مستقبل العمليات الاستشهادية وحركات المقاومة الفلسطينية
مقدم الحلقة: | أحمد منصـور |
ضيف الحلقة: | خالد مشعل: رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) |
تاريخ الحلقة: | 15/05/2002 |
– موقف حركة حماس من تصريحات عرفات
– الصراع بين دحلان والرجوب وتأثيره على حركات المقاومة
– العمليات الاستشهادية الفلسطينية بين التأييد والإدانة
– علاقات حماس بالدول العربية بعد مؤتمر شرم الشيخ
– حقيقة الاتصالات الأوروبية بحركة حماس
– مستقبل الانتفاضة في ظل الأوضاع الحالية
![]() |
![]() |
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة من العاصمة اللبنانية بيروت، وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود).
اليوم هو الخامس عشر من مايو عام 2002 وهو ما يصادف الذكرى الرابعة والخمسين لاغتصاب فلسطين، حيث يأتي هذا اليوم وسط نقاش يدور على الساحتين الفلسطينية والعربية حول مشروعية المقاومة الفلسطينية وجدواها وأحقية الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه، والدفاع عن نفسه، فبعد 54 عاماً من النضال والشهداء والدماء والتضحيات، تخلت الحكومات العربية عن فلسطين التاريخية وأصبح الحديث يدور الآن عن مبادرات عربية وقرارات دولية فضفاضة، مقابل التخلي عن الأرض وعن حق المقاومة، مما يعكس حالة الضعف والهوان التي تعيشها الأمة، تأتي الذكرى الـ 54 للنكبة مع نكبة جديدة في جنين، طويت صفحاتها سريعاً كما طويت صفحات النكبة الأولى، ومع توقعٍ وترقبٍ لنكبة جديدة في غزة وصراع على النفوذ داخل السلطة الفلسطينية ومبعدين في قبرص لا يعلم مستقبلهم، ومفقودين في جنين لا يعلم مصيرهم، وثمن باهظ دفعه الشعب الفلسطيني مقابل فك الحصار عن قيادته.
تساؤلات كثيرة حول الماضي الذي لا يعود، وحول الحاضر المليء بالتشعبات والتشابكات، وحول المستقبل المجهول.
أطرحها في حلقة اليوم على السيد خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس)، وللمشاهدين الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا بعد موجز الأنباء على هواتفنا في الدوحة: 009744888873.
كما أعتذر لعدم وجود مشاركات اليوم على الإنترنت أو عبر الفاكس لاعتبارات تقنية وفنية، أستاذ خالد مرحباً بك.
خالد مشعل: يا مرحباً.. حياكم الله.
أحمد منصور: اليوم ألقى الرئيس ياسر عرفات خطاباً تحدث فيه عن خطوات لإصلاح السلطة والأجهزة الأمنية وإجراء انتخابات، بداية ما هو موقفكم مما أعلنه الرئيس عرفات اليوم؟
موقف حركة حماس من تصريحات عرفات
خالد مشعل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد، في البداية نحن نعيش اليوم ذكرى النكبة وما اصطلح عليه بالنكبة وبعد 54 عاماً لعل من حسن الطالع أن شعبنا اليوم لا يعيش أجواء النكبة وإنما يعيش أجواء مشروع تحرير حقيقي، تخيل بعد 54 عاماً لا تزال قضية فلسطين حية، لا يزال شعبنا في الضفة والقطاع يسجل ملاحم أسطورية، كما في جنين وبيت لحم ونابلس وفي رفح وفي كل المواقع الفلسطينية، لا يزال شعبنا في الـ 48 بعد سنوات طويلة من محاولة الأسرلة الصهيونية له لا يزال منتمياً لشعبه، لا يزال شعبنا في الشتات واليوم جماهير شعبنا في مخيمات لبنان وفي غيرها من المخيمات عبرت عن تمسكها بأرض فلسطين وبحقها في العودة، بل لا تزال الجماهير العربية في كل العواصم وفي.. حتى في المهجر تعبر عن نبضها تجاه فلسطين واليوم في القاهرة والإسكندرية عشرات الآلاف من شعب مصر العزيز يؤكدون على انحيازهم لشعب فلسطين، بل انحيازهم للمقاومة، بل عدم اعترافهم بشيء اسمه إسرائيل، هذا يدل أنه بعد 54 عاماً المنحنى لمصلحتنا وهذا الكيان بدأ يتراجع، وأننا اليوم لسنا في مأزق وإنما نحن نضع أقدامنا بثبات على مشروع تحرير –إن شاء الله- يقودنا إلى التخلص من هذا الاحتلال البغيض.
أما في السؤال اللي تفضلت به نطرحه السيد ياسر عرفات، فبكل وضوح وأنا لن أكن دبلوماسياً في هذا الموضوع، الإصلاح عبارة مطاطة إذا كانت ستأتينا عبر البوابة الإسرائيلية الأميركية فلا نقبل.. فلا نريدها، الإصلاح يعتمد على المسار السياسي إن كان المسار السياسي صحيحاً مستقيماً قائماً على التمسك بالحق الفلسطيني، وعلى المقاومة وعلى الانحياز لنبض الشارع، فكل إصلاح بعد ذلك مقبول، لأنه يأتي في سياق.. في خط استراتيجي صحيح، لكن إذا كان الإصلاح أولاً سيكون عبارة عن شعارات ولتلهية الشعب الفلسطيني وسيكون استحقاقاً مطلوباً في هذه المرحلة إسرائيلياً وأميركياً حتى وإن كان البعض في الساحة الفلسطينية يطلبه عن قناعة وعن إيمان وعن دوافع ومبررات حقيقية، ولكن الأصح والأصوب منه أن نبدأ بإصلاح المسار السياسي، لأن إذا كانت المسيرة تبقى تجتر أوسلو وتعيد إنتاج مشاريع تسوية فاشلة ثم يريدون في ظلها وفي ظل مشروع أميركي يريد ترتيب المنطقة.. يريد أن يصنع وضعاً فلسطينياً كما صنعه في أفغانستان، فكل إصلاح بعد ذلك سيأتي وفق المقاسات الأميركية والإسرائيلية، لكن إذا قلنا أن المقاومة هي الأساس وهي خيار الشعب الفلسطيني اللي بيعبر عنه كل يوم، وصححنا المسار وقلنا آن الأوان أن.. أن يكون هناك إجماع فلسطيني أو توافق فلسطيني على برنامج سياسي يقوم على برنامج المقاومة والتمسك بالحق الفلسطيني والثبات على هدف وشعار التخلص من الاحتلال ففي ظل برنامج المقاومة وبرنامج سياسي صحيح، أهلاً وسهلاً بالإصلاح بشرط أن يكون إصلاحاً جاداً وبلغتنا الفلسطينية وبقرار فلسطيني وليس بأي قرار إنتاج.. إنتاج أميركي.
أحمد منصور: أنتم.. أنتم.. أنتم كحركة حماس لديكم تصور معين محدد واضح الملامح لقضية الإصلاح؟
خالد مشعل: طبعاً.
أحمد منصور: ما هو؟
خالد مشعل: طبعاً شوف أخي، دائماً أي شعب يعيش حالة من الاستقرار تكون برامجه وأولوياته منصرفة إلى الأمور التنمية والتحسين الأوضاع الاجتماعية والديمقراطية وغيرها من القصص، وهذه مسائل حقيقية، لكن أي شعب يتعرض للاحتلال أولوياته مختلفة رغم أن الأولويات الأخرى تبقى مهمة ولكن ليست وحدها، وليست في معزل عن الرؤية والبرنامج السياسي النضالي، نحن شعب نتعرض للاحتلال ومشكلتنا في الساحة الفلسطينية ناضلنا حوالي 8 أو 10 سنوات، لخبطنا الأولويات، نتحدث عن دولة ونحن أرضنا لا تزال محتلة، وثبت إنه حتى مناطق (أ) ليس لها قيمة من حيث السيادة، إذن كشعب محتل أولوياتنا أولاً أن نضع برنامجاً سياسياً يحدد الهدف ويتخلص من الاحتلال، ويحدد الوسيلة الاستراتيجية وهي المقاومة، مع..
أحمد منصور: مين اللي يضع هذه الأشياء؟
خالد مشعل: نحن، الآن شوف الموضوع الفلسطيني أكبر من أن تنفرد به قوة وحدها، لا السلطة الفلسطينية ولا حركة فتح ولا حركة حماس ولا أي فصيل فلسطيني آخر، هذه قضية تهم الشعب الفلسطيني إذا كان في.. على مستوى الاتحاد الأوروبي مجرد يعني الدخول في السوق الأوروبية المشتركة واعتماد اليورو كعملة احتاج إلى استفتاء، هذه فيه قضية وطنية تتعلق بأرض مباركة.
أحمد منصور: الرئيس أعلن أنه سيجري انتخابات.
خالد مشعل: الانتخابات بالنسبة لنا تعتمد على السياق التي تأتي فيه، باختصار وبكل وضوح أقولها، إذا كانت الانتخابات ستأتي في سياق أوسلو ومشروع التسوية وما هو مسموح أو غير مسموح به أميركياً وإسرائيلياً، هذا سياق…
أحمد منصور[مقاطعاً]: هذا هو المباح يا سيدي.
خالد مشعل: اسمح لي، وإذا كان السياق أن تكون انتخابات في ظل مشروع وطني تتوافق عليه القوى الفلسطينية بمعنى أن نصوغ حياتنا الفلسطينية الداخلية على أسس ديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والتعددية والتفاهم الوطني على القواسم المشتركة، حتى ونحن في ظل الاحتلال، أهلاً وسهلاً هذا هو الوضع الطبيعي، لكن ديمقراطية أو انتخابات وفق المقاسات الأميركية الإسرائيلية أو في ظل أوسلو وفي ظل الإصرار على مشروع ثبت فشله، فبصراحة هذه المسائل ستدفع الحركة طبعاً إلى أن تدرس كل هذه السياقات وتضع قرارها في الوقت المناسب.
أحمد منصور: لا أنتم خلاص رفضته الآن.
خالد مشعل: لأ أنا..
أحمد منصور: الآن ما تقوله هو رفض لما أعلنه الرئيس عرفات ولأسباب رئيسية.
خالد مشعل: لا.. لا أخي أحمد.
