بلا حدود

الآثار المدمرة لليورانيوم المنضب

الأمراض القاتلة التي سببها اليورانيوم لسكان المنطقة، والآثار المرتقبة للأسلحة الجديدة الفتاكة التي سوف تستخدمها أميركا في حربها المرتقبة على العراق. حقيقة مرض حرب الخليج وعلاقته باليورانيوم، وإصابة الآلاف من الجنود الأميركيين والبريطانيين بأمراض غامضة أدت إلى وفاة الكثيرين منهم.

مقدم الحلقة:

أحمد منصـور

ضيف الحلقة:

آصف دراكوفيتش: مدير المركز الطبي لأبحاث اليورانيوم واشنطن

تاريخ الحلقة:

06/11/2002

– أثر استخدام أميركا لليورانيوم في حربها ضد أفغانستان.
– آثار استنشاق الإنسان لليورانيوم.

– اليورانيوم وتأثيراته على الأرض ومدى انتشاره في الجو.

– خطورة توظيف العلم لأهداف سياسية على مستوى الأبحاث العلمية.

– الآثار المتوقعة من الهجوم على العراق بأسلوب الهجوم على أفغانستان.

– أثر تخزين اليورانيوم على البيئة المحيطة به.

– مستقبل الأجيال القادمة في أفغانستان والعراق بعد تعرضها لليورانيوم.


undefinedأحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير.

أحييكم على الهواء مباشرة من العاصمة البريطانية لندن وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود).

رغم تفجر فضيحة، استخدام القوات الأميركية لليورانيوم المنضب في ذخائرها وقذائفها التي استخدمتها في حربها ضد كل من العراق وصربيا أعوام 91، و95، و99 بعدما أدت لإصابة ما يقرب من مائة ألف جندي أميركي بأعراض غامضة عُرفت بأعراض مرض حرب الخليج أدت إلى وفاة 15 ألف جندي أميركي حتى الآن، رغم ذلك فإن الغموض لازال يحيط بمصير ما حدث لأفغانستان التي استخدمت الولايات المتحدة في قصفها في العام الماضي نوعيات من الأسلحة ربما تكون أشد فتكاً وخطراً مما استخدم في الحروب السابقة.

فإذا كان هناك ما يقرب من 400 طن من بقايا اليورانيوم تنتشر على أراضي وأجواء العراق والكويت وشمال المملكة العربية السعودية والبلقان فإن ما ينتشر في أنحاء أفغانستان ربما يكون أضعاف ذلك، أما ما ينتظر العراق ومنطقة الخليج من وراء الحرب القادمة التي تسعى أميركا لإشعالها في المنطقة فلازال في علم الغيب.

ولمعرفة مزيد من التفاصيل حول المخاطر التي تهدد البشرية من جراء استخدام الأسلحة الأميركية التي تحتوي على اليورانيوم، يدور حوارنا اليوم مع البروفيسور آصف دراكوفيتش (مكتشف مرض أعراض حرب الخليج والرئيس السابق لقسم الطب الذري في مستشفى المحاربين القدماء في وزارة الدفاع الأميركية، البنتاجون، والمدير الحالي للمركز الطبي لأبحاث اليورانيوم في واشنطن وتورنتو).

إعلان

وُلد آصف دراكوفيتش في كرواتيا عام 1940، تخرج من كلية الطب جامعة زغرب عام 1962، وحصل بعد ذلك على 48 درجة علمية رفيعة، منها أربع درجات للدكتوراه من جامعات كرواتية وبريطانية وكندية وأميركية.

عمل أستاذاً ورئيساً لأقسام الطب النووي في جامعات أميركية عديدة، منها جامعة (جورج تاون) في واشنطن، كان رئيساً لقسم الطب النووي التجريبي في معهد أبحاث الأشعة التابع لوزارة الدفاع الأميركية البنتاجون، كما رأس الفريق الطبي الأميركي في موقع الأبحاث النووية السوفيتية في كازاخستان عام 1987، سُرِّح من الجيش الأميركي وهو برتبة عميد عام 98، بعدما بدأت أبحاثه حول أثر اليورانيوم على الجنود الأميركيين تثير ضجة في أنحاء متفرقة من العالم، رأس قسم الطب النووي ومركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي في المملكة العربية السعودية بين عامي 99، 2001.

