بلا حدود

مستقبل الصحافة العربية في ظل انتشار الفضائيات

أثر الفضائيات على الصحافة في العالم العربي، دوافع رجال السلطة للسيطرة على وسائل الإعلام، الفوارق الأساسية بين الخبر الصحفي المرئي والمكتوب، ظاهرة الصحف المجانية وتأثيرها على الصحافة الرسمية، طبيعة المخاطر المستقبلية التي تواجه الإعلام العربي، مستقبل الصحافة المكتوبة في ظل انتشار الفضائيات.

مقدم الحلقة:

أحمد منصـور

ضيف الحلقة:

عبد العزيز الخميس: رئيس تحرير مجلة المجلة السابق

تاريخ الحلقة:

01/01/2003

– أثر الفضائيات على الصحافة في العالم العربي
– تأثير الإنترنت على الصحافة المكتوبة

– دوافع رجال السلطة للسيطرة على وسائل الإعلام

– الفوارق الأساسية بين الخبر الصحفي المرئي والمكتوب

– أسباب عدم وجود دراسات خاصة بظاهرة تراجع الصحافة العربية

– ظاهرة الصحف المجانية وتأثيرها على الصحافة الرسمية

– طبيعة المخاطر المستقبلية التي تواجه الإعلام العربي

– مستقبل الصحافة المكتوبة في ظل انتشار الفضائيات


undefinedأحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود).

بعد جلستين مطولتين مع الأستاذ هشام علي حافظ (مؤسس صحيفة الشرق الأوسط ومجلة المجلة والمطبوعات الأخرى التابعة للشركة السعودية للأبحاث والنشر) حددنا خلالهما المحاور الأساسية لموضوع حلقة اليوم، التي رحَّب بحفاوة بالغة أن يكون ضيفها، تم بث إعلانها يوم السبت الماضي مع تواصل بيني وبين الرجل، اتفقنا فيه على لقاء أخير كان مقرراً مساء أمس، كما أفعل دائماً مع معظم الضيوف، لكني فوجئت بهاتف من أحد موظفيه بعد ظهر أمس يبلغني باعتذاره عن المشاركة في البرنامج لأسباب مُبهمة، كان واضحاً منها أن الرجل تعرض لضغوط، ربما لا قِبَل له بها جعلته حتى غير قادر على أن يمارس أدنى مراتب الرجولة -كما قلت لموظفه- وهو أن يتحدث معي بشكل مباشر كرجل لرجل ليبلغني بسبب اعتذاره الذي حذرته من أن يقدم لي أي اعتذار في آخر اجتماع لي معه يوم الخميس الماضي، وذلك بدلاً من الاختفاء وراء موظف مسكين لا حول له ولا قوة، طلبت من موظفه أن يبلغه بأن يتحدث معي بشكل مباشر وأنا على استعداد لتفهم وضعه وإقالة عثرته إن تحدث معي، أما إذا أصر على الاختفاء وراء أحد موظفيه، فليس أمامي بعد أن ظل الإعلان يقدم باسمه للمشاهد طوال الأيام الماضية إلا أن أقول الحقيقة للمشاهد كما هي، لأن أدنى درجات المصداقية الإعلامية هي الشفافية، ولأن هدفنا الأساسي من وراء هذا البرنامج هو خدمة المشاهد، لذا حرصنا على استمرار تقديم الموضوع الذي يقوم على معالجة حرفية بعيدة عن النَّيل من أي دولة أو سياسات وذلك مع صحفي محترف ينتسب إلى نفس المؤسسة، هو الأستاذ عبد العزيز الخميس (رئيس التحرير السابق لمجلة المجلة) ورغم ضيق الوقت إلا أنه كان رجلاً في وعده والتزامه في وقت عز فيه الرجال، وقل فيه أولئك الذين يملكون زمام أنفسهم.

إعلان

وُلد عبد العزيز الخميس في الرياض عام 1961، درس الصحافة وتخرج من كلية موريس للصحافة في لندن عام 1984، بدأ العمل الصحفي كمحرر متعاون في صحيفة "الجزيرة" السعودية في الرياض من العام 1980 ثم بمكتب جريدة "السياسة" الكويتية في الرياض، ثم مسؤول التحرير لمكتب جريدة "اليوم" بالرياض ثم مسؤولاً للقسم الاقتصادي في مجلة "اليمامة"، ثم المحرر الاقتصادي في جريدة "الشرق الأوسط" في الرياض عام 1993، عُيِّن بعد ذلك نائباً لرئيس تحرير مجلة المجلة عام 95، ثم مسؤولاً للتحرير لمجلة الجريدة، ثم رئيساً لتحرير مجلة المجلة من العام 98 وحتى الرابع عشر من ديسمبر عام 2000، والآن هو المشرف العام للمركز السعودي لدراسات حقوق الإنسان في لندن.

ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا على: 009744888873

أو على رقم الفاكس: 00974890865

أو عبر موقعنا على شبكة الإنترنت:www.aljazeera.net

أستاذ عبد العزيز، مرحباً بك.

عبد العزيز الخميس: أهلاً وسهلاً مرحباً بك.

أثر الفضائيات على الصحافة في العالم العربي

أحمد منصور: أشكرك على موقفك الذي أصفه بأنه موقف رجولي بالدرجة الأولى، وسؤالي الأول لك: أنه بعدما أصبحت الفضائيات تشكل اهتماماً رئيسياً لدى المشاهد العربي في تلقي الأخبار والاهتمام بالسياسة، ما مدى تأثير الفضائيات على صناعة الصحافة في العالم العربي، لاسيما ما يتعلق بتوزيع الصحف وانتشارها؟

عبد العزيز الخميس: بسم الله الرحمن الرحيم، قبل كل شيء أود أن أتحدث عن يعني موقف السيد هشام حافظ في عدم مجيئه للبرنامج، وألتمس له العذر في ذلك، لأنه نعرف تماماً أن الأنظمة تضغط أحياناً على البعض، خاصة ممن تتلمس منهم قول الحق والصراحة والجرأة، والسيد هشام حافظ -حسب تجربتي الشخصية معه، أثناء عملي معه- توسمت ورأيت بالفعل فيه مظاهر الرجولة وأيضاً مظاهر الصراحة..

أحمد منصور[مقاطعاً]: أنا لم أتلمسها للأسف.

عبد العزيز الخميس: للأسف هذه..

أحمد منصور: لأن كان أدنى شيء أن يتحدث معي بشكل مباشر، جلسنا جلسات مطولة، أقل جلسة كانت ثلاث ساعات، تعاملت معه برجولة وأتعامل مع الناس دائماً برجولة وأود منهم أيضاً أن يكونوا رجالاً.

عبد العزيز الخميس: سيدي أحمد..

أحمد منصور: فقط هذا ما ضايقني لو.. لو كلمني الرجل لأقلت عثرته..

عبد العزيز الخميس: كم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: وأنا أقدر ما يمكن أن يُمارس على أي شخص من ضغوط، لكن عيب أن يتوارى وراء موظف بسيط مهما كان الموقف، وكان من الأولى به أن يتحدث معي وأنا أتفهم ظرفه وأقدم اعتذار يليق به أيضاً إلى الناس، لكن أنا أتعامل أيضاً مع عشرات الملايين من المشاهدين، ولابد أن أكون صادقاً معهم، و(الجزيرة) تتعامل بمصداقية وموضوعي كان موضوع حِرَفي مهني يتعلق بقضية حِرَفية، ليس له أي بعد سياسي أو نيل من أحد، بالعكس كان موضوع فيه تقدير لمؤسسة سعودية عريقة، هي الشركة السعودية للتوزيع التي نجح الرجل في خلال سنوات أن يصدر ما يقرب من 17 مطبوعة، وكانت تجربة تستحق التقدير، وأنا من هذا الباب اخترت الرجل..

إعلان

عبد العزيز الخميس: نعم، الرجولة هي..

أحمد منصور: يعني فقط يعني

عبد العزيز الخميس: يعني انتقادي ليس للسيد هشام حافظ فقط، الانتقاد هو للنظام الذي يمنع ظهور زي السيد هشام وحديثه، لولا أن هذه الأنظمة تخشى من ظهور السيد هشام وحديثه حول الإعلام خاصة وهي ترى أن من حقها حجب ظهور أمثال السيد هشام، فتمارس ضغطها، والسيد هشام يعني إنسان مثله مثل غيره يتعرض للضغوط، لكن دعنا نبتعد عن هذا الموضوع…

أحمد منصور: أنا أيضاً أود أن أؤكد إن.. القضية ليست.. ليست..

عبد العزيز الخميس: لكن هي المسألة.. مسألة حريات يعني..

أحمد منصور: أنا برضو أؤكد القضية ليست قضية حسابات شخصية، ويعني ليس بيني وبين الرجل إلا كل احترام، لكن هذا الموقف الذي حصل أيضاً المشاهد اللي بينتظره من حقه أن يعرف الحقيقة.

عبد العزيز الخميس: سيد أحمد، يجب أن نشجب وننتقد النظام الذي يمنع السيد هشام من الظهور وليس السيد هشام، هذا رأيي الشخصي أحتفظ به.

بالنسبة لسؤالك حول انتشار الفضائيات وأثرها على الصحف والمجلات من حيث التوزيع، أستطيع أن أؤكد لك أن الصحف والتوزيع، خاصة السياسية منها تردت بعد انتشار هذه الفضائيات، وخاصة الفضائيات التي تتلمس فيها الرأي الآخر وتتلمس فيها الجانب الشفافية والصراحة ومعالجة القضايا العربية الحساسة.

أحمد منصور: فيه مظاهر لهذا التردي؟

عبد العزيز الخميس: من أرقام التوزيع التي تصلنا وأنا أعرف بها شخصياً من بعض ملاك هذه الشركات تردى التوزيع بشكل مثير للفزع، وصلت بعض الصحف الكبرى التي كانت يصل توزيعها.. وصل توزيعها في بعض المراحل إلى 180 ألف نسخة في بلد مثل السعودية، يصل الآن إلى 15 ألف نسخة فقط، وبالمسابقات وبالترغيب، لكن لا تجد مشتري لها والسبب في ذلك هو أن المادة التي تقدمها لا تغني ولا تُسمن من جوع ثقافي ومن جوع إعلامي موجود داخل الوطن العربي، بالنسبة الضرر الذي وضح بشكل جلي هو على المجلات السياسية أكثر من غيرها، المجلات السياسية أصبحت توزع أرقام يعني تثير علامات تساؤل جارحة وكبيرة جداً، يصل بعض المجلات السياسية توزيعها إلى 2000 نسخة فقط في دولة مثل السعودية فيها 20 مليون شخص، نسبة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: طبعاً وعندنا تجربة "مجلة الوسط" على سبيل المثال..

عبد العزيز الخميس: مجلة الوسط أُغلقت..

أحمد منصور: انتهت وتحولت إلى ملحق..

عبد العزيز الخميس: بسبب انخفاض.. انخفاض التوزيع نعم.

أحمد منصور: في صحيفة "الحياة" كل يوم اثنين بتصدر وهناك مجلات.. المجلات اللبنانية السياسية على وجه التحديد كان لها بريقها خلال فترة الستينات والسبعينات بشكل ضخم الآن حتى مجرد الأجيال الجديدة ربما لا تعرف عنها شيء.