أحمد منصور: أولاً أوسلو هي المرجعية بالنسبة للسلطة وبالنسبة للوضع القائم، الفروض الأميركية ليس على السلطة وحدها وإنما على دول المنطقة كلها وربما دول العالم الآن في ظل الهيمنة الأميركية، ولا يمكن لا السلطة ولا غيرها تستطيع أن تخرج من نفوذها، مثل هذه الأشياء هي التي فرضت أو التي هي مفروضة على الوضع.. الواقع الموجود الآن، معنى ذلك أنكم تعلنون رفضكم لها.
خالد مشعل: أخي أحمد، الآن طرحت عناوين يعني ما طرحه السيد ياسر عرفات عبارة عن مجموعة عناوين، هذه العناوين عند التفصيل فيها، عند الحديث عن سياقها السياسي، عن الرؤية المستندة إليها، عند ذلك الحركة.. قيادة الحركة ستدرس هذه المسائل وتأخذ قرارها، وتعلنه في الوقت المناسب كما أعلناه في الماضي، ما عندناش حرج، ولكن.. اسمح لي أخي أحمد، ولكن لابد من معرفة هذه الرؤية الواضحة، الآن تقول لي إن هذا هو المتاح، لأ ليس هذا هو المتاح، لا يعقل إن موقفها السياسي اليوم بعد كل هذه التضحيات بعد سنة ونصف من الانتفاضة وأكثر، بعد 10 سنوات من تجربة التسوية الفاشلة، لا يعقل أن نعود إلى الوراء ونعيد إنتاج نفس المنطق ونتحدث عن نفس الرؤية، الآن الشعب الفلسطيني باختصار ليس مهزوماً…
أحمد منصور: الإمكانات التي..
خالد مشعل: حتى يقبل بمشاريع مهزومة، شعبنا خرج..
أحمد منصور: ما يروج الآن.. ما يروج الآن هو أن ما حدث في جنين وما حدث وراء كل الأحداث الماضية هو بيضع الفلسطينيين في نقطة اللا خيار، لا خيار أمام السلطة الفلسطينية سوى أن تفعل ما أعلنه الرئيس عرفات اليوم، أما خيارات أو الاعتقاد بأن هناك انتصار هذا أمر أيضاً بيروج ليه، أما الآن لا خيارات إلا ما هو متاح، سواء من الدول العربية التي تتبنى المبادرات أو من السلطة الفلسطينية.
[فاصل إعلاني]
أحمد منصور: كان سؤالي لك عما يروج الآن من أن ما حدث هو عبارة عن هزيمة للفلسطينيين ووضعهم في جانب لا يستطيعون الفكاك من ما يفرض عليهم فيه، وأنه لا خيار إلا ما يفرض الآن، وعلى الفلسطينيين أن يتقبلوا هذا الخيار.
خالد مشعل: دعنا نطرح هذه المسألة في سياقها الموضوعي وبالمعلومات وليس بمجرد الزعم هنا وهناك، ماذا أراد شارون من حملة السور الواقي العدواني؟
أحمد منصور: أراد شارون من حملة السور الواقي أن يقضي على موقع المقاومة وأن يعتقل ما ينتسبون إلى كتائب القسام وأن يهدم الأماكن التي فيها، ونجح فيما قام به.
خالد مشعل: أراد شارون أن يقضي على البنية التحتية للمقاومة ومن ثم أن يكسر إرادة الصمود الفلسطيني ويفرض عليه هزيمة سياسية يقوده إلى المشروع الذي يريده.
أحمد منصور: وهذا ما حدث.
خالد مشعل: لا.. لا ما حدث، هناك نعم إشكالات لكن على المستوى السياسي، لكن دعني أقول كيف خرجت المقاومة الفلسطينية، كيف خرج الشعب الفلسطيني من هذه الحملة العدوانية اللي استمرت أكثر من شهر، بدأت من 29 مارس/ آذار، وكيف خرج شارون من هذه؟
أما الشعب الفلسطيني خرج أولاً بأسطورة اسمها جنين وحي الياسمينا والقصبة.. حي القصبة البلدة القديمة في نابلس والصمود في بيت لحم وفي كل المواقع الفلسطينية، 100 مقاتل فقط أخي أحمد في جنين صدوا آلاف من الجنود حوالي 500 دبابة وقاطرة وغيرها، وكل الطيران والمدفعية المتاحة عند العدو، استشهد 50 من هؤلاء المقاتلين من كافة الفصائل في وحدة وطنية حقيقية في خندق المقاومة، وقتل من جنود العدو 24 وجرح حوالي 12.
أحمد منصور: في معايير المقاومة، هل يجوز ما حدث أن لا يكون لديك القدرة على أن تدخل في مواجهة عسكرية مع جيش بدباباته ومدرعاته وآلاف الجنود، وتدخل في هذه المعركة وتسبب ما حدث من عملية إبادة وتحطيم وتدمير للمخيم في جنين؟
خالد مشعل: في معايير البطولة هذا كله يجوز، وكان المسلمين دائماً يرفعون الشعار "أطلب الموت تهب لك الحياة"، أهل جنين قاتلوا نيابة عن الأمة وعن شعبنا كله، شعبنا كله مستعد يسجل هذا الانتصار، لأنه هذا هو الذي يرفع المعنويات إن شاء الله، تخيل مخيم جنين 10 أيام يصد هذا الغازي ويسجل أسطورة، ملحمة أصبحت ملهمة ليس للشعوب العربية والإسلامية حتى الشعوب الأوروبية، أصبح من يريد يرفع معنوياته تذكر اسم مخيم جنين، أصبح لها رمزية.. أصبحت دلالة.
أحمد منصور: لم يعد أحد يتكلم عنها.
خالد مشعل: لا.
أحمد منصور: ولا حتى عن المخيم الآن؟
خالد مشعل: لا.. لا بس دعني أكمل لك الصورة، أخي أحمد، يعني إذا كان الناس تجاوزت لجان التحقيق فهذا نتيجة دهاليز السياسة التي ضيعت هذا الحق، وجعلت شارون ترتفع عنه هذه الجريمة، لكن أنا أقول لك الشعب الفلسطيني خرج بهذه الأسطورة، خرج بملحمة وحدة وطنية في كنيسة المهد، الرهبان في كنيسة المهد وقفوا إلى جانب المقاتلين اللي حوصروا في كنيسة المهد فكانت ملحمة بين كل الفصائل وحدة وطنية وبين المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين كوحدة وطنية من خلال خندق الصمود في كنيسة المهد، الشعب الفلسطيني خرج بتعاطف حتى على مستوى الشعوب الأوروبية، وبدأ الوجه القبيح الصهيوني تتكشف كل ملامحه ومعالمه، الشعب الفلسطيني في هذه الملحمة خرج بتضامن وتفاعل في الشارع العربي غير مسبوق، باختصار شعبنا خرج ثم بعد كل هذا المقاومة الفلسطينية خرجت وهي لا تزال بخير، ضربت في مستوطنة (أدورا) غربي الخليل وضربت في (ليشون لتسيون) في عملية استشهادية رائعة أثبتت أن كل برنامج شارون الذي ذهب إلى واشنطن ليقول للأميركان ألم أقل لكم إن الخيار الأمني العسكري هو الوحيد الذي يصلح مع العرب والفلسطينيين، فأفشلت كل برامجه، 20 ألف جندي من قوات الاحتياط حشدهم شارون إضافة إلى فرقتين عسكريتين كانتا في الضفة وفرقة أخرى في غزة فشلت في القضاء على المقاومة الفلسطينية، بينما شارون -عفواً أخي أحمد- شارون خرج من هذه الحملة بوجه إسرائيلي قبيح، بجريمة أصبحت تلاحقه.
أحمد منصور: ليست.. ليس لديه مشكلة، تاريخه حافل تضاف إلى شيء عنده، لكن هو حقق أهدافه كما يعتقد وكما أعلن والآن بقيت غزة ويستعد لاقتحامها.
خالد مشعل: أنا بأقول لك أخي أحمد، الهدف الأساسي لشارون أن يقضي على البنية التحتية ويدفع شعبنا للاستسلام، فلما يأتي الشعب الفلسطيني.. المقاومة لا تزال بخير، وتضرب في كل موقع تريده ومعنويات الشعب الفلسطيني لا تزال بخير، وأنتم بتتابعوا عبر الفضائيات حتى الطفل.. الشيخ.. المرأة تقول لا خيار للصمود.. إلا الصمود بل يعني ما في غزة عندما هدد شارون باقتحام غزة رأيت كيف جاهزية الناس، الأطفال.. الرجال.. النساء، الجميع مستعد لخوض المعركة، شعبنا ما عاد يمكن أن تخضعه القوة، هذه حقيقة ينبغي أن تكون واضحة، أنا أقول -أخي أحمد- أقول لكل القوى المستكبرة.. أقول للإسرائيليين.. أقول للأميركان، أقول لكل القوى الغاصبة، إذا كانت تظن أن البرنامج العسكري يصلح مع الشعب الفلسطيني فهي واهمة، إذا كانت تظن إنه فلسطين كأفغانستان أيضاً هي واهمة، حل وحيد أمام العالم كله، وأمام المجتمع الصهيوني وأمام الغرب هو أن يسلموا بالحق الفلسطيني، أن يعترفوا بحق الشعب الفلسطيني في الحرية.. في الاستقلال.. في التخلص من الاحتلال، وإلا شعبنا مستعد يقاتل سنوات وسنوات حتى يتخلص من هذا الاحتلال.
أحمد منصور: هناك صراع كبير يدور الآن بين قائدي جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني محمد دحلان وجبريل الرجوب، نشرت صحيفة "الحياة" جانباً منه، ونشرت الصحف الإسرائيلية ومعظم الصحف العربية، ما أثر هذا الصراع عليكم أنتم في حركة حماس؟
[موجز الأخبار]
الصراع بين دحلان والرجوب وأثره على حركات المقاومة
أحمد منصور: أود أن أشكر كافة المشاهدين الذين كتبوا إلي عبر الإنترنت حول حلقة الأسبوع الماضي مع الحاخام (ديفيد وايس)، وإن كان الكثيرون قد قالوا أنه لم يستطيعوا الدخول إلى موقع جماعة ناطوري كارتا بسبب خطأ يبدو كان في العنوان، وأعتقد أن الزملاء في الدوحة لديهم العنوان واضحاً الآن وسوف يضعوه على الشاشة لمن أراد الدخول: www.Netureikarta.org
وحول الذين سألوا عن حجم هذه الجماعة، بعض الدراسات أشارت إلى أن عددهم يصل إلى 800 ألف يهودي على مستوى العالم، ودراسات أخرى أشارت إلى أن عددهم يصل إلى المليون، كان سؤالي لك حول الصراع الدائر الآن بين قائدي جهاز الأمن الوقائي في غزة والضفة جبريل الرجوب ومحمد دحلان وأثره على حركة حماس وعمليات المقاومة.
