بلا حدود

السياسة التركية تجاه المخطط الأميركي الجديد للمنطقة

الأهداف الحقيقية للمبادرة التركية لجمع الدول العربية، مدى إمكانية بناء تحالف إقليمي جديد لدول المنطقة، الضغوط الأميركية على تركيا والدول العربية، وأثر الحرب المرتقبة على العراق في سياسة هذه الدول ومصالحها ومستقبلها.

مقدم الحلقة:

أحمد منصـور

ضيف الحلقة:

البروفيسور/ أحمد داود أوغلو: كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي

تاريخ الحلقة:

29/01/2003

– الحكومة التركية وانتقادات اجتماع إسطنبول
– إستراتيجية تركيا المستقبلية تجاه سوريا والعراق

– علاقات تركيا مع أميركا وإسرائيل وتأثيرها في علاقاتها العربية

– مدى إمكانية منع الحرب في العراق وأثرها في تركيا إذا وقعت

– طبيعة الموقف التركي من الأزمة العراقية


undefinedأحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة من العاصمة التركية أنقرة، وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود).

انقلاب سياسي ذلك الذي وقع في تركيا في الثالث من نوفمبر الماضي، حيث أطاح الشعب التركي من خلال الانتخابات البرلمانية بكل الرموز السياسية القديمة وصوَّت لصالح حزب (العدالة والتنمية) الذي حصل على 363 مقعداً، أي ما يقرب من ثلثي مقاعد البرلمان التركي، مما ساعده على الانفراد بتشكيل الحكومة التي سرعان ما وجدت نفسها أمام إرث سياسي ثقيل، وأمام أزمة كبرى تتمثل في ضغوط الولايات المتحدة الأميركية على حليفتها تركيا، من أجل توجيه ضربة عسكرية إلى الجارة الجنوبية لتركيا، العراق، وبالتالي فقد وجدت حكومة العدالة والتنمية التي يرأسها (عبد الله غول) نفسها أمام اختيار ضخم لا يتعلق بمطالب ومشاكل داخلية فحسب، وإنما يتعلق بأمن تركيا وحاضرها ومستقبلها وعمقها الاستراتيجي وعلاقاتها الإقليمية.

تساؤلات عديدة حول هذا الموضوع أطرحها في حلقة اليوم على البروفيسور أحمد داوود أوغلو (كبير المستشارين لرئيس الوزراء التركي، وأحد أبرز صانعي سياسة تركيا الخارجية في هذه المرحلة).

وُلد أحمد داوود أوغلو في محافظة (قونيا) عام 1959، تخرج من قسم العلوم السياسية من جامعة (البوسفور) في اسطنبول عام 1984، حصل عام 85 على الماجستير في الإدارة، ثم على درجة الدكتوراه في العلوم الدولية عام… في العلاقات الدولية عام 1990، عمل أستاذاً في الجامعة الإسلامية في ماليزيا، ثم رئيساً لقسم العلوم السياسية بها إلى العام 1996، ومنذ العام 96 وهو يحاضر في عدة جامعات تركية، منها: جامعة (مرمرة) وجامعة (بيكاند)، كما يحاضر في معاهد عديدة، وله عضوية في الكثير من المعاهد السياسية الدولية، صدر له عدة كتب من أهمها: "العمق والاستراتيجية" والذي يتحدث فيه عن رؤية استراتيجية لوضع تركيا وعلاقاتها الإقليمية والدولية وكذلك كتاب "الأزمة العالمية" الذي تُرجم إلى عشر لغات، ويتحدث فيه عن وضع العالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، يتقن إلى جوار التركية الألمانية والإنجليزية وشيء من العربية ولمشاهدينا.. ويعمل الآن كبيراً للمستشارين لرئيس الوزراء التركي، وسفيراً فوق العادة.

إعلان

ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا على هاتفنا في الدوحة، أو عبر موقعنا على شبكة الإنترنت:

www.aljazeera.net

أو عبر الفاكس هنا في أنقرة الذي سيظهر على الشاشة بعد قليل.

[فاصل إعلاني]


الحكومة التركية وانتقادات اجتماع إسطنبول

أحمد منصور: بروفيسور داوود أوغلو، مرحباً بك.

أحمد داوود أوغلو: مرحباً.

أحمد منصور: أشكرك على المشاركة معنا (بلا حدود).

انتقادات كثيرة وُجهت إلى تركيا حول المؤتمر السداسي الذي عُقد في اسطنبول يوم الخميس الماضي لاسيما بعد البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر، والذي وصفه كثير من المراقبين بأنه هزيل، ما ردك على هذا؟

أحمد داوود أوغلو: أولاً -وقبل كل شيء- أود أن أعرب عن شكري وتقديري وبالنيابة عن الشعب التركي لكل (الجزيرة) ومشاهديها، وعلينا أن نتذكر إننا في اللقاء الذي عُقد في اسطنبول كان جيداً، لأنه ليس عبارة عن اجتماع خطوة واحدة فقط، بل في الحقيقة عندما ننظر إلى الشرق الأوسط الآن وصورته الشرق الأوسط عادة ما يوصف بأنه مكان فيه صراعات ونزاعات وأزمات ولكن -للأسف- هذه النظرة إلى الشرق الأوسط تجعله مكاناً لا يكون عادة مقروناً بحل المشكلات، ولكن ما حاولناه هو خلق صورة جديدة منذ البداية للشرق الأوسط، أساسها هو إيجاد آليات لحل المشكلات والأزمات، فعندما نرى إلى الأزمة الحالية كانت هناك أزمة تواجهنا، إما أن ننتظر أو نتصرف حيالها، والتصرف حيالها يعني العمل من أجل السلام، وبدلاً من الانتظار قررت الحكومة التركية أن تتصرف بحثاً وسعياً من أجل حل سلمي، ومنذ البدء حاولنا أن نركز على قضية إن هذه ليست خطوة واحدة، بل عملية مستمرة، وأعتقد إنه من الواضح أن الحرب هي عبارة عن عملية وإيجاد حل سلمي سيكون عبارة عن عملية مستمرة أيضاً، وفي الإعلان النهائي أوضحنا إن هذه العملية وهذه.. والدول الإقليمية سوف تساهم في ذلك بحثاً عن حل سلمي، ولا أعتبر أن الإعلان كونه هزيلاً أو ضعيفاً، لأنه أولاً حتى مع لقاء مثل هذا، ومن أجل حل مشكلة في المنطقة، هو يعتبر المثال الأول من نوعه، فقد واجهنا عدة مشكلات، ولكن للأسف الدول الإقليمية لم تستطع الاجتماع لبحث هذه المشكلات، ولتحاول البحث عن مشكلة، هذه هي المرة الأولى.

إذن هي نقطة تحوُّل تاريخية من وجهة نظرنا، وتعني أن القوى الرئيسية في المنطقة اجتمعت والتقت، لتتخذ موقفاً مشتركاً بحثاً عن حل، وأيضاً حاولت إظهار إرادة جمعية أو جماعية، هذه بحد ذاتها مهمة، والكلام يجب أن لا يتوقف بل يجب أن يستمر، فهذه مجرد الخطوة الأولى وليست الخطوة الوحيدة.