عبد العزيز الخميس: لا للأسف.. للأسف مجلات كانت معروفة بموقفها السياسي النابض من مصالح الأمة وفي تغطيتها الجيدة، وحتى بعضها كانت دكاكين، لكن كانت هي الخيار الوحيد أمام المشاهد للإطلاع على الموقف العربي بشكل عام، لكن الآن الفضائيات العربية قدمت..

أحمد منصور: لكن المجلات تحديداً أيه الأسباب.. ما هي الأسباب التي أدت إلى أن يصبح وضع المجلات الأسبوعية بهذا الوضع المتردي؟

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: أستاذ عبد العزيز، الأسباب التي أدت إلى تردِّي المجلات السياسية الأسبوعية في العالم العربي ووصلت إلى إغلاق بعضها وانخفاض توزيع أشهرها كما ذكرت إلى ألفي نسخة فقط في الأسبوع؟

عبد العزيز الخميس: هو في الحقيقة هناك أربع أسباب، أولها: الفضائيات التي استطاعت أن تقدم وجبة متكاملة من التحقيق، ومن حتى التحقيق المصور وأيضاً الرأي والخبر واللقاءات الجيدة، وبالتالي.. وأيضاً هي مجاناً فبالتالي أصبحت أفضل من أن يذهب المواطن لشراء مجلة بمبلغ ولا يرى فيها أي وجبة تسمن أو تقدم له..

إعلان

أحمد منصور [مقاطعاً]: لكن كانت بتتميز بالتحليل المجلات الأسبوعية كان دائماً فيها.. فيها قضايا، فيها ملفات..

عبد العزيز الخميس: اختفى..

أحمد منصور: فيها تحليلات..

عبد العزيز الخميس: اختفى للأسف..

أحمد منصور: لصالح؟


تأثير الإنترنت على الصحافة المكتوبة

عبد العزيز الخميس: لصالح أن تصبح المجلات مطبلة للأنظمة فقط، وبالتالي لا تعبر عن الهم اليومي، سأتطرق لهذه النقطة بعد قليل، النقطة الثانية هي وجود الإنترنت، الإنترنت الآن يعني لنأخذ المثال في الخليج عدد المستعملين يصل الآن إلى مليون فقط في الخليج، يعني وصل في السعودية لأكثر من نصف مليون وفي الدول الأخرى أيضاً ينتشر بسرعة والإنترنت موجود حتى في..

أحمد منصور [مقاطعاً]: في مصر وصل لـ5 مليون.

عبد العزيز الخميس: 5 مليون. نعم، فالإنترنت ينتشر بسرعة، والإنترنت يسهل لك الحوار، ويسهل لك الحصول على المعلومة، ويسهل لك أيضاً التعبير أيضاً غير الصحف، يعني الطريق ذو اتجاهين وليس فقط اتجاه واحد يُملي..

أحمد منصور: المُتلقي مثل الصحف..

عبد العزيز الخميس: يُملي عليك..

أحمد منصور: أيضاً الإطلاع على الصحف من خلال الإنترنت مفتوح..

عبد العزيز الخميس: نعم.. نعم شيء..

أحمد منصور: حتى الصحافة العالمية كذلك.

عبد العزيز الخميس: نعم، لكن الإنترنت يتميز بأكثر من هذا أن أصبح الفرد العربي صحفي، أصبح أيضاً كاتب أصبح محلل، بل.. يعني تُدهش أن هناك من كُتَّاب موجودين في الإنترنت لهم شهرة أكثر من الكتاب الموجودين في الصحف الكبيرة و(البان أراب) الدولية، نأخذ للمثال الكاتب لويس عطية الله، هذا شخص مركب، لكن هذا الشخص يبحثون الناس عن مقالاته، لأنه لا يستطيع أن ينشر ولا فيه جريدة عربية تستطيع أن تنشر مقالاته لكنه وجد الإنترنت وسيلة للتعبير والناس معجبين، لأنه يعبر عن همهم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: [خلط] لويس عطية..

عبد العزيز الخميس: نعم، هو.. يعني.. هو.. يعني.. هو يستخدم اسم رمزي، هناك عدة أشخاص موجودين على الإنترنت معروفين بأسمائهم الرمزية، لا يعرف أحد شخصياتهم، ويمكن بعضهم كتاب حقيقيين موجودين، لكنهم لا يستطيعون التعبير في المجلات والجرائد اليومية، وبالتالي يبحثون عن الإنترنت وسيلة للتعبير عن آرائهم، ونجحوا في الانتشار بشكل مدهش وسريع، حتى بعضهم أصبح له موقع، خاص به هو لمقالاته.

الصحف اليومية أيضاً تغيرت من ناحية التركيز على الناحية الخبرية أصبحت الآن تركز على التحليل وتركز على التحقيق المصور، بل بعضها أصبح أيضاً يطبع بألوان وانتُهكت خصوصية المجلات..

أحمد منصور [مقاطعاً]: الملاحق الأسبوعية اللي أصبحت..

عبد العزيز الخميس: أصبحت حتى..

أحمد منصور: وحتى بعض الصحف لها ملاحق يومية..

عبد العزيز الخميس: لنأخذ المثال مثلاً جريدة "الرياض"، في السعودية أو جريدة "الخليج" في..

أحمد منصور: الإماراتية.. نعم.

عبد العزيز الخميس: الإماراتية، يطبعون على ورق ملون أفضل من أوراق بعض المجلات الأسبوعية الموجودة هاي في السوق..

أحمد منصور: صحيح.

عبد العزيز الخميس: فالصورة أصبح لها أيضاً وجود.

أحمد منصور: الشباب، ملحق للشباب، ملحق للفن، ملحق كذا، فأصبح

عبد العزيز الخميس: بالضبط.. بالضبط.

أحمد منصور: يغني حتى عن المجلة..

عبد العزيز الخميس: بالضبط، الشيء.. الشيء الآخر..

أحمد منصور: ودي ذكرها غسان الإمام في مقال نُشر في 24/9 الماضي في "الشرق الأوسط"، قال إن الصحيفة اليومية هي التي قضت على المجلة الأسبوعية كجزء من..

عبد العزيز الخميس: هي جزء من الأسباب وليست سبب رئيس، السبب الذي أعتبره الرئيس في الموضوع كله لماذا انحدر مستوى هذه المجلات والجرائد؟ أن الرقابة داخل الأجهزة الأمنية في العالم العربي تطورت أساليبها، في القبل كان الرقيب أحياناً لا يفهم ما هو الموضوع، مكتوب عن أيش، أو ما هو الهدف من هذا الموضوع، الآن أصبحوا يعني الذين يعملون في الرقابة في وزارات الإعلام هم يعني على مستوى علمي كافي لتحليل المعطيات، إضافة إن الرقابة الصارمة فبالتالي تحجمت مساحة.. مساحات الحرية الموجودة في داخل المجلات والصحف، وأصبح المواطن لا يعرف لماذا يشتري جريدة مثلاً بدرهمين أو بريالين، لماذا يعني؟ لا شيء فيها يفتح الإنترنت ويتفرج على كل الأخبار اليومية يعني، يعني مثلاً خبر حادثة الشفا مثلاً في جنوب الرياض عرف عن.. عرف عنه الشعب السعودي ليس من وكالة الأنباء السعودية ولا من الجرائد السعودية ولا من التليفزيون السعودي، عرف عنه من الإنترنت، حوادث تصير مثلاً مظاهرات في.. في الخُبر، في الظهران مثلاً أمام القنصلية الأميركية، لا أحد يعرف إن هناك..

إعلان

أحمد منصور [مقاطعاً]: ما تاخد لنا العالم العربي بشكل عام علشان ما يبقاش فيه intense focus.. على جزء.. جزئية واحدة..

عبد العزيز الخميس: نعم، أصبح لكل.. السوري لديه موقع على الإنترنت، موقع حواري وموقع أخبار، المصري أيضاً لديه موقع، المغربي أيضاً لديه موقع على الإنترنت، الإنترنت لا تستطيع الرقابة أن تحجبه، وإذا حجبت موقع يسهل الذهاب في فتح موقع جديد..

أحمد منصور [مقاطعاً]: فاستقطبت حجم هائل من قراء الصحف، والذين يتعاملون مع الصحف والمجلات إلى أن تصبح الإنترنت وجهتهم التي يتعاملون معها -كما قلت- Two ways يعني من حقه يقول رأيه، من حقه يكتب..

عبد العزيز الخميس: أكثر.. أكثر

أحمد منصور: ويقرأ في نفس الوقت وليس مثل الصحيفة أن يكون فقط مجرد متلقي للخبر.

عبد العزيز الخميس: إضافة أن الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية عموماً المطبوع دائماً عند العربي ليس مثل المرئي، العقل العربي ملتزم تماماً بالمرئي وملتزم بالصوت أيضاً وكما قال عبد الله القسيمي: العرب ظاهرة صوتية، يهتمون بالصوت أكثر وبالإلقاء أكثر مما يهتمون بالقراءة..

أحمد منصور: يعني هنا..

عبد العزيز الخميس: وهذا للأسف أيضاً جزء من الأسباب.

أحمد منصور: هنا.. هناك قضية الخبر المكتوب والخبر المشاهد، الآن العمل التليفزيوني أو المرئي أو العمل الصحفي المكتوب..

عبد العزيز الخميس: أكثر قابلية.

أحمد منصور: هل.. هل تعتقد أيضاً إن مصداقية الخبر المصور بالنسبة للمشاهد أو للشخص المتلقي بشكل عام أقوى من الخبر المكتوب؟

عبد العزيز الخميس: في ظل وجود الأنظمة الحالية التي تحجب الأشخاص، وتحجب الحريات، وتحجب تبادل الرأي، أثر تماماً إلى درجة أن المواطن العربي أصبح لا يصدق خبر إلا حين يراه، ولا يصدقه حين يقرأه، لأنه يعرف أن هذه الجريدة مملوكة لزعامات متنفذة داخل البلد فبالتالي هو يبحث عن الخبر الموجود المرئي بحيث أصدق هل صحيح قتل مثلاً هذا الشخص أو أصيب هذا الشخص لأنه سوف يراه أمامه، لكن في الصحف.. الصحافة المطبوعة لا يصدق الشخص والمواطن، لأنها عرضة للضغوط الحكومية أكثر ولأنه يشك دائماً في نظامه ويشك في حكومته وبالتالي لا يصدق أي كلام مكتوب فيها.


دوافع رجال السلطة للسيطرة على وسائل الإعلام

أحمد منصور: أستاذ عبد العزيز، فيه ظاهرة خطيرة جداً بدأت تجتاح العالم وليس العالم العربي فقط، وهي ظاهرة سيطرة السياسيين أو الرجال التابعين للسلطة أو أو الشركات المتنفذة العالمية على وسائل الإعلام، وسائل الإعلام ربما كانت نسبة حريتها.. استقلاليتها كانت أكبر فيما قبل، ولكن الآن بنجد على سبيل المثال أميركا أون لاين اشترت شركة (نت سكيب) مجلة التايم ورنر الهوليودية. شركة ورنر، شبكة CNN للأخبار، شركة جنرال موتورز اللي تخصصها في الأسهم اشترت.. سيطرت على شبكة mbc التليفزيونية، (News Corporation) اللي يملكها (روبرت مردوخ) بتسيطر على عدد هائل من الصحف والمجلات Fox news .. بتسيطر على صحف وعلى تليفزيون يعني كل وسائل التأثير، في إيطاليا بيسيطر (برليسكوني) بيسيطر على قنوات تليفزيونية وصحفية وحاجات عديدة جداً.