خالد مشعل: أخي أحمد، الإدارة الأميركية الآن تلقي ببعض الطعم المسموم بل دعني أسميه عظماً مسموماً حين تقدم في الساحة الفلسطينية قصة توحيد الأجهزة الأمنية وبالتالي..
أحمد منصور: بس العظمة ديه صعبة شوية.. العظمة ترمى لـ..
خالد مشعل: اتركها.. اتركها على جنب، لا أقصد هذا المعنى، أنا أقصد أن الإدارة الأميركية تريد أن تورط الشعب الفلسطيني في اتجاهات قاتلة ومميتة، قصة توحيد الأجهزة الأمنية وأن يكون على رأسها شخص محدد، وبالتالي يتسابق الناس في هذا، المستهدف ليست حماس وحدها، المستهدف هو رأس المقاومة، وعندما تستهدف رأس المقاومة فيعني ذلك أن الشعب الفلسطيني كله هو الهدف من هذه المؤامرة الأميركية، الآن تطبخ –كما ذكرت الصحافة ومصادر الإعلام- تطبخ في مطابخ الـ C.I.A والخارجية الأميركية، ومن سيقبل بهذا الدور أمامه أجندة تفصيلية ستصيب وتطال كل إنسان فلسطيني حر من حماس من فتح من الجهاد من عناصر الأمن، بل دعني أقول لماذا هم أرادوا توحيد هذه الأجهزة، لأنهم وجدوا أن عناصر بل قيادات في بعض الأجهزة الأمنية قاتلت إلى جانب المقاتلين الشرفاء الآن الأخ عبد الله داود مدير المخابرات في بيت لحم الذي أبعد إلى قبرص، هذا كان من المناضلين إلى جانب إخوانه في القوى الفلسطينية لأنه المقاومة وحدت الشارع الفلسطيني.. وحدت كل الفصائل، فالآن الإدارة الأميركية تريد أن تمزق هذا الشعب من خلال منافسات.
أحمد منصور: معنى ذلك..
خالد مشعل: أمنية أو من خلال أدوار سياسية سيئة.
أحمد منصور: هذه الأجهزة سيعاد صياغتها وبناء أفرادها أيضاً من جديد.
خالد مشعل: بالتأكيد.. بالتأكيد و(تينت) لماذا هو قادم إلى المنطقة، والآن يؤجل إلى أن تتحضر -في ظنه- الأرض له، الخطورة يا أخي أحمد في شعبنا الفلسطيني يعرف أنه مستهدف من أي ترتيبات أمنية أميركية.
أحمد منصور: المعلومات أشارت إلينا تينت.. تينت معه 70 مليون دولار من أجل إعادة بناء الأجهزة الأمنية، نشر في "الواشنطن بوست" قبل مدة بسيطة إلى أن الولايات المتحدة بصدد توحيد الأجهزة الأمنية تحت جهاز واحد تنفق عليها كل من بلجيكا وبريطانيا ضمن طبعاً المخطط…
خالد مشعل: على كل حال شعبنا الفلسطيني لا يشترى بالمال، شعبنا الفلسطيني لن يقبل بهذه الأدوار، أنا أحذر كل من يقبل لنفسه أن ينساق وراء هذه المشاريع لأنه سيجد نفسه في صدام مع كل الشعب الفلسطيني، بل في صدام مع حركة فتح التي قاتلنا نحن وإياها وكل الفصائل في خندق المقاومة خندق الشرف، ثم أخي أحمد..
أحمد منصور[مقاطعاً]: معلومات كثيرة تشير إلى أن يعني الكفة ترجح لصالح العقيد دحلان، حتى إن نُشر إلى إنه قدم تقرير وإن كان مكتبه نفى ذلك، قدم تقرير إلى المخابرات الأميركية فيما يتعلق بتصوره للدور الأمني الذي يمكن أن يقوم به.
خالد مشعل: هو شوف التزكية الأميركية لأي إنسان فلسطيني أو عربي هي تهمة، وكل من يريد أن يصطف إلى جانب الشعب الفلسطيني عليه أن يدفع هذه التهمة وأن ينحاز إلى شعبه وإلى خط المقاومة، وألا يقبل بأدوار قذرة، كما قلت لك الإدارة الأميركية تريد أن تستفيد من خبرتها فيما فعلته في أفغانستان لتطبقه على أرض فلسطين، وهذا أمر لن يتحقق على الأرض الفلسطينية، شعبنا الفلسطيني لن يسمح بهذا باختصار.
أحمد منصور: أنتوا تصوركم.
خالد مشعل: لا عفواً.. ثم فيه خطورة أخي أحمد، الجو هذا اللي هو جو المنافسات سيؤدي إلى احتكاكات ومناوشات، وربما استعمال العنف في المعالجات الداخلية، كما رأينا من خلال ضرب بعض الشخصيات الفلسطينية بصرف النظر عن موقفنا تجاهها، وأنا من موقعي ومن استشعاري المسؤولية تجاه شعبنا، تجاه أمتنا، تجاه الأمل اللي عُلِّق بهذا الشعب العظيم، اللي خاض أعظم أسطورة مرحلية في جنين وفي غيرها من المواقع أقول وأناشد وأدعو فئات شعبنا وفصائله وكل من يتحمل المسؤولية إلى ألا يلجأوا إلى العنف وسيلة لمعالجة الشأن الداخلي العنف –إن صح التعبير- لا يستعمل إلا ضد العدو، وهو في هذه الحالة مقاومة مشروعة، لكن في وسطنا الفلسطيني مهما اختلفنا سياسياً، مهما اختلفت برامجنا ليس لنا إلا الحوار إلا التفاهم، ولندع البرامج على الأرض الفلسطينية تتنافس، وأنا أعتقد إن الشعب الفلسطيني هو الذي سيختار البرنامج الأفضل، وهو القائم على خط المقاومة.
أحمد منصور: في تصوركم من هو أبرز المرشحين لقيادة الجهاز الأمني، الذي سيناط به السلطة الحقيقية في الفترة القادمة؟
خالد مشعل: لا يعنينا هذا، كما قلت لك، هذه منافسة غير محمودة، منافسة مرفوضة من الشعب الفلسطيني، ومن يفوز –إن صح التعبير- بهذا الموقع هو خسران هو خسران باختصار، لأنه مفروض عليه أن يطبق أجندة، هذا موقع له استحقاقه، لأنه هذا موقع مش فلسطيني، هذا موقع أميركي إسرائيلي، باختصار هم يريدون جهازاً أمنياً فلسطينياً لا يُقاتل مع المقاومة، ولكن ليضبط الشارع الفلسطيني، شارون وضع لمجرد التفاوض وضع شرطين، والكنيست صدَّق على كلامه، وقف المقاومة، إصلاح السلطة، ودخل في تفاصيل إلى درجة أنه يريد ضبط الشارع الفلسطيني، ولذلك يريدون أن يوجدوا قيادة بديلة جهازاً أمنياً يتولى هذه المهمة، شعبنا الفلسطيني شب عن الطوق، ما عاد يقبل أن تأتيه شخصيات وجهها فلسطيني على دبابة إسرائيلية أو على طائرة أميركية أو مرافقة لتينت، وشعبنا الفلسطيني لا يقبل إلا من عاش في خندق المقاومة، سواء كان ابن فتح، مثل جمال الحويل في…
أحمد منصور [مقاطعاً]: الشعب تعب ويريد أن يستريح.
خالد مشعل [مستأنفاً]: أو محمود خوالدة أو محمود حلوة اللي اتخندقوا، ولكن الواحد يروح يصافح قيادات إسرائيلية يدها تقطر من دمانا في محافل راقصة أو يلتقي مع شارون أو عميرون أو غيره، هذا غير مقبول في الساحة، هناك فرز ينبغي أن يعيه الجميع في الساحة الفلسطينية.
أحمد منصور: كثير من المحللين آخرهم سمير عطا الله اليوم في "النهار اللبنانية"، قال: أليس من المحتمل أن يكون حديث الإصلاح ودرء الفساد هو حصان طروادة الذي سوف يُحمل عليه عرفات لكي يخرج من السلطة الفعلية ويتحول إلى مجرد زعيم تاريخي يُشير ولا يُستشار، يسمع ولا يُطاع.. يُسمع ولا يطاع، يحترم ولا يؤخذ باحترامه، لاسيما وأن أبرز المتحدثين عن الإصلاح هم مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، مثل أبو مازن، محمد دحلان، وغيرهم كثيرون ومعظم هؤلاء ممن يُراهن على أنهم سيكونون السلطة البديلة أو قيادات السلطة البديلة في الفترة القادمة، ما رأيك في هذا؟
خالد مشعل: هو طبعاً هذا مطلب –بالمناسبة- أميركي إسرائيلي، إنه يتحول ياسر عرفات إلى دور رمزي، نحن ضد أي ديكتاتورية سواء في الساحة الفلسطينية أو في أي ساحة، ولكن أيضاً في ذات الوقت نحن ضد أي ترتيبات تأتينا من واشنطن، نحن لا نقبل أن يعيِّن علينا الأميركان قرضاي فلسطيني، شعبنا هو الذي يختار رئيسه، ويختار زعيمه، ويختار قياداته.
