
الانتفاضة الفلسطينية ودور الأزهر الشريف
مقدم الحلقة | أحمد منصور |
ضيوف الحلقة | – د. عبد المعطي محمد بيومي عميد كلية أصول الدين بالأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية |
تاريخ الحلقة | 04/10/2000 |
![]() |
![]() |
أحمد منصور:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أحييكم على الهواء مباشرة من القاهرة، حيث يواصل شباب الجامعات في مصر انتفاضتهم التي يشاركون فيها إخوانهم في فلسطين معركتهم التي يخوضونها ضد الصهاينة الإسرائيليين، حيث تحولت ساحات جامعات القاهرة، وعين شمس، ومعظم الجامعات المصرية اليوم، وعلى رأسها الجامعة الأمريكية إلى ساحة تعكس نبض الشارع المصري وشعوره تجاه ما يحدث في فلسطين، حيث أشعل الطلبة النيران في جامعة القاهرة، ولا زالوا يواصلون مظاهراتهم حتى هذه اللحظة، وأحرقوا الأعلام الأمريكية والإسرائيلية في الجامعة الأمريكية –معقل الثقافة الغربية في مصر-، ففي الوقت الذي اجتمع فيه قادة العالم، وعلى رأسهم قادة الدول العربية خلال أيام معدودة في شرم الشيخ قبل سنوات، لمواجهة ما أطلق عليه آنذاك الإرهاب الفلسطيني، يقف العرب اليوم عاجزون حتى عن اتخاذ قرار بعقد قمة عربية لمواجهة الإرهاب والتطرف الصهيوني، الذي بدأ بتدنيس باحة المسجد الأقصى من زعيم الليكود (آريل شارون) والمئات من الجنود الإسرائيليين، ووصل إلى حرب ضروس بالدبابات والطائرات والصواريخ، من قبل الإسرائيليين ضد الفلسطينيين العزل الذين يقاومون بأجسادهم وبالحجارة التي أصبحت تشكل السلاح الرئيسي لهم.
ومع انتفاضة الأقصى بدأت قافلة جديدة من الشهداء والجرحى، وصل عدد الأطفال فيها إلى أكثر من الثلث، على رأسهم الشهيد الطفل (محمد الدرة) الذي قتله الصهاينة عمدًا وهو على صدر والده، وشهد العالم كله هذه الجريمة البشعة ولا زال يشاهد قوافل الشهداء التي كانت أصغرهم طفلة فلسطينية عمرها ثمانية عشر شهرًا فقط، دفنت أمس بعدما أصيبت برصاصة في رأسها من جندي إسرائيلي.
فما هي طبيعة هذا الصراع القائم بين المسلمين واليهود؟ وما هو مستقبل هذا الصراع في ظل ما يسمى بمسيرة التسوية؟ ولماذا غاب دور الأزهر وعلمائه عن ساحة المعركة؟ وأين المثقفون والسياسيون مما يحدث للفلسطينيين على يد الصهاينة؟ وما هو واجب الأمة وأبنائها تجاه الصامدين على أرض فلسطين، والمدافعين عن حرمة الأقصى والمقدسات؟
تساؤلات أطرحها في حلقة اليوم على فضيلة الأستاذ الدكتور/ عبد المعطي محمد بيومي (عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية). ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا بعد موجز الأنباء على الأرقام التالية:
مشاهدينا في مصر [5748941] مع إضافة كود القاهرة [02] للمقيمين خارجها، أما مشاهدينا في جميع أنحاء العالم فيمكنهم الاتصال بنا على 3/002025748942
أما رقم الفاكس فهو: [5782132] مع إضافة كود القاهرة [00202].
E-mail : Frontiers @ qatar. Net. Qa.
فضيلة الدكتور مرحبا بك.
د. عبد المعطي بيومي:
أهلا وسهلا، أهلا وسهلا.
أحمد منصور:
بداية.. ما هي قراءتك لما يدور الآن على أرض فلسطين من مواجهات دامية بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟
د. عبد المعطي بيومي:
طيب.. اسمح لي أولا قبل البداية: إن أنا يعني أعلق، أو أتحفظ عن كلام سيادتك: لماذا غاب دور الأزهر؟
أحمد منصور:
أنا لسه هاسألك كثير في الموضوع ده.
د. عبد المعطي بيومي:
آه.. بس طيب خلاص.
أحمد منصور:
يعني دعنا من المقدمة.. انتهت.
د. عبد المعطي بيومي:
تحفظنا الأول عن لماذا غاب دور الأزهر.
أحمد منصور:
سنتناوله بالتفصيل يا سيدي.
د. عبد المعطي بيومي:
إن شاء الله.
أحمد منصور:
نعم.
د. عبد المعطي بيومي:
سيادتك بتقول طبيعة الصراع..
أحمد منصور:
ما هي قراءتك الآن لما يدور على أرض فلسطين من مواجهات اندلعت في خلال الأيام القليلة الماضية؟
د. عبد المعطي بيومي:
عظيم، الحقيقة قراءتي أن إسرائيل في العد التنازلي، وتتحرك حركة المذبوح الذي وجد نفسه محاصرا في نظر العالم كله، أن الصراع ينتهي لصالح الفلسطينين، أو بدأ مسيرته لصالح الفلسطينيين، فأرادوا أن يقلبوا المائدة أو الدفة لكي يحولوها، ولكي يفركشوا [يفسدوا] عملية ما يسمى بالسلام.
أحمد منصور:
يعني الآن أنت تقول: إن إسرائيل في العد التنازلي، ما هو مفهوم العد التنازلي الذي تقصده؟ واسمح لي أسمع الإجابة بعد فاصل قصير….
[فاصل إعلاني]
أحمد منصور:
ما هو مفهوم العد التنازلي الذي تقصده؟
د. عبد المعطي بيومي:
بداية النهاية، لأن بداية النهاية إذا لاحظنا تطور الوجود الإسرائيلي منذ خمسين عاما، ولعل سيادتك تذكر والعالم كله يذكر أن (جولدا مائير) قالت: إنه لا يوجد شيء اسمه فلسطين، ولا يوجد شيء اسمه فلسطينيين. وكانت تستنكر تماما أن يكون هناك هذه الحروف -فلسطين-، الآن مضطرين هم للجلوس مع الفلسطينيين وللتباحث مع الفلسطينيين، وهناك قرارات شرعية كثيرة جدا لصالح الفلسطينيين، وفي الأشهر القادمة كان يراد إنه ينتهي الصراع إلى تسوية، فإذا بالفلسطينيين يرفضون، وياسر عرفات الذي مد يده أكثر من مرة لإبراء الذمة ولإنهاء الصراع نجده يرفض، فأرادوا أن يحولوا مسار التاريخ بإنهاء هذه المسألة تماما بذريعة أو بأخرى، طبقا لقوله تعالى: (أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يعلمون).
أحمد منصور:
الآن يا دكتور إحنا قدامنا واقع موجود هو ضعف عربي، وتخاذل عربي واستسلام عربي..
د. عبد المعطي بيومي:
نعم.
أحمد منصور[مستأنفا]:
وإسرائيل دولة قوية، تقوى يوما بعد يوم، وتفرض على العرب ما كانوا يرفضونه حتى قبل خمسين عاما التي تتحدث عنها الآن، كيف في ظل هذا الوضع تقول لي الآن أن إسرائيل في بداية النهاية؟ والقراءة التي تقدمها من عرفات وغيره اللعبة السياسية تدور في إطار، والذي أنت تتحدث عنه يدور في إطار آخر الآن؟
د. عبد المعطي بيومي:
نعم.. أنا أذكر سيادتك، لأن احنا لا نقرأ التاريخ كلام سيادتك صحيح، لكن لا ينبغي أن يوهن عزائمنا، ونقول: إنها تنمو وتكبر ونحن نضعف، لأن التاريخ له منطق، أنا حاضرب لسيادتك مثالين: المثال الأول: أيام الرسول –صلى الله عليه وسلم- وكان اليهود في المدينة متجمعين وأقوياء، ووراء حصون مشيدة، كما قال القرآن الكريم، والله –تعالى- يقول: (وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله) وإذا بهذه الحصون وهذه المنعة الظاهرة تتبدد ويجلون تماما من الجزيرة العربية.
أحمد منصور[مقاطعا]:
لكن الإسقاط التاريخي غير واقعي، اسمح لي.
د. عبد المعطي بيومي:
المثال الثاني…
أحمد منصور:
الإسقاط التاريخي هنا غير واقعي.
د. عبد المعطي بيومي:
ليه غير واقعي.
أحمد منصور:
لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- كان يأتيه الوحي، وكان يلتزم بشرائع الله لكن الدول العربية الآن بتلتزم بشرائع أمريكا..
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعا]:
طيب.. أنا حأضرب المثال..
أحمد منصور[مستأنفاً]:
وتسير في ركاب أمريكا، وبالتالي لا يمكن لإسرائيل أن تنهار أو تضعف في ظل هذا الوضع.
د. عبد المعطي البيومي:
سأضرب المثال الثاني، في غيبة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- المثال الثاني.. إسرائيل قوية بمنطق العصر -كما تقول سيادتك- وكانت هنا أربع دول صليبية وكانت كلها في ذلك الوقت أقوى من إسرائيل بمنطق الزمن، أين ذهبت الدول الصليبية؟
أحمد منصور:
لكن بتدور في دورة التاريخ العادية، دورة التاريخ عادة..
د. عبد المعطي بيومي[مقاطعاً]:
ما هي دورة التاريخ..
أحمد منصور[مقاطعاً]:
الأمم بتستغرق فيها مش خمسين سنة، ربما تستغرق مئات السنين ثم تنهار، بعض الأنظمة زي الاتحاد السوفيتي، أنا الآن خليني أدور معاك في إطار ما فعله شارون.
د. عبد المعطي بيومي:
لأ.. أنا عاوز أكمل فكرة، لو سمحت لي.
أحمد منصور:
تفضل.
د. عبد المعطي بيومي:
علشان بس المشاهدين إنه لا ييئسنا إنها قوية الآن، لأنه يوما بعد يوم بتتنامى القوة الفلسطينية –أيضا- من كان يصدق أن انتفاضة الحجارة ترغم إسرائيل على أن تقعد للتفاوض؟
أحمد منصور:
يعني إنت بتعتبر الصراع فلسطيني- إسرائيلي الآن؟
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. مش فلسطيني- إسرائيلي، الصراع فلسطيني عربي إسلامي- إسرائيلي.
أحمد منصور:
هل ما فعله شارون يعد تدنيسا لباحة الأقصى، أم يجوز لليهود –أيضا- أن يدخلوا إلى الأماكن المقدسة للمسلمين؟
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. أنا أعده تدنيسا لكل قيمة جميلة في الوجود، لأن شارون ده في نظري هو نفسه رجس من عمل الشيطان.
أحمد منصور:
كيف؟
د. عبد المعطي بيومي:
هو نفسه أشبه..كما.. يذكرنا بقول الله تعالى: (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير) ليس مهما أن يكون الخنزير ذلك الحيوان المعروف، قد يكون خنزيرا في شكل بشر، فعندما يدنس المسجد الأقصى، أنا شخصياً كمسلم باعتبر مش المسجد الأقصى الذي دنس وحده، وإنما كل قيمة جميلة في الوجود دنست.
أحمد منصور:
قبل أيام أصدرت فتوى خطيرة للغاية، قلت فيها بوجوب قتل اليهود في عموم فلسطين.
د. عبد المعطي بيومي:
نعم.
أحمد منصور:
ما هي أبعاد هذه الفتوى، وعلى أي شيء استندت فيها؟
د. عبد المعطي بيومي:
أنا استندت فيها إلى القرآن الكريم ولا شيء غير القرآن، نحن كأمه إسلامية القرآن يعلمنا ألا نعتدي وألا نبدأ بالعدوان، لكن إذا اعتدي علينا (فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين) ثم إن القرآن (واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم) هم أخرجوا الفلسطينيين من ديارهم فالمفروض الفلسطينيين يخرجوهم من حيث أخرجوهم، ويقتلوهم حيث ثقفوهم أي حيث وجدوهم، ده الفتوى، ده أنا بأقول نص الآية القرآنية لا أكثر ولا أقل.
أحمد منصور:
وهي تنطبق على الواقع الذي نعيشه الآن؟
د. عبد المعطي بيومي:
نعم.. ولا يخالفني فيها إنسان شم رائحة العقيدة والفقه، وعنده شيء شيء ما من إدراك الواقع.
أحمد منصور:
لكن في ظل اتفاقيات السلام القائمة، ما تأثير هذه الفتوى عليها؟
د. عبد المعطي بيومي:
ما فيش اتفاقية سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
أحمد منصور:
فيه اتفاقيات وقع عليها في أوسلو وفي غيرها، واتفاقات السلام الآن القائمة ما بين الدول العربية وإسرائيل؟
د. عبد المعطي بيومي:
منطقة الصراع الآن ليس محل اتفاق سلام على الإطلاق، يعني موضوع الصراع الآن لم يتخذ بشأنه معاهدة ولا قرار، وهم يفرون من المعاهدة، موضوع الصراع الآن القدس والدولة، هل هناك دولة عربية، أو هناك فلسطيني واحد مضى على معاهدة إن القدس لإسرائيل، أو إنه يتنازل عن مطلب الدولة، أو يتنازل عن مطلب اللاجئين، أو يتنازل عن مطلب العودة؟ هذه المناطق..
