شقيق الرئيس الإيراني وعضو البرلمان وزعيم جبهة المشاركة الإسلامية
بلا حدود

الانتخابات البرلمانية الإيرانية

يولي المراقبون أهمية خاصة للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في إيران في 18/2/2000، باعتبارها أهم انتخابات تعقد منذ قيام الثورة في إيران عام 1979م، حيث يتنافس 6000 مرشح على 290 مقعداً، هي مقاعد البرلمان الإيراني.

مقدم الحلقة

أحمد منصور

ضيف الحلقة

– محمد رضا خاتمي، شقيق الرئيس خاتمي وزعيم جبهة المشاركة الإسلامية

تاريخ الحلقة

09/02/2000

undefined

undefined

أحمد منصور:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أحييكم على الهواء مباشرة هذه المرة من الدوحة، وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود). يولي المراقبون أهمية خاصة للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في إيران في الثامن عشر من فبراير الجاري، وذلك باعتبارها أهم انتخابات تعقد منذ قيام الثورة في إيران عام 1979م.. حيث يتنافس ستة آلاف مرشح على مائتين وتسعين مقعداً، هي عدد مقاعد البرلمان الإيراني، والذي تستأثر العاصمة طهران وحدها بثلاثين من مقاعده يتنافس عليها 1000 مرشح بينهم 100 امرأة.

بينما يبلغ عدد النساء المرشحات في الانتخابات بشكل عام مائتين وخمسين مرشحة، فبعد مرور أكثر من عشرين عاماً على قيام الثورة الإيرانية، بدت في الأفق تيارات سياسية متباينة، يمكن جمعها تحت جناحين أساسين هما الإصلاحيون والمحافظون، علاوة على تيار المستقلين.

فمنذ وصول الرئيس (محمد خاتمي) إلى السلطة عام97 والفجوة تتسع بين تيار الإصلاح الذي يقوده الرئيس خاتمي، وتيار المحافظين الذين يؤيدون سياسات المرشد (علي خامنئي) وينظر المراقبون إلى الانتخابات البرلمانية القادمة على أنها سوف تحدد المستقبل السياسي لإيران أو على الأقل ستعطي مؤشراً على الاتجاهات السياسية في إيران خلال السنوات القليلة القادمة وموقفها من جيرانها ومن الغرب عموماً، والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص.

وعلى مدى حلقتين من هذا البرنامج سنحاول -بلا حدود- التعرف على رؤية كلا التيارين البارزين في إيران. الإصلاحيون والمحافظون للقضايا الشائكة والأساسية المطروحة على الساحة الإيرانية وخارجها.

وفي حلقة هذا الأسبوع نبدأ بالتعرف على أطروحات الإصلاحيين في حوار مباشر عبر الأقمار الاصطناعية من طهران مع أحد أبرز زعمائهم الدكتور محمد رضا خاتمي (شقيق الرئيس محمد خاتمي، وزعيم جبهة المشاركة الإسلامية الموالية للرئيس) ولد الدكتور رضا خاتمي عام 1959 م، وتخرج من كلية الطب جامعة طهران، وحصل منها على الدكتوراه عام 87 ثم على درجة الأستاذية في تدريس العلوم الطبية من بريطانيا عام 93 ويعمل -الآن- أستاذاً بكلية الطب جامعة طهران، غير أنه مع ذلك يقوم بنشاط سياسي واسع منذ كان طالباً حيث أنه كان أحد الطلبة المؤسسين لنهج خط الأمام، الذين قاموا باقتحام السفارة الأمريكية في طهران في أعقاب قيام الثورة عام 1979م، كما أنه شارك في الحرب العراقية الإيرانية، وعمل مستشاراً لشقيقه الرئيس خاتمي حينما كان خاتمي وزيراً للثقافة والإرشاد طيلة عشر سنوات.

إعلان

كما أنه أشرف على الحملة الانتخابية لخاتمي، ويعمل الآن مستشاراً سياسياً له علاوة على زعامته لحزب جبهة المشاركة الإسلامية، وينظر له على أنه أبرز قادة التيار الإصلاحي في إيران، وإذا كان من المقرر أن تدشن الحملة الانتخابية رسمياً في إيران منتصف هذه الليلة أي بعد ساعتين ونصف من الآن، فإن قناة الجزيرة تعلن تدشينها للحملة الانتخابية في إيران من هذه اللحظة، ومن هذا البرنامج بلا حدود.

ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا بعد موجز الأنباء على الأرقام التالية 888840 ، 888841 ، 888842 أما رقم الفاكس فهو 8885999 مع إضافة كود الدوحة 00974 للمقيمين خارجها.

أحمد منصور:

دكتور محمد رضا خاتمي مرحباً بك.. منذ وصول الرئيس محمد خاتمي لمنصب الرئاسة في العام 97 يتردد بقوة الحديث عن تيار الإصلاحيين والمحافظين في إيران .. هل يمكن أن تقول لنا تحديداً وباختصار من أنتم أيها الإصلاحيون؟

د. محمد رضا خاتمي:

بسم الله الرحمن الرحيم.. إنني أحييكم، وأحيي جميع المشاهدين الأعزاء لقناة الجزيرة، إن التيار الذي وصل إلى الحكم، وبدأ بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة إنما كان في الحقيقة استمراراً للمسيرة التي بدأتها الثورة الإسلامية في إيران، إنها مسيرة العودة إلى المبادئ والأصول، إنه من الطبيعي بأنه في العقدين الأخيرين كان البعض له تصورات أخرى عن الحكومة الإسلامية، وعن الجمهورية الإسلامية.

وكانوا يستخفون بالبعد الجمهوري لدولتنا، لكنه على أساس أفكار الإمام الخوميني وقادة الثورة إن أساس شرعية نظام الجمهورية الإسلامية يكمن في آراء الناس، إنه في الحقيقة إن الانتخابات الرئاسية الأخيرة كانت تأكيداً جديداً على هذا المبدأ الهام في ثورتنا الإسلامية، وإن الإصلاحيين هم الذين يؤمنون بأن كل الأمور يجب أن ترتكز على آراء الناس في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

دكتور خاتمي اسمح لي، هناك كلام خطير فيما طرحته، هل معنى ذلك أنه حدث انحراف عن منهج الإمام الخوميني خلال العشرين عاماً الماضية، وأنتم كإصلاحيون تسعون لتصليح هذا الخلل. واسمح لي اسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير….

[فاصل إعلاني]

دكتور خاتمي تفضل بالإجابة على السؤال، هل حدث انحراف من المحافظين عن منهج الإمام الخوميني، وأنتم تسعون الآن لإصلاح هذا الانحراف؟

د. محمد رضا خاتمي:

ربما لا نستطيع أن نعبر عن هذا بالانحراف، لأنه ليس تعبيراً جيداً، ولا يؤدي المعنى الجيد، هناك سوء انطباع، وهناك البعض ممن نعتقد بأنهم لم يدركوا عمق أفكار الإمام الخوميني الراحل، إنه ليس انحرافاً بل إنما هو عدم درك دقيق لأفكار الإمام الراحل، إن تضارب الأفكار كان دائماً في الجمهورية الإسلامية، وقد أوجد حالة بناءة بين الشعب وبين الناس، وإننا نشهد اليوم بأن هذا التحرك أدى في يومنا هذا إلى إحياء الأفكار الأصيلة التي أوجدها الإمام الخوميني وأوجدتها الثورة الإسلامية.

أحمد منصور:

دكتور خاتمي، هل معنى ذلك أن إيران طوال العشرين عاماً الماضية لم تشهد استقراراً سياسياً أو فكرياً، وإنما كانت في مرحلة مخاض، وأنتم الآن الذين تمثلون يعني الولادة الحقيقية لفكر الإمام الخوميني في إيران؟

إعلان

د. محمد رضا خاتمي:

إن أفكار الإمام الخوميني ليست بالشكل الذي يمكن أن نقول بأننا قد توصلنا إليها وأدركناها جميعاً، فلاشك أن هناك الكثير من المفكرين والعلماء قاموا بنقاشات ودراسات مختلفة حول مبادئ الجمهورية الإسلامية في بعديها الجمهوري والإسلامي، ومن الطبيعي إن الإمام الراحل كان قد طرح الخطوط العريضة والرئيسية لهذه الأفكار.

وهناك أمور كثيرة يمكن أن تؤخذ من القرآن ومن السنة ومن المكتسبات البشرية، وربما نستطيع أن نستخلص كل هذه الأمور لإيجاد حكومة شعبية وإسلامية..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

يعنى لا نريد أن نخوض في أفكار الإمام الخومينى، ولكن أنا الآن أريد أن أعرف الفوارق الأساسية بينكم كإصلاحيين وبين المحافظين. هل هي فوارق ثقافية؟ هل هي فوارق اقتصادية؟ هل هي فوارق سياسية؟ هل هي فوارق فكرية؟ نريد بالضبط أن نعرف بإيجاز وباختصار ما هي الفوارق الأساسية بينكم وبين المحافظين؟

د. محمد رضا خاتمي:

أتصور بأن أهم الخلافات هي في انطباعاتنا عن شرعية الحكومة، إننا نعتقد بأنه رغم أن حكومة الجمهورية الإسلامية لها جذورها في الدين الإسلامي الإلهي، لكن شرعيتها تتحقق إذا ارتكزت على آراء الناس، وكما قلت: إنه دون الأخذ بآراء الناس لا يمكن أن يتحقق شيئاً في هذا البلد، لكنني أتصور بان المحافظين لا يعيرون هذه الأهمية لأراء الناس، ويعتقدون بأنه مثلاً عدد من القادة يمكن لهم أن يحكموا انطباعهم الخاص عن الإسلام وعن الحكومة حتى إذا خالف ذلك..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هل معنى ذلك أنك تعلن الحرب على نظام الولي الفقيه؟!