أحمد منصور[مقاطعاً]: لكن.. اسمح لي هنا، لم يُعقد المؤتمر على مستوى القمة، وأُعلن أنه سيكون مؤتمر قمة، ثانياً: لم يُقرر موعد لاجتماع قادم، هل تسعون فعلاً لعمل تحالف إقليمي في المنطقة؟

أحمد داوود أوغلو: نعم، أعتقد ثانية ومنذ البداية،لم نعلن إنه سيكون.. إن الاجتماع سيكون على مستوى القمة، بل قلنا سيُعقد اجتماع فقط، والدعوة التركية كانت إلى نظرائنا لعقد هذا الاجتماع، مستواه لم يُبحث، وبالطبع عليكم أن تروا خلفية هذا الاجتماع وهذا اللقاء، فرئيس وزرائنا السيد عبد الله غول زار العواصم المعنية فماذا كان الهدف من الزيارة؟ الهدف كان:

إعلان

أولاً: عقد محادثات ومشاورات وجهاً لوجه لفهم مواقف الآخرين ولو اقتصرت على معرفة موقفك فقط وكانت هناك شكوك وغيرها ستتكون، ولكن بإجراء مشاورات وجهاً لوجه، ستحل هذه الأمور والكثير منها، هذا المفهوم الأول.

النتيجة الثانية المهمة: خلال زياراتنا أدركنا أن هناك مخاوف مشتركة في.. لدى هذه الدول الإقليمية المعنية، كل هذه الدول تقف ضد مسألة.. ليس ضد مسألة تدمير أسلحة الدمار الشامل في المنطقة، بل هي قلقة من النتائج والتداعيات التي ستترتب على الحرب، وعليه فكل هذه البلدان اتفق.. اتفقت على أنه ربما هناك بديل يتمثل بالحالة السلمية..

أحمد منصور[مقاطعاً]: ما مدى تجاوب.. ما مدى تجاوب الدول العربية معكم و(باتريك سيل) الكاتب البريطاني.. البريطاني، قال في مقال نشرته "الحياة": "إن مخاوف العرب وترددهم والتنافس بينهم، حال دون عقد القمة، وأدى إلى أن يخرج البيان ربما هزيلاً بالشكل الذي خرج به"؟

أحمد داوود أوغلو: لا.. لا أعتقد أن البيان النهائي كان ضعيفاً، لأن أولاً: وبعد أن أوضحت..

أحمد منصور[مقاطعاً]: العرب تجاوبوا معكم؟ أنت.. يعني أنت.. أنت شاركت مع رئيس الوزراء في الجولة في كتابك "العمق والاستراتيجية" ربما هذا محور أساسي هو بناء تحالف إقليمي في المنطقة تدعو له، هل العرب تجاوبوا معكم بسهولة، أم هناك مخاوف، ينظرون إليكم على أن تركيا هي الأستانة القديمة، الباب العالي تريد أن تهيمن مرة أخرى، دولة الخلافة القديمة؟ هل العرب تجاوبوا معكم بخوف أم تجاوبوا معكم…؟

أحمد داوود أوغلو: لا، نحن سعداء جداً بالردود العربية أولاً في زياراتنا كانت هناك ضيافة عظيمة ومشاورات ودية، ولم يكن هناك أي تردد خلال الاجتماعات على الإطلاق، بل كانت الاجتماعات..

أحمد منصور[مقاطعاً]: المهم النتائج..

أحمد داوود أوغلو: نعم، المهم هو النتائج، وبإمكاننا أن نرى النتائج في البيان الختامي، كانت هناك مواقف أُعلنت وعلينا أن نتذكر أولاً: أن.. كان هناك دعوة جماعية إلى العراق للتعاون مع الأمم المتحدة وآليات العمل لديها، وأيضاً هناك أربع خطوات أشير لها، وأرجوكم أن لا تنسوا إن هذه الخطوات قد تم تكرارها لاحقاً، كما وردت في تقارير (بليكس) والآخرين، وبعد دعوتنا كانت هناك أسلوب أكثر إيجابية، وأيضاً دعونا الأمم المتحدة، لتقوم بأعمالها بشكل كامل وشامل، فنحن أيضاً أعلنَّا أننا لدينا الثقة بالأمم المتحدة، ونحن نقبل الأمم المتحدة كطرف بدلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا مثلاً كدول.

والبُعد الثالث: إننا لم نتوقف عند هذا الحد، بل أوضحنا في البيان الختامي أن هذه العملية سوف تستمر بحثاً عن حل سلمي، حتى لقضايا إقليمية أخرى، والعملية ستكون مستمرة وأنا واثق إنه على مدى الأيام القليلة.. والأسابيع القليلة القادمة المشاورات سوف تستمر، وبناء على التقرير الأخير حول تقرير التنمية، وأرجو أن لا تنسوا حقيقة أخرى: إنه حتى هذه المبادرة السلمية التي أطلقتها حكومتنا ورئيس وزرائنا والاستجابة الطيبة من قبل الجيران كان الجو العام السائد في كل مكان، إنه حول متى ستقع الحرب، ولكن بعد مبادرتنا الجو العام بدأ يتغير نوعاً ما، وأنه يمكن هناك أن يكون حل..

أحمد منصور[مقاطعاً]: لم تتكلموا.. لم تتكلموا في البيان عن الولايات المتحدة، وهي طرف رئيسي، من المعلوم أن الدول العربية عليها ضغوط من الولايات المتحدة وسياساتها ليست مستقلة أنتم كذلك في تركيا حلفاء للولايات المتحدة وسياستكم أيضاً عليها ضغوط، هل الولايات المتحدة تركتكم تقومون بهذا من أجل التغطية على ضرب العراق، وأنتم كأتراك تبرؤون ساحتكم؟ ما الذي حدث من ضغوط عليكم تحديداً؟

أحمد داوود أوغلو: بالطبع كقوة إقليمية، تركيا والقوى الإقليمية الأخرى لا.. ليست لها سياسة ذات بُعد واحد.. سياسة خارجية ذات بُعد واحد، فلا يمكن ذلك، فنحن لدينا علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة منذ حقبة الحرب الباردة، وهذه مستمرة نعم، ولكن -في نفس الوقت- نحن بلد إقليمي لدينا مسؤوليات إقليمية، وهذه المنطقة عانت الكثير بسبب الحروب في العقدين الأخيرين، وكقادة لهذه.. في هذه المنطقة، علينا أن نبحث كيف يمكن إيجاد إطار وسياق من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة على النطاق الإقليمي، هذه بلدان مستقلة وتحاول توفير بدائل، ولكن علينا أن ننتقد أنفسنا، هل حاولنا فعلاً وقمنا بمحاولات من أجل حل مشكلاتنا؟ هل حاول الآخر.. هل منعنا الآخرون؟ أصلاً.. وعادة لا توجد هناك مبادرات من جانبنا، علينا أن نقوم بأعباء مسؤوليتنا أولاً، ومن ثَمَّ القوى الدولية ربما يكون دورها مهم..

إعلان

أحمد منصور[مقاطعاً]: لماذا تسعون…؟

أحمد داوود أوغلو [مستأنفاً]: بل علينا يجب ألا نتبع أسلوب القدر والجبر، بل ندع الآخرين يملون علينا، لا .. نحن في منطقتنا وعلينا أن نتشاور فيما بيننا ونبحث البدائل، ونجد حلولاً من أجل شعوبنا، هذه مصائر ومستقبل شعوبنا، ومن.. وبناء على ذلك أنا لا أرى هذه العلاقات تتناقض وتتصارع فيما بينها، وفي كل الاجتماعات تقريباً أعلنَّا عن أن دور تركيا في السلام العالمي موجود، ولكن أيضاً موجود في السلام الإقليمي والاستقرار الإقليمي، وعلينا أن نحاول أن نسعى من أجل السلام الكوني العالمي ضد أية محاولة ضد.. لزعزعة هذا السلام، ولكن في نفس الوقت يجب ألا ندخل في صراع يؤثر على الاستقرار في المنطقة، ويجب أن نوجد آليات معينة، ومن هذا المنطلق هذه.. هذا اللقاء كان نقطة تحول من الناحية والمنظور الإقليمي، فكلنا اجتمعنا لبحث هذه المشكلة، وأنا واثق من أنها سوف تستمر، فعلينا أن نستمر في التشاور وأيضاً التباحث في كل خطوة، وماذا سيكون مستقبل المنطقة..