أحمد منصور:
وهل لو تنازلوا عنها هذا يجيز لهم؟
د. عبد المعطي بيومي:
لا يجوز، لأن القدس وهذه المنطقة، وأكاد أقول: فلسطين كلها ليست ملك الفلسطينيين، وإنما هي الأرض التي باركها حول المسجد الأقصى الله -عز وجل- فهي ملك للمسلمين جميعا.
أحمد منصور:
معنى ذلك أن الاتفاقات التي أقرت بالتنازل عن فلسطين 48، لصالح الإسرائيليين ليست اتفاقات شرعية، ولا يجيزها الشرع؟
د. عبد المعطي بيومي:
هذه الاتفاقات هي إبرام [إبراء] للذمة -واتفاقات في تقديري- إنها اتفاقات مرحلية، اتفاقات مرحلية لا تسري أبدا على الدهر كله.
أحمد منصور:
يعني لا يجوز التنازل حتى عن فلسطين 48؟
د. عبد المعطي بيومي:
ولا عن شبر واحد من الأرض.
أحمد منصور:
وهذه الاتفاقات التي أبرمت، يرفضها الشرع ولا يقرها.
د. عبد المعطي بيومي:
أي اتفاقيات؟
أحمد منصور:
اتفاقات الإقرار بإسرائيل وبوجودها.
د. عبد المعطي بيومي:
مش الإقرار بإسرائيل وبوجودها، هذه الاتفاقات إبراء للذمة.
أحمد منصور:
يعني إيه إبراء للذمة؟
د. عبد المعطي بيومي:
يعني اتفاقات.. أنت الآن معك قوة محدودة، تعمل بمقتضى الوعي السياسي والحكمة السياسية، وأنت تبرم اتفاقيات على أن تقسم مثلا..
أحمد منصور[مقاطعا]:
أنا لا أريد أن أتوه في مجال النص، أنا أسألك الآن بشكل واضح، السياسيون لم يضعوا مرجعية شرعية لما قاموا به من تصرفات، الإسرائيليين وضعوا مرجعية شرعية توراتية لاهوتية في علاقتهم مع العرب، وفي الاتفاقات التي وقعوها، لكن السياسيين لم يأتوا بأهل الشرع وسألوهم في هذا الأمر، أنا أسألك الآن كرجل شرع: هل ما أقدم عليه السياسيون من إقرار بوجود إسرائيل 48، واحتلالها لما احتلته من أراضي يجوز من الناحية الشرعية، أم لا؟
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. هو شوف هو السؤال حأطوره أنا بطريقة أخرى.
أحمد منصور:
لا.. ماتطورهوش، خليك على سؤالي وبعدين أرجع للي عايز حضرتك تطوره.
د. عبد المعطي بيومي:
ما هو بنفس المعنى.
أحمد منصور:
يعني بالمفهوم الذي أطرحه.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. نفس المعنى، بنفس المفهوم، قد تفعل أنت فعلا لا تعرف حكم الشرع، أنا أكيفه من الناحية الشرعية، أنا كرجل دين أكيفه من الناحية الشرعية.
أحمد منصور:
تكيفه لصالح الحاكم، علشان إنت مثلا بتخدم مصلحته؟
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. مش صالح الحاكم.
أحمد منصور:
أنا بأسألك الآن عن موقف الشرع بشكل متجرد.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. أستاذ/ أحمد أنا يعني هو الحقيقة سيادتك ما تحاولش تاخد الحوار حول.. نحن لا نكيف شيئا في صالح الحاكم، وإنما في صالح الأمة الإسلامية، علما بأننا لو كيفنا لصالح الحاكم، والحاكم يتصرف في الخط الذي يؤدي مصالح الأمة فلا مانع، ومع ذلك نقول: إننا نكيف أفعال الحاكم إذا كانت تسير وفق مصلحة الأمة فنحن كطلاب علم إسلامي نحن نوافق على ما يوافق عليه الشرع، فالشرع يوافق، أنا أسأل سيادتك: هل هناك فلسطيني، أو عربي، أو مسلم وقع على اتفاقية أن القدس ملك لإسرائيل؟
أحمد منصور:
الآن إنت الآن تريد أن.. بالضبط كما يفعل السياسيون.
د. عبد المعطي بيومي:
هو ده..
أحمد منصور[مقاطعا]:
لا.. لا.. فضيلة الدكتور اسمعني، القضية الآن ليست القدس، القضية هي فلسطين، وأنا أسألك الآن فيما يتعلق بفلسطين.
د. عبد المعطي بيومي:
نقطة الصراع الآن فين؟
أحمد منصور:
الآن تجزيء، ما هي نقطة الصراع ده إللي.
أحمد منصور:
فضيلة الدكتور.
د. عبد المعطي بيومي:
تفضل.
أحمد منصور:
هذا بالضبط ما يريده الإسرائيليون، تجزيء القضايا كلها، بدؤوا من البداية مع العرب بالتجزيء.. بالتجزيء.. بالتجزيء، حتى وصل الأمر إلى القبة في القدس يرفع عليها العلم، أو السيادة لله، أو غيرها من الأشياء التي طرحت..
د. عبد المعطي بيومي[مقاطعاً]:
يا أستاذ/ أحمد.
أحمد منصور[مستأنفاً]:
أنا باسألك الآن في عموم القضية، هل ما يحدث في القدس الآن هو وليد صراع القدس، أو وليد صراع تاريخ خمسين سنة؟
د. عبد المعطي بيومي:
آه.. هو ده السؤال ده كويس، هل ما يحدث في القدس الآن وليد صراع في القدس، أو خمسين سنة؟ هو..
أحمد منصور:
وليد صراع اللحظة، ذهاب شارون إلى القدس، أو ده امتداد لصراع بدأ من الثلاثينات، من الثورة العربية الكبرى (36 – 39)؟
د. عبد المعطي بيومي:
امتداد للصراع.. هو بدأ فيما هو أبعد من ذلك، أنا بأعده كتفسير إسلامي للتاريخ –ده شغلتنا- إن هذا الصراع بدأ منذ أيام عمر بن الخطاب، ومنذ أيام رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وهو صراع وجود، ولا بد أن ينتهي لصالح الإسلام والمسلمين.
أحمد منصور:
دعوتك الآن لقتل الإسرائيليين في أي مكان موجودين فيه، أما يعتبر هذا دعوة للإرهاب؟
د. عبد المعطي بيومي[مقاطعاً]:
ده مش أي مكان.
أحمد منصور:
في فلسطين، في داخل فلسطين.
د. عبد المعطي بيومي:
في فلسطين.
أحمد منصور:
أما يعتبر هذا دعوة للإرهاب في مفهوم السياسيين؟ واسمح لي أسمع الإجابة بعد موجز الأنباء….
[موجز الأنباء]
أحمد منصور:
فضيلة الدكتور، دعوتك لقتل اليهود في فلسطين، أما تعتبر دعوة للإرهاب في مفهوم السياسيين؟
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. أنا شوف حاقول لك حاجة، أنا عشت طول عمري أحارب الإرهاب والتطرف، أما ما يحدث من إسرائيل الآن، وأنا أقاومه وأدعو إلى مقاومته بمقتضى الشريعة الإسلامية، فتسمي هذا تحريضا على الإرهاب، فهذا..
أحمد منصور[مقاطعا]:
لست أنا الذي أسميه، ولكن السياسيين يسمونه ذلك، وعقدوا مؤتمر في شرم الشيخ اعتراضا على بعض العمليات التي قامت بها حماس سموه مؤتمر مكافحة الإرهاب.
د. عبد المعطي بيومي:
طيب.. ما رأي الجميع فيا يحدث الآن؟ أليس إرهابا؟ والله إذا كان أمام ما يحدث.. إذا كان مقاومة ما يحدث من إسرائيل الآن إرهاب فأنا أول الإرهابيين.
أحمد منصور:
لكن هناك نساء وأطفال من الإسرائيليين يدخلون ضمن هذا الأمر؟
د. عبد المعطي بيومي:
نعم.. هو أصل في إسرائيل –كما نعلم جميعا كما نعلم جميعا- كل من يعيش على أرض إسرائيل هو..
أحمد منصور:
فلسطين تقصد.
د. عبد المعطي بيومي:
على أرض فلسطين، كل واحد مشترك في جيش الدفاع الإسرائيلي، ما فيش مفهوم النساء، والأطفال، والشيوخ، والكهول، وهذه التسميات، ونحن نعلم جميعا أن كل منهم له رقم في جيش الدفاع الإسرائيلي، وبشفرة في الراديو يذهب كل إلى موقعه وإلى.. التعبئة يمكن أن تعلن في ساعة، أو ساعة ونصف، أو ساعتين، فليس هناك نساء وشيوخ بمقتضى المفهوم القديم، طيب وإذا قتلوا حتى لو فرض.
أحمد منصور:
يعني بمقتضى هذه الفتوى..
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعاً]:
لو سمحت لي -عفوا- لما أخلص بس..
أحمد منصور[مستأنفاً]:
بمقتضى هذه الفتوى يقتل كل يهودي موجود على أرض فلسطين.
د. عبد المعطي بيومي:
عفوا بس، بمقتضى إنه إذا قلنا حتى النساء والأطفال والشيوخ مش مشتركين في جيش الدفاع الإسرائيلي، القرآن يقول: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) وهم قتلوا نساءنا وأطفالنا وشيوخنا، فنحن مطالبون شرعا بأن نرد العدوان بمثله، إذا سبى العدو –في الماضي، في الفقه القديم- إذا سبى العدو نساءنا ألا نسبي نساءهم؟ هم يقتلون نساءنا، نحن نقتل نساءهم بمبررين شرعيين: المبرر الأول: أنهم قتلوا نساءنا وأطفالنا، والأطفال الذين.. والطفل الرضيع الذي لا يتعدى، لا يصل سنه إلى عامين، البنت والولد محمد الدرة أليس هذا إرهابا؟ ثم هل تقول لي..
أحمد منصور [مقاطعا]:
هناك أكثر من 20 طفل من القتلى في هذه الانتفاضة وحدها.
د. عبد المعطي بيومي:
هذا مبرر شرعي، ودافع شرعي، لأن أقتل أطفالهم ونساءهم وشيوخهم وكهولهم، لا أكتفي على المقاتلين فقط، ده هذه بالإضافة إلى أنه مشترك في جيش الدفاع الإسرائيلي كما قلت.
أحمد منصور:
لعب الأزهر على مدار أكثر من ألف عام..
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعاً]:
وما زال.
أحمد منصور[مستأنفاً]:
دورا هاما في تاريخ الأمة.
د. عبد المعطي بيومي:
نعم.
أحمد منصور:
ومن الملاحظ أنه وعلماءه الآن في غيبوبة عما يحدث في كثير من القضايا وعلى رأسها فلسطين.
د. عبد المعطي بيومي:
لا يا سيدي، هو..
أحمد منصور [مقاطعا]:
والآن كل الجامعات انتفضت وجامعة الأزهر يعني على الأقل العلماء يسجلوا موقف.
د. عبد المعطي بيومي:
يا سيدي أنت لا تتابع الأحداث جيدا إذن.
أحمد منصور:
كيف لا أتابع الأحداث؟
د. عبد المعطي بيومي:
جامعة الأزهر كانت هي الجامعة الأولى قبل القاهرة وعين شمس، وأنت أغفلتها الآن.
أحمد منصور:
الطلبة، الطلبة.
د. عبد المعطي بيومي:
نعم.
أحمد منصور:
أنتم الأساتذة والعلماء يجب أن يكون لكم دور.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. لا.. والطلبة، الطلبة.
أحمد منصور:
الطلبة يا سيدي الآن، الطلبة الآن في كل الجامعات حتى الجامعة الأمريكية.
د. عبد المعطي بيومي:
نعم.. هل ذهبت إلى جامعة الأزهر، في الأيام الثلاثة القليلة الماضية؟
أحمد منصور:
أنا أسألك الآن عن موقفكم أنتم العلماء، أنا أسألك عن موقفكم أنتم العلماء.
د. عبد المعطي بيومي:
نحن.. شوف، ما هو غيبة الأخبار تجعلك تقول غيبة الشيوخ.
أحمد منصور:
أنا بأسألك الآن، قل لي إللي إنتم عملتوه يا فضيلة الدكتور.
د. عبد المعطي بيومي:
لو سمحت لي بس.
أحمد منصور:
يا فضيلة الدكتور أنتم كعلماء، ماذا فعلتم الآن؟
د. عبد المعطي بيومي:
نحن ما فعلنا؟
أحمد منصور:
أيوه.
