هاينز فيشر - احمد منصور  العلاقات النمساوية العربية
بلا حدود

العلاقات النمساوية العربية

تناقش الحلقة موقف النمسا مما يدور في فلسطين والعراق، وواقع المسلمين ومستقبلهم في النمسا، وما أسباب تراجع علاقتها المميزة بالعرب.

– موقف النمسا من الحرب على العراق
– الحرب على الإرهاب وتبعاتها

– الوزن الدولي للنمسا وطبيعة علاقتها بإسرائيل

– مشاركات المشاهدين

undefined

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحييكم على الهواء مباشرة من القصر الرئاسي في العاصمة النمساوية فيينا وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود، رغم الحروب الطويلة التي خاضها المسلمون الأتراك ضد الإمبراطورية النمساوية والتي كان أخرها قبل أكثر من ثلاثمائة عام حيث وصل المسلمون إلى أسوار فيينا إلا أن المسلمين في النمسا الآن يتمتعون بحقوقهم كاملة وذلك وفق مرسوم إمبراطوري صدر عام 1912 وجُدِد عام 1979 وبهذا تعتبر النمسا هي الدولة الأوروبية الغربية الوحيدة التي يتمتع فيها المسلمون بحقوقهم كاملة وعلاوة على ذلك فإن العلاقات النمساوية العربية مرت بمراحل من التميز ربما كان أبرزها في عهد المستشار النمساوي الأسبق برونو كرايسكي الذي حكم خلال الفترة ما بين عامي 1971 إلى 1983 ولأن الرئيس الحالي هاينز فيشر الذي اُنتخِب في أبريل الماضي رئيسا للنمسا ينظر إليه على أنه امتداد لكرايسكي وأفكار فإننا نحاوره اليوم حول النمسا والعالم العربي والنفوذ الأميركي في المنطقة وقضايا عديدة أخرى، ولد فيشر في التاسع من أكتوبر عام 1938 بمدينة غرادس درس القانون والعلوم السياسية بجامعة فيينا عام 1956 وحصل على الدكتوراه في القانون من نفس الجامعة عام 1975، اُنتخِب رئيسا للبرلمان النمساوي للمرة الأولى في نوفمبر عام 1990 وجُدِد له ثلاث مرات حتى ديسمبر عام 2002 وبعد إعادة انتخابه مرة ثانية رئيسا للمجلس استقال في السادس عشر من يونيو عام 2004 عقب انتخابه رئيسا للجمهورية النمساوية في الخامس والعشرين من أبريل الماضي، ألف العديد من الكتب والنشرات في حقل القانون والعلوم السياسية في الخامس والعشرين من أبريل الماضي انتخب رئيسا للنمسا، سيادة الرئيس مرحبا بك.

هاينز فيشر: طاب مساؤكم.

موقف النمسا من الحرب على العراق

أحمد منصور: نشكرك على هذه المقابلة التي تخاطب فيها مشاهدينا العرب في أنحاء العالم وأبدأ معك من الحرب المشتعلة الآن في مدينة الفلوجة في العراق التي تشهد حسب بيان صدر من هيئة علماء المسلمين حرب إبادة من قِبَّل القوات الأميركية ما تعليقك على ما يحدث في مدينة الفلوجة وبها مائة ألف مدني حسب أخر التقارير؟

"
الحرب على العراق غير شرعية وغير قانونية لأنها افتقدت إلى تفويض واضح من مجلس الأمن
"

هاينز فيشر: في البداية أود أن أحيي كل المشاهدات والمشاهدين في العالم العربي لإتاحة هذه الفرصة لأول مرة لي لأتحدث إلى السيدات والسادة في العالم العربي وأنا أفعل هذا بكل سرور وسعادة أما ما يتعلق بالحرب في العراق كان موقف النمسا وبالذات موقفي الشخصي تمثل في أن الحرب ما كان لها أن تتم إلا بدون تفويض واضح من مجلس الأمن الدولي للقيام بعمليات عسكرية ذلك لأن هذا هو الفرق بين الحرب التي نراها كنمساويين محايدين بأنها حرب غير شرعية غير قانونية لأنها افتقدت إلى تفويض واضح من مجلس الأمن، كانت أمنيتي أن تستمر المفاوضات بين الأطراف المختلفة بناء على قواعد الشرعية الدولية والأمم المتحدة وأعتقد أن التاريخ دائما يوضح لنا شيئا واقعيا وهو أن الحرب قد تحل مشكلة واحدة ولكنها تخلق مشكلتين أخريين وإذا حلت الحرب مشكلتين تسببت في وجود أربع مشاكل وهذا هو الموقف الذي نراه حاليا في العراق.

أحمد منصور: موقف حكومتكم في النمسا غير واضح بالنسبة للحرب في العراق قالت إنها تقف في الوسط ما معنى الوقوف في الوسط بين الحرب والدبلوماسية أو الوقوف في وضع مثل العراق الآن فيه احتلال وفيه مقاومة؟

هاينز فيشر: هذه العبارة التي تقول بأن موقف النمسا كانت تقف في المنتصف أو في الوسط هذه العبارة سببت مناقشات كثيرة في النمسا لأنه لا يوجد منطقة وسط بين الحرب والسلام فكذلك في حالة وجود قرار من مجلس الأمن أو عدم وجود مثل هذا القرار لا يمكن للإنسان أن يتخذ موقفا في الوسط وهذا ما حاولت أن أؤكد عليه دائما أن النمسا دولة محايدة والتي تتبنى نفس موقف معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لأننا لسنا تابعا لأي جزء من هذا العالم ولكننا كنا نفضل وهذا أيضا هو موقف الحكومة النمساوية أن العمليات العسكرية قد يُسمَح بها فقط إذا تعرضت أي دولة لاعتداء في هذه الحالة فهي تدافع عن نفسها وفقا لقوانين وقواعد الأمم المتحدة أو في حالة أن يخول مجلس الأمن بقرار واضح قيام أو شن حرب على أي دولة وهذا هو موقف النمسا..

أحمد منصور [مقاطعاً]: معنى ذلك أنك تختلف مع حكومة النمسا التي تقف في الوسط ولك موقف مغاير وترى موقفا مضادا لما يقوم به الأميركان في العراق؟

هاينز فيشر [متابعاً]: كما ذكرت لكم من قبل أن هذه العبارة التي طُرِحت خلال الحملة الانتخابية حملة الانتخابات الرئاسية ولكن السيدة وزيرة الخارجية السابقة قالت أيضا إنها تقف مع الشرعية الدولية والموقف الواضح للنمسا وهذا هو موقف كل الأحزاب النمساوية الذي يعبرون عنه اليوم بكل دقة ووضوح نحن مع أن العمليات العسكرية لا يجب أن تتم إلا إذا كانت في حالة الدفاع عن النفس أو بتفويض مباشر وواضح من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهذا هو الرأي المنتشر في النمسا حتى في مختلف الأحزاب السياسية.

