بلا حدود

مأساة الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل

وسائل التعذيب البشعة التي تمارس ضد الأسرى الفلسطينيين، ومدى انتهاكها للقوانين والأعراف الدولية والإنسانية، معاناة عائلات الأسرى، وعرقلة المحامين، وصمت المجتمع الدولي إزاء ما تقوم به إسرائيل.
مقدم الحلقة: أحمد منصـور
ضيف الحلقة: فارس أبو حسن: منظمة التضامن الدولي لحقوق الإنسان – مدير مكتب فلسطين
تاريخ الحلقة: 25/09/2002

– حقيقة الأوضاع العامة للشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة
– طبيعة المعاملة الإسرائيلية للأسرى داخل السجون
– حقيقة إجراءات المقاضاة أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية
– حقيقة وطبيعة معاناة أهالي الأسرى الفلسطينيين
– دور المحامين العرب وحقيقة الصمت العربي والعالمي تجاه الأسرى الفلسطينيين


undefined

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود).

هذه الصور تعبر عن بعض جوانب المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بالليل والنهار، حيث يقدر عدد الفلسطينيين الذي تعرضوا للاعتقال والأسر على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967 وحتى الآن بحوالي 850 ألف حالة اعتقال أما عدد الأسرى الفلسطينيين عند توقيع اتفاقية أوسلو في الثالث عشر من سبتمبر عام 93 فقد كان حوالي 12 ألف وخمسمائة أسير، أما الآن فإن عدد الأسرى يقدر بحوالي 5000 أسير فيما تشير بعض المصادر إلى أنهم أكثر من ذلك.

أما عدد الأسيرات الفلسطينيات منذ الاجتياح الإسرائيلي الأخير للمدن الفلسطينية في مارس الماضي فإنه يقدر بحوالي 50 أسيرة أعمارهن بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين، ومعظمهن من طالبات الجامعات والمدارس.

أما خلال عامي الانتفاضة الماضيين فقد ألقى الإسرائيليون القبض على آلاف الفلسطينيين حيث يتعرض الجميع لأبشع أنواع التعذيب والإهانات للإنسان وكرامته، وسط صمت عربي وعالمي مريب.

ومع الذكرى الثانية للانتفاضة.. لانتفاضة الأقصى التي اندلعت في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000، نتناول في هذه الحلقة وضع الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، في حوار مباشر مع المحامي فارس أبو حسن (المدير الإقليمي لمنظمة التضامن الدولي لحقوق الإنسان التي يقع مقرها في واشنطن، والمتخصص في الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين).

ولد فارس أبو حسن في نابلس عام 1967، حصل ليسانس الحقوق من جامعة طنطا في مصر عام 1989 وعلى الماجستير من جامعة بير زيت عام 2000، يعمل منذ العام 93 في الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين، بدأ عمله مع مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان عام 1994، ثم تولى إدارة مكتبها الإقليمي الذي يقع مقره في نابلس منذ العام 48، ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا -بعد موجز الأنباء- على الأرقام التالية: 009744888873، أما رقم الفاكس فهو 009744890865، كما استقبل مداخلاتكم من الآن عبر موقعنا على شبكة الإنترنت


www.aljazeera.net

أستاذ فارس مرحباً بك.

فارس أبو حسن: مرحباً بك أستاذ أحمد، أهلاً وسهلاً.

حقيقة الأوضاع العامة للشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة

أحمد منصور: بعد 3 أيام تحل موعد الذكرى الثانية للانتفاضة رغم أن موضوعنا عن الأسرى داخل السجون، إلا أن الإسرائيليين حولوا معظم الشعب الفلسطيني الموجود في الضفة وفي كثير من المدن الفلسطينية إلى أسير داخل المدن منذ عدة أسابيع مع فرض حظر التجول المفروض دون أن يتحرك العالم لفك هذه الأزمة والجريمة التي ترتكب بحق هذا الشعب، وصلت لتوك من نابلس، ومن المؤكد أنك عايشت طوال الأسابيع الماضية وحتى خروجك قبل أيام قليلة المأساة التي يعيش فيها الشعب الأسير بأكمله، هل يمكن أن تعطينا صورة موجزة ندخل من خلالها على وضع الأسرى بعد ذلك في السجون؟

فارس أبو الحسن: ماشي أستاذ أحمد، طبعاً بالبداية أود أن أبلغك تحيات وتقدير الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضافة لذلك فإن الأسرى يقدرون هذا البرنامج الذي تفتحه أنت لأول مرة بعد إهمال طويل من قبل وسائل الإعلام، موضوع الأسرى -أخي أحمد- طبعاً للأسف تناساه الكثيرون ونسيه البعض.

أما فيما يتعلق بالمدخل حول الأوضاع العامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فكما تعلم -أخي أحمد- وكما تنقل وسائل الإعلام، فإن المواطنين الفلسطينيين والشعب الفلسطيني بأسره يعيش حالة صعبة للغاية في ظل نظام حظر تجول في أغلب مدن الضفة الغربية، وطبعاً الاجتياحات اللي بيتعرض لها قطاع غزة، في مدينة نابلس اللي أنا خرجت منها، وهي طبعاً جزء من النسيج الاجتماعي الفلسطيني منع التجول مستمر منذ ما يزيد على 3 أشهر، وبالتحديد من20/6 وحتى تاريخ اليوم، حظر التجول مستمر يوم يوم وبمعدل كل 10 أيام تقريباً يتم..

أحمد منصور: يعني أيه حظر تجول؟

فارس أبو الحسن: حظر تجول يحظر عليك الخروج من بيتك، أنت سجين في بيتك طوال الوقت، لا يمكن أن تخرج من البيت، أن تتسوق.. أن تعمل.. أن تجلب لقمة العيش إلى أطفالك وأولادك، من 20/6 حتى اليوم..

أحمد منصور: يعني نستطيع أن نقول أن الحياة متوقفة.

فارس أبو الحسن: نعم، الحياة بجميع نواحيها متوقفة.

أحمد منصور: لا وظائف.. لا مدارس.. لا..

فارس أبو الحسن: نعم اقتصادياً.. تعليمياً.. صحياً.. أمنياً.. ثقافياً.. اجتماعياً، الناس لا تتواصل.

أحمد منصور: يعني الناس محبوسة في بيوتها.

فارس أبو الحسن: نعم، الناس مسجونة في بيوتها، أسرى بيوتها، تقوم سلطات الاحتلال برفع حظر التجول في كل معدل تقريباً 10 أيام لمدة 4 ساعات للتزود الناس بموادهم الأساسية، وفي الغالب طبعاً بسبب عدم وجود عمل ومصدر دخل فالناس لا تستطيع الحصول على قوتها وقوت أولادها.

أخي أحمد، المواطنين عندنا في فلسطين، في.. الشعب الفلسطيني تحديداً منذ أوسلو وحتى اليوم، إسرائيل تخلت تماماً عن التزاماتها التي يفرضها عليها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني كسلطة دولة محتلة لشعب محتل هناك التزامات معيشية حياتية أمنية، قد صحية، خدماتية تفرض على دولة الاحتلال أن تقدمها للشعب المحتل، إسرائيل تنصلت وتتهرب من هذه الالتزامات في الوضع الموجود حالياً، هي غير مسؤولة عن سلامة الشعب الفلسطيني، طبعاً تتذرع هي بنواحي إنسانية وأمنية لحماية شعبها ولحماية المدنيين الإسرائيليين ولكن بنفس الوقت هي تسلب الأمان من كل مواطن فلسطيني، الشعب الفلسطيني بكل فئاته.. أطفاله، نساءه، رجاله، شيوخه، مسلوبين امن، لا أحد يأمن على نفسه، أن يخرج من بيته.

هذا هو وضع الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال في هذه الأيام، إسرائيل.. إسرائيل.

أحمد منصور: الآن بعد.. بعد.

فارس أبو الحسن: إسرائيل عملياً تقتل الشعب الفلسطيني ببطء، تخنق كل نواحي الحياة الاقتصادية الصحية، الشعب الفلسطيني الآن في وضع لا.. لم يمر فيه شعب في العالم، بكل معنى الكلمة.

أحمد منصور: الآن بعد استيلاء إسرائيل مرة أخرى على المدن الفلسطينية، و.. وضرب كل مؤسسات السلطة الفلسطينية وتدميرها، ، حتى أن الرئيس نفسه محاصر والناس كلها تشاهد حصاره على الهواء، ورغم صدور قرار من مجلس الأمن إلا أن إسرائيل يعني تحتكر كل شيء، وترفض أن تنفذ هذه الالتزامات في ظل هذا الوضع ألم تعد مسؤولية الأمن مسؤولية إسرائيل.

