه مسألة في الاستراتيجية العالمية تعطيه أهمية كبيرة ثانيا قربه من الخليج العربي منطقة النفط اللي في الخليج العربي ثالثا وهو الأهم وهذه مسألة لا يذكرها كثير من الباحثين والمتخصصين إنه ذو كثافة سكانية إسلامية يعني مثلا الصومال وجيبوتي كل السكان مسلمين الأوروما والجالا اللي موجودين في إثيوبيا مسلمين العفر في شرق السودان وفي إريتريا مسلمين المقاطعة الشمالية المعروفة باسم نفت في كينيا مسلمين إذاً هو سيدخل كده يعتبر مهم في الاستراتيجية الأميركية بعد ذلك في مكافحة الإرهاب أو ما يسمى بالإسلام السياسي لكن المتغير..
أحمد منصور: كما أنه يعطي عمق استراتيجي أيضا للعالم الإسلامي؟
حمدي عبد الرحمن حسن: للعالم الإسلامي وده اللي يخلي..
أحمد منصور: ده في حالة إن العالم الإسلامي يبقى فيه حاجة اسمها عالم إسلامي؟
" في سنة 1997 وقف المؤرخ الإسرائيلي في جامعة أديس أبابا ليقول الآن لم تعد منطقة الشرق الأوسط إسلامية بفضل وجود إسرائيل في قلب المنطقة " |
حمدي عبد الرحمن حسن: اللي يخلي أميركا طبعا وإسرائيل مهتمة بوجودها في هذه المنطقة يعني أنا بس أقول مثال سريع جدا سنة 1997 وقف مؤرخ إسرائيلي مشهور في جامعة أديس أبابا يقول الآن لم تعد منطقة الشرق الأوسط إسلامية ولم تعد القاهرة إسلامية بفضل وجود إسرائيل في قلب المنطقة وبفضل وجود إثيوبيا بعلاقتها المسيحية وبفضل وجود إريتريا بانتماءاتها غير العربية إذاً ده يفسر لي كثير ليه أميركا موجودة؟ وليه إسرائيل موجودة في هذه المنطقة؟ يعني طبعا النفط والمواد المعدنية أضفت بعد جديد للصراع الدولي وللوجود الأميركي الجديد في المنطقة هذه بالاختصار يعني..
أحمد منصور: قبل أن أذهب إلى قضية النفط هذه المنطقة تعيش حالة من عدم الاستقرار ومن الحروب بشكل شبه دائم يعني منذ أن تم إنهاء وجود سيد بري في الصومال دخول القوات الأميركية وخروجها بعد هزيمتها أو بعد تلقيها مقتل أكثر من 18 من جنودها في عملية الصقر الأسود كما وصفت في نهاية العام 1993 واضطرارهم الخروج في 1994 السودان الآن يجزأ السودان الأول كانت مشكلة الجنوب الآن أصبحت مشكلة الشرق والغرب فأصبح السودان يعني يرتب للصراع بين إريتريا وإثيوبيا 1998 2000 الآن رئيس الوزراء الصومالي أعلن أمس إن الحرب الإقليمية أصبحت لا مناص منها في المنطقة هذه الحروب هل هي نتاج طبيعي أم أنها تصنع؟
حمدي عبد الرحمن حسن: الحقيقة فيه ثلاثة مداخل مهمة لفهم هذه الصراعات والإشكالات اللي موجودة في القرن الأفريقي المدخل الأول وهو مدخل التفتيت الاستعماري منذ مؤتمر برلين 1884 1885 اللي تم فيه تقسيم مش بس القرن الأفريقي وإنما تقسيم القارة الأفريقية بشكل عام وفقا للمصالح الأوروبية والقوى الاستعمارية في ذلك الوقت هذا خلق كيانات سياسية مصطنعة فمعظم الدول الأفريقية مصطنعة فأدى إلى تجميع كيانات ممزقة في إطار كيان اصطناعي جديد ثم تمزيق كيانات موحدة مثل الحالة الصومالية يعني الصومال من النماذج المتجانسة الوحيدة أو يعني اللي هي..
أحمد منصور: القليلة..
حمدي عبد الرحمن حسن: ليست شائعة في القارة الأفريقية ومع ذلك تم تقسيمها بين كينيا وإثيوبيا وجيبوتي والصومال يعني حتى أنه بعد الاستقلال..
أحمد منصور: كانت كل هذه الدول كانت الصومال..
حمدي عبد الرحمن حسن: كانت تسمى الصومال الكبير ومتجانس يعني حكاية الانقسامات العرقية..