أحمد منصور: إذاً أنت ترى أن من حق العراقيين الدفاع عن أنفسهم؟

هاينز فيشر: ما يحدث الآن في العراق لا يمكن للإنسان أن يصفه بأنه دفاع عن النفس أو دفاع عن الوطن حتى حسب معلوماتي فإن هناك تداخلا فيما يسمى بالمقاومة وهناك مشاكل وأزمات بين السلطة العسكرية والشرطة في الحكومة العراقية المؤقتة وهناك تداخل في الصورة هذه حالة مأساوية أتمنى أن الحكومة المؤقتة الحالية تتمكن من فرض النظام في الدولة وأن توفر الأمن لكل مواطني العراق بقدر الإمكان لتتمكن من إقامة الانتخابات إجراء الانتخابات في الوقت المناسب ولكن الانتخابات تتطلب شروطا معينة وهي أن ينتشر الأمان لتشكيل حكومة شرعية كلما كان ذلك مبكرا كلما كان هذا أفضل للعراق..

أحمد منصور: هل ما يحدث الآن ممكن أن يقود للأمان بعيدا عن التداخل في الصورة الذي ذكرته هذا بعيدا عن هذا التداخل أنا أتكلم عن حق المقاومة أنتم هنا تعرضتم للاحتلال الألماني من مارس 1938 إلى أبريل 1945 وكان هناك أشكال من المقاومة بالنسبة للاحتلال الألماني وكان من حق النمساويين أن يقاوموا الألمان أما تعتبر أن من حق العراقيين بشكل واضح بعيدا عن التداخلات مقاومة الاحتلال الأميركي؟ أسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير، نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار فأبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من القصر الرئاسي في العاصمة النمساوية فيينا حيث نحاور الرئيس النمساوي هاينز فيشر كان سؤالي لك عن حق المقاومة.

هاينز فيشر: أرجو منكم ألا تقارنوا الأوضاع في النمسا في عام 1938 والأوضاع في العراق في الوقت الحالي، في ذلك الوقت عندما دخلت القوات النازية الألمانية النمسا في عام 1938 واستولت على النمسا في ذلك الوقت كان على النمساويين أن يقاوموا المحتل الأجنبي في ذلك الوقت أما الوضع في العراق فهو مختلف فهناك صراعات مختلفة في العراق ومتداخلة..

أحمد منصور: أما تعتبر القوات الأميركية الموجودة في العراق قوات احتلال أما تعتبر ما يحدث في الفلوجة من قوات احتلال ضد شعب مدني موجود وضد ناس لهم حق المقاومة؟

هاينز فيشر: أعتقد أن التقييم الموضوعي لهذا الوضع لا ينكر أن تدخل الجنود الأجانب في العراق يمكن أن يوصف على أنه احتلال.

أحمد منصور: إذاً من حق العراقيين مقاومة الاحتلال؟

هاينز فيشر: في النمسا خلال الفترة من 1945 و1955 كان هناك احتلال عسكري للنمسا أيضا ولكن لم توجد في ذلك الوقت مقاومة عسكرية من النمساويين ضد قوات الاحتلال في ذلك الوقت لذلك لا يستطيع الإنسان أن يقارن بين الأوضاع الحالية الموجودة حاليا في العراق وما أود أن أؤكد عليه مرة أخرى في هذا المقام أن الاعتداء على العراق كان بدون تفويض واضح من مجلس الأمن كان خطأ وأنه تسبب في حدوث مشاكل كثيرة قد يبدو أنها من الصعب حلها أو يستحيل حلها وهذا الموقف صعب الذي يتسبب في وقوع ضحايا كثيرة وحياة كثير من العراقيين هذا يصعب الأمر في العراق..

أحمد منصور: ما الذي ينبغي فعله لحل أزمة العراق في تصورك؟

"
لحل أزمة العراق يجب أن يبحث العراقيون عن توافق في الآراء وتوصل لحل وسط وأن يعمل العالم على تجميع رأي موحد  يساعد في الوصول إلى حل للمشكلة
"

هاينز فيشر: أعتقد أنه يجب أن يبحث العراقيون أنفسهم عن توافق في الآراء وتوصل لحل وسط وأن يعمل العالم على تجميع رأي موحد وقوي يساعد على الوصول إلى حل للمشكلة وهذا الحل يمكن أن يساعد الخروج من هذه..

أحمد منصور: هل يمكن أن يحدث هذا في ظل الاحتلال؟ هل يمكن أن يحدث في ظل الاحتلال الأميركي وأن أميركا هي القوة الأولى في العالم الذي تهيمن عليه؟

هاينز فيشر: لا أعرف إن كان هذا يمكن حدوثه في ظل الاحتلال الأميركي أم لا ولكني أرجو أن تجرى مفاوضات حتى يمكن فتح أكثر من باب للخروج من هذه الأوضاع السيئة وأعتقد أيضا أن هناك عددا من الحكومات العربيات الأخرى في المنطقة يمكنهم أن يقترحوا مداخل أخرى قد تكون أكثر ملاءمة للأوضاع في العراق حتى يمكن التوفيق بين التجمعات العرقية المختلفة في العراق وأتباع الديانات المختلفة في العراق.

الحرب على الإرهاب وتبعاتها

أحمد منصور: في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر أعلنت الولايات المتحدة وشاركتها الدول الأوروبية الحرب على ما يسمى بالإرهاب لكن كثيرا من المسلمين يرون أن هذا كان حربا على الإسلام بالدرجة الأولى وانتهاك واضح لحقوق المسلمين ما هو موقفك من هذه الاتهامات ومن قضية الحرب على الإرهاب وأسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير، نعود إليكم بعد موجز قصير للأنباء من استوديوهاتنا في الدوحة لمتابعة هذا الحوار فابقوا معنا.

[موجز الأنباء]

أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من القصر الرئاسي في العاصمة النمساوية فيينا ذلك القصر الذي كان مقرا للإمبراطورية النمساوية والذي أكتمل بناؤه عام 1691 وأصبح مقرا للجمهورية بعد ذلك ومن هذه الغرفة تحديدا غرفة الإمبراطورة ماريا تريزا التي كانت أشهر من حكم خلال ستمائة عام من عمر الإمبراطورية النمساوية، وُلِدت عام 1717 تولت الحكم عام 1740 وبقيت إلى عام 1780 حكمت أربعين عاما وكانت لا تعترف بتحديد النسل فقد ولدت 16 ولدا وبنتا وهي من أشهر من حكم النمسا خلال فترة الإمبراطورية، سيادة الرئيس مرحبا بك مرة أخرى أردنا أن نعطي المشاهدين العرب شيئا عن هذا القصر وهذه الغرفة والإمبراطورة ماريا تريزا التي يهتم النمساويون جميعا بتاريخها كان سؤالي لك عن الإرهاب وتحوله إلى حرب على الإسلام والمسلمين.