د. عبد المعطي بيومي:
أولا: يعني انعقد مؤتمر حاشد ضخم في جامعة الأزهر بحضور شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف، والمفتي، وكل المؤسسات الدينية.
أحمد منصور:
متى هذا؟
د. عبد المعطي بيومي:
ما أنا باقول لسيادتك غيبة الأخبار.
أحمد منصور:
أنا أسألك، أنا أسألك يا سيدي.
د. عبد المعطي بيومي:
أول أمس، يعني غيبة.. ونقلتها كل وكالات الأنباء، والكل أعلن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وفتواي هذه جزء صغير مما قيل في الندوة.
أحمد منصور:
أما يعتبر الآن هناك تضارب في الفتوى بين الأزهر الذي يحل التسوية والسلام وبين علمائه؟
د. عبد المعطي بيومي:
من قال: إن الأزهر يحل التسوية؟ متى أحل التسوية؟
أحمد منصور:
صدرت يا سيدي فتاوى عن الأزهر تجيز ما يتم الآن.
د. عبد المعطي بيومي[مقاطعا]:
لا.
أحمد منصور[مستأنفا]:
ما تم ما بين اتفاقات فيما يتعلق بالإسرائيليين، دعني من هذه الفتوى.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. لا.. خلنا نقف، لا عفوا.
أحمد منصور[مستأنفاً]:
استقبال شيخ الأزهر للحاخام الإسرائيلي الأكبر أكبر من الفتوى. تعليقك لاستقبال الحاخام الأكبر.
د. عبد المعطي بيومي:
عفوا.. لا عفوا.. علشان بس الكلام يبقى مدعم بالوثائق، ومش مرسل كده.
أحمد منصور:
طيب خلاص أنا كلامي الأولاني كان مرسل، رد لي بقى على إللي الناس كلها شافته.
د. عبد المعطي بيومي:
ما كانش فيه فتوى؟
أحمد منصور:
لا.. هناك فتوى ليست عندي الآن.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. ليست هناك فتوى، هل هناك فتوى في الأزهر..؟
أحمد منصور:
يعني هل الأزهر يرفض.. هناك فتوى من الأزهر من الخمسينات برفض التسوية مع الإسرائيليين.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. سيادتك، كمل السؤال.
أحمد منصور:
أنا باسألك الآن..
د. عبد المعطي بيومي:
هل الأزهر يبيح الاستيلاء على القدس؟
أحمد منصور:
إنت الآن عمال تحصر لي القضية في القدس زي الإسرائيليين بالضبط.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. أنا لم أقل الآن..
أحمد منصور:
يا سيدي قضية فلسطين.. أنا باسألك الفتوى عن السلام مع الإسرائيليين، لم أتكلم عن القدس.
د. عبد المعطي بيومي:
ألم أقل الآن أن فلسطين كلها مباركة، وهي المطلوب بالصراع؟
أحمد منصور:
فضيلة الدكتور.
د. عبد المعطي بيومي:
تفضل.
أحمد منصور:
أليس هناك فتوى من الأزهر بجواز التسوية والصلح مع إسرائيل؟
د. عبد المعطي بيومي:
آه.. شفت بقى؟
أحمد منصور:
أنا باسألك عن دي ما باسألكش عن القدس.
د. عبد المعطي بيومي:
هناك فتوى، لكن ليست تخص فلسطين لا تخص فلسطين.
أحمد منصور:
أنا الآن لا أتكلم عن فلسطين يا سيدي، أنا باقول لك عن التسوية والسلام.
د. عبد المعطي بيومي:
أي تسوية؟ مع من؟ وفي أي مكان؟ أنت تعلم..
أحمد منصور[مقاطعاً]:
يعني هنا أنت –أيضا- تجزئ المسائل زي الإسرائيليين ما بيجزئوها بالضبط.
د. عبد المعطي بيومي:
أنا أريد أرضا، أنا أريد أرضا، أنا لي هدف استراتيجي وهدف (تجسيد).
أحمد منصور:
أنا سألتك في البداية: قضية فلسطين قضية تخص الفلسطينيين، أو تخص الأمة؟
د. عبد المعطي بيومي:
المسلمون.
أحمد منصور:
قلت لي: تخص الأمة.
د. عبد المعطي بيومي:
المسلمين.
أحمد منصور:
إذن ما يتعلق بما قامت به مصر، وما قامت به الأردن، وما تقوم به سوريا، وما تقوم غيرها، لابد أن يرتبط –أيضا- بقضية فلسطين، صح؟
د. عبد المعطي بيومي:
يرتبط، لكن هل تضر..
أحمد منصور[مقاطعا]:
يعني الآن إنت تقر بوجود فتوى فيما يتعلق بالتسوية، تعليقك على استقبال..
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. ليس هناك فتوى.
أحمد منصور:
تعليقك، لا أقصد القدس يا سيدي.
د. عبد المعطي بيومي:
يا سيدي العزيز ولا القدس، هناك، أنت تعلم أن الفتوى تتغير من زمن إلى زمن، ومن مكان إلى مكان بمقتضى الأحوال، والإمام ابن القيم له في كتابه (إعلام الموقعين) أربعين صفحة في هذا الموضوع، نحن أفتينا كأزهر سنة 48 ضرورة الجهاد، وما زالت هذه الفتوى سارية المفعول، وهذه الفتوى فتوى مهيمنة على ما بعدها.
تيجي الفتوى بتاعة التسوية، إللي إنت سيادتك بتقول عليها علشان سيناء علشنان جنوب لبنان، علشان الأردن، علشان هذه، هذه المسائل نريد حصر إسرائيل في مكان، واكتساب أرض ناخد منها ما بقي، يعني أنا لما أقول لك: عندما يتفاهم ياسر عرفات علشان ياخد قطعة أرض الضفة الغربية، أليس من حقه أليس من حقه أن يأخذ أرضا ليواصل المجاهدون منها كفاحهم على أن يستمر الجهاد إلى الأبد، حتى يخرج الإسرائيليون من كافة التراب الفلسطيني؟ أليس هذا منطقا؟ نحن ندعو إلى التحرير الكامل.
أحمد منصور:
هذا منطق علماء السلطة.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. لسنا.
أحمد منصور:
منطق علماء السلطة، يا سيدي.
د. عبد المعطي بيومي:
أرجوك لا تستعمل مفاهيم مغلوطة.
أحمد منصور:
ما هو حضرتك بتقول: ده منطق؟ وأنا بأقول لك هذا منطق..
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. هذا مفهوم مغلوط.
أحمد منصور:
ليس هذا مفهومي أنا.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. لا.. مش..، مفهوم مغلوط.
أحمد منصور:
ولكنه المفهوم الذي يعكس إذا الحاكم اتخذ قرار معين.
د. عبد المعطي بيومي:
هل مفهوم السلطة، لو أن مفهوم السلطة كنا قلنا لرسوله الله –صلى الله عليه وسلم- لا تجزئ قضية العودة إلى مكة، الرسول جزأها؟ هو هناك هدف بعيد.
أحمد منصور:
إنت دايما بتقرن ما بين الرسول، وما بين أنظمة لا تطبق الإسلام ليه؟
د. عبد المعطي بيومي:
ما أنا بآخد الهدي بتاعي منها، أنا بآخذ هديي منها، وبأحاول أقر إذا كانت.. سأسلم جدلا أن هذه لا تطبق الإسلام، مع أن لا تطبق الإسلام دي مسألة ثانية.
أحمد منصور:
لا.. أنا بأقصد الشريعة نفسها بالمفهوم إللي الرسول كان يطبقها، يعني لا تقرن لي ما نعيشه بأنه يتوافق مع عهد الرسول وتنزل لي النص اللي كان بيطبق في عهد الرسول على…
د. عبد المعطي بيومي:
هل ده مجتمع إسلامي، أو لا إسلامي؟
أحمد منصور:
طبعاً مجتمع إسلامي، لا خلاف على ذلك.
د. عبد المعطي بيومي:
عظيم جدا، ولا أنت بتكفر المجتمعات؟
أحمد منصور:
يا سيدي لا تحرف كلامي.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. لا..
أحمد منصور:
هناك فرق.
عبد المعطي بيومي:
تفضل.
أحمد منصور:
هناك فرق ما بين عهد الرسول –صلى الله عليه وسلم- وما كان يطبقه، وما يطبق الآن، أليس كذلك؟
د. عبد المعطي بيومي:
نحن نأخذ الأسس، نحن نأخذ الأسس.
أحمد منصور:
أنا باسألك الآن حتى لا تضيع مننا الأمور، ونظل في حدود التي متفقين عليها.
د. عبد المعطي بيومي:
تفضل.
أحمد منصور:
استقبل شيخ الأزهر الحاخام الإسرائيلي الأكبر الذي أنت الآن تطالب بقتله.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. هذه نقطة الآن، لما نصفي النقطة أنا عايز أصفي النقطة.
أحمد منصور:
أنت الآن تطالب بقتله هو الآخر، ما تعليقك على هذا الأمر؟
د.عبد المعطي بيومي:
لا.. لا.. أنا..
[فاصل إعلاني]
أحمد منصور:
فضيلة الدكتور تعليقك إيه على زيارة الحاخام الأكبر، واستقباله من قبل علماء الأزهر؟
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. أنا تعليقي لسه نقطة ما صفيتهاش ما تديش أسئلة بدون أجوبة، أم أنت جايبني تقول لي..؟
أحمد منصور:
ما هو حضرتك مش راضي تجاوب.
د. عبد المعطي بيومي:
إنت جاينبي تقول لي كلام بس من غير ما أجاوب؟
أحمد منصور:
ما هو أنا عايزك تجاوب، إنت مش راضي تجاوب، لازم أنتقل لنقطة أخرى.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. إنت إللي بتنتقل أنا مش عايزك..
أحمد منصور:
أمامكم الفرصة للإجابة، تفضل.
د. عبد المعطي بيومي:
أمامي الفرصة للإجابة.. الرسول –صلى الله عليه وسلم- وضع أمامه هدفاً عاماً واستراتيجياً بعيداً.. أرجوك لا تقاطعني.
أحمد منصور [مقاطعا]:
أكرر عليكم: عهد الرسول شيء، ولا تطبق ما فعله الرسول مهما يحصل.
د. عبد المعطي بيومي:
نحن امتداد لعهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
كمسلمين.
د. عبد المعطي بيومي:
كمسلمين، وكمجتمعات إسلامية.
أحمد منصور:
وكمجتمعات إسلامية.
د. عبد المعطي بيومي:
ونحن مهمتنا كعلماء أن نأخذ من هذا العهد ما يغذي ويرشد مسيرة هذا العهد، عندما وضع الرسول في ذهنه هدفا بعيد المدى، وهو العودة إلى مكة، وراح يعتمر، ألم يقسم القضية ليجد أرضا؟ ويومها عمر بين الخطاب قال مثل مقولتك هذه: أنرضى الدنية في ديننا؟ والرسول –صلى الله عليه وسلم- دخل وقال للسيدة أم سلمة: (هلك المسلمون يا أم سلمة) وعاد، وعاد في سبيل هدف كبير هدفنا –ونحن نعلن من هذا المكان، ونشكرك أن هيئت هذا- نحن ندعو إلى تحرير كامل التراب الفلسطيني، وأقول لك: إنني أومن –كشخص مسلم- أن إسرائيل فانية بمنطق التاريخ، لأنه إذا كانت إسرائيل قوية الآن -كما تقول- فهي إلى زوال، لكنها تنتظر الرجال الذين يعجلون هذا الموعد فقط، لكن زوالها قائم لا محالة، لأنه لن تكون أكثر من الحصون المحصنة في المدينة، ولن تكون أكثر من الدول الأربع الصليبية الكبرى، التي كانت قائمة في ذلك العهد، هذا وجود إسرائيل ضد منطق التاريخ، لكننا نحتاج إلى خطط، وجهود، ورجال، لكي نعجل من هذا اليوم، الذي يحكم فيه منطق التاريخ والأشياء، عندما نحن نوافق نحن –كعلماء- على بعض التسويات، التي تكتسب أرضا نحارب منها لا مانع..
أحمد منصور [مقاطعا]:
تحارب منها.. لأ، أنت مش بتكتسب أرض تحارب منها.
د. عبد المعطي بيومي:
نعم نكتسب أرضا نحارب منها.
أحمد منصور:
كل الأراضي التي اكتسبت إلى الآن تتضمن حماية أمن إسرائيل بالدرجة الأولى.
د. عبد المعطي بيومي:
لا يا سيدي.. لنقل، أمال أنت عايز تعمل إسرائيليات، وتقول لهم: إن أنا باكتسب أرض علشان أحاربكم منها؟! هل هذه سياسة؟
أحمد منصور:
ما أنت بتقول لي: الفتوى مربوطة بأنك أنت..
د. عبد المعطي بيومي:
نحن نحكم بمقتضى الأهداف العامة، الأهداف التي..
أحمد منصور[مقاطعاً]:
خلاص.. أنت لك فتوتك، والآن المشاهدين فهموها، تعليقك إيه على زيارة الحاخام الأكبر لمشيخة الأزهر، في ظل إنك أنت الآن بتقول: إن كل يهودي موجود على أرض فلسطين يجب قتله؟!
