بلا حدود

الأسباب الحقيقية لانهيار وإغلاق تلفزيون لبنان

ما الأسباب الحقيقية لانهيار وإغلاق تلفزيون لبنان؟ وكيف أثر الصراع السياسي على وسائل الإعلام والفضائيات اللبنانية؟ وهل انهيار تلفزيون لبنان سيكون مقدمة لانهيار تلفزيونات حكومية عربية أخرى أمام أداء الفضائيات المستقلة؟
مقدم الحلقة أحمد منصور
ضيف الحلقة – غازي العريضي، وزير الإعلام اللبناني
تاريخ الحلقة 21/03/2001

undefined
undefined

أحمد منصور:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة من العاصمة اللبنانية بيروت، وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود).

أثار قرار الحكومة اللبنانية بإغلاق تليفزيون لبنان نهاية الشهر الماضي ردود فعل واسعة النطاق، باعتباره أول تليفزيون انطلق بثه في المنطقة العربية قبل اثنين وأربعين عاماً، وعلى اعتبار وجود خمس قنوات فضائية لبنانية خاصة تجذب معظم المشاهدين العرب لمتابعة برامجها، كما أنه فتح ملف التليفزيونات الحكومية العربية وما تعانيه من ترهل وتراجع في مستوى الخطاب الإعلامي وفقدانها لثقة المشاهد بها، حيث بدأ يجد حاجته في فضائيات عربية أخرى خرجت من إطار الأسلوب الحكومي في المعالجة والتناول إلى الأسلوب الإعلامي العلمي الواقعي، الذي يخاطب واقع الناس وحاجاتهم. فهل انهيار تليفزيون لبنان وإغلاقه سيكون مقدمة لانهيار التليفزيونات الحكومية العربية الأخرى؟ وهل سيكون هذا بداية لانتهاء الاحتكار الحكومي العربي لعيون وعقول المشاهدين العرب؟ وهل سيكون هذا سبباً لانطلاق التليفزيونات الخاصة الأرضية والفضائية حتى يصبح للمشاهد وحده حق تقرير ماذا يشاهد ومن يشاهد؟ ولماذا لم يثر قرار إغلاق تليفزيون لبنان شفقة أو عطف أو استنكار أحد، رغم أنه بالمعايير السياسية والإعلامية حدث جلل وخطير؟

تساؤلات كثيرة حول هذا الموضوع الهام أطرحها في حلقة اليوم على وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي. ولد غازي العريضي في لبنان عام 1954م. تخرج من قسم الفيزياء في الجامعة اللبنانية عام 77، بدأ نشاطه السياسي عام 71 من خلال الحزب التقدمي الاشتراكي الذي كان يرأسه كمال جنبلاط، عين مسؤولاً سياسياً للحزب في منطقة (عاليا) من العام 77 إلى العام 80، عُين بعد ذلك ممثلاً للحركة الوطنية اللبنانية في الجزائر في الفترة من العام 81 إلى العام 83، عُين بعد ذلك مسؤولاً سياسياً عن الحزب التقدمي الاشتراكي في بيروت عام 83، في العام 84 أطلق إذاعة "صوت الجبل" الناطقة باسم الحزب، وظل مسؤولاً عنها مدة عشر سنوات، في العام 87 أصبح عضواً بقيادة الحزب ومسؤولاً عن الإعلام، وفي العام 91 أصبح مستشاراً سياسياً لرئيس الحزب وليد جنبلاط، وفي العام 2000م انتخب نائباً في البرلمان عن منطقة بيروت، وعين وزيراً للإعلام في السادس والعشرين من أكتوبر عام 2000م صدرت له عدة كتبا، كما أنه كاتب مشارك في العديد من الصحف والمجلات العربية.

إعلان

ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا على هواتفنا في الدوحة 009744888873 أما رقم الفاكس فيمكنهم الاتصال بنا على رقم الفاكس في بيروت رقم الفاكس في بيروت 009619853804 رقم الفاكس في بيروت للمشاهدين من داخل لبنان 09853804، أما المشاهدين في أنحاء العالم فيمكنهم الاتصال بنا على 009619853804 كما أستقبل كافة مداخلاتكم عبر موقع (الجزيرة نت) على شبكة الإنترنت www.aljazeera.net معالي الوزير، مرحباً بيك.

غازي العريضي:

أهلاً.

أحمد منصور:

أود في البداية أن أسألك عن الأسباب الحقيقية لقرار الحكومة اللبنانية بإغلاق بتليفزيون لبنان؟

غازي العريضي:

تراكمات إدارية سياسية أدت إلى خسائر مالية كبيرة من جهة، وتدخل السياسة في تليفزيون لبنان من قبل جهات عديدة في السلطات، الذي كان يعكس نظرة غير إيجابية للتليفزيون.

أحمد منصور:

من هي هذه الجهات؟

غازي العريضي:

على مدى العقود والعهود الماضية والحكومات المتعاقبة، وزراء، رؤساء، أصحاب نفوذ في السلطة السياسية اللبنانية في مواقع مختلفة، النظرة إلى تليفزيون لبنان كانت –للأسف- في مراحل عديدة في فترة الحرب وبعد الحرب مؤسسة، مجال للتوظيف، وبالتالي تدخل إليها من هنا ومن هناك في معزل عن الحاجة من جهة والكفاءة من جهة أخرى، نرفع أعباء عن كاهلنا كمسؤولين سياسيين ونضعها على كاهل الدولة ومؤسسة تليفزيون لبنان وهذا رتب أعباء مالية كبيرة في مرحلة معينة وظروف سياسية كانت تحكم البلاد في ظل انقسام سياسي اتخذ قرار، ففي مجلس الإدارة يعطي تعويضات استثنائية للموظفين، وهذا القرار سمي عقد عمل جماعياً، وبالتالي رتب تعويضات هائلة استثنائية خيالية لا توصف –يعني- للعاملين والموظفين في تليفزيون لبنان، والاستخدام السياسي أيضاً للتليفزيون، نظرة السلطة والذين تعاقبوا على ممارسة المسؤولية عموماً يعني كانت نظرة تقوم على أساس استخدام هذا التليفزيون للدفاع عن وجهة نظر واحدة، وبالتالي أدى ذلك إلى انقسامات حادة وإلى خلافات كبيرة أيضاً حول التليفزيون وأفقد التليفزيون المصداقية.

أحمد منصور:

لكن معظم القوى السياسية في لبنان الآن تمتلك التليفزيونات الخاصة بها، سواء كانت قنوات فضائية أم قنوات أرضية، وقضية إغلاق التليفزيون يتهم فيها وزير.. رئيس الحكومة الحالي رفيق الحريري بأنها قضية تصفية حسابات مع القائمين على التليفزيون اللبناني، الذين كانوا في عهد الرئيس الحُص يهاجمون الحريري وسياساته السابقة، فجاء الحريري ليقضي على هؤلاء وينتقم منهم.

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور:

معالي الوزير، ما تعليقك على الاتهام الموجه لرئيس الحكومة بأنه هو الذي أغلق التليفزيون لينتقم من موظفيه الذين كانوا ينتقدون سياساته في عهد الرئيس الحص؟

غازي العريضي:

يعني هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً، إذا كان المسألة مسألة تصفية حساب سياسي فالحساب السياسي يعني حصل في الانتخابات، أما التليفزيون مؤسسة تابعة للدولة اللبنانية، ولا يتحمل الموظف أي مسؤولية في التليفزيون، خاصة عندما نعلم.. عندما نعلم أن هؤلاء الموظفين كانوا يتلقون الأوامر من ضباط أو من مسؤولين معينين، وكما قال وأقر وزير الإعلام أكثر من مرة، وحتى رئيس الحكومة في مذكراته لم يكن يقوى رئيس الحكومة ووزير الإعلام على وقف ذلك الاستخدام السيئ للتليفزيون اللبناني.

إعلان

أحمد منصور:

يعني لم تكن الحكومة لها سيطرة على التليفزيون؟

غازي العريضي:

عملياً هذا ما اعترف به رئيس الحكومة ووزير الإعلام، المسألة لا يتحمل تبعاتها الموظفون، وبالتالي ليس ثمة عملية انتقام من موظفين، هؤلاء هم من الذين في غالبيتهم تعبوا وضحوا كثيراً في تليفزيون لبنان، ويتمتع قسم كبير منهم بكفاءة عالية.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هل يكون مصيرهم في النهاية هو فصلهم وإحالتهم إلى التقاعد..؟

غازي العريضي:

العملية.. العملية ليست عملية فصل وانتقام من موظف هذا من جهة، من جهة أخرى التزمنا بكل الحقوق، وهذه الحقوق يعني ليست بسيطة وليست قليلة الكلفة على الإطلاق يعني، هناك موظفون سيخرجون بتعويضات تفوق عشرات ومئات ألوف الدولارات يعني من…

أحمد منصور [مقاطعاً]:

خدموا البلد، خدموا التليفزيون ما يقرب من أربعين عاماً.

غازي العريضي [مستأنفاً]:

عدد كبير منهم لم يخدم التليفزيون يعني كان لا يأتي أيضاً إلى المؤسسة وكان لا يعمل.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

كان يخدم من؟

غازي العريضي [مستأنفاً]:

كان يخدم نفسه من جهة، أو يخدم جهات سياسية توفر له الحماية للقيام بأدوار سياسية معينة على مستوى البلد.

أحمد منصور:

مجيئ الرئيس الحريري أما كان أيضاً سبباً في أن يتم إبعاد كل هؤلاء والمجيء بـStaff يعتبر استكمالاً للتليفزيون الذي يملكه رئيس الوزراء؟

غازي العريضي:

إطلاقاً إطلاقاً إطلاقاً إطلاقاً، أقفل التليفزيون بعد أربعة أشهر، خلال هذه الفترة كان هؤلاء يقومون بعملهم بشكل طبيعي، ويتحملون المسؤولية، ويلتزمون بتوجيهات وزير الإعلام الذي هو السلطة السياسية المشرفة على التليفزيون، بالعكس ليس ثمة إبعاد لأحد، لو تم إبعاد عدد من الموظفين دون غيرهم، أو لو تم عملية انتقام من عدد من الموظفين وبشكل استنسابي أو بشكل يوفر الحماية لمن هو معك في السياسة، ويبعد من هو ضدك في السياسة، لكان يعني يجوز القول الذي تتفضل به، أما المسألة كانت قراراً جماعياً لوقف عملية النزف المالي في التليفزيون، وإعادة بناء هذه المؤسسة على أسس سليمة، وكما سبق وذكرت أكثر من مرة وقف –في سياق هذه العملية- الاستخدام السيئ لهذه المؤسسة التليفزيونية. ثم القرارات الإعلام اتخذت في مجلس الوزراء، مجلس الوزراء موجود ليس رئيس الحكومة وحده، وليس وزير الإعلام وحده..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لكن هناك غلبة لبعض الوزراء ورئيس الحكومة في كفتهم.

غازي العريضي [مستأنفاً]:

ليس.. ثمة ليس ثمة غلبة، هناك نقاش تفصيلي بعد أن قدمت مطالعة طويلة تفصيلية حول أوضاع التليفزيون.

أحمد منصور:

يعني هل تريد أن تقول أنك أنت الذي وراء قرار الإغلاق وليس الحكومة؟

غازي العريضي:

أنا وراء طرح مشكلة الإعلام اللبناني، لا سيما الإعلام الرسمي، حيث عينت وزيراً للإعلام ووجدت أن ثمة يعني كارثة في الإعلام.

أحمد منصور:

هل سيكون التليفزيون الحكومي هو الضحية رقم واحد؟ لديكم فضائيات كثيرة فيها مشاكل كثيرة أيضاً.

غازي العريضي:

ليس ضحية.. ليس.. ليس ضحية، نريد أن لا يكون الشعب اللبناني ضحية، لأن التعويضات التي سندفع قيمتها 40 مليون دولار أستاذ أحمد، يعني ليس.. ليس التليفزيون ضحية.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

معالي الوزير، لماذا اتخذ القرار –عفواً- بإغلاق التليفزيون؟

غازي العريضي [مستأنفاً]:

التليفزيون ضحية.. إذا كان التليفزيون ضحية فليست هذه الحكومة هي المسؤولة عن ذلك، بالعكس.

أحمد منصور:

40 مليون دولار إلى جوار بعض ما يملكه بعض اللبنانيين أو بعض المسؤولين في الحكومة مبلغ يعتبر نثريات يعني.

غازي العريضي:

هذا أمر.. طول بالك أحمد، ما علاقة هذا الأمر بما يملكه اللبنانيون يعني، أو بعض المسؤولين اللبنانيين؟

إعلان

أحمد منصور:

المسؤولين في الحكومة.

غازي العريضي:

والمسؤولين في الحكومة هذا مالهم، وهذا شأنهم، وهذه أموالهم الخاصة، ما علاقة.. لا لا.

أحمد منصور:

لكن عملية إنقاذ تليفزيون الدولة.. تليفزيون الحكومة قضية هامة.

غازي العريضي:

لا لا لا، يا أحمد.. يا أحمد لأنها قضية عامة لا علاقة لهذه المسألة العامة بالأمور الخاصة وأموال اللبنانيين الخاصة، لنتفق على هذا الأمر يعني، المال الذي هو 40 مليون دولار الآن إضافة إلى ديون تقدر قيمتها بين الخمسين والستين مليون دولار سيدفعها المكلف اللبناني.. المواطن اللبناني، وهذه مسألة حساسة، ولا علاقة لهذا الأمر بما يملكه هذا اللبناني أو ذاك، سواء أكان مسؤولاً في الحكومة أو خارج الحكومة من أموال، هذه المسألة يجب أن نفصل فيها.

أحمد منصور:

كيف هذا يعني؟ هل كان.. أما كان يمكن عملية إعادة بناء التليفزيون بدون إغلاقه؟

غازي العريض:

صعب، لأنه أولاً ثمة أمران: أولاً كان لابد من اتخاذ قرار بوقف العمل بما سمي عقد العمل الجماعي الذي رتب هذه المبالغ الاستثنائية من جهة، من جهة ثانية التليفزيون مشتت في أكثر من بناء، لابد من إعادة بناء التليفزيون وفق هيكلية جديدة سلسلة رواتب جديدة وفي مكان واحد كي لا تتكرر عملية النزف المالي، والتضخم البشري الموجود في التليفزيون، هذان السببان الرئيسيان اللذان استوجبا اتخاذ هذا القرار.

أحمد منصور:

هل أفهم من كلامك الآن أن كان هناك توافق بين كل أركان الدولة على قرار إغلاق التليفزيون؟

غازي العريضي:

طبعاً القرار أتخذ في مجلس الوزراء، ولم يفرض فرضاً على أحد، والكتل الأساسية في البرلمان الموجودة في مجلس الوزراء، وسبق وأشرت في كلامك إلى أنه أقفل هذا التليفزيون بشكل مؤقت لإعادة بنائه، ولم تحدث ضجة في البلد، علماً أن علماً أن ثمة نقاشاً في البلد حول قضايا عديدة.

أحمد منصور:

لكن.. لأن الفضائيات اللبنانية يا سيدي..

غازي العريضي [مقاطعاً]:

لا ليس لأن الفضائيات.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

أصبحت مشبعة للناس.

غازي العريضي:

لا.. لا لا لا.. أبداً.

أحمد منصور:

ولم يكن التليفزيون الحكومي يحقق مطالب الناس ورغبتهم.

