أحمد بن بيلا . . المصالحة الوطنية في الجزائر
بلا حدود

أحمد بن بيلا.. المصالحة الوطنية في الجزائر

تناقش الحلقة دلالات إلغاء ذكرى الانقلاب على بن بيلا, وما هي دوافع المصالحة الوطنية في الجزائر؟ كما تناقش العفو الشامل والمصالحة الوطنية بعد سنوات من الصراع الدموي.

– دلالات إلغاء ذكرى الانقلاب على بن بيلا
– دوافع المصالحة الوطنية في الجزائر

– سبل ضمان حياة آمنة للمسلحين التائبين

– جدوى المصالحة في حياة المنفيين والمبعدين



undefinedأحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة من القاهرة التي يعشقها ضيفنا وأنا أيضا وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود، مرّ التاسع عشر من يونيو هذا العام دون أن يكون عيدا وطنيا في الجزائر وذلك لأول مرة منذ أربعين عاما حيث قام هواري بومدين بالانقلاب على الرئيس أحمد بن بيلا أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال واحد قادة الثورة الجزائرية وذلك في التاسع عشر من يونيو عام 1965 واعتمد هذا التاريخ بعد ذلك عيدا وطنيا في الجزائر، قضى بن بيلا في السجن 16 عاما لكنه منذ خروجه لم يتوقف عن السعي للإصلاح في الجزائر وخارجها حتى أصبح رمزا دوليا ورغم أن عمره قد جاوز التسعين عاما إلا أنه يقود الآن مصالحة وطنية في بلاده بعد سنوات طويلة من الصراعات داخل الجزائر بدأت قبل 15 عاما وفقد فيها مئات الآلاف من الجزائريين وفي هذه الحلقة نحاول التعرف على مشروع المصالحة الوطنية الذي يقوده بن بيلا من أجل الخروج بالجزائر من مأزقها ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا على أرقام هواتف البرنامج التي ستظهر تباعا على الشاشة أو يكتبوا إلينا عبر موقعنا على شبكة الإنترنت www.aljazeera.net سيادة الرئيس مرحبا بك.

أحمد بن بيلا – الرئيس الجزائري الأسبق: أهلا وسهلا.

دلالات إلغاء ذكرى الانقلاب على بن بيلا

أحمد منصور: ما الذي يعنيه بالنسبة لك إلغاء ذكرى الانقلاب عليك في التاسع عشر من يونيو من قائمة الأعياد الرسمية في الجزائر لأول مرة منذ أربعين عاما؟

أحمد بن بيلا: بالنسبة لي هذا العيد يعتبر من المراحل الهامة اللي وقعت في الجزائر للَم الشمل يعني لَمَ اللحمة نحن في حاجة لهذا من بعد يعني العشرة سنين هذه اللي مرت علينا، يعتبر إن مرحلة مهمة جدا وبداية المصالحة بالذات.

أحمد منصور: تعتبر هذا بداية المصالحة؟

أحمد بن بيلا: أنا في رأيي.

أحمد منصور: هل تعتبر..

أحمد بن بيلا: بداية ربما بداية قبل قبلنا وقعت أشياء أخرى ولكن في رأيي هذه يعني ترمز أكثر لأن دخلنا في عهد آخر عهد المصالحة عهد لم اللحمة هذا شوف يعني..

أحمد منصور: هل تعتبر هذا القرار إعادة.. يمثل شيئا من إعادة الاعتبار إليك؟

أحمد بن بيلا: طبعا بمعنى القرار يعني إلغاء رمز من رموز ما كان يُسمى يعني بالعمل لإصلاح ما كان فسد في عهدي أو شيء فرأيي يعني حقيقة هذا القرار مهم جدا.

أحمد منصور: هناك فئة تضررت في الجزائر من هذا القرار هم العمال الذين كانوا يأخذونه إجازة سنوية.

أحمد بن بيلا: نعم، ما أظنش بأن العمال بأن حقيقة أنا أمام يعني عظمة الحدث فيعني تكون أمورهم الخاصة يعني تنسيهم بأن هذا الحدث حدث يفتح باب من جديد يعني أمام تقدم الجزائر حقيقة.

أحمد منصور: هل هي مفارقة أن يكون وزير خارجيتك عبد العزيز بوتفليقة عام 1965 أحد الذين قادوا وهو الذي يعلن إلغاء الاحتفال في هذا اليوم؟

أحمد بن بيلا: نعم أنا في رأيي في هذا بكل صراحة أنا أظن بأن الرجل العظيم لأن الرجل اللي يعمل هذا الأشياء مع الكلام اللي من بعد قالوا فيه فيها بالمناسبة الأخ يرى تمجيد أعمالي في بلادي، مسقط رأسي وتكلم في ده الخطاب اللي حقيقة، كان خطاب رائع حقيقة إنه فسر فيها وتقريبا يعني نعت الأشياء بأسمائها يعني بصفات شعرية ولكن في رأيي هو إن زادت في قيمة الرجل بكل صراحة.

أحمد منصور: يعني الآن ما كان بينك وبين بوتفليقة انتهى وأصبح بينك وبينه.. ما طبيعة علاقتك به الآن؟

أحمد بن بيلا: نعم لا مش من هذا الوقت والله من قبلنا ربما ما تكلمتش كثير في هذا الموضوع، من قبل أنا باختصار أنا يوم نائم في بيتي في الجزائر ليلا يجيني الحارس يقول لي في شخصيتين في الباب عايزين يشوفوك بأي ثمن لازم تشوفهم.

أحمد منصور: متى كان هذا؟

أحمد بن بيلا: هذا كان في يعني 1990 كده 1992 كده.

أحمد منصور: نعم.

أحمد بن بيلا: ولازم يشوفوك إلى آخره فإذا بي قلت له نعم تفضلوا، فيدخل الأخ عبد العزيز بوتفليقة مع أخ آخر قُتل بعدين مبكر وصارحني بأنه في اتصال مع الجيش على الأقل يعني أصبح رئيس جمهورية ويقول لي بهذا الحرف لكن لو تدري رأيك ما يكونش عشان مع هذا الموقف أنا أنسحب، أنا آخذ بكلامك هل نمشي أو ما نمشيش هذا الكلام مش لي أنا فقلت له إذا..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هذا في أعقاب الأزمة التي كانوا يبحثون فيها عن رئيس يجمع الأمة.