عبد العزيز الخميس [مقاطعاً]: روبرت مردوخ في بريطانيا.. في أستراليا.

أحمد منصور: ومردوخ في بريطانيا أنا أشرت له، كذلك في أستراليا في إسبانيا نفس القصة، هنا في العالم العربي أيضاً، في مصر مثلاً أعرق المؤسسات الصحفية "الأهرام" بتخضع لسيطرة الدولة، التليفزيون الرسمي بيخضع لسيطرة الدولة، عندكم تجربتين في السعودية الآن أصبح بيملكهم أمراء، الأمير سلمان بيملك..

عبد العزيز الخميس: الشركة السعودية.

أحمد منصور: الشركة السعودية للشرق الأوسط وملحقاتها، الأمير خالد بن سلطان بيملك..

عبد العزيز الخميس: الحياة..

أحمد منصور: الحياة.. وأيضاً الآن داخل في شراكة مع تليفزيون LBC اللبناني تعتبر شراكة جديدة جداً في علاقة ما بين تليفزيون وما بين صحيفة، فيه إشاعات في قطر إن قناة (الجزيرة) بيملكها وزير الخارجية، وإن كان طبعاً القناة ملك الدولة وبتطلع ميزانيتها في الجريدة الرسمية، لكن مثل هذه الأشياء سعي السياسيين ورجال الدول للهيمنة على وسائل الإعلام وتأثيره على مصداقية واستقلالية الإعلام في الفترة القادمة.

عبد العزيز الخميس: طبعاً في.. على المستوى العربي وفي العالم العربي.. نعرف تماماً أن أهل السياسة لديهم علاقة قوية مع أهل الإعلام، تجارب كثيرة تماماً، هم يرون الإعلام والوسائل الإعلامية أيضاً وسيلة للسيطرة على الرأي العام ووسيلة ل.. أيضاً النفوذ السياسي وتطوير أدواتهم السياسية، هم يستعملون وسائل الإعلام في العالم العربي، و هذا الشيء معروف وواضح تماماً وإلا لماذا يأتي مثلاً أمير أو زعيم أو حتى رئيس وزراء ويتملك جريدة أو مجلة، إذن الهدف ليس الربح..

أحمد منصور: يعني هو ده السؤال..

عبد العزيز الخميس: ليس الربح ولا الاستثمار.

أحمد منصور: بالضبط..

عبد العزيز الخميس: الربح والاستثمار بالعكس أنا أؤكد لك أن جميع هذه الشركات خاسرة وأتحداهم أن يثبتوا بالأوراق المالية ومحاسبيهم أنهم يربحون فلساً واحد من هذه الشركات..

أحمد منصور [مقاطعاً]: سؤالي الهام الآن..

عبد العزيز الخميس: لكنهم يستخدمونها في معاركهم مع الرأي العام المحلي ومع.. وبين بعضهم بعض، وأيضاً للسيطرة وإيهام القارئ العربي بأن الأمور جيدة في هذه البلدان وأن الأمور ممتازة، فهم بالتالي هي وسيلة سياسية في نهاية الأمر أكثر منها هي وسيلة لإعلام الآخرين عن نشاطات الزعماء وعن طموحات الزعماء أكثر مما هي وسيلة إعلامية محلية.. وإلا..

أحمد منصور: يعني هو..

عبد العزيز الخميس: وإلا لماذا يمنع المواطن..

أحمد منصور: دا السؤال المهم الآن.

عبد العزيز الخميس: مثلي أنا أو غيري أن نفتح الجريدة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: عبد العزيز، السؤال المهم الآن الذي بحاجة إلى إجابة الدوافع الأساسية التي تدفع رجال السلطة والمسؤولين -مش في العالم العربي بس، في الغرب بشكل ظاهر وبشكل أساسي الآن- إلى الهيمنة على وسائل الإعلام وتوجيهها ومن ثم الهيمنة على عقلية المتلقي سواء كان قارئاً أو مشاهد؟

[موجز الأخبار]

أحمد منصور: كان سؤالي لك عن تقرير نشرته "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية في عدد ديسمبر الماضي حول سعي السياسيين إلى السيطرة والهيمنة على وسائل الإعلام سواء كانت مرئية أو مسموعة، واستشهدت بشركات في الولايات المتحدة في أوروبا، في منطقتنا العربية، أيه الدوافع.. ما هي الدوافع الأساسية التي تجعل شخص في السلطة عليك كل شيء ويملك زمام كل شيء للسعي للسيطرة على محطة تليفزيونية أو على صحيفة أو على مجلة وتوجيهها بشكل خاص وهو يملك القرار السياسي يعني؟

عبد العزيز الخميس: نعم، طبعاً هو معروف إن الإعلام قوي وجيد أفضل من.. من جيش كامل في تأثيره وفي قدرته على إحداث تغييرات في أي بلد، وبالتالي خاصة إن الإعلام في.. إذا كان فيه بلد خاصة الدول الغربية وفي الغرب عموماً، يعني يعتبر هو مرآة للأمة يعني كل الجدل و الحوار الوطني يتم عبر الإعلام، لأن ما عندهم مشكلة مع الرقابة وما عندهم مشكلة مع بعضهم البعض بقدر ما هو لعبة هم راسمينها ومتفاهمين عليها أطراف المجتمع كله، بالتالي المتنفذ والمالك الذي لديه القدرة المالية يرغب في أن يزيد من قوته بسيطرته على الوسائل الإعلامية حتى يستطيع أن يمرر أيضاً مصالحه بشكل أفضل، الفرق بيننا وبينهم في العالم العربي إن أنت في الغرب تستطيع أن تنشئ مجلة أو تنشئ جريدة أو تنشئ محطة تليفزيون، ليست هناك أي مشكلة بغض النظر عن من أنت وما هو عرقك وحتى ما هو جنسك وتوجهاتك السياسية، في العالم العربي..

أحمد منصور [مقاطعاً]: في يوم واحد تستطيع الحصول على (Permission) تصريح لإصدار مجلة في لندن أو صحيفة يومية.

عبد العزيز الخميس: لا تحتاج.. لا تحتاج للحصول على ترخيص، تحتاج حينما تطبع المطبوعة من المطبعة تأخذها لتسجلها في البريد، يطلب منك التسجيل في البريد فقط لو حدثت مشكلة قانونية عليك يعني في المستقبل، لكن لا تحتاج أن تذهب إلى إدارة وتراجع وتعبي.. يعني مثلاً بعض الدول العربية للمثال في السعودية يفترض أن تكون.. يكون عدد مُلاك المطبوعة 30 شخص، ويُفترض أن تمر على لجنة مكونة من المخابرات والمباحث ووزارة الإعلام بحيث تعطيك تصريح للجنة، ولم.. ولن تعطيك تصريح لإنشاء جريدة..

أحمد منصور: إذا عديت من واحدة مش هتعدي من..

عبد العزيز الخميس: إلا مجلة متخصصة.. إلا مجلة متخصصة.

أحمد منصور: القيود دي موجودة في معظم الدول العربية.

عبد العزيز الخميس: في معظم الدول العربية، لكني أذكر، لأني أنا سعودي أذكر المثال السعودي أفضل لإطلاعي عليه، الشيء الآخر إن.. إن وجود.. إن وسيلة الإعلام أيضاً هي منبر للرأي وللحوار ما بين أطراف المجتمع، فيفضل المتنفذون أن يسيطروا على هذه الوسيلة ويقننوا في العالم العربي خاصة -يقننوا صدور الصحف والمجلات حتى لا تضيع اللعبة السياسية منهم، لأن السلطة الرابعة اللي هي الإعلام هي وسيلة مهمة جداً لتوجيه الرأي العام، المشكلة اللي حاصلة في العالم العربي إنه بدلاً من أن يصبح الإعلام رقيب على الحكومة أصبحت الحكومة هي الرقيب على الإعلام، وبالتالي اختلف..

أحمد منصور: رغم أنها تملكه وتسيطر عليه وتهيمن عليه..

عبد العزيز الخميس: هي تخشى من أي تسرب في المعلومات من أي إدارة لحوار..

أحمد منصور [مقاطعاً]: الآن الفضاء مفتوح والإنترنت مفتوح ويعني المعلومات أصبحت تأتي الناس من فوقها ومن تحت أرجلها كما يُقال..

عبد العزيز الخميس: لذلك لا يشتري الناس الجرايد والمجلات بالشكل الذي تعتقده إلا فقط في المناسبات الرياضية.

أحمد منصور: يعني هذا.. يعني من الأسباب الرئيسية أيضاً هي قضية المصداقية بين..

عبد العزيز الخميس: الحرية..

أحمد منصور: المصداقية والثقة في وسيلة الإعلام بين المتلقي وبين الوسيلة نفسها، يعني من الأسباب الأساسية اللي ممكن إن إحنا ندرجها في قضية انهيار مستوى الصحف أو.. فيه دراسات كثيرة الحقيقة أنا وجدت دراسة ناشرها في 9 ديسمبر الماضي جورج فرشخ في "النهار" اللبنانية حول قضية حتى المصداقية بين وسائل الإعلام الغربية وبين المتلقي، بيقول 59% من الفرنسيين غير مقتنعين باستقلال الصحفيين عن السلطة والأحزاب وفقاً لإحصاءات منشورة سنة 99.

79% من البريطانيين يعتبرون أن كتابات الصحفيين لا تستحق الثقة التي يمنحهما إياهم القراء، 56% من الأميركيين بيعتبروا إن الوقائع اللي ترويها وسيلة الإعلام غير صحيحة، 60% من الأميركيين يشاهدون.. كانوا بيشاهدوا نشرة الأخبار المسائية سنة 90 الآن انخفضوا في 98 لـ38% فقط، المشكلة بقى إن الصحفيين نفسهم 84% من الصحفيين اللي قاموا بتغطية حرب الخليج الثانية بيعتقدوا اعتقاداً جازماً أنهم ضُلِّلوا في المعلومات من قِبَل الحكومة.

عبد العزيز الخميس: وهذه حقيقة نعم، هذه حقيقة، مسألة المصداقية حينما تدرس الإعلام في الغرب وحينما تحاول أيضاً أن تتعامل مع الإعلام الغربي الصحفي الغربي أكثر شيء يهمه هو مصداقيته هو يحاول.. يحاول أن يبذل جهد أن القصة تخرج بشكل فيه مصداقية وفيه حياد، والحياد صعب في العالم العربي، المحرر العربي لا يستطيع أو الصحفي العربي لا يستطيع أن يكون محايد لأنه أجير يعمل لدى مؤسسة يملكها سياسي، كل المؤسسات، معظم المؤسسات العربية إما مملوكة مباشرة من أهل السياسة وأهل النفوذ في البلد أو بطريقة غير مباشرة أو تحت سيف السلطة، وبالتالي هي غير موجودة وهذا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، الشريعة الإسلامية تحض الإنسان على الجهر بالقول، وهي جزء من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ليس فقط في ملاحقة المسائل الأخلاقية، بل أيضاً في مراقبتك للفساد المالي والإداري، في مسائل فساد الأنظمة الموجودة، فجزء.. الإعلام هو جزء من آلية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن للأسف حُصرت هذه آلية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقط في مسائل الأسواق ومسائل أخلاقية وهي..

