مستقبل السلطة الفلسطينية في ظل حكومة شارون
مقدم الحلقة | أحمد منصور |
ضيف الحلقة | – فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية |
تاريخ الحلقة | 14/03/2001 |
![]() |
![]() |
أحمد منصور:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة من القاهرة، وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود).
لازالت انتفاضة الأقصى بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على قيامها تمثل القلب النابض للرفض الفلسطيني للاحتلال والممارسات الصهيونية ورغم نجاح (آرييل شارون) –المعروف بتاريخه الدموي تجاه الفلسطينيين والعرب- في الوصول إلى رئاسة الوزراء في إسرائيل إلا أن الانتفاضة لم تتوقف رغم الحصار الاقتصادي وعملية التجويع القائمة للشعب الفلسطيني أمام سمع العالم وبصره.
لكن من الملاحظ أن المواقف العربية والدولية من القضية الفلسطينية أصبحت عواطف وشعارات أكثر منها مواقف والتزامات، وأصبح الأمل في تحقيق المطالب الفلسطينية أمام الغطرسة الإسرائيلية والتواطؤ الدولي مجرد أحلام، وأصبح إعلان قيام الدولة الفلسطينية ومستقبل المفاوضات مع إسرائيل ومفاوضات الحل النهائي مجرد مطالب أو شعارات يتم رفعها أو التلويح بها من آن لآخر وسط مستقبل ضبابي غير واضح المعالم. وفي القاهرة أنهى وزراء الخارجية العرب أمس أعمال الاجتماع التمهيدي للقمة العربية المقررة في عَمَّان في السابع والعشرين من مارس الجاري، والتي ستكون القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمالها، ومثل فلسطين فيها السيد فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ووزير خارجية دولة فلسطين، نحاوره في حلقة اليوم حول مستقبل السلطة والانتفاضة ومقررات القمة العربية القادمة في ظل حكومة شارون.
وُلد فاروق القدومي في مدينة يافا في فلسطين في أغسطس عام 1930م، أنهى دراسته الثانوية في يافا، وحصل على الليسانس في الاقتصاد من الجامعة الأميركية في القاهرة، عمل في السعودية في شركة (أرامكو) وبعدها في ليبيا، ثم الكويت، تفرغ للعمل في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بداية الستينيات، كما تولى أمانة سر اللجنة المركزية لحركة فتح، وعندما دخلت فتح في منظمة التحرير الفلسطينية عام 69 تولى مسؤولية دائرة التنظيم الشعبي في المنظمة، وأصبح بعد ذلك مسؤولاً عن الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 73، ثم انتخبه المجلس الوطني الفلسطيني وزيراً لخارجية فلسطين عام 88 وذلك بعد إعلان الدولة في الجزائر.
ولمشاهدين الراغبين في المشاركة يمكنهم الكتابة إلينا عبر موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت www.aljazeera.net أو على هواتفنا في الدوحة 009744888873 أو رقم الفاكس في القاهرة 002025782132.
معالي الوزير، مرحباً بيك.
فاروق القدومي:
يا مرحباً بك.
أحمد منصور:
تساؤلات كثيرة تدور حول وضع السيد فاروق القدومي، فأنت الآن وزير خارجية لدولة لم.. غير قائمة، وفي نفس الوقت مثلت السلطة الفلسطينية في اجتماعات وزراء الخارجية العرب، ودائماً تمثلها في اجتماعات وزير الخارجية باعتبارك وزير خارجية فلسطين، ماذا يعني وزير خارجية فلسطين في ظل عدم وجود دولة؟
فاروق القدومي:
في عام 88 اُنتخبت وزيراً لخارجية فلسطين أي لدولة المنفى، وأنشأنا سفارات ولدينا أكثر من 123 مكتباً وسفارة، وقد اعترفت 63 دولة بالسفارات على أرفع المستويات، إذن نحن مسؤولون عن السفارات الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك عندما جاءت أوسلو كان هناك رأي أن ندخل في هذه الاتفاقات وأن يكون رئيس السلطة الفلسطينية –هو الأخ أبو عمار- بناء على قرار من المجلس المركزي، بالإضافة إلى كونه رئيس الدولة الفلسطينية، وبقيت الإدارات الأساسية في الخارج بناء على قرار من المجلس المركزي، الدائرة السياسية، الصندوق القومي، المجلس الوطني، دائرة اللاجئين، التعبئة والتنظيم، قيادة الجيش، هذا بقرار من المجلس المركزي، وذلك بقينا في الخارج لأننا ندير السفارات التي هي في الخارج كما أوسلو قالت: لا صلاحية ولا مسؤولية للسلطة الفلسطينية، وإنما تقوم منظمة التحرير الفلسطينية نيابةً عن السلطة بإجراء المفاوضات وبالتوقيع على الاتفاقات.
أحمد منصور:
لكن أوسلو –كما ذكرت سيادتك الآن- لا تسمح بوجود دولة ذات سيادة، أوسلو لا تسمح بوجود وزراء للخارجية، والسفارات التي تتحدث عنها تتبع السلطة الفلسطينية أكثر مما هي تتبع وزير الخارجية، والسلطة الفلسطينية هي التي لها النفوذ الأول والأخير على السفارات، أما يعتبر ذلك تناقضاً؟
فاروق القدومي:
لا تعتبر بالفعل أن السفارات هي للسلطة الوطنية، السفارات هي تابعة للدائرة السياسية لوزارة الخارجية. الأخ أبو عمار هو المسؤول الأول، ولذلك نحن الذين نريد السفارات وفي نفس الوقت نُعين، وأيضاً نقوم بتزويد هذه السفارات بكل المعلومات المطلوبة.
أحمد منصور:
أما تعتقد أن وجود السلطة الفلسطينية قد أ نهى بالفعل منظمة التحرير الفلسطينية، ولم يعد لها إلا وجود اسمي؟
فاروق القدومي:
لا أعتقد ذلك، والسبب على أن السلطة الفلسطينية هي مشروع دولة، ولكنه مشروع لم يصل إلى الاكتمال، بل بالعكس إنه محاصر الآن، وهذا ما كنا نتوقعه، والمؤسسات لم تسمح إسرائيل ببناء هذه المؤسسات، إذن فهي مؤسسة مازالت تحبو على الأرض ولم تكتمل.
أحمد منصور:
ألم يكن ذلك معلوماً حينما دخل مفاوضو أوسلو في تلك المتاهة؟
فاروق القدومي:
نعم، ولذلك قرر المجلس المركزي أن يعين الأخ أبو عمار –قبل انتخابه- مسؤولاً عن السلطة الفلسطينية.
أحمد منصور:
من الذي يمثل الشعب الفلسطيني تمثيلاً حقيقياً الآن؟ هل هي السلطة الفلسطينية أم منظمة التحرير الفلسطينية؟
فاروق القدومي:
أه، تفضل.
]فاصل إعلاني[
أحمد منصور:
من الذي يمثل الشعب الحقيقي الآن تمثيلاً حقيقياً؟ هل منظمة التحرير الفلسطينية التي يُقال أنها لم يعد لها وجود، أم السلطة الوطنية الفلسطينية؟
فاروق القدومي:
منظمة التحرير الفلسطينية هي التي تمثل الشعب الفلسطيني، وهي المعترف بها حتى من إسرائيل وليس السلطة الفلسطينية، فهناك مؤسسات مركزية هي:
اللجنة التنفيذية، القيادة العليا برئاسة الأخ أبو عمار، هناك المجلس الوطني، والمجلس المركزي.
لقد قرر المجلس المركزي أن المرجعية السياسية والتشريعية للسلطة الفلسطينية هي منظمة التحرير الفلسطينية.
أحمد منصور:
لكن عفواً.. السلطة الفلسطينية الآن هي التي تعبر عن كل شيء، هي التي تتفاوض مع إسرائيل، هي التي تتعامل مع إسرائيل، وأنتم ليس لكم وجود أو ثقل حقيقي باعتباركم مقيمون خارج فلسطين.
فاروق القدومي:
في حقيقة الأمر نحن الذي نحضر جميع المؤتمرات، ونمثل الشعب الفلسطيني فيها، فإذا كانت هناك مطالب للسلطة الفلسطينية الناشئة..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
غير الفاعلة.. المؤتمرات غير الفاعلة.
فاروق القدومي:
لا.. لا بالعكس.
أحمد منصور:
القرارات الأساسية الفاعلة والتوقيعات والمفاوضات كلها يمثلها وزراء من السلطة الفلسطينية، كل المفاوضات التي تتم في واشنطن تمثلها السلطة الفلسطينية.
فاروق القدومي:
لا يحق لأي أخ من السلطة الفلسطينية إذا لم يكن عضو لجنة تنفيذية أن يوقع أي اتفاق، فيجب أن يكون بالفعل هو عضو في اللجنة التنفيذية.
أحمد منصور:
والاتفاقات التي وقعت ما هو موقعها لا سيما الاتفاقات الأمنية؟
فاروق القدومي:
وقعها أعضاء في اللجنة التنفيذية.
أحمد منصور:
لكن أيضاً هذه الاتفاقات –كما قلت لك- السلطة الفلسطينية هي التي تتحرك فيها بعيداً عن تدخلكم أنتم. باعتبارك وزير خارجية من المفترض أنك تكون المفاوض الرئيسي كما في كل الدول، لكن مُغيب أو غائب دائماً عن كل هذه الاتفاقات.
فاروق القدومي:
ليس مغيباً، ولكنني بقناعة أشعر على أن اتفاقات أوسلو.. هذه الاتفاقية لا قناعة لي بها، وأن النتائج قد أثبتت أنها فشلت هذه الاتفاقية، وهي مغامرة اتفقنا جميعاً، إن هذه مغامرة، وقلنا البعض منا يأخذ هذه المغامرة. ولذلك فإن المجلس التشريعي بالفعل الذي انتخب هو جزء من المجلس الوطني، وبناء على قرار من المجلس الوطني.
أحمد منصور:
معنى أنك تقول أنها مغامرة، معنى ذلك أن النتائج التي تمخضت عليها كلها عبارة عن أخطاء بناءً على أنها كانت خطأً أساساً؟
فاروق القدومي:
مما لا شك فيه أنها لم تنتج شيئاً، بل بالعكس عُدنا في عهد شارون إلى نقطة الصفر، كل ما فعله بالفعل أو فعلته أوسلو هي وجود الإخوة في الداخل، أي أنهم الآن في حصار مع الأسف الشديد، وهذا ما كنا نتوقعه، ولكن لابد من أخذ هذه المغامرة دون أن ينقسم الشعب الفلسطيني ونحافظ على وحدته، فلابد من وجودة قادة تاريخيين في الخارج من أجل الحفاظ على منظمة التحرير وعدم قسمها.
أحمد منصور:
لكن الموجودين في الداخل سحبوا البساط كله من تحت أقدامكم.
فاروق القدومي:
لا أعتقد أنهم سحبوا.. والدليل على ذلك أننا باستمرار نجتمع معهم ونتشاور حول كافة القضايا، والآن هم يعني في مأزق، فنحن نحاول بكل الوسائل -لأننا أحرار في التصرف- أن نساعدهم في مجلس الأمن..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
كيف تساعدهم وأنت لست على قناعة بما قاموا به، بل تخطئهم؟!
فاروق القدومي:
لا، الحقيقة ليس القضية أنه ما قاموا به، قال: يا هذا أنقذني أولاً ثم لومني، ولا شك أننا أخذنا دروس –إذا كنا في الداخل أو الخارج- من المفاوضات مع إسرائيل، أي أن إسرائيل لا مصداقية لها وهذا ما قلناه، ولكن هذا لا يعني بالفعل إذا اختلفنا أننا نبيع إخواننا بل بالعكس.
أحمد منصور:
هل معنى ذلك أنك تؤكد على رفض أوسلو وكل ما تمخض عنها؟
فاروق القدومي:
آه نعم، كل ما تمخض عن أوسلو بالفعل كان ليس في صالح الشعب الفلسطيني سوى الدخول، هو جسر من الجسور، لأن القيادة أصبحت هناك محاصرة، وانظر ما تم في نهاية الأمر بهذا الحصار للشعب الفلسطيني، ولهذه الحالة المتردية لأوضاع الشعب الفلسطيني، وعلى كل حال ليس هناك من إنسانٍ معصوم من الخطأ.
أحمد منصور:
السلطة الفلسطينية كانت أكبر شيء تمخض عن أوسلو، ما هو موقفك من السلطة الفلسطينية؟
فاروق القدومي:
السلطة الفلسطينية مازالت بالفعل نحن نرعاها حتى تكون هذه السلطة الفلسطينية..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
يعني أنت تعتبر أنها ليس لها وجود؟
فاروق القدومي:
لحتى الآن.. أي الوجود أن تكون ذات فاعلية في رعاية مصالح الشعب الفلسطيني، عندما يتحقق مثلاً عودة الفلسطينيين، عند إقامة الدولة، عند إزالة المستوطنات، ولكن الشيء الوحيد في أوسلو والذي نشير إليه بإيجابية أن كل هذه الاتفاقات يجب أن لا تمس المفاوضات في المرحلة النهائية، وتعتبر كأنها لاغية.
أحمد منصور:
أنت هل تعتقد في ظل هذا الوضع القائم أن هناك شيئاً يُسمى بالمفاوضات النهائية يمكن أن يصل إليه الفلسطينيون مع الإسرائيليين؟
فاروق القدومي:
بالمقاومة وبالمفاوضات.