د. عبد المعطي بيومي:
شوف أنا هأقول لك حاجة: أنت الآن تغمض عينا وتفتح عينا عندما تنظر إلى الأزهر..
أحمد منصور [مقاطعا]:
لأ.. أنا مفتح عيني الاثنين.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. لا.. عندما تنظر إلى الأزهر، تغمض منظرا من الصورة، وترى منظرا آخر..
أحمد منصور[مقاطعاً]:
يا سيدي.. هذه الصورة التي يراها الناس، وأنا أعكس وجهة نظر الناس، لا أعكس رأيي الخاص.
د. عبد المعطي بيومي:
دعني أكمل أنت رجل محاور، دعني، دعني، أنا أسمع سؤالك كاملا، فدعني إديني فرصة تسمع إجابتي كاملة.
أحمد منصور:
تفضل يا سيدي، تفضل.
د. عبد المعطي بيومي:
الأزهر فيه رؤى، وطول عمر الأزهر فيه الرأي والرأي الآخر، وغالبية موقف الأزهر.. جسم الأزهر سليم، ولا يوجد أزهري واحد –بما فيهم شيخ الأزهر- يبيح لإسرائيل شيئا مما تعمله الآن، فالصورة في الأزهر غير ما تقول، أنت.. أنا مش عايز أقول، لأن أنا أثق فيك تمام الثقة، وإلا لو كان واحد غيرك كنت قلت إنك تزيف الصورة، لأنه صورة الأزهر.. هل صدرت فتوى من شيخ الأزهر بإباحة احتلال إسرائيل لأرض فلسطين؟ الأزهر دايما طوال عمره فيه الرأي والرأي الآخر، حتى من زمان جدا..
أحمد منصور [مقاطعا]:
الرأي الآخر بيقمع الآن في الأزهر
د. عبد المعطي بيومي:
لو سمحت لي، حتى أيام محمد عبده، كان هناك الرأي والرأي الآخر..
أحمد منصور[مقاطعاً]:
ألا (ينحى) الرأي الآخر الآن في الأزهر؟
د. عبد المعطي بيومي:
اسمح لي لو سمحت لي..كان هناك شيوخ كبار يعارضون محمد عبده، أين هؤلاء الشيوخ الكبار الآن، وأين محمد عبده؟ محمد عبده ما زال فكره يتردد، والشيوخ الكبار الآن أصبحوا أرقاما في سلسلة شيوخ الأزهر، وعفى عليهم التاريخ فالصورة غير..
أحمد منصور[مقاطعا]:
يا فضيلة الدكتور.. أنا أكلمك الآن عن واقع وعن حقائق، وأقدر كل ما تقول..
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعاً]:
طب.. قدر الواقع والحقائق الأخرى.
أحمد منصور:
أنا باعكس الرأي الآخر، هناك صراع الآن ما بين شيخ الأزهر وما بين مجموعة من علماء الأزهر كبار، تسمى جبهة علماء الأزهر، فيها أربعة آلاف..
د. عبد المعطي بيومي[مقاطعاً]:
هذا الصراع ليس على فلسطين.
أحمد منصور:
أنت مش بتقول لي: الرأي الآخر؟ هو الرأي الآخر على فلسطين بس؟! الرأي الآخر ده على فلسطين بس، أو في كل القضايا؟
د. عبد المعطي بيومي:
ليس على فلسطين.. وبعدين أنا عايز أقول لسيادتك حاجة.. لو سمحت لي، نحن هنا علشان ما يجري الآن في فلسطين، ومستقبل الصراع..
أحمد منصور [مقاطعا]:
أنت الآن بتقول لي حاجة، وأنا باستشهد لك بحاجة..
د. عبد المعطي بيومي [مستأنفا]:
هذه نقطة جانبية ممكن تعمل لها ندوة، وأنا أبقى تحت أمرك أجي لك ساعتين نحاول نحاور فيها.
أحمد منصور:
فضيلة الدكتور.. أنت الآن بتقول إن فيه رأي ورأي آخر، أنا بأثبت لك إن فيه رأي واحد بس، مفيش رأي ورأي آخر.
د. عبد المعطي بيومي:
لأ.. ليس هناك رأي واحد إطلاقا في الأزهر عبر التاريخ..
أحمد منصور:
أنا –عموما- جبت لك شاهد، ومن حقك إنك تقول ما تريد، بس اسمح لي الآن، لدي ضغط من المشاهدين، أريد أشرك بعضهم.
د. عبد المعطي بيومي:
تفضل.
أحمد منصور:
محمد أبو سمره.. من (غزة) تفضل يا أخ/ محمد.
محمد أبو سمره:
أستاذ أحمد.. سلام عليكم.
أحمد منصور:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، آسفين لتأخيرك يا سيدي، تفضل.
محمد أبو سمره:
إللي بيتكلم معك الدكتور/ محمد أبو سمره (أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين).
أحمد منصور:
أهلاً بك يا سيدي، تفضل.
محمد أبو سمرة:
الله يخليك، بداية أنا أحييك على هذا البرنامج الجيد والجميل، وأنا أوجه تحياتي أيضاً للدكتور/ عبد المعطي بيومي.
د. عبد المعطي بيومي:
شكرا.
محمد أبو سمرة:
أنتهز هذه الفرصة إذا تسمح لي بمداخلة صغيرة فقط، لأوجه تحياتي باسم الشعب الفلسطيني الصامد والمرابط على أرض فلسطين إلى إخواننا الشعب المصري، طلبة الجامعات المصريين، طلبة الجامعات في اليمن طلبة الجامعات في عمان، طلبة الجامعات في لبنان، وفي دمشق، وفي كل الوطن العربي والإسلامي على هبتهم ونجدتهم ونصرتهم لإخوانهم في فلسطين، أتحدث معك كأحد الشاهدين الأحياء الذين ما زالوا أحياء على المجزرة الوحشية البشعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي المجرم.
إن الجرائم التي ترتكب يوميا في مفرق نتسرين، مفرق الشهداء، أو في كل خطوط التماس مع العدو الإسرائيلي في الضفة والقطاع هي أبشع مما يمكن وصفه، أوجه عبر قناة الجزيرة، التي نكن لها في فلسطين كل الاحترام والتقدير، لدورها البارز والمميز في البث الحي والمباشر لكل أحداث الانتفاضة، انتفاضة الأقصى، انتفاضة الدم الفلسطيني، انتفاضة الشهادة، انتفاضة البسالة، الانتفاضة الذي تحرك فيها الشعب الفلسطيني نيابة عن مليار ونصف المليار مسلم، ليقولوا للمحتل الإسرائيلي: أننا سوف ندافع بدمنا وأرواحنا، بأظافرنا وأسناننا عن الأقصى المبارك.
سندافع نيابة عن الأمة، سننوب عن كل الأمة العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج دفاعا عن الأقصى والإسلام وفلسطين والقدس، نقول لإخواننا من المحيط إلى الخليج، من طنجة حتى جاكرتا، في كل العواصم العربية والإسلامية، ونحن ننزف دما، ونحن ننزف دما، ونحن ننزف دما، أو قل: أنه لم يبق لنا دم لننزفه، لأنه في كل بيت من بيوتنا، في كل حارة من حوارينا، في كل زقاق من أزقتنا، في كل بيت، في كل قرية في كل مخيم هناك شهيد، هناك جريح.
حتى اللحظة الأخ/ أحمد، والدكتور/ عبد المعطي بيومي، وكل المشاهدين الذين يستمعون إلينا عبر قناة الجزيرة، لقد ازداد عدد الشهداء الأبطال المميزين عن أكثر من 100 شهيد، كان آخرهم شهيد بطل عمره تسع سنوات قبل ساعات فقط سقط بصاروخ وجه له من إحدى الطائرات المروحية الأمريكية، المعبأة
-للأسف الشديد- بالنفط العربي، هذا الطفل الصغير الذي عمره تسع سنوات فجر رأسه تفجيرا، لم يبق في رأسه شيء، قبل قليل أيضا الأخ العزيز الطائرات الإسرائيلية في غزة، وفي رفح، وفي بيت لحم، وفي نابلس، تضرب كل شيء يمكن أن تصل إليه، لقد ضربت قبل ثواني قليلة محولات الكهرباء في بيت لحم، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن بيت لحم ورام الله، نحن ننوب عن كل الأمة العربية والإسلامية في حربنا، في صمودنا، في رباطنا، في بسالتنا، في مواجهة هذا العدو المجرم البشع، الذي يتسلح بالسلاح الأمريكي، الذي يتسلح بالصمت العربي، الذي يتسلح بصمت الضمير العالمي، هذا الضمير الذي يتحرك لموت قطة في أوروبا، ولا يتحرك لموت الأطفال الأبرياء المظلومين الرضع، الذين كانت جريمة قتل الشهيد البطل محمد الدرة، الذي سقط أمام عيني الذي سقط أمام عيني وكنت شاهدا حيا لسقوط الشهيد البطل محمد الدرة، وسقوط الشهيد البطل بسام البلبيسي الذي حاول وهو سائق الإسعاف حاول إنقاذه فتقدم غير مبالي بوابل الرصاص المنهمر كالمطر على رأس والده البطل جمال الدرة، وعلى رأس الشهيد البطل الطفل الصغير محمد الدرة، ليتقدم بسام البلبيسي محاولا لإنقاذه، فما كانت من الطائرات الحربية الإسرائيلية الأمريكية إلا أن قصفت سيارة الإسعاف، فسقط الشهيد البطل بسام البلبيسي على الفور، فتقدمت سيارات الإسعاف الأخرى ليصاب آخرين بجروح وجروح، وجروح.
أحمد منصور:
شكراً لك يا دكتور.
محمد أبو سمره:
أقول لإخواننا العرب، للطلاب الذين يمثلون ضمير الأمة الحي، أننا لا نريد دموع العرب والمسلمين فقط، لا نريد حرق أعلام إسرائيل على أبواب الجامعات فقط..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
هذا المتاح يا دكتور، هذا المتاح..
محمد أبو سمره[مقاطعاً]:
لا نريد المظاهرات التي تتصدى لها أجهزة الأمن العربية، لكيلا تخرج إلى الشارع العربي، فقط أن تبقى داخل أسوار الجامعات، نحن نريد، وأوجه باسم الشعب الفلسطيني، باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، باسم كل أبطال فلسطين، باسم الشهيد محمد الدرة، باسم الشهيد بسام البلبيسي، باسم كل الشهداء الذين سقطوا، والذين ما زالوا يسقطون، والذين سيسقطون، والذين سيسقطون، والذين سيسقطون، أقول للجميع: أننا نريد من الجماهير العربية والإسلامية أن تتحرك وتزحف، وتزحف، وتزحف، وتزحف نحو فلسطين.
لقد قام أبطال الشعب الفلسطيني أمس، وأول أمس، واليوم بخلع الجدار الحدودي الذي يفصل رفح الفلسطينية عن رفح المصرية، على مسافة 2 كيلو متر، لكننا لم نجد أحدا نستنصره، لم نجد أحدا نستنصره، نحن نوجه التحية للرئيس المصري البطل محمد حسني مبارك، ونوجه التحية للشعب المصري العزيز الكريم الذي هب في جامعة الإسكندرية، وفي جامعة القاهرة، وفي كل الجامعات المصرية لينجد لينصر جماهير الشعب الفلسطيني، وأنا أوجه التحية للدكتور/ عبد المعطي بيومي، لفتواه العزيزة العظيمة التي نتمنى أن تصدر عن شيخ الأزهر، ليفتي شيخ الأزهر بتحريم السلام مع إسرائيل، وفتح باب الجهاد من كافة العواصم العربية وكافة الحدود العربية، إن الشعب الفلسطيني يا أخ/ أحمد، والدكتور/ عبد المعطي وكل علماء المسلمين، وكل علماء العرب، وكل قادة العرب، وكل قادة المسلمين، وكل شعوب المسلمين، إن الشعب الفلسطيني يشهد بدمه، يشهد بدمه، يشهد بدمه، يكتب شهادته عليكم، على الأمة العربية، على الأمة الإسلامية، نحن نذبح من الوريد إلى الوريد متى سيتحرك؟ متى سيتحرك؟
أحمد منصور [مقاطعا]:
شكرا لك، شكرا جزيلا، حتى أتيح المجال لآخرين، أشكرك شكرا جزيلا.
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعا]:
تسمح لي أعلق على الأخ..
أحمد منصور [مستأنفا]:
وأود أن ألفت عناية الإخوة المشاهدين إلى أنهم يمكنهم متابعة في نشرات الأخبار القادمة المظاهرات، التي تمت في جامعات عين شمس، والجامعة الأمريكية، وجامعة القاهرة، في تقارير مصورة، سوف تبث في نشرات الأخبار القادمة.
محمد علي من (الدنمارك) تفضل يا أخ/ محمد.
د. عبد المعطي بيومي:
لو سمحت أعلق على الأخ.
محمد علي:
آلو.. السلام عليكم.