لديه ثماني رخص مهنية، عضو فاعل في أربعة عشر هيئة مهنية وتسع جمعيات خيرية، ألقى 146 محاضرة في مختلف دول العالم ونُشر له 116 بحثاً علمياً متخصصاً في مجلات علمية وطبية دولية مُحكِّمة، و73 مقالاً في مجلات طبية عامة، شارك في تأليف سبعة عشر كتاباً من أهمها "الحرب الخفية لليورانيوم المنضب" الذي أثار زوبعة كبرى في الغرب، حينما صدر في العام 2000، أشادت بأعماله وأبحاثه واكتشافاته الطبية في المجال النووي مؤسسات ومراكز أبحاث عالمية كبرى، على رأسها الوكالة النووية للدفاع ومركز أبحاث الجيش الأميركي والمؤتمر الأوروبي للطب النووي.

وفي هذه الحلقة ربما يكشف ضيفنا أسراراً جديدة عن آخر نتائج أبحاثه حول الآثار المدمرة لليورانيوم على البيئة والإنسان في الأماكن التي تضررت بها.

ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الكتابة إلينا عبر موقعنا على شبكة الإنترنتwww.aljazeera.net أو الاتصال بنا أو الكتابة إلينا عبر الفاكس على الأرقام التي ستظهر تباعاً على الشاشة.

دكتور دراكوفيتش مرحباً بك. أشكرك شكراً جزيلاً على مشاركتك معنا في هذه الحلقة، وأود أن أبدأ معك من النهاية، من أفغانستان الحرب الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية مستخدمة فيها قذائف اليورانيوم، حيث أخبرتني ونحن نُعد للحلقة أن ما حدث في أفغانستان.. أن ما حدث في كل من العراق ويوغسلافيا السابقة أو البلقان يُعتبر مزحة إلى جوار ما وقع في أفغانستان، ماذا فعلت أميركا في أفغانستان؟

أثر استخدام أميركا لليورانيوم في حربها ضد أفغانستان

د. آصف دراكوفيتش: قبل أن أبدأ بهذا.. بهذه المقابلة أريد أن أقول أن كل بيان أقوله اليوم هو رأيي الشخصي وليس له أي علاقة بآراء الحكومة الأميركية أو وكالات الدفاع أو أي وزارة أو وكالة في الولايات المتحدة أو أي بلد آخر أو أية جمعيات لها مصالح، وأنا مسؤول شخصياً عما أقوله ويتعلق بأبحاث مركز اليورانيوم وأنا مدير هذا المركز، ويمكنني الآن أن أبدا معك المقابلة.

أحمد منصور: أنا أقدر لك هذا وطبيعة الضغوط التي تتعرض لها، وأقدر هذا لكن مكانتك العلمية الدولية كفيلة بأن كل كلمة ستقولها في هذا البرنامج ربما لا يترقبها المشاهد العربي فقط ولكن تترقبها حكومات غربية كثيرة ربما على رأسها حكومة الولايات المتحدة الأميركية وكل العلماء المتخصصين في هذا المجال. تفضل.

إعلان

د. آصف دراكوفيتش: هناك قول عربي قديم: "إذا كنت خائفاً فلا تقل، وإن قلت فلا تخف". ذلك ما سأقوله اليوم هو الحقيقة البسيطة من خلال إعادة كلمات الفيلسوف الألماني (شوبنهاور) الذي قال: ليس أسوأ للعلماء من وقف استعمال علمهم في الأغراض السياسية، الحياة قصيرة ولكن الحقيقة تبقى إلى الأبد.

في أفغانستان استخدمت قوة ضاربة أكبر بكثير، 6000 قذيفة موجهة وقنبلة استخدمت في أفغانستان، ومن خلال الدراسات التي توافرت من مركز أبحاث اليورانيوم، ثلث هذه الكمية يحتوي على اليورانيوم، إن أعضاء فريقي ذهبوا إلى أفغانستان في ثلاث مناسبات، المناسبة الأخيرة جلبوا معهم 67 عينه من التربة والماء والبول والدم من المدنيين الأفغانيين، وهذه العينات جاهزة للتحليل، ولكننا في الماضي تمكنَّا من تحليل عشرة عينات احتوت على 200 إلى 400 ضعف من اليورانيوم مما وُجد في العراق.. في السكان العراقيين..