غازي العريضي:

هذه جهة.. هذا سبب، وبالتالي نكون قد قمنا بعمل إيجابي، لكي نعيد بناء مؤسسة تلبي رغبات اللبنانيين، لأننا..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

يعني لا لتلبي رغبات الحكومة ورئيسها؟

غازي العريضي:

بالتأكيد، وسبق وأعلنت ذلك أكثر من مرة يعني، ولماذا تركز على رئيس الحكومة يعني؟ وتحديداً رئيس الحكومة لديه..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لأن لديه فضائية خاصة تعتبر ناجحة.

غازي العريضي:

لديه.. وغيره لديه فضائية خاصة وهو على خصام مع رئيس الحكومة، ثم..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

قضية توزيع حصص بين المسؤولين؟

غازي العريض:

تم هذا الأمر سابقاً وليس الآن.

أحمد منصور:

في عهد الرئيس الحريري تم؟

غازي العريضي:

نعم، وكان المسؤولون قد تقاسموا الحصص، واعترف الرئيس الحريري والرئيس بري و غيره من المسؤولين بهذه المسألة، لكن الآن نحن..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هل كنت تدرك –عفواً- كوزير للإعلام العواقب التي يمكن أن تواجهها من وراء اتخاذ هذا القرار؟

غازي العريضي:

طبعاً كنت أدرك، وأنا صاحب ضمير مرتاح، ليس لدي مشكلة مع أحد، ولا أستهدف أحداً، وقد.. قلت ذلك أكثر من مرة، أنا لا مصالح..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لكن –عفواً- أنت متهم أيضاً حتى من نقابة الصحفيين اللبنانية بأنك لم تراعي مصالح يعني المئات أو الآلاف ممن تم تسريحهم.

غازي العريضي:

أولاً.. أولاً ليس من نقابة الصحافيين اللبنانيين لمعلوماتك، نقابة الصحافة أصدرت بياناً وأيدتني، ثمة حملة من قبل نقيب المحررين الذي هو صاحب دار (ألف ليلة وليلة) التي تملك مجموعة من المجلات الأسبوعية والصحف اليومية، المسألة بكل بساطة، وقد سبق وشرحتها المسألة محصورة في أنه جاء إلى وطلب مني أن يعني أساير، أن أستنسب، أن أمارس محسوبية، أنا أمارس (مخاصصة) معينة بكل ما للكلمة من معنى، وبالتالي أن أبقى عدداً من المسجلين على لائحة الوكالة الوطنية للإعلام، ولائحة وزارة الإعلام، لكنهم لا ينتجون شيئاً منذ سنوات في الوزارة، ولا يأتون إلى الوزارة، بل يمارسون عملهم وينتجون في المؤسسات التابعة لرئيس تحرير تلك المؤسسات، الذي هو نقيب المحررين.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

إعلان

لكن عفواً معالي الوزير، هل يوجد..

غازي العريضي [مستأنفاً]:

عفواً يا أحمد عفواً عفواً عفواً، لنشرح المسألة يعني لا ترمي.. لا ترمي..

أحمد منصور:

بإيجاز لو سمحت.

غازي العريضي:

بإيجاز ولكن لا ترمي مسألة، ولا ترمي اتهاماً وتترك.. يعني الأمور مضللة بها الشكل اعذرني.

أحمد منصور:

اتفضل.

غازي العريضي:

نقباء المهن الحرة، من نقيب الأطباء، إلى نقيب المهندسين، إلى نقيب المحامين، إلى نقيب محامي الشمال، إلى نقابة الصحافة اللبنانية، كلهم أيدوا إجراءات الوزراة. عدد من الذين ذكرهم ويذكرهم بشكل دائم -يعني نقيب المحررين- الذين أيدوا توجهاته، يعني أسمح لنفس بالقول بأنهم جاؤوا إلى مكتبي، وقدموا أوراقاً تفصيلية، وتم النقاش على مدى ساعات وخرجوا مقتنعين بالكامل، سألوني: ماذا نقول؟ قلت لهم: تقولون ما تشاؤون، أنا لن أقول شيئاً، لكن أنا أحتفظ بكل هذه المعلومات لي، وأنا أتصرف بشفافية تامة، من الذين خرجوا ثمة من يأمن.. لديه كفاءة، لكنه لا يعمل، لديهم كفاءات صحيح، يحملون شهادات صحيح، لكنهم لا يأتون إلى العمل يع ني، فأنا لا أستطيع أن أساير ولا أستطيع أن أقول لأنهم فقط يحملون شهادات ولديهم كفاءات يجب أن يبقوا في الوزارة، هم أصدقاء..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لم يكن هناك اعتمادات مالية لهم، حتى أيضاً يبدعوا في عملهم أو يقوموا بعمل منافس لما تقوم به الفضائيات الخاصة.

غازي العريضي:

أولاً على مستوى الوزارة، السؤال الذي سألت يعني حول الوزارة مختلف تماماً عن التليفزيون، كي لا تدخل الأمور ببعضها البعض يعني، موضوع..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

يعني ما قمت به في التليفزيون، أو ما تم في التليفزيون ألن يعني ينسحب على باقي وزارة الإعلام وموظفيها؟

غازي العريضي:

لأ، موضوع التليفزيون مختلف، التليفزيون شركة أستاذ أحمد يعني يجب –عذراً للتعبير- أن تفهم هذه المسألة، التليفزيون شركة، لها نظامها، لها قانونها، لها نظام تعويضات ونظام رواتب مختلف تماماً عن وزارة الإعلام، الذي قمنا به.. الذي..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لكن ما أُشيع معالي الوزير، ما أشيع ما أشيع إنه ما حدث للتليفزيون..

غازي العريضي:

يا أخي دعني..

أحمد منصور [مستأنفاً]:

هو بسبب وجود ترهل وظيفي وأن هذا سوف يعني يتم بالنسبة لوزارة الإعلام بالنسبة لكل الوزارات في لبنان.

غازي العريضي:

ليس التليفزيون.. ما حصل في وزارة الإعلام سيحصل أيضاً في الوزارات الأخرى، ما بدأناه في وزارة الإعلام سنستكمله في الوزارات الأخرى، لكن موضوع وزارة الإعلام من حيث القوانين والأنظمة مختلف تماماً عن موضوع التليفزيون، في وزارة الإعلام 1550 شخص بالكاد.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

كل موظفيها؟

غازي العريضي:

مش موظفين، متعاملين، الكادر فيه فقط 92 شخص، الباقي متعامل، المتعامل يعني إذا أردت أن أشرح لك هذا الأمر وأمام الرأي العام.

أحمد منصور:

ليس بشكل تفصيلي.

غازي العريضي:

لأ، يعني أنت تسأل وترمي المسألة..

أحمد منصور:

إحنا يهمنا الرأي العام اللبناني يفهم لسبب رئيسي.

غازي العريضي:

لأ الرأي العام اللبناني واضح تماماً، وقد أيد بمعظمه من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ما أقوم به.

أحمد منصور:

هذه خطورة المسألة الآن، أن يصل وضع التليفزيون الحكومي إلى مرحلة ارتياح عام لدى الناس لإغلاقه.

غازي العريضي:

يا أخي.. ليس فقط التليفزيون، ليس فقط التليفزيون، أنا أتحدث عن الإجراءات الأخرى في الإعلام التي بموجبها حولنا إلى مجلس الخدمة المدنية ما سمي بالفائض، استناداً إلى مرسوم متخذ في مجلس الوزراء، العدد.. الدفعة الأولى من هذا الفائض 600 شخص، 600 شخص، منهم من لا يأتي إطلاقاً إلى العمل حتى لا يأتي ليقبض الراتب، يرسل إليه.

أحمد منصور:

هذه الصورة الموجودة في معظم التليفزيونات العربية الحكومية أو أو وزارات الإعلام.

غازي العريضي:

على راسي، ولكن أنا، أنا أتحمل مسؤولية وزارة الإعلام في لبنان، وبالتالي أعالج المشكلة في لبنان أستاذ أحمد حضرتك صحافي.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هل معنى ذلك..

غازي العريضي [مستأنفاً]:

حضرتك صحافي.

أحمد منصور:

نعم.

غازي العريضي:

كم مراسل أنت بحاجة في منطقة معينة أو إلى جانب سياسي معين، كمراسل؟

أحمد منصور:

هذه.. هذه أمور تحددها إدارة المنطقة التي تدير المكان.

غازي العريضي:

أنا أسألك، واحد، اتنين، تلاتة، عشرة؟

أحمد منصور:

والله ممكن..

غازي العريضي:

ممكن بمكتب معين 80 لتغطي نشاط منطقة، منطقة صغيرة، وتلات أربع سياسيين فيها؟!

أحمد منصور:

هذا الأمر ربما تليفزيون لبنان كان بحاجة إلى هذا العدد!

غازي العريضي:

مش بس.. لأ تليفزيون لبنان(…) شفت أنت يعني أعذرني أنت ما إنك متابع الموضوع بالتفصيل، تليفزيون لبنان كان ..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

عفواً معالي الوزير، أنا متابع الموضوع بالتفصيل وقارئ الملف بشكل كويس.

غازي العريضي:

مش دقيق صحيح، مش دقيق كلامك، لأنه تليفزيون لبنان..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ربما.. ربما.. ربما أسئلتي لا تعجبك، ولهذا تقول هذا الأمر.

غازي العريضي:

أبداً بتعجبني وخد حريتك، وأنا مرتاح معك للآخر يعني..

أحمد منصور:

خلاص لا تشكك فيما أقوله، وما أقوله هو.. هو..

غازي العريضي [مقاطعاً]:

ما أني بدي أشكك..

أحمد منصور [مستأنفاً]:

هو.. من حقك أن تشكك فيما أقول، لكن ما أطرحه من تساؤلات هو الموجود أيضاً في..

غازي العريضي:

ما أعتقده يا أحمد.. التساؤل شيء لكن الحقيقة شيء آخر.

أحمد منصور:

نطلب منك أن تتكلم وأن تقول.

غازي العريضي:

طب ما أنا عم بأشرح لك، تليفزيون لبنان عنده مراسل، أنت عم بتقول: تليفزيون لبنان عنده أكتر من مراسل، عم بأقول لك: تليفزيون لبنان عنده مراسل بس الوكالة الوطنية عندها 80، لذلك عم بأطلب منك تفصل بين الاثنين، الوكالة الوطنية وعندها 80 و تليفزيون لبنان عنده مراسل.

أحمد منصور:

طيب،أنا الآن.. الآن يعني لدى نقطة مهمة لا تتعلق بما اتخذتموه من.. في وزارة الإعلام من قرارات أو تليفزيون لبنان.

غازي العريضي:

خد حريتك اتفضل.

أحمد منصور:

هل ما حدث في تليفزيون لبنان، وفي وزارة الإعلام بشكل عام سوف ينساب على باقي الوزارات الأخرى؟

غازي العريضي:

طبعاً طبعاً.

أحمد منصور:

معنى ذلك أن هناك كوارث وظيفية سوف يواجهها اللبنانيون في الفترة القادمة.

[موجز الأخبار]

أحمد منصور:

معالي الوزير، هل ما حدث في تليفزيون لبنان ووزارة الإعلام سوف ينسحب على كافة الوزارات اللبنانية الأخرى؟ هل معنى ذلك أن هناك كوارث وظيفية تنتظر اللبنانيين الذين يعملون في الحكومة؟

غازي العريضي:

لا ليس ثمة كوارث وظيفية، رغم أن هذا القرار سيعمم أو هذا التوجه سيعمم على كل الوزارات، أولاً التليفزيون سيعود يعني إلى البث.

أحمد منصور:

هناك تشكيك في هذا الأمر، كيف خلال تسعين يوماً مؤسسة مترهلة ومنهارة، ويؤدي القرار إلى إغلاقها وتسريح موظفيها، وخلال تسعين يوماً فقط يتم إعادة بناء كل شيء بحيث يكون الانطلاق يعني موازياً لما تقدمه الفضائيات اللبنانية أو غيرها؟

غازي العريضي:

نحن لا ندعي أننا سننطلق خلال ثلاثة أشهر بعمل يوازي مباشرة عمل المؤسسات الأخرى. لا يعني…

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لكن، ماذا يعني إذا.. إذا أغلقتم التليفزيون وانطلقتم بأسلوب و شكل ضعيف؟!

غازي العريضي:

ليس بشكل ضعيف، لكن بشكل تدريجي، ونؤسس على بناء سليم ومتين وقوي، وننطلق بشكل تدريجي في سياق خطة معينة، لا على..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

على أي أساس سيتم اختيار الموظفين الجدد للتليفزيون؟

غازي العريضي:

الكفاءة، بكل بساطة.

أحمد منصور:

وكيف.. يعني ستجعل عنصر الكفاءة فقط في التليفزيون، ومن المعلوم أن كل ما يحدث في لبنان يراعي التركيبة العرقية والدينية والسياسية المعقدة؟

غازي العريضي:

ثمة شيء جديد ربما لم تتابعه أستاذ أحمد.

أحمد منصور:

أنت لازم.. لازم تشكك في معلومتي بشكل دائم؟

غازي العريضي:

لا أشكك، أن أعطيك معلومات، أنا أعطيك معلومات فقط، بالعكس لمعلوماتك، يعني أولاً كصحافي أنا بأحترمك ودايماً أتابع برامجك.

أحمد منصور:

شكراً جزيلاً.

غازي العريضي:

وثانياً من أجل الرأي العام يعني أن.. أن يعلم بالعكس، بين أن أوضح الأمور أو أن تمرر بعض المسائل و تشوش..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

يمكن أن توضحها دون تشكيك في السؤال أو في المعلومة التي…

غازي العريضي:

لا أشكك لا أشكك.

أحمد منصور:

لأنك تعلم أني أحضر موضوعاتي بشكل جيد.

غازي العريضي:

ولكن أكتشف أن لديك -يعني للأسف- أخطاء في المعلومات أو في الأرقام أو في الوقائع، أولاً ما جرى في الإعلام من الفائض، ويعني تحديد عدد العاملين، الاختيار على أي أساس تم؟ لا عرقي ولا طائفي ولا مذهبي ولا حزبي ولا سياسي ولا شخصي، تم على أساس الحاجة والإنتاجية لكل الناس، كانت معركة كبرى، لذلك أقول لم تتابعها في لبنان، اللبنانيون يعرفون ماذا جرى، وأنا أكثر من يعرف ماذا جرى معي، وكم من الاتصالات بطبيعة…

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ما هو هذا ما أقوله لك الآن أنها معركة كبرى كانت، فكيف ستكون أيضاً معركة في عملية البناء؟

غازي العريضي:

طيب، أنا.. كما تجاوزت المرحلة الأولى ولم أتجاوب مع أي طلب من الطلبات لا ينسجم مع المواصفات التي وضعت، سأتصرف في المرحلة المقبلة بكل بساطة، لم ألبِّ طلبات سياسية، ولم ألبِّ طلبات نواب أو وزراء أو مسؤولين أو أحزاب أو أصدقاء، لم ألبِّ طلب أحد.

أحمد منصور:

هل لديك القدرة لمواجهة كل هذه الضغوط؟

غازي العريضي:

فعلت ذلك.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

في الفترة القادمة..