أحمد منصور:
وعليكم السلام ورحمة الله، تفضل.
محمد علي:
ذكر الأخ آية قال: (واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم) ثم قال: يجب على المسلمين إخراجهم من فلسطين، ولكن نسي بأن الله قالها للمسلمين جميعا، وليس لدولة معينة، أليس الفلسطينيين مسلمين مثلهم مثل أي مسلم في الوطن العربي؟
د. عبد المعطي بيومي:
أنا ما قلت دولة معينة يا أخي.
محمد علي:
لماذا ينظرون عليهم كأنهم غرباء؟
د. عبد المعطي بيومي:
أنا ما قلت دولة معينة.
محمد علي:
أليس فلسطين دولة عربية مثل الكويت؟
أحمد منصور:
شكرا لك، نسمع تعليق فضيلة الدكتور، شكراً لك، تفضل فضيلة الدكتور.
د. عبد المعطي بيومي:
لو سمحت أنا عاوز أعلق على الأخ أبو سمرة أقول: اثبتوا لأن اليهود يظنون أن حصونهم مانعتهم من الله وطائرتهم، ولكن الله -سبحانه وتعالى- يتدخل لنصرة المؤمنين، فاثبتوا ومعكم كل علماء الأزهر، وكل علماء الأزهر لا تستثني عالما دون عالم، ولا طالبا دون طالب، وإنما نحن معكم، والأزهر في قلب الأمة وضمير الأمة، وأقول للأخ الذي تحدث الآن: احنا ما قلنا دولة معينة، وإنما الأمة الإسلامية أمة واحدة، وواجب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يتضامنوا ويتضافروا مع إخواننا الفلسطينيين، والقاعدة الشرعية أنه إذا اعتدي على شبر من أرض الإسلام في أي مكان فإن الجهاد فرض عين على كل مسلم، فلم أقل دولة واحدة فكيف فهم الأخ هذا؟
أحمد منصور:
الأستاذ/ عبد الفتاح عساكر (عضو جمعية السلام المصرية) وأحد دعاة التطبيع تفضل يا سيدي.
د. عبد المعطي بيومي:
سابقا.
عبد الفتاح عساكر:
مساء الخيرات.
أحمد منصور:
مساك الله بالخير.
عبد الفتاح عساكر:
يسعدني أن أساهم معكم وأعلن لمشاهدي قناة الجزيرة.
أحمد منصور:
أرجو أن تخفض صوت التليفزيون يا أستاذ/ عبد الفتاح، وتواصل مداخلتك.
عبد الفتاح عساكر:
انسحابي من جمعية السلام المصرية.
أحمد منصور:
متى هذا الانسحاب؟
عبد الفتاح عساكر:
وأرفض من الآن التطبيع مع عصابات الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين، ولقد آن الأوان أن نقول ويعلم العالم أن التوراة.
أحمد منصور [مقاطعا]:
متى اتخذت أولا: هذا القرار؟ يا أستاذ/ عبد الفتاح، متى اتخذت هذا القرار الذي أعلنته الآن؟
عبد الفتاح عساكر:
عندما قام شارون بتخطيط من الموساد، وبدعم من باراك وتأييد من الـ C I A بتدنيس المسجد الأقصى في حماية أكثر من 3 آلاف من عصابات الصهاينة المسلحين.
أحمد منصور:
وكنت قبل ذلك على قناعة بالتطبيع وبالسلام؟
عبد الفتاح عساكر:
ودي مش أو مرة.
أحمد منصور:
هل كنت قبل ذلك على قناعة بالتطبيع وبالسلام؟
عبد الفتاح عساكر:
قبل كده دخلوا المسجد الأقصى سنة 67، وهدموا حائط البراق.
أحمد منصور:
يا أستاذ/ عبد الفتاح، أنا أسألك أنت ظهرت في قناة الجزيرة داعيا للتطبيع ومنتقدا لحركة حماس قبل عدة أشهر، هل تراجعت في كل هذه الأفكار الآن؟
عبد الفتاح عساكر:
نعم.
د. عبد المعطي بيومي:
أحسنت.
عبد الفتاح عساكر:
تراجعت عن كل الأفكار السابقة، لأني كنت أفهم أن اليهود.. القرآن الكريم أكد لنا (منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون)، كنت أفهم أنهم مع السلام إن منهم المؤمنين وحيمشوا في سلام، تبين أن اليهود الموجودين على أرض فلسطين والمغتصبين لأرض فلسطين لا يرغبون السلام.
أحمد منصور:
متى اكتشفت هذه الحقيقة التي كانت..؟
عبد الفتاح عساكر:
ولا يريدون السلام.
أحمد منصور:
سيدي.. متى اكتشفت هذه الحقيقة التي كانت غائبة عنك طوال الفترة الماضية وكنت أحد المدافعين عن التطبيع وعن التسوية، وانتقدت حركة حماس بشدة على مدار ساعتين في برنامج (الاتجاه المعاكس)؟
عبد الفتاح عساكر:
أخي الكريم، أنا لم أنتقد حركة حماس، وإنما أنا باقول على حماس وعلى فصائل الجهاد الفلسطيني أن يوحدوا كلمتهم، اليهود جماعات من كل فئات العالم اتحدوا، جمعتهم وحدة الهدف، واحنا دي أرضنا على الفصائل أنا بأقول: أنا ليس لي خلاف بيني وبين أي أحد من الفصائل الفلسطينية، أنا باقول لهم: اتحدوا وحدوا كلمتكم.
أحمد منصور:
يعني أنت الآن بتعلن توبتك عن الدعوة للتطبيع؟
عبد الفتاح عساكر:
نعم؟
أحمد منصور:
هل تعلن الآن توبتك عن الدعوة إلى التطبيع وأن تكون من أنصار السلام؟
عبد الفتاح عساكر:
أنا أقول أني أرفض التطبيع مع المعتدي ومع قاتل الأطفال.
أحمد منصور:
ما هو قبل ذلك كان معتديا، وقاتلا للأطفال أيضا؟
عبد الفتاح عساكر:
ويعلن زعيم دولة أمريكا..
أحمد منصور:
يا سيدي.. يا سيدي.. أرجو أن تسمعني يا أستاذ/ عبد الفتاح.
عبد الفتاح عساكر:
أن فيه تبادل للنيران بين الفلسطينيين وبين شباب الحجارة، ما فيش.
أحمد منصور:
أستاذي الفاضل.
عبد الفتاح عساكر:
فيه رصاص وطائرات ودبابات من إسرائيل بتضرب في شباب الحجارة.
أحمد منصور:
يعني أنت الآن تعلن بصفتك عضو في جمعية السلام المصرية وأحد دعاة التطبيع أو جماعة (كوبن هاجن) تعلن الآن خروجك من هذه الجماعة، ورفضك للتطبيع والتسوية مع إسرائيل.
عبد الفتاح عساكر:
كنت، والآن أرفض التطبيع.
أحمد منصور:
متى تبت عن هذا الأمر؟
عبد الفتاح عساكر:
يا أخي الكريم، الأسئلة يا أخ/ أحمد، الأسئلة الاستفزازية.
أحمد منصور:
الأسئلة عايزة إجابات، يا أستاذ/ عبد الفتاح.
عبد الفتاح عساكر:
لن تستفزني، يا أخ/ أحمد عاوز أقول لك حاجة: الأسئلة الاستفزازية لن.. مش ممكن، لأن أنا ما تنساش إن أنا مصري.. يعني هرم، يعني نيل ينساب.
أحمد منصور:
ما أنت عندك هرم برضو، عندك هرم بيسألك برضو، ما هو بسألك هرم برضو.
د. عبد الفتاح عساكر:
لا أنفعل.
د. عبد المعطي بيومي:
غير رأيه، غير رأيه، غير رأيه.
د. عبد الفتاح عساكر:
نعم.
د. عبد المعطي بيومي:
غير رأيه، كنت أولا: تريد أن تبرئ الذمة إلى الله، حتى لا يقول أحد إن إسرائيل تريد السلام، والعرب يريدون الحرب، والذين كانوا يسيرون..
عبد الفتاح عساكر:
نحن يا أخي.
أحمد منصور:
والله الكلام ده يا دكتور، كلام فيه نوع من التلاعب في الألفاظ.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. لا.. هو إبراء للذمة، والآن وضح الصبح لذي عينين.
عبد الفتاح عساكر:
السلام شجرة والتطبيع ثمرة، نحن دعاة سلام، واليهودية دين يدعو إلى السلام ولكن اليهود الموجودين ليسوا أهلا لهذا الدين، المسيحية دين السلام، الإسلام جاء دعوة وما زالت قائمة للسلام، ومع ذلك اليهود اللي موجودين محتلين لأرض فلسطين بهذا الشكل الموجود بيننا الآن، ليسوا دعاة سلام.
أحمد منصور:
شكرا لك وجهة نظرك واضحة، أستاذ/ عبد الفتاح.
عبد الفتاح عساكر:
وقالت التوراة عنهم: أرجلهم إلى الشر تجري، وتسرع إلى سفك الدماء، في طرقهم اغتصاب وسحق، طريق السلام لن يعرفوه، وليس في مسالكهم عدل.
أحمد منصور:
شكرا لك، أريد أن أتيح المجال لآخرين اسمح لي، شكرا جزيلا.. لديك تعليق يا دكتور؟
د. عبد المعطي بيومي:
هو الحقيقة يعني برضو أحسن الظن بالذين كانوا يقولون السلام، ومع أني منذ اللحظة الأولى، منذ اللحظة الأولى كنت أحاور هؤلاء وأجادلهم بأن هؤلاء اليهود لا يعرفون شيئا اسمه السلام (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا)، ولكن كانوا يقولون ونحن نحسن الظن بالطبيعة البشرية، كانوا يقولون: نريد أن نبرئ ذمتنا أمام العالم، حتى لا يقال: إننا دعاة حرب، وإننا إرهابيون وإننا.. فمددنا يدنا بالسلام، لكي نعرف يعرف العالم أن الأمة العربية أمة مسالمة، ولكنها أمة لا تقبل الاعتداء على أبنائها، ولا أطفالها، ونسائها، ولا مقدساتها، يكفي إنه في هذا الموقف عرف العالم حقيقة، وعرف الذين يدعون إلى السلام حقيقة الطبيعة البشرية اليهودية، لكن أريد أن أقول: إن على المنظمات الجهادية في فلسطين ألا تسكت ولا تكف، ولا تقبل بأي حال من الأحوال وقف الانتفاضة مرة أخرى، إن ما جنته القوى الفلسطينية.
أحمد منصور:
حتى وإن اصطدمت مع السلطة الفلسطينية، التي تعتقل كثيرا من هؤلاء..؟
د. عبد المعطي بيومي:
يجب على السلطة يا أستاذ/ أحمد، يجب على السلطة أن تهيئ الجهاد بعد التجربة المريرة سنوات دون طائل، لعل السلطة الفلسطينية الآن وضح الصبح لها، وأصبح ذا عينين إن إسرائيل لا تريد السلام، وإنما تريد تضييع الوقت، وإخماد الانتفاضة والخداع، والخداع النفسي والعقلي والعقدي، نحن نريد من السلطة الفلسطينية أن تهيئ لكل راغب في الجهاد أن يجاهد، ونريد من السلطة الفلسطينية أن تتبصر حقائق الأمور الآن، لم يعد هناك فرصة لكي تكون هناك غشاوة على عين أحد.
أحمد منصور:
نائلة عوينات، نائلة تفضلي، نائلة.
نائلة عوينات:
أيوه.. السلام عليكم.
أحمد منصور:
وعليكم السلام ورحمة الله.. من أين يا نائلة تتكلمين؟
نائلة عوينات:
يا أخ/ أحمد، أنا بدي أحكي، يعني إذا بتسمح لي أحكي إللي بقلبي.
أحمد منصور:
تفضلي يا سيدتي.
نائلة عوينات:
أنت سامعني؟
أحمد منصور:
أسمعك أنت من الأردن تتحدثين؟
نائلة عوينات:
أخ/ أحمد.
أحمد منصور:
أرجو أن تخفضي صوت التليفزيون.
نائلة عوينات:
أخ/ أحمد، سامعني؟
أحمد منصور:
أسمعك يا سيدتي تفضلي.
نائلة عوينات:
يا أخ/ أحمد.
أحمد منصور:
أسمعك، أسمعك تفضلي.
نائلة عوينات:
أنا باطلب من الرئيس صدام حسين بالدفاع عن المسلمين والعرب في فلسطين ليوقف الدماء، وأناشد جميع الحكام العرب بالتحرك والجهاد كفانا كلام، وكفانا هتافات، نريد أن تهبوا للجهاد، فإما الموت وإما النصر المشرف، وأقول: وامعتصماه، واإسلاماه، واصداماه، فكفانا كفانا ذل إحنا بيكفينا، يعني إللي شفناه ما أحد شافه في حياته، فأي إنسان عربي مسلم بيكفي، يعني أكثر من هيك ما عاد صار فيه عندنا مجال أن نحكي أن ناخد نناقش، بس نسمع ونجاوب ما بيصير، بدنا يهبوا كل العالم، علشان ينجدوا هالدماء، وقف الدماء، نهر الدماء إللي صار في فلسطين، وهذا رجائي إليكم، والسلام عليكم ويعطيك العافية يا أخ/ أحمد.