د. محمد رضا خاتمي:

أبداً ليس كذلك، إنني قلت بأننا نعود إلى الدستور، ولاية الفقيه ركن أساسي في دستورنا، ولها مكانتها الرفيعة، وإننا ملتزمون بجميع بنود الدستور ومن جملتها ولاية الفقيه.

أحمد منصور:

لكن الإصلاح الذي تنادون به في نظر كثير من المراقبين، ومن خلال ما طرحته في إجابتك قبل الإجابة الماضية يعنى القضاء التدريجي على هوية الدولة الإسلامية في إيران، ونظام الحكم الذي يقوم على أساس الولي الفقيه.. أما تقصدون ذلك يا سيدي؟

د. محمد رضا خاتمي:

هذا الإدعاء يحتاج إلى دليل، إننا نقول ونؤكد بأن نظام الجمهورية الإسلامية أركانه محددة ومعروفة، ومن جملة أركانه ولاية الفقيه، وإن هذا النظام يدافع عن حقوق الناس، وعلى أساس هذه الأركان يمكن أن نوجد حكومة شعبية كاملة، وفي الحقيقة إن ولاية الفقيه تدافع عن هذا النظام الذي يرتكز على آراء الناس.

أحمد منصور:

معنى ذلك أن الحكومة القائمة –الآن- لا تستند إلى الشرعية الكاملة في مفاهيمكم؟

د. محمد رضا خاتمي:

ليس كذلك إنها تستند إلى آراء الناس، لكن هناك انطباعات فى.. كانت سائدة في السنين الأخيرة، وحاول البعض بأن يسنوا بعض القوانين، ويستغلوا بعض الإمكانيات المتوفرة لديهم لتخفيف حق الرجوع إلى آراء الناس.

أحمد منصور:

ما هو موقفكم يا سيدي من الدستور الإيراني؟ وهل حقيقة في حال حصولكم على الأغلبية في البرلمان أن أول ما تفعلونه هو تعديل الدستور؟

د. محمد رضا خاتمي:

الدستور فيه الكثير من البنود التي يجب أن تتحقق بشكل كامل، وعلينا أن نسد هذه الثغرات لحل الكثير من المشاكل السياسية، والاجتماعية في مجتمعنا الحاضر، طبعاً إن الدستور مكتسب من مكتسبات الفكر البشرى والإنساني، وحينما دون هذا الدستور كان قد كتب، ودون على أساس مقتضيات ذلك العصر.

ومن الطبيعي أنه بمرور الزمن وبإيجاد حاجات جديدة يمكن أن يتحول هذا الدستور، وقد شخص هذا الدستور كيف يمكن أن يتحول، لكنني أقول بأن هناك الكثير من القضايا المطروحة في الدستور يجب أن نحققها بشكل كامل، وأن نحقق الحقوق الأساسية والمدنية للشعب في مجتمعنا.

إعلان

أحمد منصور:

باختصار دكتور خاتمي، ما هي أهم هذه الأشياء التي تسعون لتعديلها في الدستور الإيراني، لتحقيق -كما تقول- الجانب الأصوب بالنسبة للشعب؟ أرجو أن يكون السؤال قد وصلك.. سؤالي دكتور خاتمي، ما هي أهم الأشياء التي تسعون لتعديلها في الدستور الإيراني، لتحقق للشعب الإيراني الوضع الأفضل كما أشرت في إجابتك؟

د. محمد رضا خاتمي:

هناك أولويات ليس منها إصلاح الدستور، إن من أولوياتنا تشكيل مجلس الشورى الإسلامي في الانتخابات النيابية القادمة، ويجب أن نسن القوانين العادية على أساس الدستور الحالي، أو نصحح بعض القوانين لحل بعض المشاكل التي نعاني منها في مجتمعنا الحاضر كقانون الصحافة، أو قانون الانتخابات، وقانون دعم الأحزاب والتنظيمات السياسية والمهنية وبعض الإصلاحات في القوانين القضائية وفي المجال الاقتصادي، إن أهم ما نطرحه هو توفير الأمن للتمويل الداخلي والخارجي.

أحمد منصور:

معنى ذلك أن القوانين الخاصة بالمطبوعات، والقوانين الخاصة برقابة مجلس حماية الدستور على المرشحين ستسعون لتقليصها حال فوزكم، أو لتعديلها حال فوزكم بالأغلبية في الانتخابات القادمة؟

د. محمد رضا خاتمي:

ليس كذلك أبداً.. إننا نشعر بأن مجتمعنا يحتاج إلى قوانين تقدم الدعم للمطبوعات الحرة والمستقلة، وليست المطبوعات فقط، إننا نعتقد بأن بلدنا يمكن أن يكون له وسائل الاتصال المقروءة والمسموعة والمرئية، ويجب أن يكون هناك تياراً حراً بالنسبة لقانون الانتخابات إننا نشعر بأن القانون الحالي الذي أقر من قبل المجلس الخامس، أي المجلس الحالي، إنه يحدد في بعض الأحيان حق الانتخاب لدى الناخبين، وليس له الشفافية الكاملة بالنسبة لرد صلاحية البعض، ولذلك علينا أن نقوم بدعم حقوق الناخبين والمرشحين والمنتخبين.

أحمد منصور:

دكتور خاتمي، سؤال هام للغاية، أرجو- أيضاً- أن تكون الإجابة واضحة عنه وبدقة.. هل يوجد صراع حقيقي بين الإصلاحيين، وبين المحافظين في إيران، أم أنه –كما يقول بعض المراقبين – مجرد توزيع أدوار لمن يحكمون إيران على الساحة، وإيحاء لمن يراقبون الساحة الإيرانية، بإن هناك صراعاً سياسياً يدور على الساحة الإيرانية. اسمح لي أسمع منك الإجابة بعد موجز قصير للأنباء….

[موجز الأنباء]

أحمد منصور:

دكتور خاتمي سؤالي قبل الموجز كان عن حقيقة وجود صراع بين الإصلاحيين وبين المحافظين في إيران؟

د. محمد رضا خاتمي:

إنني أتصور بأن هذه الخلافات جدية، ولها جذورها الأصولية والمبدئية، لكنني أرجح ألا أقول بأن هناك نزاعاً أو صراعاً بين الطرفين، بل إن هناك منافسة بينهما، لأن مجتمعنا يقبل بأن يصوت حول الآراء المختلفة المتواجدة على الساحة، ولذلك أعتقد بأن مجلس الشورى الإسلامي، والانتخابات النيابية المقبلة سوف يكون له دوراً هاماً في هذا المجال، وسوف يظهر بأن الناس هل يصوتون لصالح الإصلاحيين أم لا؟ إننا نتصور بإنهم سوف يصوتون لصالح الحركة الإصلاحية، ولذلك رغم أن هذه الخلافات خلافات جدية، لكن أسلوب حلها أسلوباً سوف يكون أسلوباً ديمقراطياً.

أحمد منصور:

دكتور خاتمي، ما هو تعليقكم على شطب 90 مرشحاً من بين 290 مرشحاً كنتم قد قدمتموهم للانتخابات البرلمانية الحالية؟

د. محمد رضا خاتمي:

طبعاً تعرفون بأن الترشيح لمجلس الشورى الإسلامي هناك ضوابط وضعت في القانون، إن المرشحين يجب أن تكون لهم بعض الشروط، لا يمكن لهم الترشيح من غير ذلك، إن الكثير من الذين رفضت صلاحيتهم إنما رفضت هذه الصلاحية على أساس القانون، بالنسبة للبعض إننا نتصور بأن هناك شبهة جادة، هي هل أن رفض صلاحياتهم كان على أساس البنود القانونية، أم على أساس الأذواق؟

إنه من حسن الحظ إن القوانين الحالية تؤكد على أن مجلس المحافظة على الدستور يجب أن تطرح أسباب رفض صلاحية الأشخاص وعلينا أن ننتظر حتى نرى ما هي الأسباب التي أدت إلى رفض صلاحية هؤلاء من قبل مجلس المحافظة على الدستور؟ وهل أنها قانونية أم لا؟ إننا لو قارنا من جهة أخرى، هذه الانتخابات مع الانتخابات السابقة نرى بأننا قد تقدمنا نحو الأمام خطوات جادة…. لأن الكثير من المرشحين قد قيدت صلاحيتهم..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ما هو موقفكم ورأيكم في مجلس حماية الدستور؟ وهل ستسعون لإلغائه حال فوزكم بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة؟

د. محمد رضا خاتمي:

إعلان

ليس كذلك، إن مجلس المحافظة على الدستور هو من المؤسسات القانونية، وله وظيفته المحددة، وهي تطبيق القوانين التي تُسن من قبل مجلس الشورى، على الدستور وعلى الأحكام الشرعية، ولذلك لا.. لهذا المجلس مكانته.

إن ما نقوله حول مجلس المحافظة على الدستور: هو هل أن مجلس المحافظة على الدستور تقوم بدورها بدوره يقوم هذا المجلس بدوره على أساس الدستور بشكل جيد أم لا؟ وهل تتدخل في هذا الموضوع أم لا؟ إن التفسير الذي أقره مجلس الشورى الإسلامي يقول بأن هذه الرقابة رقابة استصوابية، وللمجلس -مجلس المحافظة على الدستور- حق التدخل.

ونحن نعتقد بأن هذا الانطباع ليس انطباعاً جيداً وإن الحركة.. الإصلاحيين لو كان لهم الأغلبية في المجلس السادس سوف يقوموا بإصلاح هذا البند من القانون، ورئيس مجلس المحافظة على الدستور قال بأن المجلس لو كان له رأي آخر وتفسير آخر حول رقابة مجلس المحافظة على الدستور، وعدم تدخلها في القضايا التنفيذية، فإنهم سوف يوافقون على ذلك، وإن هذا من أولوياتنا في المجلس القادم.