أحمد منصور: أصبحت كريهة و.. إلى الناس وغير مقبولة بالشكل الذي تتم فيه.

عبد العزيز الخميس: أصبحت كريهة.. أصبحت كريهة، بينما بالعكس.. بينما بالعكس حسب الشريعة أنه يجب أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر عبر البلاغ، والبلاغ هو وسائل الإعلام، كيف تبلغ الناس به؟ في بعض الدول العربية التي تدعي أنها تمشي.. يتماشى أنظمتها مع الشريعة الإسلامية هي التي تملك قنوات الفجر والعهر والمجون وهي التي تملك هذه الوسائل الإعلام، فهذه فيها ليس فقط.. البعض يعبر عنها إنها انفصام في الشخصية، هي ليست فقط انفصام في الشخصية بل هي تعكس حالة هذه الأنظمة من دعوتها للفساد بيد وضغطها على الناس في مسائل الحريات المدنية والحريات أيضاً واعتبارها إن هذه مسائل أخلاقية، بينما هي تقدم وجبة الفساد أيضاً تقمع في داخل بلدانها، فهذه مسألة تبرر تماماً أن هذه الأنظمة تخشى ولكنها يعني تستعمل الإعلام كوسيلة لها فقط.

أحمد منصور: هناك تجربة الحقيقة جديدة في مجال العلاقة بين الفضائيات وبين الصحافة المكتوبة، ربما في الغرب التجربة في العام الماضي إحنا تعرضنا لكثير من المؤسسات اللي.. اللي أصبحت مملوكة كصحف وكتليفزيون لكن لأول مرة في العالم العربي هناك تجربة اللي هي تجربة صحيفة "الحياة" مع محطة تليفزيون L.B.C الإخبارية في مجال النشرات الشيخ بيير الضاهر (رئيس مجلس الإدارة) للأسف كان لديه ارتباط وإلا كان دخل معنا في مشاركة قال إن المفروض إن التجربة هذه تتطور إلى أن تصل إلى مرحلة قناة فضائية إخبارية كاملة بين الـL.B.C والحياة، ومعي على الهاتف الأستاذ جهاد الخازن (أول رئيس تحرير لصحيفة الشرق الأوسط رئيس تحرير سابق لصحيفة الحياة، والآن رئيس غرفة الأخبار في تليفزيون الحياة L.B.C) أستاذ جهاد مرحباً بك.

جهاد الخازن: مرحباً بك.. أهلاً.

أحمد منصور: أعرف أن لديك.. لديك ارتباط وأشكرك على المشاركة معنا، لكن التجربة.. تجربة "الحياة L.B.C" تُعتبر تجربة جديدة في مجال العلاقة بين الصحافة المكتوبة وبين الصحافة المرئية المتمثلة في التليفزيون، باختصار ما هي طبيعة الشراكة بين L.B.C والحياة؟

جهاد الخازن (رئيس غرفة تحرير الحياة L.B.C): هي جديدة على العالم العربي إلا أنها ليست جديدة بالمطلق، هناك تجارب سابقة نرجو أن نستفيد منها في الولايات المتحدة وأيضاً في أوروبا عندما كنا نُعد للشراكة، اكتشفنا أن هناك تجارب مماثلة في إسبانيا والشركات التي عاونت على ضم التليفزيونات إلى الجرائد قدمت لنا من خبرتها وأجروا لنا عرضاً في مكاتبنا لنستفيد منها، يعني الجريدة، تعزز.. تساعد التليفزيون والتليفزيون يساعد الجريدة، عندما تتقدم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لكن أيهما أكثر استفادة من الآخر، الجريدة أم محطة التليفزيون؟

جهاد الخازن: أرجو أن تكون الاستفادة متكافئة، يعني هذا هو.. المشروع هو 50: 50، 50% تليفزيون، 50% جريدة على الأقل هذه (…) خبرات، لكن كما تعلم أخي أحمد مثلاً..

أحمد منصور: ممكن يكون 50% فلوس لكن كاستفادة واقعية..

جهاد الخازن: تفضل.. إلا من أسبوعين.

أحمد منصور: كاستفادة واقعية حضرتك.

جهاد الخازن: يعني لا أستطيع أن أحكم لك فوراً ولكن ما خططنا له والاتفاقات الموقعة والتي نرجو أن ننفذها هي أن تكون الاستفادة مناصفة، أخي إذا بتسمح لي كنت سمعت الأخ الذي سبقني لا أعلم من هو.

أحمد منصور: عبد العزيز الخميس، نعم.

جهاد الخازن: ولكن رأيت.. رأيت آراءه غريبة جداً، يعني هو بيقول إنه عم بيتحدث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشريعة الإسلامية تصر على الجهر، يعني أرجو أن يتفضل هو للدول العربية ويجهر هو، أنا أعرف أن الحديث الشريف. من رأى.. إذا رأى المؤمن عوج فليقومه بسيفه فإن لم يكن بسيفه فبلسانه فإن لم يكن فبقلبه، خلينا إحنا على أضعف الإيمان وإذا هو يعني عامل عنتر عبس يروح يحكي، وبعدين ما شايف أنا فيه..

أحمد منصور: هو.. هو على أضعف الإيمان برضو.

جهاد الخازن: يعني هو.. هو.. هو عم بيحكي بطريقة متخلفة وطريقة رجعية إذا شاف ست على التليفزيون بيعتبره منكر وهاي هذا مش منكر أو هذا هو اللي عم بيشوفه هو ده منتهى التخلف وقلة الأدب ليتهم الناس والدول والحكومات، ما بيصير الحكي هذا، عم تترك له المجال يحكي على شو اللي عاصره فيهم هدول..

أحمد منصور: لكن.. لكن.. لكن عفواً.. عفواً يا أستاذ.. عفواً يا أستاذ جهاد. يعني اتهام شخص في حوار تليفزيوني بقلة الأدب أعتقد إنه غير مقبول من أي طرف من الأطراف.

جهاد الخازن: لا يا سيدي الكلام قلة أدب.. مش عم بأتهمه، لكن شو قال هو؟

أحمد منصور: هو بيقول رأي يا سيدي ممكن إنك تتفق أو تختلف معاه في الرأي وهو لم يحدد أحداً بعينه.

جهاد الخازن: يعني على كل حال هو يقول المنكر، قلة الأدب..

عبد العزيز الخميس: يعني أنا ما أدري يا أستاذ جهاد أنت تختلف معي في أيش بالضبط.

جهاد الخازن: بده يفرض على كل الناس رأيه، هو عم بيحكي على الديمقراطية..

أحمد منصور: هو بيقول رأيه يا سيدي زي ما حضرتك بتقول رأيك.

عبد العزيز الخميس: أنا لا أفرض.

جهاد الخازن: إذا افترضنا جدلاً (….) أي بلد عربي لدبح.. لدبح الديمقراطية ذبحاً، لكان حزب شيوعي آخر وإنما بغطاء ديني ما بيصير الكلام هاي، لازم يكون قلب الواحد مفتوح اللي بيسمع الرأي ورأي آخر بيطالب بالحرية بتاع رأينا إحنا مش يتهم الناس بالعُري وبالفساد.

أحمد منصور: أستاذ جهاد.. أستاذ جهاد، أستاذ.. أستاذ جهاد إحنا الآن بنسمع رأيك و..

جهاد الخازن: ما يمكن هذا، إحنا.. رأيه على راسي على شرط يقبل رأيي.

عبد العزيز الخميس: نعم.. نعم أقبل، لكن..

أحمد منصور: هو حضرتك، تقبل رأيه؟

عبد العزيز الخميس: نعم، له الحق في أن يقول رأيه كما لي الحق.

جهاد الخازن: يعني الكلمات الكبيرة هاي لازم توقفها.

عبد العزيز الخميس: ولا.. ولا أعتبر إنه الأستاذ جهاد قليل الأدب، بالعكس أنا أعتبره إنسان إعلامي معروف ومستقل وأرجو أن الله يبارك يعني.. يبارك في تجربته مع الـL.B.C.

جهاد الخازن: لا تؤاخذني إذا حكيت بس ما.. الصحفيين إحنا نحارب.. الأمة لا تؤاخذني يا..

أحمد منصور: لأ، كل واحد بيقول رأيه يا أستاذ جهاد ما حدش له حق أن يتحدث عن الأمة، وإحنا هنا بنعكس الرأي والرأي الآخر، أستاذ.. أستاذ جهاد..

جهاد الخازن: تفضل.

أحمد منصور: أنا.. أنت الآن قضيت 40 عاماً تقريباً في الصحافة المكتوبة أو ربما أكبر مش عايز أكبرك في السن بتحب دايماً تظهر إنك شباب

جهاد الخازن: يعني لسه أنا عمري سنة..


الفوارق الأساسية بين الخبر الصحفي المرئي والمكتوب

أحمد منصور: الآن بترأس غرفة تحرير أخبار تليفزيون بيحررها صحفيون بيشتغلوا في الصحافة المكتوبة، التجربة بالنسبة لك كصحفي عشت حياتك كلها في الصحافة المكتوبة والآن تكتب للصحافة المصورة أو بترأس غرفة تحرير لصحافة تليفزيونية مصورة، هل لمست ثمة فوارق أساسية بين العمل أو بين الخبر الصحفي المكتوب والخبر الصحفي المصور؟

جهاد الخازن: يعني نعم سيدي، بتعرف الصحافة.. صحافة التليفزيون مثل المجلة عناوين، بالمختصر المفيد، الخبر في دقيقة ونصف أو دقيقتين، كما تعلم، الجريدة فيها التفصيل أحياناً الممل، ولكن أريد أن أعطف أيضاً على ذلك في تعاملنا مع الصحافة المرئية بعد المكتوبة وجدنا أن بعض الزملاء عندهم الموهبة ليعملوا في التليفزيون أو الجريدة أو يعملوا أو.. وأن يكونوا بارزين في الاثنين، بعضنا الآخر يعني ثبت أنه لم ينجح على التليفزيون كما نجح في الصحافة، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه فلم يهملها، ففيه هناك هذه الصعوبة و..

أحمد منصور: معنى ذلك إن فيه صعوبة في تحويل المراسل الصحفي الكاتب إلى مراسل تليفزيوني يكتب للصورة؟

جهاد الخازن: بالتأكيد.. بالتأكيد، بعضنا يكتب جيداً، ولكن مثلاً ليس عنده القدرة على الإلقاء السريع، ليس عنده ربما سرعة البديهة، متعود أن يكتب وأن يُعيد الكتابة وأن يعود إلى مراجعه وإلى دور الأبحاث وأن يتصل ويهاتف ويتأكد من معلوماته في حين أن بعضنا الآخر عنده القدرة على أن يكون عفوياً وأن يكون سريعاً وأن يكون حاضر البديهة، هذه أعتقد أنها موهبة ربما تصقل بالمراس، ولكن في تجربتنا القصيرة حتى الآن بعض الزملاء نجحوا وبعضهم لم ينجح، وبعضهم اعتذر أصلاً رفض أن.. أن يظهر أمام التليفزيون كأنه يخاف من الكاميرا أرجوكم أعفوني أنا صحافي كذا أنا أكتب لا أستطيع أن أواجه الكاميرا.