أحمد منصور:
يعني معنى ذلك أنك تؤمن بضرورة استمرار المقاومة الفلسطينية؟
فاروق القدومي:
بلا شك، وهذا ما كنا نقوله منذ البداية.
أحمد منصور:
ما هي الأشكال، ما هي أشكال المقاومة التي تؤمن بضرورة استمرارها؟
فاروق القدومي:
بكل أشكال المقاومة.
أحمد منصور:
بما فيها الكفاح المسلح؟
فاروق القدومي:
بما فيها الكفاح المسلح.
أحمد منصور:
هل تؤيد ما يقوم به حماس والجهاد؟
فاروق القدومي:
المقاومة.. دعنا نقول المقاومة، لأنهم دائماً يقولون: أنتم تستخدمون العنف. نحن نقاوم الاحتلال، ندافع عن أنفسنا، إنهم يحاصروننا لذلك نقاوم، ولابد من إزالة الاحتلال لأن التسوية السياسية قامت على أساس مبدأ "الأرض مقابل السلام".
أحمد منصور:
لكن عفواً السلطة هي التي قدمت التنازلات، و دعني طالما نتحدث عن المقاومة، هل تؤيد ما تقوم به حركتي حماس والجهاد، وتعتبر ذلك مقاومة تستحق الدعم للاحتلال الإسرائيلي؟
فاروق القدومي:
دائماً أقول أن حركة حماس هي جزء من الحركة الوطنية، ربما تختلف في البداية مع الحركات الأخرى الذي قبلت التسوية، ولكن هي جزء من الحركة الوطنية.
أحمد منصور:
لكن هل السلطة الفلسطينية تتعامل مع النتائج التي تقوم بها حماس والجهاد التعامل.. تستفيد مما تقوم به هذه الحركات بشكل إيجابي؟
فاروق القدومي:
في تصوري عندما قبلنا التسوية السياسية في البداية بقرار من المجلس الوطني، كان على السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير الذي وقعت ذلك الاتفاق أنها تحترم هذا الاتفاق، فعقدت مع حماس اتفاقاً: أن لا تضرب من مناطق السلطة الفلسطينية، أن لا تنطلق من مناطق السلطة الفلسطينية، أن لا تنشر نشراتها من مناطق السلطة الفلسطينية وكنا دائماً باستمرار حريصون كل الحرص على الإخوة في حماس، لأنهم مناضلون وكنا دائماً نقول يجب أن لا يسجنوا حقيقةً، لأننا بالفعل ندعم هذه الحركة.. حركة المقاومة الفلسطينية، وهي جزء من الحركة الوطنية. ولكن في نفس الوقت كنا نقدر موقف السلطة الفلسطينية التي تعمل من أجل أن تلتزم بالاتفاقات التي عقدتها ولو كان مؤقتاً.
أحمد منصور:
لكن الآن سجون السلطة الفلسطينية بها كثير من مناضلي حماس، حماس.. السلطة الفلسطينية تلعب دوراً خطيراً أيضاً في التنسيق الأمني مع إسرائيل فيما يتعلق بمقاومي حماس، وهذا يصطدم مع ضرورة دعم الكفاح المسلح في كل المفاوضات التي تمت بين الإسرائيليين والـ.. بين الأميركان والفيتناميين، وبين كل القوى التي تصارعت مع بعضها، لا يوضع السلاح إلا بعد تحقيق السلام الكامل والحصول على الحقوق، أنتم تقومون بشيء مغاير، السلطة الفلسطينية تلعب دوراً خطيراً في مقاومة المقاومين للاحتلال.
فاروق القدومي:
أنت تعلم على أن بعد حرب الخليج ضعف الواقع العربي وانقسم، فُرض الحصار على منظمة التحرير الفلسطينية المالي والسياسي، وفي نفس الوقت شُردت الثورة الفلسطينية وقيادتها، ففي هذه الظروف عندما قبل العرب التسوية، قبلت منظمة التحرير الفلسطينية أن تكون ضمن وفد مشترك، من أجل –أولاً- إزالة هذا الحصار العربي المالي والسياسي، من أجل وضع قضيتنا في قائمة الاهتمامات السياسية العربية والدولية لندخل مؤتمر دولي لأول مرة، الذي دعانا أميركا فهي بالفعل التي كانت مسيطرة على العالم، فهذا اعتراف واقعي بنا وكان الهدف هو الحفاظ على الذات ودرء الشر، ولم نكن.. ولم يكن في ذهننا -ضمن هذا الخلل في موازين القوى- أننا سنحقق شيئاً. وأنا الذي أقدم التقرير السياسي إلى المجلس الوطني، وقد قلت هذا الحديث عندما قلت نعم للمؤتمر الدولي للسلام.
أحمد منصور:
لكن الآن –معالي الوزير- بعد مرور ثماني سنوات أما آن لكم أن تعيدوا تقييم الوضع، لا سيما وأنك تعلن الآن، وأنت وزير لخارجية دولة فلسطين، ولك تاريخ كبير في هذا الموضوع، أنك ترفض أوسلو وتعتبر أنها لم تحقق شيئاً للفلسطينيين، وتعتبر السلطة الفلسطينية أيضاً لم تحقق شيئاً إلى الآن، أما آن الأوان لتطالبوا بإعادة النظر فيما تم خلال ثماني سنوات، وتغيروا استراتيجيتكم في التعامل مع الإسرائيليين؟
فاروق القدومي:
نعم، أولاً لابد أن نعود إلى التنسيق العربي، فمن الخطأ أن ننفرد في التسوية السياسية لوحدنا، لأن قضية فلسطين هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، ولابد من وحدة وطنية، ولا يجوز فقط أن الإخوة في الداخل هم الذين يستمرون في هذه المفاوضات، ولابد من الوحدة الوطنية، لأن ذلك في النهاية سيوصلنا إلى نتائج لا نرجوها أبداً، خاصة أولاً المقاومة.. والمقاومة في كل مكان هذا شيء.. و لابد من المراجعة، وأيضاً المشاركة العربية لأن قضية القدس لا نستطيع أن نحلها لوحدنا.
أحمد منصور:
لكن هناك تناقض الآن في هذا الطرح، الآن القضية الفلسطينية أصبح معظمها تقريباً يقال ما يريده الفلسطينيون.. العرب يقولون ما يريده الفلسطينيون نحن نسعى إلى تحقيقه. لكن الحدث الأكبر الذي وقع خلال الفترة الماضية هو اختيار آرييل شارون رئيساً لوزراء إسرائيل وهذا قوبل بكثير من الخوف والترقب. ما تصورك لمستقبل السلطة في ظل حكومة رابين [شارون]؟
]موجز الأخبار[
أحمد منصور:
معالي الوزير، كان سؤالي عن انتخاب آرييل شارون رئيساً لوزراء إسرائيل الذي قوبل بالكثير من الخوف والترقب، ما تصورك لمستقبل السلطة الفلسطينية تحديداً في ظل حكومة شارون، وهو غير معترف باتفاقات أوسلو مثلك تماماً أو غير موافق عليها؟
فاروق القدومي:
أولاً: الانتفاضة وحدت كل حركات المقاومة الفلسطينية بما في ذلك حماس والجهاد، ولذلك أصبح.. أصبحت الانتفاضة هي المسيطرة، والعمل والمقاومة هي الظاهرة الوحيدة داخل الأراضي الفلسطينية وليست هناك مفاوضات. شارون بتاريخه الأسود يشير على أنه سيقوم بأعمال سيحطم بها بشكل نهائي التسوية السياسية، وقد أكمل الإجراءات التي اتخذها (باراك) فقام بحصار الضفة الغربية وقطاع غزة وتقسيمها إلى أربعين قسماً و خمسة أقسام في غزة، بالإضافة إلى حفر الخنادق و (تجبير) الأنابيب، كل هذه الأعمال..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
كلنا تابعنا خلال الأيام الماضية بالصور ما يحدث.
فاروق القدومي ]مستأنفاً:[
نعم، والدليل أنا.. ولكن هذا ليس دليل قوة، أنه إرباك في المجتمع الإسرائيلي، وأن نجاحه ليس نجاحاً بل هو هزيمة لباراك، وهزيمة أيضاً لإسرائيل لأنها حائرة ماذا تفعل، والرأي العام العالمي يقف مضاداً لها، وأعتقد أن مثل هذه الأعمال لتضغط..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
لا أحد.. لا أحد ينتقد إسرائيل الانتقاد الذي يدفعها إلى أن تعيد النظر أو تفكر فيما تقوم به.. بالعكس.
فاروق القدومي:
أعتقد أن هناك بيانات من المجموعة الأوروبية ومن الولايات المتحدة.
أحمد منصور:
منذ متى –يا سيدي- غير البيانات الواقع؟ أو أجبرت إسرائيل..
فاروق القدومي [مقاطعاً]:
قريباً.. قريباً..
أحمد منصور [مستأنفاً]:
حتى قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن إسرائيل لا تعتبر بها ولا تضع لها اعتباراً!!
فاروق القدومي:
نعم.. ولكن يجب أن نعرف أن إسرائيل هي ربيبة أميركا وأوروبا، أن تتخلى بالفعل وأن تنتقد إسرائيل فهذا شيء في البداية نقول أنه شيء إيجابي، (كلينتون) عندما يقول أن نقطة البداية في حل أزمة الشرق الأوسط تبتدئ بإقامة دولة فلسطينية. إذن تغير.. ولا ننتظر من خلال العمل السياسي أن يكون فيه..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
.. عواطف و الواقع السياسي أن لكلينتون كلنا تابعناه..
فاروق القدومي:
لا.. معلش..
أحمد منصور:
لكن هل السلطة تملك أية مقومات لمقاومة شارون وما يقوم به؟
فاروق القدومي:
السلطة الفلسطينية ليست منعزلة عن الجماهير، جماهيرها بالفعل إذا كانت فتح أو المنظمات الأخرى..
أحمد منصور:
السلطة هي التي.. السلطة لم تقم بإشعال فتيل الانتفاضة، الشعب الفلسطيني هو الذي أشعل الانتفاضة.
فاروق القدومي:
الشعب الفلسطيني.
أحمد منصور ]مستأنفاً:[
والسلطة مطلوب منها إسرائيلياً الآن أن توقف الانتفاضة، وأن تعمل على تحصين أمن إسرائيل وفق الاتفاقات التي وقعت بين السلطة وبين الإسرائيليين، وشارون يقول أنه لن يسمح باستئناف المفاوضات إلا مع قمع وإيقاف الانتفاضة.
فاروق القدومي:
أولاً كل هذه الاتفاقات.. اتفاقات انتقالية تُلغى عندما نصل إلى اتفاق نهائي واحد.. غير ملزمة..
أحمد منصور:
أنت لديك أمل أن يقع اتفاق نهائي؟
فاروق القدومي:
نعم؟
أحمد منصور:
لازال لديك أمل؟!
فاروق القدومي:
دعنا.. دعنا نتحدث بالفعل بالنسبة إلى شارون وإلى العمل داخل الأراضي الفلسطينية، لولا وجود السلطة هناك.. لا شك أن السلطة وخاصة حركة فتح والسلطة في معظمها من حركة فتح، فهي الذي أشعلت هذه الانتفاضة، ولا أتصور أن المسؤولين هناك يبتعدون عن الانتفاضة بل بالعكس إنهم كلهم ويغذُّون هذه الانتفاضة، ولكن في حقيقة الأمر أنها كانت مبادرة شعبية فقام بها الشعب الفلسطيني فدعمتها القوى الفلسطينية بكل حركات المقاومة فيها.
أحمد منصور:
لكن هل تملك السلطة الفلسطينية أو تستطيع أن توقف الانتفاضة بناء على طلب شارون؟
فاروق القدومي:
لا، لا يمكن أن توقف الانتفاضة.
أحمد منصور:
لأ، هل تستطيع أن توقفها؟
فاروق القدومي:
لا، ولا يمكن أن تفكر بإيقافها وإلا ستسقط.
أحمد منصور:
لكن في ظل هذا ما تصورك لمستقبل الانتفاضة في ظل ضغوط شارون وملاحظاتنا طوال السنوات الثماني الماضية منذ أوسلو وحتى الآن أن السلطة عادة ما تقاوم.. ما تقاوم.. ما تقاوم.. ثم ترضخ في النهاية للضغوط الإسرائيلية؟
فاروق القدومي:
في تصوري لقد وصلت خلال الخمس سنوات من المرحلة الانتقالية إلى قناعة على أن إسرائيل لا يمكن.. ليست لها مصداقية، ويجب أولاً أن تكون هناك خطوة مادية من أجل الوثوق بإسرائيل، أي إقامة دولة فلسطينية أولاً، وليس فقط بدء المفاوضات، لا فائدة في ذلك.
أحمد منصور:
أنت تدعوا دائماً إلى إقامة الدولة الفلسطينية أولاً، على أي شيء ستقوم الدولة؟! والسلطة الموجودة الآن هي سلطة محلية، أوسلو نَصّتَ في البداية.. إسرائيل حطمت مفهوم الدولة الفلسطينية من خلال أوسلو؟
فاروق القدومي:
لا.. على إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 67 وهذا..
أحمد منصور:
والمحاصرة من إسرائيل من كل جانب؟
فاروق القدومي [مقاطعاً]:
لا، يجب أن يكون هناك..