أحمد بن بيلا [متابعاً]: آه يجمع.. يعني فقال نعم قال لي 15 يوم متصلين فيها إلى آخره قلت له رؤساء الجيش بنفسه الرؤساء يعني المناطق هل شفتهم؟ هل بايعوك؟ قال نعم جاؤوا، قلت له أنا أقول لك بأن لو إلى أنت تتيقن بأن عندك صلاحيات يعني رأي جمهورية أهم شيء يعني إلى الأمام وده نجحت أنا أقول لك من ذاك الوقت تدخل التاريخ من الباب الأوسع، قال لي وأنت معي تعاونني؟ قلت له نعم أنا أعاونك ففي رأيي المصالحة أدت إلى يعني الوئام ده في هذه الفترة في هذه الدقيقة بالذات يعني.

أحمد منصور: يعني..

أحمد بن بيلا: سامحني أكمل أخلص يعني..

أحمد منصور: تفضل.

أحمد بن بيلا: أنا كنت أظن بأن الحال يمشي ويهتم يعني لا بُكرة نسمع والخط بأن ميشال سويسرا راح خط طيارة سويسرا معناه هاي الكلام اللي قال لي قبل الأول مرتاح وإلى أخره فرجع حساباته وشاف بأن يعني..

أحمد منصور: الأمر بالنسبة له ليس مناسبا.

أحمد بن بيلا: ليس يعني وطبعا قعد حتى المرة الثانية اللي كان فيها..

أحمد منصور: جاء بعد ذلك رئيسا عنك.

أحمد بن بيلا: آه رئيسا عني.

أحمد منصور: إيه موقفك بعد أربعين عاما من الذين قاموا الانقلاب ضدك وظلموك وسجنوك ويعني..

أحمد بن بيلا: نعتبر هذه الأشياء من التاريخية اللي لازم الإنسان يمر عليها فما بقاش شيء وأنا بأقول لك تتكلم أنا في اللي حصل وخلاص ما عنديش مرارة ما عنديش يعني ضد..

أحمد منصور: هل صفحت عن كل هؤلاء؟

أحمد بن بيلا: والله صفحت والله.

أحمد منصور: يعني قلبك صافي من كل الذين..

أحمد بن بيلا: تماما لأن الاعتبارات يعني تطول إلى أخره لأن شوف بأن لو بصراحة لولا بومدين لكانت الحاجة.. لأن الجزائر كانت ماشية مثل الصاروخ، الجزائر في ذلك الوقت ما فيش واحد مسح الأحذية إلى يومنا هذا الجزائر الوحيدة في العالم مفيهاش مسح للأحذية، الجزائر في ذلك الوقت مفيش واحد يطلب كده ما فيش..

أحمد منصور: مفيش حد يعمل بيده.

أحمد بن بيلا: ما فيش أبدا لمدة سنتين ونصف.

أحمد منصور: ليس هناك متسولين.

أحمد بن بيلا: لا في يعني في بعضنا ألا يطلب على أن يأكل ويشرب وبده شيء إلى أخره ولكن ما يطلبش، كان في ذلك الوقت ما بنقولش شيئا ما ارتكبش غلطات يعني الإنسان البشر، ما إحنا مهما كان الأمر آخره ولكن في رأيي يعني فكانت هذه الأيام عظيمة وكان كانت الأيام عظيمة بالنسبة للعالم ككل كان عصره وكان وحداك وكان.. وكنا في مرحلة القضاء على الاستعمار كانت الفترة أنت على الحروب تحررية.

دوافع المصالحة الوطنية في الجزائر

أحمد منصور: سيادة الرئيس الآن بعد أربعين عاما من الانقلاب عليك المشروع الذي كنت يعني تسعى لإقامته في الجزائر لم يكتمل وتوقف والآن تقود مصالحة وطنية في الجزائر حتى يتسامح الجميع ويتصافى بنفس هذه النفسية التي تتحدث بها الآن عن كل الذين ظلموك، لماذا المصالحة الوطنية في الجزائر الآن؟

أحمد بن بيلا: لماذا الآن؟ لأن الآن لأن يعني أنا مطالع شوية لما يجري في البلاد مش خارج البلاد كذلك في العالم، أنا شايف بأن الفترة اللي كنت فيها وكان جمال وكان.. كانت فترة ممتعة، التاريخ يعرف كده الفترات ولكن ربما الفترات ما تدومش، يعني كانت فترة أنت صدق ممتعة وعظيمة وكان كل شيء ممكن والدليل هو الاستعمار انهار الاستعمار يعني صفة تعول معروفة الاستعمار مش عندنا فقط، الجزائر كان لها دور رئيسي يعني أساسي 850 ألف عسكري فرنساوي ومليونين وخمسمائة ألف مزارع خرجوا طبعا مليون ونصف مليون جزائري يعني ماتوا..

أحمد منصور: شهداء.

أحمد بن بيلا: والجراحات اضرب بثلاثة، هذا العاد كيف يكون واحد ميت ثلاثة، أربعة جرحى، فكانت البلاد تسعة ملايين فقط يعني حاجة معجزة حقيقة.

أحمد منصور: الآن الصورة الآن؟

أحمد بن بيلا: اليوم الصورة الآن انقلبت في العالم مش عندنا بس يعني، الفترة عن صدق ممتعة، كنا كل شيء ممكن كتغير النظام العالمي إلى آخره هذه ضريبة، ضريبة مش الجزائر فقط 22 انقلاب وقع فيها عسكري وقع في سنتين قتل..

أحمد منصور: ما مصلحة الجزائريين في إقامة المصالحة الوطنية الآن؟

أحمد بن بيلا: مصلحة الجزيرة هي يقبلوا بأن من جديد ينهضوا لأن ممكن لأن البلاد مملوءة بالخيرات والشعب عظيم بكل صراحة..

أحمد منصور: كيف يمكن أن يتم هذا في ظل الآن مئات الآلاف من القتلى ومن المفقودين ومن الجرحى والصراع لازال مستمرا بين أطراف مختلفة داخل الدولة كيف في ظل هذا الوضع تطرح المصالحة؟

أحمد بن بيلا: شوف، نعم في ظل هذا الوضع سيدي مش ممكن نوصل يعني ده مسار مش ممكن نوصل للنهاية مش الفترة في هذه..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كيف.. ما هي البداية سيادة الرئيس؟

أحمد بن بيلا [متابعاً]: الجروح سيدي هذه ما تبلاش لمدة سنة أو عشر سنين إلى آخره لأن يعني منقاش يعني فقط للجزائر المحنة كل الدول تقريبا عندها فترات يعني محن إلى آخره، كيف مرت عليها وكيف لمت لحمتها وكيف هذه؟ الجزائر وقعت فيها موقع أكثر من جهات أخرى من جراء أهمية الموقع، أهمية المعركة أن تحل إلى آخره ولكننا نقول بالرهان ربحناها يعني، اليوم الجزائريين مسألة يعني اليوم أقود السلاح وأمشي وأعمل انتهت بكل صراحة اليوم..