أحمد منصور: ماذا يعني ذلك؟ ماذا يعني وجود هذه الكمية الرهيبة الموجودة أكثر بـ 200 إلى 400 ضعف مما وُجد في أجساد العراقيين واليوغسلاف؟

د. آصف دراكوفيتش: اليورانيوم مادة سامة كيميائياً وإشعاعياً، ولدينا أدلة بأن اليورانيوم استعمل في أفغانستان ولكن ليست لدينا أدلة على استعمال اليورانيوم المنضب، ولكن لدينا أدلة على استعمال اليورانيوم التي أدت إلى تلويث الجو والسكان مئات المرات في.. بنسبة أكثر في أجسام البشر تمثل مخاطر كبيرة تسبب السرطان، وحتى المورثات الجينية التي ستؤثر على أجيال كثيرة قادمة، كما نرى من الآن من العينات المحاربين القدماء الأميركيين والكنديين والبريطانيين الذين تبين أن لديهم مورثات متغيرة كما تبين في المختبرات الألمانية، هناك تغيرات كبيرة من مرضى عانوا من عوارض حرب الخليج بسبب استخدام اليورانيوم المنضب وهذا له أثار كبيرة.

أحمد منصور: الكلام الذي تقوله كلام خطير على البشرية كلها، تغير الكروموسومات في الجسم يعني أنت أمس جلست معك ساعات مطولة يعني عيشتني فيما يشبه الرعب من النتائج التي توصلت إليها، وأنا حريص في هذه الحلقة أن تصل المعلومات إلى أكبر شريحة من الناس حتى يفهموا ما يحدث للبشرية من جراء الأسلحة الأميركية.

الآن في أفغانستان الحقائق التي تقولها مرعبة أن الأمر يصل إلى 400 ضعف بالنسبة لتأثر الأجساد، تغير في بنية الأجسام وقلت إن الجنود الأميركيين والكنديين مصابين بهذا الأمر والألمان كذلك من خلال التحليلات التي أُجريت في تلك المعامل، أنا سآتي لقصة الجنود، ولكن ماذا عن الإنسان الأفغاني البسيط؟

د. آصف دراكوفيتش: الناس العاديين في أفغانستان موجود لديهم كميات من اليورانيوم مثلنا ومثلك، نحن لم نختر أناس مرضى من أفغانستان بل اخترنا أناساً من أماكن مختلفة: كابول، جلال آباد، مزار الشريف وقندهار، واخترنا مرضى يعانون من عوارض مشابهة لعوارض حرب الخليج، الناس مرضى هناك وأطفالهم أيضاً مرضى، في مقدمة..

أحمد منصور[مقاطعاً]: الناس بشكل عام؟ كل الناس تقريباً، يعني المرض يشيع في عموم الناس؟

د. آصف دراكوفيتش: في المعسكرات التي زارها فريقي..

أحمد منصور: المخيمات.

د. آصف دراكوفيتش: هناك نسبة كبيرة من السكان يعانون من عوارض هذه الأمراض المشابهة لأمراض حرب الخليج، من الواضح أن من الممكن أن كثير من هذه العوارض ربما تسببت.. من أشياء أخرى مثل ضعف الغذاء وحاجات أخرى ولكننا قمنا بدراسات مضبوطة تأكدنا منها..

أحمد منصور: دكتور..

د. آصف دراكوفيتش: أن الناس في الأماكن غير التي تعرضت للقنابل لم يتأثروا.

أحمد منصور: سأترك لك المجال لتبين الدراسات التي توصلت إليها أو النتائج التي توصلت إليها من خلال أبحاثك على الناس في أفغانستان من جراء استخدام اليورانيوم.

إعلان

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: ما هي النتائج التي توصلت إليها بناء على العينات التي أخذتها من عموم الأفغان، وقلت لي: أن كمية اليورانيوم الذي وجد في أجسادهم يصل إلى 400 ضعف من الكمية التي وُجدت في أجساد المتضررين في العراق؟

د. آصف دراكوفيتش: يتراوح ذلك من 200 إلى 473، التحاليل تشير إلى أن اليورانيوم في الماء وفي التربة في أفغانستان في الأربع مناطق التي حللناها تشابه استخدام اليورانيوم المستنفذ، إنني أريد أن أنبهك أن اليورانيوم طبعاً أكثر أثر من اليورانيوم المستنفذ.

أحمد منصور: اليورانيوم الثقيل تقصد؟

د. آصف دراكوفيتش: إنه ليس مخُصب ولكنه شبيه باليورانيوم الطبيعي.