"
أرفض لصق تهمة الإرهاب بالإسلام وبالمسلمين لأن الإسلام يتضمن قيما كغيره من ديانات العالم الكبرى تدعو إلى التعايش السلمي
"

هاينز فيشر: بالطبع هناك حق مكفول لكل دول العالم بدون استثناء للدفاع عن نفسها والإرهاب ليس هو الإسلام وليس هو المسلمون، أنا أرفض بكل وضوح لصق تهمة الإرهاب بالإسلام وبالمسلمين لأن الإسلام يتضمن قيما أخرى كغيره من ديانات العالم الكبرى تدعو إلى السلام والتعايش السلمي ولذلك فإذا كانت الحرب على بعض الجماعات الإرهابية والتنظيمات الإرهابية يجب ألا يُلصَق هذا بدين أو بأتباع دين.

أحمد منصور: هل الأسلوب الذي تقوم به أميركا في الحرب على الإرهاب يمكن أن يأتي بنتائج فعلا ويتم القضاء على الإرهاب أم أنه يجعل العالم يعيش في حالة من الفوضى وعدم الأمن كما هو حادث الآن؟

هاينز فيشر: رأيي الشخصي يتمثل في أن الحرب على الإرهاب والصراع ضد الإرهاب لا يتناول بشكل كاف أسباب الإرهاب وجذور الإرهاب وهذا ما يجب أن يتم التعامل معه مع جذور وأسباب الإرهاب وليست الظاهرة وحدها وهذا ما يسبب لي قلقا وهو ما يدفعني أن أوجه انتقادي أيضا للأسلوب الذي يتعامل به عدد كثير من الدول في مكافحة الإرهاب لأنهم يتجاهلون أسباب الإرهاب وجذوره.

أحمد منصور: في الوقت الذي يعاني فيه المسلمين في معظم الدول الأوروبية من عملية تضييق شاهدنا أو عشنا أمس هنا في القصر الرئاسي دعوتك للمرة الأولى في تاريخ النمسا إلى الجالية أو رموز الجالية المسلمة هنا التي يزيد عددها عن أربعمائة ألف لتناول الإفطار وكان هنا حفل كبير أمس في القصر الرئاسي كيف تنظر إلى واقع المسلمين في النمسا وواقع المسلمين في أوروبا؟

هاينز فيشر: أنتم على حق لقد سمحت لنفسي أن أدعو عددا من ممثلي التجمعات الإسلامية في فيينا لحضور حفل إفطار لنؤكد على المناخ الودي الذي يسود العلاقة هنا بين المسلمين كأقلية في النمسا وأنهم يمثلون حوالي نسبة تتراوح ما بين 4% و4.5% ولكنهم يعيشون هنا في سلام وأنهم إتباع دين معترف به ويُسمَح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية ولا نعاني من مشكلة الحجاب في النمسا في هذه البلاد وهذا شيء مهم جدا والمسؤولون النمساويون مكلفون هنا أن يسعوا إلى تحقيق حياة سلمية وتعايش سلمي بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم أيضا من الذين لا يتبعون ديانة معينة وحتى يستمر الوضع في النمسا كما قلنا.

أحمد منصور: يعني أنت تحدثت عن الحجاب وربما من الأشياء التي كانت بارزة أمس هو أنه في الوقت الذي لا يُسمح فيه الآن للمسلمات بدخول المدارس في فرنسا وربما في بعض المقاطعات في ألمانيا كان أمس يجلس عن يمينك محجبة وعن يسارك محجبة وكان هناك أكثر من عشر محجبات هنا معنى ذلك أنه لا مشكلة مستقبلا في وضع الحجاب بالنسبة للمسلمات في النمسا؟

هاينز فيشر: أرى أنكم على علم بما يجري في النمسا هنا ويسعدني أيضا أن يعلم الجميع أن السيدات والسادة الذين دعوتهم بالأمس إلى قصر الهوفبورغ لم يكن لدي أي نية في أن أفرض عليهم نوعا معينا من الزي والملابس التي يرتدونها وعليهم أن يشعروا هنا بكل ارتياح وأننا نحترم عاداتهم وتقاليدهم وكما أرجو منهم أيضا ومن الآخرين أن يحترموا عاداتي وتقاليدي وهذا هو الحل الذي أراه واقعيا.

أحمد منصور: هل ستشهد أوروبا مزيدا من التضييق على المسلمين في الفترة القادمة في ظل التضييق الذي بدأ في بعض الدول وسن قوانين مضادة للمسلمين؟

هاينز فيشر: في الوقت الراهن الذي نتحدث فيه الآن هناك اضطرابات وهناك قلق في هولندا بعد اغتيال إحدى الشخصيات الهولندية ولكن على المدى الطويل إذا نظرنا إلى هذا الأمر على أوروبا أن تتمسك بمبادئ التسامح والتعددية وحرية الأديان، في النمسا هناك اعتراف رسمي بالديانة الإسلامية منذ عام 1912 أي من حوالي تقريبا قرن من الزمان وقد تعودنا على ذلك على التعامل مع المسلمين وهذا ما يجب أن يستمر وقد يكون من الأجمل أن نحافظ على هذا التوازن من التسامح وأن ينتشر هذا الأمر في كل أوروبا.

الوزن الدولي للنمسا وطبيعة علاقتها بإسرائيل

أحمد منصور: هناك حساسية خاصة في العلاقات بين العرب وبين إسرائيل وقبل أسابيع استقبلتم الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف هنا في النمسا وكانت الزيارة الأولى لرئيس إسرائيلي منذ قيام إسرائيل هل تتمتع إسرائيل بعلاقة خاصة مع النمسا؟

هاينز فيشر: يتحمل النمساويون أيضا جزءا من المسؤولية عن الأحداث التي وقعت حتى سنة 1945 وأعتقد أن على النمساويين أن يعترفوا بماضيهم وأن يدينوا ما يجب إدانته وهذا يمكن تحقيقه في حالة التطلع إلى المستقبل بالدخول في حوار مع كل الأطراف وعندما كان الرئيس الإسرائيلي في فيينا كانت بالنسبة لنا زيارة هامة ولكن في هذه الزيارة لم أنس أن أشير وأنوه بأهمية حصول فلسطين على حقوقهم واستمرار العمل بكل جدية في مسيرة السلام وهذا تقليد نمساوي معروف قد بدأه المستشار الراحل بورنو كرايسكي وقد كنت على مقربة دائما من برونو كرايسكي وأنا أرى أن الحل يجب أن يتمثل في الحوار وفي المفاوضات ويجب أن يراعي هذا الحل المطالب المشروعة لكل من فلسطين وإسرائيل..