أحمد منصور: يعني لو شاهدنا الخريطة الآن تعطينا الصورة كيف كانت الصومال قبل هذا المؤتمر وقبل أن يقسمها الغرب يعني كينيا؟
حمدي عبد الرحمن حسن: آه يعني مثلا جيبوتي كانت جزء من الصومال اللي موجود على الخريطة حاليا هو الصومال الإيطالي والصومال البريطاني اللي هم استقلوا مع بعض وشكلوا جمهورية الصومال لكن فيه عندي جزء آخر اللي هو يمثل إقليم الأوغادين اللي موجود في إثيوبيا والمقاطعة الشمالية في كينيا إذاً كأنه كان عندي خمس مناطق ولذلك العلم الصومالي بعد الاستقلال بعد سنة 1960 كان فيه خمس نجوم إشارة إلى هذه المناطق المقتطعة فيعني هذه إذاً المدخل الأول لفهم كثير من الصراعات فظهر عندي أنه الطموحات الوطنية الصومالية التي تسعى إلى استعادة وحدتها في المقابل عندي إثيوبيا دولة إمبراطورية قامت على التوسع ووجود ثقافات وقوميات مختلفة إذا سمحت باستقلال الأوغادين معناها أنها تسمح للقوميات والعرقيات الأخرى بالانفصال فتنهار الدولة إذا حدث تعارض يعني طبيعي بين مفهومين للدولة الدولة الصومالية من جهة والدولة الإثيوبية من جهة أخرى هذا هو المدخل الأول لفهم هذا الصراع المدخل الثاني هو فشل مشروع الدولة الوطنية في القرن الأفريقي ولا أقول في القرن الأفريقي فقط وإنما في القارة الأفريقية بشكل عام..
أحمد منصور: والسبب؟
حمدي عبد الرحمن حسن: بسبب أنه السياسات التي وضعت لتحقيق التكامل الوطني وبناء مفهوم للمواطنة الصحيحة فشلت بسبب الفساد السياسي بسبب استبداد نظام الحكم فده أدى إلى أنه مثلا النظام حينما سقط النظام سقطت الدولة ده حصل حتى مع إثيوبيا فالنظام كان يبقى يعني مقلوب على رأسه لأنه نظام شخصي هذا المدخل الثاني إذاً فيه مسؤولية للزعامات الوطنية عن تحمل جزء من الفشل الذي حدث في بناء الدولة الوطنية الحديثة المدخل الثالث وهو الصراع والتنافس الدولي يعني هناك مصالح إقليمية ومصالح دولية لا يمكن أن نفهم ما يحدث في الصومال تحديدا دون العودة إلى التحالفات مش بس الدولية وإنما التحالفات الإقليمية اللي موجودة في المنطقة أعتقد..
أحمد منصور: ما طبيعة التحالفات الإقليمية الموجودة؟
حمدي عبد الرحمن حسن: التحالفات كل دول لها مصالح يعني مثلا ستجد اختلاف في الاختلاف الأيديولوجي والمصلحي الآن بين إثيوبيا وبين إريتريا هو الذي دفع كل من الدولتين أن تتبنى خيارات معينة لحل المشكلة الصومالية أنه عندي تحالف الآن أنشئ ما يسمى دول تجمع صنعاء مثلا اللي هو يدخل لك جنوب شبه الجزيرة العربية..
أحمد منصور: اليمن..
حمدي عبد الرحمن حسن: اليمن تحديدا مع السودان وإثيوبيا لمواجهة إريتريا هذه التحالفات تحالفات طبعا مصر السعودية الدول العربية لها دور الغرب..
أحمد منصور: سآتي لها تحديدا ولكن حتى نسير في إطار الفهم لهذه القضية المعقدة التي يعني ليس من السهل أن تفهم الاهتمام الأميركي يلاحظ أنه ازداد بالصومال خلال الخمسة عشرة عاما الماضية بشكل كبير تحديدا بعد سقوط سياد بري قام كلينتون بزيارة أنا أشرت لها في 1998 استمرت 12 يوم للمنطقة قامت أولبرايت بزيارة قام بوش بزيارة اهتمام بأفريقيا بشكل عام ما هي الملفات الأساسية لدى أميركا في أفريقيا والقرن الأفريقي بشكل خاص؟
حمدي عبد الرحمن حسن: الحقيقة يعني لو أشرت إلى الأدبيات الأميركية نفسها فيه دراسة صدرت عن مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة في العام الفائت سنة 2005 اللي هي تتحدث ما وراء التدخل الإنساني نحو بناء استراتيجية أميركية في أفريقيا أكدت على أنه محور الاهتمام الأميركي الجديد بالقارة الأفريقية على أمرين مهمين..
أحمد منصور: ما هما؟
حمدي عبد الرحمن حسن: الأمر الأول هو ما يسمى بالحرب على الإرهاب لأنه سنرى الآن مغزى هذا الكلام والأمر الثاني هو النفط لأن وفقا أيضا لهذه الكتابات والتفكير الاستراتيجي الأميركي أن هناك هذه المنطقة اللي هي تمثل منطقة شرق أفريقيا بكثافتها الإسلامية الكبيرة اللي هي تمثل أرض خصبة لنمو حركات إسلامية ما يسمى في أميركا بالإسلام السياسي بالإضافة إلى دول الساحل ساحل الصحراء الأفريقية ووجود جماعات هي على قائمة أميركا الجماعات اللي هي الإرهابية..
أحمد منصور: الآن حتى يدرك الناس ما هي دول ساحل الصحراء أنا أيضا أعدت خريطة لها حتى تظهر ابتداء من السودان تشاد مالي.