أحمد منصور:

دكتور خاتمي، ما هي عدد المقاعد التي تتوقعون الفوز بها، لديكم مائتي مرشح يتنافسون على مائتين وتسعين مقعداً، ما هو العدد التقريبي الذي تتوقعون الفوز فيه بعد شطب تسعين مرشح من مرشحيكم؟

د. محمد رضا خاتمي:

التنبؤ حول عدد المقاعد في المجلس صعب نوعاً ما، لكنه على أساس بعض الاستطلاعات التي حصلت إن 80% من الناس سوف يرشحون مرشحي الإصلاحيين، وهناك في بعض المناطق منافسة بين مرشحي الإصلاحيين، وهذا أمر يجب أن يلحظ، لكننا نتصور بأن الأغلبية الساحقة لنواب المجلس السادس سوف يكونون من الإصلاحيين، وإننا خططنا وبرمجنا لهذا الأمر، ونتصور بأننا سوف نصل إلى ثلثي مقاعد البرلمان.

أحمد منصور:

ما هي القاعدة التي تعتمدون عليها لتحقيق الانتصار في الانتخابات القادمة؟ القاعدة الشعبية؟ القاعدة التي دعمت الرئيس خاتمي كانت أغلبها من الشباب ومن النساء، هل تعتقدون أن هذه الشريحة -أيضاً- هي التي ستدعمكم في الانتخابات البرلمانية المقررة في الثامن عشر من فبراير الجاري؟

د. محمد رضا خاتمي:

إن الانتخابات الرئاسية تمت في بلدنا في ظروف خاصة، لم تكن المطبوعات بهذا الشكل الذي عليه اليوم، وإن المطبوعات كانت مطبوعات حكومية أكثر من أن تكون مطبوعات مستقلة، ولم يكن هناك إمكانية لإطلاع الناس على الآراء المختلفة، لكننا لاحظنا بأن التواجد العام للشباب وللنساء أدى إلى تحقيق نتائج بارعة في الانتخابات الرئاسية.

وقد مضى سنتين ونيف على تلك الحادثة ورأينا تنمية الصحافة المستقلة، ونرى اليوم في جميع القرى والأرياف والمدن تنتشر الصحف الإصلاحية، وهناك الكثير من الإصلاحيين يقومون بتوجيه نداءاتهم وخطبهم ومحاضراتهم، ويقوموا برفع مستوى الوعي الشعبي أكثر من ذي قبل حتى أكثر من فترة رئاسة الجمهورية ولذلك نحن نعتقد بأن النسبة سوف تكون أكبر من الانتخابات الرئاسية حيث صوت 62 أو 63% من الناس لصالح السيد خاتمي، ونقول بأن التصويت لصالح الإصلاحيين سوف يكون بأكثر من 70%..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

د. خاتمي.. اسمح لي.. اسمح لي.. كيف ستكون النسبة أكبر، وأنتم لم تفعلوا شيئاً، أنتم خيبتم آمال الذين انتخبوكم في العام 97وأيدوا الرئيس خاتمي، فلم يحدث هناك أي شكل من أشكال التغيير الجذري في النظام الذي يحقق آمال هؤلاء الذين دعموا الرئيس خاتمي، كيف تتوقع زيادة النسبة في الوقت الذي لم يتغير فيه شيء ملموس على الساحة السياسية في إيران؟

د. محمد رضا خاتمي:

إنكم إذا تقصدون التطورات الاقتصادية، ربما هذا القول صحيح إننا واجهنا كارثة قلة أسعار النفط في السنتين الماضيتين، ولذلك واجهنا مشكلة اقتصادية كبيرة في بلادنا من جراء هذه المشكلة، لكنه في مجال التنمية السياسية والتنمية الثقافية التي كانت الشعار الأساسي للانتخابات الرئاسية، وللرئيس خاتمي إنني أعتقد بأنه ليس من الإنصاف ألا نؤمن بأن الشعب الإيراني خلال السنتين الماضيتين خطا خطوات جبارة في هذا المجال، أي في مجال التنمية السياسية والثقافية. أيضاً في مجال العلاقات الدولية نحن نشهد تطوراً هاماً وعزة أكبر لدولتنا، ولجمهوريتنا على الصعيد العالمي وعلى صعيد المنطقة أيضاً، إننا نرى بأن الأصدقاء في المنطقة ازدادوا أكثر من أي وقت مضى، وقد قل الأعداء، ونحن نعتقد بأنه ليس هناك -الآن- عداوة بيننا وبين الآخرين، هذه هي من المكتسبات الملموسة، والتي يشعر بها الناس، وإن كانت هناك مشكلة في المجال الاقتصادي.

إن الشعب يدرك بأن هذا يحتاج إلى متطلبات خاصة، وإننا في مجال التنمية السياسية والثقافية، وفي المجال الدولي حققنا تطورات، وهذه التطورات سوف تؤدي إلى تطور في المجال الاقتصادي والحكومة طبعاً قامت بمحاولات كثيرة خلال السنين الماضيتين..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

دكتور اسمح لي.. اسمح لي دكتور خاتمي، ربما أتناول معك هذه الأمور بالتفصيل أود أن أعرج على نقطة هامة تتعلق بعدد النساء المرشحات من قبلكم في الانتخابات، وأنتم تولون المرأة أهمية خاصة بالنسبة لكم كإصلاحيين هناك 250 مرشحة بينهم مائة مرشحة في طهران وحدها، كم عدد المرشحات من قبلكم من النساء من بين المائتين والخمسين مرشحة؟

د. محمد رضا خاتمي:

عدد المرشحات في طهران سبعة من النساء من بين ثلاثين مرشح في طهران، وهذا يدل على نمو هام في قائمتنا لطهران بالنسبة للأدوار الماضية، بالنسبة لدور النساء ونسبتهم بالنسبة للرجال، نحن نرى هذا التقدم الملحوظ، لكن الأهم هو الصلاحية للدخول إلى المجلس، إننا لا نؤكد على المرأة أو الرجل.

أحمد منصور:

عدد المرشحات الآن، عدد العضوات في البرلمان الحالي أربعة

عشر -مرشحة- نائبة في البرلمان كم تتوقع عدد النائبات في البرلمان القادم؟ هل سيزيد العدد أم سيقل؟

د. محمد رضا خاتمي:

إنني أتصور بأن عدد العضوات سوف يكون ضعف ما هو عليه الآن.

أحمد منصور:

أود أن أشير إلى معلومة في كلامي أن هناك 6800 مرشح بينهم 3500 من الإصلاحيين شطب منهم مائتين من قبل مجلس صيانة الدستور، في شطب ستمائة مرشح من قبل وزارة الاستخبارات والأمن ومجلس حماية الدستور، أما يعني ذلك دكتور خاتمي أن الانتخابات قي إيران ستكون غير حرة وغير نزيهة بالقدر الكافي ..؟

د. محمد رضا خاتمي:

ليس كذلك الأمر أبداً، وفقاً للقانون إن من له أي تبعية بالنسبة للنظام البائد لا يحق له أن يرشح نفسه، وهذا يقبل به الشعب جميعاً، إن من له أي عضوية في الفصائل المعارضة والمعادية للجمهورية الإسلامية كذلك، إن المدمنين على المخدرات أو من له سوابق قضائية مؤثرة، هؤلاء لا يحق لهم الترشيح، الكثير من الذين رفضت صلاحيتهم هم من هؤلاء الناس.

وكما تعلمون بأن الكثير منهم رفضت صلاحيتهم من قبل الهيئات التنفيذية التي يشكلها الإصلاحيين بشكل عام، والتابعة لوزارة الداخلية، إن الكثير من الذين رفضت صلاحيتهم إنما رفضت هذه الصلاحية على أساس مستندات قانونية نافذة، وطبعاً ربما يكون هناك البعض من المرشحين الذين رفضت صلاحيتهم على أساس ذوق هذا أو ذاك وليس على أساس البنود القانونية.

وإنني أتوقع من المصادر القانونية ومجلس المحافظة على الدستور أن يعلنوا أسباب رفض صلاحية هؤلاء حتى يتضح لنا أن هذا الأمر كان قانونياً أم لا؟ لكنه بشكل عام هناك منافسة جدية بين جناح الإصلاحيين، وجناح المحافظين في بلدنا، وعلى مدى تاريخ الثورة الإسلامية، لم نشهد هذا النوع من المناقشة الجادة، ولذلك نعتقد بأن الانتخابات النيابية السادسة سوف تكون أكثر الانتخابات حرية في تاريخ الثورة..

أحمد منصور:

اسمح لي.. أشرك بعض المشاهدين.. حباب الحربي من الكويت..

حباب الحربي:

السلام عليكم..

أحمد منصور:

عليكم السلام ورحمة الله.

حباب الحربي:

تحياتي للدكتور خاتمي.. بودي أن أسأل عن مدى صحة وجود اتصالات سرية أمريكية إيرانية، وهل الاتصالات تأتي نجاحا أو فشلا نتائج الانتخابات الإيرانية هذا الشهر.. لفوز الإصلاحيين من جناح الرئيس محمد خاتمي؟….

أحمد منصور:

شكراً لك.. السؤال هو عن حقيقة وجود اتصالات سرية بينكم أنتم الإصلاحيين، وبين حزبكم تحديداً وبين الإدارة الأمريكية أو أي أجنحة فيها؟

د. محمد رضا خاتمي:

بشكل عام إن العلاقات بيننا وبين أمريكا واضحة، وفي إطارات رسمية ودبلوماسية، وليس هناك أي علاقة خارج هذا الإطار، لكنكم تعلمون طبعاً بأن الشعب الإيراني له علاقات كثيرة مع الشعب الأمريكي، وأكثر المهاجرين الإيرانيين يعيشون في أمريكا، وهناك علاقات ثقافية واقتصادية ورياضية واسعة مع أمريكا، لكنه بالنسبة للعلاقات السياسية إن هذا يتم عبر القنوات الرسمية أي عبر مكتب حفظ مصالح إيران في أمريكا وبالعكس.