أحمد منصور: مطالبتك للنمساويين بالاعتراف على ما تم عام 1945 أما يقتضي أيضا أن يتخذ النمساويون المحايدون موقفا مما يقوم به الإسرائيليون ضد الفلسطينيين أما يقتضي أن تتخذوا موقفا مما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين الآن من مذابح من مجازر من هدم للبيوت من اعتداءات على المدنيين؟

هاينز فيشر: أعتقد أن على أوروبا مسؤولية يجب أن تتحمل مسؤولية بأكملها ونحن كأعضاء في الاتحاد الأوروبي علينا أن نتبنى موقفا شاملا وهذا يكون موقف معتدل قد يعرضنا في بعض الأحيان إلى النقد من هذا الجانب أو من الآخر ولكني أعتقد أن الموقف الأوروبي موقف الاتحاد الأوروبي بالنسبة لمشكلة الشرق الأوسط أعتقد أنه موقف عادل ويرتكز على مجهودات عميقة لحل المشكلة.

أحمد منصور: لكن أنتم النمسا تحديدا هنا وليس الاتحاد الأوروبي أنتم دولة محايدة أما يعطيكم هذا الحياد قوة لممارسة ضغط؟

"
لسنا في حاجة لقوة عسكرية لنفرض سلامنا ولكن نستطيع ممارسة سلطتنا وقوتنا الاقتصادية من خلال الاتحاد الأوروبي
"

هاينز فيشر: لا أعتقد أننا لدينا قوة وسلطة بالنسبة لنا كدولة محايدة أن نمارس ضغوط كثيرة فنحن لسنا في حاجة لقوة عسكرية لنفرض سلامنا وأمننا هنا في البلاد ولكننا نستطيع أن نمارس سلطتنا وقوتنا الاقتصادية من خلال الاتحاد الأوروبي أما ما يتعلق بالحياد فهو سبب آخر إضافي يجعلنا أن نسعى للتوصل إلى حل عادل لا يميل إلى طرف من الأطراف ولكن يرتكز على أرض الحقيقة والواقع والشرعية..

أحمد منصور: لكن كرايسكي استغل حياد النمسا في أن يضع لها وزنا دوليا كبيرا وكان للنمسا في عهد كرايسكي نفوذ كبير في الخارج مستندا إلى حيادها إلى قضية الحياد التي مُنِحت للنمسا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، الدول ليست بأحجامها ولكن بحجم تأثيرها وأنتم تستطيعون أن تؤثروا إذا أردتم ذلك ليس لديكم أي مخطط لاستعادة ما كانت عليه النمسا من ثقل دولي في ظل الهيمنة الأميركية الآن على العالم؟

هاينز فيشر: لقد كنت لعدة سنوات نائبا لبرونو كرايسكي وقد عملت معه عن قرب وقد يطول حديثنا لعدة ساعات عن برونو كرايسكي ولكني أستطيع أن أقول لكم أن ما حققه برونو كرايسكي كان أنه هو الأول من قال بأن حل مشكلة الشرق الأوسط لن يتم إلا في حالة الاستماع إلى طرفي النزاع والوضع الذي وجده أمامه في ذلك الوقت لم يكن هناك أي حوار يدور مع الجانب الفلسطيني وهذا ما حققه وتمكن من تحقيقه برونو كرايسكي ومكن ذلك الموقف وهذا ما أعلنه أمام الأمم المتحدة وأمام كل الدول الأوروبية أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن يتم إلا إذا كانوا متكافئين كأطراف في المفاوضات لتحقيق مطالبهم المشروعة..

أحمد منصور: ليس هناك تكافؤ الآن يعني أنت الآن تتابع الوضع في القضية الفلسطينية المجتمع الدولي صامت على ما يحدث للفلسطينيين مسيرة التسوية منهارة الرئيس عرفات في غيبوبة يقال إنها غيبوبة الموت معنى ذلك إسرائيل تمارس الغطرسة والقوة ولا تنصت لأحد معنى ذلك أن القضية الفلسطينية في طريقها إلى مزيد من التدهور؟

هاينز فيشر: أعتقد أنني يجب أن استغل هذه اللحظة لأعبر عن موقفي الشخصي من حالة السيد الرئيس ياسر عرفات وإنني أشعر بالألم للتطورات الأخيرة التي ألمت به وقد تمكنت من التعرف عليه عن قرب في أكثر من مناسبة وإذا تطلعنا إلى المستقبل فقد تكون هناك فرصة لبدء مرحلة جديدة بآمال جديدة وتطلعات جديدة للتغلب على المآسي التي عاشتها الأطراف في الأوقات الماضية.

أحمد منصور: النمسا هي المقر الثالث للأمم المتحدة يعني بعد نيويورك وجنيف أنتم المقر الثالث للأمم المتحدة ومباني الأمم المتحدة في جنيف مباني ضخمة وتحتل.. لماذا لا نسمع صوت النمسا نسمع صوت أميركا فقط لماذا نسمع صوت النمسا وأنتم الأمم المتحدة في بلادكم؟

هاينز فيشر: أعتقد أنكم تسمعون إلى صوت النمسا حينما تريدون أن تسمعوا هذا الصوت وهكذا أيضا ما يحدث بالنسبة لدول أخرى كالسويد وفنلندا أو فرنسا ولكن أصوات النمسا والسويد وفنلندا وهي الدول المحايدة لا يكفي لحل هذه المشكلة لأن هذه المشكلة يجب أن تتدخل القوى العظمى في العالم لحلها فالولايات المتحدة تلعب دورا كبيرا وهاما وفي بعض المرات يشعر الإنسان بالمرارة لأنه لا يستطيع أن يتوصل إلى حل لمشكلة استمرت لعقود طويلة حتى الآن وفي بعض الأوقات أشعر بنوع من اليأس.

أحمد منصور: لديكم اهتمام عالي بالإنسان لماذا لا نسمع صوتكم فيما يتعلق بحقوق الإنسان المهدرة في بلادنا المهدرة في العالم العربي المهدرة في فلسطين المهدرة في العراق لماذا لا ترفع النمسا صوتها في هذا الجانب إذا لا تستطيع أن تواجه في مجال السياسة؟

هاينز فيشر: أعتقد أنني في هذه اللحظة التي استغلها لأظهر على شاشة قناتكم أنني أعتقد أن حقوق الإنسان شيء هاما جدا وأن الاتحاد الأوروبي وضعه في دستوره الجديد وأعتقد أن رأيي في هذا الأمر يجب أن أعبر عنه في كل الأمور فيما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان.