حمدي عبد الرحمن حسن: السودان تشاد مالي النيجر لغاية موريتانيا اللي هو دول ساحل الصحراء وأعتقد أن دي أيضا..
أحمد منصور: هذه غنية بالنفط جدا وأيضا وجود المسلمين فيها وجود عالي..
حمدي عبد الرحمن حسن: لا هي في إطار محاصرة أفريقيا الإسلامية يعني أحد الأهداف في إطار ما يسمى بالحرب على الإرهاب هو أنه دي تمثل خط بين نفط السودان وتشاد ونفط خليج غينيا في غرب أفريقيا فده يعكس أيضا اهتمام مزدوجا من جانب الإدارة الأميركية أنهم أولا يبقى فيه وتأمين أنا يعني سهولة الوصول إلى مصادر النفط والغاز الطبيعي في هذه المناطق الثرية جدا والغنية وفي نفس الوقت محاصرة التيارات الإسلامية التي تسميها راديكالية أو ما يسمى بالإسلام السياسي إذاً..
أحمد منصور: بس معلومة مهمة هنا في إطار النفط أن أفريقيا تنتج الآن من النفط أربعة ملايين برميل في اليوم وهو ما يوازي إنتاج إيران وفنزويلا والمكسيك مجتمعة وهذه من أكبر الدول التي تنتج النفط خليج غينيا هذا يحتوي على احتياطي يبلغ مقداره أربعة وعشرين مليار برميل من النفط ما الذي يمثله ذلك بالنسبة للولايات المتحدة؟
حمدي عبد الرحمن حسن: هو الإحصاءات تشير أيضا إلى أنه احتياطي النفط في أفريقيا 8% من الاحتياطي العالمي وأنها تنتج حاليا 11% من الإنتاج العالمي وأن الإنتاج يتزايد في أفريقيا بـ6% سنويا ناهيك عن أنه ما فيش يعني اللي ممكن تبقى فيه اكتشافات كبيرة فأعتقد أنه هنا أجج الصراع الدولي حتى أن البعض يسمي الموجة الحالية من التنافس الدولي في أفريقيا باسم التكالب الاستعماري الجديد على القارة الأفريقية إشارة إلى أن هي التكالب الاستعماري الأول اللي انتهى بتقسيم أفريقيا في مؤتمر برلين السالف الإشارة إليه..
غياب الدور العربي وسيناريوهات تفكيك السودان
أحمد منصور: أنا أود أن أشير إلى نقطة هامة وهي يعني انصراف الإعلام العربي تقريبا عن تناول القضايا الأفريقية في الوقت الذي يوجد اهتمام كبير حتى في الإعلام الغربي بها نحن منشغلون كل قضايانا هي العراق وفلسطين وأفغانستان وعلى البوابة الخلفية ما يحدث في أفريقيا مذهل للغاية؟
حمدي عبد الرحمن حسن: أنا الحقيقة يعني أنا عندي أسى كبير جدا لأنه الجماعة العلمية اللي أصلا منصرفة عن الشأن الأفريقي وأنه ما فيش اهتمام..
أحمد منصور: حتى السياسيين وهذا ربما نتطرق له..
حمدي عبد الرحمن حسن: يعني خلينا نقول الأول يبقى عندك قاعدة علمية عربية زي ما كان عندنا مدرسة عربية للقضايا الأفريقية في الخمسينيات والستينيات وكان عندنا يعني رواد في هذا المجال لكن الآن بدأ الاهتمام يعني يذبل وما فيش اهتمام حتى إعلاميا بالقضايا الأفريقية..
أحمد منصور: طيب نعود للمحور المهم الآن وهو محور الترتيب للاستيلاء على الكعكة الأفريقية نحن مشغولون بالكعكة التي تؤكل الآن في العراق وننسى أن هناك نفس الدول هذه ترتب للكعكة الأفريقية بشكل كبير؟
حمدي عبد الرحمن حسن: فيه متغير الصين المتغير الصيني الصين طبعا كان لها منذ باندونغ ارتباطات أيديولوجية وسياسية بالقارة الأفريقية وكانت تقدم مساعدات لكن بعد 1993 1993 نقطة فارقة في تاريخ العلاقات الصينية الأفريقية..
أحمد منصور: بسبب؟
حمدي عبد الرحمن حسن: بسبب أنه أصبحت الصين ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية..
أحمد منصور: فلابد أن تبحث عن الأسواق الجديدة..
حمدي عبد الرحمن حسن: وبالتالي الأسواق الجديدة اللي أحسن لها هي أفريقيا وتحصل حاليا على ربع احتياجاتها النفطية من القارة الأفريقية..