غازي العريضي [مستأنفاً]:

فعلت.. فعلت ذلك ولست وحدي، ولا أقوم بشيء يعنيني شخصياً، ثمة قرار سياسي بالإجماع اتخذ في مجلس الوزراء، هذا القرار مدعوم من رئيس الجمهورية، الذي أعلن موقفاً واضحاً داخل مجلس الوزراء وخارج مجلس الوزراء، ومن رئيس مجلس الوزراء وخارج مجلس الوزراء، ومن رئيس مجلس النيابي، وغالبية الكتل النيابية، والمؤسسات في البلد، إذاً أنا أنفذ هذا القرار المحصن المهم، هل في سياق التنفيذ نحن نسيئ إلى هذا التحصين أو ننفذ بشكل جيد وأمين؟ أدعي وأستطيع القول بأننا ننفذ بشكل جيد وأمين، وسبق وقلت أكثر من مرة إذا ارتكبت بعض الأخطاء فهذا أمر طبيعي، لأن المشكلة متراكمة وطويلة العمر، ويعني.. تشابكاتها وعناصرها عديدة، فنحن نصحح هذا الأمر.

أحمد منصور:

ما هي المعايير الأساسية التي ستضعها في عملية الاختيار؟ وهل بدأت فعلياً في قضية اختيار العاملين في التليفزيون؟

غازي العريضي:

راسم راسم خطوطها، إن شاء الله بفترة قريبة تبدأ عملية اختيار للموظفين.

أحمد منصور:

هل ستعتمد على كفاءات من القديمة التي كانت تعمل، أم أن كل من سرح من التليفزيون لا مكان له بعد الآن؟

غازي العريضي:

أبداً، الباب مفتوح للجميع، بالعكس ثمة كفاءات في التليفزيون لابد من الاستفادة منها.

أحمد منصور:

هل هنا كفاءات ستسعى أنت لاستقطابها من.. اللبنانيين الذين يعملون في الفضائيات العربية المختلفة؟

غازي العريضي:

لا أقول يعملون، الباب سيكون مفتوحاً للجميع ضمن المواصفات المطروحة الإدارية والمالية، من يتقدم ويعني يتلاءم وضعه مع الشروط الموضوعة، ويوافق هو بطبيعة الحال على هذه الشروط أهلاً وسهلاً به ضمن العدد.. الكادر المحدد، والتوجه العام لهذه المؤسسة.

أحمد منصور:

هل ستكون هذه الشروط أيضاً تدور في إطار الكفاءة المهنية المتوفرة في الفضائيات الأخرى؟

غازي العريضي:

طبعاً، يعني هذا ما نسعى إليه بطبيعة الحال.

أحمد منصور:

ما هي السياسة التي ستبني عليها إعادة افتتاح التليفزيون؟

غازي العريضي:

تليفزيون هادف، يغطي.. يغطي ويملأ هذا الفراغ الكبير في الإعلام اللبناني، رغم وجود الفضائيات والمؤسسات الإعلامية اللبنانية الخاصة، التي نحترم ونقدر وتقوم بدور كبير، لكنها لا تغطي مسائل كثيرة، وهي عملياً محكومة بعملها اليومي وباستمراريتها إلى منطق السوق.

أحمد منصور:

معالي الوزير، ما هي الأشياء التي ستركز عليها أو سيركز عليها التليفزيون اللبناني ولا تركز عليها الفضائيات الموجودة؟ خمس فضائيات تطلع الآن، وهناك ترخيص بثلاث فضائيات أخرى..

غازي العريضي:

صحيح، صحيح، لا تجد برنامجاً حول البيئة، ولا تجد برنامجاً حول الشباب، ولا تجد برنامجاً حول المستقبل، ولا..

أحمد منصور [مقاطعاً:]:

فيه (شبابز) عاملين برنامج اسمه (شبابز)! وفيه برامج الشباب كلها الفضائيات اللبنانية بتبثها بشكل..

غازي العريضي:

هذا.. هذا لا يؤدي الدور المطلوب في نظرتنا إلى الشباب ودور الشباب في البلد، والبيئة، والقضايا الصحية، والقضايا التنموية، وقضايا المناطق، والإنتاج المحلي، إذا أردت يا أستاذ أحمد أن تطبق قانون الإعلام المرئي والمسموع في لبنان ليس ثمة مؤسسة تلتزم بما هو محدد لها على مستوى الإنتاج المحلي على سبيل المثال، وبالتالي يعني تتعرض لعقوبة أو ربما لإقفال إذا طبقت كل القرارات الأخرى، هناك.. هناك كم هائل من المنتجين، من المبدعين، من المفكرين، من الكتاب، من المؤلفين، من المسرحيين، نادراً ما تجد في مؤسسة إعلامية.. نادراً ثمة بعض البرامج موجودة (إياك) ومحاولات، لكن ليس ثمة إنتاج بالمعنى الحقيقي للكلمة وبالشكل المطلوب، ويعالج مشكلة بطالة أيضاً موجودة، لأن الممثلين والمخرجين والمسرحيين والكتاب يعانون أزمة كبيرة.

أحمد منصور:

هل سينطلق تليفزيون لبنان حينما ينطلق فضائياً أم فضائياً وأرضياً؟

غازي العريضي:

هو كان على قناة فضائية يعني وسيعود طبعاً بشكل طبيعي.

أحمد منصور:

على الفضائية أيضاً؟

غازي العريضي:

نعم.

أحمد منصور:

بعض المراقبين يقولون بأن سياسات تليفزيون لبنان سوف تخدم توجهات القائمين على الحكومة أقدر.. أكثر من خدماتها لتوجهات البلد والشعب. هل ستركزون –والحكومة معروف توجهات القائمين عليها- على خدمة سياسات الحكومة، أم ستكون هناك سياسات جديدة سوف تفاجئ اللبنانيين في معالجاتها بالنسبة لقضاياهم؟

غازي العريضي:

أستاذ أحمد، خضنا تجربة ثلاثة أشهر ونص تقريباً منذ تعييني وزيراً للإعلام، أعتقد أن الجميع لمس أن ثمة تغييراً كبيراً حصل في تليفزيون لبنان، وسياسة التليفزيون، وتوجه تليفزيون لبنان، عدد من السياسيين غاب لسنوات عن تليفزيون لبنان، منذ تعييني وزيراً للإعلام عاد ليطل من خلال البرامج السياسية الصباحية أو المسائية التي أعدناها، الأخبار أصبحت أخبار شاملة للجميع تتجاوز حدود استقبل الرئيس وودع الرئيس.. يعني تتقدم.. يتقدم الحدث بأولوياته على أي خبر آخر، قمنا بعمل إعلامي بحت، طبعاً من واجب تليفزيون لبنان وهو تليفزيون الدولة اللبنانية أن يقدم رأي الدولة اللبنانية في المسائل الأساسية وفي القضايا السياسية المهمة المستندة إلى توجهات الحكومة، توجهات السلطة السياسية في لبنان، لكن ليس مقفلاً فقط على هذه المسألة وفي هذا الإطار، هناك حركة سياسية دينامية في لبنان، بالتالي تليفزيون لبنان كان مفتوحاً لمعظم القوى السياسية التي هي جزء من هذه الحيوية والدينامية السياسية في لبنان.

أحمد منصور:

إغلاق تليفزيون لبنان فجر قضية خطيرة في العالم العربي بشكل عام وهي مصداقية التليفزيونات الحكومية العربية. لماذا تعاني الفضائيات الحكومية والتليفزيونات الحكومية العربية من عدم مصداقية لدى المشاهد العربي؟

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور:

معالي الوزير، لماذا تعاني الفضائيات والتليفزيونات العربية الحكومية بشكل عام من عدم المصداقية لدى المشاهد الذي بدأ يتوجه إلى القنوات الخاصة والقنوات المستقلة، لمتابعة برامجها ونشرات أخبارها؟

غازي العريضي:

أنا في رأيي يعني ليس ثمة رؤية إعلامية، وفي الأساس يعني رؤية سياسية تعكس هذه الرؤية الإعلامية، واحد. اثنين النظرة إلى وسائل الإعلام الحكومية، أولاً عندما نقول وسيلة إعلامية حكومية يعني ليست وسيلة إعلامية وطنية بمعنى أنها تهم جميع المواطنين، نقول إنها وسيلة إعلام الحكومة، الناس ضجروا وملوا وسائل إعلام الحكم والحكومة والرئيس والنظام وإلى ما هنالك، يريدون اليوم المعلومات، عصر المعلومات.. نحن في عصر المعلومات، يريدون المعلومات، يريدون الإطلاع، لا سيما وأنهم أينما وجدوا باستطاعتهم عبر صحن لاقط أو عبر (كابل) معين يعني في اشتراك ما بمبلغ عشرة دولار في بيروت تستطيع أن تشاهد كل شيء ومباشرة، فبالتالي لا تستطيع تلك المحطات الأرضية أو الفضائية -التي سميتها حكومية- أن تؤدي الغرض المطلوب هذا من جهة، من جهة ثانية هناك روتين، هناك بيروقراطية، هناك كم هائل من العاملين في هذه أو مسجلين في هذه المؤسسات. أستاذ أحمد، عندما اتخذ هذا القرار، والتقيت عدداً من وزراء الإعلام العرب.

أحمد منصور:

ده سؤالي هذا الهام، هل لمست أي قلق لدى أحد منهم حول تليفزيون بلده أو وزارة إعلامه من وراء ما اتخذتموه من قرار؟

غازي العريضي:

اكتشفت مسألة لم أكن أعرفها بطبيعة الحال.

أحمد منصور:

ما هي؟

غازي العريضي:

أن ما يعاني منها لبنان في وزارة الإعلام، في تليفزيون لبنان، في المؤسسات الإعلامية التابعة للدولة حالة قائمة في كل وزارت الإعلام ومؤسسات الإعلام.

أحمد منصور:

ترهل وظيفي، عدم وجود سياسات، تخبط.

غازي العريضي:

وعدم إنتاجية ونفس الشكوى وطبعاً الكل كان يسأل كيف استطعت أن تفعل ذلك، من باب التندر أحدهم قال لي يعني: هل يعني تقبل دعوتنا وتتكرم بزيارة بلدنا، والقيام عندنا بما قمت به في لبنان؟!

أحمد منصور:

باتخاذ قرار؟!

غازي العريضي:

واشرح لنا كيف استطعت أن تفعل ذلك يعني، فعلاً هذا ما حصل معي في أكثر من مكان يعني، فوجئت إنه كل يعني هذا الترهل أو هذا الفائض أو هذا الكم البشري مثقلة به -بشكل خاص- وزارات الإعلام والمؤسسات الإعلامية دون أي إنتاجية، لذلك..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

معنى ذلك أنك تطالب وزراء الإعلام العرب باتخاذ قرار مشابه؟!

غازي العريضي:

لا أتدخل في شؤون أي دولة عربية الله يخليك يعني! أنا بالكاد خلص بوضعي بلبنان يعني أحمد!!

أحمد منصور:

معالي الوزير، يعني كيف يتجنب أيضاً وزراء الإعلام العرب نقطة ما يمكن أن يحدث لهم من عملية انهيار، أو الوصول لمرحلة الانهيار كما حدث لتليفزيون لبنان؟

غازي العريضي:

في رأيي اتخاذ إجراءات مشابهة، صحيح هي عملية جراحية صعبة، لكن لابد منها للنهوض بمؤسساتنا الإعلامية.

أحمد منصور:

لكن أيضاً أنت ترى أن الحكومات يجب أن تقف وراء وزراء إعلامها..

غازي العريضي:

طبعاً.

أحمد منصور:

إذا كانوا جادين في اتخاذ هذه القرارات.

غازي العريضي:

طبعاً، المهم أن يكون الوزير جدياً، أن يكون ملماً بملفه، مدركاً ومطلعاً على أوضاع الإعلام ودور الإعلام، وبطبيعة الحال القرار سياسي، هذا ليس قراراً إدارياً من وزير، هذا قرار سياسي تتخذه الحكومات، تتخذه السلطة السياسية.

أحمد منصور:

معنى ذلك أيضاً أن الحكومات أو التليفزيونات الحكومية لا تقوم بتلبية حاجات المشاهد العربي.

غازي العريضي:

بطبيعة الحال.

أحمد منصور:

إذا سمحت الدول العربية -وغير مسموح الآن إلا ربما في لبنان فقط، والآن هناك منطقة حرة فتحت في دبي- إذا سمحت الدول العربية بإنشاء قنوات فضائية خاصة أو مستقلة، هل سيكون هذا مدخلاً لكي يتم ما حدث فيها بالنسبة لما حدث في لبنان.. انهيار التليفزيونات الحكومية؟

غازي العريضي:

ليس بالضرورة وليس بالضرورة أنت تكون هذه الفضائيات تلبي الحاجات أيضاً، أنا لدي ملاحظات كثيرة على عدد من الفضائيات القائمة الآن.

أحمد منصور:

ما هي أهم الملاحظات؟

غازي العريضي:

ملاحظات سياسية، وملاحظات يعني برامجية، وملاحظات حول ما تقدمه هذه المحطات بسبب الفراغ..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لا أريد أن أدخل.. لا أريد أن أقول لك سم الفضائيات ولكن..

غازي العريضي:

كل الفضائيات.

أحمد منصور:

ولكن (الجزيرة) قل فيها ما شئت، ملاحظاتك على (الجزيرة)؟

غازي العريضي:

ليس.. ليس فقط (الجزيرة)، كل الفضائيات، هذا رأيي حول كل الفضائيات.

أحمد منصور:

طيب، أهم الأشياء.. أهم الأسباب، الآن عملية الاستقلال الموجودة لدى الفضائيات أما جعلت هناك سقف من الحرية يلبي حاجة المشاهد؟

غازي العريضي:

ليس.. أولاً ليس ثمة استقلال يعني، الكلمة مطاطة، ليس ثمة استقلال، وراء كل محطة فضائية أو أرضية جهة سياسية، يعني لنكن واضحين، وهي تخدم أغراض معينة..

أحمد منصور:

يعطوا حجم معين عالي من الحرية.. سقف عالي من الحرية.

غازي العريضي [مستأنفاً]:

ليس.. وحتى هذا لا أوافق عليه يعني لنكن واضحين كل مؤسسة تخدم أغراض معينة، وتخدم جهات معينة، وتوجه في اتجاهات معينة، كل مؤسسة الآن، بين هذه المؤسسات..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هذا موجود على مستوى العالم في كل وسائل الإعلام..

غازي العريضي:

صحيح.. صحيح..

أحمد منصور:

لكن وجود سقف حرية للمعالجة أياً كان هذا السقف..

غازي العريضي [مقاطعاً]:

بين مؤسسة وأخرى..

أحمد منصور [مستأنفاً]:

يخدم المشاهد بالدرجة الأولى.

غازي العريضي:

بين مؤسسة وأخرى، ثمة فارق نسبي بمدى يعني ضيق أو توسع هذا الهامش الذي تتحرك فيه هذه المؤسسة الإعلامية أو تلك، هنا يعني تبدأ المقارنة، أما بالمطلق لا نستطيع أن نقول أن ثمة حرية وأن ثمة استقلالية، لأ.

أحمد منصور:

لكن المشاهد وهو يشعر بحجم هذه الحرية وقضية المعالجة..

غازي العريضي [مقاطعاً]:

قياساً.. قياساً على ما شهده في مؤسساته الإعلامية الرسمية، طبيعي يعني أن تكون قد قطعت شوطاً كبيراً.

أحمد منصور:

الفوارق هائلة معالي الوزير، الفوارق هائلة.

غازي العريضي:

طبيعي، طبيعي.

أحمد منصور:

قدر الحرية وقدر المهنية الموجود في هذه المؤسسات هو الذي أتاح لها هذا..

غازي العريضي:

قياساً.. قياساً.. على ماذا؟ قياساً على ما لدى هذا المشاهد من مؤسسات إعلامية حكومية مترهلة، سبق وشرحنا.

أحمد منصور:

عفواً حتى بالمقياس العالمي، هناك دراسات كثيرة تمت على قضية الحرية الموجودة في الفضائيات بالمقياس العالمي الإعلامي وليس بمقياس التليفزيونات الحكومية، وأثبتت أن هذه الفضائيات..