أحمد منصور:
شكرا يا نائلة، شكرا لك.. عبد الله حامد من الولايات المتحدة الأمريكية تفضل يا أخ/ عبد الله، عبد الله حامد، عبد الله تسمعني؟
عبد الله حامد:
آلو.
أحمد منصور:
تفضل يا سيدي.
عبد الله حامد:
آلو.
أحمد منصور:
تفضل يا سيدي، أنت على الهواء، تفضل.
عبد الله حامد:
السلام عليكم.
أحمد منصور:
وعليكم السلام ورحمة الله.
تفضل يا عبد الله، تفضل بمداخلتك.
عبد الله حامد:
يا أخ/ أحمد، أود أن أبدأ بتقديم تحيات الإكبار والإجلال لشهدائنا في الأقصى وعندي سؤال لكم.
أحمد منصور:
تفضل يا سيدي.
عبد الله حامد:
هو كثيرا ما تتردد، سمعنا الكثير من الجالية العربية في أمريكا عن تسيير مسيرة العشرة مليون مسلم إلى القدس في يوم الجمعة، بعد صلاة الجمعة في تاريخ 13/10 يقولون: أن هناك مسيرة العشرة مليون مسلم المتجهة إلى القدس، ولن يوقفهم إلا وصولهم إلى القدس، سؤالي هو لم نسمع من أي جهة رسمية، أو في أي جريدة هذا الكلام، هل لكم أن تؤكدوا لنا هذا.
أحمد منصور:
أنا لا أدري شيئا عن هذا الموضوع، وللمرة الأولى أسمع هذا الكلام منك، أشكرك شكرا جزيلا.
هالة عبد الستار، من (بوسطن) من الولايات المتحدة الأمريكية، تسألك: ما هو الدور الذي يجب أن تقوم به مصر في مثل هذه المحنة التي يمر بها الفلسطينيون؟ وهل أنت مع المظاهرات التي يقوم بها الشباب في جامعة القاهرة؟ وما هي الفائدة منها؟ هي طبعا في الجامعات كلها ليس في جامعة القاهرة فقط؟
د. عبد المعطي بيومي:
أنا أسألها: أي دولة قامت بدور أكبر مما قامت به مصر؟ أسألها بجد، ثم إنه نحن مع التعبير عن الإرادة الشعبية ،شريطة أن يؤدي هذا التعبير إلى الهدف المرجو، لكن أن تسأل الأخت عن دور مصر، هل هي تسأل سؤال المنكر، أو سؤال الذي لا يعرف؟
أحمد منصور:
لا.. هي السؤال تسأل عما ينبغي، وأعتقد إن السياسيين يمكن أن يجيبوا على هذا السؤال.. عندي أكثر من سؤال وليس سؤالا واحدا، من مشاهدين مختلفين يسألون: هل فتوى قتل اليهود أينما وجدوا -على سبيل المثال- تضمن اليهود المقيمين في مصر والأردن واليمن ما شابه؟ فتواك بخصوص قتل اليهود بالقدس أو فلسطين تحديدا، نرجو التوضيح؟
د. عبد المعطي بيومي:
أنا قلت في هذه المرحلة: اقتلوهم حيث ثقفتموهم في فلسطين، فإن تطورت المعارك وبغى العدو أكثر ولم يسمع لكلمة الحق والعدل، وفي مرحلة قادمة يمكن أن تتغير الفتوى إلى اقتلوا الإسرائيليين حيث ثقفتموهم وفقط، حيث ثقفتموهم في أي مكان في العالم، لأن الحرب الآن بين المسلمين ككل وبين الإسرائيليين الصهاينة ككل، لكننا نقصر الفتوى الآن على اقتلوهم حيث ثقفتموهم في فلسطين، لأن الإسرائيلي الذي جاء من بلده إلى فلسطين هو معتد بلا شك، لأنه لا شك في حقيقة اعتدائه، لأنه ترك وطنه.
كل إسرائيلي يحمل جوازي سفر، بلده الأصلية والجواز الإسرائيلي، فهذا معتد بلا شك، ففي هذه المرحلة ندعو إلى مقاومة المعتدي، وهؤلاء لا شك في حقيقة اعتدائهم، لأنهم تركوا بلادهم الأصلية من آفاق العالم وجاءوا يحتلون بلادنا ويخرجون إخواننا من ديارهم، والله تعالى يقول: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وإن الله على نصرهم لقدير)، فهذه الفتوى لا تشمل إلا المقيمين في فلسطين فقط الآن.
أحمد منصور:
عندي مهدي بن عامري من (إرتيريا) يقول: هل تقبيل السيد/ عرفات يد مادلين أولبرايت سوف يرجع القدس، وأنه يجتمع معها الآن، سؤال تعليق فقط أورده علي سلطان من (السعودية) تفضل يا علي.
علي سلطان:
آلو.
أحمد منصور:
تفضل يا سيدي.
علي سلطان:
آلو.
أحمد منصور:
تفضل يا سيدي.
علي سلطان:
السلام عليكم.
أحمد منصور:
وعليكم السلام ورحمة الله.
علي سلطان:
أسعد الله مساكم بكل خير.
أحمد منصور:
مساك الله بالخير يا سيدي.
علي سلطان:
وأنا أشكرك يا أخ/ أحمد على البرنامج.
أحمد منصور:
حياك الله.
علي سلطان:
في سؤال أبغي أوجهه لكم والأمة العربية: أين الأمم المتحدة من هذه المجزرة التي لم تحرك ساكنا أبدا منذ خمسين عاما.
أحمد منصور:
شكرا لك.
علي سلطان:
النقطة الثانية.
أحمد منصور:
تفضل.
علي سلطان:
لماذا لا نبدأ نحن العرب بمقاطعة أمريكا، وهي التي تدعم إسرائيل، كما أن الأسلحة التي يوجهونها على أطفال الحجارة أغلبيتها بل أكثرها صنع U.S.A الولايات المتحدة الأمريكية، لماذا لا يكون هنا اتحاد عربي دولي؟
أحمد منصور:
شكرا لك، شكرا لك، شكرا.
إلهام عبد اللطيف، من (القاهرة) انقطع الاتصال مع إلهام، فيه أسئلة كثيرة الحقيقة كثير منها بيعترض، أو يعني فيه هجوم شديد على الأزهر ودوره واستقبال شيخ الأزهر للحاخام، وأعتقد أنت الآن جليت بعض الأمور فيما يتعلق يعني أنت تعتبر عميد لأكبر كلية من جامعات الأزهر.
وهذه الفتوى..
د. عبد المعطي بيومي:
نعم.. هؤلاء لا يعرفون يا أستاذ/ أحمد أن الأزهر دائما عامر بالرأي والرأي الآخر، ودائما الأزهر حي، ودائما جسم الأزهر والموقف كله في الأزهر بما فيهم شيخ الأزهر، شيخ الأزهر كان على رأس المؤتمر الذي عقد لمناصرة الفلسطينيين في القدس، فالأزهر هو قلب الأمة وهو ضميرها، لكن غيبة الأخبار هي الآفة التي تصيب الناس بانعدام الرؤية، من قال من الأزهر: إنه شرعية الاحتلال الإسرائيلي؟ أنا أريد جوابا واحدا من أي إنسان، ونحن مفتوحين الآن على العالم، من قال ذلك؟
أحمد منصور:
لدي عشرات الرسائل التي تحمل توصيات للحكام العرب، وطلب بالنصرة من تونس، من دول عربية كثيرة، من دول أوروبية كثيرة، أعتذر للإخوة المشاهدين أني لا أستطيع قراءتها، ولكني أنوه إلى حجم التعاطف الكبير مع الفلسطينيين، ولما يحدث لهم الآن من إخوانهم في كل مكان.
محمد الطريفي من السعودية تفضل يا أخ/ محمد.
محمد الطريفي:
آلو.. السلام عليكم.
أحمد منصور:
تفضل يا سيدي، أرجو تخفض صوت التليفزيون، يا أخ/ محمد، وأن تتفضل بسؤالك.
محمد الطريفي:
نعم.
أحمد منصور:
تفضل.
محمد الطريفي:
نعم.. نعم.
أحمد منصور:
تفضل.
محمد الطريفي:
أريد أن أسأل سؤال: قال تعالى في كتابه العزيز الحكيم في سورة الإسراء: (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا) أريد أن أسال الأستاذ الجليل كيف دخلوه أول مرة.
هل دخلوه بمفاوضات؟
سؤالي الثاني: هل اليهود عملوا عهد مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولم ينقضوه؟ وشكرا.
أحمد منصور:
شكرا لك، تفضل يا فضيلة الدكتور.
د. عبد المعطي بيومي:
هو الأخ بيظن أن الذين دخلوا المسجد أول مرة دخلوه بمفاوضات الجانب الفلسطيني، ده القرآن يتحدث عن الذين يريدون دخول المسجد ليسوءوا وجوهكم، ليسوءوا وجوهنا نحن المخاطبين بالقرآن، ولذلك (فإذا جاء وعد أولاهما.. ثم إذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة) من قبل (عسى ربكم أن يرحمكم) هذا هو الجواب.
أحمد منصور:
أخ/ إسلام.. تفضل يا إسلام.
إسلام أبو طالب:
السلام عليكم.
أحمد منصور:
عليكم السلام ورحمة الله.
إسلام أبو طالب:
يا أستاذ/ أحمد.. يعني أنا شايف إن السبب الرئيسي… لكل اللي بيحصل في فلسطين
أحمد منصور:
أخي الكريم أرجو أن تخفض صوت التلفزيون أولا تفضل وأرجو من الإخوة المشاهدين بشكل عام الذين يقومون بمداخلات أن يخفضوا صوت التلفزيون قبل الدخول إلى الحديث تفضل يا سيدي.
إسلام:
الفعلة الشنعاء اللي عملها صدام حسين بدخوله الكويت سنة 90، أدت إلى تفكك العرب وتشرذمهم، وبالتالي أصبحوا ضعفاء.
أحمد منصور:
إسلام انقطع الخط يا إسلام، جمال طنطان، من (إيطاليا) جمال.. تفضل يا جمال.
جمال طنطان:
نعم.. شكرا، بسم الله، السلام عليكم.. وفق الله عملكم إن شاء الله..
أحمد منصور:
سؤالك يا سيدي..
جمال طنطان:
أولاً: أبدأ بتهنئتي للسيد المصري الهرم بإفاقته من نومه، وأتمنى نفس الشيء للبقية النائمة، وأضع سؤالي على السيد الدكتور، لقد ذكرت أن نخرجهم من ديارنا التي أخرجونا منها، ونقاتلهم كما قاتلونا، والسؤال هو: هل الاعتراف الذي أهداه حكامنا العرب لإسرائيل عبر الاتفاقات التي وقعت معهم، وحتى الجلوس معهم حول طاولة المفاوضات فهو اعتراف بهم، نعم، لقد نهبوه منا، هل هذا مخالف للشرع أم لا؟
أحمد منصور:
شكرا لك، تفضل يا دكتور.
د. عبد المعطي بيومي:
يا سيدي.. نحن ننظر إلى الماضي، نحن ندعو الأمة إلى النظر، والخطا والخطو إلى الأمام فيشدوننا إلى الخلف، نحن الآن –يا سيدي الفاضل- أمام تحد، نحن ندعو إلى إخراجهم من ديارنا كما أخرجونا منها، أظن أن هذه الدعوة توضح كل شيء.. فلماذا ندعو الأمة إلى النظر إلى الأمام والسير إلى الأمام ومواجهة التحدي فيدعوننا إلى الخلف؟ يعني (يا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار) نحن ندعو إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الآن، الذي بات واضحا أنه لا يريد سلاما..
أحمد منصور [مقاطعا]:
هناك اعتراض من أكثر من مشاهد على هذه الإجابة التي فضيلتك تكررها..
د. عبد المعطي بيومي:
تفضل، تفضل نسمع.
أحمد منصور:
على سبيل المثال: عمر الهزاع، من (الأردن) يقول: أنا أستغرب –وبقوة- لماذا يتهرب فضيلة الدكتور من الإجابة على السؤال الواضح؟ هل يقر..
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعا]:
أنا لا أتهرب.
أحمد منصور:
خليني بس أقول السؤال.
د. عبد المعطي بيومي:
تفضل.
أحمد منصور:
هل يقر الأزهر اتفاقات السلام مع العدو الإسرائيلي أم لا؟
د. عبد المعطي بيومي:
أي اتفاقات سلام، وعلى أي شيء؟
أحمد منصور:
يعني أنت برضو بتجزئ الأمور..