أحمد منصور: يعني مما يستخدم في القنابل النووية؟

د. آصف دراكوفيتش: لا، الذي يمكن تخصيبه لاستعماله في القنابل.. أن نسبة اليورانيوم 235 إلى 238 عامل هام في تحديد إذا كان اليورانيوم مستنفذ أم عادي أم خصب.

أحمد منصور: هذا أخطر من اليورانيوم المنضب؟

د. آصف دراكوفيتش: نعم، اليورانيوم الطبيعي موجود فيه 235.. مادة 235 أكثر والتي قابلة للانشطار وتُستخدم في الأسلحة النووية، أكثر من اليورانيوم المستنفذ، ولكن الذرات اليورانيوم 235، 238 يمكن أن تدوم لملايين السنين، وهذه سامة للبيئة وللإنسان..

أحمد منصور: بلايين السنين ليس ملايين السنين.. بلايين السنين billions of years.

د. آصف دراكوفيتش: اليورانيوم 238 هو عنصر من الطبيعة، موجود قبل وجود الكون وبعد وجود الكرة الأرضية أو غيابها سوف يبقى اليورانيوم، لأن عمر الكرة الأرضية 4.5 مليار سنة وكذلك هذا هو عمر اليورانيوم، أما.. حتى يصبح اليورانيوم بدون إشعاع عليك أن تنتظر 45 مليار سنة، إن اليورانيوم هو من العناصر الأولى في الطبيعة، طبعاً ممكن لأي شخص أن يتحدى ما أقوله، ويقول إن اليورانيوم موجود في كل مكان ولكن اليورانيوم المركز هو الذي يُستعمل في الأسلحة.

أحمد منصور: معنى ذلك أن الولايات المتحدة استخدمت في أفغانستان أسلحة أخطر عشرات المرات وأحدث من التي استخدمتها في العراق؟

د. آصف دراكوفيتش: حسب التقرير الأخير الذي أعده (داي وليامز) والذي عمره خمسة أيام فقط، كتب برسالة مفتوحة إلى رئيس وزراء بريطانيا (توني بلير)…

أحمد منصور[مقاطعاً]: أنا لدي صورة من هذا.. أنا لدي نسخة من هذا التقرير وداي وليامز من أكبر البريطانيين المتخصصين في نوعية الأسلحة، وأنا أرسلت إلى الزملاء في الدوحة أرجو أن.. الصورة إذا كانت جاهزة عن نوعيات الأسلحة التي استخدمتها الولايات المتحدة في أفغانستان، والتي تحتوي على اليورانيوم إذا كان.. إذا كانت جاهزة الآن أن تظهر، أسلحة تحتها أميركية.. اتفضل.

د. آصف دراكوفيتش: أضف إلى هذا أنهم في أفغانستان –كما أشرت من قبل- استخدمت مواد مشعة أكثر مما استخدمت في حرب الخليج، نحن نتكلم عن مئات وآلاف الأضعاف من اليورانيوم التي استُخدمت، نحن نتحدث عن أشكال كثيرة من القنابل والصواريخ الموجهة، ستة آلاف قذيفة وقنبلة استخدمت في أفغانستان، وهناك قصص طويلة يمكن أن تتفتق عن ذلك، ابتداءً اليورانيوم من المنفذ.. المستنفذ إلى اليورانيوم الأشد خطورة، بالنسبة للمعلومات الطبية.. العلمية المتوفرة، ثلث تلك القنابل والصواريخ الموجهة التي استخدمت في أفغانستان احتوت على اليورانيوم، في دراساتنا حللنا أربع ذرات من اليورانيوم 238، 235، 236، 234.

236 مصنوع من الإنسان، وهو من المعامل.. المفاعل الذرية غير النظيفة وموجود في بعض الناس في العراق.