غازي العريضي [مقاطعاً]:

صحيح، صحيح، أنا لا..

أحمد منصور [مستأنفاً]:

تلعب دوراً كبيراً، وتقوم بدور كبير، ونسبة الحرية والمهنية التي تعالج بها تلبي حاجات المشاهد.

غازي العريضي:

يا أستاذ أحمد لا أقول عكس ذلك، فقط أقول ليس ثمة..

أحمد منصور [مستأنفاً]:

لكن فيه هناك عملية تشكيك الآن حضرتك..

غازي العريضي:

أبداً، من أول الحلقة ماشي بالتشكيك طول بالك يعني أحمد، أنا أقول، أنا أوضح يعني ليس ثمة رأي معاكس لما تقول، فقط أقول أنه ليس صحيحاً القول بأن هذه المحطات مستقلة، لا ليست مستقلة، إذا تمتعت بقدر من الحرية قياساً على المؤسسات الحكومية لشيء..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لنقل أنها لديها قدر من الحرية والاستقلالية فعلاً في إدارتها؟

غازي العريضي:

موافق معك، قدر موافق معك.

أحمد منصور:

قدر عالي، سقف عالي.

غازي العريضي:

إلى حدود معينة وبين مؤسسة وأخرى..

أحمد منصور:

ليس هناك شيء بلا حدود إلا برنامجنا هذا.

غازي العريضي:

ويعني حتى هذا له حدود!! أنت بتلتزم فيها وغيرك بيلتزم فيها كمان.

أحمد منصور:

معالي الوزير، الآن في ظل.. حتى أخرج من إطار الإعلام العربي.

غازي العريضي:

اتفضل.

أحمد منصور:

هل توجد سياسات إعلامية واضحة لدى الحكومات العربية بصفتك وزير إعلام تحضر اجتماعات؟

غازي العريضي:

أبداً، أبداً.

أحمد منصور:

أمال من الذي يحدد السياسات الإعلامية؟

غازي العريضي:

آه، هيدي مشكلة كبيرة، يعني أنا لا أساير يا أحمد، ليس ثمة سياسية إعلامية في أي دولة عربية، وسياسة إعلامية تلبي الحاجة المطلوبة، هناك سياسة إعلامية تخدم توجهات معينة وأشخاصاً معينين في مرحلة معينة، وهي متقلبة، أما السياسة الإعلامية -إذا أخذنا معياراً- ما هي السياسة الإعلامية، السياسة التي تخدم قضايانا، ما هي قضايانا؟ القضايا السياسية المركزية؟ هل نحن نقوم بالدور المطلوب منا في سياق الصراع العربي الإسرائيلي؟ هل نحن نخدم الانتفاضة كما يجب؟ هل قامت الفضائيات والمؤسسات الإعلامية بدور أساسي بالمستوى المطلوب تجاه المقاومة في لبنان مثلاً؟

هل نحن.. قضايا الاقتصاد، قضايا الاجتماع، قضايا النفط، قضايا المال، قضايا الشباب، قضايا الديموجرافيا، قضايا المياه، كل أنواع القضايا، هل تقوم وسائلنا الإعلامية عموماً، -ثمة وسائل تهتم ووسائل تهتم بنسبة أقل أو أكثر- لكن عموماً هل لدينا استراتيجية إعلامية أو سياسة إعلامية مركزة حول هذه المسائل؟ إطلاقاً.

أحمد منصور:

طب، أنت الآن منذ.. ربما.. مضى عليك أربعة أشهر في الحكومة، هل تسعى لوضع هذا الأمر وأنت الآن لا تخضع لسلطتك حتى من الناحية الفنية على الأقل، هناك قنوات فضائية لبنانية، هناك قضايا محورية في لبنان موجودة، والآن عفواً القنوات الفضائية اللبنانية جعلت صورة لبنان لدى المشاهد العربي عبارة عن ملهى ليلي كبير أو (كباريه).

غازي العريضي:

طيب.. طيب إذا أنت، إذا كان هذا رأيك، هل هذا يعني أنها تلبي الغاية المطلوبة من أجل وجودها وخدمة قضايانا؟! هذا ما كنت أسأله أنا.

أحمد منصور:

مش قضية رأيي أنا قضية إن المشاهد يشعر بذلك.

غازي العريضي:

تماماً تماماً أنا..

أحمد منصور:

قضية أن صورة المرأة اللبنانية أصبحت لدى الناس وكأنها سلعة تباع وتشترى.

غازي العريضي:

يا أحمد.. أنت بتعتقد إني عم بأتهمك يعني، أنا ما عم بأحكي عنك..

أحمد منصور:

لا خد راحتك معالي الوزير.

غازي العريضي:

لا ما بدي أتهمك، يعني المشاهد العربي.. هذا بيعزر وجهة نظري، هذا الشيء اللي كنت أنا عم بأقوله، بمعنى إذا كان في عندنا شعور -نحن كلنا كشباب، كمسؤولين ومش وزراء ومش محاور- إذا عندنا شعور إنه هيدا الصورة المعطاة عن لبنان في الخارج من خلال هذه الفضائيات، يعني تأكيد ما أقول بأن هذه الفضائيات وغيرها من الفضائيات في مواقع عديدة لا تقوم بالدور المطلوب منها ولا تخدم القضايا، وبالتالي أين هي السياسة الإعلامية؟ هل السياسة الإعلامية إظهار هذه الصورة؟ هل السياسة الإعلامية هي ترويج مثل هذه البرامج ومثل هذه المشاهد؟ هذه ليست سياسة إعلامية، هذه سياسة مالية.

أحمد منصور:

للمؤسسة القائمة.

غازي العريضي:

طبعاً نعود إلى..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

وأين دور الحكومة هنا، هل هناك سقف؟ هل هناك توجهات؟ أنتم دولة مواجهة، وكما تقول الآن..

غازي العريضي:

لا.. لا..

أحمد منصور:

تحدث عن الانتفاضة، وعن قضايا إسرائيل وعن غيرها، وهذه للأسف لا تحتل حتى المساحة الكافية لدى الفضائيات اللبنانية.

غازي العريضي [مقاطعاً]:

صحيح، أنا كنت أقول ذلك قبل أن..

أحمد منصور [مستأنفاً]:

الذي يشاهد الفضائيات اللبنانية كأن بلد خارج نطاق المواجهة، وخارج نطاق الصراع، وخارج نطاق..

غازي العريضي:

هذا يؤكد..

أحمد منصور:

ربما باستثناء محطة واحدة.

غازي العريضي:

نعم أستاذ أحمد، هذا يؤكد وجهة نظري التي.. التي.. التي كنت أذكر الآن يعني وأنا قبل أن أكون وزيراً..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

وهل لديك مخطط؟ كما وجود.. اتفضل معالي الوزير.

غازي العريضي:

قبل أن أكون وزيراً كنت أقول هذا الكلام، لا أزال عند رأيي في هذه المسألة، ثمة تقصير كبير، نمتلك فضائيات، نتملك إمكانات مالية وتقنية وبشرية، لم نستفد منها. التنافس الآن دائر حول شو؟ كتلة مالية معينة بتوزعها هذه الشركات وهذه المؤسسات، فيه جانب سياسة نص ساعة أو برنامج سياسي أسبوعي تستطيع من خلاله أن تمرر ما تريد إلى حدود معينة أيضاً، والباقي عملية تجارية، ولذلك ليس هذا الإعلام العربي المطلوب الذي يلبي الحاجات المطلوبة التي تحدثنا عنها وهذا ما كنت أقوله، الآن نحن ليس لنا ضمن القانون.. ضمن القانون ليس لنا القدرة أو الصلاحية لنفرض على هذه المؤسسة أو تلك أن تقوم بهذا الأمر أو ذاك، لدينا في القانون ضرورة التزام المؤسسات الإعلامية بساعات معينة من الإنتاج المحلي، أنا أستطيع أن أقول لك كل المؤسسات الإعلامية اللبنانية المرئية لا تلتزم بهذا البند، لا تلتزم بهذا البند، والحكومات والمسؤولون يعني لم يتناولوا هذا الأمر، ثمة تشابكات وتعقيدات عديدة في هذه المسألة، لأن ثمة مسائل أخرى على عاتق الحكومة ومسؤوليات على عاتق الحكومة أو السلطة يعني أيضاً يجب أن تقوم بها، لكن أنا أعطي مثالاً هنا، أما القول بأن هذه المؤسسات تقوم بالدور المطلوب منها، أنا.. لا أستطيع أن أقول ذلك إطلاقاً.

أحمد منصور:

ألا يوجد لديك -كما يوجد لديك مخطط لإعادة بناء تليفزيون لبنان- مخطط موازي أيضاً لعملية توجيه أو عملية ترتيب مع القنوات الفضائية اللبنانية؟

غازي العريضي:

لا أقول توجيه، أحسنت يعني استخدام كلمة ترتيب يعني.

أحمد منصور:

تنسيق.

غازي العريضي:

وليس فقط تنسيق، لا.. استنفار هذه المؤسسات لخدمة قضايا معينة تهم كل أبناء شعبنا يعني.. هناك، هناك قضايا أساسية مثل أمراض نعاني منها، أمراض اجتماعية، أمراض صحية، أمراض بيئية، إلى ما هنالك، هناك ثروات في بلادنا لا يعرفها اللبنانيون مثلاً، لماذا لا نلقي الضوء عليها؟!

هناك مجموعة من المسائل، تراث في مناطق، تقاليد، مشاكل، قضايا، كما سبق وذكرت يعني، لابد من استنفار هذه المؤسسات لخدمة هذه القضايا بالتعاون مع مؤسسات المجتمع الأهلي، وبالتعاون مع يعني وزارة الإعلام ضمن حدود الالتزام بالقانون، لكن حتى إذا وسعنا الهامش قليلاً يعني، نحن كوسائل إعلام معنيون أيضاً.. معنيون بمواكبة تطور مجتمعنا، وإلقاء الضوء على مشاكل مجتمعنا، ورفع المعاناة عن أهلنا وعن مناطقنا، ومساهمة الدولة أيضاً، مساعدة الدولة أيضاً في معالجة عدد من المشاكل من خلال إلقاء الضوء عليها، هذا ما أريد أن نقوم به.

أحمد منصور:

معنى ذلك.. السياسات الإعلامية لابد أنها تتواكب مع السياسات العامة للدولة وعملية النهوض بشكل عام ومشكلات المجتمع وعملية..

غازي العريضي:

بمشاركة طبعاً المجتمع أيضاً ومؤسساته.

أحمد منصور:

عندي مشاركة في هذا الإطار رقم 33 على الإنترنت عبد الله إبراهيم شاهين -فلسطيني- يقول: لماذا نرى المحطات اللبنانية أكثر المحطات إثارة وتعتمد على الفتيات بشكل كبير، وتعتمد على جمال المذيعات لا على ثقافاتهم كما تقوم بعرض لقطات ساخنة. أين الاحترام للأسرة العربية؟

غازي العريضي:

يعني إذا الموضوع موضوع كفاءة هذا موضوع عام وليس.. أو ثقافة وليس يعني محصوراً بالمذيعات اللبنانيات، مع كل الاحترام والتقدير لمن نشاهد على الشاشة يعني، اليوم فيه مشكلة وكنت أتحدث بهذه المشكلة معك قبل الحلقة أستاذ أحمد.

أحمد منصور:

نعم.

غازي العريضي:

وأعتقد نحن متفقون عليها يعني العمل الإعلامي عمل متعب، يحتاج إلى جهد وإلى متابعة وإلى قراءة وإلى سهر وإلى مواكبة، نادراً ما تجد بين الإعلاميين اليوم -لا سيما في الجيل الجديد- من يتعب على نفسه، ومن يسهر على نفسه، ومن يثقف نفسه بالشكل المطلوب، لكي يكون إعلامياً بالمعنى الدقيق للكلمة. فالمشكلة ليست فقط في لبنان وليست في وسيلة إعلامية مرئية، وليست في مذيعة أو مذيع، يعني هذه مشكلة للأسف.

أحمد منصور:

هذا ما يتعلق بثقافة المذيع كمشكلة عامة.

غازي العريضي:

للأسف عامة، عامة، جمال الفتيات يعني طبعاً عندما تختار..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

مشكلة اللقطات المثيرة التي تتم في بعض البرامج، القضايا التي تعالج الآن..

غازي العريضي:

يا سيدي..

أحمد منصور [مستأنفاً]:

وأصبحت تدخل كل بيت بشكل مؤذي.

غازي العريضي:

يا سيدي، اليوم ليس ثمة إمكانية لضبط هذه المسألة على مستوى الدول، لنكن واضحين يعني..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

يعني فعلاً لا يوجد كنترول أو وسيلة للضبط أو التوجيه؟

غازي العريضي:

وليس ثمة إمكانية، لابد من رقابة ذاتية في البيت، نعود إلى مسألة التربية، أنا مقتنع تمام الاقتناع بهذه المسألة. اليوم يا أستاذ أحمد -ما أنت إعلامي- التليفزيون ديجيتال بعد فترة بتكبس على زر بتشوف كل شيء أمامك بالبيت، بتخرج لسهرة أنت وزوجتك بتترك أولادك بالبيت، من يستطيع مراقبة هذا الأمر ومن يستطيع التحكم بهذا الأمر؟! السابق كنا لا نشتري تليفزيون، في السابق كنا إذا اشترينا تليفزيوناً نقمعه، وليس ثمة أقمار اصطناعية وبالتالي برامج محلية محددة، الآن تغير كل شيء على مستوى العالم، من يستطيع أن يضبط هذه المسألة؟ لابد من تربية بيتية، المدرسة لها دور، المجتمع له دور، التليفزيون أيضاً له دور ليست المسألة فقط على التليفزيون، وأنا هنا لا أبرأ يعني ولا أدافع عن هذه المحطات، وعن هذه المشاهد، وعن هذه اللقطات..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

أنت غير راضي عما تقدم؟

غازي العريضي:

في كثير من الأمور، وأنا كنت أقول دائماً يعني تستخدم المرأة كسلعة، أنا ضد هذا الأمر.

أحمد منصور:

مشاركة رقم 32 عماد (رجل أعمال) يقول.. يرى أن الضغط السوري يقف وراء إغلاق تليفزيون لبنان.

غازي العريضي:

أستغرب هذه المسألة الحقيقة.

أحمد منصور:

بعيداً تماماً عن أي ضغوط خارجية القرار أتخذ بشكل داخلي؟

غازي العريضي:

القرار أولاً بدأت به شخصياً، وأخذ في مجلس الوزراء وسمع به الإخوة السوريون كما سمع غيرهم من اللبنانيين بقرارات مجلس الوزراء، أقول ذلك بكل أمانة، أنا لحتى أقول لك أكثر من هيك لنفوت بالموضوع يعني إذا بدك، منذ تعييني وزيراً للإعلام حتى الآن لم يتصل بي أي مسؤول سوري ليطلب أي طلباً مني.. أي طلب مني، إطلاقاً.

أحمد منصور:

ألا تعتقد.. مشاركة رقم 31، محمد قاسم أسعد (رجل أعمال – أردني) ألا تعتقد أن إغلاق تليفزيون لبنان باعتباره تحقيق إلى رغبة الشعب، وبالتالي يجب على باقي الحكومات العربية أن تحذوا حذو لبنان، وتغلق تليفزيوناتها تحقيقاً لرغبة الشعوب وتوفيراً لأموالها؟!