د. عبد المعطي بيومي:
لأ.. مش باجزيء، نحن نضع الضوء على مكان الداء.. هو الأزهر عندما يعترف ببعض اتفاقيات السلام، هل في فلسطين؟ أم في مصر، والأردن، وسوريا.. وكذا.. وكذا.. لكي نحصر جهادنا في نقطة.. نركز. هذه الأمة.. ما هو العيب –يا أستاذ أحمد- في هذه الأمة بعد.. في فلسطين، وفي الأمة العربية أن الرؤية غائمة وغير محددة، وهذا الذي ندعو إليه الآن إلى تحديد الرؤية هل شملت اتفاقيات السلام –مع الدول التي عملت اتفاقيات سلام– شملت فلسطين؟ ما هذا الذي يجري؟ نحن نريد أن نحدد هدفنا، ليس هروبا، من يقول هروب؟ والذي يهرب يعلن (أخرجوهم من حيث أخرجوكم) أو (قاتلوهم حيث ثقفتموهم)؟ هل هذا هروب؟ نحن.. الذين يسألون ويعترضون هذا الاعتراض غامت الرؤية أمام أعينهم، ونحن ندعو جميعا إلى فتح البصائر والبصر لنرى الهدف..
أحمد منصور:
كلام أيضا بحاجة إلى توضيح، اسمح لي، اسمح لي، الكلام أيضا فيه حاجة إلى توضيح، وفيه شيء من التلبيس،خليني أسمع صلاح عبد المقصود من القاهرة تفضل يا صلاح.
صلاح عبد المقصود:
آلو.. السلام عليكم.
أحمد منصور:
وعليكم السلام ورحمة الله.. آلو.. يبدو أن هناك خلل في الاتصال.. أحمد عمر تفضل أحمد…انقطع الخط أيضا مع أحمد فضيلة الدكتور.. السؤال هنا حول الأعلام الإسرائيلية التي ترفرف الآن في سماء بعض العواصم العربية، فيما يقتل الفلسطينيون بهذا الشكل الذي نراه..؟
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعا]:
هل هناك شيء أبدي يا أستاذ/ أحمد؟ هل هذه الأعلام الإسرائيلية حالت دون أو تحول دون الوقوف مع الفلسطينيين؟ هل عندما يرى عربي علما إسرائيليا في بلده، هل يمنعه ذلك عن رؤية أخيه يقتل؟
أحمد منصور:
نعم.. يمنعه.. يمنعه.
د. عبد المعطي بيومي:
لا يمنعه، نحن ندعو والذين يسمحون بهذا هم أكثر الناس وقوفا مع الفلسطينيين نحن نتعلق وده –الحقيقة- شعور الهزيمة من الداخل..
أحمد منصور [مقاطعا]:
أنا باسألك الآن عن الجانب الشرعي في المسألة، أنا بس بأحصرك في الجانب الشرعي حتى لا أحملك ما لا تطيق في هذه الأمور..
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعا]:
لا.. أنت تحمل الأمة كلها ما لا تطيق الآن..
أحمد منصور:
أنا ما باحملش الأمة، أنا بأسألك سؤال، وقل لي الجواب، أنا لا أحملك شيء، أنا عندي سؤال، أنا شغلتي أسأل، وشغلة حضرتك تجاوب..
د. عبد المعطي بيومي:
تفضل..
أحمد منصور:
أنا باسأل سؤال الآن في ظل هذا الوضع..
د. عبد المعطي بيومي:
أنا أجبت.. أنا أجبت.
أحمد منصور:
فقط أتحمل مسؤوليتي، أنا أتحمل مسؤولية السؤال، وأنت مسؤولية الإجابة، عملي أن أسأل بالنيابة عني وعن الرأي الآخر في المسألة.
د. عبد المعطي بيومي:
إذا اتضح في تطور الأحداث المستقبل أن إسرائيل لا تريد إعطاء الحق لذي حقه، فسيكون هناك موقف وفتوى أخرى، نحن نفتي في ضوء الواقع، والفقيه عليه أن يفتي في ضوء الواقع، هل الأعلام الإسرائيلية في كل مكان تمنع الناس أن يحاربوا؟ نحن نريد أن نتعلق حتى نعلق إحباطنا على شيء..
أحمد منصور:
نعم تمنع، الاتفاقات تمنع يا سيدي، الاتفاقات تمنع، لأن الاتفاقات كلها تنص على أن أمن إسرائيل مقدم على كل شيء، هذا بوضوح..
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعا]:
أمن إسرائيل مع من؟
أحمد منصور:
مع هذه الدول.
د. عبد المعطي بيومي:
مع الفلسطينيين؟ مع هذه الدول.. مش كده؟ مع هذه الدول، هل عاقت اتفاقيات هذه الدول أن تأخذ مواقف إيجابية؟
أحمد منصور:
أنت الآن تحدثت عن..
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعا]:
أنت تسأل هذا السؤال عندما.. ضع يدك أمامي على أن الدولة الفلانية منعتها الاتفاقية عن أن تقف الموقف الفلاني، هذه الدولة منعتها عندئذ نتكلم عن واقع محدد، نحن..
أحمد منصور [مقاطعا]:
يا دكتور.. اسمح لي، عملية التجزيء..
د. عبد المعطي بيومي [مستأنفا]:
يعني الحقيقة أنا أعيب على أمتنا..
أحمد منصور:
لا تعيب على الأمة، منهج تجزيء القضية..
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعا]:
لا بد أن يجزأ..
أحمد منصور [مستأنفا]:
هو منهج إسرائيلي للأسف، وليس منهج آخر.
د. عبد المعطي بيومي:
لا.. ليس موقفا إسرائيليا، بدليل..
أحمد منصور[مقاطعاً]:
اسمح لي، لدي موجز للأنباء الآن…
د. عبد المعطي بيومي [ضاحكا]:
أنت تقول كلام، وبعدين تقول لي: اسمح لي..
أحمد منصور[مستأنفا]:
وهناك نداء من اللاجئين الفلسطينيين في لندن إلى السلطة الفلسطينية بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين في فلسطين، وسؤالي هو: ماذا ترى في مستقبل التسوية ومستقبل السلام من الناحية الشرعية وفي ظل ما يحدث؟ هذا بعد الفاصل أسمع الإجابة.
[موجز الأنباء]
أحمد منصور:
سؤالنا كان عن مستقبل السلام في ظل الوضع القائم يا دكتور، أو ما يسمى بالسلام؟
د. عبد المعطي بيومي:
نعم.. هو رغم أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال (لا شؤم ولا طيرة) ويجب على المسلم ألا يتشاءم، لكن –اسمح لي- الحقيقة في رؤيتي لمستقبل الصراع، أنه لا أمل في محاولات ما يسمى بالتسوية أو السلام، لأن الذي يدرس طبيعة اليهود، وحديث القرآن عنهم يعلم جيدا أن الصراع بيننا وبين اليهود لا ينحسم بما يسمى بالتسوية أو السلام، والقرآن الكريم لم يتحدث عن طائفة أكثر مما تحدث عن اليهود والمنافقين، وحديثه عن اليهود أكثر، وحديث كان يتغلغل إلى النفسية من الداخل، فهؤلاء رغم جبنهم وخوفهم وحرصهم على الأمن وتسلحهم حتى أسنانهم، لا يمكن أن يفيئوا إلى السلام بالمفاوضات، ولا بالسلام ولا بشيء من هذا..
أحمد منصور:
يعني الحرب قادمة قادمة؟
د. عبد المعطي بيومي:
نحن.. أعتقد ذلك، لا من واقع التشاؤم، بل من واقع الدارسة الحقيقية الواعية.
أحمد منصور:
وهي قائمة الآن في القدس.
د. عبد المعطي بيومي:
وهي قائمة..
أحمد منصور [مستأنفا]:
وفلسطين.
د. عبد المعطي بيومي:
وهي قائمة.
أحمد منصور:
نرمين سليمان، من (أمريكا) تفضلي يا نرمين.
نرمين سليمان:
السلام عليكم.
أحمد منصور:
وعليكم السلام ورحمة الله، تفضلي يا سيدتي.
نرمين سليمان:
بدي أؤدي –أولا- التحية لجميع أطفال فلسطين اللي استشهدوا، واللي بيستشهدوا (عمالهم)، ويجب أوجه كلمة واحدة لجميع زعماء الدول العربية: إنه الاتحاد لازم بينكم، أصحو (وبيكفيكوا النوم، الآن الوحدة العربية مطلوبة إسرائيل ضحكت علينا مرة واحدة، وقالت لنا فيه سلام، وين السلام؟ لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين، مرة واحدة صدقنا فيه سلام، ما بدنا نصدق فيه نصدق فيه مرة تانية، هلا إيجي [جاء] الوقت إللي نصرخ فيه ونقول: لا للسلام، لا للسلام، لا للسلام، ونعم للجهاد، وإذا ما فيه ولا أي دولة عربية بدها تقف مع الشعب الفلسطيني فيه ربنا كبير، ربما كبير اللي حيوقف معنا، وإن شاء الله النصر قريب، إن شاء الله.. والسلام عليكم.
أحمد منصور:
شكرا لك يا نرمين، ندى المصري، من (فرنسا) من بارس، تفضلي يا ندى.
ندى المصري:
آلو.. السلام عليكم.
أحمد منصور:
وعليكم السلام ورحمة الله.
ندا المصري:
أنا أريد التعليق عن دور الإعلام العربي في تشويه الموقف الحالي في فلسطين وتدعيم موقف الإسرائيليين، فمثلا نسمع هنا في الأخبار الفرنسية: ما يزال تبادل إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين جاري، كما يظهرون الإسرائيليين مظهر المدافعين عن المدنيين الإسرائيليين، ويظهرون الفلسطينيين بمظهر المهاجمين للإسرائيليين الآمنين في بيوتهم، فنرى مثلا امرأة –على التلفاز الفرنسي- إسرائيلية تقول: أنا خائفة جدا من هذا العنف، أو الإرهاب الفلسطيني، فهم قد يأتون في أي لحظة ويقتحمون علي البيت، وبهذا يعطون انطباعا مغايرا للواقع، فأنا أتساءل عن دور الإعلام العربي في تصحيح الصورة الزائفة التي يراها المواطن الغربي وعندي تعليق آخر ،إذا سمحتم.
أحمد منصور:
تفضلي.
ندا المصري:
إجابة الأخ الضيف عن اتفاقيات السلام مع إسرائيل لم تكن واضحة، خاصة أننا نستطيع أن نرى أن الأردن ومصر وفلسطين في الأصل جميعهم أمة واحدة، لا نستطيع أن نميز بين بلد وبلد عربي، فإبرام اتفاق آخر معناه موافقته مع إسرائيل على ما تقوم به في أرض فلسطين، التي هي –قبل كل شيء- أرض إسلامية للمسلمين وللعرب جميعا، وشكرا لكم.
أحمد منصور:
شكراً لك، يا ندا.
د. عبد المعطي بيومي:
أنا عندي تعليق.
أحمد منصور:
تفضل.
د. عبد المعطي بيومي:
التعليق الأول على ظاهرة الخوف: هو ظاهرة الخوف ظاهرة طبيعية في إسرائيل لأنهم مع قتلهم للأطفال والنساء، وقتلهم الأعداد الضخمة 63 في 6 أيام، هم جبناء، وأنا أعتقد اعتقادا راسخا أنه لو ظلت الانتفاضة –رغم كثرة الشهداء- فإنهم سيرحلون من إسرائيل، لأن هؤلاء لا يطيقون المواجهة، ولا يطيقون الحرب، وهم يعلمون –جيدا- أن استمرار الانتفاضة سيجعلهم جميعا يرحلون، وأنا أزعم أن 6 أشهر كافية في الانتفاضة، لكي يحمل متاعه كل إسرائيلي ويرحل، والله –عز وجل- وصف هذا.
أما مسألة الإجابة عن الاتفاقيات غير واضحة، فنحن أمة إسلامية –حقيقة- نحتاج إلى وعي كبير جدا، لكي ندرك أن لا نستطيع أن نحدد الهدف، أنا قلت أكثر من مرة: هل هذه الاتفاقيات تشمل شبرا واحدا من أرض فلسطين؟ وهي محل الصراع؟
أحمد منصور[مقاطعا]:
يا دكتور..
عبد المعطي بيومي [مستأنفا]:
هل محل الصراع –لو سمحت لي-..
أحمد منصور:
أصل فيه اعتراضات من المشاهدين، هنا والرد عليك، كلهم يعترضون على ما تقوله الآن، لأنك تجزئ القضية الآن، اليهود..
د. عبد المعطي بيومي:
معلش.. احنا دورنا تنويري، بمعنى هل دائرة الصراع مصر والأردن و..
أحمد منصور [مقاطعا]:
العالم الإسلامي كله هو دائرة الصراع.
د. عبد المعطي بيومي:
العالم الإسلامي دائرة الصراع، لكننا نجزئ القضية، كما جزأها -صلى الله عليه وسلم-.
أحمد منصور:
اليهود هم اللي بيجزؤوا القضايا، منهج اليهود هو التجزيء يا سيدي الآن، أنت لما ترد على التجزيء بيتجرأ، يبقى أنت تتبنى منهج اليهود في التجزيء.