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: كان سؤالنا الأول عن تحويل إسرائيل لمعظم الشعب الفلسطيني الآن منذ 3 أشهر أسرى في معظم المدن والقرى الفلسطينية، قلت لي أنه لم يعد هناك أمن للشعب الفلسطيني، وليس هناك مسؤولية على أحد، فيما يتعلق بهذا الأمر.

فارس أبو الحسن: نعم أخي أحمد، طبعاً إسرائيل تدعي عند دخلوها لمناطق السلطة الفلسطينية بأنها تحارب ما تسميه بالإرهاب، ومن خلال دباباتها ومجنزراتها وآلياتها وطائراتها تحاول أن تبحث عن عدو داخل مناطق السلطة، تتذرع طبعاً بهذا السبب لدخولها للمناطق وارتكابها الجرائم والفظائع بحق الشعب الفلسطيني، بنفس الوقت إسرائيل وخلال الأشهر والأسابيع والأيام التي تمر تحاول أن تفتعل طبعاً في كل مناسبة مناوشة أو قضية ما حتى تلهي المجتمع الدولي.

أحمد منصور: لا أريد أغرق في هذه القضية، لأن دي مش موضوعي.

فارس أبو الحسن: ok

أحمد منصور: أنا بأركز على الآن جانب أسر الشعب كله تحويل الشعب إلى أسرى، الآن في هذه المرحلة، دون أن يشعر بهم العالم الناس ممنوعين من الخروج من بيوتهم، الأولاد ما فيش مدارس، ما فيش موظفين، ما فيش طعام، ما فيش شراب، ما فيش حليب، كل شيء في كثير من المدن مغلق، والآن إحنا بنتكلم عن الأسرى في السجون، لكن حتى الأحرار اللي بره تحولوا إلى أسرى في البيوت.

فارس أبو الحسن: صحيح أخي أحمد، كلامك صحيح ولكن أنت سألتني في البداية إنه مجلس الأمن أقر أو قرر إنه إسرائيل ممكن تكون.

أحمد منصور: مش قضيتي الآن.

فارس أبو الحسن: مش موضوعك.

أحمد منصور: مش موضوعي الآن، أنا بأركز الآن على حالة الأسرى.

فارس أبو الحسن: الأسرى.

أحمد منصور: حالة الإنسان الأسير، موضوعي الرئيسي الأسرى في السجون، لكن تصادف الآن أنه ومنذ 3 أشهر هناك فرض حالة من الأسر على الشعب كله، خلال الأسابيع الأخيرة أنا رصدت عشرات التقارير التي تتحدث عن أوضاع الأسرى في السجون، مثلاً (رويترز) في 5 سبتمبر.. سبتمبر الحالي، وكالة الأنباء الفرنسية 16 أغسطس الماضي، صحيفة "الأهرام" المصرية 15 أغسطس، صحيفة "القدس العربي" 10 سبتمبر، صحيفة "الخليج" 18 سبتمبر، صحيفة "الشرق" القطرية و"البيان" الإماراتية، عشرات الصحف.. عشرات التقارير بتتحدث عن الأوضاع المزرية، إسرائيل استغلت ما تقوم به منذ مارس الماضي وحتى الآن إلى أن ترتكب في حق الشعب الفلسطيني أشياء بشعة منها عمليات التعذيب، أيه طبيعة ما يعيشه 5 آلاف معتقل الآن.. دا عدد طبعاً المعتقلين بيرتفعوا وبينزلوا، التقارير بنتكلم إن هم 8000، تقارير تقول 6000، لكن فيه إحصاءات بالأرقام من كل سجن بتقول إن هم في حدود 4700 وشوية، يعني قول 5000، لأن يومياً فيه اعتقالات ويومياً.

فارس أبو حسن: فيه إطلاق سراح.

أحمد منصور: باختصار، اديني طبيعة ما يعيشه هؤلاء الناس الآن.

فارس أبو وحسن: أخي أحمد، في السجون الإسرائيلية يعيش الأسرى الفلسطينيين حالة صعبة جداً لم.. لم تمر في تاريخ الحركة الأسيرة، الأسرى في هذه الأيام في وضع صعب للغاية، قضيتهم على المحك، لم يتعرض الأسرى الفلسطينيون منذ تاريخ الحركة الأسيرة لما يتعرضون له في هذه الأيام، من خلال زيارتنا للأسرى الفلسطينيين ومشاهدتنا لما يتعرضون له…

أحمد منصور: آخر زيارة قمت بها إمتى؟

فارس أبو حسن: آخر زيارة كانت في سجن عوفر في بداية شهر 9.

أحمد منصور: أنت طبعاً على اتصال دائم بالأسرى.

طبيعة المعاملة الإسرائيلية للأسرى داخل السجون

فارس أبو حسن: طبعاً، من خلال أيضاً.. من خلال المحاكم نستطيع أن نلتقي بالأسرى ونجلس معاهم ونتحدث معاهم ونتحدث معاهم باستمرار ونطلع على أحوالهم، إضافة طبعاً للزيارات، أخي أحمد، الأسرى كما ذكرت لك بيتعرضوا لانتهاكات عديدة جداً، إسرائيل تضرب في تعاملها مع الأسرى عرض الحائط بكل المواثيق والأعراف الدولية وحقوق الإنسان، مبادئ حقوق الإنسان، لا.. لا تعير انتباهاً لأي انتقاد دولي حول ما يتعرض له الأسرى في السجون الإسرائيلية.

أحمد منصور: طيب، أنا يعني أمشي معك خطوة خطوة.

فارس أبو الحسن: اتفضل.

أحمد منصور: نأخذ الآن مرحلة القبض على الأسير، إزاي عمليات الأسر بتتم سواء اللي بيتم أسرهم من شباب الانتفاضة أو اللي بيتم أسرهم من البيوت، نأخذ مرحلة الشخص من أول ما يتم أسره إلى أن يصل إلى السجن.

فارس أبو حسن: طبعاً ابتداءً أخي أحمد، بداية عملية الاعتقال تكون باقتحام المنزل، وعملية اقتحام المنزل هاي بحد ذاتها رعب ودمار وخوف يصيب الأهل.. الأسرة.. الأطفال في المنزل، عملية اقتحام المنزل يصاحبها صراخ يصاحبها إطلاق نار، تفجير بعض القنابل الصوتية، رعب تعيشه الأسرة بالمجمل، ليس فقط الأسير ولكن الأسرة بكل أفراد العائلة، هناك بعض الشكاوي وصلت إلينا تتحدث عن تخريب.. تدمير لمقتنيات ومحتويات المنزل، بعض العائلات تشتكي من عمليات سرقة يقوم بها جنود الاحتلال الإسرائيلي، هاي بداية عملية الاعتقال بيتم اقتياد الأسير إلى مكان يجمع فيه كثير من الأسرى، طبعاً فيه عمليات الاعتقال العشوائي المكثف التي بدأت من بداية شهر 4…

أحمد منصور [مقاطعاً]: إحنا عرضنا عملية يعني اعتقال أسير على الهواء.

فارس أبو حسن: طبعاً مجرد اعتقاله في بعض الحالات يتم تهديد الأسرة، طبعاً ممكن ييجوا على بيت أسير ما يلاقيهوش، بيطلبوا من الأسرة إنهم يحضروا لهم إياه، وإذا لأ، ممكن يعتقلوا أحد أفراد الأسرة كرهينة، ممكن يهددوا بقتل الأبناء، ممكن يهددوا باعتقال الزوجة، الأم، الأب، ممكن يهددوا بتقويض.. هدم البناء على رؤوس من فيه، كل الاحتمالات في موضوع الاعتقال موجودة، يعتقل الأسير وبعض الحالات كانوا طبعاً ينادوا بالسماعة إنه الشباب أو الرجال الذكور من سن 15 إلى 45 أو 50 -حسب ما بيشوفوا مناسب- يتم حضورهم إلى مدرسة أو إلى مكان أو ملعب…

أحمد منصور: بعد عملية الاعتقال، آخذ معك بعد الموجز وسائل التحقيق والتعذيب اللي بتتم مع الأسرى.

[موجز الأخبار]

أحمد منصور: معنا من داخل أحد السجون أبو يافا، معي أبو يافا.

أبو يافا: أي نعم، مساء الخير.