أحمد منصور: هل تعتقد أن النمسا تعيش مرحلة تراجع سياسي الآن هل تعتقد أن عهد كرايسكي يمكن أن يعود مع واحد من المقربين له بعد عشرين عاما مثلك هل الاشتراكية الدولية لا زال لها مجال لكي تنافس الولايات المتحدة أو تدخل في مجال عمل توازن أم أن الاشتراكية الدولية ماتت وأيضا تأثير دول مثل النمسا في السياسة الدولية سيصبح تأثيرا ضعيفا؟

هاينز فيشر: الاشتراكية الديمقراطية لم تمت ولكني أود أن أوضح لكم نقطة هامة في الوقت الذي عاش فيه كرايسكي كان الاتحاد الأوروبي يضم 12 دولة ولم تكن النمسا عضوا في الاتحاد وخارج الاتحاد الأوروبي مارست النمسا سياساتها أما اليوم فلدينا اتحاد أوروبي يضم 25 دولة ويضم أكثر من خمسمائة مليون مواطن والنمسا عضو في الاتحاد الأوروبي وتتوجه سياسيا نحو أو بناء على هذه السياسة التي يتبناها الاتحاد الأوروبي، نستطيع أن نمارس بعض النفوذ في السياسة الأوروبية ولكنا لسنا وحدنا التي نحددها وهذا ما هو يتاح لنا قبل أن ننضم لعضوية الاتحاد الأوروبي.

أحمد منصور: طالما تتحدث عن الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبي يتخذ موقف من تركيا رافض لدخولها أنتم هنا تقبلون المسلمون الجالية التركية هنا في النمسا جالية ربما يزيد عدد عن مائة ألف مسلم وحدها هل أنتم كدولة هل أنتم كنمسا هل تتفقون مع موقف الاتحاد الأوروبي في رفض دخول تركيا وتعتبرون الاتحاد الأوروبي نادي مسيحي مغلق أم أنكم ما موقفكم من طلب تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي؟

هاينز فيشر: الاتحاد الأوروبي لم يقرر بعد إن كان تركيا لن تنضم للاتحاد الأوروبي وأود أن أؤكد أن الاتحاد الأوروبي سيقرر في ديسمبر المقبل عن بدء المفاوضات مع تركيا حول مسألة العضوية ولكن ما يجب أن أضيفه في هذا الأمر أن المفاوضات مع تركيا لا تعني أن هناك ضمانا لانتهائها بانضمام تركيا في عضوية الاتحاد الأوروبي ولكن على ما يبدو أن المفاوضات ستبدأ وستكون مفاوضات صعبة وعصيبة وقد تستمر أعواما طويلة ولا أستطيع أن أتنبأ اليوم أو الآن بما ستؤول إليه هذه المفاوضات وأنا شخصيا أؤيد بدء المفاوضات مع تركيا حول العضوية في الاتحاد الأوروبي.

أحمد منصور: هل تؤيد دخول تركيا الاتحاد الأوروبي معنى ذلك؟

هاينز فيشر: هذا يعني أننا سنجري مفاوضات جادة وبناءه وحينما تُحل المشاكل المالية وحينما يتمكن إلى مرحلة انتقالية مناسبة وحينما تُحل المشاكل المتعلقة بالقطاع الزراعي وحرية وهكذا وحرية التناقل للمواطنين داخل المنطقة الأوروبية في هذه الحالة قد يكون دخول تركيا ذات مغزى ولكني ضد ألا تدخل تركيا الاتحاد الأوروبي لأنها ليست دولة إسلامية أنا ضد هذا الأمر.

أحمد منصور: العلاقات العربية النمساوية في هذه المرحلة يعني شهدت في مرحلة كرايسكي نمو وبعده أيضا هناك تميز في هذه العلاقة كيف تنظر أنت إلى العلاقات النمساوية العربية ومستقبلها في ظل بداية رئاستك للنمسا اسمح لي أسمع الإجابة بعد فاصل قصير، نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار مع الرئيس النمساوي هاينز فيشر فأبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من القصر الرئاسي في العاصمة النمساوية فيينا حيث نجري هذا اللقاء مع الرئيس النمساوي هاينز فيشر، فخامة الرئيس ما رؤيتك لمستقبل العلاقات العربية النمساوية؟

هاينز فيشر: أنا شخصيا أعتقد وهذا ما أتفق معه مع الحكومة النمساوية نحن سعداء لدرجة العلاقات المتميزة التي تربطنا مع كافة أو معظم الدول العربية وكذلك العلاقات الاقتصادية وأعتقد أن تقييمي العام للعلاقات العربية النمساوية إيجابي وحينما أزور دول عربية وهذا ما يحدث في أكثر من مرة فأرى الانطباع الجيد والإيجابي لدى المواطنين العرب عن العلاقات العربية النمساوية.

مشاركات المشاهدين

أحمد منصور: اسمح لي هناك مجموعة من الشخصيات العامة العربية رؤساء تحرير الصحف مفكرين وكتاب شخصيات سياسية ستشارك معي في توجيه بعض الأسئلة إليك، أبدأ مع الأستاذ جهاد الخازن رئيس التحرير السابق لجريدة الحياة من لندن أستاذ جهاد مرحبا بك.

جهاد الخازن: مرحبا بك أسأل الرئيس؟

أحمد منصور: تفضل توجيه أسئلتك لفخامة الرئيس تفضل.

جهاد الخازن: مساء الخير أسأل السؤال؟

أحمد منصور: تفضل يا سيدي نعم.

جهاد الخازن: كنت أسأل السيد الرئيس هل لاحظ فرقا في العلاقات بين الشعوب العربية والدول العربية والنمسا هل كان هناك فرق بين أن يكون الحكم في النمسا مع الاشتراكيين أو مع الديمقراطيين المسيحيين أو أن العلاقة بين شعب النمسا والشعوب العربية ستتجاوز نوع الحزب الحاكم في فيينا؟

أحمد منصور: رائع هل هناك سؤال آخر؟

جهاد الخازن: كنت أحب أن أسأله يعني ما رأيه هلا في مرض الرئيس عرفات والحديث عن خلافته ماذا يتوقع أو يرجو أن يحدث مع التغيرات الفلسطينية القادمة؟

أحمد منصور: شكرا لك أستاذ جهاد شكرا لك خاصة وأنه كان على علاقة قريبة بالرئيس عرفات، اتفضل فخامة الرئيس هل هناك فرق في العلاقات النمساوية العربية بين أن يكون الحكم مع الاشتراكيين أم مع المسيحيين الديمقراطيين أم مع الأحرار أو حزب الحرية؟

"
موقف الأحزاب النمساوية المختلفة متحد ومتوافق، ولا يوجد خلاف بين مستشار سياسي من الحزب الاشتراكي أو غيره من الأحزاب النمساوية بالنسبة للعلاقات العربية النمساوية
"

هاينز فيشر: لا هناك عناصر كثيرة في السياسة الخارجية النمساوية لا خلاف عليها بين مختلف الأحزاب النمساوية وما يتعلق بالعلاقات العربية النمساوية رأي وموقف الأحزاب النمساوية المختلفة متحد ومتوافق في هذا الموقف فلن تجد خلافا بين مستشار سياسي من الحزب الاشتراكي أو غيره من الأحزاب النمساوية بالنسبة للعلاقات العربية النمساوية.