أحمد منصور [مستأنفاً]:
و التي لا يوجد فيها سيادة أو سيطرة؟!
فاروق القدومي:
انسحاب، لا يجوز أن تقوم دولة فلسطينية.. لأن حتى كلينتون قال: "دولة فلسطينية ذات سيادة".
أحمد منصور:
كلينتون ذهب إلى حال سبيله!
فاروق القدومي:
الدولة الأوروبية قالت في قمة برلين: "إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ولا يحق لأحد استخدام الفيتو ضدها، إن إقامة الدولة الفلسطينية هي أفضل ضمان لأمن إسرائيل".
إذن الذين أقاموا إسرائيل بدؤوا يعتقدوا أن إقامة الدولة الفلسطينية لابد منها وهذا هو الذي..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
لتأمين إسرائيل بشكل أكبر؟!
فاروق القدومي:
لا.. بالعكس ليس هذا.. طبعاً إنهم هم حريصون على أمن إسرائيل وعلى وجود إسرائيل.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
لكن السلطة.. السلطة الفلسطينية منذ أن قامت وحتى الآن، ما ينفق من رواتب، ما يعد من وظائف، ما يكون من مفاوضات، كله من أجل أمن إسرائيل وليس من أجل أمن الفلسطينيين.
فاروق القدومي:
ليس صحيحاً أنها كلها من أجل أمن إسرائيل، بل بالعكس ربما تكون هناك أخطاء ولا يمكن الدفاع عن هذه الأخطاء، لأن السلطة الفلسطينية هي كيان.. كيان صغير يحبوا على الأرض، ولم تنشأ له مستوطنات بسبب وجود.. يعني مؤسسات بسبب وجود ماذا؟ وجود الاحتلال لأن الاحتلال بالفعل قد استوعب قبلاً أكثر من 80% من الاقتصاد الفلسطيني، ولذلك هي سلطة –دعنا نقول- أنها تعتمد على المعونات وليس على نفسها حتى الآن.
أحمد منصور:
معنى ذلك أنها سلطة هشة ويمكن أن تنهار في أي لحظة كما قال المفاوض الأوروبي.
فاروق القدومي:
هشة، مازالت هشة، ما دامت هذه السلطة لا تمتلك السيادة ولا تمتلك السيطرة على المعابر، ولا تمتلك بالفعل القرار، ولا تمتلك التشريعات، لسه مازالت.
أحمد منصور:
وإسرائيل تؤكد أنها لن تمتلك ذلك.
فاروق القدومي:
وإسرائيل.. إذاً الانتفاضة هي الحقيقة الأساسية الوحيدة على الأرض لاستمرار المقاومة. استمرار المقاومة.
أحمد منصور:
كيف ترى مستقبل الانتفاضة؟
فاروق القدومي:
مستقبل الانتفاضة لابد أن يكون هو النجاح، بطرد الاحتلال الإسرائيلي من الضفة الغربية ومن قطاع غزة بغض النظر عن كل هذه التضحيات.
أحمد منصور:
شارون مثلك لا يعترف بأوسلو، فعلى أي شيء سوف يتفاوض مع الفلسطينيين وأوسلو كانت الأساس تتفاوض به السلطة مع كل الحكومات الإسرائيلية الماضية؟
فاروق القدومي:
هذه لعبة الحكومات الإسرائيلية، نتنياهو هو أيضاً كان يقول بكل وضوح وصراحة أن: أن نتنازل عن سنتيمتر مربع من هذه الأرض أمر يحز في نفوسنا. نحن نعرف على أن إسرائيل جاءت لتحتل الضفة الغربية، لأن هناك القدس، هناك مطامع سياسية اللي هو.. أنها قامت دولة في الماضي، هناك مياه جوفية، هناك حيز جغرافي لبناء المزيد من المستوطنات.
نحن نقاتل قتالاً طويلاً وهذا القتال يجب أن يأخذ كل الأشكال، وعندما دخل الإخوة إلى الداخل، قلنا ذهبوا ليشتبكوا، ليشتبكوا بالعمل السياسي، بالعمل التفاوضي، بالسلاح، بكل أشكال الاشتباك.
أحمد منصور:
تركزون في مطالبكم دائماً إلى الحكومات العربية على الدعم المادي، والدعم المادي يذهب معظمه في رواتب (رجال الأمن) حسب تصريحات مسؤولين في السلطة ميزانية السلطة الشهرية 90 مليون دولار، 55 مليون دولار منها رواتب شهرية يقدم معظمها لرجال الأمن الذين يقومون بالدرجة الأولى على أمن إسرائيل. هل تطالبون الدول العربية بأن تؤمن أمن إسرائيل من خلال تأمينها لرواتب السلطة؟!
]فاصل إعلاني[
أحمد منصور:
أبو اللطف، معظم ميزانية الدولة الفلسطينية تدفع كرواتب لرجال الأمن الذين يشكلون الأغلبية، فأنتم تطالبون الدول العربية بتأمين أمن إسرائيل بدايةً وليس تأمين الفلسطينيين.
فاروق القدومي:
القرار العربي هو لدعم الانتفاضة ولدعم الأقصى.. انتفاضة الأقصى، ولهذا فمعظم الأموال التي تأتي.. تأتي من الضرائب الفلسطينية التي يجمعها الإسرائيليون، وتأتي من المعونات التي تقدمها الدول الأوروبية، ولم تطلب السلطة الفلسطينية أن تسد الدول العربية ميزانيتها، لأن ميزانيتها كما تفضلت حوالي 52 مليون من أجل الرواتب.. رواتب هناك لدينا دائرة مثلاً من دائرة الصحة أو وزارة الصحة أو وزارة التعليم، ومئات الآلاف من الطلاب للصرف على هذه المدارس وعلى الشؤون الصحية..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
ورجال الأمن الذين يحتلون الأغلبية!
فاروق القدومي:
ورجال الأمن، مما لاشك فيه في البداية هم أيضاً رجال الأمن الذي أصبحوا حوالي 42 ألف، أعتقد أنهم في هذه المرحلة نحن بحاجة إليهم وبحاجة إلى كل مسلح.
أحمد منصور:
يعني الآن هناك نقطة مهمة تتعلق بقضية الفساد المالي، والإداري، والسياسي الموجود في السلطة الفلسطينية، والذي جعل الدول العربية تحجم عن إرسال الأموال بشكل مباشر إلى السلطة، وأودعتها لدى البنك الإسلامي للتنمية على أن يقوم هو بإقامة المشاريع التي تهم الفلسطينيين كبنية تحتية.
فاروق القدومي:
نعم.. نعم.
أحمد منصور:
قضية الفساد هذه وسبق أن قُدمت من داخل لجان داخل السلطة الفلسطينية تقارير تبين الفساد، وتصور الجميع أن يتم وضع حد للفساد لكن لم يوضع حد للفساد إلى الآن.
فاروق القدومي:
أولاً بالنسبة للسلطة الفلسطينية.
فاروق قدومي:
لا يمكن الدفاع أن هناك مظهر من مظاهر الفساد، وفي كل حكومة من حكومات العالم هناك فساد، وقد شاهدنا محاكمات عديدة في بلدان متعددة بدءاً من (الفلبين) وانتهاء بالفعل بالولايات المتحدة وغيرها. إذاً هذه المسألة هي مظهر من المظاهر، ولكن في حقيقة الأمر أن السلطة الفلسطينية الآن ليست في موقع يمكن أن يقال أن لديها الأنظمة والقوانين وغير ذلك لأن الاحتلال موجود.. الاحتلال..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
لكن الفساد مقنن لدى.. الفساد شبه مقنن، ويعني لدي تقرير لا أريد أن أقول أنه سري لأنه معلن.
فاروق قدومي:
لا.. معلش.. تفضل.
أحمد منصور:
يتحدث عن أن كل مسؤولي السلطة تقريباً لهم شركات، ومؤسسات، أو شركاء وكلها مشروعات أيضاً كبيرة، والناس الذين يقيمون في غزة والضفة يشاهدون هذه الأشياء بأم أعينهم ويتحسرون على الواقع الذين يعيشون فيه.
فاروق قدومي:
مما لا شك فيه لا ندافع عن هذا المظهر الموجود في السلطة الفلسطينية، ولكن لابد أيضاً من أخذ الاعتبار على أننا نطالب الدول العربية ليس لتقدم الأموال لهؤلاء، هؤلاء حفنة من الناس، ولكن تقدم إلى عائلات الشهداء، إلى الانتفاضة ورجال الانتفاضة، يقدموا إلى المساكن التي هدمت، لم نقل أنهم يقدموا إلى السلطة الفلسطينية. ومع ذلك فهناك أمور مبالغ فيها بالنسبة إلى الفساد، لأن حالة معينة دائماً المظاهر السلبية تأخذ انتشاراً أكثر من المظاهر الإيجابية.
أحمد منصور:
أموال منظمة التحرير واستثماراتها في الخارج الكل يتساءل عنها ويشير البعض إلى أنها كانت تعد بالمليارات، أين هي الآن لتنفق على الانتفاضة وعلى السلطة الفلسطينية؟
فاروق قدومي:
أعتقد أن المنظمة يعني وقعت تحت حصار مالي وتحت حصار سياسي بعد حرب الخليج لسنوات عدة، ولا أعتقد أن كان لديها الأموال الكافية للصرف، لأننا كنا نتولى الصرف حتى على المخيمات الفلسطينية و.. في الداخل وفي الخارج، وخلال هذه الفترة منظمة التحرير بنت سبع جامعات فلسطينية في الداخل لم تكن موجودة في حقيقة الواقع، لم يكن لديها مال، ربما يكون فقط 92 مليون..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
يعني.. هل هذا..سيدي الكل يتحدث عن مليارات وعن استثمارات في أميركا الجنوبية ومصانع هنا وهناك، حتى يعني من المعروف أن منظمة التحرير لم تكن فقيرة، الجباية كانت تجبى من كل فلسطيني في الخارج.
فاروق قدومي:
صح.
أحمد منصور:
وتُحول إلى المنظمة، وإلى اليوم يتم هذا الأمر أيضاً، فيعني الكل يتساءل عن هذه الأموال وأنتم لا تتعاملون بشفافية، ولا تعلنون حقيقة الأموال التي تملكها المنظمة.
فاروق قدومي:
أولاً لنقول بكل وضوح وصراحة على أن النفقات التي تتولاها منظمة التحرير الفلسطينية نفقات كثيرة وكانت تصرف..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
لماذا لا تعلنونها بشكل واضح حتى يطمئن الناس؟
فاروق قدومي:
تعلن هذه الأشياء وهناك حسابات موجودة في الصندوق القومي، موجودة.
أحمد منصور:
تعلن في الداخل، الناس تريد أن تعرف حقيقة هذه الأشياء، ما تملكون الآن من أموال، من مصانع، من استثمارات، من عائدات..
فاروق قدومي [مقاطعاً]:
ليس لدينا مصانع!!
أحمد منصور:
لا تعود إلى الشعب الفلسطيني في شيء.
فاروق قدومي:
هذه شائعات بالفعل أن القول أن هناك لدينا مصانع، كانت هناك (صامد) وهذا.. هذه المؤسسة من أجل تشغيل أبناء الشهداء، ولم تكن لدينا هناك الاستثمارات الذي يقال عنها، كانت هناك دولة معينة في إفريقيا تعطينا بالفعل مساحات من الأرض، وكنا نعتبرها هذه ارتباطات بيننا وبين الدول الأفريقية من أجل أن نشغل إخوتنا من الأفارقة، ومن أجل أن نربط سياسياً هذه الدول بمنظمة التحرير الفلسطينية.
أحمد منصور:
اسمح لي آخذ بعض المداخلات.
فاروق قدومي:
تفضل.
أحمد منصور:
تفضل.
دكتور جمال المنشاوي من (النمسا)، اتفضل يا دكتور.
د. جمال المنشاوي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمد منصور:
عليكم السلام ورحمة الله.
د. جمال المنشاوي:
تحياتي للأستاذ أحمد والدكتور فاروق، دكتور فاروق الحقيقة مداخلتي تتمثل في ثلاثة نقاط وبسرعة..
أحمد منصور:
بإيجاز لو سمحت.
د. جمال المنشاوي:
أول شيء هو كما قال الأستاذ أحمد أن هذه الانتفاضة.. إن السلطة.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
ممكن تخفض صوت التلفزيون عندك يا دكتور جمال؟ دكتور جمال أرجو أن تخفض صوت التليفزيون لديك، وبإيجاز لو سمحت ومباشرة.. اتفضل.
د. جمال المنشاوي:
السلطة يعني تركب هذه الموجة للحصول على امتيازات كوسيلة للضغط السياسي لكي تقدم بعض التنازلات في المفاوضات السؤال هو للدكتور فاروق إلى متى تستطيع السلطة الاستمرار في توجيه هذه الانتفاضة؟ هذا السؤال الأول.
السؤال الثاني: أو الأمر الثاني هو أن أمر التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وبين إسرائيل هو أمر يعني معيب من الناحية الأخلاقية، والناحية الوطنية، والناحية الدينية.