أما في أفغانستان هناك تغيير مفاجئ، لقد شاهدنا.. لم نشاهد أي دليل حتى الآن على وجود اليورانيوم المستنفذ ولكن وجدنا أدلة على اليورانيوم غير المستنفذ، والذي قلت من قبل أنه يحتوي على 0.7% من اليورانيوم 235 والذي هو أشد خطراً.. خطورة من ذرات اليورانيوم الأخرى الآن، في العراق في حرب الخليج بين 350، 800 طن من اليورانيوم المستنفذ استخدمت، ولكن كمية اليورانيوم التي انطلقت في الهواء والتي يمكن أن يتنفسها الإنسان هي من ستة ملايين إلى عشرة ملايين جرام وهي منتشرة كذرات صغيرة من الغبار وتبقى بشكل دائم في الهواء الذي يتنفسه البشر وهذا يشكل خطراً بسبب التنفس لأنه سلاح عشوائي ولا يهاجم بالطبع فقط العسكريين، بل يهاجم المدنيين والأطفال والشعب بأكمله ودول كثيرة، إذن اليورانيوم الذي يتم تنفسه هو الخطير أكثر من الذي يصيب بالشظايا.

إعلان

أحمد منصور: بعد موجز الأنباء أسمع منك الآثار التي تنجم عن استنشاق الإنسان لليورانيوم المنضب، والمدى الذي يمكن أن يصل إليه ذلك الغبار الذي يقدر بما يقرب من 800 طن إلى سكان الخليج وإلى أي مدن يمكن أن يصل؟

[موجز الأخبار]

آثار استنشاق الإنسان لليورانيوم

أحمد منصور: قلت إن استنشاق ذرات اليورانيوم الموجودة من آثار الانفجارات والذخيرة وغيرها تُرسِّب أو تؤدي إلى أشياء في جسم الإنسان، ما هي الآثار التي يخلفها استنشاق اليورانيوم على الإنسان؟

د.آصف دراكوفيتش: أهم شيء هو أن نفهم كيف يدخل اليورانيوم إلى جسم الإنسان، حكومة الولايات المتحدة، حكومة كندا، وحكومة بريطانيا لم يفعلوا شيئاً على الإطلاق لتخفيف تنفس ذرات اليورانيوم إلى الجسم، هناك دراسات في أميركا عن أثر الشظايا، ولكننا نتحدث فقط عن حفنة من الجنود، وفي أميركا وفي كندا وبريطانيا كان هناك أيضاً إصابات من الشظايا، ولكن حسب تقديراتي أن هناك في أميركا 80 ألف من قدماء الحرب الذين تعرضوا لتنفس ذرات اليورانيوم المستنفذ.

أحمد منصور: هؤلاء تأكد إصابتهم بالفعل 80 ألف جندي أميركي؟

د.آصف دراكوفيتش: بعض الناس مثل الدكتور (دوج روكي) يعتقد أن هناك برنامج…

أحمد منصور: هو قال ذلك في برنامجه في لقائه معنا في هذا البرنامج قال إن ما يقرب من مائتي ألف جندي أميركي أُصيبوا باليورانيوم.

د.آصف دراكوفيتش: في رأيي أن كميات كبيرة من ذرات اليورانيوم موجودة فيما لا يقل عن 80 ألف جندي أميركي، وبين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألف جندي أميركي وبعض.. وعدة آلاف من الجنود الكنديين، ولكن النقطة المهمة التي أريد أن أبينها هنا هو أنه لا يوجد.. لا توجد دراسة صحيحة واحدة لا في أميركا وكندا ولا كندا ولا بريطانيا حتى اليوم، تسلِّط الضوء على عوارض حرب الخليج، والتي ربما كان سببها تنفس ذرات اليورانيوم.

إن امتصاص.. إذا أصبت بجراح من اليورانيوم فإن ذلك قد يدخل إلى الدم، ولكنه لن يؤثر كثيراً، أما اليورانيوم الذي ينتشر في الهواء على شكل غبار يمكن تنفسه وهو دقيق جداً، إنه يذهب كهواء إلى مجرى الدم، ثم يأخذه الدم إلى الأعضاء التي تصاب، وهي الكبد تسمُّم كيميائي، ثم العظم حيث يصاب بأمراض كيميائية وإشعاعية، أهم ما يتأثر في جسم الإنسان من أشعة ألفا هو في العظام الذي ينتج الدم وينتج أجهزة المناعة من اللوكيميا وغيرها، وقد يحدث تغييرات في المورثات.

في أميركا الأبحاث الإشعاعية أُقيمت دراسات هامة بهذا الشأن على أثر اليورانيوم على العظم وعلى عظام الإنسان ووجدوا أن.. أنهم.. أنهم لو وضعوا اليورانيوم في الأطفال فإنه يزيد من إصابات السرطان عدة مرات، وأُقيمت دراسات مشابهة على الرز أيضاً، وأجرت.. ولكن حكومات بريطانيا وأميركا وكندا لم تقم بأي دراسة بهذا الموضوع تعطينا فهماً أكبر لليورانيوم وأثره في جسم الإنسان بعد تنفسه.