غازي العريضي:

فليقل الشعب العربي في كل دولة كلمته، فليقل الشعب العربي كلمته، ولتحترم هذه الحكومات كلمة الشعوب العربية، وبالتالي تتخذ القرارات المناسبة.

أحمد منصور:

قبل مدة قليلة حدث إغلاق لتليفزيون أو عملية اقتحام من الجيش لتليفزيون..

غازي العريضي [مقاطعاً]:

لا.. لا ليس اقتحاماً.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

L.B.C.


غازي العريضي:

ليس اقتحاماً ونحن هنا في مبنى الـ L.B.C نبث هذه الحلقة، وأقول من هذا المبنى لم يكن اقتحاماً.

أحمد منصور:

ماذا كان؟

غازي العريضي:

كان تدبير أمني حول مشكلة..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

يعني أنا أترك لك أن تقول ماذا كان في الوقت الذي كل وسائل الإعلام نقلت أنه اقتحام..

غازي العريضي [مقاطعاً]:

ليس اقتحاماً.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

وأنا جلست مع رئيس مجلس إدارة مبنى الـ L.B.C، وحدثني أيضاً عن أن هذه كانت بمثابة صدمة لهم، أن فوجؤوا بأن قوات الجيش دخلت بشكل مباشر، بدون إذن، بدون شيء..

غازي العريضي:

صحيح، صحيح، الصدمة، الصدمة أنا أقدرها، وربما أوافق على هذا التعبير، لكن لم يكن اقتحاماً استنسابياً بهذا الشكل، حدثت مشكلة، اتخذت إجراءات أمنية، في سياق تنفيذ هذه الإجراءات الأمنية تم الدخول إلى المؤسسة، أنا كوزير إعلام كنت ضد الدخول إلى المؤسسة.

أحمد منصور:

علمت بهذا القرار قبل اتخاذه؟

غازي العريضي:

أبداً وكان لي نقد..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

فوجئت مثل غيرك بأن التليفزيون دخل إلى المبنى؟

غازي العريضي:

طبعاً.. طبعاً وانتقدت، ويعلم يعني رئيس مجلس إدارة المؤسسة التي نحترم، ويعرف العاملون فيها وكل اللبنانيين، أنا أعطيت رأياً واضحاً ومعلناً.

أحمد منصور:

أما تعتقد أن ذلك..

غازي العريضي:

وساهمت بكل تواضع من خلال موقعي يعني.

أحمد منصور:

أما تعتقد أن ذلك له تأثير سلبي كبير على حرية الإعلام في لبنان؟

غازي العريضي:

يعني ليس إلى هذا الحد، ترك انعكاسات سلبية بالتأكيد يعني على مستوى كل العاملين في المؤسسة أو من هم خارج المؤسسة، زملاؤهم في المؤسسات الإعلامية الأخرى، ولذلك بادرنا فوراً إلى تحمل هذه المسؤولية، وإلى معالجة المشكلة خلال ساعات، وإن كانت هذه الساعات عصيبة يعني، لكن لم نقبل ما جرى على مستوى الأمر، على مستوى يعني الدخول إلى داخل المؤسسة وما جرى فيها. لكن المسألة أعقد بذلك من ذلك بالـ L.B.C، والحمد لله أنها حلت بشكل يعني أرضى الجميع في النهاية.

أحمد منصور:

هل انتهت إلى الأبد هذه المشكلة أم..؟

غازي العريضي:

بأتمنى.. بأتمنى هذا الشيء.

أحمد منصور:

لا زال لها ذيول؟

غازي العريضي:

ما بأعتقد يعني.

أحمد منصور:

مشاركة رقم 26 محمد علي شاهين (موظف إداري – فلسطيني) يقول: هل من الحكمة أن نرى محطات كثيرة لدولة صغيرة فقيرة هي لبنان، بينما تمتلك الدول الخليجية في بعض الأحيان محطة واحدة فقط، هل لبنان أغنى من الخليج وليبيا مثلاً؟ ثم لماذا التكرار في البرامج؟

غازي العريضي:

المسألة ليست مسألة مالية ومن يملك المال أكثر، المسألة هي كيف نستخدم هذه الوسائل سواء كانت محطة واحدة أو عشرات المحطات يعني، كيف نستخدم هذه الوسائل؟ في أي اتجاه؟ لأي هدف؟ لخدمة أي قضية؟ لخدمة أي غرض نحن ننشيء هذه المؤسسات؟ وكيف نستخدمها؟

أحمد منصور:

معالي الوزير، هناك قضية سياسية الآن تسيطر على الحالة السياسية في لبنان وهي قضية الوجود السوري.

غازي العريضي:

خلصت إعلام؟!!

أحمد منصور:

لأ، لسه.. بأرجع له تاني، ما بأخلصش أنا، بأروح وبأرجع!!

غازي العريضي:

بدك تروح وتيجي كتير أحمد!!

أحمد منصور:

قضية الوجود السوري في لبنان بين المؤيدين والمعارضين، أما يعتبر فتح الملف في حد ذاته بداية لجدل سياسي ربما يتطور إلى جدل عسكري؟

غازي العريضي:

لأ طبعاً، لا.

أحمد منصور:

لماذا؟

غازي العريضي:

جدل عسكري بين مين ومين العسكري؟

أحمد منصور:

المعارضة ترتفع -بشكل أساسي بين صفوف المسيحيين بشكل خاص- للوجود السوري في لبنان.

غازي العريضي:

ليست معارضة مسلحة، ليست معارضة مسلحة، وليست معارضة عسكرية.

أحمد منصور:

يمكن أن تتطور.

غازي العريضي:

لا.. لا..

أحمد منصور:

بلد عاش الحرب، ولا زال فيه سلاح، ولا زال فيه مسلحين.

غازي العريضي:

لا أعتقد ذلك، أولاً.. أولاً هم لا يقومون بعمل من هذا النوع حتى الآن، وطبعاً الظروف غير مهيأة، ولا أعتقد أن ثمة نية للقيام بعمل من هذا النوع، وإلا يكون هذا الأمر ضرباً من الجنون يعني، مرة جديدة يعني، وهذا في السابق..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

إلى أي مدى يمكن أن يصل وضع المعارضة؟

غازي العريضي:

هو إذا كانت المعارضة تنحو نحو الجنون -يعني كتر خيرك- يعني فهي تخدم أي قضية يعني؟! فلنكن لكن واضحين بهذا الأمر يعني، المسألة ليست.. ليست كذلك هناك نقاش، وأحياناً هذا النقاش حاد.. صحيح هل هذا النقاش صحي أم لا؟ هل هو يأخذ المنحى الذي يجب أن يأخذه أم لا؟ فأيضاً هذه مسألة قابلة يعني للتوقف عندها ولمناقشتها، أما الجانب العسكري فليس ثمة أي إمكانية لذلك على الإطلاق.

أحمد منصور:

ما هي فلسفة الحكومة اللبنانية في التعامل مع الوجود السوري؟

غازي العريضي:

ليس ثمة فلسفة، ثمة ظروف سياسية أمنية، وعلاقات لبنانية سورية، في ظلها تعمل هذه الحكومة وتتخذ قراراتها انسجاماً مع الظروف التي يمر بها لبنان، هذه ليست فلسفة استثنائية، لبنان يواجه حالة صراع حتى الآن مع إسرائيل، حتى الآن، قصة العشرة سنتيمتر هددت إسرائيل بضرب لبنان، لبنان يواجه اعتداءات يومية، كل يوم هناك طيران إسرائيلي يخرق جدار الصوت، ويحلق فوق الأراضي اللبنانية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، عدة مرات إسرائيل اخترقت الأراضي اللبنانية وما سمي بالخط الأزرق حتى، الذي رسمته الأمم المتحدة، بغض النظر عن اعتبارنا أن هذا الخط هو الحدود اللبنانية مع فلسطين أم لا، لكن حتى إسرائيل هذا الخط اخترقته أكثر من مرة، ثمة إطلاق نار حصل على أراضي لبنانية وعلى مواطنين لبنانيين، قتلوا على البوابات في الجنوب على الأراضي الجنوبية.

أحمد منصور:

تعتبرون أنفسكم في حالة مواجهة مستمرة؟

غازي العريضي:

لا تزال هذه المواجهة قائمة مع إسرائيل، لا نستطيع أن نقول أن ثمة سلماً تحقق مع إسرائيل.

أحمد منصور:

معنى ذلك أن دعم المقاومة سوف يستمر من الحكومة؟

غازي العريضي:

المقاومة قائمة وموجودة، ولم تتوقف، لكن يعود للمقاومة تقدير الظروف السياسية، وبتنسيق تام مع الدولة اللبنانية، والإخوان في سوريا تقدير القيام بأي عمل بشكل أن تكون هذه السياسة مبرمجة ومدروسة وحكيمة وعاقلة وتأخذ بعين الاعتبارات كل الظروف المحيطة بأي عمل سنقوم به.

أحمد منصور:

أنت تتخذ موقف إيجابي من التواجد السوري ومن العلاقة مع السوريين، ولكن رئيس الحزب وليد جنبلاط..

غازي العريضي:

شكراً أستاذ أحمد ممنون لك.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

في الفترة الماضية، اتخذ موقف في العام الماضي في نهاية العام الماضي مضاد للسوريين، يخالف..

غازي العريضي [مقاطعاً]:

لأ، لا أبداً.. أبداً.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

ما حدث، وبعد ذلك تم التراجع في هذا الموقف؟

غازي العريضي:

أبداً.

أحمد منصور:

يعني قضية المناورة من قبلكم.

غازي العريضي:

ليست مناورة.

أحمد منصور:

أنت.. أنت جنبلاطي من المفترض.

غازي العريضي:

حتى العضم، أمام الرأي العام العربي.

أحمد منصور:

ولكنك أرسلاني في العائلة وهناك صراع دائماً بين الجنبلاطيين والأرسلانيين!

غازي العريضي:

بهذا المعنى بين إنك فايت مظبوط على نسيج السياسية اللبنانية.

أحمد منصور:

يعني لسه الآن هتمدح فيّ؟!

غازي العريضي:

لا مش عم بأمدح فيك، هون معك حق و هيك ما معك حق، هيدي صايبة مظبوط يعني، ونعم إيه أنا جنبلاطي و.. الحزب..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

كله بيصيب مظبوط معالي الوزير.

غازي العريضي:

لأ.. لأ.

أحمد منصور:

كله بيصيب مظبوط.

غازي العريضي:

لا لا مش ضروري.

أحمد منصور:

بس ربما يعني أنت مش حابب إن أنا أصيب في المظبوط.

غازي العريضي:

يمكن.. يمكن، لا أبداً، أنا أصيب محل ما بدك بترجع لشطارتك أنت تصيب أو لأ، يعني مش أنا حابب هاي، بترجع لشطارتك.

أحمد منصور:

خليني.. خليني أبقى في إطار سؤالي الآن.

غازي العريضي:

أنا معك، أنا الموقف اللي باخده منسجم تماماً أنا ما إني إطلاقاً عم باخد موقف تاني، أنا ملتزم موقف وليد جنبلاط والحزب الاشتراكي بكل ما للكلمة من معنى، بأريد أوضح موقف وليد بيك لم يكن علي الإطلاق ضد الوجود السوري، وقد عبر عن ذلك حتى في تلك المرحلة، وبالأمس القريب وبالأمس البعيد مميزاً بين موقفه وبين مواقف كثيرين على الساحة اللبنانية، لم يطرح مسألة الوجود السوري كمسألة خلافية بمعنى أنه يرفض هذا الوجود، قال سابقاً ويقول اليوم أتفهم الحاجات الأمنية الاستراتيجية لسوريا ووجود الجيش السوري على الأرض اللبنانية، طرح المسألة من زاوية أخرى، ثمة في لبنان من يقفون موقفاً غير قابل للنقاش بالنسبة إليهم معادياً لسوريا، مهما فعلت سوريا، سواء بقي الجيش السوري في لبنان أم خرج الجيش السوري، سواء كانت القرارات إيجابية أو سلبية، بكل هذه المسألة..، ثمة مواقف ضد سوريا، وليد جنبلاط ليس لديه هذا الموقف، ثمة أطراف في لبنان اتخذت مواقف ضد سوريا، حملت سوريا كل يعني أسباب الأزمة الاقتصادية في البلد، ليس هذا موقف وليد جنبلاط وبالتأكيد ليس هذا موقفي، ثمة أطراف في لبنان اتخذت موقفاً من القرار (520).

أحمد منصور:

مواقفك متطابقة تماماً مع مواقف وليد جنبلاط؟

غازي العريضي:

تماماً.. تماماً.

أحمد منصور:

ما سبب الهجوم على السوريين أو على الوجود السوري في تلك المرحلة وتصاعده بشكل خاص؟

غازي العريضي:

لم.. لم يكن هجوم، كان ثمة خلاف حول بعض المسائل في الأساس..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ليس من قبل وليد جنبلاط ولكن أقصد من قبل البطريرك صفير، من قبل ميشيل عون، من قبل أطراف مختلفة أخرى، فتح الملف حتى في مجلس النواب أمس، الجلسة كانت حول الوجود السوري.

غازي العريضي:

صحيح.. صحيح، أولاً.. أولاً هذا دليل صحي، يعني في لبنان تستطيع أن تقول رأيك وأن تعبر عن رأيك، لكن بالمقابل يعني نحن لنا رأي، للبطريك صفير وجهة نظر نحن نحترمها ونقدرها، وفي بعض المسائل تتلاقى وجهة نظرنا مع وجهة نظر غبطة البطريرك.

أحمد منصور:

لكنه صعد الهجوم أثناء زيارته الأخيرة للولايات المتحدة تحديداً بشكل أساسي.

غازي العريضي:

عندما صعد الهجوم في بداية المرحلة لم نكن مع هذا التصعيد، وميزنا موقفنا وقلنا: لسنا مع طرح القرار (520) لسنا مع أي حمله عدائية ضد سوريا، لسنا مع رفض كل شيء يأتي من سوريا على الإطلاق، لسنا مع تحميل سوريا مسؤولية كل شيء في لبنان، بل علينا نحن أن نقوم بمراجعة أيضاً نقدية لمواقفنا.

وليد جنبلاط أطلق مبادرة، مبادرة حوار، مبادرة نقاش حول كل القضايا بما فيها العلاقة اللبنانية السورية التي تثير إشكالات كثيرة في البلد، وهذا أمر طبيعي، ولا يستطيع أحد أن ينكر، وثمة ملاحظات عديدة حول هذه العلاقات اللبنانية السورية. لكن النقاش يجب أن يتركز حول كيفية معالجة هذه الإشكالات، لا تعالج هذه المسألة بحملة عدائية ضد سوريا، لا تعالج بتشنج ضد سوريا، هذه تعالج بعقلانية، بهدوء، بتكوين مناخ من الثقة، بإنفتاح، بحوار مع الإخوة السوريين، بطرح السوريين، بطرح الأمور كما هي. وأنا سبق أن قلت هذه المسائل أكثر من مرة.

أحمد منصور:

لكن السوريين لا يقبلون ذلك في الأصل.

غازي العريضي:

ليس صحيحاً أنهم لا يقبلون، لماذا استقبلوا عدداً من القيادات المسيحية وعلى رأسهم الوزير السابق الأستاذ فؤاد بطرس، الذي يتمتع بصدقية على المستوى المسيحي وعلى المستوى الوطني اللبناني عموماً.

أحمد منصور:

هو له علاقته الخاصة بالسوريين.

غازي العريضي:

لا، ليست له علاقاته الخاصة، له مواقف تتقاطع مع مواقف كثيرين، وله مواقف نقدية، وأنا واثق تماماً من أنه قال هذه الملاحظات بكل حرية ضمير وشجاعة أمام المسؤولين السوريين الذين التقاهم.