أحمد منصور [مقاطعاً]: معنى ذلك
خالد مشعل: عفواً والذي يريد أن يتحدث عن الإصلاح ينبغي أن يكون مصلحاً وصالحاً في ذاته، لأنه ربنا يقول: (إن الله لا يُصلح عمل المفسدين)، لكن التغني بهذه الشعارات، أنا أقول لك الناس اليوم في سباق في.. يريد كل واحد يسوِّق نفسه أمام الشارع الفلسطيني، شعبنا لن يُخدع بهذا، شعبنا يريد الفعل، شعبنا معياره هو السلوك على الأرض، هي النظافة الطهارة وليس من يتكلم عن الشعارات، نعم، نريد إصلاحاً كما قلت لك، ولكن إصلاحاً مستنداً إلى مقاومة وإلى تصحيح المسار السياسي وإلى أن تكون هناك شخصيات قادرة على الإصلاح، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
أحمد منصور: الرئيس عرفات أعلن أنه أصبح شريكاً لأميركا في مقاومة الإرهاب، أميركا تصفكم بأنكم جماعة إرهابية، أما معنى ذلك أنكم أصبحتم هدفاً للسلطة الفلسطينية في ظل ما يقال في أن إسرائيل تراهن الآن على صراع فلسطيني داخلي، وأن هناك أسلحة تمرر إلى جميع الأطراف الفلسطينية تحت سمع وبصر إسرائيل من أجل هذه المرحلة القادمة من الصراع الداخلي؟
خالد مشعل: شعبنا –الحمد لله- واعي، تجاوز شراكاً قاتلة وفخاخاً مميتة، ونجح ألا يدخل في الاحتراب الداخلي مهما فعل الأميركان وحشدوا، وشعبنا سيتخلص تلقائياً من كل الأوراق الخريفية التي آن لها أن تنتهي، ولكن لن يدخل في غمرة الاقتتال بإذن الله تعالى، لأنه عنده درجة عالية من الوعي، ومدرك حقيقته وسينحاز لمصلحته العليا، لكن هنا في الساحة الفلسطينية مسؤولية كبيرة على الجميع حتى نخرج من هذا النفق الآن اللي يريدوننا أن نتنافس على بعض العروض المسمومة، ويريدوننا أن نقتتل، هذا أمر لا يُطبَّق على شعبنا، شعبنا أوعى من أن يقع في هذه المصائد بإذن الله تعالى، وأنتوا شفتوا حركة حماس ولجانها وكل القوى صبرت على جراحها سنوات طويلة، وتجاوزت هذا الأمر.
أحمد منصور: المرحلة القادمة ستكون مختلفة
خالد مشعل: لكن هذه المسؤولية.. مسؤولية أمام الجميع
أحمد منصور: المرحلة القادمة بكل المعايير ستكون مختلفة عن كل المراحل السابقة في ظل توحيد الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في ظل المطالب الإسرائيلية، المطالب الأميركية، الدعوة للإصلاح، يعني ستكون مختلفة بكل المعايير وصبركم طوال السنوات الماضية سيختلف عن الفترة القادمة.
خالد مشعل: لأ، لن يكون، ليش؟ لأنه حصل في الساحة الفلسطينية فرز جذري عمودي في الساحة الفلسطينية، الآن ترى أخي أحمد شوف بعد كل الجولات اللي صارت 90% من شعبنا الفلسطيني في استطلاعات قامت بها اللي هي (الجزيرة نت)، 90% أو 95% مع العمليات الاستشهادية، 90% مع خيار المقاومة طريقاً، بمعنى غالبية الشعب الفلسطيني في خندق المقاومة، الفئة التي ستعارض خيار المقاومة هي فئة معزولة ومحدودة، وبالتالي من سيحارب الإرهاب كما يسمونه، من سيدخل في البرنامج الأميركي لمحاربة ما يُسمى بالإرهاب أو بمحور الشر، سيجد نفسه في مواجهة كل الشعب الفلسطيني.
العمليات الاستشهادية الفلسطينية بين التأييد والإدانة
أحمد منصور: هناك استحقاقات دولية يا سيدي لابد أن تُؤدى، وقضية العمليات الاستشهادية طالما أنت فتحتها الآن أحمد عبد الرحمن (أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني) وجَّه نداءً يوم الأحد الماضي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وأن أوقفوا عمليات.. عملياتكم داخل إسرائيل، السلطة تطالبكم بالاحتكام للمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني والرأي العام الفلسطيني الذي تقول أنه ضد العمليات الاستشهادية، هناك تيار من الكتاب الموالين للسلطة والقريبين منها، مثل ما كتبه ممدوح نوفل في "الحياة" يوم الاثنين الماضي، وآخذ لك يعني بعض.. الجملة أو جملتين مما قاله مما يعكس يعني قوة هذا التيار، يقول: "إن العملية التي نفذتها كتائب القسام في 7 مايو ضد المدنيين الإسرائيليين في نادي بلياردو وقمار في منطقة (ريشيون لتستيون) جنوب تل أبيب ألحقت أضراراً كبيرة بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني، تماماً كما كانت حصيلة عملية نتانيا التي نفذتها حماس في أواخر مارس، عملية نتانيا -كما يقول ممدوح نوفل- هي التي مهدت الطريق أمام الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية الجدار الواقي التي زرعت القتل والخراب والدمار في شتى أنحاء الضفة الغربية" أما يعني هذا أن حركة حماس هي المسؤولة من خلال العمليات الاستشهادية عن كل مآسي الشعب الفلسطيني وعما جرى من دمار وتخريب في الضفة الغربية وما هو متوقع أن يحدث في غزة؟
خالد مشعل: شوف أخي.
أحمد منصور: حسب هذا التوجُّه
خالد مشعل: نبض الشارع صادق دائماً، لأن الأمة لا تجتمع على ضلال، شعبنا الفلسطيني لو كان يحمِّل عملية نتانيا مسؤولية اقتحام شارون للضفة لكان أخذ قرار بأنه ينفك عن العمليات الاستشهادية، ولكنه لا يزال منحازاً لها، مسروراً بكل عملية استشهادية.
أحمد منصور: ماذا يعني هذا الكلام؟ هذا يعبر عن تيار.
خالد مشعل: هذا هذه يعبر عنها شخصيات ناس تعرف وزنها، أنا لا أريد أن أتعرض للأشخاص، ولست معنياً بهؤلاء، هذه أصوات معروفة، موجودة في كل شعب وفي كل مرحلة.
أحمد منصور: بتمثل تيارها..
خالد مشعل: تياراً محدوداً أمام تياراً.. أمام تيار متدفق يمثل الغالبية على مستوى الفلسطينيين والعرب، خد الشارع العربي أنت شوف ما هو نبضه، كذلك الشارع الفلسطيني، خذ المرأة.. الأهالي يا أخي أحمد في جنين عندما حذرهم العدو رفضوا أن يخرجوا من البيوت، ظلوا ملتحمين مع أبنائهم المقاتلين، لكن دعني أعود إلى المنطق المطروح هنا حتى نناقشه موضوعياً.
أحمد منصور: باختصار
خالد مشعل: باختصار، أول نقطة خصة الحديث عن المدنيين، طيب يا أخي، شارون عندما أراد أن يحشد طاقاته للعدوان على جنين وعلى نابلس وعلى كل الضفة الغربية، ماذا فعل؟ استدعى عشرين ألف من قوات الاحتياط، هذه قوات الاحتياط ماذا كانوا؟ قبل ساعات من استدعائهم كانوا يعملون في المتاجر، سوبر ماركت، في المصانع، في.. أدوار مدنية، في لحظات والاستنفار عن الجيش الإسرائيلي خلال 72 ساعة يصبح في موقعه العسكرية المقاتل بيحمل رتبته ويحمل بندقيته، إذاً هذا الذي كان يُسمى مدنياً قبل ساعات أو لحظات أصبح اليوم مقاتلاً، فإذاً هذه قصة ينبغي ألا نسلم بها هكذا، هذا أولاً.
2- الشعب الفلسطيني أخي عندما يحشر في الزاوية ويتعرض لكل هذه الآلة العسكرية الجهنمية وبالسلاح الأميركي، ويقصف بالـF16 والأباتشي مخيم يتعرض للتدمير في مساحة 1 كيلو متر مربع، عند ذلك لا تُسأل الضحية لمَ دافعتِ عن نفسك بعملية استشهادية، في حرب…
أحمد منصور: هم يقولون أن الإسرائيليون يدافعون عن أنفسهم. لأن العمليات الاستشهادية تقتلهم.
خالد مشعل: لا نريد أن نعود إلى القصة الأولى من الذي جاء غازياً إلى الأرض الآمنة؟ كنا بأرضنا وهم غزونا، لم نذهب لنقاتل أحداً نحن، هذا ليس إرهاب، نحن حرب الشعب الفلسطيني –إن صح التعبير- دفاع عن النفس، ولذلك هي مقاومة مشروعة، فإذاً نحن لا.. لسنا أمام حرب جيشين نظاميين على حدود، نحن شعب أعزل يقاتل جيش جيشاً مسلحاً، يدافع عن نفسه هذا الشعب، ولذلك لا يصح أن يُوضع هذا الأمر بهذا الميزان، إذاً هذه نقطة في غاية الأهمية، النقطة الأخرى: البعض يتكلم عن توقيف العمليات، أنا عايز أسأل هؤلاء إن كانوا جادين أو صادقين: ما هو المشروع السياسي اللي يمثل أمنية للشعب الفلسطيني واللي منقذ له وجاءت هذه العمليات عطلته؟ هل هناك مشروع سياسي سواء كان عربياً ولا غربي أو أميركي يريد أن يخلص شعبنا من الاحتلال وجاءت هذه العمليات فعطلته؟
أحمد منصور: هناك مشاريع كثيرة.
خالد مشعل: سنتكلم عنها OK
أحمد منصور: وأنتوا بتختاروا التوقيت المدمر لكل هذه المشاريع.
خالد مشعل: هذه العمليات لا تأتي في سياق أي فرص حقيقية أمام الشعب الفلسطيني، وإنما في سياق استمرار العدوان، يعني حتى بعد ما انتهت عملية السور الواقي.
أحمد منصور: يعني ليس هناك اختيار بحكم دقيق للتوقيت…
خالد مشعل: عفواً سآتي لك إلى بس أكمل هذه المسألة أخ أحمد، يعني حتى عندما انتهت عملية السور الواقي بشكلها الكامل لازال الاقتحام الصهيوني للمدن قائم، أعادوا احتلال طولكرم وقلقيلية عدة مرات، دخلوا حلحول وقتلوا اثنين من قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، دخلوا الخليل، إذاً العدوان الإسرائيلي استمر، فما.. لم تأتِ العمليات الاستشهادية في ظل سلام في ظل استقرار، في ظل أمن يعيشه الشعب الفلسطيني، أما موضوع التوقيت أقول لك بكل حزم وبكل حسم أن العمليات الاستشهادية أو عمليات المقاومة بصورة عامة لا تخضع لتوقيت سياسي.