هذه العلاقات تتم عبر القنوات الرسمية هذه، ولا هو ليس أمر مستحدث إنما كان في الأزمات المختلفة، وفي الفترات المختلفة تتبادل عادة هذه الرسائل، ولا يمكن اعتبارها شيئاً خاصاً ونستغلها، ونقول بأننا نريد أن نقيم العلاقات مع أمريكا..

أحمد منصور:

دكتور خاتمي، لكن أنتم الإصلاحيون لكم تصور خاص بالنسبة للعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهل ستعملون على تنمية هذه العلاقات حال فوزكم بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة؟

د. محمد رضا خاتمي:

إن أهم ما يجب أن نقوم به في العلاقات الخارجية هو رفع التوتر، هناك علاقات مرة جداً، وعلاقات عداء بيننا وبين أمريكا، ولا يمكن بسهولة أن نزيل هذه السوابق التاريخية، إن هذا الوضع موجود بين شعبنا، وأيضاً يوجد في أمريكا، ويجب ألا نحصر العلاقات بين البلدين في العلاقات الاقتصادية، علينا أن نقلل من العداء والتوتر الموجود، وبعد ذلك يمكن أن نفكر بإقامة العلاقات السياسية الرسمية، لكن هذا الجدار بين إيران وأمريكا -كما عبر الرئيس خاتمي- طالما أن هذا الجدار موجود لا يمكن أن نتحدث عن إقامة العلاقات.

أحمد منصور:

دكتور أحمد حمدان من باريس.. تفضل دكتور.

د. أحمد حمدان:

سلام عليكم..

أحمد منصور:

عليكم السلام ورحمة الله.

د. أحمد حمدان:

في الحقيقة عندي بعض ملاحظات وبعض من الأسئلة.

أحمد منصور:

بإيجاز لو سمحت.

د. أحمد حمدان:

الدكتور خاتمي يتكلم في بدء الحديث عن البعدين الجمهوري والإسلامي لإيران، ما القصد في ذلك؟ هل هناك مصدرين للتشريع في إيران أم لا؟

الملاحظة الثانية: الدكتور يتكلم في الانتخابات القادمة الارتكاز كلياً على رأي الناس، هل الجمهورية ترتكز على آراء الناس أم على الشرع؟

أحمد منصور:

شكراً لك يا دكتور..أرجو أن تكون الأسئلة واضحة تفضل دكتور خاتمي بالإجابة..

د. محمد رضا خاتمي:

إن انطباعنا عن الإسلام والمبادئ الإسلامية هو أن الإسلام يعتبر آراء الناس آراء يجب أن تستند إليها الحكومة، والتي تكتسب شرعيتها من آراء الناس، لكن الأطر التي حددها الإسلام للمجتمع الإسلامي، وللنظام الإسلامي يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار في بلد يشكل أكثر من 98% من سكانه المسلمون، وهذا هو معنى الجمهورية والديمقراطية.

ولذلك نرى في دستورنا يصرح بأن الحكم لله، لكنه يقول بأن هذا الحكم الإلهي يستند إلى آراء الناس، وإن الشعب.. وإن الإنسان خليفة الله على الأرض، وهذا الحق لا ينحصر بأي شخص محدد، إنما يعود إلى جمهور الناس وإلى عامة الناس الذين يشاركون في الانتخابات، ويحددون مسيرة الحكومة، وبما أن أغلبية الناس في إيران هم من المسلمين لن يختاروا طريقاً إلا في إطار المبادئ الإسلامية.

أحمد منصور:

الأخت سارة محمد من السعودية.. اتفضلي يا سارة.

سارة محمد:

ألو… سلام عليكم.

أحمد منصور:

عليكم السلام.

سارة محمد:

طبعاً لاحظنا إن من بوصول السيد خاتمي إلى الحكم يعني تغير الشكل الظاهري للدولة الإسلامية في إيران، يعني انتشرت السينمات، وظهرت العديد من الممثلات ونشوفهم يظهرون على التليفزيون يعني بأشكال غير التي كانت موجودة سابقاً يعني.

أحمد منصور:

لكن بالحجاب يا سارة…

سارة محمد:

الحجاب يعني الإسلامي معروف، والمكياج وبعدين الآلات الموسيقية اللي انتشرت في هالفترة، يعني ما كانت موجودة سابقاً.

أحمد منصور:

الفقهاء خلاص غيروا آرائهم.

سارة محمد:

هو الفقه الإسلامي طبعاً مرن وممكن إن يعني يتطور، مع تطور العالم لكن هذا ما كان موجود أصلاً سابقاً إلا في عهد السيد خاتمي.

أحمد منصور:

سؤالك إذن.

سارة محمد:

أسأل يعني.. هل بنجاح السيد خاتمي في المرحلة الجاية، هل راح يفتح العديد من السينمات، ويسمح للكثير من الممثلات بالظهور، وتنتشر الأغاني في الجمهورية، إحنا يعني ننظر إلها نظرة إسلامية؟

أحمد منصور:

لعلكِ إذا كنتِ تتابعين السينما الإيرانية فازت بجوائز عالمية كثيرة آخرها جوائز مهرجان القاهرة السينمائي.

سارة محمد:

وهذا إحنا نفتخر فيه، لكن فيه سينما.. يعنى ملتزمة التزام يعني إسلامي معروف، لكن فيه تطور يعني يتجه إلى منحنى آخر غير الإسلامي.

أحمد منصور:

طيب.. نسمع رأي الدكتور خاتمي.. دكتور أرجو أن يكون السؤال والتعليق واضحاً.. تفضل بالإجابة.

د. محمد رضا خاتمي:

هذه القضايا كانت مطروحة على الساحة منذ انتصار الثورة الإسلامية بسبب بعض القضايا كالحرب، وكبعض الكوارث الأخرى، كانت هناك تقلبات في هذه الموضوعات، لكن علينا أن نعلم بأن السيد خاتمي كان وزيراً للثقافة والإرشاد الإسلامي، وشهدت السينما نمواً وتطوراً ملحوظاً في إيران، وإن هذه المسيرة قد بدأت منذ ثمانية عشر سنة، لكن بعد انتصار الرئيس خاتمي في الانتخابات الرئاسية، نعم هناك تطوراً ملحوظاً للسينما وللفنون.

وقد لعبت السينما دوراً أهم في المجتمع الإيراني، ربما إننا بسبب نشاطنا الأكبر على الصعيد الدولي استطعنا أن نطرح هذه القضايا وقضايا السينما إلى الآخرين وإلى الإخوة والأخوات المسلمين والمسلمات في البلدان العربية، ولذلك إنكم اطلعتم على هذه الأمور أكثر من ذي قبل، إنني لا يمكن أن… لا أتصور ما هو مفهوم القضايا غير الإسلامية في بلدنا.

لكن ما يطرح بين الفقهاء هو أن الأحكام الشرعية يجب أن تستند إلى مقتضيات العصر والمكان، إن بعض الأمور ربما كانت محرمة شرعية في بعض الفترات الزمنية، لكنها تتحول حسب المقتضيات الحالية، وعلى سبيل المثال أقول بأنه قبل أو في بداية الثورة الإسلامية، وقبل الثورة الإسلامية كان جميع الفقهاء يحرمون الشطرنج، لكن الإمام الخوميني حلل الشطرنج لسبب أن هذا الأمر لا يعتبر قماراً ويعتبر رياضة فكرية.

إنني أعتقد بأن هناك هذا النوع من القضايا التي يعتبرها البعض أنها قضايا غير إسلامية، إنني أتصور بأنه لا فرق بين الزمن الحاضر والزمن السابق من هذه الناحية، إن التغييرات هي ناتجة عن التغييرات الزمنية والتطور الذي حصل في العالم، والذي يجب علينا أن نواكبه، وأن نجدد الرأى في بعض الأحكام، طبعاً هذا يتم عبر الفقهاء وعلماء الدين.

أحمد منصور:

شكراً لك يا دكتور.. وأرجو التكرم بالاختصار في الإجابة، لأن لدي الكثير من المشاهدين، وكثير من الأسئلة.. شبر الشمري من السويد.

شبر الشمري:

السلام عليكم..

أحمد منصور:

عليكم السلام ورحمة الله..

شبر الشمري:

سؤالي محدد إلى السيد محمد رضا خاتمي، وهو أن أفعالكم تؤكد بأنكم تخليتم عما التصق بكم، وهو نهج خط الإمام الخوميني – قدِّس سره- في أعقاب الثورة من أفعال لم يرتضيها الإمام، فأنت تقول في البدء: أن هناك أناس لم يدركوا فهم نهج الإمام، وأنتم فقط تدركونه، بينما هناك علماء وفضلاء أجلاء على نقيض مما تطرحون، وتفسرون لم يدركوا نهج الإمام، وأنتم فقط تدركونه وتستوعبونه؟ وبالله عليك هل هناك في نهج الإمام الذي تدركه أنت فقط بالتحلل والانسياب والانفتاح على المنافقين والمريدين والأعداء على حساب المؤمنين والصالحين المدافعين عن الجمهورية الإسلامية؟

أحمد منصور [مقاطعاً]:

شكراً لك.. شكراً يا شبر.. تفضل دكتور خاتمي بالإجابة..

د. محمد رضا خاتمي:

لا أتصور بأن ما يتم الآن في إيران هو فتح الأبواب أمام المنافقين وأعداء الإسلام، إنما هو فتح الأبواب أمام الأفكار المختلفة، والقبول لرأي الآخر، والتضارب في الأفكار التي.. المتواجدة بين الناس، وهي أمر طبيعي، إن هذا من مبادئ الإمام، وإن الإمام الخوميني كان يؤكد دائماً على ذلك.