أحمد منصور: أكتب وراء الكواليس، هل التعاون بينكم وبين L.B.C..

جهاد الخازن: ممكن.. ممكن بأقدر أقول لك بس شغلة بهدوء بسيطة على الأخ اللي كان عم بيتحدث.

أحمد منصور: تفضل.

جهاد الخازن: يعني الناس كلهم يشكون في.. في كلام الصحف، كما تفضلت أنت في الأرقام التي أعطيتها في الغرب يشكون فكيف في العالم العربي؟! بمصر بيقولوا كلام جرانيل يعني كلام مش مضبوط.

أحمد منصور: كلام جرايد.

جهاد الخازن: كلام.. كلام جرانيل بيقولوا إحنا مش.. كلام جرايد تمام.

أحمد منصور: يعني الصحفيين دول كلهم بيفنصوا على الناس.

جهاد الخازن: فهو أنا أذكر من إقامتي في الولايات المتحدة مع.. وكانت مكتبي في مقابل جريدة "واشنطن بوست" الراقية جداً والموثوقة، "الواشنطن بوست" معروف عنها أنها لم تنشر أي خبر إذا لم تتحقق منه من مصدرين مستقل أحدهما عن الآخر، إحنا ليس عندنا هذا الكماليات الصحفية، إحنا يا دوب نقدر نطلع الخبر نعمل بالـ dead line بالوقت يعني..

أحمد منصور[مقاطعاً]: ليه يا أستاذ.. ليه.. ليه.. لماذا.. لماذا يا أستاذ جهاد؟ قل لي لماذا.. لماذا؟

جهاد الخازن: لماذا؟ أنا بأقول لك ليش لماذا يا حبيبي، "الواشنطن بوست" دخلها السنوي حوالي قريب من.. من بليوني دولار، ألفين مليون دولار، دخل الصحافة العربية كلها مجتمعة من المحيط إلى الخليج بما فيها الـL.B.C و(الجزيرة) وكل الجرايد دخلها كله مع بعض بيطلع حوالي 1.6 بليون، يعني "واشنطن بوست" لحالها أكبر من.. من الإعلام العربي مجتمعاً، وبالتالي قدرتها أكبر منا، ويمكن أن.. ليست حالة مفردة، "نيويورك تايمز" أغنى منها إذا بغيت أن تتحدث عن "اللوس أنجلوس تايمز" تحدث عن "الوول ستريت جورنال" صحافتهم أكبر منا بكثير، ويجب أن نعرف حدودنا لنعرف حدود قدرتنا معها.

أحمد منصور: طيب بالنسبة للتعاون الـL.B.C – الحياة كتجربة الآن جديدة..

جهاد الخازن: تفضل.

أحمد منصور: بين صحيفة سياسية يومية بتصدر وبين محطة تليفزيون في مجال الأخبار، هل سيقف تعاونكم عند حد نشرة الأخبار، أو نشرتي الأخبار اللي الآن بيظهروا أم سيتطور إلى البرامج السياسية؟

جهاد الخازن: نحن نتعاون في البرامج السياسية هناك برنامج (الحدث) برنامج سياسي أسبوعي ساعة ونصف مساء الأحد كل أسبوع ونتعاون به، نفكر في برامج سياسية أخرى التعاون هو إطلاقاً في كل ما له علاقة بالأخبار والبرامج السياسية. وكما ذكرتم عن..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هل مستقبلاً فعلاً..

جهاد الخازن [مستأنفاً]: عن.. عن أخينا الشيخ بيير إذا نجح هذا المشروع.. هذا التعاون لا أسميه محدود، ولكن إذا نجح بالتعاون الذي نطمح إليه فحتماً سنفكر في محطة.. محطة إخبارية 24 ساعة في اليوم.

أحمد منصور: فعلاً فيه توجه إلى التحول إلى محطة إخبارية 24 ساعة.

جهاد الخازن: نعم.. نعم.

أحمد منصور: في خلال كم سنة بتتوقعوا ممكن تصلوا إلى هذا.. إلى هذه التجربة؟

جهاد الخازن: في سنتين إذا نجحنا في ثلاث سنوات إذا طرأت صعوبات.

أحمد منصور: شكراً جزيلاً أستاذ جهاد الخازن (رئيس تحرير غرفة تحرير الأخبار في L.B.C الحياة) تعليقك أستاذ عبد العزيز على تجربة L.B.C الحياة كتجربة علاقة ما بين صحيفة مكتوبة وما بين مجلة تليفزيونية.

عبد العزيز الخميس: أو قناة تليفزيونية.

أحمد منصور: قناة تليفزيونية عفواً.

عبد العزيز الخميس: يعني أعتقد إن إحنا ننتقل. طبعاً أولاً يعني أنا أستغرب الهجوم اللي شنه الأستاذ جهاد، أنا ما تحدثت إلا عن حقائق موجودة واستعرضت ولم أهاجم شخص ولا.. ولا أريد أن أهاجم، أنا أقول رأيي ولي الحق والأستاذ..

أحمد منصور: وإحنا هنا بنعالج البرنامج بشكل حِرَفي.

عبد العزيز الخميس: الأستاذ جهاد تحدث عن الديمقراطية وتحدث عن الحريات ومن حق الواحد أن يعبر رأيه للأسف إنه يريد أن يصادر رأيي وأنا أتكلم كسعودي، كإعلامي سعودي قبل كل شيء.

أحمد منصور: هو رجع ضبَّط.. ضبَّط كلامه بعد كده.

عبد العزيز الخميس: وكإعلامي سعودي أرى أن الإعلام السعودي يجب أن يتوافق مع السياسة التي مفروض تتبعها الحكومة السعودية وحكومة بلد فيها مكة والمدينة وتطبق الشريعة أو تدَّعي تطبيق الشريعة يجب أن يكون إعلامها أيضاً يراعي الضوابط الشرعية والأخلاقية، إضافة إنه يتجنب النفاق والمدح المذموم وتزييف الحقائق ونشر الفساد والرذيلة عبر هذه القنوات، ما أراه الآن أنه نحن.. نحن دخلنا مرحلة جديدة..

أحمد منصور: لكن عفواً الإعلام الرسمي السعودي كله بيلتزم بهذه الأخلاق.

عبد العزيز الخميس: أقصد يعني أنه يجب أن لا يكون هناك دعم لهذه خارج..

أحمد منصور: ما فيش أدلة.. ما فيش أدلة على ذلك.

عبد العزيز الخميس: لا لا، إحنا بنعرف من يملك هذه الشركة ويملك هذه الشركة، وهذه الشركات موجودة ومعلن في الصحف عن ملكية أمراء من.. سعوديين ورجال أعمال سعوديين لهذه القنوات، أنا أعتقد إحنا الآن وأرجو أن لا يكون حدسي صحيح ننتقل الآن من العُري الأخلاقي إلى العُري السياسي، فأرجو أن.. أن تكون عمل الأستاذ جهاد الخازن مع L.B.C عمل جديد يراعي المصداقية ويراعي الإعلام الحقيقي ويلتزم بالحريات وأن لا يصادر..

أحمد منصور: إحنا كنا نتمنى..

عبد العزيز الخميس: لا يصادر الرأي كما صادر رأيي قبل قليل.. ألا يصادر الرأي في قناتهم الجديدة وفي القنوات الجديدة التي يزمع النظام السعودي بثها في.. في مختلف الأرجاء لمحاربة الحقيقة ومحاربة الحريات الأخرى، لن.. لن يلتفت أي مواطن في العالم العربي لأي قناة و أي وسيلة إعلامية إلا إذا كانت تعبر عنه وعن همومه، أما ما يحدث الآن فهي تعبر عن هموم لا علاقة للمواطن البسيط بها وبالتالي لن.. لن يبحث عنها بالريموت كنترول التابع له.

أحمد منصور: أنا بس أعود وأقول إن البرنامج..

عبد العزيز الخميس: هذا هي كهم.. كهم إعلامي سعودي.

أحمد منصور: البرنامج غير موجه بشكل خاص، البرنامج يعالج القضية بشكل مهني كما قلت لك وأذكرك. معي حامد العنزي من السعودية، تفضل يا أخ حامد.

حامد العنزي: آلو، السلام عليكم.

أحمد منصور: عليكم السلام.

حامد العنزي: بداية أضحكتني جملة الأستاذ الخميس عندما قال: يجب على الصحافة السعودية أن تَتْبع أو تَتَبُّع الشريعة في.. في مُجمل ما تقدمه، ثانياً لي مداخلة يا أستاذ أحمد..

أحمد منصور: أضحكتك.. أضحكتك ليه يعني؟

حامد العنزي: عندما يقول أن يجب على الصحافة السعودية أن.. أن تلتزم بالشريعة الإسلامية، هذا الخميس ماذا يعرف من الشريعة عندما يقول هذا الكلام؟!!

ثانياً: بما أن الأخ الخميس عاطل عن العمل أقترح من قناة (الجزيرة) أن تجد له الوظيفة المناسبة، فهو سيفوق توقعاتكم..

أحمد منصور: يا أخ حامد لو سمحت، لا أسمح لأحد أن يتناول ويخرج عن نطاق الأدب والاحترام مع الضيف وفي نطاق الموضوع. أشكرك شكراً جزيلاً. أستاذ عبد العزيز..

عبد العزيز الخميس: نعم.


أسباب عدم وجود دراسات خاصة بظاهرة تراجع الصحافة العربية

أحمد منصور: يعني مشكلة انحسار الصحافة التقرير السنوي اللي بتصدره الجمعية العالمية للصحف، الذي صدر في 27 مايو الماضي أكد أن نسبة توزيع الصحف تراجعت بنسب متفاوتة في عشر دول أوروبية خلال العام الماضي وصلت لـ9 و10%، الظاهرة الآن أصبحت ظاهرة عالمية مش ظاهرة عربية فقط، لا توجد.. لماذا لا تتوافر دراسات يعني هذه الدراسات تصدر بشكل منتظم وشارك فيها أكثر من 600 ناشر وصحيفة، لماذا لا توجد دراسات تعبر فعلاً عن الأسباب الحقيقية لتراجع الصحف العربية وإمكانية نموها وتطورها في الفترة القادمة؟

عبد العزيز الخميس: بالنسبة للدراسات خاصة في بعض الدول العربية تُمنع منعاً باتاً الاستقصاءات والاستبيانات وقياس الرأي نتيجة لأن الحكومات هي فقط التي تسيطر على هذه المسألة وخاصة من الناحية الإعلامية، يُمنع منعاً باتاً قياس الرأي إلا بإذن من وزارات الداخلية، إلا في بعض الدول العربية، لكن أنا أتحدث أنا مجملها معظمها، لكن..

أحمد منصور [مقاطعاً]: وكل صحيفة وكل مطبوعة تريد أن تقول أنها بتوزع نص مليون و500 ألف و100 ألف طبعاً عشان تجذب بالدرجة الأولى المعلن.

عبد العزيز الخميس: المعلن.