أحمد منصور: كيف؟
خالد مشعل: ليس فقط لأن الجناح العسكري مفصول عن الجناح السياسي، ولكن لأن ظروف الميدان الصعبة العسيرة هي التي تحكم الأداء للمقاتلين الفلسطينيين من كافة الفصائل.
أحمد منصور: يعني زي ما وصف عبد الوهاب بدرخان قبل أمس في "الحياة" قال إن يعني ربما يكون الذين ينفذون هذه العمليات أصلاً غير معترفين وغير مقرين بالاتفاقات وبالتسويات القائمة، ولهم طريق آخر مختلف.
خالد مشعل: صحيح هو طعن، بس مش.. مش بس فقط لا يقره، هو غير مقتنع إنه مشاريع التسوية القائمة تُعيد له أرضه وتخلصه من الاحتلال
أحمد منصور: ما فيش تعمد لنسف كل ما يُقَّدم؟
خالد مشعل: والله شوف أخي أحمد والله –وأنا أقسم غير حانث- لو أن شعبنا الفلسطيني وجد طريقاً يحرره من الاحتلال غير المقاومة لما وجدت مبرراً للمقاومة، ومش، يعني لن يكون هناك إمكانية أصلاً أن نقنع الناس ونحثهم على القتال، تخيل الآن فيه أزمة عند المقاومة الفلسطينية وخاصة عند حركة حماس فيه إقبال كافة الفئات العمرية نساءً ورجالاً حتى الأطفال، ولذلك حماس أصدرت بيان تدعو إلى ترشيد هذه الظاهرة، يعني هذا الطفل حتى
أحمد منصور: كله عايز يروح يستشهد يعني هنالك
خالد مشعل: طبعاً حد حرضه، هؤلاء ما همَّ شايفين أن الاحتلال جاسم على صدره وإنه فيه..
أحمد منصور: يعني أنتوا عاملين قوائم طويلة براغبي العمليات الاستشهادية؟
خالد مشعل: هناك إقبال غير محدود كما وصفت "التايمز" اللندنية إن إحنا يعني استعرضت ميزان القوى بين الفلسطينيين والصهاينة، وجدت إنه الميزان العسكري كله لصالح الصهاينة في الطائرات والدبابات والمدفعية والسلاح والقوات النظامية، الشيء الوحيد اللي تفرد به الفلسطينيون عدد لا محدود من الاستشهاديين.
أحمد منصور: يعني اللي عايز يعمل عملية استشهادية ده هو بيجي يقول أنا عايز أعمل عملية استشهادية فأنتوا بتأخذوه وترتبوه؟
خالد مشعل: يعني هذا خاضع للأخوة في.. من الداخل، لا أدري كيف تتم الآلية، لكن أؤكد لك أن هناك إقبالاً منقطع النظير.
أحمد منصور: يعني هذه العمليات لا تتم بتكليف وإنما تتم برغبة من الفرد؟
خالد مشعل: يا سيدي، لو كانت تكليفاً.. لو كانت
أحمد منصور: يعني أنتوا ما بتقولوش لواحد روح اعمل عملية، ولكن هو الذي يتقدم.
خالد مشعل: لأ..لأ.. لا، بالتأكيد القيادة العسكرية هي التي تتصرف سواء جاءها متطوعاً، أو جاءها شخص من داخل الجهاز، لكن أقول لك هناك دافع حقيقي من كل جماهير شعبنا للاستشهاد لدرجة خرجت المرأة وفاء إدريس، وآيات الأخرس، ودارين أبو عيشة وعندليب،..، هذا يدل على إنه هذه روح، ولذلك أقول لك أخ أحمد إبداعات الانتفاضة أن المقاومة انتقلت من حالة فصيل أو فصيلين في السنوات الماضية إلى حالة فصائلية إلى حالة شعبية، كل الشعب الآن على خط المقاومة، ولذلك من يعارض المقاومة يضع نفسه في مواجهة الشعب الفلسطيني وكل الجماهير العربية والإسلامية.
أحمد منصور: لديَّ محاور هامة جداً.
خالد مشعل: اتفضل.
أحمد منصور: ولكن أنا للأسف اليوم ليس عندي إلا الهواتف، وعندي مشاهدين من مصر يتكلفون كثيراً في الاتصال، آخذ بعض المداخلات وأعود إليك إلى المحاور. أحمد المختار من مصر، أخ أحمد، اتفضل.
أحمد المختار: السلام عليكم السلام عليكم.
أحمد منصور: أحمد تسمعني؟ أحمد المختار معنا
أحمد المختار: السلام عليكم أيوه معكم.
أحمد منصور: عليكم السلام.
أحمد المختار: السلام عليكم يا أخ أحمد، ألو
أحمد منصور: عليكم السلام يا سيدي، أسمعك اتفضل.
أحمد المختار: أنا الحقيقة بأتمنى طبعاً من الله -سبحانه وتعالى- إنه يخرج الشعب الفلسطيني من هذه المأساة، وإحنا ما قدمناش إلا مخرج واحد الشعب الفلسطيني والأمة العربية كلها وهو اسمح لي إن أنا أقول اقتراحي، لأن هو ده الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة سواء للشعب الفلسطيني أو للأمة العربية كلها، إن إحنا حضرتك نعود إلى الله -سبحانه وتعالى- ونتمسك بتعاليم ديننا الحنيف،
ثانياً: الوحدة العربية، وهي عبارة عن إن إحنا كشكل عام ليها وهو ده مقترح مقدم مني يعني الحقيقة عبارة عن جيش واحد واقتصاد واحد، وتجارة حرة، وخارجية واحدة، يعني يبقى لنا رأي خارجي واحد…
أحمد منصور [مقاطعاً]: يا سلام، أمالك عريضة..
أحمد المختار [مقاطعاً]: بالنسبة حضرتك لخطوات المرحلة الأولى.. المرحلة الأولى حضرتك من.. داخل الشعوب مش بالحكام.
أحمد منصور: لأ، ده أنت عامل خطة كبيرة، أنت عامل خطة، أنت عامل يبدو.. يبدو يبدو لديك خطة كبيرة، يعني.. يعني ربما لا يسع وقت البرنامج لعرضها، ولكن الفكرة العامة التي نقلتها هي فكرة.
أحمد المختار: أنا هأقولها ملخصة جداً.. في وقت صغير جداً لو سمحت لي يا أستاذ أحمد.
أحمد منصور: طب اتفضل اتفضل يا سيدي.. اتفضل.
أحمد المختار: ولو تكرمت ولو..
أحمد منصور: بس لو تخفت صوت التليفزيون عندك يكون ممتاز
أحمد المختار: لأن.. لأن أنا بأعملها مش لشهرة ولا أنا عايز جاه ولا سلطان، أنا بأعملها والله لوجه الله.. لوجه الله -سبحانه وتعالى- فيظهر سبحان الله يعني أردت إن أنتوا تشوفوا أنا مقتنع مقتنع تماماً بأنها بإذن الله هتنقذ العالم العربي والإسلامي من هذه المحنة، فأنا شايف الخطة لازم تبدأ بالشعوب أو الاقتراح يبدأ بالشعوب، وإن إحنا نذهب جميع العرب والمسلمين والمسيحيين رجال ونساء من يوم الجمعة اللي بعد اللي جاية دي للمساجد والكنائس نعبد ربنا ونستغفره ونتوب إليه، ونفضي سبعة أيام من يوم الجمعة
أحمد منصور: أخ أحمد، اسمح لي، اسمح لي موضوعك موضوعك اسمح لي بس أنا لا أريد، أنت عندك تصور لشيء معين لا أريد وقت الحلقة يذهب فيه، وإحنا عندنا موضوع محدد في البرنامج، وأشكرك على المداخلة، وربما مقترحك الرئيسي يكون وصل إلى المشاهدين.
محمد مصطفى من مصر، اتفضل يا أخ محمد.
محمد مصطفى: ألو، مساء الخير يا فندم.
أحمد منصور: مساك الله بالخير يا سيدي.
محمد مصطفى: وافر تحياتي للأستاذ أحمد منصور وأستاذ خالد
أحمد منصور: حياك الله.
محمد مصطفى: وأنا بس لي مداخلة بسيطة
أحمد منصور: اتفضل.
محمد مصطفى: طبعاً النهارده إحنا بنتكلم بصدد المقاومة الفلسطينية وحقها المشروع في خروج الاحتلال من أراضيها، ده شيء كلنا بنوافقه، كل الدول العربية بتؤيده، ولكن إذا كنا في بحث الآن عن وجود خطاب سياسي واحد عربي موحد عربي يتعالى عن (……) السياسية اللي بين الدول، فإذا كان فيه صعوبة في ذلك أو في طلب ذلك فنبحث أولاً عن وحدة داخلية، نفسي في يوم أفتح التلفاز أرى السيد الرئيس ياسر عرفات وهو يجلس مع منظمي حركة حماس وهو يجلس مع منظمي حركة الجهاد كلاً يداً واحدة في محاولة للخروج من هذه الأزمة، حينئذٍ سوف يرى العالم العربي هذا التضامن وهذا.. وهذه الآراء المتشابكة معاً التي تؤدي إلى خطاب سياسي واحد، عندما أرى هذه الصورة حينئذٍ أقول أن هناك فعلاً خطاب سياسي واحد يخرج من الدولة الفلسطينية، دي نقطة.
النقطة الثانية: الوعي اللي بيتكلم عليه الأستاذ خالد اللي هو مشرفنا النهارده إن هو بيقول مفيش عنف داخلي، أقرب حاجة النهارده ما حدث للوزير الأستاذ عصفور في العنف الداخلي والاعتداء اللي حصل عليه، وطبعاً خمسة ملثمين إحنا ليس بصدد الآن من هم فلسطينيين أم إسرائيليين، إذا كانوا إسرائيليين فنقول لازم لابد من وجود ثوابت أمن، وجود ثوابت أمن، إذا كانوا فلسطينيين فهنا الاستفسار عن وجود هذا العنف.