أحمد منصور:

عماد عون، من لندن يقول لك: بأي حق يقوم تليفزيون لبنان الرسمي منذ عدة أشهر بالموافقة مبدئياً على بيع نصف أسهمه إلى جهة غير لبنانية وأقصد بذلك الأمير السعودي الوليد بن طلال من خلال شبكة راديو وتليفزيون العرب (A.R.T)؟

غازي العريضي:

بأشكر اهتمامه للعماد عون على..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لأ مش العماد عون، هذا اسمه عماد عون، وليس العماد ميشيل عون.

غازي العريضي:

آه يعني عنده إشكالية معقدة بحياته، يعني مع كل الاحترام والتقدير للجنرال بس إنه.. أولاً الخبرية مش صحيحة، هو مش تليفزيون لبنان اللي وافق، وما تمت هيدي المسألة، كان فيه مشروع، كان فيه…

أحمد منصور [مقاطعاً]:

فعلاً عرض عليكم من قبل الشيخ؟

غازي العريضي:

مش علينا، الحكومة السابقة.

أحمد منصور:

الحكومة السابقة.

غازي العريضي:

الحكومة السابقة، وصلوا إلى صيغة صحيح بإنه بدهم قطاع خاص، وكان فيه 49% من الأسهم 51% باقي للدولة اللبنانية، ومع ذلك هذا المشروع لم يتم.

أحمد منصور:

لكن هل هناك لديكم توجه لبيع أي أسهم من تليفزيون لبنان؟

غازي العريضي:

في المرحلة الحالية التليفزيون للدولة، قد تبقى الأمور مفتوحة يعني، وليس ثمة مشكلة.

أحمد منصور:

سؤال أيضاً: لقد بقي رئيس الوزراء رفيق الحريري ثماني سنوات في السلطة من 90 إلى 98 فكيف لم يتم..

غازي العريضي [مقاطعاً]:

لا من 92 لـ 96.. أصحح.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

لـ 96 لم يتم اكتشاف العيب وفي تليفزيون.

غازي العريضي [مقاطعاً]:

…لـ 98 من 92 لـ 98.

أحمد منصور:

يعني مرتين حصل بينهم فجوة، لماذا لم يتم اكتشاف العيب في تليفزيون لبنان إلا الآن، أليس هذا سخرية بالمشاهد؟

غازي العريضي:

ليش.. ليش سخرية؟! أنا جيت وزير إعلام، وشفت هذه المسألة وتحملت مسوؤليتها، والرئيس الحريري مارس الحكم من 92 : 98، 6 سنوات وانقطع سنتين ورجع رئيس حكومة، وعندما عاد رئيساً للحكومة قال كلاماً شجاعاً وجرئياً وواضحاً في المجلس النيابي، وكرره أمام عدد كبير من الصحفيين وعلى صفحات صحف أساسية في لبنان. وفي المنطقة العربية، بأنه راجع كل تلك المرحلة، واعترف بكثير من الأخطاء ارتكبها الرئيس الحريري في تلك المرحلة، وهو يحاول تصحيحها وتصويبها، فبالعكس ليس.. ليس ثمة سخرية، بل ثمة شجاعة وإقدام واعتراف بالمسؤولية واستعداد لمعالجة المشاكل التي حصلت. ثم جاء وزير إعلام وضع يده على هذه المسألة بكل تواضع، وقال: أيها اللبنانيون هذه هي مشكلتكم.

أحمد منصور:

في يوم وليلة معالي الوزير؟!

غازي العريضي:

ليس في يوم وليلة، ياريت في يوم وليلة اللي بتقصده، يعني كانت بتريحنا شويه، هيدي ليلة عملت لنا مشاكل كتير.

أحمد منصور:

يبدو أن حرية الصحافة في لبنان تأثرت أيضاً بسوريا، ففي الوقت الذي نسمع فيه عن قلق الخارجية الفرنسية على حياة الصحفي المعروف (نزار نيوف) قامت القوات اللبنانية بدخول الـ (L.B.C). أريد منك معالي الوزير أن تجيب -مشاهد يطلب- هل هناك تأثير سوري في كافة المجالات؟

غازي العريضي:

أستاذ أحمد، لم تدخل القوات اللبنانية إلى الـ (L.B.C)، ربما يعني تمنى كثيرون أن تعود القوات اللبنانية إلى الـ (L.B.C) دخلت قوات أمنية لبنانية إلى (L.B.C) .


أحمد منصور:

هو يعود، يعود.. يعود إلى الـ L.B.C.


غازي العريضي:

للتوضيح بهذه المسألة هذا واحد، اثنين: تأثرت حرية الصحافة..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هو يقصد قوات أمنية معالي الوزير!!

غازي العريضي:

بأعرف.. والله بأعرف، اسمح لي يعني هيك شوي كمان طري الجو.

أحمد منصور:

خد راحتك!

غازي العريضي:

ما بدك.. بدك هيك على طول؟!

أحمد منصور:

اتفضل.

غازي العريضي:

اثنين، أنا لا أقول أن وضع الحريات الصحفية في لبنان وضع مثالي.. إطلاقاً، ووضع الحريات العامة في لبنان، ونحن دائماً مستنفرون لمواجهة أي حالة من حالة المساس بشيء من هذه الحرية، أنا أتحدث عن موقعي المسؤول وعن تاريخي السياسي المتواضع والتزامي الذي أعتز به، لكن للحقيقة هامش الحرية في لبنان بمعنى التعبير عن الرأي لا يزال كبيراً وواسعاً جداً جداً جداً، ماذا يجري في دول أخرى؟ هذا شأن تلك الدولة وشعوبها.

أحمد منصور:

عندي مشاركة رقم (56) على الإنترنت، محمد الحلبي (مهندس – لبناني) يقول: ذكر الوزير أن وسائل الإعلام لا تلتزم بقانون الإعلام، هل القانون صالح يا ترى؟ وهل هناك خطة لإعادة النظر في هذا القانون الذي يحد من حرية الوسائل الإعلامية ويجعلها متشابهة؟

كما استقبل مشاهدينا الكرام مداخلاتكم عبر شبكة الإنترنتwww.aljazeera.net

وكذلك مشاركاتكم عبر الفاكس 009619853804 أو عبر هواتفنا في الدوحة 009744888873، معالي الوزير اتفضل.

غازي العريضي:

أنا لا أقول أن هذا القانون مثالي إطلاقاً..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هل لديك توجه لإعادة النظر فيه؟

غازي العريضي:

طبعاً، وأنا اجتمعت مع عدد كبير من المعنيين بهذا الشأن في وسائل الإعلام وغير وسائل الإعلام، وقمت بتشاور واسع معهم، وأصلاً أنا يعني في مرحلة سابقة عندما أقر هذا القانون، من خلال يعني ممثلي وسائل الإعلام كان لي دور متواضع في التحضير لمناخات إصدار القانون، وأنا متابع هذه المسألة بالتفصيل، لدينا الكثير من الملاحظات على قانون الإعلام الذي لابد من إدخال تعديلات أساسية عليه.

أحمد منصور:

بالنسبة لقانون الإعلام.

غازي العريضي:

طبعاً.

أحمد منصور:

حتى أخرج من إطار الوجود السوري ما هو رؤيتكم كحكومة الآن لمستقبل الوجود السوري في لبنان مع الاعتراضات الموجودة من قبل المسيحيين على وجه الخصوص؟

غازي العريضي:

أولاً لا أقول المسيحيين، أنا لا أعمم، ليس كل المسيحيين.

أحمد منصور:

صوتهم هو الأعلى في قضية الوجود السوري في لبنان.

غازي العريضي:

وليس صوت كل المسيحيين، هناك أصوات مسيحية، لها امتدادها، ولها حضورها على الساحة المسيحية وعلى الساحة اللبنانية، ونحترم هذا الحضور، لكن ليس كل المسيحيين لديهم هذا الرأي أولاً، وليس مسألة مسيحية، ثمة نقاش لبناني يدور حول هذه المسألة، وهذا أمر يعني طبيعي، الطريقة التي تعالج فيها أو تطرح فيها هذه المسألة من قبل البعض أنا أعتبر أنها سلبية، وأنها لا تؤدي إلى أي نتائج مرجوة، سواء من قبلهم أو سواء يعني مرجوة من قبل شريحة معينة من اللبنانيين يعني.

الحكومة رأيها بهذا الأمر واضح، وأنا هنا يعني أتحدث بكل صراحة عما أنا مقتنع به، لا أستطيع أن أتحدث عن غيري يعني، لأن هناك –الحمد لله- طلع بالفترة الأخيرة اجتهادات كثيرة حول هذه المسألة، هناك علاقات لبنانية سورية قائمة، هناك تنسيق وتعاون بين لبنان وسوريا، هناك متابعة يومية بين لبنان وسوريا لكثير من الأمور، لا بل بكل الأمور التي تطرأ سواء على صعيد المواجهة مع الإسرائيلي أو على صعيد يعني تطورات الوضع في المنطقة عموماً والوضع اللبناني الداخلي، على هذا الأساس نحن نتعامل مع الإخوة السوريين ومع الوجود السوري في لبنان، وليس ثمة مشكلة في هذا الأمر أنا أقول –أستاذ أحمد- مسألة أساسية، وهون يعني أتحدث بصراحة كثيرون من الذين يدعون الحرص على سوريا يسيؤون إلى سوريا، قبل أن يسيئ إليها آخرون.

أحمد منصور:

كيف؟

غازي العريضي:

بالاجتهاد، بالتملق، بالتزلف، بالزحف..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

الكل يتملق.

غازي العريضي:

نعم؟

أحمد منصور:

الكل يتملق على اعتبار أن القرار في النهاية..

غازي العريضي [مقاطعاً]:

ليس بكل.. ليس الكل.. لا ليس الكل..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

فيه هناك (فيتو) سوري على ما يتم من أمور.

غازي العريضي:

لا ليس الكل، أنا لا أستطيع أن أقول الكل، هناك مجموعة هناك شريحة من الطبقة السياسية اللبنانية تتصرف على هذا الأساس موجودة، صحيح.. وأنا أقول ذلك، وهذا يؤذي العلاقات اللبنانية السورية، لكن في المقابل يعني لا يخدم المصلحة الوطنية اللبنانية هذا الحقد على سوريا، أو هذه السياسة المتبعة ضد سوريا بشكل أو بآخر، بدون الأخذ بعين الاعتبار كل التجارب السابقة. أستاذ أحمد، فيه ناس بلبنان يشنون حملة على سوريا يعني معلش تجاربهم إن كان تجاه المسيحيين أو تجاه اللبنانيين ليست تجارب مشجعة على الإطلاق، ولم تكن إيجابية، ألحقت أكبر الأضرار. وأفدح الأضرار والخسائر بالمسيحيين وباللبنانيين، وبالتالي لا يستطيعون أن يعطوا دروساً للناس.

أحمد منصور:

لكن قضية إبداء الرأي في بلد..

غازي العريضي [مقاطعاً]:

هذا حقهم.. حقهم حقه، أنا لا…

أحمد منصور [مستأنفاً]:

اشتهر بالحرية مثل لبنان، حينما خرج أنصار الميشيل عون خرج الجيش لهم، لماذا لم يتم السماح لهؤلاء الناس بأن يعبروا عن رأيهم ثم ينفضوا بعد ذلك؟

غازي العريضي:

أنا.. أنا في ذلك الوقت قلت..

أحمد منصور:

طالما أنك قلت –معالي الوزير- إن اللجوء إلى القضية العسكرية شبه مستحيل أو غير صحيح.

غازي العريضي:

أستاذ، صحيح وأنا منسجم مع نفسي، وأنا في ذات اليوم قلت: من حق أي جهة ومن حق أي فريق، ومن حق أي فرد أن يعبر عن رأيه ويجب أن نسمح له بالتعبير عن رأيه، وكان لي رأي حول هذه الطريقة من التعاطي..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

معنى ذلك أن هناك أطراف مختلفة في الحكومة حول ذلك؟

غازي العريضي:

لا.. ليس أطرافاً مختلفة يعني الحكومة ماذا يحدث في الحكومة، يحدث نقاش، لسنا قالباً جامداً يعني، يكون هناك نقاش، والحكومة تمثل شريحة من…

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ولك الحرية كوزير إعلام أن تعبر عن رأي مغاير لرأي الحكومة؟

غازي العريضي:

ليس هذا الرأي مغيراً لرأي الحكومة، هناك ملاحظات أنا أطرحها، أنا أحترم نفسي، وأحترم موقعي أيضاً، وأحترم قناعاتي.

أحمد منصور:

هناك مشاهد -أرجو أن لا يكون قد أراد توريطك- نبيل نزار مشاركة رقم (95)، يقول: من خلال خبرتك العامة الواسعة في حقل الإعلام أخبرنا عن اعتقادك بالنسبة للسياسة السورية العامة، خاصة التليفزيون والراديو.

غازي العريضي:

في سوريا؟

أحمد منصور:

نعم.

غازي العريضي:

ليش بده يورطني إليها؟! وإن حب يورطني إليها، ما بيورطني لا بده يورطني.

أحمد منصور:

طب أجبنا على السؤال.

غازي العريضي:

هناك في سوريا فيه نظام، وفيه دولة، عندها سياسة معينة وسياق سياسي معين، بالتالي تستخدم وسيلتها الإعلامية خدمة لهذه السياسة نحنا في لبنان عندنا نظام تاني أنا ربيت بنظام تاني، ربيت بحزب عنده قناعات مختلفة تماماً عن النظام اللي أنا ربيان فيه، و إله وجهة نظر أيضاً بكل الأنظمة العربية الموجودة وبطريقة التعاطي، وأنا على المستوى الشخصي عندي تجربتي السياسية والإعلامية المتواضعة لي رأي، أنا مع الانفتاح، أنا مع الحرية، أنا مع حرية التعبير، أنا ما أني مع الإغلاق، ولكن هذا مش أنا اللي بأحدده بأي دولة من الدول، ومش رأيي اللي بيقدم واللي بيؤخر بها المسألة يعني.

أحمد منصور:

رأيك ربما يقدم ويؤخر في لبنان بصفتك وزير مسؤول.

غازي العريضي:

بلبنان.. بلبنان عم بأقوله.

أحمد منصور:

سلمان يقول لك: نقدر الروح المتحمسة للوزير، ونرجو ألا تتأثر بعد اجتماعين أو ثلاثة في مجلس وزراء الإعلام العرب، نريد فقط رأيه في الاتجاه الغريب في لبنان لعرض الأخبار باللهجة العامية، هل تؤيد هذا؟

غازي العريضي:

أولاً: بأريد أقول له أنا بعد ما عينت وزير بتلات أسابيع حضرت أول اجتماع بحياتي الوزراء الإعلام العرب في القاهرة، اسمح لنفسي بالقول ويعني بالإذن من زملائي وزراء الإعلام العرب كلهم أكبر مني، وأكثر مني خبرة ومعرفة وتجربة، قلت رأيي علناً وما كنت كاتب حكيت خطاب ارتجالي، نفس الكلام الذي أقوله في لبنان، والمنطق الذي أتحدث به، والأفكار التي أحمل، قلتها في مجلس وزراء الإعلام العرب، ولم أتأثر بأي شيء على الإطلاق، هذا أولاً. ثانياً: بالنسبة للإعلام..

أحمد منصور:

نعم هو يقول لك، يقول لك: هل يعني.. عفواً أرجع للمشاركة بسرعة.