أحمد منصور: السؤال المهم هنا، وأنا عندي أسئلة كثيرة حول ما قلته، هو كيف تنفق هذه الحكومات مئات المليارات من الدولارات في سبيل تطوير أسلحة تدمر البشرية وترفض إنفاق عشرات الآلاف من الدولارات من أجل الأبحاث. على موقعكم على شبكة الإنترنت تعلنون عن عدة مشاريع لدعم تلك الأبحاث، أبلغتني الآن أن لديك عشرات العينات، وقلت لي أمس أنك تحتفظ بها في مكان سري من أفغانستان من أجل عمل تحليلات لها لا تتوفر الأموال من أجل كشف الخطر المحيط بذلك، وأنت أنفقت كل أموالك الخاصة من أجل هذا الأمر، فسِّر لي هذه القضية.

د.آصف دراكوفيتش: معظمنا أنفق كل ماله الشخصي لعمل دراسات على اليورانيوم..

أحمد منصور: فُصلت من عملك، وفقدت وظيفتك، دوج روكي فقد وظيفته وعُرِّض للقتل، وأنتم تتعرضون للتهديد، ويُلاحَق كل عالم يريد أن يكشف هذه الحقيقة في رزقه، وفي ماله، وفي أولاده، وتسرق.. يسرق بيته، ويهدد في كل.. كلما أراد أن يتكلم، أليست هذه جريمة ضد البشرية؟

اليورانيوم وتأثيراته على الأرض ومدى انتشاره في الجو

د.آصف دراكوفيتش: عند الحديث عن الجرائم ضد الإنسانية فأنا كشخص إنساني وكطبيب وكفيلسوف وعالم بإمكاني أن أقول –وهذا رأيي الشخصي- إنك لا تحارب الإرهاب بإبادة الشعوب، إن أي شيء يوجه ضد عدد كبير من الناس يحمل مسؤولية كبيرة، وهو يكون استخدام عشوائي للأسلحة ومثل الأسلحة.. أسلحة الأشعة، رأيي أن اليورانيوم مادة سامة وخطيرة، وتسبب آثار بيولوجية وتغييرات في جسم الإنسان والحيوان والبيئة، ولذلك يجب اعتبارها على أنها -من قِبَل حكومات العالم- على أنها قضية.. قضية استخدام أسلحة عشوائية في ساحات المعارك، لأنه لو استخدمت الأسلحة التي استخدمت في أفغانستان في العراق اليوم فإن الآثار ستكون 100: 800 ضعف أشد من حرب الخليج، أنا أتكلم عن أراضٍ بارت بسبب الاستخدام.

لقد كنت في أفغانستان كقائد للفريق الأميركي للأبحاث ولاحظت قرىً في موقع الاختبارات أصبحت أراضٍ لا تصلح على الإطلاق، والأطفال مصابون أضعاف المرات بالنسبة لما تقوله المجلات، أما العراق فيختلف كثيراً عن أفغانستان، أفغانستان بلاد جبلية، ولكن العراق بلد مسَطَّح، ولو وقعت آلاف المرات من اليورانيوم في أرض ما بين النهرين فسوف تكون هذه الأراضي غير صالحة للمعيشة والزراعة، أنا.. سوف تكون أرض ميتة، ربما تعيش بعد مدة أو لا تعيش بعد استخدام هذه الأسلحة عليها.

أحمد منصور: دكتور دراكوفيتش، الآن المنطقة التي تضررت.. أنا لا أستطيع أن أفصل الآن بين الأماكن، ولكن في منطقة العراق والخليج والكويت –بشكل عام- ممكن تحدد لي المناطق التي هي أكثر تضرراً، والتي تقول لا تصلح للحياة أو أصبحت أرضاً ميتة؟