ثاني حاجة: موضوع مخيم جنين، طبعاً المفروض يعني ما يجوزش إن أنا أحارب من منطقة مدنية، لا يجوز أن يكون هناك 100 مسلح ونسميها أسطورة، إما هذا الأسطورة أن تنتهي بمجزرة لا يمكن أن نتغنى بأنها ونتشدق بأنها هناك انتصار، لأن هناك مئات الآلاف.. مئات وألوف الجرحى الفلسطينيين التي ضاعت في هذه المجزرة، فكيف بـ100 مسلَّح أن..؟
أحمد منصور: شكراً لك يا أخ محمد، فعلاً ملاحظتك.. ملاحظتك جديرة، وندع المجال لأبو الوليد يرد عليها بعد عبد الرحمن الجابري من الإمارات.
عبد الرحمن الجابري: السلام عليكم ورحمة الله.
أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله.
عبد الرحمن الجابري: تحية طبعاً العادة للجزيرة ولك يا أستاذ أحمد
أحمد منصور: حياك الله يا سيدي.
خالد مشعل: تسلم.
عبد الرحمن الجابري: لاستضافتك الأستاذ خالد مشعل.
أحمد منصور: حياك الله.
عبد الرحمن الجابري: أنا متأكد إنه كثير من الملايين العربية يفتخروا بالشخصية هذه النضالية المحترمة الوقورة المؤدبة في الكلام في الطرح، في التزامها مع الله، وكثير وأريد أبلغ الأستاذ خالد إنه كثير ملايين من البشر هم كلهم حركات حماس، وليس الاستشهاديين من فلسطين فقط، ولكن من جميع الوطن العربي، الناس يريدون يعيشوا بكرامة وعزة، ما يريدوا الهوان، ولا يريدوا أن يُذلَّوا، يريدوا يلتقون إلى الله، كنت أتمنى من الرئيس عرفات أو من أعضاء السلطة الفلسطينية أن دائماً يلتجأوا إلى الله، ما يلتجأوا إلى الله إلا إلى أميركا وإلى كذا وإلى مبادرات ومبادرات قرارات، قرارات واهية، أنا بأقول ما بأقول لك إني هاجم، ولكن هذا طرح، والطرح موجود في الوطن العربي، في الشارع في ملايين البشر.. ملايين البشر.
أحمد منصور: شكراً لك أخ عبد الرحمن
عبد الرحمن الجابري: أستاذ أحمد، أريد.. أريد أن أذكرك بحاجة واحدة لو تسمح.
أحمد منصور: اتفضل يا سيدي اتفضل
عبد الرحمن الجابري: في الجاهلية قال عنتر بن شداد:
لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز.. الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيب منزل
شوف التشبيه في الجاهلية، وأين العزة في الإسلام؟ وين عزتنا؟ وين عزة الإخوان. يا أخي كل إحنا نريد الاستشهاد إذا كان هذا مفروض علينا.
أحمد منصور: خلاص سجل.. سجل اسمك.. سجل اسمك في قوائم حماس مع المطلوبين. محمد مصطفى طرح نقطة مهمة جداً، وهي خندقة معسكراً أو مخيم مدني، واعتبار ذلك أسطورة في الوقت الذي قتل وجرح فيه آلاف المدنيين الفلسطينيين، وأنت تقول بأن ذلك أسطورة.
[فاصل إعلاني]
أحمد منصور: ما ردك على المشاهد الذي تنازل ما يتعلق بجنين؟
خالد مشعل: نعم يعني لا أريد أن أطيل كثيراً في هذه النقطة، لكن الشعب الفلسطيني في جنين خاض حرباً دفاعية، أجبر على هذه المعركة، والإنسان المؤمن لا يمكن أن يتخلى عن واجبه، بل حتى في الفقه الإسلامي وفي التاريخ الإسلامي هناك نماذج عديدة من الذين قاتلوا بهذه الصورة، وحُمِد لهم فعلهم. أحد الصحابة اسمه معاذ بن عفراء قال للرسول –صلى الله عليه وسلم- "ما يضحك الرب من عبده؟ قال غمسه يده في العدو حاسراً" فكان لابس درع، ألقى الدرع ودخل فقاتل حتى قتل في حفرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- ولذلك الإمام بن العربي قال: يجوز وهذه العلماء يعرفوها ومحسومة القصة هذه- يجوز للفرد الواحد المسلم أن يقاتل جمعاً كثيراً من الكفار حتى لو كان موقناً بالقتل، قال بأن ذلك الطلب الشهادة، وفيها نكاية بالعدو، فيها تجرئة للمسلمين. بالله أقول للنفسية العربية ما هي النفسية العربية والإسلامية بعد جنين؟
هل اختلفت عن.. عن ما قبل جنين؟ نعم، لقد تجرأ الفلسطينيون والعرب والمسلمون على هذا العدو، لاحظ في بداية اقتحام جنين كان الجنود العدو يطالبون.. يطالبون متى ستتدخل الأمم المتحدة لوقف القتال في جنين؟ تخيل الجيش المحاصِر هو الذي يدعو إلى التخلص من هذا العبء، لأنه بيقاتل.. شعب شرس. ثم الشعب الفلسطيني لم يخص كل هذه المعركة في كل المواقع، ناور في.. في مواقع، وخاض هذه المعركة، ولم يأمرهم أحد بذلك، هم المقاتلون في مخيم جنين اختاروا هذا الطريق، فلذلك لا يحزن أخي محمد مصطفى وليعلم إنه هذه ستبقى جنين مفخرة للعرب وللمسلمين ولكل الشعب الفلسطيني، وسيكون لها ما بعدها إن شاء الله.
أحمد منصور: أنا لدي معلومات تخالف بعض الأشياء التي ذكرتها من قبل.
خالد مشعل: حول؟
علاقات حماس بالدول العربية بعد مؤتمر شرم الشيخ
أحمد منصور: حول أنك قمت بالاتصال مع العقيد محمد دحلان رئيس الأمن الوقائي في غزة طالباً منه أن يتوسط بينك وبين الأمير سعود الفيصل من أجل أن تلتقي به، وهذه المعلومات منتشرة داخل مناطق غزة، وتتردد بين الناس.
خالد مشعل: أولاً ما سبق أن تحدثت لا من طرفي ولا من طرفه مع محمد دحلان.
أحمد منصور: ليس لك بمحمد دحلان علاقة أو اتصال؟
خالد مشعل: ما سبق أن تواصلنا لا من طرفه ولا من طرفي، ثم حركة حماس ليست بحاجة إلى وسطاء كي تتصل بالدول العربية، وخاصة مثل المملكة العربية السعودية. حماس لها علاقاتها السياسية المعروفة مع ربما كل الدول العربية، لكن بصورة أو بأخرى، وحماس –الحمد لله- موضع ثقة واحترام لدى كل الشارع العربي، بل لدى المسؤولين العرب، وليست في حاجة إلى وسطاء و..
أحمد منصور: ما هي علاقتكم بالسعودية في ظل هذا الوضع بعد مؤتمر شرم الشيخ تحديداً.
خالد مشعل: يعني علاقاتنا العربية لا تتغير عليها.
أحمد منصور: السعودية أقصد.
خالد مشعل: وحتى السعودية.. هناك إشاعات للأسف أكثر من يروجها الصحافة الإسرائيلية وأصوات معروفة في الساحة الفلسطينية، تروج أن هناك دوراً للمملكة العربية السعودية للضغط على حركة حماس حتى توقف العمليات الاستشهادية، أو ربما نص المطالبة بذلك، أنا أقول لك لم يحدث أن جرى اتصال لا من المملكة العربية السعودية ولا من مصر مع حركة حماس من أجل هذا الموضوع، وأقول لك هذا عن قناعة وعن معلومات حقيقية دقيقة، وكل هذا الترويج عبارة عن ربما لغاية في نفس يعقوب، وهذه الأطراف تريد أن تشعر أن المقاومة الفلسطينية أصبحت معزولة، أصبح الجميع ضدها، هذا ليس صحيحاً، الأمة كلها مع المقاومة ومع العمليات الاستشهادية.
أحمد منصور: وما حدث في شرم الشيخ.
خالد مشعل: شوف..
أحمد منصور: بيان شرم الشيخ وتوصياته، لا سيما وأن سوريا التي تقيم فيها معظم فصائل المقاومة كانت طرفاً فيه.
خالد مشعل: أولاً في مؤتمر شرم الشيخ لم يحدث.. لم يجري حديث مباشر عن العمليات الاستشهادية، جرى حديث عن إدانة العنف من كافة أوجهه، أو من.. من كل الأطراف، وبكل.. بكل أنواعه.
أحمد منصور: يعني كل الناس اللي بتفسر دي مش فاهمة اللي صار، كل الصحافة اللي بتكتب والصحفيين مش فاهمين؟
خالد مشعل: هذا.. هذا.. هذا التصريح أولاً نحن بالتأكيد ضده، أنا لا.. أنا لا أدافع عنه، رغم إنه لا يمس العمليات الاستشهادية بلغة مباشرة، ولكن مجرد هذا التصريح نحن نرفضه، بالعكس عاتبون على أمتنا أن تقبل مثل هذه التصريحات، لأن في الأجواء المسمومة له طبعاً الأميركان وحلفاء الأميركان سيسوقون هذا التفسير، رغم إنه وزير الخارجية السوري الأستاذ فاروق الشرع فسَّر الموضوع، ونحن نقبل تفسيره بأنه هناك فرق بين العنف والمقاومة. ما يمارسه الشعب الفلسطيني مقاومة مشروعة، وأنا أقول.. أنا يعني لا أتوقع أن عربياً حراً أصيلاً يطالب الشعب الفلسطيني بوقف المقاومة، لا أتوقع ذلك.