أيضاً سؤال للدكتور فاروق. ما هو دور أمثال الدكتور فاروق –ونحن نعلم يعني وطنيته في تصريحاته ومواقفه- ما هو دوره في وقف مثل هذه الانتهاكات؟ الثالث: وهو أنني أتعجب من تبرير الدكتور فاروق للفساد في السلطة، والذي قام به المجلس التشريعي وبعض الوطنيين، فالدول اللي تكلم عنها الدكتور فاروق عندما يتم اكتشاف الفساد فيها يتم محاكمة المسؤول أو عزله كما حدث في الفلبين، لكن الذي يحدث في السلطة هو أنه يتم تثبيت هؤلاء وتدعيمهم مما يعني يفقد الأمل في كيفية الإصلاح، وجزاكم الله خيراً.
أحمد منصور:
شكراً يا دكتور، تعليقك بسرعة معالي الوزير.
فاروق قدومي:
هو الأول..
أحمد منصور:
الأول يعني التنسيق الأمني واعتباره شيء معيب، ودورك في وقف يعني..
فاروق قدومي:
انتهاكات..
أحمد منصور:
نعم، وتبريرك للفساد، ثلاث أشياء.
فاروق قدومي:
نعم، أولاً بالنسبة إلى الأمن فهذه الاتفاقات التي عقدت مع إسرائيل، وكنا قد اعترضنا على هذا الاتفاق منذ البداية وأعلنا ذلك، وقلنا أن أعلى أشكال الإرهاب هي.. هو الاحتلال، فلماذا مثل هذه الاتفاقات؟! كنا قد اعترضنا عليها.
أما بالنسبة إلى الفساد و.. كنا أيضاً نشير باستمرار أن هناك فساد، وكان إخوة لنا في المجلس التشريعي يشيرون إلى وجود هذا الفساد، ولا بد من اقتلاعه، ولكن أن نثير هذه المشاكل الآن والانتفاضة قائمة أعتقد أنها ستكون لصالح إسرائيل.
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
هي كانت موجودة قبل الانتفاضة.
فاروق قدومي ]مستأنفاً:[
ولكن نعترف أن هناك فساداً.
أحمد منصور:
أشير لها قبل الانتفاضة، ليست وليدة بالخمسة أشهر الماضية.
فاروق قدومي:
نعم وكنا نطالب بضرورة محاسبة كل المفسدين هذا بالفعل من جانبنا، ولكن كما تعلم أن الرأي العام العالمي من أوروبا وأميركا وبعض الدول العربية تدعم حتى أوسلو، فلذلك كان قتالنا ضد أوسلو أو ضد هذا الاتجاه ضعيفاً جداً.
أحمد منصور:
هل وجودك الآن معارضاً هو من قبيل توزيع الأدوار داخل السلطة بين السلطة و..؟
فاروق قدومي:
ليس هناك توزيع أدوار، بل بالعكس وجودنا في داخل القيادة الفلسطينية والمعارضة البناءة هو الأساس في بناء –بالفعل- سلطة فلسطينية.
أحمد منصور:
أما يجعل هذا دعاة التسوية أو دعاة الوقوف ضدك أيضاً يصعدوا مواقفهم ضدك ويضعفوا موقفك في الخارج بشكل أساسي؟
فاروق قدومي:
لا.. لا يهمنا مطلقاً، بل بالعكس أن موقفنا قد قوي، وأن الدول الأوروبية بدأت تتصل بنا، وأن الدول العربية بدأت تقول إن هذه الآراء كانت صابئة.
أحمد منصور:
طلال الرماحي من الأردن، اتفضل يا طلال.
طلال الرمحي:
آلو، مساء الخير.
أحمد منصور:
اتفضل يا سيدي.
طلال الرمحي:
مساء الخير.
أحمد منصور:
مساك الله بالخير.
طلال الرمحي:
أخي أبو اللطف، أنا أعلم إنه أول خطوة قام بها أبو عمار إطلاعك على اتفاق أوسلو بصفتك رئيس الدائرة السياسية وأمين سر حركة فتح، حيث اختلى بك أبو عمار في مقر الدائرة السياسية في تونس، وقال لك بالحرف الواحد: قلت لك أن هناك قناة خلفية مع الإسرائيليين، إخواننا في أوسلو أرسلوا لنا مشروع إعلان مبادئ الإسرائيليون موافقون عليه، وبعد أن ناولك إياه أبو عمار –أي الاتفاق- بحجة أن لغته الإنجليزية على قد الحال، وأنت إنجليزيتك على أحسن حال، قرأت وبعد أن أنهيت القراءة، قلت بالحرف الواحد هذا عظيم.. هذا عظيم.. هذا عظيم وعلى بركة الله يا أبو عمار. لماذا أخيراً تراجعت عن بركة الله يا أخ فاروق؟
ثانياً: ألا تعتقد أن هناك رموزاً وقيادات فلسطينية ترهلت وتكلفت عقولها وسقطت كرموز، أليس من الأفضل لها أن تسلم الراية والبندقية للجيل الجديد من جنرالات الحجارة، وهم على عهد الله ووعد أن يلقب الأخ المجاهد ياسر عرفات بلقب الفلسطيني الأول، وستقام له التماثيل في مداخل المدن وساحتها العامة، وسيكتب على قواعدها: "عاش بطلاً شجاعاً"..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
يا أستاذ طلال لو سمحت.. لو سمحت يا أستاذ طلال.. من أين لك بهذه الرواية التي جئت بها الآن، وكانت –كما تقول- بين أبو عمار وبين أبو اللطف؟
طلال الرمحي [مستأنفاً]:
.. من أجل وطنه وشعبه وأمته.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
لازلت تخطب ولا تريد أن تجيبني شكراً لك.. اتفضل.. اتفضل معالي الوزير.
فاروق قدومي:
أولاً هذه المعلومات يا أخي طلال -حفظك الله- عارية عن الصحة، وقد ذهبت أنا والأخ أبو عمار عند المرحوم الرئيس حافظ الأسد وقال له بلسانه أن الأخ أبو اللطف يعارض أوسلو، وذهب وسأل..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
متى؟ في أي سنة هذا؟
فاروق قدومي:
في.. قبل 13 سبتمبر ألف وتسعماية.. قبل التوقيع.
أحمد منصور:
متى علمت بتفصيلات أوسلو؟
فاروق قدومي:
علمت بها عندما كنت بالفعل أنسق مع الدول العربية فوجئنا بذلك، وأعلنوا أن هناك وقدمت لنا في اللجنة المركزية..
أحمد منصور:
من الذي أطلعك عليها؟
فاروق قدومي:
اللجنة المركزية.. جاء بها الأخ أبو مازن.
أحمد منصور:
لم تطلع عليها بشكل مباشر، من السيد ياسر عرفات؟
فاروق قدومي:
لا.. لا.. لا لم أطلع عليها، ولم أعلم أن هناك مفاوضات سرية في أوسلو، ولذلك أيضاً حتى الرئيس الأسد سأل أسامة الباز، قال: أعتقد أنه لا يعلم، ولا يمكن أن أكون أعلم بهذه الاتفاقات أو بهذه المفاوضات..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
كيف تكون وزير خارجية ولا تعلم عنها يا سيدي؟!
فاروق قدومي:
هذه هي المأساة وهذا الخلاف بيني وبين إخوتي.
أحمد منصور:
هل تلعب دوراً.. ما طبيعة الدور الذي تلعبه أنت الآن في ترتيب اللقاء المزمع بين الرئيسين: بشار الأسد وياسر عرفات؟
فاروق قدومي:
نحن باستمرار بالفعل نقوم من أجل التوصل إلى تنسيق بيننا وبين سوريا، لكن أوسلو هي الخلاف.
أحمد منصور:
لكن ماذا يعني وجود هذا اللقاء، هل سيكون مجرد لقاء ودي..
فاروق قدومي:
بعد أن سقطت أوسلو فليكن … يجب أن يكون لقاء..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
أنت فقط تعتبر أوسلو سقطت.
فاروق قدومي:
نعم، سقطت.
أحمد منصور:
لكن السلطة لم.. لا تقف الآن ولا تتواجد إلا عبر أوسلو واتفاقية أوسلو.
فاروق قدومي:
ولكن العالم حتى كما قلت السيد شارون اللي هو الطرف الآخر يعتقد أن أوسلو انتهت.
أحمد منصور:
لكن السلطة ليست موجودة إلا بهذا، هل..
فاروق قدومي:
لأنها اتفاقاً انتقالي انتهى..
أحمد منصور:
ما هو.. ما هي.. أنت ستذهب غداً إلى دمشق من أجل ترتيب..
فاروق قدومي:
ليس غداً بعد غد فليكن أو بعد بعد غد.
أحمد منصور:
ما هي المحاور الأساسية التي سيدور حولها النقاش؟
فاروق قدومي:
لابد أن يكون هناك بالفعل تنسيق على أسس التي يجب علينا.. يعني يجب على الطرفين –ها- أن يتبعوها، وأعتقد أن التنسيق سيكون خماسياً أو تساعياً، لأننا لا نريد أن ننفرد نحن وسوريا في هذه المسألة.
أحمد منصور:
الدكتور محمد ضاهر من فرنسا، اتفضل يا دكتور.
د. محمد ضاهر:
السلام عليكم، آلو.
أحمد منصور:
عليكم السلام، اتفضل يا سيدي أنت على الهواء.
د. محمد ضاهر:
عاوز.. ممكن الدكتور أحمد منصور لو تسمح لي أنا فلسطيني يعني أكون شوية حر بالمناقشة مع الدكتور أبو اللطف.
فاروق قدومي:
اتبحبح.. اتبحبح.
أحمد منصور:
بلا حدود يا سيدي، بس بإيجاز أيضاً.
د. محمد ضاهر:
شكراً.. بالنسبة لموضوع الفساد يعني أقول الدكتور أبو اللطف إنه المشكلة أن الفساد موجود في أعلى السلطة من تحاكمون؟ تحاكمون أعلى السلطة؟! الفساد موجود في أعلى السلطة، فهذا لا يمكن.. لا يمكن في الحقيقة محاكمة أعلى السلطة وإلا الأمور ستنهار.
الناحية التانية أول شيء ياسر عرفات هنأ شارون بتسلمه للسلطة، ورغم إن شارون هو بتعرف بطل مجزرة صبرا وشاتيلا، فكيف يهنئ واحد جزار يعني، مفروض هذا الدول العربية الآن تنادي بتسليمه إلى المحكمة الدولية، يعني يجب كل دولة.. الدول العربية كل دولة بتزور الولايات المتحدة الأميركية، أو بريطانيا، أو أي دولة أخرى يجب هذه الدول أن تمنع زياراته.. زيارة شارون لهذه الدول، والدول العربية يجب أن تضغط على هذه الدول.
ناحية أخرى فيه سؤال هام.. أريد أن أسأله لأبو اللطف هو إنه يعني إسرائيل أظن نجحت في عام 67 أن تحول قضية فلسطين إلى مشكلة أراضي 67، يعني الضفة الغربية، جولان، سيناء، نجحت إلى حد كبير في.. في هذه.. في هذا، والسؤال المطروح إنه حول رجوع الفلسطينيين إلى.. إلى فلسطين يعني الفلسطينيين..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
أنت عمال.. يا أخ محمد، يا دكتور محمد حتى الآن… حتى الآن، دكتور محمد، حتى الآن لم تسأل سؤالاً، ولكن كلها عبارة عن رأي أنت تقوله، هل لديك سؤال محدد؟
د. محمد ضاهر:
إذا ممكن السؤال مباشرة.
أحمد منصور:
اتفضل.
د. محمد ضاهر:
الفلسطينيين 48 عندما يرجعوا إلى فلسطين يرجعوا يعني أولاً بجنسية إسرائيلية؟ هل هم سيكونوا مواطنين من الدرجة الثالثة مثل عرب 48؟ هل سيقتلون.. عندما يرجعوا.. يذهبوا إلى فلسطين سيقتلون يعني..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
شكراً لك، شكراً لك، المفاوض الأوروبي للشؤون الخارجية (كريس بتن) حذر من انهيار السلطة الفلسطينية تحت ضغط الوضع الاقتصادي، هل يمكن فعلاً أن تنهار السلطة الفلسطينية؟
فاروق قدومي:
كل شيء محتمل إذا دخل شارون إلى داخل مناطق السلطة الفلسطينية، واعتقل قيادات السلطة الفلسطينية وحاصرها، وبقي هناك ولم ينسحب، ولهذا السبب فإن أوروبا يمكن تشك في نوايا شارون..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
هل يمكن أن يقوم شارون بهذا؟ هل يمكن أن يقوم بهذا؟
فاروق قدومي:
الاحتمال وارد، لأن شارون معروف بتاريخه الأسود، بمعنى آخر أنه سيمزق السلام في المنطقة ويجر المنقطة إلى حرب جديدة.
أحمد منصور:
ما هي رؤيتك في هذا الوضع لمستقبل السلطة؟
فاروق قدومي:
أنا أعتقد أن السلطة ستبقى بالفعل تقاوم إلى أن تجد مخرجاً، وهذا المخرج هو نقطة أي إجراء مادياً أما بدء المفاوضات فهذا ليس الإجراء المطلوب، بل إقامة دولة فلسطينية بانسحاب الجيش الإسرائيلي بعد هذه الخمس سنوات أو السبع سنوات باعتراف دولي بوجود قوات دولية في المناطق المحتلة عام 67.