د.آصف دراكوفيتش: قبل أن أجيب على هذا السؤال عليَّ أن أعالج قضية ثانية، قبل يوم أمس استلمت رسالة من محرر مجلة طبية مرموقة، قال فيها عالم كندي يحاجج ما كتبته، يقول: إن هذه الأراضي بعيدة عن موقع التفجير، ولذلك لن تتضرر. في مدينة نيويورك عندما وقع البرجين هناك مبنى (إمباير)، وكان أناس يغسلون النوافذ، وقد تعرضوا لغبار، وكان هذا الغبار آلاف الأميال بعيد عن موقع الانفجار في نيويورك، أي أن الغبار انتقل من نيويورك سيتي إلى كل هذه المناطق، إذا كانت هذا.. إذا كان هذا الغبار يسافر مسافات كثيرة فإن الغبار الذي الأصغر والذي يحمل ذرات اليورانيوم يمكنه أيضاً أن يسير مسافات مشابهة، اكتشفوا أن اليورانيوم المستنفذ وُجد بعيداً عن نيويورك مئات الأميال، في رأيي أن الأسلحة التي استخدمت في حرب الخليج نشرت ذرات اليورانيوم إلى مسافات 50 كيلو متر أو 80 كيلو متر من موقع الانفجار ولكن الرياح بالطبع تثير هذه الأتربة والغبار، فعندما كنت في الدوحة –قبل أسبوعين- سألوني الناس في المؤتمر الطبي إذا كانت الدوحة ستكون..

أحمد منصور: 700 كيلو متر طبعاً.

د.آصف دراكوفيتش: بمنجى من الحرب في العراق، لأنها على بعد 700 كيلو متر من حدود العراق، نعم إذا كانت الرياح شديدة، فإنها سوف تحمل آثار اليورانيوم إلى الدوحة، لكن مدى الخطورة نحن لا ندري ربما ليست خطيرة جداً، لأن المسافة بعيدة والكميات ستكون قليلة، ولكنني أتحدث عن الأماكن التي تقع فيها الانفجارات وتتواجد فيها هذه الذرات، هذه المناطق تشكل خطورة على الإنسان والحيوان والبيئة.

أحمد منصور: معنى ذلك إن الرياض، الدوحة، البحرين، هذه الأماكن التي تبعد عدة مئات.. أنت قلت الرياح الـ1600 كيلو متر .. one يعني one thousand ألف ميل من.. من غرب أميركا جاءت ذرات القمح إلى إمباير ستيت في.. حملتها الرياح، هل يمكن الرياح أن تحمل من الجنوب العراق ومن الكويت ومن شمال السعودية إلى الرياض التي تبعد 700 كيلو متر، أو إلى الدوحة، أو إلى دبي، أو إلى هذه الأماكن؟

د.آصف دراكوفيتش: يمكنني فقط أن أتحدث بناءً على أدلة علمية، لا يمكنني أن أتنبأ أو أفترض، لا.. لا أعمل افتراضات لا أدعمها بأدلة علمية، والأدلة العلمية تقول أنه في حرب البلقان في.. عندما قُصفت صربيا، وكوسوفا انتقلت الأتربة الإشعاعية إلى اليونان والمجر، المسافة بين اليونان وكوسوفا، والمجر وكوسوفا مئات الأميال، بالطبع اكتُشفت على نسبة كبيرة من المسافة بفعل الريح، نحن نتحدث عن يوغسلافيا، وكوسوفا، وهي بلاد جبلية، ولكن الخليج والعراق بلاد مسطحة، في ما يتعلق في البلاد المسطحة وفي حال وجود رياح كبيرة، فمن المحتمل جداً أن تنتقل أتربة اليورانيوم إلى الرياض أو إلى البحرين، أنا لا أدري إذا كانت ستصل إلى الدوحة، ولكن هذا يعتمد على سرعة الرياح وعلى كمية غبار اليورانيوم المستخدم.

أحمد منصور: أنت رأست مركز العلاج النووي في مستشفى الملك فيصل لمدة عامين بعد حرب الخليج بحوالي 8 سنوات، هل لاحظت آثار لليورانيوم على المرضى لاسيما من شمال السعودية؟

د.آصف دراكوفيتش: عندما كنت في مستشفى الملك فيصل في مركز الأبحاث الطبية اتصل بي بعض الأطباء من شمال العراق من منطقة عرار.

أحمد منصور: عرر.

خطورة توظيف العلم لأهداف سياسية على مستوى الأبحاث العلمية

د.آصف دراكوفيتش: وهم على علم بأن السكان في عرعر بعد الخليج أُصيبوا بأمراض غامضة، أرى أن تفسيرها.. تشابه أمراض حرب الخليج، دعاني بعض الأطباء المحليين في عرعر لأذهب إلى هناك، وأن أفحص بعض المرضى، ولكن لسبب ما لم يحدث ذلك.