أحمد منصور[مقاطعاً]: كأني.. كأني أفهم.. كأني أفهم منك الآن أن الحكومة التركية الحالية تنهج نهجاً جديداً تجاه العالم العربي، لماذا هذا النهج تجاه العالم العربي الآن؟ أنتم كتركيا تشتركون في علاقات جوار مع دولتين عربيتين، هما: سوريا والعراق ولكم مع كلا الدولتين مشاكل، تحديداً في ظل.. ما هي استراتيجيتكم المستقبلية تجاه سوريا تحديداً في ظل التوتر الحدودي، الصراع على المياه الذي ينشب بين فترة وأخرى؟

[موجز الأخبار]


إستراتيجية تركيا المستقبلية تجاه سوريا والعراق

أحمد منصور: كان سؤالي لك عن الدوافع الحقيقية لتركيا في التوجه للدول العربية، وكونكم تشتركون مع سوريا والعراق في حدود جغرافية هناك مشكلات بينكم وبين هاتين الدولتين، سوريا تحديداً: ما هي استراتيجيتكم المستقبلية تجاهها في ظل التوتر الحدودي، وفي ظل الصراع على المياه؟

أحمد داوود أوغلو: أهلاً بكم.

أحمد منصور: شكراً لك..

أحمد داوود أوغلو: أعتقد أولاً أن علينا أن نفهم أن مسألة العلاقات الدولية كيف تعمل، في مرحلة ما بعد الحرب الباردة بعض المشكلات التي ذكرتموها بين تركيا وسوريا والعراق تعود إلى فترة الحرب الباردة وهناك صفتين لهذه:

أولها: ثنائية القطبية، فهذا يعني إنك إما أنت مع القطب الغربي أو القطب الاشتراكي الشرقي، وتركيا وسوريا اتبعت خيارات مختلفة، فتركيا كانت عضواً في الناتو، وسوريا كانت أقرب إلى الاتحاد السوفيتي، وهذا بالطبع خلق توتراً، بسبب الخلاف بين القطبين.

الصفة الثانية: كانت هناك صراعات سياسية خاصة بالشرق الأوسط، بسبب الشرق الأوسط، مثل العلاقات القوقازية والبلقان والشرق الأوسط كانت منفصلة انفصالاً تاماً بين القوقاز والشرق الأوسط مثلاً، لكن لو أخذت البعد الجغرافي، فهناك.. هناك استمرارية من القوقاز إلى الشرق الأوسط أو من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا أو إلى البلقان والشرق المتوسط بعد انتهاء الحرب الباردة الثنائية القطبية انتهت، فلم تكن هناك حاجة أن تنضم إلى هذا الطرف أم لا.

ثانياً: هناك الآن علاقات ما بين الدول الإقليمية، مثلاً: القوقاز والشرق الأوسط لها علاقات مرتبطة، أواسط آسيا الصغرى وآسيا الوسطى مرتبطة أيضاً في علاقات، علاقات تركيا وسوريا في ذلك الوقت كانت جزءً منها شرق أوسطية، والثاني له علاقة بالقطبية الثنائية، الآن لدينا أسلوب جديد، وعلينا أن نطور هذا الأسلوب، ليس باتجاه سوريا فقط بل هناك حاجة إلى توازي جديد للعلاقات التركية العربية، وقد رأيت هناك انطباعين مثلاً ما يخص في غرب آسيا والشرق الأوسط هناك استمرارية استراتيجية صفات مشتركة من القوقاز إلى الخليج مثلاً، من القوقاز إلى الشرق المتوسط، ومن جانب آخر من القوقاز إلى أوروبا عبر سوريا وتركيا.

إذن نحن نعيش في منطقة متداخلة، ولا نستطيع الفصل بين مكونات هذه المنطقة، المحتوى الجغرافي أو السياق الجغرافي سوف يعني .. لو فعلنا ذلك، فعملية الفصل ستضر بالمصالح التركية أو السورية، فعلينا أن نغير أسلوبنا ونغير مواقفنا، ونرى أن مرحلة ما بعد الحرب الباردة هي مرحلة جديدة تستدعي تداخلاً جديداً إقليمياً معنا ومع الدول العربية وأسلوب أكثر شمولية لعلاقاتنا بالدول العربية، ومن هذا الخصوص لدينا أمثلة جيدة مثلاً في أوروبا بين فرنسا وألمانيا هناك عدة مشكلات حول الأراضي والموارد الطبيعية، تقاتلا في الحرب العالمية الثانية في جانبين مختلفين، ولكن عندما قررتا توحيد جهودهما للاستفادة من هذه الموارد الطبيعية وثانياً لتسهيل العلاقات بينهما وجعلها أكثر انسيابية وقررتا عدم القتال والحرب، بل التعاون، نحن نرى الآن أسلوباً جديداً بين تركيا والدول.. الدول العربية، يجب أولاً أن نتذكر أن هناك موارد طبيعية مثل المياه وغيرها، وهذه موارد طبيعية وطنية قومية وإقليمية في نفس الوقت، فعندما نتعاون وندخل هذا البُعد ببُعده الآخر القومي والقطري فنتساءل: هل هذه الموارد نستفاد منها لما فيه مصلحتنا المشتركة؟ أنا لا أتحدث عن سوريا فقط، بل دول أخرى، وفي نفس الوقت الذي نحاول فيه حماية أراضينا باستخدام القوة بدلاً من محاولة السعي لوضع استراتيجية على أساس تعاون اقتصادي وعلاقات اقتصادية بين سوريا وتركيا والعراق وسوريا والعراق وتركيا، فالمشكلة ليست مع تركيا وسوريا فقط على مدى العقدين الماضيين، سوريا والعراق لم تكن بينهما علاقات طبيعية، فلم تكن مشكلة بين الأتراك والعرب فقط بل كانت مشكلة.. المشكلة بين دولتين عربيتين في نفس الوقت، نحن لنا هذه.. لا نرى هذه المشكلة منفصلة عن أبعاد أخرى، فالمنطقة هذه تاريخياً كلما تتعاون تصبح مركزاً للعمل.

إعلان


علاقات تركيا مع أميركا وإسرائيل وتأثيرها في علاقاتها العربية

أحمد منصور: كيف يتم تحقيق هذا في ظل الضغوط الأميركية والتبعية الأميركية لهذه الدول؟ هل أميركا ستترككم تقيمون هذا التحالف من خلال هذه الرؤية المميزة التي تطرحها الحكومة التركية الآن؟

أحمد داوود أوغلو: نعم، أعتقد إن بالطبع ليست فقط تركيا، بل كل الدول الإقليمية لها علاقات وصلات وثيقة بالولايات المتحدة؟ السعودية ومصر والأردن وغيرها الكثير، لكن دعني أكرر هذا المثل مرة ثانية أوروبا كلها لها صلات وثيقة بالولايات المتحدة على مدى سنوات الحرب الباردة فرنسا وألمانيا وإسبانيا وغيرها، الكل كانت لديه مثل هذه العلاقات، ولكن ذلك لم يحل…

أحمد منصور[مقاطعاً]: أوروبا تختلف.. أوروبا تختلف عن العالم العربي.