أحمد منصور:
عندي مشاركة رقم 84 على الإنترنت في هذا الموضوع، سعد حمد الدوسري يقول: معالي الوزير، ألا ترى أن الشارع العربي قد سئم من هذه التسوية وهذه المفاوضات، وبدأ يفقد بالفعل المصداقية في المفاوض العربي، وأن السلطة وضعت نفسها في موقع لا يمكن التراجع عنه؟ ما هو البديل من وجهة نظركم؟
فاروق قدومي:
لا شك أن هذا.. الكلام هو كلام سليم، لأن مضت سبع سنوات ولم نحقق شيئاً حقيقة، ولكن القضية الفلسطينية هي قضية عربية، سبب الانشقاق العربي وحرب الخليج مع الأسف الشديد جعل العرب في حالة من الضعف، وجعل الفلسطينيين أيضاً يائسين، ولذلك عندما دخلوا هذه التسوية دخلوها مع العرب، ولا يمكن أن يكون هناك غير الانتفاضة واستمرار الانتفاضة.
قضية فلسطين لا تحل في سنوات قليلة، لأنها هي محور الصراع العربي الإسرائيلي، وعمل الإسرائيليون أكثر من مائة سنة من أجل أن يحتلوا فلسطين، ولهذا السبب تحتاج إلى كل الجهود العربية والإسلامية.
أحمد منصور:
مشاركة رقم 83 محمود سعيد، (مهندس – فلسطيني) يقول: هل سيحدث لفلسطين كما حدث لبيروت، وأقصد هنا إخراج السلطة وعمل مجزرة كصبرا وشاتيلا، هل يمكن أن يحدث هذا؟
فاروق قدومي:
لا.. لا يمكن أن يحدث هذا..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
لماذا؟
فاروق قدومي:
لأن الشعب الفلسطيني مقيم هناك، هذا هو وطنه، أما لبنان فلم يكن ذلك وطن للفلسطينيين.
أحمد منصور:
عندي مشاركة على الفاكس من المهندس محمد الأمين علي عبد الهادي من مكتب أم القرى للهندسة والمقاولات، يقول: إذا اعترفتم أن إسرائيل لا عهد لها فلماذا السيد فاروق قدومي في اتجاه التسوية وأصدقاؤك من السلطة يقفون ممن أخذوا اتجاه المقاومة موقف العداء ويحبسونهم ويعذبونهم شأنهم في ذلك شأن اليهود؟ على ما يحدث لـ..
فاروق قدومي:
ليست هناك في سجون السلطة الآن من المساجين من الحركات المقاومة الأخرى، هناك تنسيق وهناك وحدة وطنية، الانتفاضة وحدت كل حركات المقاومة الفلسطينية في الداخل، وليس هناك من يقبع في سجون السلطة.
أحمد منصور:
الآن لا نستطيع أن نتحدث عن مستقبل السلطة الفلسطينية دون أن نتحدث عن مستقبل السيد ياسر عرفات أو (الخلافة) داخل السلطة الفلسطينية، ما هي رؤيتك لمستقبل الخلافة؟
فاروق قدومي:
أولاً: نأمل بالله –بالفعل- وندعو الله أن يطيل عمر الأخ أبو عمار، لأنه مناضل وقد بدأ وأطلق الرصاصة الأولى. هناك مؤسسات قلنا منظمة التحرير الفلسطينية لها لجنة تنفيذية، ولها مجلس وطني، ولها مجلس أيضاً مركزي، وفتح لها لجنة مركزية، ومجلس ثوري، ومؤتمر عام. هذه المؤسسات تقرر في النهاية هذه.. هذه الخلافة، لأن الأخ أبو عمار مختار أو منتخب من اللجنة التنفيذية رئيساً لها.
أحمد منصور:
نبيل ساطي من الأردن، اتفضل يا أستاذ نبيل.
نبيل ساطي:
مرحباً، آلو.. ألو.
فاروق قدومي:
أهلاً وسهلاً.
نبيل ساطي:
مرحباً.
أحمد منصور:
اتفضل يا سيدي.
نبيل ساطي:
الله يبارك فيك، مساء الخير يا أخ أبو اللطف.
فاروق قدومي:
يا ميت مرحباً فيك.
نبيل ساطي:
كيف حالك؟ الله يسلمك.
فاروق قدومي:
الله يبارك فيك.
نبيل ساطي:
الله يخليك.
نبيل ساطي:
أنت من المناضلين الشرفاء يا أخ أبو اللطف.
أحمد منصور:
سؤالك يا سيدي؟
نبيل ساطي:
الله يبارك فيك.
فاروق قدومي:
الله يبارك فيك.
أحمد منصور:
يا أخ نبيل سؤالك للوقت لو سمحت.
نبيل ساطي:
يا أخ أبو اللطف فيه عندي مشاركة هيك على موضوع الفساد، آلو، آلو.
فاروق قدومي:
نعم.. نعم، اتفضل.
نبيل ساطي:
أتمنى من سيادة الأخ أبو اللطف الذي نعتبره أساس القيادة وقيادتها الفلسطينية، أدعوك بإخلاص العمل على حل موضوع شقيقي محمد أمين أبو ساطي الذي ظلمه الطامعون أمثال الحاج مطلق وغيره من المسؤولين، وأخي كادر في أحد كوادر.. خليني أكمل.. يا أخي.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
يا أستاذ نبيل ليس هناك.. يا أخ نبيل تستطيع أن تتصل بنا بعد البرنامج لو سمحت، اتصل به بعد البرنامج للأمور الخاصة، البرنامج من أجل خدمة المشاهدين بشكل عام.
فاروق قدومي:
أخدت اسمه، أخدت اسمه.
أحمد منصور:
سعيد العامريه، من الإمارات، أخ سعيد.
سعيد العامريه:
السلام عليكم.
أحمد منصور:
عليكم السلام.
فاروق قدومي:
عليكم السلام.
أحمد منصور:
مداخلتك مباشرة يا سيدي.
سعيد العامريه:
أرجو من الأخ أبو اللطف أن يبدي رأيه فيما كتبه الأستاذ محمد حسنين هيكل حول القرار الشهير التي.. الذي اتخذه مؤتمر القمة في الرباط باعتبار منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، حيث أن هذا القرار ترتب عليه إعفاء مصر من مسؤولية تحرير قطاع غزة، وإعفاء الأردن من مسؤولية تحرير الضفة الغربية، فلماذا قبلتم في هذا القرار وحولتم القضية الفلسطينية من قضية عربية إسلامية إلى قضية قطرية، يقع تحرير.. تقع مسؤولية تحرير فلسطين على شعب مشرد وأعزل، ولا يملك شبراً واحداً ينطلق منه لتحرير فلسطين؟ وشكراً.
أحمد منصور:
سؤال هام، شكراً لك.
فاروق قدومي:
نعم، هذا القرار نعم قد اتخذ في الرباط، واتخذ معه قرار آخر أن قضية فلسطين هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، ولا يجوز لأي طرف عربي أن يتنازل عن مسئوليته فيها. إذاً فيه هناك قراران، وأنا كنت موجود في الرباط.
أحمد منصور:
من المرشحون لخلافة الرئيس عرفات؟
فاروق قدومي:
أولاً: ليس هناك مرشحون، لأن..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
لماذا؟ هل يوجد مستقبل لأي دولة لأي نظام بدون وجود ترشيح لخلافة؟!
فاروق قدومي:
عندما يكون أو.. لا سمح الله الأخ أبو عمار يصاب بشيء يمكن أن يكون هناك ترشيحات، وما دام بصحة جيدة فلماذا يكون هناك مرشحون؟!
أحمد منصور:
كل دول العالم الناس فيها بصحة جيدة.
فاروق قدومي [مقاطعاً]:
كل أعضاء اللجنة التنفيذية.
أحمد منصور [مستأنفاً]:
ولهم نواب ولهم فيه.. فيه نظام موجود، لا يوجد لديكم نظام، والكلام عن أنك أنت باعتبارك الأقدم الآن تعتبر أفضل المرشحين لخلافته.
فاروق قدومي:
أنا بأقول بالفعل أن هناك أعضاء اللجنة التنفيذية، أعضاء اللجنة المركزية جميعهم مرشحون، والأمر في يد اللجنة المركزية واللجنة التنفيذية.
أحمد منصور:
لكن ماذا.. يعني عن رجال الأمن أو رجال الأمن الوقائي، أو قادة الأمن الوقائي الذي يقال أن بعضهم مرشح لخلافة السيد عرفات.
فاروق قدومي:
هذه دعايات لأنهم من الشباب أو من الأجيال الصغيرة..
أحمد منصور:
أما تعتقد أن الإسرائيليين أيضاً يسعون لترتيب من سيخلف عرفات، باعتبار أن هذا الأمر يهمهم بالدرجة الأولى، مع من سيتعاملون مستقبلاً؟
فاروق قدومي:
إذا حافظوا على السلطة الفلسطينية هذا الأمر وارد، ولكن إذا لم يحافظوا فيكون الوبال على إسرائيل.
أحمد منصور:
عبد الله الشهري من السعودية، اتفضل يا أخ عبد الله.
عبد الله الشهري:
السلام عليكم.
أحمد منصور:
عليكم السلام ورحمة الله.
فاروق قدومي:
عليكم السلام.
عبد الله الشهري:
أخ أبو اللطف، ألا تعتقد أن تغيير ياسر عرفات في صالح القضية الفلسطينية، وهو على مدى عشرات السنين لم ينجز أي شيء للقضية الفلسطينية، غير أنه شخص غير مرغوب فيه من قبل رؤساء دول العالم كلهم وشعوبهم، شكراً.
أحمد منصور:
من هو البديل الذي تقترحه يا عبد الله؟
عبد الله الشهري:
الانتخابات الحرة.
أحمد منصور:
ذهب عبد الله.. الانتخابات الحرة لما تقوم في الدولة العربية المستقرة أولاً!! رأيك إيه معالي الوزير؟
فاروق قدومي:
انتخابات حرة، معك أنا في انتخابات حرة.
أحمد منصور:
عندي مشاركة رقم 56 على الإنترنت، مراد غالب. (محامي – فلسطيني) يقول: ألا تعتقد بأن أوسلو قد جسدت السيطرة الإسرائيلية في فلسطين بشرعية فلسطينية وإن كان ذلك لفترة زمنية معينة؟
فاروق قدومي:
نقول أن المفاوضات الفلسطينية، واعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير، ومنظمة التحرير اعتراف بإسرائيل بغض النظر عن الشروط التي تم الاعتراف فيها، أعتقد أنها جسر صغير على الأرض الفلسطينية، ولكن مع الأسف الشديد إذا لم تكن هناك حماية لهذه السلطة الفلسطينية، وعندما نقول حماية لابد أن تكون حماية شرعية وتشريعية، أي حماية دولية، فإن هذا الإنجاز سوف يختفي.
أحمد منصور:
مشاركة رقم 52 من الدكتور أسامة أبو قورة (أستاذ جامعي – أردني): لماذا اختارت السلطة الفلسطينية طريق أوسلو وتخلت عن أشقائها، ويقصد الفصائل المعارضة بالإضافة إلى حماس والجهاد، وأكثر من ذلك سوريا الشقيقة والحليفة، ولم تحذ حذوهم وحذو حزب الله؟
فاروق قدومي:
لذلك كان رأينا أننا متحفظون على أوسلو، وخالفنا إخوتنا في هذا الأمر.
أحمد منصور:
حسين.. مشاركة 46 حسين البيشى (كاتب – سعودي) يقول: جميع الدول العربية والدول النامية كانت محتلة أو مستعمرة وحصلت على استقلاها وطرد المستعمر، ومثال ذلك الجزائر. نفس المداخلة الماضية، استمرارية الكفاح المسلح.
فاروق قدومي:
في تصوري أن القضية الفلسطينية لها خصوصية تختلف عن كل القضايا العربية، ولذلك قاتل العرب في فلسطين بجويشهم التقليدية، فلسطين هي الأمن القومي، وهي المصير العربي والمستقبل العربي، من يسيطر على فلسطين يسيطر على هذه المنقطة، ولذلك زُرعت إسرائيل في هذه النقطة في سُرة المنطقة من أجل السيطرة على ثروات الأمة العربية وعلى أمنها، ولتكون إسرائيل هي لها اليد العليا بالنسبة لهذه المنطقة.
أحمد منصور:
أما تعتقد أن قيام السلطة الفلسطينية قد قتل بالفعل فكرة قيام الدولة؟
فاروق قدومي:
لا أعتقد أن ذلك قتل قيام الدولة، ولكن اختلط الأمر إلى حد كبير، وكان من الممكن بالفعل أننا لا نبالغ بأن هذه السلطة ستكون يعني سلطة تتطور إلى دولة.
أحمد منصور:
كيف وهناك اتفاق محدد بشروط محددة قبلتموه من البداية، ومعنى قبولكم لهذا أن فكرة الدولة قد ألغيت بالفعل، وأن الحديث عنها هو ضرب من ضروب الأحلام أو الأوهام؟
فاروق قدومي:
ما قلت على أن السلطة الفلسطينية -في تصوري- كنت أعتقد أنها لن تتطور بهذا الأسلوب لتكون هناك دولة، ويجب أن تكون نعلن دولة في المنفى ما دمنا قد اخترنا رئيس الدولة ووزير خارجيتها، ونكتمل.. تكتمل هذه الدولة، تقدم إلى الأمم المتحدة، تعترف بها الدول الأوروبية، وتُنقل بعد ذلك إلى.. إلى داخل الأراضي الفلسطينية.