غازي العريضي:

عرفت أنا.

أحمد منصور:

نعم، نريد فقط رأيك في الاتجاه الغريب لعرض الأخبار باللهجة العامية.

غازي العريضي:

عرفت.. عرفت باللهجة العامية، أنا على مستوى الأخبار لأ.. ما عندي يعني أنا ما بأؤيد ها الوجهة النظر، لست مؤيداً لها على الإطلاق، أبداً.

أحمد منصور:

معالي الوزير، الحديث يدور عن كارثة اقتصادية كبيرة سوف تواجهها لبنان أشبه ما تكون بأزمة تركيا في الوقت الراهن ما هي أبعاد هذه الكارثة الاقتصادية؟

غازي العريضي:

الوضع صعب جداً جداً جداً في لبنان، ولكن لم نصل إلى هذه الحدود، الحمد لله أننا توافقنا على سلسلة من الإجراءات الإدارية والسياسية والاقتصادية، وحظيت بما يشبه الإجماع على مستوى الحكومة، على مستوى المجلس النيابي، على مستوى غالبية الشرائح السياسية بالبلد، وهذا يشجع، وقد يعني انعكس ذلك بشكل إيجابي على مستوى مراكز القرار الدولي والمؤسسات الدولية بالنسبة لتصنيف لبنان، بالنسبة ليعني إمكانية إعطاء لبنان بعض القروض أو بعض المساعدات، أو المساهمة في تنفيذ بعض المشاريع، وأنت تعلم يعني أستاذ أحمد كما يعلم الجميع أن هذه المسألة حساسة جداً وقد مرت بها دول كثيرة. قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال، وبالتالي إذا استمر هذا المناخ كما هو عليه الآن، وإذا استمرت هذه الإجراءات، وأتمنى أن يعني تستمر و…

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لكن هناك تشكيك كبير فيها.

غازي العريضي:

..هذه المسألة طبيعية، لأول مرة في تاريخ الدولة اللبنانية تتخذ مثل هذه الإجراءات، فأمر طبيعي أن يكون ثمة حذر، وأن يكون ثمة قلق، وأن يكون ثمة تساؤل، عندما بدأت في الإعلام كانوا يقولون يعني: لن يستطيع تنفيذ ما.. ما أعلن. المحبون يسألون: ما هي مصلحته في الدخول في مثل هذه المسألة؟ لقد جرب آخرون وسقطوا. يعني تجارب اللبنانيين مع هذه المسألة غير مشجعة، الارتياح حصل..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لكن أليس هذا دغدغة لعواطف اللبنانيين من قبل الرئيس الحريري كما يقول بعض المحلليين؟

غازي العريضي:

لا لا لا يا عزيزي، لا الرئيس الحريري ليس ممثلاً بالشكل الذي تصوره يعني، وهو يدغدغ مشاعر اللبنانيين، وليس اللبنانيون أيضاً من النوع الذين يعني يتعرضون لمثل هذه المسألة. الرئيس الحريري لديه وجهة نظر واضحة، لديه مشروع واضح، هذا المشروع طرح على طاولة مجلسة الوزراء، مجلس الوزراء تتمثل فيه غالبية القوى السياسية الموجودة في البلاد، وبالتالي هذه إجراءات الحكومة ورئيس الجمهورية يرأس حتى الآن كل جلسات مجلس الوزراء، ويشارك في النقاش.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هناك أثار سلبية خطيرة يتخوف منها الكثيرون إذا تم تطبيق هذه التوصيات المزمع…

غازي العريضي [مستأنفاً]:

أي توصيات؟ أي توصيات؟

أحمد منصور:

بالنسبة لقضية الإصلاح الاقتصادي.

غازي العريضي:

بالعكس، حتى الآن لم نسمع كلاماً من هذا النوع يعني.

أحمد منصور:

اسمح لي آخذ أول مشاركة على التليفون، حامد عبد الغني من (بريطانيا).

حامد عبد الغني:

السلام عليكم.

أحمد منصور:

عليكم السلام.

حامد عبد الغني:

السلام عليكم.

أحمد منصور:

عليكم السلام، اتفضل.

حامد عبد الغني:

السيد الوزير يضع سياسة الإعلام على مقاسه وعلى هواه لبلد مسلم، ورغم أننا نعلم أن الإسلام غير مطبق في لبنان ولا في غيره، والكفر مشرعن [مشرع] في لبنان وفي غيره، والأنظمة والقوى تحمي الكفر وتروج إله، وتحاول الإجهاز على ما بقي.. ما بقي من الإسلام..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ماذا تقصد؟ ماذا تقصد.. يا حامد؟ ماذا تقصد بهذه الكلمات يعني؟

حامد عبد الغني:

يعني الذي يراد من وزير الإعلام و… هو الإجهاز على بقية الإسلام..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

يعني أرجو أن تكون موضوعياً، أرجو.. حامد.

غازي العريضي:

أنا ما عم بأسمع.

أحمد منصور:

أرجو، أرجو أن تكون موضوعياً في طرحك، وأن تنتقي الكلمات التي تناسب المداخلة، الصوت.. لا نسمع بشكل جيد، معالي الوزير هو.

غازي العريضي:

أنا لم أسمع شيئاً.

أحمد منصور:

لم.. لم يكمل سؤاله، هنا عندي..

غازي العريضي:

لم أسمع شيئاً من الأساس يعني.

أحمد منصور:

عندي خالد الغامدي –سعودي- يسأل يقول في مشاركة رقم 90 في إطار ما كنا نتحدث عنه عن الوضع الاقتصادي يقول: هل الحرية الإعلامية المبالغ بها والغير متوازنة بالنسبة لدولة صغيرة تمر بتحديات كبيرة داخلياً وخارجياً يخدم الحكومة الحالية في تحقيق أهدافها في مجال الإصلاح الاقتصادي؟

غازي العريضي:

ما هي التعابير التي ذكر يعني ممكن أعرفها؟

أحمد منصور:

أي تعابير؟

غازي العريضي:

قلت له: فلتكن موضوعياً يعني.

أحمد منصور:

آه.. هو، هو يقول إن لبنان تعتبر دولة مسلمة، ولكنها لا تطبق الإسلام مثل غيرها، والإعلام يشرع الكفر، أو يقدم الكفر بالنسبة للناس.

غازي العريضي:

لا هذا ليس صحيحاً، هذا غير صحيح، ليسمح لي الأستاذ خالد نحن بالدرجة الأولى..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

حامد عبد الغني.

غازي العريضي:

حامد، Ok.


أحمد منصور:

لكن خالد الغامدي هنا على.. على الإنترنت يسأل سؤاله في قضية أخرى تتعلق بالمناقشة الاقتصادية بالنسبة لموضوع الوضع الاقتصادي في لبنان.

غازي العريضي:

أولاً: بموضوع الحريات الإعلامية نحن مصرون على أن يبقى لبنان بلد الحريات الديمقراطية إعلامية ونقابية وسياسية وبلد التعبير عن الرأي، لسنا على الإطلاق مع أي سياسة تؤدي إلى الانغلاق… وبالتأكيد ليس الإعلام اللبناني، وليس النظام اللبناني، وليست الحياة السياسية اللبنانية هي التي تكفر أحداً، وأنا ضد تكفير أحد، ليس في لبنان فقط، بل في أي مكان، ولا أعتقد أن مثل هذه السياسات تخدم لا الإنسان العربي، ولا المجتمعات العربية، ولا يعني روح التطور العربي على الإطلاق وروح المواجهة.

أحمد منصور:

معالي الوزير، هل السياسة الإعلامية –المشاركة رقم (83) من جميل نصر- هل السياسة الإعلامية بشكل عام سواء كانت حكومية أو خاصة في لبنان تخدم أهداف الدولة؟

[موجز الأخبار]

أحمد منصور:

معالي الوزير، هل السياسات الإعلامية للحكومة كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى خدمة المشروع الاقتصادي المطروح؟

غازي العريضي:

كانت تهدف، لكنها لم تؤدِّ الأغراض المطلوبة في مراحل معينة، لأن الوسائل الإعلامية والقيمين على الإعلام في مرحلة، وطريقة التعاطي مع الإعلام ركزت على مسائل أخرى، واستخدمت وسائل الإعلام في اتجاه آخر، وبالتالي لم تخدم.. لم تخدم الأهداف المطلوبة.

أحمد منصور:

جهاد نافع –من ألمانيا- على التليفون، جهاد.

جهاد نافع:

الحقيقة أنا بدي أحط على قضية مداخلة الوجود السوري في لبنان، عندي سؤالين للسيد غازي العريضي لو سمحت يعني.

أحمد منصور:

اتفضل.

جهاد نافع:

أنا بأتساءل: لماذا تدافعون دائماً عن الوجود السوري، وتحاولوا أن تظهروا سورياً بمظهر المنقذ للبنان، وأن لبنان بدون سوريا سيعود إلى جحيم الحرب، هذا واحد، و ماذا تفعل سوريا كل مرة عندما يضرب لبنان بالطائرات وتدمر منشآته؟

أحمد منصور:

شكراً لك.

جهاد نافع:

ولماذا لا يذهب المغرمون بالحكم السوري للعيش في سوريا؟

أحمد منصور:

شكراً لك يا جهاد، أسئلة هامة معالي الوزير.

غازي العريضي:

أي بأشكره أنا كل الأسئلة، تحديداً على آخر واحد. لماذا لا يذهب المغرمون يعني بالحكم السوري للعيش بسوريا، في سوريا بنروح إلى سوريا وما عندنا مشكلة بغض النظر عن رأينا في يعني الحكم..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

يعني أنت مغرم..؟!

غازي العريضي:

بغض النظر عن الحكم القائم وإحنا لبنانيين أصيلين ونحنا عرب أصيلين، ونحن بنتعاطى مع سوريا بكل روح أخوة ومحبة وثقة، عندنا بلبنان نظام سياسي مختلف تماماً عن النظام القائم بسوريا، المسألة مش مسألة غرام ومش مسألة عمى، فيه كتير ناس بلبنان راحوا لحدود بعيدة وانغرموا زيادة عن اللزوم بسوريا، لكن وضح بعد فترة إنه أهدافهم كانت معاكسة تماماً للشيء اللي.. اللي أعلنوه وصلنا إلى ما وصلنا عليه من اصطدامات في لبنان كلفت لبنان وكلفت اللبنانيين، وكلفت الناس اللي عم بيدعوا بمثل هذا القول اليوم بالحرص على لبنان واللبنانيين وعلى الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال، كلفتهم إلهم كتير، وكلفت اللبنانيين كتير وعززت انقسامات للأسف كبيرة ومؤلمة بين اللبنانيين، ما بأحب أرجع أفتح كل هذا الملف، لكن بأتمنى لما بده يصير فيه نقاش لهذا الموضوع أن يكون النقاش موضوعياً وهادئاً.

اتنين: ليس صحيحاً على الإطلاق ونحن لم نقل كلمة بإنه لبنان بدون الوجود السوري في لحظة معينة –الوجود العسكري السوري يعني المطروح الآن حوله مجموعة من المسائل والاستهدافات- بإنه لبنان بدون الوجود السوري يعني سيعود إلى الجحيم، لا.. ليس هذا الموضوع، المسألة ليست..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هو السؤال أيضاً عن..

غازي العريضي [مستأنفاً]:

ليست مطروحة بهذا الشكل.

أحمد منصور:

الموقف، ماذا تفعل سوريا حينما تتعرض لبنان دائماً.. دائماً للقصف؟

غازي العريضي:

أنا سأجيب، سأجيب يعني على هذه المسألة، لكن لنحدد الأمور، يعني لم نصل نحن، ولم نذهب نحن، ولم نصل إلى حدود المغالاة، وإلى حدود التملق أو التزلف، أو مجانبة يعني –لا سمح الله- مجافاة الحقيقة بالبلد، لا نحن مش هذا الموضوع يعني نحنا، عم بنقول الأمور بكل صراحة ووضوح: لا يزال هناك حتى الآن حاجة لبنانية، وحاجة سورية لتمركز قوات عسكرية سوريه في لبنان في مناطق استراتيجية، في مناطق معينة، هذا واحد.

اثنين: هناك حتى حسب اتفاق الطائف وما أقر من اتفاقات مع لبنان هذه المسألة مطروحة، ونحنا مثل ما سبق وذكرت بعد ما من جهة بمواجهة مع إسرائيل، لبنان مستهدف ومهدد ومن خلال لبنان سوريا مستهدفة ومهددة هايدي هي الأغراض الأساسية وليس غير ذلك. باقي تحت هذا السقف النقاش مشروع ويدور حول كل القضايا..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لا يطلق يعني أي قذيفة سورية لا تطلق على أي طائرة إسرائيلية معالي الوزير وكل الناس تتساءل.

غازي العريضي:

لم يكن ثمة مواجهة بين دولة وأخرى، قامت المقاومة بعمل، في مراحل..

أحمد منصور:

الدولة أين هنا؟

غازي العريضي:

الدولة حتى الجيش اللبناني باستثناء مناطق الجنوب، مناطق الجنوب، يعني لم يخض حرباً ضد إسرائيل، في مراحل معينة استخدم يعني..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

مرحلة الدفاع.

غازي العريضي:

مرحلة الدفاع، حتى مرحلة الدفاع، الجيش اللبناني حتى، جيش لبنان ما فات بحرب مع.. مع إسرائيل بالمرحلة الأخيرة، المقاومة، السياسة التي اعتمدت كانت سياسة المقاومة، كان عندما يأتي الطيران يقصف، يعني المضادات الأرضية، إن كانت سورية أو لبنانية كانت عم يعني تواجه الطائرات الإسرائيلية، أما حتى سياسة الدولة كدولة يعني لم تكن سياسة الحرب المفتوحة مع إسرائيل على مستوى وقوف الجيش اللبناني ضدها، وقف الجيش اللبناني في مراحل معينة مواقف مساندة للمقاومة بعمل (لوجستي)، بتسهيل بعض الأمور، بتأمين تغطيات وإلى ما هنالك، لكن حتى جيش الدولة اللبنانية -قبل أن نتحدث عن الجيش السوري- يعني لم يكن ثمة قرار سياسي بخوض مواجهة وحرب مفتوحة مع الإسرائيلي، والحمد لله إنه ما قامت به المقاومة كان كافياً في هذا المجال، لكن ذلك يعني لا يلغي الاستهدافات الإسرائيلية وحالة الحذر القائمة وضرورة التحسب الدائم، وامبارح بعد عم بنسمع إسرائيل عم بتهدد لبنان، فخلينا نطرح المسألة من ها الزاوية، هذا شيء وتقييم العلاقات اللبنانية السورية عموماً وكل ما يجري بين لبنان وسوريا شيء آخر، أنا ما عندي مانع إنه هايدي المسألة تتناقش، لكن مش من منطلق تشكيك، مش من منطلق اتهام، مش من منطلق خفة، مش من منطلق يعني علي وعلي أعدائي يا رب شو ما بده يصير، لأنه بيريد كل شغلة أخ أحمد خلينا نفكر كلبنانيين نحن؟ ماذا فعلنا بلبنان؟ وأين هي مسؤولياتنا.

أحمد منصور:

عندي مشاركة رقم (205) من سوريا يرد على ما طرح: لماذا لدى بعض اللبنانيين –مصعب محيي الدين مهندس سوري- لماذا لدى بعض اللبنانيين عقدة نفسية من سوريا، رغم ما دفعته سوريا ثمناً لوحدة لبنان وإزالة الشعور الطائفي بين أبنائه، ورغم أن السوريون لا يكنون للبنانيين سوى المحبة والأخوة؟

مشاركة رقم (206) هامة للغاية من بدر القنديلي (طالب-سوري) يقول: لقد أماتت القنوات اللبنانية الانتفاضة الفلسطينية وكأن ذلك شيء من الطائفية.