أحمد داوود أوغلو: لماذا؟ كيف؟ كيف تختلف؟

أحمد منصور: هي تحمل نفس الحضارة، نفس الدين، نفس الثقافة الأميركية، هي امتداد للمصالح الأميركية، لكن نحن شيء آخر، أنتم كنتم إمبراطورية قام الغرب على أنقاضها، وأنت تعلم ذلك جيداً، بريطانيا تحديداً قامت على أنقاض إمبراطوريتكم التي كانت تجمع الدول الإسلامية، لن يُسمح مرة أخرى للعرب والمسلمين أن يلتقوا مع بعضهم البعض.

?I think you understand my question

أحمد داوود أوغلو: نعم.. نعم، فهمت السؤال بالطبع، ولكن ثانية هذا.. هذا نقطة مهمة وجوهرية، ولكن يجب ألا ننسى أننا على مدى الأربعمائة سنة الماضية كل الحروب الكبيرة في أوروبا كانت حروب ما بين الحضارات، هم ينتمون لنفس الثقافة، ولكن الحربين الأولى والثانية.. العالمية الأولى والثانية وقبلها خاضا حروباً بينهما البعض، فبسبب.. في حالتنا نحن باعتبارنا مازلنا ضعفاء أو أضعف علينا أن نتعاون أكثر فيما بيننا، وهنا يجب ألا نرى بدلاً من نزاعات وصراعات في أسلوبنا من حيث الناحية الإقليمية والدولية، علينا أن نوجد توازياً جديداً، ليس فقط مع الولايات المتحدة، تركيا تحاول الانضمام إلى أوروبا الآن، لأن تركيا لها علاقات تاريخية طويلة المدى، وعلينا أن لا نرى أننا فقط لدينا علاقات إقليمية، فكل بلد في المنطقة له علاقات أخرى أيضاً، ولكن يجب ألا يرى أي منا هذه العلاقات كسبيل عرقلة أو كبديل عن العلاقات الأخرى، منذ.. مثلاً تطويرنا العلاقات مع الولايات المتحدة وغيرها، هذا لا يعني إننا يجب أن لا نمتلك تعاوناً إقليمياً، لأن التعاون الإقليمي سيعني السلام، ومن أجل تطوير هذه.. هذا التعاون الإقليمي، التعاون الاقتصادي، الشرط الأول هو السلام والاستقرار، يجب أن تكون هناك ثقة لدى كل هذه البلدان لكي تتطور، وتطور تعاونها وأسلوبها التعاوني من أجل إيقاف الريبة والشك ضد بعضها البعض، وعليه في لقاء اسطنبول كان مهماً من هذا المنطلق، يجب أن يكون هناك أسلوب.. الثقة المتبادلة، الأمن المتبادل، الأمن المشترك والسلام.

أحمد منصور: كيف يمكن الآن في ظل هذه الرؤية الاستراتيجية الجديدة التي تطرحها الحكومة التركية لإقامة تحالف وعلاقات جديدة مع جاراتها العربية بعد توتر دام طوال الفترة الماضية؟

كيف يمكن إقامة للدول العربية أن تثق في تركيا، وتركيا تقيم علاقات قوية مع إسرائيل؟

أحمد داوود أوغلو: ثانية: أكرر إننا يجب أن لا نحل المشكلات القديمة بمحاولة واحدة فقط، بل علينا أن نرى إنه في منطقتنا هناك أزمات كثيرة أسفرت عن نتائج، وضمن فترة زمنية طويلة علينا أن نأخذ كل مسألة على حدة، ويجب ألا نتوقع حدوث معجزة تحصل فعلاً، وتحل كل هذه المشكلات مرة واحدة.

في التوجه التركي الجديد حتى العلاقات التركية الإسرائيلية ربما كان لها مساهمة، وتنتج شيئاً لحل هذه المشكلات العالقة، وتركيا بامتلاك علاقات جيدة مع العرب يجب ألا ننسى أن هذا ليس أسلوباً جديداً، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية تطورت العلاقات التركية السورية بشكل كبير، ويجب أن يستمر هذا، فيجب أن يكون هناك ثقة متبادلة أولاً.

الخطوة الثانية: حتى حل مشكلة إخواننا الفلسطينيين الذين يعانون الكثير يجب أن يكون ضمن عملية مثل هذه، وإلا فإننا سنخسر إقليمياً إذا لم نستطع تطوير مثل هذا التفاهم والثقة المتبادلة وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وثانية: في أوروبا مثلاً في سنوات السبعينيات كانت هناك حالة بدلاً من العمل ضد بعضهم البعض اتفقت الدول على أمور مشتركة، فبدلاً من استمرار الحرب مثلاً في العراق الآن نعلم إن حرب الخليج الأولى وتداعياتها وعواقبها فيجب الآن حرب العراق والكويت مثلاً يجب ألا تكون هناك كارثة مشابهة أخرى، الخطوة الأولى للحيلولة دون حدوث ذلك هو أولاً: أن نتلافى هذه الحرب، لأن الحرب سوف تخلق توترات جديدة وصراعات وعداوات جديدة قد تستمر على مدى العشرين سنة القادمة.

مدى إمكانية منع الحرب على العراق وأثرها في تركيا إذا وقعت

أحمد منصور: هل تعتقد.. هل تعتقد وأنتم اليوم، يعني حينما زرتك في رئاسة الوزراء صباحاً، كان هناك اجتماع من أجل البحث في الطلب الأميركي بمجيء القوات الأميركية إلى تركيا، وربما خلال فترة قصيرة جداً يصدر قرار في هذا الموضوع، هل تعتقد أن هناك مجال لإيقاف الحرب؟

أحمد داوود أوغلو: نعم.. نعم، أعتقد ذلك.

أحمد منصور: يعني كيف وأنتم اتفقتم على حشد 30 ألف جندي عندكم، ولسه الأميركان يطالبون بـ80 ألفاً، وهناك قوات أميركية موجودة هنا رأيتهم في الفندق الذي أقيم فيه ربما جاءوا من أجل فحص القواعد التركية هنا؟

أحمد داوود أوغلو: أولاً: علينا أن نرى الصورة على حقيقتها، وبشكل متكامل يجب ألا نأخذ عنصراً واحداً منها فقط، فعندما ننظر إلى الإعلانات العامة، حتى الولايات المتحدة اليوم تعلن: أنها تفضل حلا على أساس سلمي، وحلاً يستبعد الحرب، حتى الولايات المتحدة، وربما كل البلدان الأوروبية، روسيا، والصين، تركيا وبلدان إقليمية أخرى متفقة على ضرورة الحل السلمي، الحل السلمي يعني اتباع قرارات مجلس الأمن الدولي، والتعاون، العراق يجب أن يتعاون مع الأمم المتحدة، نعم هم يتعاونون، ولكن كما أعلننا في ختام لقاء اسطنبول يجب أن يكونوا أكثر فاعلية في تعاونهم، وعلينا أن نوقف هذا التوتر عند حده، ومن ثمَّ أنا مازلت.. مازال لديَّ أمل، ولا تنسوا إنه قبل شهر فقط لم يكن هناك أية محادثات، وأي كلام وخطاب سلمي في المنطقة، ولكن بعد كل هذه المحاولات الآن نحن نتحدث، وبالرغم من وجود عوامل ضعيفة في البيان الختامي، البلدان مازالت تقول: إن هناك احتمال وجود حل سلمي، الحل الآخر سيكون كارثة للمنطقة بأسرها لنا وللآخرين.