أحمد منصور:
مشاركة رقم 153 علاء أمين المناصرة، (أستاذ جامعي – فلسطيني) يقول: ما جدوى وجود سلطة فلسطينية شكلت عبئاً كبيراً على كاهل الشعب الفلسطيني، كما أنها أتاحت المجال للمزيد بالتنكيل لهذا الشعب؟!
فاروق قدومي:
في تصوري على أنها السلطة الفلسطينية لها حسناتها ولها سيئاتها،وهي تجربة، فكثير من الناس لا يمكن أن يعرف نتائج أمر من الأمور إلا عندما يدخل في التجربة، والبعض يرى أن هناك له رؤية ربما تكون واسعة فيرى أن الأمر ربما يقود إلى كذا وكذا فعلم السياسة علم احتمالات، ومع الأسف انفرادنا في الحل كان سبباً من أسباب التي أدت إلى هذه النتائج.
أحمد منصور:
دكتور رجب السقا من قطر، اتفضل يا دكتور.
د. رجب السقا:
أمهل العرب شارون فرصة لتشكيل حكومته ومع ذلك فالوضع يزداد سواءً بالأراضي الفلسطينية، سؤالي موجه إلى السيد قدومي. هل هناك أجندة خاصة في الحقيبة الفلسطينية لقمة عمان.. لقمة عمان؟ هل هناك مطالب جديدة ستعرض على قمة عمان؟ هل ستناقش قمة عمان تفعيل العمل الدبلوماسي، وذلك بإغلاق المكاتب والسفارات الإسرائيلية ثم طرد الدبلوماسيين حتى يتم الضغط على إسرائيل لتنفيذ الوعود؟ هل ستستمر المقاطعة الاقتصادية من قِبل الهيئات والمؤسسات الحكومية حتى يفرض نوع من الحصار كما فرض على ليبيا والعراق؟ ماذا عن نتائج اجتماع وزراء الإعلام في دعم الانتفاضة الفلسطينية إعلامياً في العالم أجمع؟ شكراً جزيلاً.
أحمد منصور:
شكراً يا دكتور، نعطيه المجال للإجابة، اتفضل يا سيدي.
فاروق قدومي:
نعم، أولاً لقد اتخذ..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
ما مطالبكم تحديداً من قمة عمان..؟
فاروق قدومي:
نعم. أولاً أخذ العرب استراتيجية سميت استراتيجية السلام، وبعد ذلك أوقفوا التطبيع بعد أن كان هناك تطبيع، ثالثاً: في المؤتمر الماضي.. مؤتمر القمة أغلقت كل المكاتب بشكل مباشر.. وبدون قرارات، وقد اتخذت القرارات في هذا الشيء، بالإضافة إلى ذلك سحبت مصر سفيرها، لم ترسل الأردن سفيرها، إذاً فيه هناك تطور في العلاقات العربية الإسرائيلية، ولهذا السبب فنحن ننتظر مزيداً من مثل هذه التطورات، إحكام الحصار والمقاطعة على إسرائيل، وأيضاً استخدام المصالح العربية وبأقول البترول تخفيض الإنتاج في مرحلة من المراحل، حتى تحس أوروبا وأميركا بالخطورة على مصالحها.
أحمد منصور:
هل هناك قرارات فعلية سوف تتخذ بهذا الصدد؟
فاروق قدومي:
نعم سوف نقدم نحن مشاريع، ولا ندري إذا كانت.. الوقت بالنسبة للعرب.
أحمد منصور:
ما هو أهم المشروعات التي ستقدمونها؟
فاروق قدومي:
أولاً: هو إحكام الحصار على إسرائيل ليس فقط في المقاطعة في استخدام المصالح العربية للضغط على الدول التي تدعم إسرائيل.
أحمد منصور:
فيه آلية محددة.. من أجل ذلك؟
فاروق قدومي:
نعم.. نعم، هذا..
أحمد منصور:
باختصار.. ما هي هذه الآلية؟
فاروق قدومي:
الآلية موجودة، هذه الآلية هي الأوبك، مفروض من خلالها، وخاصة أن معظم الدول الذي في الأوبك بدأت بالفعل تكون في صالح الاستقلال بالنسبة لهذه الدول.
أحمد منصور:
مشاركة رقم 149 سلطان الضاهر يقول لك: هل تعتقد أن السلطة الفلسطينية والشعب في خندق واحد، مع العلم أن رجال السلطة قد قاموا بإرسال أولادهم وأموالهم إلى الخارج ليكونوا على أهبة الاستعداد للهروب؟
فاروق قدومي:
لا أعتقد أن السلطة ممكن.. ممكن أن يهرب بعضهم، ولكن يعني هذا الخبر مبالغ فيه.
أحمد منصور:
فعل وارد يعني؟
فاروق قدومي:
آه، طبعاً ممكن.
أحمد منصور:
متى؟ حينما يكتسح شارون إذا.. إذا.. في ذلك؟
فاروق قدومي:
ولكن لنقل مثلاً مادام الرجل الأول الأخ أبو عمار صامداً هناك، والقيادات الأساسية صامدة فيه بعض الناس ممكن..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
أليست مشكلة كبيرة أنت ترتبط قضية أمة بشخص، دائماً يقال أبو عمار.. أبو عمار، القضية الفلسطينية مختزلة في شخص أبو عمار.
فاروق قدومي:
لأن الأخ أبو عمار هو رمز حقيقةً، ولاشك لأننا لم نصل إلى تنظيم كامل ومؤسسات، إحنا دولة مؤسساتية..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
طوال ما يقرب من أربعين عاما؟!
فاروق القدومي:
نعم؟
أحمد منصور:
طوال ما يقرب من أربعين عاماً ومنظمة التحرير وحركة فتح..
فاروق القدومي:
وكنا نخوض في الماضي بالفعل بدءاً من صلاح الدين ما محمد علي، في العالم الثالث دائماً الفرد له بالفعل أهمية كبرى، وكثيراً خاصة عندما يقال: "الجندي يقاتل من أجل قائده، والقائد من أجل النصر".
أحمد منصور:
نسيم أبو السعود من الأردن، اتفضل يا سيدي.
بسيم أبو السعود:
آلو، مساء الخير أستاذ أحمد.
أحمد منصور:
اتفضل يا حبيبي اتفضل، مساء الله بالخير.
بسيم أبو السعود:
تحياتي أبو اللطف.
فاروق القدومي:
أهلاً وسهلاً.
بسيم أبو السعود:
يا سيدي العزيز، أنا بسيم أبو السعود من القدس.
أحمد منصور:
أهلاً بيك يا سيدي.
فاروق القدومي:
ميت مرحباً بيك.
بسيم أبو السعود:
يا هلا يا خوي، يا أخ أبو اللطف بدي أسألك على توقعاتكم من مؤتمر القمة.
أحمد منصور:
سؤال هام.
بسيم أبو السعود:
هل في اعتقادك سينجح.
فاروق القدومي:
ميت مرحباً بيك.
بسيم أبو السعود:
يا هلا يا خوي، يا أخ أبو اللطف بدي أسألك على توقعاتكم من مؤتمر القمة.
أحمد منصور:
سؤال هام.
بسيم أبو السعود:
هل في اعتقادك سينجح في الوقوف سد منيع ضد إسرائيل وطموحات إسرائيل في القدس، أم إنه سيكون مؤتمر قمة زي باقي مؤتمرات القمة السابقة كلام بكلام والوقت..؟
أحمد منصور [مقاطعاً]:
شكراً لك سؤال هام؟
فاروق القدومي:
ربما لا يصل إلى الطموحات التي تتمناها هذه المرة، ولكنه سيخطو خطوات متقدمة، وتكون هذه الخطوات في صالح القضية الفلسطينية والقضايا العربية، من مصالحة عربية، من امتصاص هذه الأحقاد التي خلقتها حرب الخليج، وأعتقد أن هذه خطوة أساسية، لأن فك القيود عن العراق والحصار أعتقد بموافقة عربية سيكون له أثر كبير على موازين القوى في المنطقة ولصالح القضية الفلسطينية.
أحمد منصور:
خالد المحمود من السعودية، اتفضل يا خالد.
خالد المحمود:
السلام عليكم.. السلام عليكم.
أحمد منصور:
عليكم السلام ورحمة الله.
فاروق قدومي:
وعليكم السلام.
خالد المحمود:
بأسأل سؤال: هل صحيح إنه كان هناك رغبة لبيع الغاز من قبل الفلسطينيين وذلك من غاز غزة على إسرائيل، ولكن مصر يعني باعت الغاز؟
وفيه سؤال ثاني: الفلسطينيين أيدوا احتلال العراق للكويت، وهُمّ محتلين، يعني هناك مفارقة، فودي تجاوب يا أخي.
أحمد منصور:
شكراً لك.
خالد المحمود:
شكراً.
فاروق القدومي:
ليس هناك أي محاولة لبيع الغاز إلى إسرائيل فهي منطقة.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
هي إسرائيل تسيطر على كل شيء، يعني تبيع لها إيه؟! فهي تسيطر.
فاروق القدومي:
آه.. فإسرائيل في المناطق البحرية تسيطر على هذا لأنها دولة محتلة. السؤال الآخر بالنسبة للكويت.
أحمد منصور:
عن تأييدكم لغزو العراق للكويت وأنتم دولة.. وأنتم محتلون يعني.
فاروق القدومي:
إحنا لم نؤيد ذلك، وقد رأست الجامعة العربية وأصدرت القرار الذي يُدين دخول العراق إلى الكويت، فأنا كفلسطيني أمين سر اللجنة المركزية ووزير خارجية فلسطين في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة أنا اللي أصدرت القرار، لكننا كنا نريد حلاً عربياً مثلما فعل الرئيس عبد الناصر عندما كان هناك خلاف بيننا وبين أشقائنا في الأردن، أي نريد حلاً عربياً، ولا نريد أن تعطي هذه القضية للأجنبي في مجلس الأمن.
أحمد منصور:
مشاركة رقم 138 على الإنترنت: ما موقفكم -محمود محمد محمود (مهندس فلسطيني)- ما موقفكم من الانفصال الجاري بين السلطة الفلسطينية وتنظيم فتح خلال هذه الانتفاضة، بسبب خجل السلطة من هذه الانتفاضة وجريانها وراء الحلول السلمية حتى الآن؟
فاروق القدومي:
اللي بيدري.. بيدري واللي ما بيدري بيقول "كف عسس" يعني الانتفاضة دون السلطة الفلسطينية ودون القيادة هناك لا أعتقد أنها يمكن أن تستمر، وإذا هناك من يعتقد أنه انفصال بين السلطة وبين الانتفاضة فهو مخطئ.
أحمد منصور:
كثير من المراقبين يعتبروك على وفاق مع السوريين والعراقيين أكثر من وفاقك مع السلطة الفلسطينية.
فاروق القدومي:
ربما يكون هذا الأمر يعني مبالغ به، ولكن..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
لكن في الواقع هو صحيح يعني لا تنكره؟
فاروق القدومي:
لا.. لا، طبعاً لأن الرأي يعني الاثنان مضادين لأوسلو وأنا مضاد لأوسلو، يعني أنني أرى أن أوسلو من خلال التحليل العلمي لا يمكن أن تؤدي إلى النتائج المرجوة، سوريا كذلك والعراق كذلك.
أحمد منصور:
عندي هنا مداخلات كثيرة من التي اطلعت عليها، ربما أكثر من عشرين مداخلة على الإنترنت يقولون: أما تقوم أنت بدور مزدوج أو بوجهين في أنك تعارض أوسلو وفي نفس الوقت أنت تتبنى آراء السلطة الفلسطينية وتدافع عنها وتسعى لتمثيلها هناك وهناك؟
فاروق القدومي:
في الحقيقة لا، لا نسعى لتمثيل السلطة الفلسطينية.
أحمد منصور:
أنت مثَّلت السلطة الفلسطينية في اجتماع وزراء الخارجية.
فاروق القدومي:
أبداً، وزير خارجية عن منظمة التحرير وليس عن السلطة، ولكن جزءاً من مطالب..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
لكن تبنيت مطالب السلطة.
فاروق القدومي ]مستأنفاً:[
ما دام قلنا أن المرجعية السياسية والتشريعية للسلطة الفلسطينية هي المنظمة، إذن هذا الوليد يحتاج إلى –وهو والشعب الموجود في الداخل- يحتاج إلى بعض المطالب، لكن في القضايا السياسية نحن لا نمثل السلطة الفلسطينية.
أحمد منصور:
كان من المقرر أن تُعلن الدولة في 4 مايو 99، ثم أُجلت إلى سبتمبر 2000م، ثم نوفمبر 2000م، ثم إلى أجل غير مسمى، أما يؤكد ذلك أن موضوع إعلان الدولة لعبة تدغدغون بها عواطف الشعب الفلسطيني؟
فاروق القدومي:
الدولة أعلنت في الجزائر.
أحمد منصور:
دولة وهمية.
فاروق القدومي:
هي دولة في المنفى ولكن..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
أين هي؟ دولة في المنفى وهمية.
فاروق القدومي:
ليست وهمية، الدولة التي لها سفارات.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
هناك سلطة الآن هي التي تسيطر على كل شيء.
فاروق القدومي [مستأنفاً]:
الدولة التي لها سفارات نديرها أكثر من 63 سفارة..