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور:

اتفضل معالي الوزير.

غازي العريضي:

والله يا أستاذ أحمد، بالنسبة للسؤال الأول أو الملاحظة الأولى، يعني التجربة اللبنانية تجربة مرة، اتصرف بعض اللبنانيين بمراحل معينة، وكأن الدول جمعيات خيرية، يعني نريد من أي دولة أن تأتي إلينا لتساعدنا على بعضنا البعض، لتحقق أحلامنا وطموحاتنا، وكأن ذلك لا يترك أثراً، وكأننا في لحظة معينة نستطيع أن نستدعي هذه الدولة أو تلك لتحمي هذه المصالح أو تلك ثم بعد فترة معينة نقول لها يعني إما أن نطعنها في الظهر، وإما أن ننقلب عليها، وإما أن نقول لها: انتهى دورك في لبنان، وكفى نستطيع نحن الآن كلبنانيين أن نسير أمورنا. هذا حصل فعلاً، ولا تزال تداعيات ما يحصل ومحاولات يعني تكرار نفس المسألة قائمة حتى الآن، وهذا أمر يعني يشكل خطأً كبيراً وخطراً كبيراً في الوقت ذاته، أعتقد أننا دفعنا ثمنه ويجب ألا يتكرر.

الآن في سياق قراءة العلاقات اللبنانية السورية لا ينكر أحد أن ثمة أخطاء من هذه الجهة وأخطاء من تلك الجهة ارتكبت، وهذه تجربة طويلة ومرت بمراحل مختلفة، سواء على مستوى التعاطي مع أطراف، على مستوى التعاطي مع طوائف، على مستوى التعاطي مع أحزاب، على مستوى التعاطي مع مشاريع، كل هذه المسائل شهدتها الساحة اللبنانية طيلة فترة الحروب وما بعد الحرب أيضاً بالمرحلة الانتقالية، فيه أخطاء ارتكبت من جانب لبنان، من جانب أطراف لبنانية، بالجملة وبالمفرد، وفيه أخطأ ارتكبت من جانب الإخوة السوريين، يعني لا نقدم المسألة وكأن ثمة ملائكة يتعاملون في السياسة، ولم يرتكبوا أي خطأ، وكل الأمور تسير بشكل مثالي، هذا ليس صحيحاً، ثمة أخطاء كثيرة ارتكبت، وأخطاء ترتكب، على المستوى الفردي وعلى المستوى العام.

المطلوب معالجة هذه الأخطاء بحكمة، بروية، بثقة حرصاً على مصلحة البلدين، على مصلحة الشعبين، على المصلحة العامة للبنان وسوريا، بين هذا الطرح الحريص على مثل هذه العلاقة وعلى المصلحة العامة، وبين الطرح الذي يتربص بسوريا، ويراهن رهانات خاطئة أحياناً ويتربص بلبنان، ويتصرف وكأن الأمور في لبنان لم تعد تعنيه، لأن النظام لم يعد نظامه والدولة لم تعد دولته بمفهوم هذا الطرف أو ذاك، والجيش لم يعد جيشه مثلاً، والاقتصاد لم يعد اقتصاده فهذه مسألة أخرى مختلفة تماماً يعني، لا يجب أن يدفع اللبنانيون ثمنها بشكل أو بآخر.

أحمد منصور:

أستاذ داوود الشريان.

غازي العريضي [مقاطعاً]:

النقطة الثانية –عفواً- يعني بالنسبة للانتفاضة.

أحمد منصور:

أطلت معالي الوزير.

غازي العريضي:

أنا أتحدث عن.. إذا سمحت، يعني اللبنانيون.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

بإيجاز لو سمحت.

غازي العريضي [مستأنفاً]:

اللبنانيين والمؤسسات الإعلامية اللبنانية لم تعمل على إماتة الانتفاضة –كما قيل- أو على دفن الانتفاضة، ربما كما سبق وذكرت ليس ثمة دور فاعل ومساحة واسعة للانتفاضة بالتغطية أو بالأخبار هذا صحيح، ولكن لا نستطيع أن نقول أن الفضائيات أماتت الانتفاضة.

أحمد منصور:

أستاذ داوود الشريان (مدير مكتب صحيفة "الحياة" في الرياض، في السعودية) أعتذر عن التأخير أستاذ داوود، اتفضل.

داوود الشريان:

مساء الخير.

أحمد منصور:

مساك الله بالخير.

داوود الشريان:

تحياتي.. تحياتي لك ولمعالي الوزير.

أحمد منصور:

شكراً يا سيدي.

داوود الشريان:

أنا أعتقد أن إغلاق تليفزيون لبنان هو أحد انفراجات أو فوائد الأزمة السياسية، وأشبه أنا إغلاق تليفزيون لبنان مع حفظ الفوارق..

غازي العريضي [مقاطعاً]:

شكراً، قرأت مقالك على كل حال، شكراً إلك.

داوود الشريان [مستأنفاً]:

مع حفظ الفوارق والأهداف كأنه انهيار جدار برلين..

غازي العريضي:

أنا لا أسمع.

أحمد منصور:

تسمع؟

داوود الشريان [مستأنفاً]:

فهذا التليفزيون هو أول جدار في التليفزيون الرسمي العربي، وسقوطه في تقديري هو فعل فأل حسن..

أحمد منصور:

انفصلت السماعة.

داوود الشريان:

للتليفزيونات.. للإعلام العربي، ولذلك إحنا نتمنى على الوزير وعلى الحكومة اللبنانية أن لا تعيد تليفزيون لبنان مرة أخرى إلى الخدمة، لكي يعني تقر مبدأ جيد وهو ابتعاد الأنظمة عن التحكم في الإعلام.

أما فيما يتعلق في.. في حديث معالي الوزير حول أنه محطات التليفزيون الخاصة لا تقوم بالدور، لا تحقق الرؤية التي يراها النظام السياسي، فهي في تقديري كلمة حق لكن المراد بها هو تحقيق أهدف تتصف بأنانية الأنظمة، وهي إبقاء صوت الحكومة سائد، ثم أن القول إنه المحطات تسعى إلى الكسب..

غازي العريضي [مقاطعاً]:

هذا ليس رأيي على الإطلاق.

داوود الشريان [مستأنفاً]:

ثم أن.. أن القول إن المحطات تسعى إلى الكسب من خلال التسطيح وسخونة المشاهد إلى ما هنالك من هذا الكلام، أرى أن هذه المشاكل يمكن علاجها بالمزيد من الحرية والانفتاح، ومن يقرأ تاريخ الإعلام في الغرب يجد إنه الإذاعات ومحطات التليفزيون مرت بمرحلة المراهقة التي تمر بها بعض القنوات الفضائية العربية، لكنها بعد قليل أصبحت تعبير موضوعي عن الناس، لذلك فإن طرح المخاوف حول استئثار الإعلام الخاص بالساحة ويعني تسطيح ذهن الناس غير حقيقي فهذه المخاوف تطرحها الأنظمة لكي تبقي من سطوتها على الإعلام، فإذا استطاع لبنان أن يغلق هذا التليفزيون إلى الأبد فإننا جنينا للمرة الأولى خيراً من أزمته السياسية. وشكراً لكم.

أحمد منصور:

شكراً لك يا أستاذ داوود.

غازي العريضي:

أستاذ داوود، أنا أشكر رأيك، وأحيي ما كتبت في مرحلة معينة يعني حول هذه النقطة في صحيفة "الحياة". أنا ما.. أنا أولاً لست ناطقاً باسم نظام، وأتمنى ألا يعني أكون في هذا الموقع على الإطلاق، وأنا وزير إعلام الدولة اللبنانية، الدعوى إلى مزيد من الحرية والانفتاح هذا مطلبي وهذا رأيي، وهذا ما كنت أركز عليه، أنا وجهت ملاحظات حول دور الفضائيات العربية، ولم أكن أقصد على الإطلاق ولم أقل ذلك حتى في سياق كلامي بأنه هي لا تلبي أهداف الأنظمة، أنا لا أتحدث عن أهداف الأنظمة، أنا أتحدث عن أهداف وحاجات المجتمعات العربية والشعوب العربية، وأنا واحد من هؤلاء الموطنين.

أحمد منصور:

هل تلبي طلبه باستمرار إغلاق التليفزيون إلى الأبد؟!

غازي العريضي:

يعني أنا لي رأي شخصي، رأيي الشخصي ليس ثمة ضرورة لوزارة إعلام، هذا رأي شخصي.

أحمد منصور:

آه.. هنا سؤال (199) المشاركة رقم (199) سعيد صلاح (أستاذ جامعي) يقول: هل فعلاً نحن بحاجة لوزارة إعلام، حيث لا توجد هذه الوزارات إلا في بلادنا وبعض البلاد المتخلفة، حيث تكون هذه المؤسسات الإعلامية مستقلة في البلاد المتقدمة وتنحاز للمشاهد العادي؟

غازي العريضي:

أنا لست مع وزارات إعلام.. وجود وزارات إعلام، وهذا رأيي الشخصي، لكن لست أنا من يقرر مجلس وزراء أو مجلس نيابي، أما رأيي الشخصي يعني بالعكس مزيد من الحرية، لكن لا تعني الحرية وجود عدد كبير من المؤسسات الإعلامية، مزيد من الحرية بالممارسة، ولكن الحرية في أي اتجاه وخدمة لأية أغراض، هذا ما كنت أقوله يعني.

أحمد منصور:

عبد الله القلقيلي من بريطانيا، اتفضل.

عبد الله القلقيلي:

آلو.

أحمد منصور:

عبد الله.

عبد الله القلقيلي:

السلام عليكم.

أحمد منصور:

اتفضل مباشرة بسؤالك، عليكم السلام.

عبد الله القلقيلي:

..أوضح نقطة المعروف أن إسرائيل تتجاوز وتضرب لبنان، ولبنان لا تستطيع الرد هل تحارب إسرائيل، هل نحارب إسرائيل بالأفلام الخلاعية ومقدمات البرنامج التي تصدر من هذا البلد المسلم؟

ولماذا لا يربط لبنان مرة أخرى بالشام، أي بلاد الشام، وقلع النفوذ الأميركي من لبنان، ونربط هذه الدول تحت راية، تحت.. بلاد الشام تحت راية الخلافة، وندحر إسرائيل إلى البحر ونحارب إسرائيل وندحرها إلى البحر كما فعل صلاح الدين؟ والسلام عليكم ورحمة الله، هذا تعليقي وشكراً.

أحمد منصور:

شكراً لك، شكراً.

غازي العريضي:

يعني أنا بأشكرك على السؤال، ولكن أريد أن أقول مع كل الاحترام والتقدير لا نستطيع أن نقول: إن لبنان هو بلد مسلم، لبنان أولاً لكل اللبنانيين فيه مسلمون وفيه مسيحيون، هذا من جهة، من جهة ثانية لا أعتقد أن لبنان بمقاومته قد قصر، لكنه استحضر روح صلاح الدين وتجربة صلاح الدين وأخذ من تلك التجربة الكثير، ومن غير تجربة صلاح الدين –أيضاً- الكثير، وساهم في طرد (المارينز) من لبنان، والقوات المتعددة الجنسيات في مرحلة معينة يوم جاءت لحماية مشروع معين ونظام معين..، وأسقط اتفاق 17 أيار الذي حاول ربط لبنان بإسرائيل، وكان ثمة مجاهدون من القوى الوطنية اللبنانية، من الإخوة الفلسطينيين، من الإخوة السوريين في تلك المرحلة، الذين يعني فتحوا طريق المقاومة إلى الجنوب بدءاً من الجبل مروراً بيروت إلى الجنوب، وهذه المقاومة استطاعت لاحقاً أن تحرر الأرض، فبالتالي لبنان لم يقصر في هذا المجال على الإطلاق، وبالتالي لم تكن مواجهة إسرائيل فقط بالأفلام التي تحدث عنها بل أيضاً كانت على الأرض، وهذا ما حقق النتائج المرجوة، وهذا الفخر والاعتزاز الكبير.

الآن النقاش يدور حول هذه الأفلام وهذه البرامج هذا ما كنت يعني أشير إليه أنا في سياق حديثي وما أبديت عليه الكثير من الملاحظات.

أحمد منصور:

معالي الوزير –في الختام- ما هو مستقبل التليفزيونات الحكومية العربية في ظل استمرار هيمنة الحكومات وسيطرتها عليها وعلى توجهاتها؟

غازي العريضي:

مزيد من الفشل، ومزيد من الترهل، ومزيد من النزف المالي، إذا استمرت هذه السيطرة وهذه العقلية بالتحكم بأجهزة الإعلام.

أحمد منصور:

كيف ترى مستقبل أجهزة الإعلام –أيضاً- في ظل هذا الوضع؟ ما الذي يمكن أن يتم عمله حتى يتم مواكبة..؟

غازي العريضي:

هذا القرار سياسي وليس قراراً إعلامياً، هذا قرار سياسي، إذا استمرت السلطات السياسية في التعاطي مع مثل.. مع وسائل الإعلام بمثل هذه السياسة فسنصل إلى النتيجة التي ذكرت، هذا قرار سياسي ليس قراراً إعلامياً.

أحمد منصور:

الآن لديكم ثمان فضائيات لبنانية خمسة تطلع على الهواء، وثلاث لها تصريحات، هل هناك مزيد من القنوات الفضائية اللبنانية سوف تظهر في الفترة القادمة؟

غازي العريضي:

حتى الآن يعني في المدى المنظور هذا هو الموجود، حتى القنوات المرخص لها، يعني لم تتمكن حتى الآن من.. يعني البث.

أحمد منصور:

كيف ترى مستقبل القنوات الخاصة والقنوات المستقلة التي ترفض أنت "مستقلة"، ولكنها شبه مستقلة أو سقفها الإعلامي مرتفع حسب.. يعني؟

غازي العريضي:

شبه مستقلة صحيح، آه طبعاً يعني..

أحمد منصور:

كيف ترى مستقبلها؟

غازي العريضي:

بأي.. بأي معنى يعني؟

أحمد منصور:

هل المستقبل لها في الفترة القادمة في العالم العربي تحديداً أقصد؟

غازي العريضي:

طبيعي، يعني طبيعي مع هذا التطور التقني والتكنولوجي، ومع الإمكانات المالية التي تتوفر لهذه المحطات سواء من دول أو أنظمة أو مرجعيات يعني سياسية تملك إمكانات مالية معينة، والتنافس القائم بينها سيكون لها دور كبير بطبيعة الحال يعني.

أحمد منصور:

معالي الوزير، غازي العريضي –وزير الإعلام اللبناني- أشكرك شكراً جزيلاً.

غازي العريضي:

شكراً أستاذ أحمد، وشكراً للمشاهدين ولكل اللي طرحوا أسئلة.

أحمد منصور:

وأشكرك أيضاً على تحملك لي خلال الفترة الماضية.

غازي العريضي:

لا والله ما إنك مزعج أبداً.

أحمد منصور:

أعلن هذه الشهادة أرجوك! كما أشكرك مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، وانقل لك تحيات فريقي البرنامج في بيروت والدوحة من خلال هذه الحلقة التي قدمناها لكم من الهواء الطلق، من العاصمة اللبنانية بيروت.

موضوع الحلقة القادمة هام للغاية وأقدمه لكم من القاهرة، في الختام أنقل لكم تحيات فريقي البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من بيروت. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر: الجزيرة