أحمد منصور: الآن توقف إلى حد ما قضية السلاح ولكن كيف تكون البداية الآن للمصالحة؟

أحمد بن بيلا: لا كثير.. أيوه شوف في البداية تكون كده وبعدين يعني ضمد يعني الجرح إلى آخره هذا يأخذ وقت لأن أنا..

أحمد منصور: هذه ستأخذ وقت ولكن كيف يمكن أن نبدأ؟

أحمد بن بيلا: نبدأ بأننا نقبل بأن أولا وكل شيء لازم لم اللحمة لأنها..

أحمد منصور: كيف؟

أحمد بن بيلا: كيف؟ على أن نريد أن..

أحمد منصور: ما هي الأطراف الآن التي يجب أن تجلس إلى مائدة المصالحة والحوار؟

"
الطرف الأساسي في المصالحة الوطنية والحوار هو جبهة الإنقاذ
"

أحمد بن بيلا: أولا الطرف الأساسي وهي جبهة الإنقاذ.

أحمد منصور: جبهة الإنقاذ، يعني لا مصالحة بدون جبهة الإنقاذ.

أحمد بن بيلا: لا أنا في رأيي بغير.. بدون يعني جبهة الإنقاذ وبدون مساهمتها في السياسة تدخل ربما بكيفها هي تخرج ولكن هذا شأن داخلي هم يعرفون كيف يعملون لكن حتى يعني وجودها في العمل السياسي في رأيي يعني إذا ما وقع الشهادة تبقى كثغرة كبيرة عندنا في هذاك.

أحمد منصور: يعني الآن المصالحة تعني عودة جبهة الإنقاذ؟

أحمد بن بيلا: نعم كيف تقع إلى أخره هذا عمل داخلي لكن ما فيش مصالحة بغير وجود..

أحمد منصور: نعم، جبهة الإنقاذ.

أحمد بن بيلا: وجود يعني مجال لجبهة الإنقاذ.

أحمد منصور: الأطراف الأخرى من هو النص الثاني الذي يجب أن يكون موجودا في المصالحة؟

أحمد بن بيلا: لا الحقيقة هم الأساسي لأن اللي هم الصلاحية معزولين أنا ما أتكلمش عن الجيل هذا..

أحمد منصور: الجماعة الإسلامية المسلحة نعم.

أحمد بن بيلا: ما فيش فائدة في رأيي هذا..

أحمد منصور: طب ماذا عن الذين في الجبال الآن؟

أحمد بن بيلا: ما بقاش كتير في الجبال بكل صراحة.

أحمد منصور: عدة آلاف.

أحمد بن بيلا: يعني أنا ما أقولش عدة آلاف ولا عدة مئات وإلى آخره لكن شوف بأن البلاد ارتاحت تماما والله فيما يخص العنف نحن نظل تبقى ظرفية تماما.

أحمد منصور: من هي الأطراف الأخرى التي يجب أن تجلس غير جبهة الإنقاذ؟ الحكومة من في طرف الحكومة؟

أحمد بن بيلا: كل الحكومة لازم..

أحمد منصور: من هي الأطراف الأخرى في الشعب التي يجب أن تكون موجودة أيضا في هذه المصالحة؟

أحمد بن بيلا: في كل الأحزاب الأخرى لازم تشارك في المصالحة ولازم يكون لها عمل للمصالحة ولإنهاء الفترة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هل المصالحة تكون بدون ثمن؟

أحمد بن بيلا [متابعاً]: الثمن دفعناه والله يا أخي دفعناه مائة ألف أو مائتي ألف إلى أخره..

أحمد منصور: لكن هناك من تسببوا في هذه أما يحاسب هؤلاء؟

أحمد بن بيلا: لا والله هذه الله فقط هو اللي ممكن يعني يشوف مين اللي تسبب، مين اللي ما تسببش وكيف كذلك لأن التجاوزات مش من طرفه بكل صراحة.

أحمد منصور: يعني لا يمكن البحث في أسباب ما أدى إلى هذا؟

أحمد بن بيلا: لا والله الأسباب دي إحنا مش إحنا مش الجزائر فقط اللي يقال هذا يعني دول مثل فرنسا، فرنسا احتلت واحتلها الاحتلال وأصبحت ناظمة الاحتلال إلى آخره.

أحمد منصور: نعم.

أحمد بن بيلا: لمت لحمتها واليوم الحمد لله راح سايرة ولا بأس بها، إسبانيا منقسمة إلى الأبد لأنها ما استطاعوش يلموا اللحمة مع ذلك ما زال فرانكو موجود ومازال والمجتمع منقسم.

أحمد منصور: منظمة العفو الدولية في 25 مايو الماضي في نهاية زيارة قام وفد بها للجزائر للإشراف على عملية المصالحة استغرقت ثلاث أسابيع قال إن منظمة العفو الدولية تعترض على العرض الذي قدمه الرئيس بوتفليقة من أجل العفو العام وتعتبر أن العفو العام لم ينجح في أي بلد حتى الآن في قضية إزالة المشاكل والصراعات التي كانت موجودة..

أحمد بن بيلا: لا والله هذا كلام حقوق الإنسان بتاع الغربيين وأنا آخذ عليهم كثير يعني من الانزلقات الكلامية وهداك إلى آخره أنا في رأيي الشأن هذا متاع المصالحة شأن جزائري محض شأن يعني عروبة شأن إسلام..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كيف يتم سيادة الرئيس؟ كيف تتم المصالحة بدون الكشف عن الانتهاكات والاعتراف بحقوق الضحايا؟ مانديلا صديقك كان يقود لجنة في جنوب إفريقيا اسمها المصالحة والحقيقة لأن يجب أن تُذكر الحقيقة إلى جوار المصالحة في هذا الموضوع، أما يمكن أن تُقرن الحقيقة بالمصالحة ويكون هناك عفو ويكون هناك اتفاق على العفو؟

أحمد بن بيلا [متابعاً]: لا عمله هذا في إفريقيا الجنوبية ومشيت أنا نعرف الجانب ومانديلا زميلي وشفته ونقول بكل صراحة أنا مش مرتاح يعني تماما يعني للوضع في جنوب إفريقيا مع احترامي لمانديلا إلى آخره ليه؟ لأن مازال يعني السود يعني تحت إلى الأبد مازال، مثلا الأراضي 70% أو 75% نتاع الأراضي مازال للبيض يعني مسألة المال مسألة هذه ما انتهتش.

أحمد منصور: هذا أيضا ستظل في الجزائر.

أحمد بن بيلا: لا أبدا إحنا.

أحمد منصور: لأن في إشكالية أن الذين يملكون السلطة في الجزائر هم الذين يملكون المال أيضا.