أحمد منصور: مساك الله بالخير أبو يافا.

فارس أبو حسن: مساء الخير.

أبو يافا: مساء الخير للجميع.

أحمد منصور: مسَّاك الله بالخير، باختصار أبو يافا، ما هي الأوضاع التي تعيشون فيها داخل السجن الذي أنت فيه والذي لا نستطيع أن نذكره، اتفضل.

أبو يافا (أسير حالي): مساء الخير للجميع أولاً، بأحب بالأول أتقدم لشعبي بالتحيات.. الشعب الصامد في الحصار والإغلاق من قبل الاحتلال، باسمي وباسم جميع الأسرى بنقدم شكرنا لقناة (الجزيرة) لتغطيتها هاي الأحداث اللي تغطيها داخل الأرض المحتلة.

أحمد منصور: شكراً لك، الخط ممكن يقطع، مباشرة تكلم.

أبو يافا: أه، تفضل، باسمي أول إشي وباسم جميع الأسرى بنؤكد أننا مقاتلون من أجل الحرية حرية الوطن والشعب، نحن أصحاب قضية وطنية، نقاوم الاحتلال الغير شرعي لأرضنا وشعبنا، نحن كأفراد نقدم محاكم عسكرية هي في الحقيقة جزء من الاحتلال، جزء لا يتجزأ من الاحتلال الغاشم على شعبنا.

أحمد منصور: كم سنة صار لك في السجن يا أبو يافا.

أبو يافا: نعم.

أحمد منصور: كم سنة صار لك في السجن.

أبو يافا: أنا حقيقة أسير محرر سابقاً صار لي ما يقارب سنة ونصف داخل السجن.

أحمد منصور: الآن.

أبو يافا: نعم، صحيح نعم.

أحمد منصور: ما هو الأوضاع التي تعيشون فيها الآن، إسرائيل كيف تتعامل معكم داخل السجن؟

أبو يافا: حقيقة في الظروف الحالية بكثرة الأسرى واكتظاظ السجون وما بيتعرض له شعبنا الفلسطيني في الخارج وفي الداخل راح تكون يعني التعامل سيئ نوعاً ما.

أحمد منصور: أنت سجنت قبل ذلك و سجنت هذه المرة وأنت الآن أسير، هل ترى فارق في المعاملة من ذي قبل؟

أبو يافا: نعم، صحيح إسرائيل.. إسرائيل ما تضبطها ضوابط أو قوانين، رافضة الشرعية.. رافضة..

أحمد منصور: أبو أحمد معك.

أبو يافا: آلو.

أحمد منصور: أبو أحمد إلى جوارك أبو يافا.

أبو يافا: أي نعم.

أحمد منصور: خليني أكلمه لو سمحت.

أبو يافا: اتفضل.

أحمد منصور: أبو أحمد.

أبو أحمد: مساء الخير.

أحمد منصور: مساك الله بالخير.

أبو أحمد (أسير حالي): مساء الخير إلكم ولجميع المشاهدين أينما كانوا، اسمح لي بداية أقدم تحية لقناة (الجزيرة).

أحمد منصور: حياك الله يا سيدي.

أبو أحمد: على تغطيتها لأحداث الانتفاضة وسماع صوتنا للعالم أجمع، أيضاً اسمح لي أن أقدم تحية إجلال وإكبار للرئيس القائد الرمز الأخ القائد أبو عمار، ونحن كلنا من خلفه سائرين.

أحمد منصور: أبو أحمد من خلال الوضع الذي تعيشون فيه ما هي المطالب الأساسية التي تطالبون أو.. أو ما تريدون أن تسمعونه للعالم عن وضعكم داخل السجن.

أبو أحمد: والله يا سيدي، إحنا نطالب أولاً تعاملنا كأسرى حرب، نحن داخل السجون نعاني الكثير من سوء المعاملة التي يمارسها علينا هذا الاحتلال الغاشم.

أحمد منصور: أشكرك يا أبو أحمد شكراً جزيلاً ولأبو يافا، أستاذ فارس كنا نتحدث عن الوسائل ربما وأنت تتابع عشرات الحالات من الحالات الموجودة داخل السجون، وسائل التحقيق والتعذيب، الوضع الذي يعيش فيه هؤلاء الآن، وإحنا حرصنا نأخذهم، لأن الاتصالات صعبة، إحنا من بداية الأسبوع من أول إعلان الحلقة جاء لنا عشرات الاتصالات من داخل السجون يريدون أن يشاركوا في البرنامج لينقلوا معاناتهم، أنت تتابع هذه الحالات منذ عشر سنوات أو يزيد، وسائل التحقيق، التعذيب، الوضع الحالي اللي بيعيش فيه المعتقلين في السجون.

فارس أبو الحسن: ماشي يا أخ أحمد، طبعاً كما ذكرنا في عملية الاعتقال -أخي أحمد- يصاحبها الكثير من الضرب والتعذيب والإهانة والإذلال، هذا من بداية الاعتقال، ويجمع الأسرى في مكان معسكر غالباً تابعاً للجيش الإسرائيلي، حبيت بس أحكي في الموضوع هذا، لأنه -أخي أحمد- ما يتعرض له الأسرى في معسكرات الجيش بالذات كثير من الأسرى اشتكوا بقاءهم 5 أيام تحت الشمس في الهوا، في البرد، بظروف صعبة للغاية، تعرضوا للضرب المبرح، للشتائم للإهانات، معاملة حاطة بالكرامة لأي آدمي، بعد نقل الأسير إلى هذه المعسكرات بيتم فرز المعتقلين، جزء منهم يفرج عنه والجزء الآخر يحول إما لاعتقال إداري أو للتحقيق.

الأسرى في التحقيق يتعرضوا لصنوف شتى من التعذيب أثناء فترة التحقيق، هناك -أخي أحمد- الشبح، هناك المنع من النوم، هناك المنع من قضاء الحاجة، هناك من الضرب، هناك من الشتم، هناك من التهديد بالاغتصاب، هناك من التهديد بنسف المنازل الآن على رؤوس الأهل.. أهل المعتقلين، أنا زرت من فترة بسيطة سجين بيخاف على أهله وطبعاً هددوه المحققين بأنهم سوف يقوموا بهدم المنزل إذا لم يقم بالاعتراف، هذا طبعاً أسلوب من أساليب التحقيق، وأخي أحمد، أنت بتعرف أسلوب التعذيب موضوع نسبي قد يختلف من إنسان لآخر.

أحمد منصور: نعم.

فارس أبو الحسن: هناك تعذيب أو ضغط نفسي، وهناك تعذيب وضغط جسدي، إسرائيل والمحققين الإسرائيليين متفننين، يعني لديهم خبرة طويلة جداً بالتعامل مع الأسرى وباستخدام أساليب التعذيب المختلفة، وبالتالي عندهم قدرة على أنهم يتعاملوا مع.. مع كل إنسان حسب طبيعة وضعه.

أحمد منصور: دون أن أقطع كلامك صحيفة "الأهرام".. المحققين لا يتكلمون مطلقاً، لكن صحيفة "الأهرام" المصرية ترجمت مقالاً عن صحيفة "معاريف" نشرته في 10 يوليو الماضي، تحدث فيه ثلاثة من المحققين الإسرائيليين عن الوسائل التي يستخدمونها في التحقيق ضد الأسرى الفلسطينيين لمن أراد أن يرجع إلى المقال ليتعرف على الوسائل التي يستخدمها هؤلاء، اتفضل.

فارس أبو الحسن: طبعاً أخي أحمد أيضاً فيه هناك أسلوب الهز العنيف اللي سقط من خلاله أسير فلسطيني عبد الصمد حريزات خلال أسلوب الهز اللي ممكن يدمر خلايا أو بيدمر خلايا دماغه بيتلفها أدت إلى استشهاده، فيه هناك برضو أسلوب ناجح جداً استخدمه.. استخدمته سلطات التحقيق في السجون الإسرائيلية طوال السنوات الماضية وهو ما عرف بغرف العار، أو غرف العصافير كما يصطلح على تسميتها، طبعاً أشخاص…

أحمد منصور [مقاطعاً]: التقارير بتشير إن دي وسائل من الوسائل المستحدثة في التعذيب النفسي.

فارس أبو الحسن: نعم.

أحمد منصور: يعني هناك أكثر من 18 وسيلة رما تكون هذه من..