د. عبد المعطي بيومي:
يا أستاذ/ أحمد.. نحن نجزئ بطريقة تختلف عن تجزئة اليهود..
أحمد منصور:
الآن، أنت كشرعي الآن أنت اللي عملت الاتفاقات؟ أنت ما عملتش أي اتفاقات، ولا استشرت في أي منها بعد ما الاتفاقات وقعت، أنت جيت تبصم لهم، تقول لهم: الاتفاقات بتاعتكو صح، احنا عايزين نقول..
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعا]:
نحن لا ندافع عن الاتفاقيات، لكن..
أحمد منصور[مستأنفاً]:
إنتو [أنتم] الآن، إنتو استشرتوا في هذه الاتفاقات، وقلتم هذه الفتوى؟
د. عبد المعطي بيومي:
أنت تريد أن تتكلم وحدك؟ أم أنا أتكلم أيضا؟ إذا كنت تتكلم وحدك أهلا وسهلا..
أحمد منصور:
أنا بأسألك فضيلتك الآن، ما هو يا فضيلة الدكتور.. أنا بأسأل فضيلتك علشان ترد على سؤالي..
د. عبد المعطي بيومي:
نحن لا ندافع الآن عن شيء، ولكن..
أحمد منصور:
مش سؤالي أنا لوحدي، ده سؤال كثير من المشاهدين.
هذا مطلق النجيان، من (السعودية) يقول لك: لماذا لا يجيب الدكتور على الأسئلة التي تطرح عليه منذ بداية البرنامج، ويتهرب من الأسئلة بشكل واضح؟
د. عبد المعطي بيومي:
هذه مصيبة أمتنا، عدم الوعي..
أحمد منصور [مقاطعا]:
كل المشاهدين دول مصيبة؟ ده أنت شايف كم الفاكسات عندي ليس له عدد والكثير منهم يعترضون على هذه الفتوى تحديدا.
د. عبد المعطي بيومي:
أي فتوى؟
أحمد منصور:
هذه التي أنت تقول فيها الآن..
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعا]:
أنا لم أفت، لم أفت الآن، نحن نريد..
أحمد منصور:
طيب.. إذا هندور في نفس هذا الكلام، فضيلتك قلته قبل كده، واسمح لي علشان أعرض لرأي البعض.
د. عبد المعطي بيومي:
تفضل.
أحمد منصور:
أنور عبد الله -الكاتب الصحفي والمؤلف المعروف- يقول: أنا لا أعتقد أن حكومة عربية واحدة إلا وتتمنى زوال إسرائيل، رغم الصورة الرائعة، والمثل البطولي الذي يقدمه أطفال وشباب فلسطين بوقوفهم عراة الصدور أمام رصاص الجبناء المدججين بالسلاح، وبذلهم الدماء الطاهرة، يعني الخلاصة، يقول: أن الأمر المتاح –الآن- في رأيه هو:
– وقف المفاوضات اللامشروطة بإعادة حدود 67.
– إعلان الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال غير المشروع، والاعتراف بها من جميع الدول العربية والإسلامية.
– تنشيط حرب المقاومة داخل وخارج إسرائيل ومن يدعمها بالسلاح، ودعم العرب لهذه المقاومة الشرعية.
– تخريب البنية الأساسية لإسرائيل كلما أمكن لإضعافها.
– وبالإجمال محاربة إسرائيل حرب استنزاف طويلة ومستمرة، فلنعد الرباط حتى تحين الفرصة، ولا يجوز اتهام أي عربي بالتخاذل.
هذا رأي من الآراء، وهو رأي كاتب معروف.
فتحي الشابوري، من (ألمانيا) يقول: إن الحل الوحيد للقضاء على الصهاينة المحتلين والمعتدين لأرض عربية، يقوم على أن تقوم الدول العربية المجاورة بفتح حدودها وإدخال من يقوم بأعمال إرهابية –كما يقول هو- في داخل فلسطين للقضاء على كل ما هو إسرائيلي.
عندي الدكتور/ محمد الحاج، يقول: وأنا أنعي شهداء الأقصى أشعر بابتسامة تتسلل إلى وجهي، وأنا أنظر من خلال شاشة الجزيرة إلى الأعين الخضراء، التي حاصرتها نظرة الدهشة في عين، ونظرة اليأس في العين الأخرى، بعدما رأت ضياع ملياراتها، وفشل جهودها في احتواء الإنسان المسلم، والإنسان العربي سوف أستطيع –أخيرا- أن أنام هنيئا بهذه الأمة، التي لم تمت، ولن تموت إن شاء الله.
سامي حبيب شلبي، من (القاهرة) فاكس طويل، يقول في نهايته: إنه غاضب جدا من منعه من الكلام بواسطة مخرج البرنامج، نحن لا نمنع أحد، ولكن يؤسفنا أن الخطوط مشغولة طوال الوقت، ويؤسفني –أيضا- أن الفاكس –أيضا- لم يتوقف حتى أني صرت عاجزا عن متابعة ما يرسله الإخوة المشاهدين، وأحاول –قدر المستطاع- أن ألبي ما أستطيعه من رأي هذا، ورأي ذاك.
د. عبد المعطي بيومي:
أرأيت كيف اتهموك بأنك تمنع؟
أحمد منصور:
لم يتهموني أنا..
عبد المعطي بيومي:
وكيف تمنع؟
أحمد منصور:
أنا قرأت رسالته يا دكتور.
د. عبد المعطي بيومي:
نحن أمة تربت على أن تعلق شماعة على الغير.
أحمد منصور:
ليس كل الناس، ليس كل الناس، لا نريد أن نكثر..
د. عبد المعطي بيومي:
صحيح ليس كل الناس، لكن لو وجهت سؤالا: هل يوم أن تمنع الاتفاقيات الوقفة مع الشعب الفلسطيني، نحن سنحرم الاتفاقيات، لكن إذا كانت الاتفاقيات خارج، وتعطي..
أحمد منصور [مقاطعا]:
هو تفصيل يا دكتور؟
د. عبد المعطي بيومي:
نعم..
أحمد منصور:
التحريم والتحليل تفصيل؟
د. عبد المعطي بيومي:
مش تفصيل، قال الفقهاء: إن الفتوى تكون حسب الواقع، وتتغير بتغير الزمان والمكان، والأمة بتاعتنا لم تترب تربية أصولية فقهية، نحن.. أمال أفتي فتوى ما يصلح في الماضي يصلح الآن، وما يصلح الآن يصلح للماضي؟
أحمد منصور:
الواقع الآن أن فلسطين ما زالت محتلة، وإن مصر والدول العربية الأخرى ما زالت تخضع للابتزاز الصهيوني، وكل يوم والآخر يتم القبض على جواسيس موجودين هنا، وهم يغرقون الأسواق، ويقومون بأفعال شائنة في حرب باردة.
د. عبد المعطي بيومي:
هذا ليس مرجعا يا سيدي، خلينا نتكلم بصراحة لو سمحت لي..
أحمد منصور:
تفضل، ما احنا بنتكلم بصراحة من الأول، حضرتك إللي مش راضي تتكلم.
د. عبد المعطي بيومي:
نحن –كمصر- بيننا وبين إسرائيل اتفاقية، مش كده؟ أولا: هل تمنعنا الاتفاقية من أن نقف؟ ثانيا: يوم أن تمنعنا الاتفاقية، ستجدنا أول من يرفض الاتفاقيات، ثالثا: إذا استمرت إسرائيل في العدوان، وهضم الشعب الفلسطيني حقه ستدوس الأمة كل اتفاقية، وأول من يدوسها الذين وقعوا عليها.
أحمد منصور:
عزاء من الجاليات الإسلامية في كثير من الدول الأوروبية والغربية، وعزاء من الجالية الفلسطينية في أمريكا الجنوبية للشهداء الذين سقطوا في فلسطين، بيانات كثيرة من معظم المنظمات الجهادية، والمنظمات المختلفة.
معي الشاعرة/ عليه الجعار، من (القاهرة) تفضلي يا سيدتي.
[انقطع الاتصال]
أحمد منصور:
وليد البطوطي، تفضل يا وليد.
وليد البطوطي:
آلو.. السلام عليكم.
أحمد منصور:
وعليكم السلام وحمة الله.
وليد البطوطي:
من فضل حضرتك.. أنا يعني من امبارح متابع النشرات العربية كلها، وشايف –بعد إذن حضرتك لو تسمح لي 90 ثانية بالضبط –العالم العربي كله مسك في بعضه من إمبارح، وبدأ يتهم الحكام، وبدأ يتهم الناس، أنا حأبدأ من الآخر وأقول لحضرتك: وسيلة الضغط الحقيقية إللي ممكن العرب يعملوها دلوقتي البترول، سلاح البترول، هو ده الحاجة الوحيدة اللي ممكن تضغط عليهم، لكن إن إحنا نقعد نقول: الأزهر يمنع.. الأزهر لو أعلن الحرب بكرة على إسرائيل، أو لو حرق العلم اللي الموجود هنا، أو هنا، أو هنا، ده مش حيحل المشكلة المظاهرات اللي بتعمل في الدول العربية هي تنديد وشجب، والكلام ده كله بس ده ما بيحلش المشكلة.
المشكلة هناك إن فيه طفل واقف قدام مدفع وقدام دبابة، أنا بقى لي 3 أيام متابع حالة من الذهول عندي، الأطفال دول واقفين بطوبة في إيديهم قدام مدفع وقدام دبابة، يعني أنا شايف إن هم: ييسلحوهم –العيال دي- أو زي ما قال عليهم واحد النهاردة في قناة فلسطين: جنرالات، لأن هم يعني فاقوا القوة، وأي واحد بيطلع في مظاهرة يقول: افتحوا لنا الجهاد، دي ناس مش حتقدر، لو وديناهم هناك مش حيقدروا يعملوا إللي الأطفال دول بيعلموه، فأنا شايف يسلحوا الأولاد دي يعني الأولاد دول يبقى –حتى- معاهم أزاير زي قنابل المولوتوف، أو أي حاجة، لكن ما نقعدش نمسك في بعض –احنا العرب- ونقول: احرقوا الأعلام، والأزهر يعلن الحرب، والكلام ده كله..
أحمد منصور:
يا أستاذ وليد.. أرجو أن تسمعني جيدا، كل إنسان من هؤلاء من حقه أن يعبر بالطريقة التي يراها مناسبة، هل أنت تريد من الناس من كل هؤلاء.. حتى مجرد الإحساس والنبض، هل تريده أن لا يكون موجود؟
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعا]:
بس لا يتهم الآخرين يا أستاذ/ أحمد، يعبر عن شعوره، بس لا يتهم الآخرين..
وليد البطوطي:
أنا باطلب من سيادتك إن يكون فيه حل سريع، الحل السريع دي الوقتي إنه سلاح البترول، هو ده وسيلة الضغط الحقيقية في الوقت الحالي، السيد المسيح قال على اليهود: أورشليم أورشليم يا قاتلة الأنبياء والمرسلين..؟
د. عبد المعطي بيومي [مقاطعا]:
وراجمة المرسلين.
وليد البطوطي [مستأنفا]:
هم خونة من بدايه اليوم، دول خانوا الرسول بتاعهم.
أحمد منصور:
شكرا لك يا وليد، السيدة علية الجعار، الشاعرة/ علية الجعار..
هل عادت معنا؟
علية الجعار:
السلام عليكم.
أحمد منصور:
وعليكم السلام وحمة الله.
علية الجعار:
أنا علية الجعار، وبأهدي هذه الأبيات من قصيدتي المسلمون والعار الشجب والاستنكار، بأهديها إلى فخر السيدات العربيات، الأمهات الفلسطينيات
أما فلسطين الذبيحة فاصرخوا
وابكوا بدمع هاطل مدرار
القدس في أيدي اليهود سليبة
تشكو الهوان وذل الاستعمار
والقبلة الأولى تنادي ربها
قد دنستها عصبة الأشرار
قد أحرقوا الحرم الشريف وخربوا
مسرى النبي المصطفى المختار
والعابدون الساجدون بساحه
صرعى بمقذوف السلاح الناري
والصبية الأبرار كالطير الذي
يرمي اليهود بوابل الأحجار
لا شيء يفزعهم ويقلق أمنهم
غير الحماس وصبية أبرار
يا أمة الإسلام.. هذا حالنا
في كافة الأمصار والأقطار
كل الذي يجري ولا تبدي سوى
شجب خفيض الصوت واستنكار
أحمد منصور:
أشكرك، انتهى الوقت، أشكرك شكرا جزيلا، أشكرك –دكتور- شكرا جزيلا. مشاهدينا الكرام.. حلقة الأسبوع القادم هامة للغاية، ونفتح فيها ملف تهويد القدس بالوثائق والخرائط، مع أبرز المختصين في قضية القدس على مستوى العالم الدكتور/ وليد الخالدي (أمين سر مركز الدراسات الفلسطينية) أشكرك شكرا جزيلا على حسن متابعتكم، وأنقل لكن تحيات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من القاهرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.