أحمد منصور: كونك الرئيس الآن تمثل الحزب الاشتراكي وكون المستشار يمثل حزب الشعب هل هناك صدام يمكن أن يقع في الرأي والخلافات بينكم خاصة في القضايا الخارجية مثل ما يحدث مثلا في العراق ربما هناك اختلاف في الآراء ما يحدث هل يمكن أن يحدث أيضا في القضايا الداخلية مشاكل في هذا الأمر؟

هاينز فيشر: هذا شيء مثير للعجب في النمسا أن يكون هناك مستشار ينتمي لحزب شعب ورئيس من الحزب الاشتراكي ولكننا اتفقنا منذ اللحظة الأولى على أننا سنبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى موقف موحد بيننا بالنسبة للسياسة الخارجية وهذا ما تم أيضا وهذا ما أستطيع أن أؤكده أيضا بالنسبة للعلاقات العربية النمساوية فلا أجد أي اختلاف بين موقف الرئيس أو المستشار.

أحمد منصور: يعني في هذا الإطار أيضا أريد أسألك سؤال هام جدا يعني أنتم كنمسا لكم علاقات مع كل دول العالم هل تجدون الزعماء أو الحكومات العربية حريصة على العلاقات مثل حرص الدول الأخرى يعني حينما أتى الرئيس الإسرائيلي رتب أشياء خاصة بإسرائيل هل حينما يأتي زعيم عربي هل يتحدث في نفس الأشياء أم كلها تدخل في إطار المجاملات وعدم الاهتمام أيضا؟

هاينز فيشر: إذا كنت قد فهمت سؤالك على الوجه الصحيح أعتقد أن العلاقات مع زعماء العالم العربي علاقات جيدة للغاية وبما أنكم ذكرتم الزيارة التي قام بها الرئيس الإسرائيلي للنمسا فإنني أنتظر زيارة يقوم بها الرئيس سوريا في النصف الأول من العام القادم، أعتقد أن النمسا يجب أن تمارس سياسة تنتهج سياسة متوازنة وعادلة بين أطراف الصراع المختلفة وأن يكون هناك خط جيد يربط النمسا بيننا وبين مختلف الأطراف حتى نحظى بثقة الأطراف المختلفة إذا أردنا أن نحافظ على علاقات جيدة مع الأطراف المختلفة..

أحمد منصور: هل تواجهون أية ضغوط أنت كرئيس الآن هل تواجه أية ضغوط من يعني ليس هنا لوبي يهودي ولكن من المجتمع اليهودي هنا في النمسا؟

هاينز فيشر: لا يستطيع أحد أن يضغط علي أو أن يضعني تحت أية ضغوط وليست هناك ضغوط تمارس علي.

أحمد منصور: كل شيء تتخذه وفق رؤاك أنت بشكل مباشر؟

هاينز فيشر: هكذا هذا هو الأمر هذا هو الواقع أنا أشعر أنني في وضع يمكنني من أن أفعل ما أراه صحيحا وأراه مناسبا يمثل المصالح النمساوية مصالح النمسا والشعب النمساوي وقد تم انتخابي من أول جولة للانتخابات وهذا ما سأحرص على تنفيذه دائما.

أحمد منصور: لو عدت إلى سؤال جهاد الخازن الثاني عن مرض عرفات واستخلافه ما رؤيتك للقيادة مستقبل القيادة الفلسطينية الآن بعد عرفات؟

هاينز فيشر: بينما نحن نتحدث الآن هناك أعتقد أن في المناطق الفلسطينية هناك محادثات تتم حول هذا الأمر وأنا ملم بطبيعة الدستور الفلسطيني الذي يخول لرئيس البرلمان أو المجلس التشريعي تولي منصب الرئيس إذا شغر لمدة ستين يوما ثم بعد ذلك تُجرى انتخابات وهذا ما أتوقع أنه سيتم وسيحدث هناك وهذا هو السيناريو الأول هذا التصور الأول لما يمكن أن يحدث أن يُطبَق الدستور.

أحمد منصور: الكاتبة حياة الحويك من الأردن تفضلي.

الكاتبة حياة الحويك: مساء الخير.

أحمد منصور: مساء الخير يا سيدتي.

حياة الحويك: سيدي الرئيس أنت تتحدث كنمسا ولكنك تتحدث أيضا كأوروبا وبناءا على ذلك سأطرح سؤالين؛ السؤال الأول يتعلق بما تفضلتم به حول ظاهرة الإرهاب حول الأسباب والجذور الكامنة وراء ظاهرة الإرهاب وفي الحديث عن هذه الأسباب والجذور عرفنا كثيرا الحديث عن انتهاك السيادات عن عدم قبول الآخر والاعتراف به عن غياب العدالة الاجتماعية والتنمية ولكنني أريد أن أسألك تحديدا عن سبب جذري آخر هو السبب الثقافي إذ أننا نرى أن هناك خطان خطين عفوا خط صراع الحضارات منطق وثقافة صراع الحضارات ومنطق وثقافة حوار الحضارات ألا تعتقد أن من واجب أوروبا ومن قدرة أوروبا ما هو في قدرة أوروبا أن تكافح ظاهرة الإرهاب بتعزيز منطق الحوار وثقافة الحوار العربي الأوروبي خاصة وأن النمسا هي أول من بادر منذ عهد الإمبراطورية ماريا تريزا وأنتم تجلسون تحت صورتها إلى إنشاء مؤسسة للدراسات الشرقية على ما أعتقد؟ هذا سؤالي الأول، سؤالي الثاني يتعلق بما تفضلتم به حول مسؤولية أوروبية تجاه الحرب العالمية الثانية وأنا هنا..

هاينز فيشر: أنا أؤيدكم بنسبة 100%.

أحمد منصور: باختصار سؤالكِ يا أستاذة حياة لو سمحتِ السؤال الثاني.

حياة الحويك: أه بالنسبة للسؤال الثاني مسؤولية أوروبا تجاه إسرائيل ألا تواكبها مسؤولية أخرى إذ أننا خرجنا من الحرب العالمية الأولى الأوروبية بمعاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور ومن الحرب العالمية الثانية بإقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين ألا تلتزمون كأوروبا بمسؤولية أخرى من هذا المنطلق إزاء العالم العربي والشعوب العربية؟ وشكرا.

أحمد منصور: شكرا لكِ سؤال هام، تفضل سيادة الرئيس.