أحمد بن بيلا: لا والله مش بهذا الكيفية أشوف ما عندناش مثلا أولا عنصرية يعني سود وبيض إلى آخره ما عندناش، عندنا مشكل صح بتاع الرشوة إلى آخره هذا موجود ولكن اللي عندنا كله فهمت في مسألة الرشوة يعني هذا كله إلى أخره وأنا ضد هذا وبعدين أرجينا هذا أنا في رأيي داخل المصالحة الوطنية لازم نعالج هذا الموقف.

أحمد منصور: كيف.. ما هي المعالجات التي يجب أن تتم؟ كيف تطلب من شخص الآن قُتلت عائلته أو أصيبت أو كذا أن تقول له تعالى واصفح عن قاتلك؟

أحمد بن بيلا: لا شوف سيدي أنا اليوم أقول يعني بأن لو يعني نطرح المشكلة في هذا لا توقع مصالحة إلى الأبد أبدا يعني لأنها متشابكة الأمور، بكل صراحة يعني القتل مش من جانب واحد إحنا نقول نعرف هذا الكلام يحرج ناس أنا أقوله بصراحة، القتل مش من جانب واحد لو نبقى نفتش كيف يعني.. ونحاسب يعني أي قتل منها مثلا من بومدين بنفسه القتل بتاعه رئيس على الجمهورية..

أحمد منصور: لازال هناك علامات استفهام على مقتل..

أحمد بن بيلا: لا ومازال وفي أشياء والله شوف سيدي أنا أشوف بأن يعني مسألة حيوية أو نستطيع نلف هذا ونمر ويبقي حقيقة المشكل في مشكل اجتماعي..

أحمد منصور: أين؟

أحمد بن بيلا: الرجل..

أحمد منصور: هل كل الناس أنت تطلب من كل الجزائريين أن يحملوا نفسيتك أنت عفوت وصفحت عمن ظلموك هل مطلوب من كل شخص أن يكون بهذه النفسية لا يستطيع الناس.

أحمد بن بيلا: لصالح مستقبل الجزائر نعم، أنا أقول بأن الرجل مخلص لصالح مستقبل الجزائر مستقبل هذا الشعب لازم نطويه وإحنا والله ليس عندنا فراغ في الثقافة يا أخي النبي صلى الله عليه وسلم عملوا فيه ما عملوا فيه، هند عملت في سيدنا حمزة ما عملت وأصبحت أنتم الطلقاء ومن يدخل بيت أبو سفيان هو رأس الفتنة آمن، فيا أخي إحنا ثقافتنا عندنا يعني أمثلة فهمت حتى نبرد الجروح الخطرة، إحنا أنا في رأيي مش بعاد للوصول لهذا أنا شايف هذه بش على أن تكون حقيقة في القلوب ربما تطلب مائة سنة والله لكن دخلوا في طور نتاع لازم نلم اللحمة هذا ممكن في تبقي مشاكل..

أحمد منصور: هل الحكومة التي في يدها السلطة وفي يدها القوة وأيضا هي مارست القتل كما مارس الآخرون القتل هل لديها الاستعداد أن تدخل في هذه المصالحة بنفس طريقة الشفافية التي تتحدث عنها؟

أحمد بن بيلا: لا لها استعداد بش تدخل في هذا لأني شايف بأن مش ممكن حل آخر يعني نستمر في الشغب وفي القتل وفي ذبح الأطفال الصغار، في الجزائر هذه معناها الجزائر هذه معناها الجزائر لا تقوم لها قائمة..

أحمد منصور: في هناك أطراف تعرقل..

أحمد بن بيلا: شوف سامحني سيدي بس نكمل..

أحمد منصور: تفضل.

أحمد بن بيلا: وهذا دليل عليه هي الـ85% أصوات اللي صوتت على عبد العزيز هذه.. عبد العزيز اليوم لأول مرة وقعت انتخابات أحسن انتخابات فيها شفافية منذ الاستقلال بكل صراحة.

أحمد منصور: الانتخابات الرئاسية في أبريل الماضي 2004؟

أحمد بن بيلا: الرئاسية أخذ 85% وكل الناس تعترف بأن هذا رقم يعني حقيقي مش مزور فيه.

أحمد منصور: الكل قال لآن الرئيس رفع شعار المصالحة الوطنية.

أحمد بن بيلا: نعم.

أحمد منصور: لكنه لم يخطو خطوة فيها إلى الآن، لم يصدر القانون لم يقم بعمل الاستفتاء إلى الآن.

أحمد بن بيلا: نعم صح هذا القانون معاك ما فيش قانون وهيكون قانون هندرس فيه.

أحمد منصور: يعني أنت ترأس لجنة لإعداد القانون؟

أحمد بن بيلا: لا والله مازال اللجنة أنا أرأس لجنة يعني تعمل بغير أمر من عنده.

أحمد منصور: بغير أمر الدولة.

أحمد بن بيلا: أو شيء لوجه الله منذ ثمان شهور وأنا متصل مع الأخوة اللي كانوا في الجبل..

أحمد منصور: ما هي نتائج اتصالاتك بالذين في الجبال من أجل المصالحة والنزول؟

أحمد بن بيلا: والله ممتازة تماما ممتازة.

أحمد منصور: لديهم استعداد لوضع السلاح والنزول؟

أحمد بن بيلا: هو مش استعداد حتى قابلين بعد الأشياء يعني إحنا مثلا ابتدوا يستفادوا من هذا القروض الصغيرة اسمها هذا (كلمة بلغة أجنبية) هذه جاءت من جراء رجل عبقري من بنغلاديش..

أحمد منصور: نعم بنوك الفقراء صاحب فكرة بنوك الفقراء.

أحمد بن بيلا: هذه روعة كذلك يعني اللي وقعت

أحمد منصور: لكن الآن في مشكلة سيادة الرئيس، هناك مشكلة مهمة حتى يُعطى هؤلاء الذين في الجبال الثقة وهم يثقون فيك ويتصلون فيك، لكن الرئيس بوتفليقة في العام 2000 عفا عن عدد كبير من هؤلاء نزلوا من الجبال والرئيس عفي عنهم لكنهم حتى الآن يعانون من مشكلات كبيرة من البطالة ومن السكن، كيف يثق الباقون الذين في الجبال من النزول والذين نزلوا في العام 2000 لازالوا يعانون حتى الآن؟ تسمح لي أسمع الإجابة بعد فاصل قصير، نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار مع الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بيلا فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

سبل ضمان حياة آمنة للمسلحين التائبين

أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من القاهرة في هذه الحلقة التي نبحث فيها ملف المصالحة في الجزائر مع أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال أحمد بن بيلا الذي يقود بعد أربعين عاما من الانقلاب عليه مساعي للمصالحة والوئام في الجزائر، سيادة الرئيس الذين نزلوا من الجبال في العام 2000 لا يجدون حتى الآن المسكن ولا العمل ولا المأكل ويعانون فكيف الآن للذين يرفعون السلاح أن ينزلوا ويضمنوا توفير هذه الأساسيات لهم في إطار المصالحة التي تطرحها؟

أحمد بن بيلا: هو أغلبيتهم نزلوا مازالوا يعني أغلبيتهم نزلوا لكن فعلا يعني في مشاكل، مشاكل اجتماعية، مثلا امرأة عندها اثنين أولاد يعني رَجلها قتلوه مات يعني إلى آخره كيف تعيش هاي المشكلة أنا في رأيي هذا هو المشكل، المشكل هو يعني الأشياء الاجتماعية للطرفين بكل صراحة وللطرف..