فارس أبو الحسن: فيه هناك 150 أسلوب متنوع يعني بأشكال وأساليب مختلفة، أسلوب غرف العار بحد ذاته متنوع ومتجدد، يعني مش ممكن تحطه بطريقة أو بشكل محدد، هو متجدد باستمرار وناجح في استخدامه من قبل سلطات التحقيق الإسرائيلية، أشخاص بيتحدثون العربية ويجيدونها، وفي الواقع هم محققون، يحاولون طبعاً إقناع الأسير أنهم حريصون على مصلحته وحريصون على..

أحمد منصور: وبعضهم يحفظ من القرآن ومن الأشياء الإسلامية أكثر مما يعرف عن التوراة كما ذكرت "معاريف" ونشرتها "الأهرام".

فارس أبو الحسن: صحيح.. صحيح نعم، أكيد أخي أحمد طبعاً، فيه بعض الأسرى تم احتجاز عائلاتهم أسرهم، زوجاتهم، أمهاتهم، آباءهم، وعرضهم عليهم أمام يعني.. ممكن يعني يشوفوهم بيمروا أو رايحين أو جايين، إنه هاي أهلك إحنا جبناهم أو هاي صورة أبوك بدنا نعذبه، بدنا نضغط عليه، بدنا كذا علشان أنك أنت تعترف، ريح أبوك، إلى آخره، هاي الأساليب المختلفة -أخي أحمد- بتدفع بكثير من الأسرى إلى اعترافات ممكن ما قاموا في أعمال هم بيعترفوا فيها أو علشان يشهدوا على شباب آخرين زملاء لإلهم في.. في الأسر، الأساليب كما ذكرت لك يعني متنوعة وكثيرة جداً، أسلوب العزل -أخي أحمد- أصلاً كل سجين فلسطيني موجود في التحقيق هو في عزل لوحده، طول فترة التحقيق ممكن ما يشوف أي إنسان..

أحمد منصور: قد تمتد إلى؟

فارس أبو الحسن: قد تمتد إلى 90 يوم، طول فترة التحقيق لوحده، لا يرى أحد، ولا يتحدث مع أحد إلا المحققين، هاي بحد ذاتها أسلوب من أساليب التعذيب والتحقيق.

أخي أحمد، ما قدرتش يعني البداية أذكر قضية مهمة جداً، إنه هناك فيه أسرى تم اغتيالهم وقتلهم في أثناء عملية الأسر، كان يستطيع ضباط الجيش إنهم يحبسوهم.

أحمد منصور: يعتقلونهم.

فارس أبو الحسن: ويعتقلوهم، ويأخذون على مراكز توقيف ويحققوا معاهم، ولكن لأ، المطلوب هو تصفيته واغتياله خارج نطاق القانون والقضاء، قاموا بتصفية وقتل كثير من الشباب وكثير من الرجال في.. في الأراضي المحتلة.

أحمد منصور: إحنا سجلنا أو الزميل ماجد عبد الهادي كان قد سجل شهادات بعض الأسرى المحررين، الآن أعتقد أنها جاهزة لنستمع منهم بشكل مباشر أيضاً إلى وسائل التعذيب التي مورست ضدهم كشهادة حية منهم على الهواء، أعتقد فريد جاهز أنت الآن؟ اتفضل.

أبو عمر البرغوثي (أسير سابق ووالد أسير حالياً): العذاب اللي أنا شفته، ما فيه إنسان في كل اللي انسجنوا صرت.. اللي استشهد شافه. أول عذاب إنه خبط على فمي بالبسطار راح كل أسناني يعني ضراسي مثل ما بيقولوا، واللي طالهم ورماهم من فمي بالواحد، صالح.. الدكتور صالح عبد الجواد اللي بيدرس ما أعرفش ثقافة أو الجغرافيا في جامعة بيرزيت الشيء الثاني رأسي كنت مكتفيني يولعوا السيجارة، وهو قاعد على الطاولة مش على كرسي ويحطها من هيك، وأنا مكتَّف، كل رأسي هون تطشطش بالنار وسقطوا لي الشبكة سويت لهذه العملية وما نجحت، وهذه ما استجريتش أسوي لها خفت ما أشفش الطريق.

سليمان جاد الله (أسير محرر): أنا شاهدت شاب اسمه أحمد أبو.. من جباليا.. أنا مش متذكر بالضبط، هذا أحمد كان فيه عبوة ناسفة مجروح أصبع منه مقطوع، فانفجرت فيه، فشالوا أصبع، والمحققين كانوا بيتعاملوا معه كيف؟ بيجيبوه، بيضربوه على إصبعه على العظم المجروح، العظم بينزف دم من دم.. شوف إنسان لما يضربوه على لحم حي على عظم مجروح، إحدى المرات راحوا حاطوني.. شبحوني شبح، ومسكوني من هيك، بصدق إني أنا عيني مش (…) وروحي هتطلع.

أحلام سمحان (أسيرة محررة): مسكوا شعري وحطوه بالحيط، طبعاً الحيط مش ناعم، الحيط من النوع الخشن، هلا وجهي كان كله بالحيط وزي الـ foot ball يلعبوا فيه هلا من أول أهوال شعرت إن العظم اتفتت اتكسر العظم، شعرت إن خلاص صار فيه تخدير عندي، وبالتالي بطلت يعني تقول يعني بتوجعني أي أهوال، بلش الدم ينزل، صار في وشي كل..، بطلت يعني أتحرك، لأنه هذا اطبش، الدم بينزل، سناني راح سنين من.. مع المنخار، وهون بطلت أحس فيه.

والدة أسيرة محررة: وبعدين بتحكي لي يا إما إنه يربطوها في التخت بإيدها وبرجليها، بيسلطوا عليها بربيش ميه، ميه مضغوطة، شوف كيف؟!! وبيسلطوه على وجها وعلى عينيها وعلى أذنيها. بتقول لي.. شهر وأنا ما أسمعش.

مواطن فلسطيني: يعني استخدموا أساليب الضغط النفسي من خلال حتى استخدام الأقارب عن طريق مثلاً التهديد في اغتصاب الزوجة أو اغتصاب الأخت من أجل الابتزاز للتحقيق أكثر من أسير حاولوا ابتزازه من خلال إنه يعني أوقفوا زوجته أو أخته عارية أمام مجموعته إلى آخره؟

والد أسير: صدقني إن في كثير من الليالي، وأنا كنت أسهر بأصير أبكي يعني (…) لأنه يعني.. غير صحيح، فالابن يعني لكن خلقوا.. على كل حال مش بس أنا اللي.. متعاطف معاه، بكثير من أبناء الشعب الفلسطيني…

أحمد منصور: هذه شهادات حية لأسرى سابقين لأمهاتهم، لآبائهم عن وسائل التعذيب التي عاشها هؤلاء داخل السجون الإسرائيلية والآثار التي تركت عليهم بعد عمليات التحقيق والتعذيب بينتقل الأسير إلى عملية المحاكمة، والمحاكمات تقريباً كلها محاكمات عسكرية، في ظل أن المحاكمات هذه التي تتم محاكمات عسكرية، إسرائيل بتحاول أن تقدم نفسها على أنها الديمقراطية الوحيدة الموجودة وسط مجموعة أو كم هائل أو غابة من الديكتاتوريات العربية، إجراءات التقاضي أمام المحاكم العسكرية هذه، كيف تتم؟

حقيقة إجراءات المقاضاة أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلي

فارس أبو الحسن: طبعاً أخي أحمد، بعد التحقيق مع كل أسير، هناك من الأسرى اللي ما فيش عندهم اعتراف بيتم تحويلهم أو جزء منهم للاعتقال الإداري اللي ما قدروش يثبتوا عليه..

أحمد منصور: أيه مفهوم الاعتقال الإداري؟

فارس أبو الحسن: الاعتقال الإداري هو اعتقال تعسفي يصدر فيه قائد المنطقة العسكرية قرار باعتقال الأسير الفلسطيني لمدد متفاوتة تبدأ من شهر، والحد الأقصى إلها ست أشهر، طبعاً بناءً على توصية المخابرات ببينات سرية، لا يستطيعوا تثبيت بينات قانونية بالمفهوم الاصطلاحي يحوَّل الاعتقال الإداري، اللي فيه ضده بينات قانونية بيُقدم ضده لائحة اتهام ويتم عرضه على المحكمة العسكرية، طبعاً أخي أحمد بس حبيت أشير برضو لقضية مهمة جداً.

أحمد منصور: حضرتك بتقول ست أشهر، وفيه ناس صار لها سنوات طويلة في الاعتقال.