أحمد منصور: هل هذا سبب اهتمام أيضا أفريقيا أنها عملت أسبوع لأفريقيا مؤخرا في الصين.. الرئيس السوداني؟
حمدي عبد الرحمن حسن: هو الآن شوف ميزة الصين في علاقتها مع أفريقيا كثير من الحكام الأفارقة قال لك التوجه شرقي ليه لأن التوجه غربا محفوف بالمشروطية والمتاعب الصين سهلة لا تضع أي يعني دلوقت أصبحت برغماتية عملية في علاقاتها الخارجية بدليل أدي لك مثال واحد إنه تشاد لها علاقات دبلوماسية مع الصين ولها علاقات دبلوماسية مع تايوان فلم تعد تهتم بقضية الصين الواحدة وتعمل فده يعكس لك برغماتية السياسة الصينية وده اللي يمثل هلع وخوف لدى الغرب..
أحمد منصور: يعني إحنا يعني لو أردنا أن نتفهم قضية بداية الصراع بين الصين والولايات المتحدة أو الصين والغرب هل يمكن أن نعتبر ما يحدث في أفريقيا بين الطرفين لا سيما في السودان الآن باعتبار إن الصين هي الدولة التي تلعب الدور الرئيسي في استخراج النفط السوداني هو بداية لصراع ما بين هذه الأقطاب بشكل مبكر؟
حمدي عبد الرحمن حسن: يا أخي شوف شركة الصين الوطنية هي المستثمر الأول في نفط السودان والسودان تصدر 64% من صادراتها النفطية إلى الصين فلك لأنه طبعا في منتصف التسعينات..
أحمد منصور: هل هذا هو الذي يجعل السودان الآن على المحور الغربي يعني دائما يحدث للمسلمين مجاعات وحروب وأشياء لم نر الغرب يتحرك على الإطلاق الآن يتحرك من أجل دارفور ومن أجل شرق السودان وقبل ذلك كان يتحرك من أجل الجنوب هل كل ذلك من أجل النفط؟
" في سنة 1994 قتل حوالي نصف مليون شخص في عملية تطهير عرقي في رواندا ولم تتدخل أميركا، لكن الوضع يتغير مع دارفور " |
حمدي عبد الرحمن حسن: طبعا إحنا في عالم المصالح قضية التدخل الإنساني والأغراض الإنسانية والأخلاقية دي مسألة ثانية بدليل إنه سنة 1994 نصف مليون واحد قتلوا في عملية تطهير عرقي في رواندا ولم تدخل الولايات المتحدة الأميركية ولم نسمع شيء هذا لم يحدث في دارفور ورغم ذلك أدي لك مثال واحد إنه سنة 1996 لغاية 2006 صدر خمسين قرار وتقرير من مجلس الأمن ومن الأمين العام بشأن السودان وكان آخرها القرار 1706 اللي هو يبشر أو يسمح بتدخل أممي في دارفور بقوات مقدارها 18 ألف جندي استنادا إلى الفصل السابع من الميثاق وهذه مسألة خطيرة بما يعني حق هذه القوات في استخدام القوة العسكرية.
أحمد منصور: طيب في ظل هذه الصورة كثير من الناس لم يفهموا سر ما يحدث في دارفور الآن سر ما يحدث في شرق السودان ما حدث في جنوب السودان وكأن جنوب السودان الآن في طريقه إلى الانفصال بل وشرق السودان وغربه سيناريوهات التفكيك والتركيب بالنسبة للسودان ما هي؟ أسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار مع الدكتور حمدي عبد الرحمن حسن فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود في هذه الحلقة التي نتناول فيها مع الدكتور حمدي عبد الرحمن حسن ممثل الشرق الأوسط وأفريقيا في الشبكة السويدية لدراسات الصراع والسلام والتنمية وأستاذ وخبير الدراسات الأفريقية ما يحدث في شرق القارة وقرنها من عمليات تفكيك وتركيب وأخطر ما يحدث هو ما يحدث الآن في الصومال والسودان وتأثيرها على دول المنطقة ماذا يحدث في دارفور؟
حمدي عبد الرحمن حسن: دارفور طبعا هذه قضية معضلة وتمثل إشكالية الفهم الذي تحدثنا عنه يعني الصراع في دارفور ليس حديثا من حيث مسبباته الحقيقية لأنه هو قضية شح في الموارد واختلاف في نمط الحياة بين قبائل رعوية هي في غالبيتها من القبائل ذات الأصول العربية وقبائل يعني مستقرة زراعية وهي ذات أصول أفريقية وهذا كان يحدث مناوشات تقليدية وفي مجالس وأحكار ومجالس تحكيم لكن ما الذي أثار النزاع فجأة منذ 2003؟ أعتقد إنه هنا الحرب في الجنوب السوداني ألقت بظلالها على الأرض بسبب اختلافات التوجهات السياسية بين الفصائل المتحاربة وحتى في إطار الجماعة الحاكمة في شمال السودان لا ننسى هنا إنه اختلاف فصيلي الحركة الإسلامية أسهم أيضا بظلاله على الأزمة في غرب السودان أو في إقليم دارفور هذا متغير مهم المتغير الثاني إنه في غياب الدولة ظهرت حركات وميليشيات تقوم بعملية الحفاظ على النظام والقانون بنفسها وده الدولة لأنها كانت منشغلة بحربها في جنوب السودان ثانيا معظم أو عدد كبير من الجيش السوداني من الدارفوريين فلا يصح إنك توضع هذه الكتائب في إقليم دارفور نفسه فهنا تنظيم هذه الميليشيات أسهم في إنه الأمور تخرج عن الإطار ومن ذلك مثلا ميليشيا الغنغويد وبعض القبائل..