أحمد منصور[مقاطعاً]:
تقوم بالجباية من الفلسطينيين، يعني تقوم السفارات بعملية جباية من الناس.
فاروق القدومي:
لا.. لا، لا تجبي.. لا تجبي السفارات، لا تجبي السفارات.
أحمد منصور:
ما هو الدور الذي تمثله السفارات لدولة غير موجودة؟
فاروق القدومي:
أولاً: هذه السفارات تقوم بعمل دبلوماسي مع الدول الأخرى، عندما تأتي المؤتمرات، إذا مؤتمرات دول عدم الانحياز، المؤتمر الإسلامي، الأمم المتحدة، المؤتمرات الأخرى التي يعني تجمع إذا كانت في أوروبا أو في أفريقيا أو في.. نحن نمثل بالفعل منظمة التحرير، ونقدم كل القضايا السياسية بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
أحمد منصور:
إذاً منظمة التحرير الفلسطينية تم إلغاء كثير من البنود في ميثاقها الأساسي، وأصبحت هي مجرد شيء لا يختلف كثيراً عن السلطة الفلسطينية، وأنت تُصر على أنك تُمثل المنظمة، والمنظمة تمثل مصالح الشعب الفلسطيني وليس السلطة الفلسطينية، هذه الصورة تختلف عن الواقع كثيراً.
فاروق قدومي:
نحن لم نوافق مطلقاً على حذف ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية.
أحمد منصور:
لكن فعلياً تم التصويت عليه.
فاروق قدومي:
إذن هناك خلاف، وهذا الخلاف ما دام موجوداً حقيقة بيننا وبين من وافق على.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
مَنْ في يده القرار الآن الذين وافقوا وقاموا بالشطب وهُم الآن هم الممثلون للشعب الفلسطيني؟!
فاروق قدومي:
هم الأغلبية مما لا شك فيه، ولو أردنا بالفعل..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
أنتم الآن أصبحتم أقلية، كيف تقولون أنكم تمثلون الشعب الفلسطيني وأنتم أقلية؟
فاروق قدومي:
نمثل الشعب الفلسطيني لأن قضية اللاجئين نحن نرعاها، لأنها أهم قضية، بالإضافة..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
تنازلوا عنها وسيأخذون دون تعويضات كما يقولون.
فاروق قدومي:
لا يمكن، إن الموقف الذي اتخذه الإخوة في كامب ديفيد كان موقفاً مشرفاً ألغى كل ما يُقال أن هناك مرونة وتسامح كبير في المفاوضات الفلسطينية، الموقف الأخير هو الذي أعاد السلطة الفلسطينية إلى جادة الصواب.
أحمد منصور:
هناك معلومات صحفية مؤكدة تشير إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية قد لا يحضر القمة القادمة إذا لم تقم باتخاذ قرارات آلية بتحويل المبالغ المطلوبة للسلطة الفلسطينية، هل السيد عرفات جاد فعلاً في عدم الحضور وفق هذا الشرط..
فاروق قدومي:
لا.. لا أعتقد ذلك.
]موجز الأخبار[
أحمد منصور:
سؤالنا كان عن إمكانية أن يتغيب السيد عرفات عن القمة العربية القادمة إذا لم تُلبي مطالبه بإرسال المساعدات المطلوبة والمبالغ المطلوبة، أو وجود آليات لتوصيل المبالغ إلى السلطة الفلسطينية.
فاروق قدومي:
لا أعتقد على أن الأخ أبو عمار سيتغيب عن هذه القمة، لأنه يعرف أن هناك القرارات السياسية وهي قرارات هامة، بالإضافة إلى الدعم المالي، وليس المطلب هو الوحيد الدعم المالي، بل إن القرارات السياسية هي الأساس.
أحمد منصور:
رضوان العتيبي من الأردن، اتفضل يا أخ رضوان.
رضوان العتيبي:
السلام عليكم.
أحمد منصور:
عليكم السلام ورحمة الله.
رضوان العتيبي:
مساء الخير.. الخير أخ أبو اللطف، كيف الحال؟
فاروق قدومي:
يا مرحباً أهلاً وسهلاً، اللي يبارك فيك.
رضوان العتيبي:
مساء الخير أستاذ أحمد منصور.
أحمد منصور:
مساك الله بالخير يا سيدي، سؤالك.
رضوان العتيبي:
بدي أذكر الأستاذ أبو اللطف بموضوع كان فيه إله كلام محاضرة سنة الـ 67، أنت قُلت يا أخ أبو اللطف على إنه إذا منظمة التحرير أو حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أخذت عشرة متر من أريحا بمفاوضات أو في حرب، أو في أي شيء فهذا إنجاز عظيم، فلماذا كل هذا..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
متى كانت.. أين كانت هذه المحاضرة يا أستاذ رضوان؟
رضوان العتيبي:
في سوريا في الهامي.. الهامي.. أثناء ما كنا..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
أنت حضرتها، سمعته؟
رضوان العتيبي [مستأنفاً]:
فكان الأخ أبو اللطف كان موجه سياسي أيامها، وكنت أنا موجود بالجلسة يعني، وكان.. وتكلم هذا الكلام، فما باعرف ليش المعارضة على السلطة الفلسطينية وعلى وجودها.
أحمد منصور:
تغير الزمان والناس! نسمع رأيه فيه، شكراً لك، اتفضل يا سيدي.
فاروق قدومي:
إذا كان القول هو: إذا حررنا عشرة متر هو إنجاز، نعم، أما إذا كان العشرة متر هذه فقط أُعطيت لنا فهذا ليس إنجاز، وأرجو أن يكون –مع أني لا أذكر مثل هذا الحديث- لأننا قُلنا أولاً عندما ثارت فتح، ثارت والضفة الغربية وقطاع غزة بيدنا، وكنا نريد تحرير باقي الأراضي الفلسطينية، ولكن في الـ 67 كانت النكسة، فكان هناك شعار مرحلي رفعه المؤتمر الخرطوم "إزالة آثار العدوان" مادامت القضية الفلسطينية..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
كل الثوابت تغيرت خلال العشر سنوات الماضية.
فاروق قدومي [مستأنفاً]:
نعم، نعم.. فلذلك سرنا مع هذا..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
وكل الخُطب التي كانت تُقال تغيرت!
فاروق قدومي:
نعم، سرنا مع هذا.
أحمد منصور:
لازال يذكر شيئاً مضى عليه أكثر من 34 عاماً، لكن أنت بدلتم كل شيء!!
فاروق قدومي:
هو الحقيقة ليس أنا، التغيير هو الشيء الوحيد في هذا العالم الذي يدوم، لا يمكن أن يكون العالم ساكناً، فكل شيء يتغير.
أحمد منصور:
محمد صادق حسين في أسئلة كثيرة على الفاكس يقول: كنت أتمنى على السيد فاروق القدومي أن يستغل هذه الفرصة ليعترف صراحة -المناضل الشريف الصادق- أن مشكلة القضية الفلسطينية منذ اجتياح فتح منظمة التحرير هي أن أبو عمار قد ألغى كل ما حوله، وجعلهم طراطير وأصفار، سواءً كانوا أعضاء في اللجنة التنفيذية أو السلطة أو أعضاء وزارات.
فاروق قدومي:
هذا ليس دقيقاً في الحقيقة.
أحمد منصور:
لكن فيه شيء من الصحة.
فاروق قدومي:
دائماً الرجل الأول وخاصة في العالم الثالث له هيمنة، حتى في الدول الاشتراكية، انظر ماذا كان بالفعل (ستالين)، له بالفعل آثار كبيرة ولكن لا يمكن أن يُلغي الرجالات الآخرين. ربما يكون له الرأي الأول وهذا شيء صحيح، وفي كل الأنظمة العربية، الديمقراطية لم تكتمل في بلادنا العربية حتى نقول، ثم نحن في مرحلة حركة تحرير، نحن في مرحلة ثورة، ولا بد بالفعل أن تكون لها أنظمتها وأساليبها الخاصة.
أحمد منصور:
كل الذين يقومون بالأعمال الديكتاتورية يبررون تصرفاتهم بأشياء كثيرة جداً حتى يبقى الواقع الذي يتعاملون به مع الناس واقعاً مبرراً.
فاروق قدومي:
ولكن إذا فشلوا فإن الجماهير لا تقبل بهم.
أحمد منصور:
رمضان أبو جزر (منسِّق عام أمور الجالية الفلسطينية في بروكسل في بلجيكا) يقول لك: إن تفعيل الجاليات الفلسطينية في أوروبا وأميركا ذا أهمية خاصة.. كبرى، وأنتم أشرتم لنا بذلك عن طريق كتاب خاص في الشهر الماضي، ولكن للأسف لم تمارسوا نفوذكم أو صلاحياتكم ضد زبانية الفساد في السفارات في أوروبا الذين يحاربون تكوين رابطات وجاليات فلسطينية. وأورد كثير من الأشياء حول منع الجالية الفلسطينية من القيام بدور، وهي قامت بدور –كما يقول- داخل البرلمان البلجيكي أكبر من الدور الذي تقوم به السفارة..
فاروق قدومي:
سوف نحقق في هذا الأمر بالفعل بشكل مباشر.
أحمد منصور:
هذه الرسالة إليك، حقق فيها.
فاروق قدومي:
وشكراً له، وسوف بالفعل نجيبه في الوقت المناسب، وبأسرع وقت ممكن.
أحمد منصور:
مشاركة رقم 255 على الإنترنت مجدي حامد –مدير مصري- يقول لك: في سؤال محدد، كيف ستسمح السلطة الفلسطينية لنفسها بالتفاوض مع السفاح شارون وهو القائل لن أسلم على عرفات إلا بعد قبول شروطي؟ ولشدة الأسف السلطة متشوقة لاستكمال المفاوضات!
فاروق قدومي:
أولاً إذا كان هذا في.. يعني بالنسبة إلى السلطة هي راغبة في المفاوضات، ولكن لها شروط، هذه المفاوضات لا يمكن أن تبدأ إلا بإزالة الحصار كما يقولون، وهي تقول: لن تقف الانتفاضة كما فعل الفيتناميون، وأذكر قصة أن الفيتناميون قالوا لكيسنجر: أتسمح لنا –وهم يتفاوضون ويقاتلون، وهذا يجب أن يكون، أن تكون مسيرتنا من الآن فصاعداً- نود أن نقول لك كلمة يا سيد (هنري)، أنت أكبر كذاب في هذا العالم، دعنا نتفاوض.
أحمد منصور:
أحمد بهنسي من السعودية، اتفضل يا أحمد.
أحمد بهنسي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمد منصور:
عليكم السلام ورحمة الله.
فاروق قدومي:
يا ميت مرحبا.
أحمد بهنسي:
أشكرك يا أستاذ أحمد على.. على استفزازاتك الجميلة التي يعني تظهر كل الحقائق، ونشكر الأخ فاروق قدومي على صبره والإجابات العاقلة، ولذلك أرجو منه..
أحمد منصور:
شكراً لك.
أحمد بهنسي ]مستأنفاً:[
الإجابة العاقلة على التالي: هو قال أن لو أزيلت السلطة الفلسطينية سيكون ذلك وبال على إسرائيل، هل ذلك دليل على إن فعلاً السلطة الفلسطينية وعلى رأسها أبا عمار أو غيره هي صنيعة إسرائيل، أو على الأقل هي أفضل من يفاوض لمصلحة إسرائيل في الوقت الحاضر والسابق؟
ثانياً: لماذا الخيار الاستراتيجي لنا –كل العرب والمسلمين- هو السلام، والخيار الإسرائيلي دائماً هو الحرب؟ أظن كما قُلت الآن يا أخ فاروق على الفيتناميين وهم أضعف بمراحل من أميركا، ومع ذلك لم يقولوا تلك الكلمة إطلاقاً، فلماذا هذا الهوان الذي نحن فيه، ومن هو السبب فيه؟ نحن كشعوب أو كقيادات أم كُلنا معاً؟ آخر شيء: هو أن..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
شكراً لك، أسئلتك هامة، أسئلتك هامة، أشكرك عليها، سؤالين هامين.
فاروق قدومي:
أولاً..
أحمد منصور:
فيما يتعلق بالسلطة ولماذا الخيار الاستراتيجي دائماً هو السلام وخيارهم هو الحرب؟
]فاصل إعلاني[
أحمد منصور:
اتفضل معالي الوزير.
فاروق قدومي:
أولاً إذا قامت، أولاً السلام هو استراتيجية عربية، وقد جاء بعد حرب الخليج.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
السلام استراتيجية ليس بالانبطاح أمام إسرائيل.
فاروق قدومي:
صحيح.
أحمد منصور:
يعني السبب الرئيسي الآن الذي يدفع إسرائيل إلى أن تقوم ما تقوم به لأن العرب قالوا السلام وتركوا البندقية، ولا يمكن أن يقع خيار السلام بدون السلاح، السلاح هو الذي يحمي السلام.
فاروق قدومي:
فأنا من غزية إن غوت غويت
وإن تُرشد غزية أُرشد.
قُلت أن هذه القضية هي قضية عربية، مصر عملت اتفاق كامب ديفيد، هل تعتقد أن الثورة الفلسطينية ممكن أن تقف لوحدها أمام إسرائيل بدون دعم عربي؟ والعراق محاصر، وسوريا مهددة من تركيا، ولذلك.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
الشعب الفلسطيني في الانتفاضة الأولى بدون وجود سلطة فلسطينية هز إسرائيل من الداخل هزاً شديداً، ومع وجود سلطة ودعم للشعب الفلسطيني يستطيع أن يفعل الهوايل بداخل إسرائيل.