فارس أبو الحسن: ست أشهر.. ست أشهر لكل مرة، الحد الأقصى في كل مرة ست أشهر، موضوع الاعتقال الإداري -أخي أحمد- طبعاً موضوع واسع جداً، الأسير الفلسطيني الإداري، المعتقل إدارياً يتعرض بنفسه بشخصه وبأهله أيضاً لضغط نفسي قاسي جداً، المعتقل الإداري لا يعرف إلى متى ممكن يستمر اعتقاله الإداري، ممكن بعض الأسرى يستمر اعتقالهم لسنوات إدارياً، علي عوض الجمَّال كان معتقل إداري قبل حملة الاعتقالات الأخيرة قضى في الاعتقال الإداري مدة ست سنوات وتسع أشهر، ممكن الأسير الإداري عند تحضير ملابسه للعودة..

أحمد منصور: دون أي دليل ودون اتهام؟

فارس أبو الحسن: دون.. دون لائحة اتهام، دون محاكمة، هكذا يصدر قائد المنطقة العسكري قرار بالاعتقال، طبعاً هناك إجراءات شكلية بيتم عرض كل أسير فلسطيني إداري على لجنة اعتراضات أو ما يسمى بلجنة فحص هذا القرار، نوع من أنواع الرقابة القضائية كما يسمونه، بيتم بحث البينات السرية التي تقدمها المخابرات كسبب لاعتقاله، وفي الغالب –أخي أحمد- بيتم تثبيت قرار الاعتقال الإداري، وهناك فرصة للاستئناف على هذا القرار، طبعاً إجراءات شكلية –كما ذكرت أخي أحمد- هم السلطات.. المؤسسة الإسرائيلية تحاول أن تجمل وجهها القبيح من خلال بعض النظم والقوانين والأوامر العسكرية التي أمام العالم تضفي شرعية عليها، وهي في حد ذاتها نوع من أنواع الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان، المواطن الفلسطيني حسب القانون الدولي لا يجوز عرضه على محكمة عسكرية، الأسير الفلسطيني لا يجوز حسب القانون الدولي وحسب اتفاقية جنيف الرابعة لا يجوز تقديمه للمحاكمة، الأسير فقط يُسأل عن اسمه ورتبته، فقط لا غير، إسرائيل في نظامها القانوني الذي تتحكم هي فيه طبعاً، قائد المنطقة العسكرية يعدل ويبدل في القانون كيفما يشاء، قبل انتفاضة الأقصى الحالية وحتى تحديداً قبل شهر 4 حملة السور الواقي، كان الأسير الفلسطيني ممنوع احتجازه أكثر من 8 أيام بدون ما يعرض على قاضي عسكري يبحث في أمر اعتقاله، الآن طبعاً هم حتى يريحوا أنفسهم وحتى الإجراءات تكون بالنسبة إلهم أسهل الأسير الفلسطيني يعتقل 18 يوم قبل أن يُعرض على أي قاضي، قبل ما أحد يبحث في أمر اعتقاله، قائد المنطقة العسكرية أيضاً بيده كل الصلاحيات، هو الذي يعين القضاة، هو الذي يصدر القوانين والأوامر العسكرية، وهو أيضاً الذي يقوم بالاعتقال والتحقيق مع الأسرى الفلسطينيين، وبالتالي كل الصلاحيات مجموعة بيد هذا القائد العسكري.. الضابط العسكري الإسرائيلي الذي يتحكم بمصير الناس بمصير الأسرى، بمصير أهاليهم، طبعاً الأسير الفلسطيني -أخي أحمد- كثير من الحالات يُقصد إذلال يُقصد من هاي الإجراءات إذلال الأسير الفلسطيني ومضايقة أهله، عندما يهيئ نفسه للمغادرة وترك السجن بالدقيقة الأخيرة يبلغ بقرار اعتقال إداري جديد لمدة ستة أشهر أخرى، عندما يهيئ نفسه للعودة إلى بيته وأولاده وتنتظره العائلة يبلغ بقرار اعتقال جديد لمدة ستة أشهر، هكذا باستمرار حتى يُقضى على نفسية كل أسير فلسطيني، القصد منه إذلال وتدمير المعنويات، القصد من هاي الاعتقالات -أخي أحمد- العشوائية والكبيرة جداً هو تركيع الشعب الفلسطيني، الهدف ليس أمنياً ولا إنسانياً كما تدعي إسرائيل، الهدف سياسي، يريدون انتزاع..

أحمد منصور: لأن السجن يدمر نفسية الإنسان بشكل كبير.

فارس أبو الحسن: أكيد، خاصة وإنه -أخي أحمد- الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الآن هم من الأطباء، المحامين، المهندسين، المعلمين، أساتذة الجامعات، طلاب جامعات، طلاب مدارس، من الناس المثقفين والمتعلمين ليسوا.. ليسوا مجرمين ولا سراقين ولا تجار مخدرات.

أحمد منصور: يعني زبدة الشعب الفلسطيني.

فارس أبو الحسن: أكيد.

أحمد منصور: رغم اتفاقيات حقوق الطفل الدولية هناك أكثر من 250 طفل أعمارهم 12 سنة إلى 18 سنة بيحاكموا أمام محاكم عسكرية إسرائيلية، كيف يحاكم أطفال أمام محاكم عسكرية والعالم كله صامت لا يتكلم؟

فارس أبو الحسن: صحيح –أخي أحمد- للأسف برضو يعني إسرائيل تضرب عرض الحائط كل الاتفاقيات اللي وقعت عليها واتفاقية حقوق الطفل وقعت عليها الحكومة الإسرائيلية وهي ملتزمة ببنودها، هناك فيه معايير لمحاكمة الأطفال أمام محاكم مختصة، هناك معايير أيضاً وضعتها الأمم المتحدة، كمان فيه محاكمة.. فيما يتعلق بمحاكمة الأطفال، هناك أيضاً معايير دولية لاحتجاز هؤلاء الأطفال، الطفل لا يجوز أن يحتجز مع بالغين، يجب أن يحتجز مع أقرانه من.. من الصغار، إسرائيل لا تحتجزهم مع البالغين من العرب من.. من.. مع الفلسطينيين، بل بالعكس تحتجزهم مع البالغين من اليهود، المجرمين، تجار المخدرات، وبالتالي بيتعرضوا لمضايقات باستمرار، الأطفال أيضاً تمارس عليهم أساليب التعذيب والتهديد، وبكل.. بكل سبل يعني..

أحمد منصور: رأينا في المقدمة حتى وسائل اعتقال الأطفال وجذبهم وتقديمهم في السيارات يعني..

فارس أبو الحسن: أخي أحمد.. أخي أحمد، هذا.. هذا لسه اللي إحنا بنشوفه عبر وسائل الإعلام، المخفي أعظم، ما يتعرض له الأطفال الفلسطينيين في عمليات الاعتقال قاسى جداً.

أحمد منصور: الآن 250 طفل تقريباً؟

فارس أبو الحسن: تقريباً 250 طفل بيتوزعوا على معسكرات.. في معسكر عوفر موجود منهم قسم بسيط، فيه موجودين في مجدو وفي تلموند.

أحمد منصور: كيف وضع هؤلاء الأطفال في السجون؟

فارس أبو الحسن: صعب جداً، صعب للغاية..

أحمد منصور: إدي لنا صورة للصعوبة، وصف الصعوبة هذه.

فارس أبو الحسن: طبعاً تبدأ صعوبة التعامل مع الأطفال أو موضوع الأطفال في مرحلة التحقيق طبعاً وبتستمر هاي في تواجدهم داخل السجون الموجودين فيها، أخي أحمد، طبعاً الطفل بطبيعته إنسان بسيط، دخل مرة ضابط إسرائيلي كبير إلى سجن عوفر، وجد الأطفال داخل السجن عم بيطيروا طيارة، يعني بيتعاملوا مع السجن وكأنه لعبة، هادول الأسرى الأطفال لا.. لا يمكن احتجازهم في ظروف أصلاً على.. على الكبار والبالغين قاسية جداً، فما بالك على الأطفال؟

أحمد منصور: هناك مشكلة أخرى هي مشكلة الأسيرات الفلسطينيات، ومنذ مارس الماضي وحتى الآن يعني خلال هذه الأشهر البسيطة تم اعتقال أكثر من 50 أسيرة أعمارهن بين الـ 15 والـ 25، يعني فتيات صغيرات، وصحيفة "الشرق" الحقيقة القطرية نشرت تقريراً مطولاً في طفلة عمرها 16 سنة تعرضت لتعذيب بالغ، سأذكر يعني اسمها الآن اسمها عائشة، يعني وضع.. وضع دول يعني دول أعراض.. أعراض، يعني الأسيرة عرض، ولاسيما إن هم في سن صغير، معظمهن طالبات مدارس وجامعات، كيف وضع هؤلاء الأسيرات؟

فارس أبو الحسن: تصلنا تقارير باستمرار أخي أحمد عن وضع الأسيرات.