أحمد منصور: هناك معلومات تتحدث عن أن هناك ترتيبات لما يسمى بمؤتمر الطائف 2، سوف تدعو لها الدول الثلاث، ربما السعودية ومصر وسوريا، تكون كدعوة لكافة الفصائل الفلسطينية من أجل توحيد الموقف الفلسطيني، ربما يعقد هذا المؤتمر في الطائف، أو يعقد في مصر، يعني المعلومات الآن بتتمحور هل وجهت إليكم دعوة أو لديكم معلومات حول هذا؟ وهل ستقومون بتلبية الدعوة إن وجهت إليكم؟
خالد مشعل: شكراً. بهذا الموضوع الجهات المعنية بالخبر لم تتصل بنا، لا المملكة العربية السعودية ولا مصر اللي الخبر يدور حول احتضانها للقاء للفصائل، لكن هذا الخبر سمعناه، والإعلام يتحدث به بشكل متكرر، وإنه هذا اللقاء من أجل الاتفاقية.. الاتفاق على استراتيجية بين الفصائل الفلسطينية، والبعض يعبر عنها صراحة من أجل وقف العمليات الاستشهادية، وأنا أقول لك –أخي أحمد- رغم إنه هذا ما حصلش، ولكن ربما في أي وقت، لكن أنا حتى تكون الرؤية واضحة..
أحمد منصور: لم يحدث معكم أي اتصال مباشر من أي طرف؟
خالد مشعل: أبداً، لم يخبر..
أحمد منصور: أو أي حدث عن هذه القضية؟
خالد مشعل: أنا قلت لك هناك أحاديث جرت، وسمعنا من بعض الأطراف العربية دون ذكر اسمها أنها سمعت مثل هذا الكلام من بعض الأجواء العربية.
أحمد منصور: فعلاً يدور هذا الكلام؟
خالد مشعل: نعم يدور هذا الكلام، ولكن مصر و السعودية تحديداً لم تتصل بنا ولم تطلب منا مثل هذا الطلب، وأنا أقول و.. ليس كموقف استباقي ولكن للتأكيد على رؤية واضحة لدينا، أخي أحمد العمليات الاستشهادية هي ملك للشعب الفلسطيني، ملك للأمة، لعلها..
أحمد منصور: يعني ليس هناك لديكم أي استعداد لإيقافها؟
خالد مشعل: لأ، لعلها السلاح الأبرز في يد المقاومة الفلسطينية؟
أحمد منصور: ولا إعلان هدنة في هذه المرحلة.
خالد مشعل: هل تعلم أخي أحمد إنه 75% من قتلى اليهود، الآن قتلى اليهود حوالي في الانتفاضة أربعمائة قتيل مقابل 1625 شهيد فلسطيني، يعني 1:4 تقريباً هذا.. وهذا إنجاز عظيم. 75% من قتلى اليهود هم نتيجة العمليات الاستشهادية العمليات الاستشهادية أبرز سلاح يملكه الشعب الفلسطيني،.. يعتبر..
أحمد منصور: يعي ليس لديكم استعداد للمساومة على هذا؟
خالد مشعل: بالتأكيد لأ.
أحمد منصور: في حالة الضغوط من السعودية ومصر وسوريا عليكم.
خالد مشعل: شوف أنا أقول لك ما الذي يطرحه الأميركان، دعني، يعني حتى لو..
أحمد منصور: جاوبني في حالة الضغوط.
خالد مشعل: أنا.. سأجيبك على هذا، لكن ما هو المطلوب من الأميركان والإسرائيليين؟ يريدون وقف المقاومة أو وقف العمليات الاستشهادية مقابل ماذا؟ مقابل العودة إلى التفاوض، مقابل تطبيق تنيت وميتشيل. لا يجوز أن نضع العمليات الاستشهادية في هذا السياق أنها مقابل العودة إلى التفاوض، نحن..
أحمد منصور: في مقابل ماذا يمكن أن توقفوا العمليات الاستشهادية؟
خالد مشعل: حركة حماس لن توقف المقاومة، أقول لك بالعبارة الواضحة، ولن توقف العمليات الاستشهادية، لأن العمليات الاستشهادية هي مقابل رحيل الاحتلال. لا يجوز نزع السلاح المتاح عند الشعب الفلسطيني، وهو سلاح استراتيجي ومهم وفاعل جداً، وهو الذي يقلق العدو، وهو الذي جعل الأميركان يرسلون باول لهذه المهمة، فقط ليوقف العمليات الاستشهادية حفاظاً على أمن الكيان الصهيوني، هذا السلاح الذي تملكه الأمة فكيف يطلب من الشعب الفلسطيني أني تتخلى عن هذا السلاح مقابل عودة إلى التفاوض؟! لنصبح من جديد نعيش حالة التسول والاستجداء على طاولة المفاوضات المقاومة والسلاح الاستشهادي مقابل رحيل الاحتلال. العرب ألم يتفقوا في القمة العربية في بيروت على انسحاب العدو إلى خطوط 4 حزيران؟
أحمد منصور: نعم.
خالد مشعل: أنا أطالب.. أنا أسأل كل الدول العربية بما فيها مصر والسعودية وكل الدول، ما هي الوسيلة الفاعلة التي يضغطون بها على الصهاينة أو حتى على الإدارة الأميركية كي يصنعوا على الأرض انسحاباً للعدو الصهيوني. هل.. هل يريد العرب أن يبقى شعبنا تحت الاحتلال؟ الوسيلة الوحيدة اللي يملكها العرب ويملكها الشعب الفلسطيني هي المقاومة وأبرزها السلاح الاستشهادي، وبالتالي إذا حرم الفلسطينيون من هذا السلام معنى ذلك لن يكون بمقدورنا أن نتخلص من الاحتلال.
أحمد منصور: وماذا عن الضغوط الأميركية؟
خالد مشعل: فالمقاومة مقابل الاحتلال، العمليات الاستشهادية مقابل رحيل الاحتلال، بدون هيك معناها نحن نطالب الشعب الفلسطيني أن يندحر لا سمح الله.
حقيقة الاتصالات الأوروبية بحركة حماس
أحمد منصور: هل حدث فعلاً وأن هناك اتصالات سرية أوروبية مع حركة حماس من بعض الحكومات الأوروبية؟
خالد مشعل: نعم هناك، لا أسميها سرية، هناك اتصالات سياسية بيننا وبين العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين.
أحمد منصور: من.. من هي الدول؟
خالد مشعل: إذا، بدون ذكر أسماء.. بدون ذكر أسماء، لكن دعني أقول لك.
أحمد منصور: في الفترة الأخيرة.
خالد مشعل: كل الأطراف الفاعلة في الاتحاد الأوروبي تواصلت مع حركة حماس.
أحمد منصور: لأ أنا أقصد تحديداً في الفترة الأخيرة، في الأيام الأخيرة.
خالد مشعل: في الفترة الأخيرة.. في الفترة الأخيرة.
أحمد منصور: ماذا يطرح عليكم الأوروبيون؟
خالد مشعل: شوف الأوروبيون يبحثون عنه دور مستقل عن السياسة الأميركية قدر الإمكان، وهم لا شك أقدر على فهم الوضع العربي بحكم الجوار و.. والاتصال. ربما الشعوب الأوروبية عاشت أجواء احتلال، ولذلك هي أقدر على تفاهم الظرف، وأنا أدعو الأوروبيين حقيقة إنه لا يظلوا.. يعني محشورين في الزاوية.
أحمد منصور: لكنهم يتبنون الموقف الأوروبي في النهاية.. الأميركي في النهاية.
خالد مشعل: وصلوا، معلهش صحيح الموقف الأوروبي لا يزال ضعيفاً لم يستقل بعد، ولكن أمامه فرصة لأنه السياسة الأميركية منحازة، هذه فرصة أمام الأوربيين، وهم أقدر على فهمنا أن ينحازوا للموقف العربي وللموقف الفلسطيني، هم أدركوا حقيقة أخي أحمد إنه..
أحمد منصور قل لي باختصار إيه اللي بيطرحوه عليكم؟
خالد مشعل: آه، الأوروبيون بيسألون حماس ما هي رؤيتها؟ إلى متى ستواصل المقاومة؟ ماذا تريد؟ هم أدركوا إنه لا.. لا يستطيع أحد في الدنيا أن يجري ترتيباً في الساحة الفلسطينية بدون حماس، وبشكل أشمل بدون المقامة الفلسطينية، ويدركون إنه أي تسوية في المنطقة لا تأخذ بعين الاعتبار مطالب هذه المقاومة الفلسطينية سيكتب لها الفشل، ونحن…
أحمد منصور: هل طرحوا عليكم الدخول في مفاوضات أو الدخول كجزء من أي تسوية أو مبادرة؟
خالد مشعل: نحن.. تحدثوا طبعاً، هم يريدون.. هم يتمون أن تدخل حماس وكل القوى في السياق العام في التسوية.
أحمد منصور: ما موقفكم من هذا الطرح الأوروبي؟
خالد مشعل: رفضنا ذلك بالتأكيد. نحن.
أحمد منصور: آخر مرة التقيتوا مع الأوروبيين متى؟
خالد مشعل: ليس هناك مواعيد محددة.
أحمد منصور: لأ، آخر مرة في الفترة دي، آخر ميعاد، آخر مسؤول أوروبي؟
خالد مشعل: أنا كنت في كل الأيام القادمة هناك لقاءات، هناك..
أحمد منصور: القادمة.
خالد مشعل: السابقة عفواً، في.. في المرات، في الأيام السابقة حصلت لقاءات عديدة، وهذا هو الطرح الأوروبي ونحن، أقول لك أخي أحمد أدركوا حقيقة إن الشعب الفلسطيني بدون أن يحصل على حقوقه لا…
أحمد منصور [مقاطعاً]: توقفت الاتصال أم هناك استعداد للدخول في طرف من أطراف، أو.. أو طرح من الأطروحات الأوروبية؟
خالد مشعل: أنت تعلم أن التفاوض مع الإسرائيليين بالنسبة لنا خط أحمر نحن لدينا معادلة واضحة، الاحتلال دخل ظالماً أرضنا فليخرج منها دون قيد أو شرط، وأنا –وقلتها للأوربيين بالمناسبة وأقولها- الشعب الفلسطيني يقيناً وحتماً بإذن الله تعالى سيحرر أرضه وسيطرد الاحتلال، ومن مصلحة الأوروبيين أن يساندوا شعبنا في الوصول إلى هذا الهدف، لأننا بطبيعتنا كعرب ومسلمين أوفياء لمن يساعدونا، وصولنا للهدف يقيني، فمن مصلحة الناس أن تدخل هذا المسار الرابح لأنه سنصل إلى أهدافنا بإذن الله تعالى.