أحمد منصور [مقاطعاً]: ماذا سيحدث.. ماذا سيحدث للمنطقة؟ ما هي انعكاسات وقوع الحرب على تركيا تحديداً، ثم على دول الجوار؟

أحمد داوود أوغلو: بالطبع نحن لدينا مثل جيد، ما حدث في حرب الخليج الأولى، ماذا حدث؟ ماذا حدث في الحرب العراقية الإيرانية؟ الموارد البشرية دُمِّرت، أيضاً الموارد الطبيعية دُمِّرت، ماذا سيحدث في الحرب؟ العراق بلد مهم وجوهري في المنطقة، والعامل الجوهري الآخر في إعلان اسطنبول الذي يجب أن نركِّز عليه: إن كل هذه البلدان أعلنت أنها سوف تحترم وحدة وسيادة أراضي العراق، لماذا أشرنا إلى ذلك؟ لأن إحدى مقالاتي قدمت تحليلاً بذلك، العراق يمثل شرق أوسط صغير، عندما ننظر إلى العمليات العسكرية على مدى العشر، 12 عاماً الماضية يوغسلافيا، وأفغانستان والعراق، يوغسلافيا هي البلقان مصغرة، فكل العوامل تتوفر هناك، أفغانستان هي شرق آسيا صغيرة.. مصغرة، كل العوامل مشتركة هنا..

أحمد منصور [مقاطعاً]: سؤال هام عندي هذا.. سؤال هام.. سؤال هام، يعني فعلاً أنا لاحظت خلال العشر سنين اللي فاتت الدول الثلاث التي تدخلت فيها أميركا تتمتع بتركيبة عرقية ودينية معقدة، والعراق هي الحال الثالث لأفغانستان، قُسِّمت.. قُسِّمت البلقان، أفغانستان مقسمة عملياً، وإن كان نظرياً أنها دولة واحدة، والآن العراق مقسَّمة أيضاً إلى ثلاث أجزاء، وربما تكون إلى أكثر، ما هي استراتيجية أميركا؟

أحمد داوود أوغلو: نعم.. نعم، عندما أنهي تحليلي ستتوضح الصورة، فالعراق ربما كل الأعراق الإقليمية ممثلة الأكراد والعرب والأتراك وغيرهم، وكل طوائف الشيعة والسُّنة والمسيحيين، إذاً الأزمة في العراق ستكون من الصعب احتواؤها، احتواء الأزمة في العراق سيكون صعباً جداً، وعليه فنحن أكدنا مراراً وتكراراً إن.. أولويتنا الأولى هو الحفاظ وصيانة سيادة العراق ووحدة أراضيه، وحتى لا تتوسع نطاق الأزمة لتشمل أجزاءً أخرى في المنطقة، ولهذا يقول رئيس الوزراء: إن هذا يشبه صندوق (باندورا) المملوء بالشرور، ما أن تفتح حتى تنتشر الشرور كلها في وقت واحد، لهذا نركِّز على أن.. والقوة الإقليمية الأخرى ضمنت سيادة العراق وسلامة وحدة أراضيه، فلا نريد تغيير التركيبة الحالية لكي تكون هناك حالة فوضى جديدة، هذا يعني أن إعلان اسطنبول كان خطوة ضد تقسيم العراق والتقسيم العملي الغير .. الضمني غير المعلن، قلنا إن العراق يجب أن يبقى بلداً واحداً من دون تقسيم ومن دون أية حرب أهلية، هذا سيؤثر على الجميع.

أحمد منصور: بعض المراقبين يشيرون إلى أن تدمير قوة العراق سوف يمنح تركيا الفرصة للقيام بدور الدولة الأقوى بين دول المنطقة، فهل فعلاً تقسيم العراق يصب في صالح تركيا؟

أحمد داوود أوغلو: Could you

أحمد منصور:

Some Observers point to Fact that the destruction of Iraq will give Turkey the strongest power in this area

أحمد داوود أوغلو: لا، نحن قلنا سابقاً وأكدنا أن وأمام كل جيراننا في المنطقة الذين يجب أن يفهموا الأسلوب الجديد، فبدلاً من تقسيم العراق أو بسط بعض السيطرة على أجزائه بالنسبة لتركيا أو دول أخرى عراق سالم ومستقر موحد، ويملك علاقات جيدة مع عراق موحد سيكون أكثر مصلحة وفائدة لتركيا، تركيا ستستفاد أكثر من امتلاك علاقات جيدة مع عراق موحَّد بدلاً من تقسيم العراق، هذا واضح بالنسبة إلينا، وعليه فإن ما نفضله قبل كل شيء هو سلامة وحدة أراضي وسلامة العراق، ونحاول أيضاً تطوير علاقات اقتصادية مع العراق كما فعلنا مع سوريا، ونفضل أن كل.. لو أن كل الدول حافظت على وحدة العراق، وطوَّرت علاقات اقتصادية معه بدلاً من محاولة بسط نوع من السيطرة على بعض أجزائه، هذه هي السياسة الحالية.

تركيا ستستفاد من ذلك، ولا نستفاد من تقسيم العراق، بل سيكون ذلك خطراً، التقسيم الضمني للعراق القائم حالياً خلق فراغاً.. فراغ قوة في شمال العراق، وهذا شكل تهديداً إرهابياً لتركيا، وعليه يجب أن نحافظ على سلامة أراضي العراق.

أحمد منصور [مقاطعاً]: هناك سيناريو يقول: بأنكم طلبتم من الولايات المتحدة استعادة منطقة كركوك والموصل العراقية التي فُصلت عن تركيا عام 1919 ضمن مخطط التقسيم مقابل دعمكم للولايات المتحدة ومشاركتكم في الحرب؟

أحمد داوود أوغلو: هذا السيناريو ليس صحيحاً وخاطئاً، والسبب، وأقول ثانية: بدلاً من وجود سيطرة مشكوك فيها على شمال العراق، تركيا تفضل علاقات جيدة مع عراق موحَّد لكي تكون لنا حصة في جنوب العراق، أعني بذلك بالحصة علاقات طيبة وعلاقات تجارية، تركيا تفضل عراقاً سلمياً موحَّداً، وليس هناك أي صفقة كالتي تحدثتم عنها، وحتى لقاء اسطنبول -مؤخراً-كان فرصة جيدة ليعلن الجميع، لأن تركيا لا تملك.. ولن تملك أية نوايا مثل هذه…

أحمد منصور [مقاطعاً]: هل أفهم من كلامك بأن هناك خلافات حقيقية بينكم وبين الولايات المتحدة حول الحرب؟ أم فقط الخلافات كما أشار الكاتب التركي محمد علي بيراند في مقال نشر في "حرية" قبل أيام: فقط على الثمن الذي تريد أميركا أن تتقاضاه مقابل هذا.