فاروق قدومي:
نعم، ولكن أميركا كلما قامت حرب كانت تقدم مبادرة سياسية من أجل –بالفعل- أن تُخضع العرب لهذه المبادرة، قُلت أننا قلنا نعم للمؤتمر الدولي للسلام، ولكن هذا لن يحقق شيئاً، بل للحفاظ على الذات ولدرء الشر، ولهذا السبب فإن أميركا بدءاً من (روجرز)، إلى (ريجان)، إلى (بوش) هي تقدم هذه المبادرات، تغتنم هذه الفرصة لتفرض على العرب التسليم..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
سؤاله الآخر الهام..
فاروق قدومي ]مستأنفاً:[
ولكنها ستفشل في ذلك.
أحمد منصور:
سؤاله الآخر الهام: هل تعتقد أن السلطة هي أفضل خيار للإسرائيليين الآن لتحقيق مآربهم؟
فاروق قدومي:
الحقيقة أن السلطة هي فكرة يعني نشأت وهي من بنات أوسلو ولا يعنى بذلك..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
يعني فكرة إسرائيلية؟
فاروق قدومي:
آه؟
أحمد منصور:
فكرة إسرائيلية؟
فاروق قدومي:
فكرة إسرائيلية طبعاً.
أحمد منصور:
السلطة الفلسطينية فكرة إسرائيلية؟!
فاروق قدومي:
فكرة نعم، لأنهم يريدون سلطة هناك.
أحمد منصور:
وأنتم نفذتم هذه الفكرة.
فاروق قدومي:
ولهذا السبب ليست.. لن تكون هذه السلطة تتطور وتنمو لتصبح دولة.
أحمد منصور:
زهوه المصري من السويد، اتفضلي يا زهوه.
زهوه المصري:
.. أحمد منصور ومساء الخير للأخ المناضل فاروق القدومي.
أحمد منصور:
أهلاً بك يا زهوه تفضلي.
فاروق قدومي:
أهلاً وسهلاً.
زهوه المصري:
وأنا كفلسطينية مقيمة في السويد بأعتز بل بأفتخر بالتحدث إلى الأخ المناضل فاروق القدومي.
فاروق قدومي:
أهلاً وسهلاً.
أحمد منصور:
سؤالك يا زهوه.
زهوه المصري:
سبق وأن طُرحت فكرة تسوية قد ترضي جميع الأطراف وهي إمكانية عمل اتحاد كونفدرالي مع الأردن كحل سلمي، ما رأي الأخ المناضل فاروق القدومي في هذا الحل؟ وهل هو الحل المناسب لشعبنا وقضيتنا إن حدث وطرح على طاولة المفاوضات؟ وشكراً جزيلاً لكم، مع السلام.
أحمد منصور:
شكراً يا زهره، اتفضل يا سيدي.
فاروق قدومي:
لا يمكن أن يُطرح هذا الحل الذي هو قرار من المجلس الوطني اتخذه المجلس الوطني أن مستقبل العلاقات مع أشقائنا في الأردن على أساس فيدرالي بين دولتين مستقلتين، إذا لم تستقل فلسطين فلن يكون هناك حل فيدرالي.
أحمد منصور:
لكن الحل الفيدرالي الآن هناك تخطيط ومعلومات أكيدة تفيد أنه يخطط له وسيصبح واقعاً عَمّا قريب.
فاروق قدومي:
هناك ليس كل ما يُخطط له الأميركيون أو الإسرائيليون سينجح.
أحمد منصور:
لكن أنت لا تنكر أن وجود تخطيط لهذا الحل الفيدرالي؟
فاروق قدومي:
نعم هناك، وإسرائيل محتارة، بل هناك أيضاً فكرة (البنالوكس) أن تكون كبلجيكا، الضفة الغربية هي أرض أمنية بين الأردن وبين إسرائيل.
أحمد منصور:
وغزة مع مصر.
فاروق قدومي:
وغزة مع مصر، نعم.
أحمد منصور:
وهذا ممكن أن يتحقق.
فاروق قدومي:
كل شيء ممكن، ولكن الشعب الفلسطيني مصر أن تكون له دولة فلسطينية.
أحمد منصور:
جبر عبد الشلبي، مشاركة رقم 267 على الإنترنت –فلسطيني- يقول لك: ما هو موقفك من إيواء دمشق (لإيلي حبيقة) والكل يعرف دوره في صبرا وشتيلا؟
فاروق قدومي:
لعنة الله على إيلي حبيقة، ونقول: إن إيلي حبيقة هو السبب في مجازر صبرا وشاتيلا.
أحمد منصور:
يعني ما.. لم تبد موقفك من إيواء سوريا له!
فاروق قدومي:
نعم، هذا في شأن سوري، ولكن بالنسبة لنا نحن نعرف، وقد فضح (كوبرا) إيلي حبيقة.
أحمد منصور:
يوسف مناصره من فلسطين، اتفضل يا يوسف.
يوسف مناصره:
السلام عليكم.
أحمد منصور:
عليكم السلام.
فاروق قدومي:
وعليكم السلام.
يوسف مناصره:
السلام عليكم.
فاروق قدومي:
عليكم السلام.
أحمد منصور:
عليكم السلام، سؤالك يا يوسف.
يوسف مناصره:
الله يعطيك العافية يا أخ فاروق والأخ أحمد منصور مساء الخير.
فاروق قدومي:
يا مرحب.
أحمد منصور:
حياك الله يا سيدي، مساك الله بالخير.
يوسف مناصره:
نجاح فيه عندي مداخلة.. نجاح أي مقاومة يعتمد على سلامة البناء الداخلي في أي نظام في العالم، نظام السلطة الموجود أول ما وقع في أوسلو و.. مش أول، أو من بنود اتفاقيات أوسلو وقَّع على عدم مساءلة العملاء اللي موجودين أو السابقين اللي كانوا لإسرائيل، هادولا العملاء متواجدين في كل ركن وزادوا، في وجود السلطة زادوا لأنه صارت إلهم حماية، كانت فيه الانتفاضة السابقة كانوا مطاردين من المناضلين الفلسطينيين، والآن موجودين في كل ركن من أركان فلسطين، وهادولا يعملوا لصالح إسرائيل بطريقة يعني مدمرة للشعب الفلسطيني كله. والنقطة الثانية: الفساد المادي..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
السؤال إذن يا يوسف..
يوسف مناصره [مستأنفاً]:
الفساد المادي الموجود ليست كما أنت بسَّطه إنه موجود في كل دولة في العالم يوجد فيها، الفساد الموجود عندنا من.. يعني في 90% من المؤسسات أو من الأنظمة الموجودة في السلطة موجود الفساد المادي بشكل مستشري جداً، يعني نشكر الدول العربية اللي ما بعتت أيش مصاري، ونشكر الدول العربية اللي بعثت.. تحدثت عن إنه يصل للناس اللي لازم إلهم المصاري أو لازم إلهم المادة، ولكن..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
يعني أنت تؤيد يا يوسف عدم إرسال الأموال إلى السلطة الفلسطينية وأن يتم إرسالها بشكل مباشر إلى الشعب الفلسطيني المتضرر؟
يوسف مناصره:
نعم، يجب إرسالها للشعب الفلسطيني المتضرر وليس إرسالها إلى الأجهزة زي ما حكى الأستاذ فاروق، بأنه فيه..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
شكراً يا يوسف.
يوسف مناصرة ]مستأنفاً:[
فيه.. مش إشي بسيط، فيه إشي كبير موجود داخل السلطة الفلسطينية من ناحية الفساد المادي و..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
نعم، شكراً لك، تعليقك معالي الوزير.
فاروق قدومي:
نعم، لقد قلنا على أن.. لوزراء المالية أنتم.. إذا شئتم تستطيعون أن تقدموا هذه الأموال مباشرة، ولكن أخبرونا لمن تُقدم، حتى لا تقدم أموال مرتين واقترحنا عليهم من أجل الشفافية والمساءلة أن تكون هناك هيئة مشرفة وستقدم السلطة كل الفواتير اللازمة.
ولكن هل هناك طريق أخرى في هذه الظروف غير طريق هذه السلطة من أجل أن تصل هذه الأموال إلى مستحقيها، إذا كانوا من أبناء الشهداء وعائلاتهم، إلى الذين تضرروا، إلى المقاتلين والمجاهدين هناك؟ إذا وجدتم أي طريقة فلتكن، ونحن معهم في ذلك، دون أن نقول ما هي الأسباب، حتى يطمئنوا إلى أن هذه الأموال تصل إلى مستحقيها.
أحمد منصور:
مشاركة رقم 314 على الإنترنت بشير محمد ناصر (موظف – فلسطيني) يقول: هل فضلت البقاء في الخارج؟ هل بقاؤك في الخارج هو خطوة أولى لبناء قيادة بديلة للقيادة في الداخل؟
فاروق قدومي:
نحن رديف للتجربة التي على الأرض إذا فشلت، ولا شك أن هناك مهمات لنا، المهمات الأساسية كما قُلت هي رعاية اللاجئين، رعاية الشعب الفلسطيني حتى لا يظن على أن أوسلو هي نهاية المطاف وأن اللاجئين لن يعودوا إلى ديارهم. إذن حتى النازحين لنقول لهم: أننا لن نعود إلا إذا عُدتم.
أحمد منصور:
عبد الرؤوف من (الدانمارك)، اتفضل بإيجاز لم يعد لدي وقت.
عبد الرؤوف أبو خريبه:
مساء الخير.
أحمد منصور:
مساك الله بالخير يا سيدي.
فاروق قدومي:
مساء الخير.
عبد الرؤوف أبو خريبه:
أخ أبو اللطف تحية وبعد.
فاروق قدومي:
أهلاً وسهلاً.
عبد الرؤوف أبو خريبه:
سؤالي ما هو مصير التنظيم بعد أن أثبتت أحداث الأرض المحتلة إنه لا بديل عن التنظيم وكما..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
تقصد تنظيم فتح؟
عبد الرؤوف أبو خريبه:
نعم، وكما تعلم إنه الكوادر حتى..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
شكراً لك، اتفضل.
فاروق قدومي:
نعم، من خلال العمل يقوى التنظيم، ولكن إذا عمل في الفزاع سوف يتفسخ، ولذلك عندما بدأ العمل وبدأ المقاومة فأصبح التنظيم هو الأساس، وبدونه لن تستطيع السلطة أن تسير في اتجاه تحقيق الإنجازات للثورة الفلسطينية.
أحمد منصور:
هل تعتبر عملية السلام قد انتهت؟
فاروق قدومي:
أعتقد على أن التسوية السياسية على أساس أوسلو قد فشلت.
أحمد منصور:
ما هو البديل إذن؟
فاروق قدومي:
البديل لابد من خطوة مادية، وليس بدء المفاوضات بعد عشر سنوات من هذه المفاوضات الفاشلة والعقيمة، الخطوة الأساسية المادية هي بناء دولة ويجب أن تعترف أوروبا وأميركا..
أحمد منصور ]مقاطعاً:[
دولة في الهواء يا سيدي؟!
فاروق قدومي:
لا على الأرض الفلسطينية، وانسحاب إسرائيل..
أحمد منصور:
أي أرض وأنتم لا تملكون أي سُلطة عليها، إسرائيل تغلقها وتفتحها كيفما تشاء أرضاً وجواً وبحراً؟
فاروق قدومي:
إذن ليست هناك مفاوضات، وتستمر الانتفاضة، وهذه حرب استنزاف لا تستطيع إسرائيل أن تصمد فيها.
أحمد منصور:
ما هي رؤيتك –في الختام- لمستقبل الصراع العربي الإسرائيلي؟
فاروق قدومي:
لا بد في نهاية الأمر من إقامة دولة فلسطينية كشيء مرحلي، وأعتقد جازماً أن الفروق بين العرب وإسرائيل بدأت تضيق، وخاصة بالنسبة إلى أسلحة الردع التي تمتلكها إسرائيل، لنضف إلى ذلك أن هذا الحافز الأيدلوجي بدأ يضعف في إسرائيل، وبدأ المجتمع الإسرائيلي في حالة إرباك بعد أن توفى أو مات وانتهى.. انتهت الرجالات الأولى، والروائد –إن صح التعبير- الذين خلقوا إسرائيل، ولهذا السبب كثرت الخلافات والإرباك داخل إسرائيل، بل بالعكس إن المجتمع العربي قد استفاد من حرب الخليج وبدأ بالفعل يتضامن، لأن حرب الخليج ابتزتنا سياسياً ومالياً.
أحمد منصور:
أشكرك شكراً جزيلاً.
فاروق قدومي:
العفو.
أحمد منصور:
معالي وزير خارجية دولة فلسطين السيد فاروق القدومي.
فاروق قدومي:
شكراً لكم.
أحمد منصور:
وقد تحملتني طول الساعتين الماضيتين.
فاروق قدومي:
لا، شكراً لك، ونحن دائماً سعيدين كل السعادة بأن نكون معكم من أجل أن نقدم للجماهير ما تريد بكل صراحة ووضوح.
أحمد منصور:
شكراً جزيلاً، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حُسن متابعتكم، في الختام أنقل لكم تحية فريقي البرنامج من القاهرة والدوحة، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من القاهرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.