أحمد منصور: طب ما موقف الحكومة من هذا لا سيما وأن بعض هؤلاء تزوجوا في الجبال ليس لديهم وثائق، لديهم أولاد ليس لديهم شهادات ميلاد ويريدون أن يحلوا هذه المشاكل، كيف الآن الحكومة تتحدث عن المصالحة وهذه المشاكل قائمة؟

أحمد بن بيلا: نعم لأن ما فيش قانون إحنا بصدد بش يكون قانون لازم الحكومة تأخذ على عاتقها كل المشاكل الاقتصادية إلى آخره يعني لازم الحكومة هي اللي تأخذ على عاتقها هذا وتوفر لكل المصابون يعني بهذه الأشياء توفر لهم يعني المعيشة اللائقة بهم وأنا ماشي في طريق أبعد من هذا أنا في رأيي وما أعرفش هاذي تكون في القانون لأن إحنا بصدد تكوين قانون وبدينا نشتغلوا في قانونيين وفيه.. فأنا أكثر من هذا أنا في رأيي الجزائر قادرة ويكون هذا شرف لها أنها توفر شيء لأي إنسان حتى مش مسألة يعني عاطل مثلا معندوش توفر له شيء مثل ما فرنسا وفرت هذا (كلمة بلغة أجنبية) يعني أقل شيء..

أحمد منصور: بدل بطالة.

أحمد بن بيلا: لأي إنسان على ألا يروح يطلب يعني أنا في رأيي وإن شاء بحول الله ينجحوا كذلك في هذا.

أحمد منصور: هناك كثيرون يقفون ضد قضية المصالحة ويُعيقون هذا، مَن الذين يقفون أو العوائق الأساسية في طريق المصالحة؟

أحمد بن بيلا: نعم في الذين يقفون وعندهم ومازال فيه جرح عميق حقيقة وأنا فاهم هذا بكل صراحة وأعتذر يعني إذا يعني نقول هذا ما لزمش يعني يعوق هذا الاتجاه بتاع المصالحة، لكن فاهم حقيقة بأن هذه هيفوت وقت كبير علشان تضمد يعني الجروح أنا فاهم هذا وأعتذر لكل الذين يعني مستهم هذه المحنة اللي وقعت لنا، أعتذر لهم ولكن إحنا في حالة بتاع الجزائر تكون أو لا تكون يكون مستقبل زاهر لهذا البلد اللي تستحق هذا بكل صراحة، هذا الشعب وهذا البلاد اللي المقدارت بتاعها تترشح بش تكون هي عملاق المنطقة وعملاق لأشياء أخرى للعروبة للإسلام إلى آخره، ما تضيعش في هذه الجروح اللي وقعت اللي لازم تتغلب عليها وتضمدها ونحن مشينا في رأيي إحنا مشينا شوط لا بأس به من الناحية المعنوية ما بقتش نلوم كثير، الانتقادات ما بقتش كثير، بقت كيف نعوض كيف نعاون المرأة اللي عندها أولاد يعني واللي ما عندهاش ما تأكل؟ كيف نحل المشكلة بتاع الجماعة اللي كانوا بالجبل متزوجين إلى أخره ومازال يتعثرون فيما يخص نعم هذا اللي تقول لكن هذا في رأيي مسائل ممكن نتغلب عليها نتغلبوا عليها إن شاء بإذن الله.

أحمد منصور: كيف يمكن التغلب عليها ما هي الوسائل للتغلب على هذه العوائق؟

أحمد بن بيلا: هي القانون اللي هنعمله..

أحمد منصور: القانون.

أحمد بن بيلا: قانون رسمي بش الكل يطبق.

أحمد منصور: مدى استعداد الحكومة لقبول هذا القانون وتطبيقه؟

"
سيتم وضع قانون رسمي يفرِض على  الدولة أن تتكفل بكل  المسائل الاجتماعية
"

أحمد بن بيلا: الأخ عبد العزيز أنا أتكلم عن الأخ عبد العزيز وحتى بعض الوزراء اللي أعرفهم واشتغلوا معانا يعني إلى آخره إحنا اليوم عندنا مثلا لجنة غير رسمية تشتغل في هذا منذ ثمان شهور وفي وزارة غير في غير ما تكون رسمية لكن حنعملوا قانون رسمي يُفرِض على أن الدولة تتكلف بكل هذه المسائل الاجتماعية اللي أتكلم عليها وحتى أبعد من هذا أنا قلت لك والله أنا في رأيي والله الجزائر لليوم عندها أربعين مليار أو خمسة وأربعين مليار دولار.

أحمد منصور: ديون؟

أحمد بن بيلا: لا فلوس زيادة في البنك عندها، عندها فقط خمسة عشر مليار دولار كانت عندها اثنين وثلاثين.

أحمد منصور: طبعا ارتفاع أسعار النفط أدى إلى هذا.

أحمد بن بيلا: فقادرة بأنها توفر لحتى الإنسان اللي ما عنده شغل بتاعه توفر له..

أحمد منصور: الفساد يأكل كل شيء.

أحمد بن بيلا: أيوه الفساد يأكل ولكن الفساد كبير إذا ما حاربوا الفساد، الفساد نعم.

أحمد منصور: الفساد بقى مؤسسي عندكم مثل دول كثيرة.

أحمد بن بيلا: هو شوف سيدي الفساد عالمي والله..

أحمد منصور: لا بس مش عايزين نعمم كل دولة فيها فساد.

أحمد بن بيلا: لا ما نعممش كل دولة كل دولة عربية أو غير عربية لازم.. ما فيش حل لا للمشكلة هذا ولا للمشاكل الأخرى إذا ما نحاربوش الفساد وما قضيوا على الفساد ما فيش حل أنا أقول يعني عملنا تبقى ضايعة إذا ما حليناش مشكلة بتاع الرشوة.

أحمد منصور: اسمح لي آخذ بعض المداخلات أحمد محمد من القاهرة ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا على رقمنا هنا في القاهرة 0202855482 أو عبر رقمنا في الدوحة 009744888873 أو عبر الفاكس هنا في القاهرة 002028555484 أو يكتبوا إلينا عبر موقعنا على شبكة الإنترنت www.aljazeera.net، أحمد تفضل.