إنني لا أعتقد بأن ما نقوله هو، لا ندعي بأن ما نقوله هو 100% مطابق لأفكار الإمام، لكننا نعتقد بأن الجميع يجب أن يفكروا بحرية، وأن يطرحوا أفكارهم، وأن مسيرتنا تؤكد على طرح الأفكار المتضاربة والمختلفة، وبعد مضي عشر سنوات على رحيل الإمام هناك بعض القضايا المستجدة، والمستحدثة، وعلينا أن نطرح الحلول لها حسب أفكارنا..

أحمد منصور:

عبد السلام الجيرالي من المغرب.

عبد السلام الجيرالي:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أحمد منصور:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

عبد السلام الجيرالي:

عندي بعض الأسئلة أريد أن أوجهها للضيف الكريم..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

اسمح لي آخذ أهمها يا أخ عبد السلام، سؤال واحد منهم تفضل.

عبد السلام الجيرالي:

نعم..؟

أحمد منصور:

أهم هذه الأسئلة..

عبد السلام الجيرالي:

سؤال واحد، ولكن متجزئ..

أحمد منصور:

تفضل..

عبد السلام الجيرالي:

نعم.. ألا تخشون -الضيف الكريم- من أن هذا المسلسل من الإصلاحات، التي تتهافتون عليها.. ألا تخشون أن تكون استدراجاً غربياً أمريكياً يجركم إلى تبني مفهوم الاعتدال كما يطرحه الطرح الأمريكي؟ السؤال الثاني: ألا ترون أن الجمهورية الإسلامية غالباً ما تكون مظلومة عندما يرى أو يقيم ما يلحظ فيها من حركات معارضة على أنها براهين قاطعة على فشل الجمهورية الإسلامية في البلوغ إلى طموحاتها التي أعلنتها من قبل .. السؤال الثالث من فضلكم..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

شكراً لك.. يكفي هذا.. اسمح لي.. اسمح لي.. تفضل بالإجابة دكتور خاتمي.

د. محمد رضا خاتمي:

الجمهورية الإسلامية قدمت لها أهدافاً مرموقة ورفيعة المعاني، يمكن أن تتحقق في فترة طويلة من الزمن، لكنني أتصور بأننا في هذه المسيرة أننا استطعنا أن نحقق، وأن نفتح أبواباً جديدة وأصعدة جديدة على نظام الحكم، وأن نطرح أفكاراً إسلامية، وليس لنا أي قلق في هذا المجال، إننا على أساس الوضع الموجود في بلدنا نشد الأمل في أن نحقق تلك الأهداف بهمة من الناس.

أحمد منصور:

محمد أحمد الأهوازي من بريطانيا .. تفضل.

محمد أحمد:

العفو.. شكراً.. سؤالي للأستاذ خاتمي أو الدكتور خاتمي، هو حول كيف يطبق الأستاذ خاتمي الذي يؤيد وجود ولي الفقيه في الجمهورية الإسلامية، كيف يطبق –وهو يدعي إصلاحي- كيف يطبق بين هذا الفرض المفروض في إيران وبين حقوق الشعوب اللي يتجاوز 35 مليون غير فارس في إيران؟ وكيف يطبق بين هذا وبين حقوق الأحزاب والمنظمات المعارضة؟

أحمد منصور:

شكراً لك.. تفضل دكتور خاتمي، أرجو أن يكون السؤال واضحاً..

د. محمد رضا خاتمي:

ولاية الفقيه مبدأ من مبادئ الدستور، وقد حدد الدستور وظائف الولي الفقيه وحددوه بالنسبة للأقليات والقوميات، والأقليات العنصرية المختلفة في إيران، أيضاً حدد الدستور حقوق هؤلاء، وكيفية أدائها، إن ولاية الفقيه مظهر الحاكم.. حكومة الشعب، وإنها تدعم تحقيق هذه البنود من الدستور، وليس هناك تعارضاً بين هذين الشيئين، في أي بلد من البلدان هناك شخص أو مؤسسة تعتبر مظهراً لحكم الشعب، وهذا المظهر في بلدنا هو ولاية الفقيه، وليس هناك تعارض بين الاثنين.

إن الشيء الذي يلعب الدور الرئيسي.. إن الدور الأساسي الذي يلعبه ولاية الفقيه، هوالمحافظة على إسلامية النظام، كانتخاب أعضاء مجلس المحافظة على الدستور وسائر الأمور، وأيضاً مراقبة تطبيق الدستور الذي يؤكد على حقوق الأقليات..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

اسمح لي هنا يا دكتور، اسمح لي هنا بسؤال ربما يقصده مشاهدنا هذا، وكثيرون من أن هناك نسبة لا بأس بها من سكان إيران ربما يكونون من السنة ومن غيرهم، ومبدأ الولي الفقيه ربما يتعارض مع حقوق هؤلاء.

د. محمد رضا خاتمي:

على أي حال إن دستور الجمهورية الإسلامية صادق عليه جميع أفراد الشعب، والأغلبية الساحقة للشعب الإيراني، حتى في المناطق التي يقطن فيها إخوتنا من أهل السنة، أو الأقليات الدينية الأخرى كالمسيحيين والزرادشتيين، إن الأغلبية صوتوا لهذا الدستور، والذي أحد بنوده الرئيسية هو البند الذي يتعلق بولاية الفقيه.

إن رأي الأغلبية هو أساس الديمقراطية، إن رأي الأغلبية لو أدى إلى رفض الحقوق الإنسانية المسلمة للأقليات، ربما يكون هذا الكلام صحيح، لكن الأمر ليس كذلك أبدا إن الدستور يؤكد على حقوق الأقليات وإنه أمر بين وليس هناك أي فرق بين الأقليات، وبين الأغلبية من الشيعة في إيران، وإن جميع أفراد الشعب لهم حقوقهم المتساوية، وجميع الأفراد في هذا البلد، ومن جملتهم الولي الفقيه يدافعون عن حقوق أهل السنة، كما يدافعون عن حقوق أهل الشيعة وسائر -أيضاً- الأقليات الدينية و.. يجب أن يكون الأمر كذلك، وإلا سوف تكون ولاية الفقيه تخرج عن قضية العدالة التي هي شرط أساسي في ولاية الفقيه.

أحمد منصور:

مسعود على زاده من إيران.. تفضل يا مسعود.

مسعود علي:

السلام عليكم..

أحمد منصور:

وعليكم السلام ..

مسعود علي:

أريد السؤال حول مشاركة التيار الوطني الديني، يعنى تيار مللي مذهبي وبالتحديد حركة الحرية، ومشاركة هذا التيار في الانتخابات التشريعية القادمة، كما نعلم رفضت أهلية مرشح هذا التيار… دكتور إبراهيم يزدي، والمهندس عزة الله ….. من قبل مجلس صيانة الدستور بدلائل غير مقبولة، ولكن السؤال هذا في وقت يصر حزب مشاركة إيران الإسلامي على شعارات، مثل إيران لجميع الإيرانيين كيف تفسر…. مجلس كيف تفسر حزب المشاركة الإسلامي هذا التناقض في مجال القول، بل مجال الفعل؟

أحمد منصور:

شكراً لك.. أرجو أن تكون قد فهمت السؤال دكتور خاتمي؟

د. محمد رضا خاتمي:

أتصور أن هذا الأخ يعتبرني أحد أعضاء مجلس المحافظة على الدستور، إن أحد الاعتراضات الجادة..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لكنكم تدعون ما اتخذه مجلس إدارة الدستور من قرارات.. أنتم تدعمون هذه القرارات بما فيها منع الدكتور يزدي، وآخرين ممن لهم حق الترشيح، وليس عليهم ملاحظات من أن يشاركوا في الانتخابات..

د. محمد رضا خاتمي [مقاطعاً]:

لا.. إننى قلت بأن هناك في بعض موارد شبهات جادة ونتوقع من مجلس المحافظة على الدستور أن يبرز أدلته لرفض صلاحية هؤلاء، وقد قمنا باعتراضات جادة في هذا المجال، وأبلغنا هذه الاعتراضات عبر جريدتنا، وعبر علاقتنا بالمسؤولين المختلفين، وعبر مواقفنا العلنية، وقد سجلنا اعتراضنا هذا حول رفض صلاحية البعض.

إن البعض من هؤلاء ووفق على صلاحيتهم في الانتخابات السابقة، ورفضت صلاحيتهم في هذه الانتخابات، وإننا نعتقد بأنه لم يحدث شيئاً مستجداً ليبرر هذا التغيير، هناك شبهة جادة في هذا الموضوع، لكن أن نفسح المجال لإبراز أسباب رفض صلاحية هؤلاء من قبل مجلس المحافظة على الدستور حتى يتبين لنا أن هذا الرفض كان على أساس القانون، أم لا.

وطبعاً المصادر القانونية ذات الصلاحية الأخرى سوف تبرز رأيها، ربما يكون الأمر قد تأخر بالنسبة لهذه الانتخابات، لكنه في الدورات القادمة خاصة لو دخل الإصلاحيون مجلس الشورى الإسلامي سوف يقوموا بتعديل هذا القانون .. قانون الانتخابات، وسوف يتخذون قرارات هامة في هذا المجال.

أحمد منصور:

لدي أسئلة كثيرة من الأكراد أهمها سؤال (دال سوز) وهو كاتب كردي يقيم في حلب في سوريا، يقول لك: ما هو تصور التيار الإصلاحي لقضية الأكراد؟ وهل ستقومون حال فوزكم في الانتخابات بالإفراج عن المعتقلين السياسيين من الأكراد؟

د. محمد رضا خاتمي:

الأكراد كسائر فصائل الشعب الإيراني هم من الإيرانيين، ومن الناحية التاريخية لو أخذنا بنظر الاعتبار سوابقهم التاريخية، سوف نرى بأنهم من أوائل الإيرانيين الذين سكنوا هذه البلاد، وإننا نعتقد بأنه لا فرق بين الأكراد، والآخرين من ناحية الحقوق الفردية، والحقوق العامة، ربما كانت هناك بعض التضيقات بالنسبة لإخوتنا من الأكراد، أومن الأقليات الأخرى في الأدوار الماضية، ومن جملة هذه المواضيع بعض مشاغلهم، لكن الإصلاحيين سوف يزيلون -إن شاء الله – هذه الخلافات.