أحمد منصور [مقاطعاً]: حتى لا أغرق في المشكلة نفسها أنا الآن في البعد.. بعد التفكيك والتركيب وإصرار المجتمع الدولي على إرسال قوات إلى هناك ورفض الحكومة السودانية بشدة هذا الأمر؟
حمدي عبد الرحمن حسن: سأقول لحضرتك كمان المتغير الثالث اللي يفسر لي اللي يحصل هو الصراع الدولي ليه؟ لأن زي ما ذكرنا إن الصين دخلت بقوة في استغلال نفط السودان وثرواته السودان مش نفط بس وغاز طبيعي وإنما فيه ذهب وفضة ونحاس وفيه 120 مليون فدان قابلة للزراعة لا يزرع منها إلا 16 مليون بس السودان ثروة كبيرة جدا طبيعية للعالم العربي والإسلامي وده اللي يعكس إنه الغرب بدأ يهتم والولايات المتحدة الأميركية بغرب السودان لأنه أولا للثروات والنفطية اللي موجودة فيه وبالتالي يبقى له النصيب من الكعكة زي ما حضرتك قلت الأمر الثاني..
أحمد منصور: حتى الثروة الحيوانية هائلة في غرب السودان.
حمدي عبد الرحمن حسن: في السودان وبالتالي مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في السودان أيضا حماية مصادر النفط في كل من بورسودان وشرق أفريقيا وفي خليج غينيا اللي هي الهدف الاستراتيجي المقبل للولايات المتحدة لو جئنا بقى نتكلم عن سيناريوهات التفكيك هنا في إطار ما يسمى بالقرن الأفريقي الكبير الذي بشرت به الإدارة الأميركية منذ 1995 حينما وضع في الأدبيات الأميركية..
أحمد منصور: نضع صورة الخريطة حتى يفهم الناس أبعاد الشرق أو القرن الأفريقي الكبير نعم..
حمدي عبد الرحمن حسن: تم تطويره بعد ذلك ليتوازى مع مفهوم الشرق الأوسط الكبير..
أحمد منصور: هذا السؤال مهم عندي هنا من المشاهد مصطفى خليل عن علاقة الشرق الأوسط الكبير الذي طرحته العلاقة الأميركية بما يجري في أفريقيا الآن؟
حمدي عبد الرحمن حسن: أيوة لأنه الشرق يعني الشرق الأوسط الكبير ممكن يدخل في الأجزاء العربية في شمال أفريقيا بما فيها شمال السودان وبالتالي اعترف بجنوب السودان المستقل إنه جزء من الشرق الأوسط الكبير.. أنا آسف جزء من القرن الأفريقي الكبير حتى مادلين أولبرايت في الزيارة التي أشرت إليها عملت زيارتين الحقيقة واحدة سنة يعني قبل زيارة الرئيس كلينتون 1997 والثانية سنة 1999 التقت بجون غرانغ الراحل جون غرانغ اللي كان قائد فصيل التمرد في جنوب السودان وكان ينظر إليه على إنه من القادة الجدد في القارة الأفريقية وفي القرن الأفريقي الذين يمكن الاعتماد عليهم إذا ستدخل جنوب أفريقيا ويمكن في إطار أيضا..
أحمد منصور: جنوب السودان تقصد؟
حمدي عبد الرحمن حسن: جنوب السودان أنا آسف..
أحمد منصور: في القرن الأفريقي..
حمدي عبد الرحمن حسن: في القرن الأفريقي الكبير..
أحمد منصور: وتدخل شمال السودان في الشرق الأوسط الكبير..
حمدي عبد الرحمن حسن: بعد ما يمكن أيضا أن يستقل شرق السودان وغرب السودان اللي هو دارفور لأنه في..
أحمد منصور: يعني الآن كل القرارات اللي صدرت من مجلس الأمن وكما قلت أنت خلال عشر سنوات أو إحدى عشر عاما أكثر من خمسين قرار متعلقة بالسودان لتصل في النهاية إلى أن يتم تفكيك السودان إلى أربع دويلات..
حمدي عبد الرحمن حسن: ده في مقولة..
أحمد منصور: منها واحدة على الطريق اللي هي الجنوب..
حمدي عبد الرحمن حسن: يعني سأقول لحضرتك حاجة ظهر في الأدبيات الأميركية ما يسمى بالفوضى الخلاقة يعني إحداث خلخلة للنظم القائمة في هذه المناطق مما يؤدي إلى خلق أوضاع جديدة مواتية للولايات المتحدة الأميركية بغض النظر عن قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان وإنما تضمن تحقيق الأهداف الاستراتيجية العليا للولايات المتحدة الأميركية اللي هي النفط ومحاربة الإرهاب طبعا يعني هذه مسالة أعتقد مهمة لفهم التوجه الأميركي الجديد في هذه المنطقة والذي أيضا يتواكب معه وجود عسكري مباشر.