[فاصل إعلاني]


طبيعة الموقف التركي من الأزمة العراقية

أحمد منصور: كان سؤالي لك حول: هل هناك خلافات حقيقية بينكم وبين الولايات المتحدة حول الحرب، أم فقط الخلافات حول الثمن الذي تطالبون به لاسيما وأنك كنت مع رئيس الوزراء حينما تحدث في دافوس يوم السبت الماضي، وقال: إن الحرب ستكلف تركيا 125 بليون دولار، كأنه يعرض على أميركا نوع من المساومة في الثمن؟

أحمد داوود أوغلو: علينا أن نوضح تماماً أن تركيا وتاريخياً كانت بلداً قوياً، ونحن نعلم إن لدينا خبرات، من خلال خبراتي إنه لا ثمن للحرب، وبالطبع واستناداً إلى كرامتنا الوطنية فليس هناك ثمن يمكن أن نتقاضاه ونحن لا نحبِّذ الحرب مقابل أي ثمن كان، وعليه فليس هناك أي نقاش حول ثمن يمكن أن تتقاضاه أو.. أو تعويضات أو ما شاكل في هذا المجال مع الولايات المتحدة، خيارنا الأول هو السلام، ولدينا مسؤولية تاريخية في المنطقة، وكما هو الحال مع الدول العربية والإيرانية المجاورة، وهذه المسؤولية تخبرنا: أن علينا أن نعمل من أجل السلام في المنطقة، هذا موقف واضح نتبناه، ولكننا في نفس الوقت لدينا تجربة سيئة بسبب حرب الخليج الأولى، ماذا حدث؟ وقعت حرب من دون أية سبب من جانب تركيا، ومن دون أي سيطرة من جانبها وقعت هذه الحرب، تركيا لم تشارك، تركيا لم تكن طرفاً في ذلك الحرب، لكن بسبب الأزمة في ليلة واحدة 500 ألف شخص عبروا الحدود هاربين من الحرب.

أحمد منصور[مقاطعاً]: أنتم (…) الآن على الحدود معسكرات.

أحمد داوود أوغلو: وعلينا أن نقبل بوجودهم، ونقاسمهم لقمة العيش، وبعد ذلك الاقتصاد التركي مرَّ بأزمة عظيمة، فقد اضطررنا إلى وجه أزمتين كبيرتين، وبسبب حرب الخليج…

أحمد منصور [مقاطعاً]: مائة مليار دولار كما ذكرتم، للأميركان أثناء زيارة..

أحمد داوود أوغلو [مستأنفاً]: استناداً إلى حساباتنا، الآن لو أن هناك حرب جديدة فنحن لسنا من أسباب… الأطراف المسببة للحرب، ولو.. لذلك.. نحاول إيقاف عدم حدوثها، لأننا لسنا طرفاً فيها، ولكنها لو وقعت سيكون هناك ثمن باهظ تتكلفه تركيا اقتصادياً، وأنت تعلم الحالة الاقتصادية في تركيا الآن، نحن لا نريد عبئاً جديداً، ولهذا طبعاً من مصلحة.. ومن حق تركيا أن تقول إن هذه الحرب التي قد تبدأ من دون سيطرة من جانبنا، على الرغم من أننا نحاول قصارى جهدنا إيقاف أو منع حدوثها، ولكن بالطبع يجب أن يرى الناس هذا العبء الاقتصادي الذي سيقع على تركيا، فليس هناك مفاوضات تقوم على أساس دعم عسكري مقابل فوائد مالية…

أحمد منصور[مقاطعاً]: وزير الخارجية الأميركي.. وزير الخارجية الأميركي (كولن باول) صرَّح يوم السبت الماضي: بأن هناك 12 دولة تؤيد الحرب ضد العراق دون حاجة إلى مجلس الأمن، هل تركيا إحدى هذه الدول؟

أحمد داوود أوغلو: لا، منذ البداية الموقف التركي كان واضحاً، واستناداً إلى دستورنا، فإن هناك حاجة عند إذا ما أردنا قبول أو إرسال قوات عسكرية كان يجب أن يكون قرار من البرلمان..

أحمد منصور [مقاطعاً]: إذا رفض البرلمان.. والأغلبية ثلثي البرلمان من حزب العدالة والتنمية إذا رفض البرلمان هل ستدخلون في مواجهة مع الولايات المتحدة؟

أحمد داوود أوغلو: هل.. هل توضح الجزء الأخير من السؤال..

أحمد منصور: If parliament refuse

أحمد داوود أوغلو: ..Yes, refuse

بالطبع لا نستطيع أن نفعل أي شيء، لأنني أكرر إن دستورنا يقول إن يجب أن يكون هناك شرعية دولية، ولهذا السبب أوضحنا سابقاً إنه يجب أن يكون هناك قرار جديد من مجلس الأمن الدولي، والشرط الثاني هو موافقة البرلمان التركي، وهذه حرب أنت تعلم الرأي العام التركي 90% يقفوا ضد حرب كهذه، ونحن بلد ديمقراطي، وبالطبع الحكومة التركية يجب أن ترى كل هذه العوامل والحسابات سوية، وتأخذها بعين الاعتبار، وفي نفس الوقت يجب أن ترى أيضاً من منظور علاقاتنا مع الولايات المتحدة والمنطقة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هل.. هل نفهم من كلامك هذا باحتمال وجود مواجهة بين تركيا والولايات المتحدة حول حجم القوات التي تأتي أو مشاركة تركيا في الحرب، طالما البرلمان هو المرجعية الأساسية لكم؟

أحمد داوود أوغلو: هذا ليس.. هل تعني إنه سيكون هناك.. لو أن تركيا لو لم تقبل..

أحمد منصور: إذا لم تقبل تركيا سيكون هناك مشكلة؟

أحمد داوود أوغلو: بالطبع أميركا الآن تفهم موقفنا، وكذلك على مر الأسابيع القديمة أو السنوات الماضية كانت لدينا علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، ويعرفون اعتباراتنا وبواعث قلقنا، وقد شرحنا للدول الأوروبية والشركاء الأوروبيين وشركاء المنطقة وهذه مصادر القلق هذه مهمة ونحن نأمل في ألا تكون حاجة لهذه.. هذه الحرب، لهذا نسعى من أجل الحيلولة دون وقوعها، هذا هو الخيار الأفضل للجميع، ويجب أن يكون هناك أيضاً نزع كامل لأسلحة الدمار العراقية من دون استخدام للقوة ولو أن ذلك حدث فبالطبع يجب أن نقول للأميركيين وأعضاء التحالف الآخرين شركائنا في التحالف الآخرين، إن التهديد بالحرب يجب أن..

أحمد منصور [مقاطعاً]: بعض المراقبين الأتراك يقول أن تركيا في النهاية ستقول نعم، وربما الأسبوع القادم سيتم توقيع الاتفاق.

أحمد داوود أوغلو: نحن بالطبع الآن.. ليس فقط تركيا، بل كل البلدان تُعيد تقييم موقفها بعد تقرير بليكس واجتماعات مجلس الأمن، و.. وعندما يكون هناك اجتماع لمجلس الأمن علينا أن نرى النتيجة، ولكن حتى ذلك الوقت علينا أن نستمر في أعمالنا مع أصدقائنا في المنطقة، مع البلدان الست سوية علينا أن نبذل كل ما في وسعنا، هذه مسؤولية إنسانية، وهذه مسؤولية تاريخية، ومسؤولية إسلامية في نفس الوقت، علينا أن نسعى من أجلها، ولكن قبل..