أحمد منصور:

حامد محمد على من السويد.

حامد محمد:

آلو .. السلام عليكم..

أحمد منصور:

السلام عليكم ورحمة الله.

حامد محمد:

سؤالي موجه للدكتور..

أحمد منصور:

تفضل..

حامد محمد:

أليس نهج الإصلاحيين والمحافظين هو نهج واحد وهو نهج الإسلام؟ وأن أمريكا تريد شق النهج الإسلامي، فجعلتكم إصلاحيين وغيركم محافظين؟

أحمد منصور [مقاطعاً]:

يعني تريد أن تقول … حامد هل تريد أن تقول بأن الإصلاحيين صنيعة الولايات المتحدة؟

حامد محمد:

لا.. لا وإن أحد أذرعة أمريكا هي قناة الجزيرة أيضاً وشكراً..

أحمد منصور:

شكراً لك.. تفضل دكتور.. إحنا نشاركك التهمة.. تفضل..

د. محمد رضا خاتمي:

إن إيراد الاتهام بالنسبة للآخرين أمر سهل جداً.. لكنني أعتقد بأن علينا أن نأخذ بالحقائق، إننا لو أخذنا هذه الحقائق سوف نرى بأن هناك انطباعات مختلفة عن الإسلام، وعن الحكومة الإسلامية في بلادنا، وهذه الخلافات خلافات جدية، وهناك الكثير من المؤلفات والكتب والمقاولات نشرت في هذه المجالات، وليس من الصحيح أن ننسب كل هذه الأمور إلى الأعداء الخارجيين.

إننا نعتقد بأن تضارب الأفكار والانطباعات المختلفة ضرورية بالنسبة لمجتمعنا الذي يمكن أن يكون أكثر حيوية عبر تضارب الأفكار، إن المجتمع الميت هو الذي تريده القوى العظمى حتى تستطيع هذه القوى أن تتهجم على هذه المجتمعات الميتة، إننا لا نرى أي أثر للنفوذ الأجنبي في مجتمعنا الحاضر في إيران، وإننا نعتقد بأن المجتمع لو كان مجتمعاً أحادي الفكر، فعلينا أن نقلق حين ذاك لتغلغل الأجانب علينا.

أحمد منصور:

ما هي قصة الرئيس السابق (هاشمي رافسنجاني) وقد رشح قوائم المحافظين والإصلاحيين عدا حزبكم أنتم تحديداً؟ ما هو موقفكم من الرئيس رافسنجاني؟

د. محمد رضا خاتمي:

إننا رحبنا بدخول سماحة الرئيس هاشمي رافسنجاني إلى ساحة الانتخابات النيابية، وإنه من أفضل الأمور هي أن يستند كل شخص إلى آراء الناس، إنه لم يكن في لائحتنا وهذا أمر طبيعي، لأن الناس صوتوا لصالح تيار معين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وكنا نشعر بأن مجموعة الشواهد الموجودة تدل على أن سماحة الرئيس هاشمي رافسنجاني لا يتفق مع التيار الإصلاحي في بعض الأمور، وأنه يعتمد برنامجاً آخر، ومن الطبيعي ..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

اسمح لى دكتور.. اسمح لى .. من الملاحظ أن هناك 80% من قوائم الإصلاحيين طرحت الرئيس هاشمي رافسنجاني ضمن قوائمها مما يعني الاختلاف مع ما تقوله أنت الآن.

د. محمد رضا خاتمي:

ليس كذلك.. إن جبهة (الثاني من خورداد) التي تتشكل من ثمانية عشر حزب وفصيل، إن عدد منهم -أي خمسة منهم- رشحوا سماحة الشيخ هاشمي، وطبعاً جميع الفصائل المحافظة رشحت الشيخ هاشمي.

أحمد منصور:

حال فوزكم بالأغلبية في الانتخابات القادمة، هل ستدعمون ترشيح رافسنجاني إلى رئاسة البرلمان، وقد دخل الانتخابات خصيصاً من أجل ذلك؟

د. محمد رضا خاتمي:

من الطبيعي أننا سوف.. إننا لا نستطيع أن ندعم شخصاً لا يوجد في لائحتنا لرئاسة المجلس، لكن هذا الأمر يعود إلى تركيبة المجلس القادم، وتركيبة الفصائل السياسية المتواجدة في المجلس، فإنه يمكن أن يكون رئيساً للمجلس لو كانت الأغلبية تؤيده، وإلا فهناك أشخاص آخرون سوف يطرحون في الوقت

اللازم.

أحمد منصور:

من هو مرشحكم إذن لرئاسة البرلمان الإيراني في مقابل ترشيح الرئيس رافسنجاني من المحافظين؟

د. محمد رضا خاتمي:

هناك بعض الأشخاص..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هل يمكن أن تذكر لنا أسمائهم.

د. محمد رضا خاتمي:

المجلس القادم وسوف يطرح الوقت اللازم.. اسمحوا أن نحدد هذا بعد اتضاح تركيبة المجلس.

أحمد منصور:

ما هي حقيقة أن (مهدي خروبي) هو مرشحكم لرئاسة المجلس القادم؟

د. محمد رضا خاتمي:

لم نناقش هذا الموضوع لحد الآن.

أحمد منصور:

علي قطب الدين من السويد..

علي قطب الدين:

السلام عليكم..

أحمد منصور:

عليكم السلام ورحمة الله.

علي قطب الدين:

تحية لك ولضيفك الكريم..

أحمد منصور:

حياك الله.. اتفضل..

علي قطب الدين:

دكتور رضا خاتمي.. استبشر العراقيون خيراً بوصول السيد محمد خاتمي إلى السلطة، عسى ولعله يقوم برفع بعض الإشكالات، وبعض المظالم التي وقعت عليهم من القانون الإيراني، لاسيما أن الإخوة العراقيين قد قاموا بتضحيات كبيرة في الدفاع عن الدولة الإسلامية، وقاموا بتضحيات ليس لها شبيه إلا في صدر الإسلام حيث قاتلوا الأب والأخ والابن والأهل والعشيرة في سبيل الدفاع عن الدولة التي رفعت شعار الإسلام.

بعد مجيء الدكتور خاتمي الأوضاع صارت أسوأ، والنزعة الوطنية والقومية للجمهورية الإيرانية صارت بشكل أكبر وأشد، فهل إذا انتصرتم في الانتخابات ستبقون على هذه النظرة القومية الوطنية الضيقة التامة بهذا التوجه؟ وكيف يتلاءم هذا مع الإسلام؟ ثم هناك سؤال آخر إذا يسمح لي الأستاذ أحمد منصور.. الله يرضى عليه.

أحمد منصور:

تفضل يا سيدي:

علي قطب الدين:

أن أسأله مرة ثانية أنا أسمع دائماً قول – طبعاً أنا عراقي تعرفون أو عرفتم هذا – أسمع دائماً كلام إن فكر الإمام الخوميني، فكر السيد الخوميني -رحمة الله عليه، وقدس الله سره- لكن أنا أقول نحن الشرق أوسط الشرق أوسطيون والعرب والمسلمين دائماً في قناعاتنا، في داخلنا هذا ليس شعار من الخارج نتلبس به، إنما في قناعاتنا دائماً نتبع القوي، هناك مراجع كثيرة، هناك مراجع وماضي على مستوى وعظمة الإمام الخومينى.

أنا أقول لماذا لا يؤخذ قول وآراء النبي محمد –أولاً- الإمام علي (عليه السلام)؟ العظماء من السادة، القرآن أولاً؟ لماذا التركيز على فكر الإمام الخومينى؟ ربما هناك الكثير من المجتهدين من..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

شكراً لك سؤالك واضح علي قطب الدين ولعله يقصد العراقيين المقيمين في إيران، والذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية ضد العراقيين وأوضاعهم السيئة دكتور خاتمي.. اتفضل.

د. محمد رضا خاتمي:

لو لاحظتم الإحصائيات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة إن إيران.. سوف ترون بأن إيران استقبلت أغلب المهاجرين في العالم، هناك أكثر من أربعة ملايين من المهاجرين في إيران، وإنهم يعيشون بشكل عادي بين أوساط الشعب وبين الإيرانيين، وليس هناك أي فرق بين معيشتهم ومعيشة الإيرانيين، والحياة بالنسبة للإيرانيين –أيضاً- كانت تواجه بعض المشاكل أحياناً، كما تواجه حياة الآخرين هذه المشاكل، إنني أعتقد بأن الإيرانيين رحبوا وفتحوا صدورهم بالنسبة للآخرين المهاجرين العراقيين والأفغان، ولا يمكن أن نتهم شعباً كهذا الشعب بالتمييز العنصري، إن هناك مأدبة مفتوحة للجميع ويرحب الإيرانيون بالجميع..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

دكتور اسمح لي دكتور خاتمي.. هناك تقارير كثيرة تؤكد على أن الأفغان والعراقيين يعيشون أوضاعاً مأساوية، وليس بالشكل الوردي الذي تذكره لنا الآن، يعيشون أوضاعاً مأساوية فعلية في إيران.