أحمد منصور: هل هذا سر سبب الرفض القاطع من الحكومة السودانية لوصول أي جندي دولي إليها؟
حمدي عبد الرحمن حسن: نعم لأنه شوف فيه قرارين مهمين القرار الأول اللي هو محاكمة مجرمي الحرب في المسألة الدارفورية وهو على غير حتى العادة بإقامة هيئات محاكمة مساعدة للمحكمة الدولية كما حدث في رواندا ويوغسلافيا السابقة جاء هذا القرار يمثل خطورة القرار الثاني اللي هو يسمح بنشر قوات أممية في دارفور وفقا للفصل السابع ده معناها إنك ستضمن وجود هذه القوات للمحافظة على زي ما قلت لحضرتك الوصول إلى مصادر النفط في المنطقة وما يسمى بمكافحة الإرهاب وده سيبقى وجود مستمر وده ممكن يسمح زي ما قلت بتفكك الدولة السودانية وده اللي.. لأنه أنت لو ماذا يبقى من السودان في هذه الحالة؟ بعض الأجزاء الشمالية سوف تفتقد القدرة على البقاء.
أحمد منصور: الدول العربية تشاهد تكتفي بمشاهدة ما يحدث للسودان دون أن تحرك ساكنا؟
حمدي عبد الرحمن حسن: الدول شوف الموقف العربي تقليديا يفتقد إلى التنسيق يعني إذا كان فيه تحرك يبقى تحرك فردي يعني مثلا نجد أن قطر السعودية ليبيا مصر تتحرك على استحياء ولكن بدون وجود تنسيق أو استراتيجية عربية..
أحمد منصور: هل يستطيعوا فعل شيء من أجل إنقاذ السودان من التفكيك؟
حمدي عبد الرحمن حسن: طبعا يعني أنا في تصوري أنه لو فيه عندك وجهة نظر عربية واحدة وحتى من قبل بعض الدول الفاعلة في المنطقة العربية مثل مصر.. مصر دولة إقليمية كبرى ويرتبط ذلك بمصالحها المباشرة لا ننسى أنه مياه النيل القرن الأفريقي ودول حوض النيل وبالمفهوم الكبير القرن الأفريقي الكبير اللي هو يشمل رواندا وبوروندي اللي هي دول منابع النيل دول البحيرات العظمى أعتقد مصر معنية بهذا..
تهديد العمق الإستراتيجي العربي والدور الإسرائيلي
أحمد منصور: سأعود إلى مصر وإلى الدور المصري المغيب عن أفريقيا منذ اغتيال الرئيس السادات الرئيس مبارك في إثيوبيا قبل أكثر من عشر سنوات آخذ بعض المداخلات من المشاهدين ونعود إلى القرن الأفريقي مرة أخرى سؤالك كمال شكري من ألمانيا سؤالك يا أخ كمال..
كمال شكري – ألمانيا: أخ أحمد وتحية لضيف الحلقة تحية لكم لك وللأخ ضيف الحلقة..
أحمد منصور: شكرا لك سؤالك يا سيدي..
كمال شكري: الحقيقة ما أريد به وهو أن السيطرة على القرن الأفريقي هو حماية البترول في شبه الجزيرة العربية يجب ألا نتوه عن هذا السيطرة على دارفور التي تبعد عن بحيرة ناصر بالطيران أقل من ثلاثة أرباع ساعة وهو العمق الاستراتيجي لمصر حيث أن مصر لا والبال العربي بشكل عام يا أخ أحمد لم يهتم بالسودان منذ خمسين سنة الزعيم جمال عبد الناصر كان عنده خطة لزراعة أرض الجزيرة والمال السعودي مع الملك فيصل هذه هي الآن خطوط حمراء ممنوعة زي منع تنظيم الأسرة في مصر دي خطوط حمراء الشعب لازم يتزايد لازم حتى يشحذ لأنه مش سيقرأ جورنال لا يعرف حاجة هي دي المشكلة اللي تعانيها المنطقة بالكامل ده مثال بالنسبة للعمق الاستراتيجي لمصر وهو السودان والجنوب متروك أن الكيان الصهيوني يلعب في جنوب السودان يا أخ أحمد من أكثر من أربعين عام ولا يتم أي دعم للسودان منذ هذا الوقت ما يتم في الصومال أيضا وهو أن ما يريده الأميركان كما قلت هو السيطرة على شبة الجزيرة العربية والعمق الاستراتيجي لها هو مضيق عدن حيث أن يكون منطقة شبه الجزيرة العربية بماركة طوال العمر اللي موجودين فيها مسيطر عليها حتى يقدرون يسيطروا على الطاقة التي يمولوا من بيعها في أوروبا عملائهم في العالم بالكامل..
أحمد منصور: شكرا لك يا كمال فكرتك واضحة شكرا جزيلا..
كمال شكري: عفوا يا أخ أحمد..
أحمد منصور: يحيي دلاوي من الجزائر يحيي..