هاينز فيشر: فيما يتعلق بالسؤال الأول كما ذكرت أؤيدكم بنسبة 100% ولكن يجب أن نفكر أن الإرهاب قد وُجِد من قبل أيضا هناك الإرهاب الذي تم ضد سيزار في روسيا في ذلك الوقت وفي عدد كثير من مدن روسيا في ذلك هذه ظاهرة تظهر في التاريخ من آن لآخر ولن نتمكن من مواجهة الإرهاب إلا إذا واجهنا أسباب وجوده أما فيما يتعلق بالصراع بين الحضارات فإنني مع الحوار مع الحوار مع الحضارات الحوار بين الحضارات بنسبة 100% وأن الكتاب الذي هنتينغتون الذي تحدث عن الصراع بين الحضارات أعتقد أن هذا مفهوم خاطئ ولكن الحوار هو الذي يحل الأزمات ويساعد في تقريب وجهات النظر أما الحروب التي تحدثتِ عنها فقد عانت أوروبا لقرون طويلة من عدد كثير من الحروب ولكن الأوروبيين وبالتحديد أصبحوا أكثر حساسية ضد الحرب وربما هذا ما يلعب دورا أيضا فيما يتعلق بموقف المستشار الألماني ورئيس فرنسا من ناحية وعلى الجانب الآخر الرئيس الأميركي وهذا ما حدث في العام الماضي أو منذ عام أو عام ونصف فيما يتعلق بمشكلة الحرب بين العراق واختلاف مواقف الطرفين في ذلك الوقت هذه التجارب التي مر بها الأوروبيون فيما يتعلق بالحروب هي التي تؤكد موقف أوروبا الحساس تجاه الحروب.

أحمد منصور: ماذا عن مسؤولية أوروبا الآن تجاه الفلسطينيين وتجاه العرب بعد الحرب العالمية الأولى أعطت وعد بلفور وبعد الحرب العالمية الثانية أقامت إسرائيل ما مسؤولية أوروبا الآن أنت تتحدث كرئيس نمساوي وكجزء من المجموعة الأوروبية ما مسؤولية أوروبا تجاه الفلسطينيين وتجاه ما يحدث في العراق؟

هاينز فيشر: أعتقد أن أوروبا تتحمل المسؤولية التي يجب أن تتحملها في القرن الواحد والعشرين تجاه دولة أخرى أو منطقة أزمات، لا نستطيع أن نقول أننا سنحل المشكلة لأننا لم نتمكن من حلها ولكن هناك آليات ووسائل يمكن أن نستفيد منها ومثل الدبلوماسية والعلاقات الاقتصادية والمساعدات الاقتصادية حتى نحقق جزءا من مسؤوليتنا ولكن المسؤولية لا تعني أننا قادرون وحدنا على حل المشكلة أرجو أن تفهموا ذلك.

أحمد منصور: عمر الرواي العضو المسلم في برلمان فيينا من فيينا تفضل يا أستاذ عمر.

عمر الرواي: مساء الخير أحب أن أدخل في مداخلة حول دور الرئيس هاينز فيشر في الحفاظ على حياد النمسا، كما يعلم المشاهد هناك الآن المؤتمر الدستوري الذي يعقد بتعديل دستور النمسا وكانت هناك محاولات لإلغاء الحياد بالذات من المستشار النمساوي الذي قارن الحياد بالأشياء التاريخية مثل الخيل الإسبانية اللي بتسانة ونوع من الشيكولاتة في مدينة ساز تسمى بالـ(كلمة بلغة أجنبية) عندما التزم الرئيس فيشر بهذا الحياد وجدنا هذا الحياد له فوائد عملية وليست فقط نظرية وأنا أتكلم كنائب مسلم نمساوي من أصل عربي ومن العراق بالذات وجدنا عندما قامت هذه الحرب التي هي غير قانونية وخارج نطاق الدستور وهي حرب عدوانية شعواء لم تستطع الولايات المتحدة أن تنقل الأسلحة الثقيلة التي حاولت أن تنقلها من ألمانيا إلى إيطاليا إلى الموانئ الإيطالية لشحنها إلى العقبة واضطرت أن تعمل هناك طريق طويل عبر تشيكيا وسلوفينيا وهنغاريا وكرواتيا..

أحمد منصور: أستاذ عمر حتى لا ندخل في إطار تفصيلات كثيرة يعني في الموضوع ليس مجال شرحها في المقابلة حتى إن الرئيس يريد أيضا أن يكون يبدو فيه صعوبة في طول الشرح والترجمة كلمنا بشكل محدد أنت عارف الحلقة مترجمة ففيها مشاكل كثيرة في طول الكلام قل لنا ما تريد بشكل مختصر.

عمر الراوي: إنه هذا الحياد النمساوي له فوائد عملية استطاعت النمسا الدولة الصغيرة..

أحمد منصور: والرئيس متمسك بالحياد.

عمر الراوي: ومتمسك في الحياد هذا المسألة الأولى، المسألة الثانية ربما ما لم يتطرق إليه وأحب أيضا أن أخبر المشاهد العربي والنمساوي في هذه البلاد إنه..

أحمد منصور: معلش أرجوك هو أستاذ عمر الرئيس يتحدث في الأشياء اللي إحنا بنحدِّدها له حتى لا ندخل تكون هناك كأن هناك من يشارك الرئيس في الحوار هل لديك سؤال للرئيس في إطار ما نتحدث عنه في إطار أشياء متعلقة بالمسلمين في النمسا؟

عمر الراوي: السؤال الذي أطرحه هل باعتباره أنه جزء من هذا المؤتمر الدستوري لتغيير الدستور كان هو يترأسه في فترته كرئيس للبرلمان هل يستطيع أن يضمن لنا أن الحياد سيبقى جزء من الدستور النمساوي أم لا؟

أحمد منصور: سؤال مهم تفضل فخامة الرئيس.

هاينز فيشر: سؤال واضح وإجابة واضحة الحياد النمساوي عمره الآن خمسون عاما وقد حافظت النمسا على حيادها وتأكدت من مصداقية هذا الحياد وحيويته وضروريته ولكن رأينا يتمثل في الاحتفاظ بالحياد ولا توجد أغلبية في البرلمان النمساوي التي ترفض استمرار الحياد.

أحمد منصور: محمد أبو العز من مصر تفضل يا أستاذ محمد.

محمد أبو العز: مساء الخير فخامة الرئيس.

أحمد منصور: مساك الله بالخير.

محمد أبو العز: هل الشرعية الدولية لا زالت بخير وليس هناك خطر عليها وهل القضية الفلسطينية حلها رهن الشرعية الدولية أم الشرعية الأميركية الانفرادية وبعض حليفاتها خاصة إسرائيل المدللة والمستثناة من أي قوانين أو محاذير شكرا.

أحمد منصور: شكرا.

هاينز فيشر: أعتقد أننا يجب أن نتمسك بالشرعية وبالقانون الدولي وبميثاق الأمم المتحدة ورؤيتي للمستقبل تتمثل في أننا يجب ألا نتمسك فقط بالقانون القومي لأي دولة ولكن يجب أن نتمسك بالقانون الدولي الذي لا يؤيد أو لا يمنح الأقوياء حقوقا أكثر والضعفاء يسلب حقوقها ولكنه يكون متوازنا ويسري على الجميع وهذا يجب أن يكون هدفنا.