د. محمد رضا خاتمي:

إنكم لو ذهبتم إلى مناطق سكن الأفغان والعراقيين، لو لاحظتم سكن الإيرانيين ومعيشة الإيرانيين في نفس المناطق سوف ترون أنه ليس هناك فرق بين الإيراني والأجنبي في هذه المناطق، وبالمقارنة بالنسبة للدول الأخرى، الدول الأوربية والدول العربية سوف ترون أن هناك فرقاً شاسعاً بين المواطن وبين المهاجر. وهناك تمييزاً كبيراً بين المواطنين وبين المهاجرين، أكبر بكثير مما هو عليه الآن في إيران، وإنني لا أوافقكم بالنسبة لهذا الموضوع، وإنه ليس هناك تمييزاً بالنسبة للإخوة العراقيين والأفغان، هناك طبعاً اختلافات أو فواصل طبيعية، لا يمكن أن نسد هذه الثغرات إنني..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

دكتور اسمح لي.. حتى نبقى في إطار موضوعنا، لأن لا نريد أن تتفرع بنا الأسئلة إلى الموضوعات الأخرى، وأرجو من الإخوة الذين أرسلوا لي أسئلتهم باللغة الفارسية أن يحاولوا كتابتها وإرسالها باللغة العربية، وكذلك الذين يودون طرح أسئلتهم بالفارسية لأن الاتصال يتم عبر دائرة معقدة يصعب معها طرح الأسئلة بلغة غير العربية..

دكتور نبيل الجنابي من بريطانيا..

د. نبيل الجنابي:

نعم.. دكتور محمد رضا خاتمي.. أشكرك جداً على الإجابة الأخيرة، لكن لدي اعتراض أصر عليه، ولدي سؤال من شقين.. السؤال أن العراقيين الموجودين في إيران لم يمنحوا الجنسية الإيرانية منذ أكثر من خمس عشرة سنة، لم يمنحوا السماح لأطفالهم بالدخول إلى المدارس، لم يمنحوا رخص عمل داخل الجمهورية الإسلامية، في حين أن جميع العراقيين استبشروا كثيراً بوصول الرئيس خاتمي إلى سدة الحكم.

هذا السؤال أرجو الإجابة عليه بالتوضيح، الشق الثاني: أنكم ستصلون إلى البرلمان، وربما ستحصلون على الأكثرية الساحقة، وهذا شيء مفرح لأصدقائكم ومبغض لأعدائكم، وخاصة نحن العرب نريد أن يكون في إيران تيار إصلاحي مهم نمد يدينا إليه، الشيء الثاني: أن مرشد الجمهورية لديه صلاحيات واسعة جداً..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

دكتور نبيل اسمح لي.. ليس لدي كثير من الوقت عند الموجز حتى تكون هناك فرصة للإجابة على أسئلتك، وآخرون من المشاهدين ينتظرون.. تفضل دكتور خاتمي بإيجاز لو سمحت، الآن هذا السؤال سبق أن تعرضنا له، بإيجاز شديد أرجو أن تجيب، تفضل.

د. محمد رضا خاتمي:

إنني أتصور بأن هذه الأخبار لا تنطبق على الواقع الموجود، وأستطيع أن أقول – بتلخيص- بأن ما يجري الآن في إيران بالنسبة للإخوة المهاجرين أمر إيجابى، وإننا نقسم ما لدينا معهم، وإن بعض هذه المشاكل توجد حتى بالنسبة للإيرانيين، وطبعاً هناك بعض القوانين التي تمنع دون حصول بعض هذه الأمور كالحصول على الجنسية، فإن لهذا الأمر مسيرة محددة يجب أن تمر، وهناك بعض المشاكل في المجال السياسي والاجتماعي..

أحمد منصور [مقاطعاً] :

دكتور خاتمي اسمح لى .. لدي موجز للأنباء.. لدي موجز للأنباء، والسؤال الذي أود أن أطرحه عليك هو سؤال هام حول موقفكم أنتم الإصلاحيون من الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الصغرى، طنب الكبرى، أبو موسى) هل يختلف عن موقف الإصلاحيين، وهل لديكم استعداد للحوار مع الإمارات بشأن هذه الجزر. أسمع منك الإجابة بعد موجز قصير للأنباء….

[موجز الأنباء]

أحمد منصور:

د. خاتمي سؤالي كان عن الجزر الإماراتية، ما هو موقفكم أنتم الإصلاحيون من هذه الجزر؟

د. محمد رضا خاتمي:

يجب أن أوضح نقطة.. وهي أنه ليست هذه المشكلة فقط في منطقتنا بين إيران والإمارات، هناك مشكلة مشابهة بين جميع الدول العربية حول الخلافات الحدودية، النقطة الثانية: لا يمكن لأي شعب من الشعوب أن تنقض سيادتها الوطنية على جميع أراضيها، هناك خلافات في وجهات النظر بين الدول المختلفة والشعوب المختلفة، ونرى أن أفضل سبيل لحل هذه الخلافات هو التفاوض.

والجمهورية الإسلامية عبر مسؤوليها الرسميين أعلنت -دائماً- استعدادها للتفاوض، مع إخوتها في الإمارات المتحدة على أساس المواثيق والاتفاقيات المتواجدة في هذا المجال، وأرى أن إخوتنا في الإمارات العربية المتحدة لو أبرزوا استعداداً في هذا المجال سوف يمكن حل هذا الموضوع على أساس المواثيق الدولية والاتفاقيات الموجودة خاصة اتفاقيات 1971م..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

دكتور.. هم أبرزوا وطالبوا بالتفاوض عدة مرات، و(الشيخ زايد) طالب أكثر من مرة بالتفاوض، ولكن الموقف الإيراني يوصف بأنه موقف متعنت، سؤالي هنا هل أنتم الإصلاحيون على استعداد، لكي يعني تتجاوبوا بشكل فعلي وجدي في هذه الأزمة، مثلما تجاوبت قطر والبحرين؟ وأنت قد أشرت إلى خلافات بين دول عربية أخرى، ولعلك تقصد قطر والبحرين. الآن هناك اتفاق بينهم على أن يحلوا مشكلة (فشت الدبل) بينهم بشكل يعني ودي، أنتم الآن لديكم استعداد لكي تحلوا أيضا مشكلة الجزر الثلاث بشكل ودي؟ أم ستظلون تطرحون نفس الطرح الذي تطرحه السلطات الإيرانية منذ احتلالها للجزر؟

د. محمد رضا خاتمي:

إنني أرى بأن هذه المشاكل لو تم حلها بأسرع وقت ممكن سوف يكون لصالح الدول في المنطقة، إن منطقتنا تشهد خلافات ونزاعات مهمة، وقد شهدت حربين مدمرتين في العقدين الأخيرين، فإن العقل يحكم بأن نقوم بحل هذه الخلافات عبر التفاهم والصداقة، وإنني أعتقد بأن المسؤولين في الجمهورية الإسلامية أبرزوا استعدادهم -دائماً- للتفاوض على أساس اتفاقية 1971م، وإننا كإصلاحيين في الجمهورية الإسلامية ندعم هذه المسيرة.

أحمد منصور:

هل يمكن أن نعتبر هذا وعد مقدم من قبلكم أنتم الإصلاحيون في حالة فوزكم بالأغلبية في البرلمان أن تتخذوا خطوات جدية بشأن إصلاح مشكلتكم مع الإمارات..

د. محمد رضا خاتمي:

إننا في جميع الأمور .. في هذا الأمر وفي جميع الأمور على المستوى الدولي نحاول إزالة التوتر وإيجاد التفاهم وحل المشاكل.

أحمد منصور:

محمد القاسم من السعودية ..

محمد القاسم:

سؤالي للدكتور محمد رضا خاتمي .. أنتم تقولون أنكم تحترمون الرأي الآخر، فكيف تفسرون استعمالكم أسلحة الدمار الشامل، ضد معارضيكم مجاهدي (خلق) حتى وهم يقيمون في بلاد خارج إيران.

أحمد منصور:

شكراً لك.. اتفضل د. خاتمي..

د. محمد رضا خاتمي:

إنني أتصور بأن هذا اتهام غير واقعي، ومن حق أي دولة أن توفر الإمكانات العسكرية لمواجهة أعدائها الخارجيين، لكن ما نتهم نحن به خاصة من قبل الأمريكان حول إنتاج الأسلحة النووية أو الفتاكة إنما هذه ادعاءات لا يمكن إثباتها، ورأيتم مؤخراً بأن بعض المسؤولين الأمريكيين استرجعوا هذه الادعاءات.

أحمد منصور:

منذر عبد الله من الدنمارك .. تفضل يا منذر.

منذر عبد الله:

السلام عليكم.

أحمد منصور:

أعتذر إليك كثيراً على بقاءك طويلاً على الخط .. تفضل.

منذر عبد الله:

ولا يهمك المهم أن أتحت لنا الفرصة، وسمحت لنا أن نعبر عن رأينا.

أحمد منصور:

شكراً لك، تفضل.

منذر عبد الله:

بارك الله فيك..

أحمد منصور:

تفضل يا سيدي.

منذر عبد الله:

لا أحد ينكر أن هناك خلافات بين إصلاحيين ومحافظين يعني مع التحفظ على التسمية، إلا أن المحافظين والإصلاحيين يتفقون على أمرين .. هذين الأمرين هو أول الأمر يعني هو جانب فكري، وهو أن النظام في إيران لم يختلف كلاهما على أنه جمهوري وهذا يناقض الإسلام، لأن نظام الحكم في الإسلام نظام خلافة، وليس نظام جمهوري، وأساسه الإسلام والإسلام فقط، الشعب له دور في الإسلام ولكن دور الشعب في اختيار الحاكم الصالح، وليس دور الشعب في اختيار النظام ولا الأحكام ولا التشريعات..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

الجانب الثاني:

منذر عبد الله:

الجانب الثاني: وهو مسألة سياسية يعني اليوم (مادلين أولبرايت) في شهادتها أمام الكونجرس رحبت بخطاب ودعوة خاتمي لإقامة علاقات مع الشعب الأمريكى، ولكن نحن نرى أن ما يتحدث عنه من إقامة علاقات مع أمريكا هذا يعني الأمر مغلوط وغير صحيح، لأن إيران منذ وجدت الدولة… الثورة الإسلامية يعني – بين قوسين – وهي على علاقة بالولايات المتحدة، ومن ينظر إلى سياسة إيران في المنطقة بغض النظر عن التصريحات، لا يأخذ بالتصريحات والشعارات، إنما يأخذ سياسة إيران في المنطقة يجد أنها سياسة أمريكية تدور في فلك أمريكا، يعني مثلاً عندما نزل كوهين في المنطقة..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

طيب .. سؤالك واضح –الآن- اسمح لي أن أترك فرصة للدكتور يجاوب، دكتور خاتمي تفضل.