أحمد منصور: إليها وتسعى يعني لتجاوز الأمور المتعلقة بحقيقة ما يتم، في حين لو تم دراسة الأمور على حقيقتها لأمكن تلافي كثير من المشكلات التي يمكن أن تواجهها الصحف.

عبد العزيز الخميس: هو المشكلة أنك لما تيجي تقيس الرأي وتحاول تدرس الرأي العام في بلد ما همومه وتحاول أن توجد وسيلة إعلامية تخدم وتوزع بشكل كبير جداً يجب أن تلتزم بمبادئ واضحة اللي هي الشفافية والمصداقية ومعالجة الهموم المحلية في هذه البلد، حتى يشتري القارئ، الصحف الغربية تركز على هذه الأشياء وتوزع بشكل أفضل لو حسبنا نسبة القراء في العالم.. في الغرب بالنسبة للعالم العربي نجد إن هناك يعني أرقام مهولة، يعني في بلد مثلاً في العالم العربي بلد من 20 مليون لا تجد أكبر جريدة.. جريدة توزع فيه توزع 100 ألف نسخة.. تقارب الـ100 ألف نسخة في حالة فقط وجود مناسبة رياضية، وهذا يدل على أن المجلات نفسها والجرايد حتى لو قاست الرأي، حتى لو توصلت إلى نتيجة أن هناك فجوة بينها وبين المتلقي والقارئ فهي لا.. لا تستطيع أن تعالج هذا.

أحمد منصور: هناك نسبة أمية ما تنساش في بعض الدول العربية تصل إلى 60%، نسبة الأمية هذه لها دور وتأثير كبير -أليس كذلك؟- على توزيع الصحف وارتفاع نسبها يعني.

عبد العزيز الخميس: يعني

أحمد منصور: الغرب بيطبعوا مليون نسخة، 2 مليون نسخة في بعض الأحيان، الصحف المصرية لها خصوصيتها زي "الأهرام" زي "الأخبار" في النسبة العالية.

عبد العزيز الخميس: إذا وجدنا.. إذا وجدنا فيه.. فيه بلدان عربية في الجامعات فقط الذين يستطيعون القراءة ملايين موجودين في الجامعات، هل.. هل يصل فقط توزيع الصحف إلى مائة ألف نسخة فقط؟ هذا شيء يدل على أن هناك فجوة كبيرة لا يمكن معالجتها إلا بالحرية، لا يمكن معالجتها إلا بتطبيق الشفافية وإتاحة الفرصة للجميع في التعبير عن رأيهم والوصول للهموم المحلية.

أحمد منصور: هناك..

عبد العزيز الخميس: القضايا المحلية التي يودون يعالجوا قضايا اجتماعية، قضايا اقتصادية، ليست فقط المسألة سياسة، قضايا سياسية وحرب مع بلد أو نزاع مع بلد آخر بقدر ما هو قضايا محلية هي مُبعدة ولا يريد الحاكم أن يفتح المجال للحوار فيها بسبب أنها تفضح خروقاته وانتهاكاته حقوق الإنسان وأيضاً عجزه عن تلبية المتطلبات التنموية المحلية.


ظاهرة الصحف المجانية وتأثيرها على الصحافة الرسمية

أحمد منصور: فيه دراسة لمجلة "لوموند دبلوماتيك" أعدها الكاتب (إيناسورامونا) أشار إلى ظاهرة بدأت تجتاح أوروبا بشكل كبير جداً الآن وهي ظاهرة الصحف المجانية، حيث أصبحت الصحف المجانية الموجودة في الدول الأوروبية وفي بريطانيا أصبح هناك في لندن وحدها يوزع..

عبد العزيز الخميس: "مترو".. "مترو"

أحمد منصور: أكثر من 30 صحيفة مجانية توزع على الناس بشكل يومي، كان لها تأثير كبير جداً على الصحف اليومية وأدت إلى نسبة انخفاضها، هذه الظاهرة الآن ربما لسه لم تبدأ في العالم العربي إلا من خلال المجلات الإعلانية، "الوسيط" مثلاً في مصر بتوزع مجاناً وكذلك في معظم الدول اللي بتصدر فيها، وهناك بعض الدراسات البسيطة بتشير إلى أنها بدأت تجذب أو تأخذ شريحة من إعلانات الصحف الهامة والصحف الكبيرة وربما أيضاً تؤثر على توزيعها، هل هناك مستقبل للصحافة المجانية في العالم العربي وإمكانية أيضاً أن يكون لها تأثير مباشر على الصحف اليومية؟

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: كان السؤال حول الصحافة المجانية وبداية طغيانها في الغرب خاصة وإن تقريباً بدأت نسبة المادة التحريرية في هذه الصحف تصل إلى.. في بعض الصحف إلى 35 و40 و50% من الاحتياجات الأساسية التي يحتاجها أيضاً القارئ، فهل يمكن للصحافة المجانية أن تقضي على الصحافة الرسمية اليومية؟

عبد العزيز الخميس: طبعاً أضيف لهذه المعلومة أن مثلاً من أكبر جريدة مجانية في لندن موجودة اللي هي "مترو"، هي مملوكة أيضاً لشركة Evening standard اللي هي بتصدر، فهي خوفاً من أو تردي هذا الوضع هي تبحث عن وسيلة تقضي مبيعاتها فلجأت إلى المجاني، لأنه الإعلان مهم جداً، لأنه نسبة كلفة طباعة أو كلفة بيع جريدة مثلاً هي تقريباً تصل أحياناً إلى فقط كلفة الطباعة، الربح يأتي من الإعلان أكثر شيء، وهذا هو اللي حاصل الآن، بالنسبة لتطبيق هذه التجربة في العالم العربي أنا أعتقد أنه سيأتي هذا اليوم عاجلاً، لأن الحكومات ورغبتها للسيطرة على الإعلام لن تستطيع أن يعني.. ستلجأ لهذا الأسلوب حتى.. حتى تستطيع أن تزيد من سيطرتها بمجانية البيع.

أحمد منصور: وتمول الصحيفة نفسها من الإعلانات، هو الآن أنا أعتقد إنه هو كل الشركات التي نراها، ونعتقد إن وراءها أناس هم تجار ورجال أعمال يبحثون عن ربح عبر.. عبر المطبوع في العالم العربي أكثرهم هم حكام أو زعماء سياسيين لديهم، مجلاتهم تخسر وجرائدهم تخسر، وبالتالي أنا كان لي تجربة مع هذه الأشياء لما كنا.. لما كانت مثلا "المجلة" التي كنت أشرف عليها، فقط نركز مثلاً غلاف عن مصر، الفساد في مصر مثلاً، غلاف من مشكلة في سوريا، غلاف عن مشكلة في المغرب، كان توزيعها ينحدر بشكل رهيب، لأنها أبعدت عن.. في وجود في ظل.. في ظل الفضائيات وفي ظل الإنترنت، لما ركزنا على القضايا المحلية لأكبر سوق عربية للبيع، مثلاً حقوق الإنسان، حقوق المرأة، الفساد المالي والإداري، الفقر والفقراء في الخليج، أو الفقر في الخليج قبل زيارة الأمير عبد الله أحياء الفقر في الرياض، لما بدأنا نركز ارتفعت نسبة التوزيع، وأيضاً ارتفعت نسبة الإعلان.. الإعلانات فيها لتصل إلى 32% لأول مرة في تاريخها، المعلن تنبه.. تنبه إلى أن هذه الوسيلة أصبحت تهم هذا القطاع، البان آراب أصبح مشكلة في المطبوع يعني كجريدة عربية تركز على قضايا عربية كثيرة، مشكلتها مشكلة.. مشاكل توزيعية، صحيح في الفضائيات أفضل من غيرها، لكن لا.. ليس أمام المجلات الأسبوعية إلا التركيز على قضاياها، "روزاليوسف" ناجحة في مصر، لماذا؟ لأنها تركز على القضايا المصرية، وتعبِّر عن الهم المصري.

أحمد منصور: لكن أيضاً توزيعها مثل توزيع غيرها من المجلات الأسبوعية، له دور يعني أصبح منخفض.

عبد العزيز الخميس: تأكد توزيعها في.. في الخليج أكثر من بعض المجلات الخليجية.

أحمد منصور: ربما لأنها تطرح موضوعات لا تطرحها هذه المجلات.. محمد طاهر من فرنسا.

محمد طاهر: آلو، السلام عليكم.

أحمد منصور: عليكم السلام.

محمد طاهر: نعم، أنا في الحقيقة متفق مع الأخ بأن الصحافة السعودية والصحافة العربية بشكل عام، يعني لا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وهذا شيء طبيعي من خلال المجلات التابعة للأنظمة العربية، وحتى المجلات التي تُسمى مجلات مستقلة، وهي موجودة في الوطن العربي تخضع للرقابة، يعني هي ليست صحف مستقلة، نعم، أريد أن أشير للإخوة المستمعين بأن في.. في.. لدينا إحنا في الغرب في الإعلام الغربي يعني قناة (الجزيرة) أخذت تحقيقات هامة جداً في الصحافة الغربية، وقد صنفها الغرب بأنها CNN العرب، وهذا في الحقيقة ليس دفاع عن قناة (الجزيرة)، إنما هي حقيقة يجب أن يعرفها كل مواطن عربي.

أريد أن أسأل الأخ يعني سؤال حول تليفزيون المستقبل في لبنان، وهو تابع طبعاً للحريري، كل الناس يعرفون ذلك، بأن يعني هل يشبه يعني هذا التليفزيون التليفزيون الإيطالي التابع لبرليسكوني في إيطاليا؟ وسؤال آخر هل الـMBC هل هي تعتبر يعني قناة تليفزيونية مستقلة، أم غير مستقلة؟ وشكراً.

أحمد منصور: شكراً لك. لا أعتقد إن هل هذا يدخل في إطار إن لديك إجابة على هذه التساؤلات؟ وإحنا مش موضوعا إن إحنا نتكلم بالاسم على محطات أخرى.

عبد العزيز الخميس: أنا ما بدي أتكلم يعني إذا بيجوز.. إحنا..

أحمد منصور: يعني إحنا.. إحنا لا نسلِّط الضوء، لأن إحنا يعني للتعامل المهني مع المسائل نحن لا ننال من أي محطة تليفزيون أخرى أو نتحدث عنها بشكل ليس متواجد لدينا معلومات والمسؤولين عنها هم ربما اللي توجه لهم هذه الأسئلة. عبد الله مكي من السعودية، اتفضل يا أخ عبد الله.

عبد الله مكي: آلو، السلام عليكم.

أحمد منصور: عليكم السلام.

عبد الله مكي: الأستاذ أحمد منصور، السلام..

أحمد منصور: أرجو أن تخفض صوت التليفزيون يا أخ عبد الله وتتفضل.

عبد الله مكي: خفضته يا سيدي. أستاذ عبد العزيز الخميس، حمد الله على السلامة.

عبد العزيز الخميس: الله يسلمك.