أحمد منصور: عائشة محمد عديات عمرها 16 سنة.

فارس أبو الحسن: عديات، نعم. وضع صعب يعانون باستمرار من استفزازات، من مضايقات، من ضرب، من إهمال طبي، جزء من هؤلاء الأسيرات بحاجة لرعاية صحية، بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية، لا يتم الاهتمام مطلقاً بالأسيرات، هناك طبعاً في الكنيست الإسرائيلي وأمام استجواب لمدير الأمن.. لوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الاستجواب قدمه عبد الملك دهامشة (النائب في الكنيست)، اعترفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بممارسة التفتيش العاري على الأسيرات من خلال المجندات الإسرائيليات على الرغم من وجود أحدث أساليب التكنولوجيا والتفتيش لدى الحكومة الإسرائيلية وسلطات مصلحة السجون إلا أنها تأبى إلا إنها تقوم بإجراء عملية التفتيش بهذا الشكل وبهاي الصورة، الهدف منها، الهدف منها هو أيضاً إذلال الأسيرات خاصة وأنهم طبعاً عربيات، مسلمات، محافظات طبعاً بالغالب، فيه هناك أيضاً أخي أحمد فيما يتعلق بالأسيرات باستمرار بيتعرضوا لمضايقات من قبل المعتقلات الجنائيات الإسرائيليات، هناك يعني طبعاً فيه إمكانية لمشاهدتهم شتائم، ضرب، وطبعاً بتقدم شكاوي لإدارة السجن ولا.. ولا تأبه بها، يعني مطلقاً ما بتعيرهاش أي اهتمام، الأمر متروك على.. على حاله، الأسيرات طبعاً فيه هناك منذ أيام حادثة حصلت لأسير فلسطيني اسمه سامر سوافطة، شاهد ضابط جندي إسرائيلي بيقوم.

أحمد منصور: في أي سجن؟

فارس أبو الحسن: في سجن الرملة، شاهد ضابط إسرائيلي جندي بيشتم وبيهدد وبيتوعد أسيره، فما اتمالكش نفسه اضطر إنه يحاول يدافع عن هاي الأسيرة إلا إنه طبعاً اتعرض هو للضرب الأسير الفلسطيني سامر اتعرض للضرب والإهانة والعذاب.

أخي أحمد، في.. في موضوع سجن الرملة تحديداً اللي أنا ذكرته الآن قبل أيام وتحديداً في يوم الجمعة 6/9 اتعرضوا الأسرى الفلسطينيين هناك فيه تقريباً كان 90 أسير فلسطين، يعني هذا نموذج لقد أيش المؤسسة الإسرائيلية عم بتهين وعم بتذل هؤلاء الشباب والأسرى المعتقلين في محاولة لكسر إرادتهم، 90 أسير فلسطيني بيتم إخراجهم من غرفهم تقريباً 11 غرفة مكبلين بالأيدي، بيتم تمريرهم بين صفين من قوات (ناحشون) العسكرية المدججة بالأسلحة، وأيضاً موجود بيناتهم جنود من الشرطة أو عناصر من الشرطة بيتم الاعتداء على هؤلاء الأسرى بالضرب المبرح بالأيدي، بالهراوات، بالأرجل، بالأحذية، وعلى أي مكان في الجسم، حتى في مقتل، بعض الأسرى يشتكي من إصابة قاسية جداً كانت ممكن إنها تفقده حياته، ومع ذلك طبعاً الحكومة الإسرائيلية هذا.. هذا السجن بالذات أُعيد افتتاحه لأكثر من مرة، أُغلق هو أكثر من مرة ويعاد افتتاحه لذات السبب، لأنه إهمال في الظروف الحياتية للأسرى في ذات السجن، وبيتعرضوا المعتقلين فيه أيضاً لكثير من الممارسات اللا إنسانية، ومع ذلك تصر الحكومة الإسرائيلية على فتح..

أحمد منصور [مقاطعاً]: صحيفة "القدس العربي" نشرت تقريراً مفصلاً، وذكر فيه أيضاً إن معظم الأسرى الفلسطينيين في السجون هددوا بعمل إضراب عام من أجل تخفيف الوضع عما يحدث للمعتقلين في سجن الرملة، هناك أيضاً من الأمور التي فيها معاناة شديدة جداً هي قضية معاناة الأُسر في قضية الزيارة أو المتابعة بالنسبة للأسير.

[فاصل إعلاني]

حقيقة وطبيعة معاناة أهالي الأسرى الفلسطينيين

أحمد منصور: ومع استعراضنا لكثير مما يتعرض له الأسرى فإن أهالي الأسرى أيضاً يعانون معاناة شديدة، وسوف نتابع بعض الأشياء التي رصدناها مباشرة لمعاناة هؤلاء الأسر، فتابعوها معنا.

زوجة الأسير علي المسلماني: الساعة 5 إحنا كنا هون، حضرتك شايف هلا بس تسلمنا الهويات، على 8 ونص، 9 بيدخلونا، بيقعدونا بعريشة حوالي ساعة أو نص ساعة، بعدين بيدخلونا على التفتيش، بعدين بيحشرونا بكمان غرفة، بعدين لما يجيبوا المساجين، بعديها بنص ساعة بيقولوا لنا قوموا على غرفة الزيارة.

والدة أسير فلسطيني: تلفنا أنا جايه أقابل ابني، ابني إله 12 سنة في السجن، وخلى مرته حامل إلها شهر، وجابت ولد على رأس البنت هذه وهو في السجن، وبعدين عقب هذا ولد، وأنا شهيد أخر، خلى وراه 4 أولاد وأولادهم هم ربيوا على روسهم رجالة وأنا يعني جايه أقابل ابني، بدي ابني، ورَّدموا دورنا، وكسروا دورنا، وخربوا دورنا، وخشوا علينا.

البنت هذه قعدت 5 سنين، وهي ما تعرف تخرج الكلمة من الخوف اللي.. اللي ارتعبته..

والدة أسير فلسطيني: مش هين هذا الأشي؟ صُلح وعملوا، الرؤساء اللي همَّ كانوا همَّ وياهم من أصل البادي كان لما واحد يقول منظمة كانوا يخدوه يحبسوه، وإن هلا عم يحطوا إيدهم بأيد بالمنظمة، والمنظمة عماله تحط إيدها في إيدهم، طيب وإحنا إيش يعني هون؟ وقعنا بين الكراسي زي ما بيقولوا، ما فيش إلنا مناص؟ ما فيش إلنا مخرج؟ هذا مش حل.

والدة أسير فلسطيني: الأرض بتظل مطرحها إما ابن.. يوم ابن ها الوحده، يوم عن يوم بينقص عمره، ختيارية صاروا، إيش انحبسوا 18 سنة، 20 سنة هسه صاروا أعمارهم بالـ 30 وبالأربعينات.

والدة أسير فلسطيني: رحت عالجلمة، ويا الله شو كان مشهد يعني، ناس بتقطع المصارين، أنا شفتهم (…..) يعود ليهم، ودول أطفال صاروا يبقوا يصرخوا عليهم وتعيط وتصرخ عليهم، ولحد هلا ما خلاناش نفوت.

أحمد منصور: أيه طبيعة المعاناة التي تعانيها الأسر، وإحنا شاهدنا بعض.. يعني إحنا بس حاولنا أن يعيش الناس من خلال أصحاب المعاناة نفسهم بعض هذه اللقطات، كمتابعات منك بشكل أساسي، وعندي تقارير بتقول إن منذ عدة أشهر بعض الأسر لم تستطع زيارة يعني معتقلين، وفيه أسر لم تلتقِ مطلقاً بالمعتقلين أو بالأسرى من أبنائهم الموجودين في السجون.