د. محمد رضا خاتمي:

إنني أتصور بأن الإسلام لم يؤكد على نوع خاص من الحكومة إن نوع الحكومة، وتعيين نوع الحكومة، أمر أوكل إلى الناس ليحددوا ذلك على أساس ظروفهم الخاصة، إننا نرى في الدول الإسلامية في بعضها هناك الحكم الملكي وهناك الحكم الجمهوري في البعض الآخر، وهذا الأمر، نحن لا يمكن أن نقول بأن جميع هؤلاء معارضين للإسلام، لأنهم لم يتجهوا نحو الخلافة.

إن الإسلام يقول ويؤكد بأن على الناس يختاروا الحكم الملائم، لحل مشاكلهم ولتوفيق الظروف المناسبة، وإن التجارب الإنسانية تقول وتؤكد بأن أكثر الأنظمة إيجابية هي الأنظمة التي تستند إلى آراء الشعب، ولذلك ليس من الإنصاف أن نتهم الإسلام بأنه لا يستند إلى آراء الناس، هناك طبعاً انطباعات مختلفة عن الإسلام، كما توجد هذه الانطباعات في بلدنا، وهذا هو الذي يشكل الخلاف الرئيسي بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران.

القضية الأخرى هي أن الإسلام يؤكد على إيجاد الحكم على أساس الإنصاف والعدل، وعلى إقامة العلاقات مع الدول الأخرى على هذا الأساس، إننا نرى في زمن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – إن الكثير من الدول التي لم تكن دولاً إسلامية أقامت العلاقات مع الدولة الإسلامية في العهود المختلفة. وإننا نرى أن الدول الإسلامية في وقتنا الحاضر تقيم العلاقات مع الكثير من الدول بشرط أن تكون هذه العلاقات علاقات عادلة، وتستند إلى العدل والإنصاف، ولا يمكن أن نعزل الدول الإسلامية عن العالم وعن الدول الأخرى، إننا لا نستفيد من المبادئ الإسلامية هذه الأمور، ولكننا نعتقد بأنه ليس من الإنصاف أن نقول بأن الإسلام لا يوافق على هذه العلاقات.

أحمد منصور:

دكتور أحمد الجبوري من الدنمارك.

أحمد الجبوري :

آلو .. السلام عليكم.

أحمد منصور:

عليكم السلام ورحمة الله.

أحمد الجبوري :

تحياتي لك وللضيف….

أحمد منصور:

حياك الله يا أخي، تفضل بسؤالك.

أحمد الجبوري:

فى حالة فوز خاتمي قبل فترة، صرح وزير الدفاع الأمريكي في الخليج قال بأنه يجب أن تكون عندنا قواعد ثابتة لمواجهة الخطرين، ويقصد بها العراق وإيران، فلماذا لا تفكرون برد الطائرات العراقية التي كانت عندكم بصفة أمانة وتكونوا يداً واحدة وقوة واحدة في المنطقة؟

أحمد منصور:

تفضل يا دكتور.

د. محمد رضا خاتمي:

ليس لي معلومات دقيقة عن وضع الطائرات، لكنني أدري وأؤكد بأن الجمهورية الإسلامية تعمل على أساس قرارات الأمم المتحدة وفي إطارها.

أحمد منصور:

سلمان مهنا من بريطانيا.

سلمان مهنا :

ألو السلام عليكم ألو.

أحمد منصور:

عليكم السلام ورحمة الله.. تفضل يا سيدي.

سلمان مهنا:

يا حبيبي أولاً: أنا حوالي ثلثين قاعد أسمع البرنامج ماكم، أول مرة قاعد أشترك بعيدن إنتوا عندكم الدكتور خاتمي عندكم كلموا لقضية البرلمان والانتخابات وشي ثاني بعدين يا أخي أنت طفرت مرة وحدة للجزر الإماراتية، وما أدري شنو وهذا… يعني إنتوا موضوعكم البرلمان كانت بعدين إجيت على طريق… يعن إنت هالحين صاير يعني المحامي مال شيخ زايد وشكراً.

أحمد منصور:

سلمان .. أنت الذي قطعت الخط، وأنا تركت لك المجال، لتتكلم بشكل حر، دكتور خاتمي .. يعني هل تعتقد أن الناخب الإيراني -الآن- لازال متعاطفاً مع رجال الدين؟ آمل أن يصل سؤالي هل تعتقد أن الناخب الإيراني لازال متعاطفاً مع رجال الدين أو مع علماء الدين؟

د. محمد رضا خاتمي:

علماء الدين لهم جذورهم المتأصلة في المجتمع الإيراني، العلماء يعيشون بين الناس وأغلبيتهم الساحقة يحاولون أن يحلوا مشاكل الناس، إن طبعاً البعض من علماء الدين استلموا بعض المناصب الحكومية، وربما نستطيع أن تقول بأن البعض من هؤلاء أو القليل من هؤلاء ابتعدوا عن الأوساط الشعبية، لكن أغلبية العلماء الذين يعيشون في المدن والأرياف والقرى هم جزء من الشعب، ويعتمد الناس عليهم.

أحمد منصور:

لكن هل تعتقد مع وجود محكمة رجال الدين التي اتخذت بعض المواقف ربما التي توصف بأنها مواقف غير شعبية، ما هو موقفكم من هذه المحكمة حال فوزكم بالأغلبية في الانتخابات ؟

د. محمد رضا خاتمي:

إن المحكمة الخاصة بالعلماء، لا علاقة لها بمكانة العلماء لدى الناس، سجلنا بعض الاعترافات بالنسبة لبعض المحاكمات في هذه المحكمة خاصة بالنسبة للشيخين (كديور والنوري) ونعتقد بأنها كانت محاكمة لأفكار هؤلاء، وليست لم تكن محاكمة لاتهاماتهم حقيقية.

أحمد منصور:

هل ستقومون بحل هذه المحكمة حال فوزكم في الانتخابات؟

د. محمد رضا خاتمي:

إننى أتصور بأن الدستور حدد المحاكم القضائية التي يجب أن تكون تحت إشراف السلطة القضائية، والمحكمة الخاصة بعلماء الدين، يجب أن تكون تحت إشراف هذه السلطة، وإن هذا الأمر هو أحد الأمور التي ينادي بها الإصلاحيون.

أحمد منصور:

معنى ذلك أن هذه المحكمة ليست دستورية، ورغم أنها تصدر أحكام بالسجن وأن (عبد الله نوري) الآن رهن السجن لمدة خمس سنوات بسبب هذه المحكمة ترون أنها محكمة غير دستورية؟

د. محمد رضا خاتمي:

هناك مناقشات قانونية عديدة في هذا المجال، البعض يعتقد بأنها محكمة دستورية والبعض يقول بغير ذلك، لكن لا نعتقد بأن هذا النقاش مستمر.

أحمد منصور:

هل ستقومون أو ستطالبون بحل الحكومة الإيرانية، وإعادة تشكيلها مرة أخرى بعد الانتخابات البرلمانية؟ هل ستطالبون بحل الحكومة الإيرانية وإعادة تشكيلها مرة أخرى بعد الانتخابات البرلمانية؟

د. محمد رضا خاتمي:

هيئة الوزراء لا تحتاج إلى كسب رأي البرلمان مرة أخرى، إنما هذا يتم فقط عند انتخاب الرئيس الجديد، لكنه يجب التنسيق مع المجلس الجديد، وربما تحصل بعض التغييرات.

أحمد منصور:

دكتور ما رأيك أو رؤيتك للمستقبل السياسي بالنسبة لنظام الحاكم في إيران الآن؟

د. محمد رضا خاتمي:

بالأخذ بنظر الاعتبار التحولات والتطورات العظيمة التي حصلت في المجتمع الإيراني، ومسيرة الحركة الإصلاحية، إنني أعتقد بأن مستقبلنا سوف يكون مستقبلاً ناصعاً.

أحمد منصور:

ما هي طبيعة التغيرات السياسية التي ترى أنه يجب على الإصلاحيين القيام بها بعد مرور أكثر من عشرين عاماً على قيام الثورة في إيران؟

د. محمد رضا خاتمي:

إننا في التنمية السياسية نضمن حقوق المواطنين، وهذا من أولوياتنا خاصة في الذكرى الحادية والعشرين لانتصار الثورة الإسلامية، إننا نرفع من مستوى الحرية للمطبوعات وللصحافة، وسوف نقوم بحل بعض المؤسسات التي تتدخل في سن القوانين بالنسبة للسلطة القضائية، يجب أن تتم إصلاحات في هذه السلطة، حيث هناك مشاكل في هذا الموضوع، وأيضاً نحاول إيجاد مؤسسات مدنية مستقلة في مجتمعنا، هذه هي أولوياتنا، لو حققناها نستطيع أن نقول: أن حركة الإصلاح سوف تكون أمراً لا يمكن العودة منه.

أحمد منصور:

دكتور محمد رضا خاتمي (زعيم جبهة حزب المشاركة الإسلامية الموالي للرئيس خاتمي) أشكرك شكراً جزيلاً على ما تفضلت به .. كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، وأشكر المترجمين: باسم شريعة مدار، و محمد حسن البحراني. ضيف الحلقة القادمة –إن شاء الله– السيد طه هاشم (أحد أبرز قيادات التيار اليميني المحافظ في إيران)، في الختام أنقل لكم تحية فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: الجزيرة