يحيي دلاوي – الجزائر: أستاذ أحمد تحياتنا من الجزائر..
أحمد منصور: حياك الله يا سيدي..
يحيي دلاوي: لماذا ارتبطت المآسي بأفريقيا جوع وفقر وبطالة وأمراض فيروسية تصور معي أستاذ أحمد حتى أن فيروس السيدا أصبح يسمى بمرض القرد الأخضر الأفريقي رجاء أريد توضيحا وشكرا؟
أحمد منصور: شكرا لك الحقيقة كمال شكري يعني أثار عدة نقاط مهمة جدا كانت من بين الأشياء التي سنتناولها لكن تحتاج إلى نوع التوضيح وباختصار ومباشرة بالنسبة للعمق الاستراتيجي موضوع دارفور والعمق الاستراتيجي لمصر الآن فيما يتعلق بالسودان وغياب يعني الدور المصري عن حماية العمق الاستراتيجي في الجنوب؟
حمدي عبد الرحمن حسن: يعني في المقابلة سنة 2004 صدرت دراسة في الولايات المتحدة الأميركية تؤكد على أن نقطة الانطلاق الأميركي في القارة الأفريقية هي السودان التركيز على السودان تحديدا لأن السودان هو يعني نقطة التقاء بين عوالم وثقافات وحضارات..
أحمد منصور: عمق القارة كله ينطلق من السودان..
حمدي عبد الرحمن حسن: حتى أنه أستاذ مدثر عبد الرحيم يقول إنه صورة مصغرة للقارة الأفريقية السودان ما يحتويه من هذا الثراء الثقافي والتعدد الحضاري هو نقطة إيجابية له فهنا فيه تنافس كبير جدا غربي وخصوصا أن الولايات المتحدة تحاول أن ترث الماضي الأنغلوساكسوني في المنطقة وأن تنافس الوجود الفرنسي في المنطقة أعتقد ده..
أحمد منصور: هل هناك تنسيق في ظل أن القاعدة الفرنسية الرئيسية في جيبوتي يوجد فيها أميركان أو توجد قاعدة أميركية ملاصقة لها بترتيب ويوجد قوات أميركية ضخمة في قلب البحر الأحمر في قبالة الساحل الجيبوتي تقوم بدور كبير جدا أكثر من ألفي جندي ما طبيعة الدور اللي يقوم به هؤلاء في ظل ما يقال الآن أن هؤلاء أيضا يريدون أن لا يغيب عنهم مراقبة ما يحدث على الساحل الشرقي في الجزيرة العربية؟gالب في
حمدي عبد الرحمن حسن: طيب إحنا الاستراتيجية العسكرية الأميركية في المنطقة ترتكز على عدة محاور وجود قاعدة كبيرة في جيبوتي وجيبوتي لها دلالة خاصة لأنها مستعمرة فرنسية سابقة وفيه قاعدة عسكرية فرنسية فيها أيضا وجود قوات ما يسمى بحماية الساحل ساحل الصحراء اللي إحنا شفناه اللي هو يمتد من تشاد ثم مالي النيجر لغاية موريتانيا فيه أيضا قوات لحماية خليج غينيا لأهمية النفط..
أحمد منصور: موضوع النفط وخليج غينيا هذا يعني بينه وبين الولايات المتحدة فركة كعب زي ما بيقولوا يعني..
حمدي عبد الرحمن حسن: لأن ده يعكس زي ما حضرتك قلت في المقدمة أهمية لوجوستيكية..
أحمد منصور: لما النفط يخلص من عندنا هنا ونبقى مش لاقيين نفط هم هناك عندهم جاهز..
حمدي عبد الرحمن حسن: يعني يأخذ أسبوعين بس على ما يروح إلى الولايات المتحدة الأميركية فيه تفكير لإنشاء قاعدة عسكرية أميركية في دولة صغيرة بالإضافة إلى الوجود الأميركي في غينيا يساوي لو إحنا تصورنا..
أحمد منصور: لو شفنا خريطة الساحل الصحراوي..
حمدي عبد الرحمن حسن: لو إحنا تصورنا ده سنجد أنه يعني محاصرة الوجود الإسلامي في هذه المنطقة ومحاصرة ما يسمى بالإسلام السياسي وحركات الإسلام السياسي في هذه المنطقة أيضا أشير إلى..
أحمد منصور: وبعدين تعمل حاجز بين كل الدول العربية والإسلامية وبين أفريقيا..
حمدي عبد الرحمن حسن: ما هي غينيا؟ أولا غينيا الاستوائية دولة غير إسلامية وبتالي لما تشوف خط هذا الاهتمام الوجود المكثف الأميركي في هذه المنطقة هو عمل هذا الحاجز بين الشمال والجنوب بين شمال ذو الطبيعة العربية والإسلامية وبين جنوب القارة كان فيه مسألة التنسيق ورادة لأن فيه قاعدة زي ما قلت فيه قاعدة عسكرية في تشاد فكيف تحمي ساحل الصحراء ويبقى فيه عندك قوات إبرار وتموين أميركية دون التنسيق مع فرنسا الولايات المتحدة الأميركية عملت يعني ما يسمى بكتيبة مداهمة أو قوات مشتركة مع دول من الساحل لمطاردة بعض قيادات الجماعة السلفية للدعوى والجهاد..