أحمد منصور[مقاطعاً]: هناك نفوذ كبير للجيش وللعسكر هنا في تركيا، أما تتوقعون أن يتفق العسكر مع الولايات المتحدة ويتجاوزوكم كحكومة؟

أحمد داوود أوغلو: هل تعني القوات العسكرية؟

أحمد منصور: yes.. yes

أحمد داوود أوغلو: القوات العسكرية؟

أحمد منصور:

It is expected for military forces, which in great deal with United States, may be they support America and your government gone

أحمد داوود أوغلو: لا، هذا ليس القضية منذ البداية في تركيا هناك عملية اتخاذ القرارات حول السياسة الخارجية ولا يوجد هناك نزاع بين الأطراف المختلفة…

أحمد منصور[مقاطعاً]: يعني وجهة نظر الحكومة هذه الجيش متفق معكم فيها الآن؟

أحمد داوود أوغلو: نعم.. نعم بالطبع.. بالطبع، وكانت هناك مشاورات على عدة مستويات والمؤسسة العسكرية تعلم نتائج تداعيات الحرب بدل أحسن.. أفضل من المدنيين، إذن ليس هناك خلافات في.. بين القادة الأتراك، وأيضاً القرار في النهاية يعود إلى الحكومة، لكن في حالة الحرب بالطبع وفي الوضع الحرج الذي نمر به يجب أن تكون هناك جدل ومشاورة ليس فقط مع الحكومة، الحكومة ومعارضة والشعب، لذلك سعى رئيس الوزراء إلى مشاورة أحزاب المعارضة والمنظمات غير الحكومية ومنظمات أخرى يجب أن تكون جزءاً من عملية اتخاذ القرار، ومن هذا المنظور هناك موقف مشترك في تركيا الآن.

أحمد منصور: هل تعتبرون أنفسكم كحكومة الآن في مأزق بين ضغوط واشنطن وبين رفض الشارع؟

أحمد داوود أوغلو: رفض الشارع!!

أحمد منصور: الشعب People يعني.

أحمد داوود أوغلو: الفرق بين واشنطن والرأي العام.. نعم.

أحمد منصور: أنت الآن تعتمد على اللغة العربية في فهمك وهذا جيد يعني.

أحمد داوود أوغلو: نعم.. نعم، ما فيه مشكلة أفهم لغتك ما فيه مشكلة، لكن لأن أريد أن..

أحمد منصور: تتأكد من السؤال.. نعم.

أحمد داوود أوغلو: أتأكد من السؤال نعم، هذا.. هذا ما فيه مشكلة..

أحمد منصور: تفضل.

أحمد داوود أوغلو: I start to speak Arabic بالنسبة..

أحمد منصور: ممتاز أكمل، نعم.

أحمد داوود أوغلو: بالطبع تركيا كونها دولة ديمقراطية الرأي العام مهم بالنسبة إلينا، وفي نفس الوقت كوننا قوة إقليمية ولدينا علاقات قوية مع الولايات المتحدة والشركاء الآخرين، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار مواقف كل هذه الدول، وبالطبع هذه.. هذا قرار صعب جداً، ولكن مبادرتنا للسلام تم فهمها من قِبَل أميركان وأيضاً تم تثمينها من قبل الرأي العام والمنطقة، أنا واثق من ذلك، وردود الفعل جاءت من بلدان مثل سوريا وإيران ومصر والسعودية والأردن، نحن سعداء بهذه الردود وأكرر هنا، هذا ليس من أجل إرضاء الرأي العام فقط، بل القيام بأعباء مسؤولياتنا والعمل جاهدين للحيلولة دون وقوع الحرب حتى في اللحظة الأخيرة.

أحمد منصور: يعني اسمح لي لدي كثير من الأسئلة لكن أريد أشرك معي بعض المشاهدين الذين بقوا على الهاتف لمدة طويلة، عارف عبد الباقي من سوريا، آسف تأخرت عليك.

عارف عبد الباقي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحمد منصور: تفضل.

عارف عبد الباقي: تحيتي لكم أيها الأحمدين أولاً وإلى (الجزيرة) ثانياً، وإلى الشعب التركي الشقيق ثالثاً ورابعاً وخامساً وإلى الأخير، وإلى القادة التاريخيين من الشعب التركي العظيم أمثال محمد الفاتح إلى السلطان عبد الحميد، رحمهم الله جميعاً.

بداية إلى الأخ أحمد داوود، نخشى أو.. نخشى أن يكون هناك فيه تضارب ما بين السياسة الداخلية في الحكومة التركية الحالية بقيادة الحزب الواعد العدالة، والشباب فيه والقاعدة الشعبية التي جاءت بهذا الحزب الفتي إلى السلطة، وهذا ما تسعى إليه أميركا لكي تجرد الحركات الواعية في عالمنا الإسلامي من قاعدته، عندما يحصل التضارب ما بين رأي القاعدة ورأي المسؤولين كما حصل في عالمنا العربي عندما افتقدت الحرية والديمقراطية فحواها، فالآن نحمد الله ونهنئ الشعب التركي الشقيق المسلم أن باب الديمقراطية، باب حرية الاختيار من الشعب التركي فُتِحَت له، واختار من يُمثل هذا الشعب المسلم العملاق ذو التاريخ العظيم، نخشى أن ينقلب الساسة لمصالح نرجو ألا تكون تمُتُّ بصلة إليهم ومطالب الشعب، وكلنا يعلم أن الشعب التركي شعب يرفض الاعتداء على أي شعب مسلم أو غير مسلم، وتاريخه العريق العظيم شاهد على ذلك، وكلنا نرى أن من زاخو إلى الموصل كانت الشاحنات التركية ذهاباً وإياباً مُحملة بالبضائع ما بين تركيا والعراق، أو ما بين سوريا من باب الهوى حتى أنطاكية، شاحنات ذهاباً وإياباً لتنقل من وإلى الشعبين الشقيقين.

أحمد منصور: شكراً لك يا أستاذ عارف، سؤالك.. سؤال وتعليق وتحية عظيمة للشعب التركي، أشكرك شكراً جزيلاً. عارف عبد الرزاق من سوريا

Is Began his question big greeting to Turkish and to you, and to Government, and to all people here

أحمد داوود أوغلو: أفهم، أقول شكراً جزيلاً لمشاهدنا الكريم ولمشاعره الكريمة الطيبة، ونحن نشاركه هذه المشاعر ونأمل أن في المستقبل العلاقات بين تركيا وجيراننا العرب ستكون أفضل كثيراً في المستقبل وتركيا دولة ديمقراطية، وعلينا أن نعمل من أجل استقرار.. تعزيز استقرار المنطقة، واستقرار تركيا مهم جداً وتحليله وقياسه جميل جداً، الشاحنات تتحرك بين الموصل وتركيا وأيضاً في نفس الوقت بدلاً من أن يكون هناك ريبة وأسلحة و.. بل علينا أن نتبادل المشاعر الطيبة والبضائع والأسلوب السلمي في التعامل وأيضاً ثقافتنا وتبادل السواح وما إلى شاكل ذلك، وأنا أيضاً أشكره على.. على ما قال، فمثلاً حلب وأنت في تركيا، حتى تاريخياً لها علاقات طيبة، علينا أن نوحد بينهما في وحدة اقتصادية وثقافية على أسس من العلاقات الطيبة، وبدلاً من لغة التهديد ضد بعضنا البعض، ونحن كنا سعداء جداً عندما زار وفدنا برئاسة رئيس الوزراء سوريا كل وزراء الحكومة كانوا موجودين في المطار لاستقبالنا.

أحمد منصور: أعتقد هناك رحلة سيقوم بها وزير الاقتصاد إلى سوريا ومعه عشرات من رجال الأعمال بعد يومين.

أحمد داوود أوغلو: نعم.. نعم، نعم نحن مستعدون.

أحمد منصور: وقبلها إلى العراق قام ومعه 350.