أحمد محمد: السلام عليكم.

أحمد منصور: وعليكم السلام.

أحمد منصور: أستاذ أحمد أهلا وسهلا بحضرتك أنا سعيد جدا بالمشاركة في البرنامج ويعني أنا بأهدي تحية كبيرة جدا للزعيم العربي الأب المجاهد والمقاتل من أجل حرية شعب الجزائر العربي الزعيم أحمد بن بيلا، إحنا أحفاد محمد صلى الله عليه وسلم وأبناء الزعيم العربي جمال عبد الناصر كلنا كجيل من الشباب من كل العالم العربي بنطلب من الزعيم القائد أحمد بن بيلا إنه يحط لنا معالم على الطريق إزاي زي ما هم عملوا ثورتهم واتجمعوا بثورة شعبية عظيمة جدا، جدا هي تجربة قائدة بالنسبة لنا إحنا كشعب عربي النهاردة الفساد لما بيحصل بيحصل من الرؤوس إزاي إحنا على مستويات الشعوب، على مستويات الشباب في الجامعات في القاعدة إزاي نقدر نخوض تحرك أد اللي هم خاضوه؟ إحنا مش بنطالب بقتال للفساد إحنا بنطالب لتحويل القاعدة إنه الإمكانات تبقي في أيديها هي زعيم كبير جدا زي الزعيم أحمد بن بيلا المفروض أنا يعني طبعا يعني بتوجه له بنداء من كل أبناء الأمة العربية إزاي في الشارع العربي قيادتنا التاريخية دي ميكونش لها العمل اللي يخلينا كشعب عربي نلتف حوليهم ونقصف رموز الفساد هذه..

أحمد منصور: شكرا لك يا أحمد شكرا.

أحمد بن بيلا: زي أنا تكلمت في هذا عندك بالذات إزاي هي توعية هي نتعلم نقول لا يا أخي.

أحمد منصور: أن نتعلم أن نقول لا.

أحمد بن بيلا: بغير سلاح لأن السلاح ينصب ضدنا لأن بوش من وراء بوش واللي يرى في العراق واللي يرى في الشرق..

أحمد منصور: يعني بدون عمل مسلح فقط نتعلم أن نقول لا.

أحمد بن بيلا: نقول لا يا أخي ونمشى للسجن والله نقول لا يعني التوعية نقول لا ما نقبلش هذا ونمشى للسجن نعم ونخرج من السجن ونزيد نكرر لا، هذا الطريق وأنا في رأيي هذا الطريق توصلنا لما نسعى إليه إن شاء الله بحول الله.

أحمد منصور: سيادة الرئيس هل تعني المصالحة في الجزائر عدم محاكمة أي طرف من الأطراف وطي كل الملفات؟

أحمد بن بيلا: نعم أنا مع هذا، مع الصفح وهذا كذلك عندنا في ديننا وفي هذاك الصفح في أشياء اللي يصعب بش تمشى العدالة فيها اللي متشابكة لدرجة وهي مطوية..

أحمد منصور: مكيري مولود من بريطانيا تفضل.

مكيري مولود: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أحمد منصور: وعليكم السلام.

مكيري مولود: السلام عليكم، طيب فيما يخص هذا الوئام الذي يتكلمون عنه نحن نعلم جيدا أن هذا الوئام يراد أن يكون على الأقدام السوداء وعلى اليهود الذين استرجعوا حقوقهم نوعا ما الآن في الجزائر بمباركة النظام الجزائري ومعلوم أن هذا الوئام يعني المعارضة الموجودة في الجزائر يعني يصيبها هذا القانون على الهامش فقط..

أحمد منصور [مقاطعاً]: صوتك ضعيف يا مكيري.

مكيري مولود: نعم.

أحمد منصور: مكيري صوتك ضعيف جدا هل يمكن أن تطرح سؤالك؟

جدوى المصالحة في حياة المنفيين والمبعدين

مكيري مولود [متابعاً]: سؤالي بالضبط يعني أين الوئام هذا والشيخ علي بلحاج لا يستطيع أن يتجاوز خمسين كيلو يتحرك فيها وأنا لاجئ في بريطانيا أجول يعني جميع بريطانيا بدون أي ورقة سبحان الله أين هذا الوئام؟ أين الرجال الذين يتكلمون..

أحمد منصور: سؤالك هام، أين الوئام سيادة الرئيس في ظل الآن علي بلحاج وقادة الإنقاذ لا يستطيعون أن يتحركوا وعشرات الآلاف أو مئات الآلاف من الجزائريين منفيين في أوروبا وفي دول مختلفة؟

أحمد بن بيلا: الوئام العام هو وضع ترتيبات يعني سياسية السياسة إلى أخره لأن نحل المشكل وقع قانون يطبق بكل يعني شروطه.

أحمد منصور: متى يصدر هذا القانون في تصورك؟

أحمد بن بيلا: في رأيي مدة شهرين أو ثلاثة شهور يكون قُدم.

أحمد منصور: يعني خلال ثلاثة شهور تكونوا قد انتهيتم منه؟

أحمد بن بيلا: وحتى ربما قبل.

أحمد منصور: الرئيس بوتفليقة منذ ستة أشهر والناس تنتظر الاستفتاء على قضية العفو الشامل والمصالحة الوطنية؟

أحمد بن بيلا: وإلا ما يبقاش قانوني يا أخي لازم يكون قانوني لازم يفسر إيه الخطوات يعني اللي لازم نخطوها.

أحمد منصور: سيتضمن مأساة كل هؤلاء المنفيون والمبعدون.

أحمد بن بيلا: لازم الكل يدخل البلاد.

أحمد منصور: لازم الكل يدخل.

أحمد بن بيلا: لازم الكل يدخل البلاد ولازم الكل يشارك في بناء البلاد.

أحمد منصور: يصبح من حق كل جزائري أن يشارك؟

أحمد بن بيلا: من حق كل جزائري أن يشارك في بناء البلاد.

أحمد منصور: علي زهران من القاهرة سؤالك يا علي.

علي زهران: أيوة مساء الخير يا أستاذ أحمد.

أحمد منصور: مساك الله يا سيدي.