فارس أبو حسن: صحيح –أخي أحمد- طبعاً معاناة الأهل تبدأ من الاعتقال زي ما حكيت في بداية الكلام، زائد يعني الأسرة عندما تفقد معيلها ورب الأسرة طبعاً وضع صعب جداً، وضع نفسي على الأهل، هذا بدايته، بتستمر، تستمر المعاناة مع محاولات الزيارة، مع الزيارة نفسها، رحلة العذاب، بعض السجون خمس ساعات تأخذ الرحلة.. رحلة من مكان السكن إلى مكان الاعتقال أو مكان الأسر زي ما هو الوضع في سجن (نفحه) الصحراوي على الحدود المصرية، خمس ساعات ذهاب وخمس ساعات إياب في.. في ظل أجواء صعبة، طبعاً في.. في الصيف الجو حار، وفي.. في الشتاء البرد قارص، ظروف صعبة جداً، غير عن الوضع في نفس السجن، إجراءات التفتيش المذلة، والتأخير، والمماطلة، وفيه بعض المرات بيطلعوا يعني يزوروا وبيرجعوا بدون زيارة.

أخي أحمد، مش بس أيام ومش بس أشهر، فيه بعض الأسرى أهاليهم مازاروهوش من سنوات، من أكثر من 7 سنوات

أحمد منصور: إحنا معنا شقيق واحد من أقدم الأسرى في سجون إسرائيل، شقيق.. الأسير عفواً سامي العتبة، 26 سنة في الأسر.. أبو رائد، اتفضل أبو رائد باختصار.

أبو رائد: مساء.. مساء الخير.

أحمد منصور: مساك الله بالخير.

أبو رائد (أخو الأسير سامي العتبة): أود أن أذكر الأخ أحمد والأخ فارس قضية المعتقلين القدامى الذين أمضوا أكثر من 25 سنة في السجون الإسرائيلية، ما مصيرهم؟ وماذا سيحدث لهم، علماً أن حياتهم لم تبدأ، وقاربت على الانتهاء، ومنهم المناضل أحمد جبارة –أبو السكر، سعيد العتبة –أبو الحكم، إسماعيل برغوثي أبو النور، فخر البرغوثي-أبو شادي، سمير قنطار، أكرم منصور أبو الكرم، فؤاد الراجن –أبو القاسم، محمد إبراهيم أبو عليطة، إبراهيم جابر، حسن سلمه أبو علي، عثمان مصلح أبو التاجي، وكثيرين من الأسرى الذين أمضوا سنين طويلة، وإضافة لهم معتقلين ما بعد أوسلو، منهم سعدات والبرغوثي، وباقي الأسرى الآخرين، وشكراً لكم.. لهذا البرنامج.

أحمد منصور: شكراً جزيلاً لك. معي أم محمد (والدة الأسير مخلص برغال)، مضى عليه في الأسر 15 عاماً، تفضلي يا أم محمد.

أم محمد: السلام عليكم.

أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله.

أم محمد (والدة الأسير مخلص برغال): مخلص إله 15 سنة في السجن، هاي الحبس التاني، وهو هلا كمل الـ40 سنة بالسجن، لما انحبس أول مرة كان لسه مش طابق العشرين، يعني طبق العشرين في السجن، كل المآسي وكل المعاناة اللي عانيناها وبنعانيها لم يزل لليوم في دفة ميزان، ومصير هادول السجناء في الدفة الثانية.

إحنا مش قادرين يعني أيام ما كان الصلح، وقالوا إنه بدهم يعملوا للأسرى، بينحوا المنظمة عنهم، وقالوا أنتِ ما إلكيش شغل إحنا هادول المواطنين تبعنا. أنا بأحكي باسم السجناء اللي همَّ تحت حكم إسرائيل في.. في 48، إحنا منهم.

أحمد منصور: نعم، أنتوا عايشين في 48، نعم.

أم محمد: وهمَّ.. همَّ لما طلبوا إنهم يأخذوا مصيرنا بإيدهم مش عشان يعني يعاملونا كمواطنين، وإحنا نقدر نأخذ حقنا بقانون البلد، همَّ بيدهم يجردونا من حتى مجرد إنه فيه إلنا حدا هيسعى فينا، أو يطلعنا.. أو يعني يساعد أولادنا على إنهم يتحرروا ويطلعوا بعد ما مضوا كل هذه السنين.

أحمد منصور: أيه طبيعة الضغوط اللي بتعيشوا تحتها يا أم محمد؟

أم محمد: نعم؟

أحمد منصور: أيه طبيعة الضغوط اللي بتعيشوا تحتيها من جراء هذا الأمر؟

أم محمد: إحنا بنعيش في كل الضغوط اللي بتقدر تتصورها، سواءً الأهل أو السجناء، يعني زي ما اتفضل الضيف اللي عندك..

أحمد منصور: أستاذ فارس، نعم.

أم محمد: إنه لما بنروح نزور هاي رحلة عذاب، وهناك فيه كل أنواع التجبر، إذا بدنا نودي يعني ملابس للسجناء بيتحكموا فينا، هذا اللون، يعني بيطلبوا اللون البني، إذا جاء لون فاتح شوية، هذا.. لأ هذا، يعني بيعذبونا، وبيمرمرونا، وبيعملوا لنا، أما هذا كله العذاب إحنا تعودنا عليه، ويعني بدنا نتحمله بخاطرنا وغصب عنا…

أحمد منصور [مقاطعاً]: أيه اللي بتطلبيه يا أم محمد الآن؟ أم محمد..

أم محمد [مستأنفةً]: وبدنا.. وبدنا يعني إحنا كل الناس تسمعه و.. وتفهمنا، إذا بدنا نناشد كل ضمير حي إنه يسعى بأي.. يعني بأي طريقة، كل واحد بحدود صلاحيته، بحدود قدرته، إنه هادول الأسرى اللي تحت إيدين هادول الناس الظالمين اللي عم بيتحكموا فيهم بطريقة غير إنسانية بالمرة يسعوا لطلب لجان، طلب مؤسسات، ييجوا يزوروهم بالسجون، يشوفوا أيش طبيعة وجودهم هناك، إيش المعاملة تبعتهم يحاولوا يفتحوا ملفاتهم، همَّ ما عملوش ربع ما عملوا اليهود اللي قتلوا الناس في إجرام، اللي زي (عامي بوتر)، هذا طخ سبعة وقتلهم وهمَّ رايحين يشتغلوا، لا آذينيه، ولا معهم حتى عصاي مش بارودة، (إيشتولنج) اللي قتل الأسير وهو مغمض عنيه، ومكبل إيده ورجليه، كلهم هادول بره هلا، (عامي بوتر) مش بره، لكن صار مخلف ولدين بالسجن، ومتجوز، وبيروح بيقعد عند أهله، وأهله بيروحوا عنده، حتى اللي قتل رئيس الوزارة اتعامل بطريقة (تدليل) وعنده زي مصحة قاعد فيها، أما إحنا أولادنا كل غضب الدنيا بيجيبوه وبيحطوه عليهم، وألا يعني سبب، لو حكى واحد مع السجان بعدما يستثيره ويقهره بيحطوهم بالزنازين بالجمعتين وبالتلاتة، وبيمنعوا عننا الزيارة، شهرين، و3، و4 على إشي ما بيكونش إله أي يعني أهمية.

أحمد منصور: أشكرك يا أم محمد، وإن شاء الله تقر عينك بابنك.

أم إبراهيم، زوجة الأسير سامي، مأسور منذ 12 عاماً، أم إبراهيم معي.

أم إبراهيم: السلام عليكم.

أحمد منصور: عليكم السلام ورحمة الله.

أم إبراهيم (زوجة الأسير سامي حسين): بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، بداية تحياتي لك أخ أحمد ولضيفك الكريم.

أحمد منصور: شكراً.

أم إبراهيم: وأثني على هذا البرنامج القيم الذي يسلط الضوء على هذه القضية الهامة. الكل تحدث عن المعاناة، ولا أريد أن أكرر ما قد قيل، ولكن أطلب منك يا أخ أحمد أن يكون هناك عدة لقاءات مع سياسيين، للحديث عما قدموه لقضية الأسرى من ناحية الفعل.

2: أريد أن أوجه بعض الرسائل، وأذكِّر ببعض الحقائق، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة لذكرها.

أحمد منصور: باختصار، اتفضلي.

أم إبراهيم: الرسالة الأولى: إلى السياسيين، نذكرهم إن كانوا..

أحمد منصور: نعتذر عن.. يعني الصوت سيئ للأسف من المصدر، لكن تفضلي.

أم إبراهيم: نذكرهم إن كانوا قد نسوا، وأعتقد أنهم نسوا أن لهم أخوة أمضوا ما يقارب الثلاثين عاماً في الأسر، وهم كُثر، ماذا قدمتم لهم.