أحمد منصور: هل أوروبا يمكن أن تقوم بدور ينفصل عن سياسة الولايات المتحدة أو تغاير سياسات الولايات المتحدة لاسيما وأن الولايات المتحدة حتى تدوس على أوروبا وتعارض أوروبا هل نترقب دور أوروبي متميز في الفترة القادمة أم أن الثقافة الأميركية الأوروبية هي ثقافة مسيحية ولا يمكن أن تتعارض؟

هاينز فيشر: أعتقد أن التطور سيسير ولكن ببطء نحو استقلالية أوروبا الكبرى فأوروبا قوية من الناحية الاقتصادية وأوروبا لا تتطلع لأن تصبح قوة عسكرية قوية ولكنها تنظم الآن وترتب الآن سياسة للدفاع المشترك يضم 25 دولة عضو وفي القريب العاجل سينضم كل من رومانيا وبلغاريا وكرواتيا ويصبح عدد الأعضاء 28 في الاتحاد الأوروبي وأعتقد أننا سنجد أوروبا بعد عشر سنوات ستكون أقوى ومتلاحمة ومتلائمة ومتفاهمة وسيمكنها أن تلعب بدور أكبر مما تلعبه الآن.

أحمد منصور: هل يمكن أن تتعارض السياسات الأوروبية مستقبلا مع السياسات الأميركية؟

هاينز فيشر: سيسعى الحكماء والعقلاء من الأوروبيين والأميركيين لبذل جهود مشتركة للتعاون لعلاقة عبر الأطلنطي علاقة عاقلة متعقلة حكيمة لا تسمح بالتصادم ولكن بالتعاون بين الطرفين ولكن بين الأصدقاء يحدث أيضا اختلاف في وجهات النظر.

أحمد منصور: محمد محمود من أسبانيا تفضل يا أستاذ محمد.

محمد محمود: شكرا السلام عليكم ورحمة الله.

أحمد منصور: وعليكم السلام.

محمد محمود: أحيي سيادة الرئيس أولا نحب نسأل سيادة سيادة الرئيس عن حوار الحضارات مش صراع الحضارات ولا صراع الحضارات هاي الحضارة الغربية اللي محاولة بكل جهودها إنها تتهم الحضارة الإسلامية اغتيالنا كعرب وشنو موقفه هو من هاي الهيمنة الأميركية بالرغم من إنه تحفظ على سؤال معين طرحته عليه تحفظ عليه هو حتى هو حول شرعية المقاومة العراقية بالرغم من إنه أعطى شرعية للمقاومة النمساوية هو تحفظ على السؤال ما رد عليه لأن أنا فاهم أن هذا الموضوع لأن أميركا..

أحمد منصور: شكرا لك نعيده مرة أخرى نطلب منه توضيح شكرا لك، شقين الشق الأول موقفك بشكل واضح من صراع الحضارات وحوار الحضارات وأعتقد أنك أجبت عليه من قبل، النقطة الثانية يقول أنك لم تجب إجابة واضحة حول حق العراقيين في مقاومة الاحتلال الأميركي.

هاينز فيشر: من حيث المبدأ أعتقد أنني أوضحت تماما موقفي من الصراع أو التصادم بين الحضارات أما فيما يتعلق بالمقاومة العراقية فأجد صعوبة أيضا وهذا معكم حق في هذا لأنني لا أجد جبهتين واضحتين بين عراقيين وطنيين وجبهات أخرى..

أحمد منصور: الجبهات واضحة في العراق في الفلوجة مثلا الجبهة واضحة في أماكن كثيرة.

هاينز فيشر: وأين تقف في رأيكم الحكومة العراقية المؤقتة في هذا الصراع كيف تجدون موقفهم هل هم محايدين؟

أحمد منصور: هم ينظرون لست أنا المقاومة تنظر إلى الحكومة المؤقتة على أنها صنيعة الاحتلال ليست منتخبة وإنما الاحتلال الذي عينها.

هاينز فيشر: لا أستطيع أن أرى جبهة واضحة في العراق لأن الأزمة العراقية أصبحت هناك صراع بين العراقيين بعض العراقيين والسلطات المحتلة الأجنبية وهناك صراع أيضا بين عراقيين ينتمون إلى جبهات مختلفة ولا أستطيع أن أحدد الآن موقفا واضحا في هذا الشأن.

أحمد منصور: دكتور مصطفي الفقي سفير مصر الأسبق في النمسا ورئيس جمعية الصداقة المصرية النمساوية اتفضل يا دكتور.

مصطفي الفقي: أنا أريد أن أسال فخامة الرئيس فيشر وقد كان رئيسا للبرلمان النمساوي لسنوات طويلة قبل أن يفوز في الانتخابات الأخيرة بمنصب الرئاسة إنه متابع جيد لما يجرى في الشرق الأوسط ليس فقط على المستوى الحكومي والرسمي ولكن أيضا على المستوى البرلماني والشعبي ما هو تصوره لدور النمسا في إخراج المنطقة منها خصوصا وأن جهود النمسا معروفة منذ أيام المستشار كرايسكي وكيف كان دوره مؤثرا في تخفيف حدة الصراع العربي الإسرائيلي كيف يرى فخامة الرئيس دور النمسا بحيادها المعروف وقبولها المشترك بين الأطراف في الشرق الأوسط كيف يرى لها دورا يمكن أن يؤدى إلى تخفيف حدة التوتر؟

أحمد منصور: شكرا يا دكتور شكرا جزيلا دقيقتين بقى من وقت البرنامج تفضل.

هاينز فيشر: سعادة السفير تحية خاصة من فيينا وأنكم تمتدحون سياسة النمسا كدولة محايدة كما كانت في عهد المستشار الراحل كرايسكي هذه هي الإجابة على سؤالكم التي يجب أن يعلمها الجميع وهي على حقوق الشعب الفلسطيني وأننا سنرفع صوتنا لصالح الحقوق النمساوية سنكون وسيطا إذا أمكننا وسيطا عادلا يسعى لتحقيق الحق والعدالة وبكل وضوح وهذا ما سنقوله أيضا في تليفزيون أميركي أو تليفزيون عربي.

أحمد منصور: طبعا الرئيس قال الحقوق الفلسطينية وليس النمساوية كما ذكر الأستاذ حسن بارود المترجم نعم يعني لأنك قلت الحقوق النمساوية، فخامة الرئيس أشكرك شكرا جزيلا على ما تفضلت به من خطاب إلى المشاهدين العرب من خلال الجزيرة كما أشكر المترجمين الأستاذ حسن بارود والأستاذة ماجدة على قيامهما بالترجمة من الألمانية إلى العربية وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من الغرفة الخاصة للإمبراطورة ماريا تريزا من القصر الرئاسي في العاصمة النمساوية فيينا في الختام أنقل لكم تحيات فريقي البرنامج من فيينا والدوحة وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر : الجزيرة