علي زهران: تحية للزعيم بن بيلا، الزعيم العظيم بن بيلا الزعيم التاريخي الملهم ورفيق جمال عبد الناصر زعيم العروبة العظيم الخالد، بأسأل حضرتك يعني بجانب الاهتمام بالهم الجزائري الداخلي اللي كلنا متعاطفين معه وبتدمي قلوبنا تماما مثل الجزائريين وإن شاء الله تتغلبوا عليه، السؤال هو كيف أيها الزعيم التاريخي العظيم تتركوا فكرة العروبة ومشروع العروبة لما يتعرض له في هذه السنوات الرديئة لهذا الهجوم الشرس والنهش فيه من كل جانب فكرة ومبدأ وقيمة وواقع ولا تقوموا بشيء معلش سيادة الزعيم يعني لأنكم عليكم مسؤولية تاريخية أنتم زعامة تاريخية وملهمة بكل الأبعاد يعني.

أحمد منصور: شكرا لك يا أستاذ علي تفضل يا سيادة الرئيس.

أحمد بن بيلا: كلامه في موضعه ولكن ربما ما عندوش معلومات أنا قائم في عمل داخل الجزائر وخارج الجزائر مع هذه النشاطات كله اللي ضد العلماء أنا رئيس منظمة غير حكومية مقرها في سويسرا وشاركت في (كلمة بلغة أجنبية) وشاركت في..

أحمد منصور: منظمة شمال جنوب؟

أحمد بن بيلا: شمال جنوب وشاركت في المظاهرة في مدريد ثلاثة ملايين ونصف وشاركت في المظاهرة في لندن مليونين ونصف وشاركت مرتين في بروكسل وشاركت ثلاثة مرات في.. يعني أنا أعيش في طائرة والله أنا 100% من وقتي في طائرة وأنا أتحرك من بلاد لبلاد.

أحمد منصور: رغم أن عمرك في التسعين عام دائم على السفر والمشاركات؟

أحمد بن بيلا: ليه لأني شايف وسامحني هذا الجواب كذلك لأن إحنا ما في أيدينا شيء وحكامنا ما في أيدهم شيء يقولوه يعني.

أحمد منصور: يعني أنت تعتبر نفسك رمز للعروبة في مثل هذه التظاهرات الدولية؟

أحمد بن بيلا: والله أنا عربي أخي وهمّي هو هم أي إنسان عربي وأعتبر العروبة يعني هي أساس العمل الإسلام والعروبة بكل صراحة.

أحمد منصور: نبيل الجوهري من باريس.

أحمد بن بيلا: فأنا سامحني ما كملت جوابي.

أحمد منصور: تفضل.

"
نحن ضحايا نظام استعماري غربي ظهر منذ اكتشاف أميركا عام 1492
"

أحمد بن بيلا: المهم هو أن إحنا ضحايا نظام استعماري غربي طلع منذ خمسمائة سنة منذ اكتشاف أميركا منذ 1492 السنة اللي سقطت فيها غرناطة بالذات وطلع غول اسمه اليوم النظام العالمي وعليه بوش إلى أخره هاي المشكل إحنا ما في أيدناش وحكامنا ما في أيدهم تقنية والله ما في ما أيدهم ما في أيدهمش وهاي حقيقة يعني الحكام بتاعنا يعني ما فيهم مفاتح يعني التنمية الحقيقية ما في أيدهمش والله مساكين بكل صراحة إحنا اليوم في حاجة واسمحوا لي أن..

أحمد منصور: الحكام مساكين؟

أحمد بن بيلا: نعم.

أحمد منصور: حكامنا دول مساكين؟

أحمد بن بيلا: والله دول مساكين.

أحمد منصور: ولا الشعوب هم اللي مساكين؟

أحمد بن بيلا: لأقل ضرر ما يضروناش بس كثير والله أما يعني نطلع ناصر انتهت هاديك المعركة بكل صراحة.

أحمد منصور: نبيل الجوهري من باريس نبيل.

نبيل الجوهري: مساء الخير يا أستاذ أحمد.

أحمد منصور: مساك الله بالخير، سؤالك؟

نبيل الجوهري: أنا هأكون سريع كده إحنا فخورين بك كنت أتمنى إن أنا أشوف صحفيين زيك كثير.

أحمد منصور: أشكرك شكرا جزيلا.

نبيل الجوهري: وبالنسبة لسيادة الرئيس بن بيلا أنا سعيد إن أنا شايفه لأن أنا من الجيل اللي عاصر الثورة الجزائرية وفي نقطة بس أنا كنت عايز أذكرها أنا فرحت جدا لما شفته بجوار الرئيس بومدين في احتفالات الثورة الجزائرية فكنت سعيد بوجوده وكنت فخور بأن بومدين أتى بمثل هذه الخطوة كبّرته في نظرة كثير جدا..

أحمد منصور: تقصد بوتفليقة؟

نبيل الجوهري: آه أنا أسف معلش.

أحمد منصور: تقصد الرئيس بوتفليقة نعم.

نبيل الجوهري: الرئيس بوتفليقة كبر في نظري جدا وهو يعني رئيس مناسب للجزائر في الوقت الحالي ونشكر للرئيس بومدين وقوفه بجانبه وبجانب الشعب الجزائري الشعب النبيل.

أحمد منصور: بوتفليقة تقصد.

نبيل الجوهري: اللي يعني عنده عزة نفس وكرامة وإحنا فخورين به.

أحمد منصور: شكرا جزيلا يا أستاذ نبيل.

أحمد بن بيلا: أنا عرفتها بالسمات في الأخ عبد العزيز بوتفليقة لأنني عينته كان وزير خارجي ينتهي في عمله 24 سنة.

أحمد منصور: كان أصغر وزير خارجية كان؟

أحمد بن بيلا: آه في العالم وبعدين كان رئيس الأمم المتحدة لمدة يعني سنين كذلك.

أحمد منصور: صلاح عبد العزيز من القاهرة صلاح.

صلاح عبد العزيز: ألو.

أحمد منصور: تفضل يا سيدي.

صلاح عبد العزيز: مساء الخير يا فندم.

أحمد منصور: مساك الله بالخير يا سيدي.

صلاح عبد العزيز: أولا إحنا بنحيي البرنامج لأنه فيه رقم للمشاهدين في القاهرة ودي حاجة جميلة جدا يعني بنشكر حضرتك عليها.

أحمد منصور: شكرا لك.

صلاح عبد العزيز: وطبعا سعداء جدا بأن إحنا نحاور الزعيم الجميل العظيم الخالد الرئيس أحمد بن بيلا رفيق عبد الناصر والزعيم اللي كلنا بنحبه وبنحترمه أنا بأسأل سيادة الرئيس يعني من وجهة نظر سيادتك ما الذي أوصل الجزائر إلى هذا الحال الذي وصلت إليه؟ وهل لو كان ترك الحكم لجبهة الإنقاذ بعد الانتخابات اللي حصلت واللي هي يعني رُفض إن جبهة الإنقاذ يعني تحكم والجيش تدخل وكده هل لو لم يتدخل الجيش وترك الحكم بجبهة الإنقاذ هل كان الوضع سيتغير وهل كنا سنتجنب كل هذه المذابح والمجازر والمآسي التي يعني تدمي قلوبنا جميعا؟

أحمد منصور: شكرا لك سؤال هام سيادة الرئيس.