الرسالة الثانية: إلى الصليب الأحمر، كانت طلباتنا الإفراج دون قيود أو شروط عن أزواجنا وإخواننا، أما الآن فنحن لا نستطيع زيارتهم منذ ما يقارب السنة والنصف، أين دوركم في ذلك؟ أين دوركم في قضية القرار أنه لا يجوز الزيارة إلا للزوجة والأب والأم والأبناء.. إلى آخره، وتحرم باقي العائلة والأصدقاء من رؤية الأسير؟

الرسالة الثالثة: إلى دعاة السلام، مع كل التقدير لقضايا القدس واللاجئين، لماذا عندما تطرح قضية الأسرى في المفاوضات تكون في ذيل التباحث، مع أنها يجب أن تكون أساس العمل والتفاوض؟ فمعظم قضايا الإفراج كما تعلمون كانت لأصحاب الأحكام البسيطة والجنائية، ولم تشمل الأخوة المجاهدين من أصحاب الأحكام العالية.

أما الرسالة الرابعة: إلى الأخ المحامي، أود أن أطرح عليك بعض الأسئلة راجية أن تجيب عليها في هذا البرنامج، أولاً قضية ثلث المحكومية (…) لماذا لا تناضلون في المحكمة على أن تكون لجميع الأسرى؟

2: قضية إصدار الأحكام التعسفية بناء على الوضع السياسي لا على أساس القوانين، يعني كل ما يؤخذ يعني يُسجن.

3: قضية الإخوة الإداريين وما يعانوه من دون.. دون توجيه أي تهمة..

رقم 4: قضية تحديد المؤبد، فهناك الكثير.. أو الكثيرين مما حوكموا مؤبد دون أن تعرف مدته.

وفي الختام يعني أوجه نداء يعني أو.. يعني كلام إلى كل من يسمعني:

وكم من وامعتصماه انطلقت من أفواه الصبايا اليتم

لامست أسماعهم، ولم تلامس نخوة المعتصم

أحمد منصور: شكراً ليك.. اتفضل.

فارس أبو الحسن: طبعاً أخي أحمد كل موضوع من هاي الموضوعات بحاجة بيجوز لحلقة كاملة حتى نقدر نشرحها ونعطيها حقها، بس بالنسبة لموضوع..

دور المحامين العرب وحقيقة الصمت العربي والعالمي تجاه الأسرى الفلسطينيين

أحمد منصور: إحنا نريد أن نركز، باقي 4 دقائق، نركز فيما ينبغي أن يفعل الآن من أجل الأسرى، على مستوى الداخل، على مستوى جمعيات حقوق.. جمعيات المحامين، والجمعيات الحقوقية العربية، منظمات حقوق الإنسان.

والحقيقة لم أجد اهتمام عربي كبير إلا ربما من جمعية الحقوقيين في الإمارات، أصدروا كتاب وعملوا ندوة، وبأشكر الدكتور محمد عبد الله الركن.

فارس أبو حسن: الركن.

أحمد منصور: نعم، لأنه بذل جهد في هذا جيد، اتفضل.

فارس أبو حسن: طبعاً –أخي أحمد- فيما يتعلق بالأسرى وما يمكن أن يعمل لهم بأحب أنوه بس برضو قبل ما ننتهي إلى قضية مهمة جداً، حكينا عن إسرائيل ولعبة القانون والنظم القانونية اللي بتستخدمها إسرائيل طالما إنه فيه هناك مبرر باستمرار اللي هو الأمن تستطيع أن تخرق كل القوانين والأوامر العسكرية.

هي بتلعب لعبة القانون بشكل مرتب، وللأسف الشديد إحنا غافلين تماماً عن هذا الموضوع.

القوانين اللي في.. في.. في مختلف دول العالم هي لها الصدارة، المحامين العرب يجب أن يكون لهم دور في المرحلة القادمة. هناك طبعاً محكمة الجنايات الدولية تم إنشاءها..

أحمد منصور: في روما.

فارس أبو الحسن: في روما، يجب أن يُفعل تدريب المحامين العرب للترافع أمامها، ويجب أن يكون فيه هناك تبادل خبرات، هذا 1.

2: أود أن أذكر –أخي أحمد- قبل نهاية البرنامج إلى أن إسرائيل حتى هذا اليوم تحتجز أسرى دون محاكمة، ولا حتى قرار اعتقال إداري.

أحمد منصور: هل موضوع ملاحقة هؤلاء المجرمين الذين يرتكبون تلك الجرائم ضد الفلسطينيين، ملاحقة شارون مثلاً في بلجيكا كان لها تأثير كبير؟ الاستمرار في هذا يمكن أن يُخفف عن الأسرى.

فارس أبو حسن: طبعاً.. طبعاً أكيد، محاكمة شارون أربكت الحكومة الإسرائيلية تماماً، وجندت كل طاقاتها القانونية حتى إنها تخلص من ها القضية المشينة أمام العالم، أمام دول العالم المختلفة، أخي أحمد، لابد أن نذكر هنا أن إسرائيل حتى الآن ومنذ سنوات.. ما يقرب من عشر سنوات لازالت تحتجز الشيخين عبد الكريم عبيد والديراني، وكذلك تحتجز أبو عادل محمود عزام دون محاكمة، دون حتى قرار اعتقال إداري.

إسرائيل لا تأبه طالما أن موضوع الأمن هو العنوان، فبالتالي هي تدمر كل شيء، تدمر حتى أوامرها العسكرية اللي هي تشرِّعها. مطلوب تحرك عربي إسلامي من خلال منظمة المؤتمر اللي.. بمنظمة.. مؤتمر العالم الإسلامي أن يكون هناك تفعيل لدور مؤسسات حقوق الإنسان، للمحامين، وخاصة المتخصصين في مجال القانون الدولي. يجب أن يكون هناك دور لكل هاي المؤسسات على المستوى الدولي حتى نستطيع أن نعرِّي إسرائيل، وحتى يكون هناك أيضاً تنسيق بين الداخل.. العمل الحقوقي في الداخل والعمل الحقوقي في الخارج.

أيضاً المؤسسات التي تعمل الآن في الأراضي المحتلة بحاجة إلى كل دعم. هناك طبعاً مؤسسات كثيرة تقدم العون القانوني للأسرى، والحقيقة الوضع حتى الآن ليس بالمستوى اللائق، ويعني بحاجة لكثير من العون حتى يعني تتم المتابعة بشكل أفضل من الوضع الحالي.

بالنسبة إلى العالم العربي والإسلامي على المستوى الشعبي، أنا أقترح من خلال برنامجك –أخي أحمد- أن يكون فيه هناك يوم عربي إسلامي يتم من خلاله التضامن وإحياء موضوع الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية على مستوى العالم العربي وعلى مستوى العالم…

أحمد منصور [مقاطعاً]: أنا نسيت أتكلم عن وجود عشرات من المعتقلين العرب، مصريين، لبنانيين، في سجون إسرائيل أيضاً، وحكوماتهم لا تتحرك من أجلهم.

فارس أبو حسن: نعم، هناك فيه إحصائية طبعاً عندي بالنسبة للأسرى العرب في السجون الإسرائيلية، هناك –يا سيدي- 37 أسير عربي منهم، منهم 13 لبناني، و17 أردني، وسوري واحد، ومصري واحد، وفيه هناك أيضاً يمني وقطري يا أخ أحمد، طالما إحنا…

أحمد منصور: قطري؟!

فارس أبو حسن: نعم، من هنا..

أحمد منصور: يعني فيه أسير قطري في سجون إسرائيل؟!

فارس أبو حسن: فيه هناك أسير قطري اسمه إياد محمود سليم أبو هاشم، محكوم 28 عام، ومعتقل من 17/2/97.

أحمد منصور: ومصري.

فارس أبو حسن: ومصري واحد من رفح.

أحمد منصور: أشكرك شكراً جزيلاً.

فارس أبو حسن: هؤلاء.. هؤلاء.. هؤلاء الأسرى أيضاً بحاجة حقيقة لوقفة معهم.

أحمد منصور: أعتذر انتهى الوقت.

فارس أبو حسن: شكراً يا أخي أحمد.

أحمد منصور: وآمل أن يكون لهذه الحلقة تأثيرها لدى المشاهد، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، آملاً أن نكون قد نقلنا لكم صورة عما يعانيه الفلسطينيون.

في الختام أنقل لكم تحية فريق البرنامج ومخرجه فريد الجابري، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.