عبد الله مكي: وبأتفق معاك في جميع ما طرحته، وبأقول للأستاذ جهاد الخازن إنه يخلينا في حالنا، إحنا عارفين من هو جهاد الخازن أول ما بدءوا عام 78، وعايش في لندن وبيتسوق في (هارودز)، وإحنا في السعودية وفي جدة وفي مكة ما عندنا مياه حلوة، وأولادنا بيجيبوا 90، 95% وما بيدخلوا الجامعات، فبنقول له يقفل فمه، وخليه عايش في هارودز، وفي.. (نايت بريدج) يروح الكازينو وينبسط في لندن، ويسبب السعوديين..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لا يا.. يا أخ عبد الله.. أخ عبد الله.. أخ عبد الله، لو سمحت.. لو سمحت.. لو سمحت..

عبد الله مكي: أهل مكة أدرى بشعابها…

أحمد منصور: يا أخ عبد الله، لو سمحت.. البرنامج لا يسمح بمهاترات تنال أي أحد، لو الأستاذ جهاد موجود معنا كنت تركت.. تركتك تكمل ربما بعض ما عندك حتى يرد عليك، لكن الرجل ذهب، واحتراماً لذهابه لا نسمح بالنيل من أحد، هنا محطة وبرنامج لقول الرأي والرأي الآخر بحرية وبالمهنية بعيداً عن أي إسفاف أو تناول لجوانب شخصية لأي أحد.

فيه بعض.. الرؤية المستقبلية الآن هل تعتقد إن الإعلام العربي سواء المكتوب أو.. أو المرئي يتعرض لمخاطر مستقبلية؟


طبيعة المخاطر المستقبلية التي تواجه الإعلام العربي

عبد العزيز الخميس: نعم، هو انتشاره كما قلنا سابقاً أصبح ضئيل.

أحمد منصور: أيه طبيعة هذه المخاطر؟

عبد العزيز الخميس: أهمها هي عدم مصداقيتها، أهمها هذا أهم شيء، المواطن العربي الآن يرى في هذه المطبوعات والوسائل الإعلامية يقيسها الآن أصبح على درجة من الوعي أن يقيس هذه المطبوعات بمدى خدمتها له، أصبح لديه حاجة إعلامية، الإعلام يعني واضح تماماً أن الإنسان العربي يبحث عن مطبوعة تلبي أو وسيلة إعلامية تلبي حاجته، هو لا يريد فقط أن يقرأها لمجرد الترف أو الترفيه، الإعلام أصبح حاجة ملحة، هو يريد أن يعرف هل الحكومة ستمنح ميزانية جيدة للتعليم والصحة في العام.. العام القادم؟ هل أيضاً السياسة الحكومية المتبعة داخل بلده، هل هناك مخاطر تعترض لها؟ أيضاً لماذا هذه دولته غاضبة من الدولة الأخرى؟ ولا هو ولا يعرف، ولا هناك أي تصريح رسمي بهذه المسألة؟ حينما يجد أن هناك فجوة بينه وبين صانع القرار في البلد، والإعلام لا يغطى هذه الفجوة، وهذا دور الإعلام، هو منبر ومرآة للوضع الموجود في البلد، حينما لا يجد هذا المنبر ولا يجد هذه المرآة الحقيقية هي مرآة مزيفة تعكس له أوضاع غير موجودة في داخل بلده، ولا تتحدث..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أيه الأسباب اللي بتخلي صانع القرار أو المسؤول لا يريد أن يفهم الحقيقة أو يعرفها أو يتعامل معها في العالم العربي؟

عبد العزيز الخميس: هو أمام واقع، هو بسبب استئثاره بالقرار وبسبب خوفه من وجود حرية إعلامية، وبالتالي وجود جدل وحوار داخل المجتمع يسمح بإصلاح الأخطاء، وبالتالي إذا كان هو سبب هذا الخطأ يجب أن يغير، هو لا يريد أن يصل إلى مرحلة أن تصبح هناك مطالبة قوية لتغييره، نحن نرى مثلاً الإعلام الغربي كيف يشرِّح سياسات الحكومات لديهم، وكيف يتناولها، وكيف يحاول أن يصلحها، يلعب دور قوي، هو وعاء حوار..

أحمد منصور: سلطة موجودة بتلعب دور فعال.

عبد العزيز الخميس: سلطة رابعة حقيقية، في عالمنا العربي هو مرآة مزيفة تعكس أوضاع جميلة وعسلية و..

أحمد منصور: الدنيا ربيع والجو بديع.

عبد العزيز الخميس: نعم، ولكنها في الواقع غير ذلك، وبالتالي هو لا يشتري الجريدة بالشكل طيب، بل يبحث عن الرياضة فقط ويبحث، حتى الرياضة أصبحت أحزاب، حتى الرياضة.

أحمد منصور: مينا بيسأل على الإنترنت يقول لك: ما هو الحل لإرجاع المواطن العربي ثقته في الصحافة؟

عبد العزيز الخميس: يعني أول شيء أهم شيء: السعي لربط الإعلام بالأمة، بمصالح الأمة، وليس مصالح الزعماء النقطة الأولى.

النقطة الثانية: هي إتاحة الحرية الكاملة لوسائل الإعلام لممارسة دورها الحقيقي.

النقطة الثالثة: وقف كل دعم للمؤسسات الإعلامية الخارجية التي لا تلتزم بالثوابت، التي هو يرضاها ويريدها في بلده ورفع يد الدول من التدخل في شؤون الصحف والسماح لكل قادر على أن يدخل ويستثمر في الإعلام، وليس البعض فقط من أصحاب النفوذ السياسي، وأيضاً الربط بين الإعلام والمؤسسات الأخرى، يعني فيه قرار صدر مثلاً في إحدى الدول الخليجية عشان ما تقول نركز على السعودية كل شوي، من وزير الداخلية يأمر وزير العدل بألا.. بأن المحاكم يجب ألا تنظر إلى القضايا الصحفية، يعني إذا اشتكيت من جريدة، خليني أحدد لك في السعودية، صدر قرار قبل شهر أنه.. من وزير الداخلية لوزير العدل أنه يجب على المحاكم الشرعية ألا تحاكم وألا تقبل أي قضية فيها إعلام، وفيها صحف، وفيها صحفيين.

أحمد منصور: مش فاهم أنا الموضوع.

عبد العزيز الخميس: يعني أن.. أن يكون الحكم هو وزارة الإعلام وليس القاضي.

أحمد منصور: آه.. آه

عبد العزيز الخميس: وليست المحكمة الشرعية، وهذا فيه إخلال بالشريعة، إخلال بالثوابت تماماً، لأن القاضي الشرعي هو المكلف، وهو.. وهو الذي يحكم بيني وبين الدولة وبيني وبين الصحافة، صحفي آخر وسيلة إعلامية لما تخطئ، وليس الحكومة، تكون أحياناً الحكومة هي الخصم والحكم، وهذا هو اللي حصل الآن بهذا القرار، وإضافة إنه يجب أن نراعي الضوابط الشرعية والأخلاقية في إعلامنا، الضوابط الشرعية ليست بالتعسف والتزمت والعنف والدعوة للعنف، وبحجب الرأي الآخر، بل على العكس هي إتاحة الحوار، كما كان الحوار موجود في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان الحوار متاح للجميع، يأتون ويعبروا عن آرائهم، خلونا نعبر عن آرائنا في صحفنا، وخلونا ننشئ صحفنا، وبعدين يعني نرى كيف.. يعني يصير هناك تقدم في التنمية المحلية، التنمية في العالم العربي حسب التقرير الأخير..

أحمد منصور: للأمم المتحدة.

عبد العزيز الخميس: الأمم المتحدة يؤكد على شيء مهم جداً، وهو أكد عليه أحد علماء التنمية أن لا تنمية بدون حرية، والحرية هي إعلام، وجود إعلام وجود حرية.

أحمد منصور: وهذا الذي يميز..

عبد العزيز الخميس: وبالتالي هذا السبب..

أحمد منصور: يعني سقف الحرية هو الذي يميز أي مطبوعة عن أخرى، أحمد منصور -اسمه على اسمي لكنه سوري- يقول: أصبحت الصحافة من مكانتها المرموقة لا تستطيع متابعة الأحداث كالفضائيات أو مواقع الإنترنت، ولكن لابد من الصحافة المكتوبة كوثائق تاريخية للأجيال، لأن الكلمة المكتوبة بتظل أيضاً هي الكلمة التي تبقى غير الكلمة المسموعة أو المرئية بشكل أساسي.

لازال هناك مجال تعتقد كدارس للصحافة، كصحفي محترف صار لك أكثر من 20 سنة، هل لازال هناك مجال في العالم العربي في ظل الفضائيات وسيطرتها على الناس لإصدار صحف جديدة؟

عبد العزيز الخميس: أعتقد لازال.

أحمد منصور: أيه.. أيه الموضوعات اللي ممكن..؟

عبد العزيز الخميس: هو أهم شيء الحرية، أعطني الحرية سأصدر لك جريدة توزع أكثر من توزيع جميع الصحف الموجودة في السوق العربية الآن، لكن أعطني الحرية وأعطني القدرة على قول الحق، أما أن تصادر حريتي وأن تمنعني وتمنعني من أن أُنشئ جريدة حتى بضوابط حتى برقابك أيضاً تمنعني، فبالتالي لن.. لن أستطيع أن أخترق هذا الحصار، الجريدة الناجحة لن.. لن.. لن يوجد وسيلة أو لن توجد وسيلة إعلامية عربية بدون حرية، وبدون ثوابت، الحكم الذي سوف يحاكمني إذا أخطأت ليس الحاكم، بل هو القاضي.. القاضي الشرعي هو الذي يجب أن يكون.. أن ينصفني، وبناءً عليه يطبِّق الحاكم قرار القاضي وليس العكس في الموضوع، الآن الذي يحاكمني هو السياسي، وأنا كإعلامي لا.. لا يمكن أن أنشئ جريدة أو.. أو وسيلة إعلامية جيدة، وأكون.. يكون رقيبي هو السياسي وليس القاضي الشرعي.

أحمد منصور: محمد آل سعيد من السعودية، تفضل يا أخ محمد.

محمد آل سعيد: مساء الخير عليك وعلى ضيفك.

أحمد منصور: مساك الله بالخير يا سيدي.

محمد آل سعيد: آلو، مساء الخير لضيفنا العزيز

أحمد منصور: مساك الله بالخير.

محمد آل سعيد: أنا بس ملاحظتي يعني هو يعني مناشدة ميئوس منها في الوطن العربي بالنسبة للإعلام وحرية الإعلام، هو كما تفضل الأستاذ الخميس مشكور أعطيني حريتي يعني أبدأ أعطيك، بدون حرية ما.. مش.. مش هيكون فيه تطور، مش هيكون فيه تقدم، مش هيكون فيه (….).

أحمد منصور [مقاطعاً]: هل تعتقد يا أخ محمد.. هل تعتقد أن الحرية تُمنح يا سيدي؟ الحرية تنتزع، الحرية لا تمنح، لا تنتظر أحد أن يتفضل عليك بأن يعطيك الحرية.

من أطاق التماس شيء غلاباً واغتصاباً لم يلتمسه سؤالاً

والحرية لا تُسأل، وإنما تنتزع، على مدار التاريخ الحرية دائماً تُنتزع.

محمد آل سعيد: بس بعد الحصار اللي إحنا فيه ده إحنا يعني محاصرين من كل الجهات، محاصرين من أنظمة عربية، محاصرين عن.. من طريق يعني جهات دولية معروفة، خاصة أنا بأتكلم يعني في الوطن العربي بالذات، يعني المواطن في الوطن العربي يعني مشاكل يعني من كل جهة، كيف نتزع وهو في الحصار ده؟! يعني محاصر عفواً إذا سمحت لي يعني من كل الجهات.