أحمد منصور: أخد بعض المشاهدين، تأخرت عليهم. أحمد عبد الله من الأردن.
أحمد عبد الله: السلام عليكم.
أحمد منصور: عليكم السلام.
خالد مشعل: عليكم السلام ورحمة الله.
أحمد عبد الله: أخي أريد أن أعود إلى صلب الموضوع الذي بدأت به، يا أخ أحمد في البداية، وهو فيما إذا كان ما أحل بالشعب الفلسطيني هل هو هزيمة فعلية أم أنها مؤامرة؟ الواقع أننا لسنا بحاجة إلى الكثير من الجهد لنعرف فيما إذا كان ما تم هو مؤامرة أو هزيمة. أنا أقول أنها مؤامرة قذرة ستكون وصمة عار في جبين كل من شارك وخطط لها، والدلائل بمنتهى الاختصار أستعرضها فيما حدث في الأردن هنا عام 69، و70، ثم الرحيل إلى لبنان و ما حدث هناك، ثم التصفيات التي حصلت مع الكثير من الأخوة الشرفاء في سوريا وتونس وغيرها، أنا أقصد الشرفاء من أبناء الشعب الفلسطيني، وما حدث أخيراً كما تعلم في جنين ومخيم جنين ونابلس وغيرها من المدن الفلسطينية، وأتمنى لو أستطيع تقبيل الأرض التي يمشي عليها أولئك الأبطال الذين دافعوا عن مخيم جنين وباقي مدن فلسطين. الصورة واضحة جداً يا أخ أحمد وضوح الشمس لاحظ أن الآن الموضوع بيننا أصبح أن الرئيس كان محاصراً بكل.. بكل احترام له، وخرج من الحصار وعلنيا أن نوزع الحلويات و.. ونفرح، أما الـ 43 ألف شهيد وجريح فأصبح موضوعهم الآن غير مهم على الإطلاق، وفوق ذلك اتهمنا الأبطال الذين امتدحناهم قبل أيام، اتهمناهم بأنهم مخربون فقط لا غير، لأنهم يضحون بأغلى ما يملكون وهي أرواحهم، ثم أخرجنا قسماً منهم بمنتهى الذل خارج الوطن، وحبسنا قسماً آخر تحت حراسة أبناء الأيدز، واسمح لي أذكر تلك الكلمة، كل ذلك حصل حتى نحتصل نحن على شهادة حسن سلوك من السيد الرئيس جورج بوش، وها نحن احتصلنا عليها ونسمع المديح بين وقت وآخر، ولكن لنرى حقيقة الآمر ماذا سيحدث بعد شهادة حسن السلوك؟ ولكن لدي موضوع بسيط جداً، أنا كضابط ركن.
أحمد منصور: لم يعد لدي وقت للموضوع، أتحت لك الفرصة.
أحمد عبد الله: لا.. لأ سيدي في موضوع مهم جداً أرجوك.
أحمد منصور: اتفضل، باختصار يا أستاذ، باختصار شديد.
أحمد عبد الله: يوجد.. أنا كضابط ركن متقاعد ولدي خبرة عسكرية متواضعة جداً، أنا أريد جواباً لسؤال واضح جداً ما هو السبب في عدم استخدام مقاومة الدبابات، وهي أسلحة صغيرة للغاية يمكن أن يحملها الفرد بمنتهى البساطة؟ لماذا وضعت هذه الأسلحة في مكان واحد يا أخ أحمد حتى يأتي اليهود ويأخذوها مرةً واحدة؟ لماذا لم تستخدم؟ وإذا قالوا لنا أنها لم تكن موجودة هذا غير صحيح، الكل يعرف أنها كانت موجودة، وإذا كانت حتى مش موجودة لماذا لم تكن موجودة؟ الشعب الفلسطيني يا أخ أحمد يطالب بتغيير جذري..
أحمد منصور [مقاطعاً]: شكرا لك يا أستاذ، أشكرك، أنا أسف لم يعد لدي وقت.. علي أحمد من السعودية، علي.
علي أحمد: السلام عليكم.. السلام عليكم.
أحمد منصور: باختصار يا أخ علي، عليكم السلام.. عليكم السلام.
خالد مشعل: عليكم السلام ورحمة الله.
علي أحمد: مساكم الله بالخير.
أحمد منصور: مساك الله بالخير يا سيدي.
علي أحمد: سامعني.
أحمد منصور: ليس لدي وقت، مداخلتك مباشرة.
علي أحمد: تحية فخر وإعجاب لصمود إخوانا أحفاد الجبارين في مخيم جنين، الأبطال رجال ونساء وأطفال، فقد حطموا الأسطورة الإسرائيلية بصمودهم وصبرهم وبذلهم دمائهم في سبيل الله، ودعوة إلى.
أحمد منصور: شكراً لك يا أخ علي.. شكراً لك.. شكراً لك. ماذا بقي لدي من وقت؟ محمد سلطان من الإمارات.
محمد سلطان: ألو، السلام عليكم.
خالد مشعل: عليكم السلام.
أحمد منصور: عليكم السلام، سؤالك يا أخ محمد.
محمد سلطان: سؤالي أرجو بس من الشعوب العربية وخاصة الشعب الفلسطيني أن يقاوم الاحتلال بشتى الوسائل، ونطالب من حركة حماس والجهاد أن تقاوم أول.. شخص.. أو عدو لها، هو طبعاً المتآمرين في فلسطين، وشكراً.
مستقبل الانتفاضة في ظل الأوضاع الحالية
أحمد منصور: شكراً لك يا سيدي. في ظل الضبابية القائمة الآن هل لازال هناك وجود مستقبل للانتفاضة؟
خالد مشعل: بالتأكيد.. بالتأكيد، يعني المستقبل للانتفاضة، والمستقبل للمقاومة. أولاً: لأن البديل عنها هي التسوية والمفاوضات، وهذه جربت سنوات طويلة وفشلت ولم تفعل شيئاً إلا مزيد من تكريس الاحتلال وإعطاء فرص إضافية للعدو، تكريس للاستيطان. منظمة (بيت سيلم) الإسرائيلية نشرت قبل يوم أو يومين إنه المستوطنون في الضفة الغربية رغم، وعددهم 200 ألف، هادول غير المستوطنين اللي في القدس، المستوطنون 200 ألف في الضفة الغربية يسيطرون على 42% من مساحة الضفة، هذا تقرير منظمة بيت سيلم، كل هذا نشأ في ظل التسوية وقبل التسوية طبعاً، إذن التسوية فشلت بامتياز.
السبب الثاني: أن المقاومة أيضاً أثبتت جدارتها، حتى الآن خسائر العدو الصهيوني اثنين وثلاثين مليار شيكل، أي بما يقارب 6 مليارات دولار جراء الانتفاضة، إضافة إلى الخسائر على كل الصعود الاقتصادية والسياحة والأمن والاستيطان و.. و.. وعدم الثقة حتى بمستقبل هذا المشروع، وهذه مسائل لا يتسع الوقت لذكرها..
الأمر الثالث: أن المقاومة هي التي تحظى بالإجماع الفلسطيني والعربي، بالتالي هي خيارنا الوحيد. الأمر الرابع: سنة الشعوب.. تاريخ الشعوب يؤكد أنه لا طريق للتخلص من الاحتلال إلا المقاومة، لذلك أقول لك المستقبل للمقاومة.
وأنا بهذه المناسبة -أخي أحمد- أخاطب الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الخارج وفي كل مكان أن يثق بنصر الله -سبحانه وتعالى- وأن يعلم أننا وضعنا أقدامنا بجد على بداية طرق التحرير، وأن المستقبل لنا وليس لهذا الكيان الغاصب، هذا الكيان سينتهي كما انتهى كل احتلال غاصب قبل ذلك في التاريخ، لذلك شعبنا الحمد لله اللي بيقدم أسطورة وصمود عجيب وهو شعب مؤمن متصل الله سبحانه وتعالى، هذا الشعب أبشره بالنصر وأدعوه إلى مزيد من الصمود، وستكون العاقبة لنا.
وإذا كان لنا خسائرنا على طريق المقاومة فهي أقل بكثير من خسائر على طريق التسوية، هذه.. ولذلك هنا في نفس الوقت أدعو الشعوب العربية والإسلامية أن يزيد التحامها ودعمها ومناصرتها لشعبنا، وأنا أعلم إن شعوبنا العربية نجحت في الاختيار وأثبتت أصالتها، لكن أنا أدعوها إلى المزيد، وأن لا تنظر إلى مشاريع التسوية الصهيونية والأميركية المسموعة على أنها أنهت المرحلة، وعلى أنه خلاص الشعب الفلسطيني، لأ، لازال شعبنا يعيش الاحتلال والمعاناة، ونطالب الأمة عن طريق شعوبها أن تقف إلى جانب هذا الشعب وأيضاً بهذه المناسبة أخاطب الدول العربية أن لا تخضع للضغط الأميركي، لأنه -والله يا أخي أحمد- لو انكسر الجدار الفلسطيني -لا سمح الله- فإن العدو الصهيوني سيتمدد في المنطقة، وسيغري ذلك الأميركان لضرب العراق وضرب سوريا وضرب حزب الله، والتصرف في المنطقة وكأنها يعني ولاية أميركية.
الصمود الفلسطيني هو الحافظ للأمة بإذن الله تعالى، لذلك مصلحة عربية أن تدعم المقاومة، وما للحكومات العربية والقادة العرب بتسجيل انتصار على العدو.
ثم أقول أخي باسم إخواننا في حركة فتح الذين لهم معزة عندنا، وخاصة أنه توحدنا في خندق المقاومة، أقول لهم أنتم في الداخل وفي الخارج، رموزكم الذي في الداخل وفي الخارج فرصة اليوم مع حركة حماس والجهاد والجبهة الشعبية والديمقراطية وكل القوى أن نصوغ برنامجاً فلسطينياً يقوم على المقاومة، وألا نسمح بالانهيار الذي يسوقنا البعض إليه.
أحمد منصور: أشكرك شكراً جزيلاً، خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس) كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم.
في الختام أنقل لكم تحيات فريقي البرنامج من بيروت والدوحة، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من بيروت، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.