أحمد بن بيلا: نعم جوابي هو أن لا جبهة التحرير ولا جبهة الإنقاذ ولا كانت تنجح أنا أرجع لكلامي الغرب هو المسيطر و النظام العالمي هذا اللي تكون منذ خمسمائة سنة مازال السائر، جاء قضى على الاستعمار قبل يعني شكلين هذا من قبل الاستعمار وخضنا إعلامه لأن إعلامه عندنا نشيد ما عندنا حاجة قرآن، كل القوانين بتاعة التنمية تأتينا من النظام العالمي وهذا البنك العالمي وهذا الإف بي وهذا اليونسكو كلها اسمح لي كلاب يعني تشتغل لوظيفة واحدة هي مص دماءنا وتديه للغرب، يعني النظام العالمي لازم القضاء على هذا النظام أو يعني نستمر نتقهقر كده ولا يمكن أبدا أن نستقل أو نتصرف كذلك يعني بحرية في قضايانا يعني الوطنية وغير الوطنية النظام العالمي هو السبب، النظام إلى يومنا هذا ابتداء أنا كيف طلعت أصبحت رئيس جمهورية اطلعت على هالشيء وهي كيف نبيع لهم هم اللي قرروا السعر وكيف يبيعوا لنا وهم اللي قرروا السعر من البداية إحنا مقدورين يا أخي.

أحمد منصور: أحمد العربي.

أحمد بن بيلا: والثقافة سامحني وبالخصوص الثقافة بتاعهم في الاقتصاد وفي.. ثقافة غربية متسلطة وإحنا نعيش اليوم من جراء هذا نعيش التاسع صليبية مُقنعة لكن تاسع صليبية، في هذه الصدد الدول اللي لازم يعني اللي خارجه عن القانون في بلد واحدة اللي هي مش عربية إسلامية وهي كوريا الآخرين الخمسة الآخرين أو عرب أو مسلمين هالحالة يعني طبعا بكلام آخره يظهر براق إلى آخره لكن بوش يا أخي هو رئيس صليبية أخرى مقنعة، لكن صليبية حقيقية ويعني هدفها الأساسي هو السيطرة على العالم بكل الطرق وإذا اقتضى الأمر بالحرب الآن رأيتهم في العراق وأنا مشيت 15 من العراق كلها هذا بيرسل لشو؟ الغرب النظام العالمي الغربي هذا لا يسمح بأي يعني شيء يذكر إحنا عندنا استقلال لكن كده استقلال سطحي.

أحمد منصور: في نصف دقيقة يا أحمد عربي من الدوحة سؤالك.

أحمد عربي: السيد الرئيس (كلمة بلغة أجنبية) يعني السلام عليكم أهلا بالبربرية، سؤالي بالتحديد كيف ستتعاملون مع أناس يُصرون ويتعرفوا على يعني القول من تسببوا في قتل الأناس بعينهم يتهمونهم بالتعذيب وبعينهم ولا يريدون أن يتنازلوا عن دعاويهم بأي طريقة وبأي شكل كان ويعرفونهم بالتاريخ وبالأسماء وبكل شيء وبالتفاصيل ولا يريدون أن يتنازلوا عنهم تحت أي شكل كيف ستتعاملون معهم سؤال محدد؟

أحمد منصور: شكرا يا أحمد.

أحمد بن بيلا: نعم سيدي نعم فعلا وقعت أشياء خطيرة في البلاد وما وقعتش من طرف واحد بكل صراحة يعني بغير ما أنت قلت..

أحمد منصور: لكن هو يقول الآن في أشخاص معروفين بالاسم ارتكبوا جرائم معروفة؟

أحمد بن بيلا: شوف أنا معه أن نقول هو مش ممكن الناس اللي تشرفوا على هذه الأعمال ممكن هم اللي يتشرفوا على أعمال المصالحة الوطنية.

أحمد منصور: لابد أن يكونوا بعيدا عن المصالحة تماما؟

أحمد بن بيلا: لازم يكونوا بعاد لازم بصفة أخرى لازم مش نفس الناس.

أحمد منصور: كل من هو متهم في الأعمال يُنحى عن المصالحة؟

أحمد بن بيلا: الناس اللي هم قاموا بهذه الأعمال لمدة عشرة مش هم اللي يجيبوا لنا المصالحة الوطنية هذا أنا متفق عليه لكن..

أحمد منصور: يعني المصالحة لابد من ناس نضاف ليس لهم علاقة بهذه الجرائم؟

أحمد بن بيلا: هذه وسيلة الوسيلة لازم تتغير يعني لازم يكون وسيلة أخرى هم كان وسيلة لشيء مش ممكن نفس الوسيلة لشيء أخرى معاكس تماما أنا مع هذا. ولكن هذه الأشياء ما تقعش كده بوقفة سحرية لازم نشتغل فيها وفي رأيي هذا موجود عندنا ابتدت تتغير بعض الأشياء من غير ما نقدم أسامي عندنا بالبلاد وعارف بأن للأخ عبد العزيز ماض في هذا الأقل يصلح ولكن بغير كذلك ما يتسرع أكثر من اللازم وربما يعمل أشياء مش..

أحمد منصور: في دقيقة واحدة ماذا تقول للشعب الجزائري الآن من خلال هذا المشروع وكيف يُهيأ الناس الآن لقضية المصالحة هذه الوئام؟

أحمد بن بيلا: هي هذا القضاء على مسألتين سيدي عندنا مسألتين أساسية، المسألة الأولى هل الغلاء بتاع المعيشة يعني المغالاة بتاعة المعيشة اللي أصبحت يعني لا تطاق الشريحة هذه المتوسطة عندنا يعني انصابت كثير في هذا.. يعني الجوع والفقر يكاد الفقر أن يكون كفر هذا عندنا موجود وعندنا أن أربعين مليار.. وعندنا كذلك رشوة ولكن كذلك ابتدأ العمل في هذا الإطار وابتدأت مسألة الرشوة معروفة يعني مسألة الخليفة مسألة إلى آخره.

أحمد منصور: أشكرك سيادة الرئيس شكرا جزيلا على ما تفضلت به كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، ضيف الحلقة القادمة أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في الأمم المتحدة وأكثر الشخصيات التي تنتقدها الولايات المتحدة الأميركي وتطالب بإقالتها من المنظمة الدولية تيجان سيغلر مفوض الأمم المتحدة للحق في الغذاء، في الختام أنقل لكم تحيات فريقي البرنامج من القاهرة والدوحة وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من القاهرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.