أحمد داوود أوغلو: إذن كانت ضيافة رائعة قوبلنا بها وهذه مجرد بداية، وهناك الكثير يمكن أن نفعله سوية، ولكن علينا أولاً أن نمتلك أمناً واستقراراً في المنطقة، من دون ذلك لا يمكن أن تكون هناك نشاطات اقتصادية ثقافية متبادلة و.. وبوجود هذه النشاطات سنضمن الأمن والاستقرار، هذا هو التفاهم والأسلوب الجديد الذي آمل أن يشاركوا فينا جيراننا والزخم الجديد في المنطقة.

أحمد منصور: كامران يزيدي من السعودية، تفضل يا كامران.

كامران يزيدي: السلام عليكم، آلو.

أحمد منصور: وعليكم السلام، باختصار شديد يا كامران.

كامران يزيدي: تحية عطرة إلك ولضيفك الكريم.

أحمد منصور: حياك الله يا سيدي.

كامران يزيدي: أستاذ أحمد، باعتقادي أن الأخ المتحدث يعطينا صورة وردية عن التطورات المستقبلية للمنطقة، باختصار شديد باعتقادي أن السياسة التركية في المنطقة لم تتغير بقدوم حكومة حزب العدالة والتنمية إلى سُدة الحكم، فالمتابع لتشكيل القرار السياسي في الدولة التركية يدرك جيداً أن السلطة العسكرية هي بيديها قرارات الحسم والجزم والقرارات الرئيسية، باعتقادي أن التهديد المباشر لوحدة العراق لا يأتي من أي دولة، يأتي من تركيا، تركيا تحاول استخدام ثلاثة ذرائع حالياً والترويج لها على لسان مسؤوليها، لكي تتدخل في شمال العراق، فمثلاً تستخدم ذريعة.. ذريعة كون أن من تبعات الحرب الأميركية المتوقعة على العراق…

أحمد منصور[مقاطعاً]: بدون شرح يا كامران، فهمت.. سؤالك مفهوم، شكراً لك، بدون شرح سؤالك مفهوم. I Think it’s very important سؤال مهم جداً، كامران يزيدي يسأله وكثير من المشاركات التي جاءتني على الإنترنت، ويبدو أن هناك مشاهدة كبيرة للحلقة، لأن حجم المشاركات على الإنترنت عالي للغاية، ما.. ما ردك عليه؟

أحمد داوود أوغلو: فهمت سؤال الإخوة، في تركيا حالياً عملية صنع.. اتخاذ القرار هي بيد الحكومة، حتى زيارة.. هذه الجولة التي قام بها رئيس الوزراء إلى المنطقة وقرارات أخرى تمت بوفق هذا السياق، وتركيا بلد ديمقراطي وهناك إجراءات لصناعة القرار والمسألة بيد الحكومة، يجب أن لا يكون هناك شك في ذلك، أما ما يخص نوايا تركيا وقد شرحت ذلك بالتفصيل، فتركيا في هذا الوقت بالذات ليست هناك أي حاجة إلى ذريعة، لو أننا قُلنا ويجب ألا ننسى أن تركيا هي التي بدأت هذه المبادرة بالاشتراك مع جيراننا والمبدأ الرئيسي كان احترام وحدة وسلامة أراضي العراق، ونحن مخلصين في ذلك، وهذه هي سياسة تركيا، فنحن لا نريد ولا هناك حاجة لاستخدام أي ذرائع طالما نحن نحترم هذا المبدأ أصلاً، ولكن في نفس الوقت لا نريد رؤية أي فوضى والتهديد الأساسي في العراق هو إذا لم نستطع تلافي الحرب هو سيناريو الحرب التي آمل في تفاديها، ومازال هناك أمل في ذلك وعلينا نسعى من ذلك، ولكن لبننة العراق هو أسوأ سيناريو، ولا نريد لبننة العراق لأن من الصعب عزل نفسك عن آثار مثل هذه العملية، وكما قلت لك 500 ألف امرأة وطفل جاءوا إلى أراضينا عام 91، ماذا يمكن لتركيا أن تفعل في حالة كهذه وفي وجود تطور وسيناريو مثل هذا؟ عليك أن تساعدهم، أو أيضاً.. أيضاً تمنع لبننة العراق، ولكن مبدأ تركيا الأساس هو احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه بأي شكل.

أحمد منصور: إلى أي مدى سوف تذهبون في معارضتكم للحرب؟

أحمد داوود أوغلو: إلى.. إلى أي؟

أحمد منصور: إلى أي مدى سوف تعارضون الحرب؟

أحمد داوود أوغلو: حتى اللحظة الأخيرة، وبالطبع ليس فقط تركيا، بل أعتقد أيضاً أن موقف تركيا يجب أن يكون مفهوماً جيداً، نحن لسنا طرفاً في هذه الحرب، وما نريد إظهاره هو إنها هي مسألة ثنائية بين العراق والولايات المتحدة، ولكن التداعيات متعددة الأطراف هو يعني إنه الكل سيتأثر، ونحن أحد هذه الأطراف التي ستتأثر ويجب أن نفعل شيئاً ماذا سنفعل؟ ننتظر ونراقب ونتفرج فقط، أم يجب أن نتحرك؟ ما قمنا به هو أننا تحركنا وسوف نستمر في هذا التحرك والتشاور مع جيراننا، وسوف نستمر في التشاور مع الأوروبيين، مع الروس وغيرهم، مع كل الأطراف للحيلولة دون الحرب حتى اللحظة الأخيرة، ولكن في نفس الوقت تركيا هي دولة مجاورة، لو أن هناك تهديد ينتج بسبب تقسيم العراق، فإننا علينا أن نتصرف لنحافظ على سلامة وحدة أراضي العراق وليس ضدها..

أحمد منصور: سؤالي الأخير في دقيقة واحدة الإجابة بقيت، كيف تنظرون كحكومة تركية بهذه الرؤية الاستراتيجية الجديدة للمنطقة، كيف تنظرون إلى مستقبل المنطقة؟

أحمد داوود أوغلو: أعتقد أن هذا سيكون شيئاً جديداً، ربما سترى أنه بإمكانك أن تضع استراتيجية ممتازة ورائعة، ولكن يجب أن يكون هناك رغبة وإرادة سياسية لتطبيقها، في تركيا اليوم هناك مثل هذه الإرادة السياسية، وآمل أن البلدان الأخرى ستتحلى بنفس الإرادة والجهود سوف تستمر ولو وضعنا العقلانية السياسية بدلاً من غيابها فإن مستقبل المنطقة سوف يكون مستقبلاً لامعاً ورائعاً، وقلت -كما قلت في بداية المقابلة- يجب ألا يقترن اسم هذه المنطقة بالنزاعات والصراعات بل بالسلام والاستقرار والتقدم.

أحمد منصور: أحمد داوود أوغلو (كبير المستشارين لرئيس الوزراء التركي)، أشكرك شكراً جزيلاً على هذه الرؤية التي قدمتها.

أحمد داوود أوغلو: أشكرك شكراً كمان.

أحمد منصور: تشكرلار بالتركية، شكراً لك.

أحمد داوود أوغلو: شكراً كثيراً.. شكراً كثيراً.

أحمد منصور: وهذه الرؤية التي قدمتها لسياسة الحكومة التركية الجديدة سوف ينتظرها عشرات الملايين من العرب ليروا هل كانت مجرد خطاب، أم ستكون هي الحقيقة التي ستطبق في الفترة القادمة.

أحمد داوود أوغلو: شكراً كثيراً.

أحمد منصور: شكراً جزيلاً لكم، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حُسن متابعتكم، في الختام أنقل لكم تحيات فريقي البرنامج من أنقرة والدوحة، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من العاصمة التركية أنقرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: الجزيرة