أحمد منصور: ما هو قاعد مستني أن يُمنح يا سيدي، خليه قاعد يستنى أن يمنح ولاَّ أيه يا أخ عبد العزيز.

محمد آل سعيد: كيف تمنح أستاذ أحمد؟

عبد العزيز الخميس: إحنا.. إحنا لما.. لما نقول أعطني حريتي، السؤال ليس موجه للحاكم فقط، موجه للمجتمع أن يشارك في.. كما قلت أنت في.. في أخذ الحرية بالقوة، والآن ما يحدث من معارضات وما يحدث من رأي..

أحمد منصور [مقاطعاً]: إحنا مش بنقول إن حرب.. وانقلاب، ولكن هناك وسائل كثيرة ديمقراطية طبعاً يستطيع الإنسان أن يحصل بها على حريته.

عبد العزيز الخميس: لا.. لا.. لا يا أخي، نحن.. نحن أنا متأكد إن الجميع، بل معظم يعني أفراد الأمة ضد العنف وضد أن يستعمل العنف في سبيل التغيير، ولكن المشكلة أن الأمة تتعرض لعنف، وتعرض لسجن، وتعرض لاحتجاز، والشيخ سعيد الزعير مثلاً سُجن بسبب حريته بسبب القول بسبب حديثه، ولازال مسجون 8 سنوات بدون أن يحاكم وبدون أي تهمة، ويخرج علينا وزير الداخلية ليقول أنه إذا أعلن توبته سوف أفرج عنه بعد ساعة.

أحمد منصور: ما هو مش راضي يتوب الراجل!!

عبد العزيز الخميس: يعني ساعة الأمير.. ساعة الأمير هي التي تحدد الإفراج عن الشيخ، وليس القاضي، لاحظ، حتى القضاء الشرعي الذي يجب أن يلتزم، نحن لا نريد.. لا نريد فساد ولا نريد رذيلة، وأيضاً لا نريد عنف، ولا نريد كبت ولا نريد تزمت، نريد فقط أن نعيش آدميتنا بشكل سليم، وأن نمارس حقوقنا، حقوقنا لن نأخذها إلا بتطوير الوعي داخل الأمة، وبالتغيير داخل الأمة عن طريق.. طريقة إشاعة ثقافة حقوق الإنسان داخل الأمة، فهم يمنعونا من وسائل الإعلام.

أحمد منصور: من حرية الصحافة والإعلام.

عبد العزيز الخميس: نعم.

أحمد منصور: عبد الحميد الحاج خضر من ألمانيا، اتفضل.

عبد الحميد حاج خضر: السلام عليكم.

أحمد منصور: عليكم السلام.

عبد الحميد حاج خضر: أخي الكريم، هناك فرق بين الصحافة وبين.. وبين الرائي أو التليفزيون أو الفضائيات.

الأولى: الصحافة هي وسيلة إعلام عقلانية، بينما.. بينما الفضائيات والتليفزيون هي وسيلة إعلام عاطفية، ونلاحظ إحنا بشكل موضوعي أن هناك انحسار شديد للصحافة أمام وسيلة الإعلام العاطفية اللي هي الفضائيات في البلاد العربية خاصة وليس في العالم كله، هناك جمهور مثلاً في الغرب يتوجه يومياً ليأخذ وجبته الإعلامية من الصحافة وليس من التليفزيون، وهم.. أليس هي التي تصنع الرأي الرأي..؟

أحمد منصور: أيه الأسباب يا أستاذ عبد الحميد؟ أيه الأسباب اللي بتجعل.. أيه الأسباب التي تجعل المواطن في الغرب لازال على ثقة وصلة بالصحيفة أكثر من المواطن العربي اللي أصبح على صلة وثيقة بالفضائية اللي عندها حرية أن تعطيه المعلومة بدلاً من الصحيفة الملتزمة بالحكومة أو بالعلاقة الرسمية؟

عبد الحميد حاج خضر: الحرية يا سيدي الغرب عنده حرية، الصحفي يكتب ولا يحاسب ولا يُزج في السجن، بينما الفضائيات التي اخترقت جدار.. جدار الاستبداد، وأصبحت تصل إلى البيوت أصبحت مقبولة عند الشعب، هذا شيء طبيعي ويعني بديهي، ولكن أنا الحقيقة أزعجني في بداية هذا.. في بداية هذه الحلقة كلام الأستاذ الخازن أنا أعرف الأستاذ عبد العزيز رجل متزن وهادئ وذو أداء صحفي جيد، فلماذا هذا الهجوم؟ هذا دليل على أنه أنني -أنشد- كما يقول المثل الألماني هنا- أغني حسب المزمار الذي يعزف لي، وأعني الدراهم التي تصل إليَّ، فأيضاً صلة (الدراهم) بالإعلام صلة وثيقة، ويجب على إعلاميينا فعلاً أن يجتازوا حاجز.. حاجز الفلوس وحاجز.. وحاجز الإغراءات الذي يقدم لهم يومياً، حتى نحصل على صحافة محترمة وحتى تسمع الجماهير ما نقول، ونستطيع أن نغير في.. في.. في مصير هذه الأمة، هذا هو المطلوب يا سيدي، وشكراً لكم على إتاحة هذا الوقت لي.

أحمد منصور: أشكرك كثير يا أستاذ عبد الحميد، شكراً جزيلاً لك.

أستاذ عبد العزيز، لو أصدرت صحيفة جديدة الآن، فيه حرية والدنيا ربيع والجو بديع زي ما بيقولوا.

عبد العزيز الخميس: إن شاء الله..

أحمد منصور: أيه.. أيه العنوان اللي تختاره ليها وأيه الموضوعات اللي هتعالجها فيها؟

عبد العزيز الخميس: أنا طبعاً مهتم بمسائل حقوق الإنسان، وخاصة حرية التعبير، وأعتقد أن مهمتي كإعلامي أن أبلغ الأمة، فأختار البلاغ.. البلاغ الذي يجب أن أقدمه للأمة، وأن تقدمه الأمة لنفسها، ليس فقط أن تكون الصحيفة هي مجرد وسيلة للتعبير عن الرأي، تعبير رأي عن الإعلام، تعبير رأي الإعلامي فقط، بل هي تكون وعاء للأمة نفسها، أن تتحاور داخلها، نرى الآن منتديات الإنترنت، هناك صحف.. صحف كثيرة جداً وتوزيعها أكثر، تدخل على الموضوع مثلاً تجد بعض…

أحمد منصور [مقاطعاً]: أيه أكثر.. الناس بتقبل على أي الموضوعات الآن في العالم العربي؟

عبد العزيز الخميس: الموضوعات التي تتعلق بفساد الأنظمة، جميعها معظمها فسائد الأنظمة والمشاكل الأخلاقية التي بدأت تنتشر بشكل كبير جداً نتيجة للسياسة الإعلامية الغير متزنة لبعض الأنظمة.

أحمد منصور: الآن لازالت الصحف الرياضية والصحف اللي ليها اهتمامات متخصصة، لازالت هي الأعلى توزيعاً في العالم العربي.

عبد العزيز الخميس: نعم، لازالت هي الأعلى، أنا أعرف في السعودية، وفي الكويت.

أحمد منصور: مجلات الكمبيوتر اللي بدأت تصدر حديثاً، وبدأت تجد موضوعات..

عبد العزيز الخميس: مجلات الكمبيوتر تعاني من مشاكل كثيرة بسبب تقنياتها، لم.. لم يتم حتى الآن إصدار مجلة كمبيوتر تكتب بلغة سهلة.

أحمد منصور: لأ، المجلات التي.. آه.

عبد العزيز الخميس: اللغة.. اللغة مهمة جداً، يستعملون مصطلحات لا يفهمها القارئ العادي، فلا يقرأها إلا النخبة، والنخبة يعرفون اللغة الإنجليزية، بالتالي لماذا يتعبون أنفسهم بشراء مطبوعة عربية تأتي متأخرة عن المطبوعة الإنجليزية.


مستقبل الصحافة المكتوبة في ظل انتشار الفضائيات

أحمد منصور: عندي مشاركات كثيرة من المشاهدين بتنتقد القنوات المتخصصة لنشر الفيديو كليب والعري وتقديم.. وتقويض القيم الدينية، مشاركة من شريف فهمي من المملكة المتحدة، أيضاً من الجزائر عندي صحفي محمد برضو يتكلم في نفس الموضوع، أليست مخاطبة الغرائز وسيلة لصرف النظر عن الفساد والاستبداد؟ هل الحل في استيراد مجلات غربية واستيراد مجلات أميركية؟

كيف تنظر الآن إلى مستقبل الصحافة المكتوبة في ظل انتشار الفضائيات بشكل موجز؟

عبد العزيز الخميس: هو مجملها الحرية، الحرية هي التي تحدد المستقبل، يعني صعبة جداً أن أرى، لكن الغريب تماماً أو المستقبل كما أراه أنه الفضائيات العربية ستنتشر أكثر مما هي موجودة الآن لرخص التكلفة، الآن يصبح في إمكانك فقط بنصف مليون جنية استرليني أن تنشئ قناة كاملة من أستوديو ومن بث على القمر الصناعي، قبلها كان.. كان يجب أن.. أن كانت التكلفة نفسها حوالي 15 مليون دولار، وهي الآن ترخص أكثر وأكثر مع وفود أقمار صناعية جديدة، وبالتالي الصحافة المكتوبة في خطر كبير جداً إذا لم تنجُ بنفسها بالحريات وبإشاعة ثقافة حقوق الإنسان، وبتلبية حاجات المجتمع وتسليط الأضواء على مشاكل المجتمع.

أحمد منصور: وكيف تنجح الفضائيات في.. أيضاً..؟

عبد العزيز الخميس: الفضائيات سوف تكون غير مراقبة، لا.. للـ.. لا يمكن الرقابة عليها.

أحمد منصور: ممكن منع بثها الفضائي كما حصل مثلاً اليوم لمحطة New TV في لبنان يعني.

عبد العزيز الخميس: نعم، حدث بسبب..

أحمد منصور: منع البث الفضائي ممكن أن يحدث، منع أي محطة تسكيرها.

عبد العزيز الخميس: الموجودة في العالم العربي، الموجودة في العالم العربي مثل

أحمد منصور: MTV أُغلقت يعني عملية إغلاق الفضائيات أو حرية وجود الفضائيات ليست متاحة بالشكل أيضاً المتوقع يعني.

عبد العزيز الخميس: لا فرق بين قناة فضائية وجريدة في العالم العربي، لا فرق تماماً من ناحية الرقابة، يمكن منعها ويمكن تطويق مقرها بالشرطة ومنع بثها بسبب أنها تبث برنامج مثلاً سياسي لا يريده حاكم دولة أخرى مثل ما حصل في New TV، لكن سيأتي اليوم نحن في أوروبا وغيرنا من الشباب الذين يستطيعون أن يبثوا قنواتهم عبر الإنترنت.

أحمد منصور: أشكرك أستاذ عبد العزيز شكراً جزيلاً على ما تفضلت به، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم.

في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم (بلا حدود)، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: الجزيرة