أحمد منصور: والجهاد..
حمدي عبد الرحمن حسن: اللي مصنفة على أنها على قائمة المنظمات الإرهابية..
أحمد منصور: وماذا تفعل القوات الأميركية في خليج عدن في قبالة الساحل هناك في جيبوتي؟
حمدي عبد الرحمن حسن: أولا بحكم يعني بحجة أن هذه المنطقة..
أحمد منصور: بعض التقارير تقول إنها تمارس قرصنة رسمية على كل السفن التي تمر في المنطقة وكل مَن يذهب ويأتي..
حمدي عبد الرحمن حسن: شوف وفقا للاستراتيجية الأميركية الجديدة اللي إحنا تكلمنا عليها اللي دولة إمبراطورية ومن حقها أن تستفيد من فائض القوة اللي عندها أن الولايات المتحدة تستطيع أن تتدخل في أي مكان وفي أي وقت إذا استشعرت وهذه مسألة خطيرة جدا في العلاقات الدولية أن هناك تهديد لمصالحها فالوجود هنا قبالة من جيبوتي وجود حاملة طائرات أميركية ووجود قطع من الأسطول الأميركي في السواحل كل سواحل القرن الأفريقي وبالتالي لا يستطيع قارب صغير أن يدخل دون تفتيش من جانب الولايات المتحدة الأميركية فإذا بزعم محاربة الإرهاب وعدم وجود عناصر من تنظيم القاعدة تروح الصومال وهي دولة ما فيش دولة فأعتقد أن دي مسألة خطيرة جدا..
أحمد منصور: كيف تنظر الآن إلى مستقبل الصومال في ظل الوضع القائم؟
حمدي عبد الرحمن حسن: الصومال هو أحد مظاهر الأزمة أحد مظاهر تداخل هذه العوامل كلها إحنا عندنا دلوقت فريقين في الساحل الصومالي الفريق الأول له سيطرة على الأرض اللي هو قوات المحاكم الإسلامية قوات المحاكم بس عشان المشاهدين يعرفوا دي عبارة عن تنظيمات أقامتها أو أقامها وجهاء القبائل في مقديشو لحفظ النظام والأمن حوالي 11 محكمة واستطاعت إن هي أن تنقل ولاء الناس من القبيلة إلى الولاء للشريعة الإسلامية وده يمكن يكون أحد المآخذ التي تؤخذ عليها بعد ذلك لكن لأول مرة يتم بسط نفوذ قوة واحدة على الصومال وينعم الناس بالأمن لكن المحاكم لا تحظى هذه مفارقة..
أحمد منصور: رغم الشرعية الآن التي..
حمدي عبد الرحمن حسن: رغم الشرعية الشعبية لا تحظى..
أحمد منصور: التي لا تحظى بها معظم الأنظمة في المنطقة..
حمدي عبد الرحمن حسن: لكن رغم ذلك الدعم الأميركي والغربي غير موجود وعندك حكومة..
أحمد منصور: فيه دقيقتين فقط من وقت البرنامج الدور الإسرائيلي هنا في ظل ما يحدث في القرن الأفريقي باختصار الإسرائيلي؟
حمدي عبد الرحمن حسن: إسرائيل موجودة لأنه فيه يقول لك أحسن طريقة لمواجهة الأمن القومي العربي هي الالتفاف عليه ومحاربة الأطراف أطراف هذا النظام الصومال ومنطقة القرن الأفريقي بالإضافة إلى الأسطورة القديمة اللي هو أنه مماليك وحكام إثيوبيا هم من دم النبي سليمان حتى أنه هيلا سلاسي كان يسمى نفسه أسد يهوذا لكن طبعا هنا البحر الأحمر إسرائيل لا تقبل أن تكون أن يكون البحر الأحمر بحيرة عربية وده سر اهتمامها الدائم والمستمر بمنطقة القرن الأفريقي وبإثيوبيا تحديدا وأنا أشرت يمكن في ثناء الكلام إلى الحوار اللي دار جامعة أديس أبابا مع مفكر إسرائيلي وتحدث عن عراقة المسيحية في إثيوبيا..
أحمد منصور: ولعل أخطر ما يمكن أن يحدث الآن هو التحكم بمياه النيل وتقليصها وأن يعاني أن تكون هناك حروب مياه قادمة أيضا بسبب هذه المشكلة في الوقت الذي لا يوجد فيه أي تخطيط استراتيجي عربي تجاه القرن الأفريقي بشكل أساس؟
حمدي عبد الرحمن حسن: لا طبعا.
أحمد منصور: أشكرك دكتور شكرا جزيلا على ما تفضلت به كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم أملا أن نكون قد قدمنا لكم صورة عن بعض خفايا ما يحدث في أفريقيا والقرن الأفريقي والمخططات الأميركية من أجل تفكيك وتركيب المنطقة هناك في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.