في رأيي برنامجك يسمى (بلا حدود)، وهذا أيضاً ينطبق على غبار اليورانيوم بلا حدود، الأهم هو ما قاله ذلك العقيد الكندي الذي تحدى ما قلته أنا، ولكن قدماء الحرب الكنديين لم يصابوا، لأنهم كانوا على بعد 80 كيلو متر من موقع.. ولكنني أعتقد هذا غير صحيح، لأن قدماء الحرب الكنديين كانوا مع البريطانيين وأُصيب البريطانيون، ولهم في أجسامهم يورانيوم مستنفذ، وفي دراساتي التي أنشرها ونشرتها فإن قدماء الحرب البريطانيين مصابون بغبار اليورانيوم وقدماء الحرب الأميركيون أيضاً، وكيف يكون الكنديون قد نجوا منها؟ كما أنه.. كما أنه لو كان هناك حدود بين الجنود الكنديين والجنود الآخرين، أو أن الكنديين ناس من كوكب آخر، لهم مناعة ضد الإشعاع، الأمر نفسه حدث في فرنسا عندما قالوا إن أشعة (تشيرنوبل) لم تصل فرنسا، بل وصلت فقط إلى ألمانيا، هذه تصريحات سياسية فقط، وليست علمية، كما قلت لك: ليس أسوأ للعالِم من أن يستخدم العلم إلا لأغراض سياسية.

أحمد منصور: كثير من العلماء يقولون آراء مخالفة لك لاسيما الذين يعملون في جهات رسمية أميركية، وزير الدفاع الأميركي السابق (وليام كوهين) في 12 يناير 2001 صرح بأنه لا توجد أي آثار تثبت أن اليورانيوم له آثار عكسية على جسم الإنسان، ما ردك على هذه الأشياء؟

د.آصف دراكوفيتش: لقد دعتني اللجنة الرئاسية في الولايات المتحدة قبل سنتين ليسألوني عن تحقيقاتي، وكان في تلك الغرفة 50 شخص، بعضهم علماء وسياسيون، وسألوني نفس السؤال، وقلت الجواب لكل شخص.. لكل شخص يتحدى آثار.. الآثار السامة لليورانيوم المستنفذ، وقلت له تعلم كيف تقرأ؟ لأنك لو تعلمت كيف تقرأ، لقرأت التحقيقات العلمية التي تؤكد أن اليورانيوم في الجسم يسبب سرطان، وتغييرات في الخلايا العادية في النخاع الشوكي، وأن اليورانيوم في الحيوانات يسبب حالات أكبر بكثير عدداً في السرطان، ونحن نعلم أن حتى النباتات في أوهايو بسبب استخدام اليورانيوم المستنفذ، أن الناس هناك أيضاً يعانون أكثر من غيرهم من أمراض الرئة، لذلك عندما قابلوني وحققوا معي أو تحدوني من قِبَل اللجنة الرئاسية في واشنطن، وهذا أمر معروف، قلت بياناً صريحاً أن الأدلة العلمية تشير إلى أن آثار اليورانيوم الضارة لا يمكن الجدل فيها، فإذا كان منكم من يريد أن يجادلني فيها، فإن تناقضهم لكلامي لن يكون جاداً، بل مدفوعاً بقضايا سياسية ولأغراض سياسية.

أحمد منصور: رغم أنك رفضت أن أتحدث عن عدم وجود دعم تحت.. تحت يديك لمواصلة أبحاثك، وأنك أنفقت معظم مالك، فقدت وظيفتك، تحارَب في كل مكان بسبب هذه الأبحاث التي كُرمت عليها عالمياً من مراكز عالمية حتى أن المؤتمر الأوروبي النووي كرمك في العام 2001، وأيضاً بعد صدور كتابك عن الحرب الخفية لليورانيوم، ولكن اسمح لي أعلن حتى عن موقع.. الموقع الخاص بك، الآن أرجو من الزملاء في الدوحة أن يضعوا الموقع الخاص والبريد الإلكتروني للبروفيسور دراكوفيتش لمن أراد المزيد من المعلومات حول هذه الأبحاث، لاسيما وأنك علاوة على أني كان معي File ضخم أغرقتني بكم هائل، يحتاج مني ربما إلى سنة كاملة حتى أقرأ ما فيه من معلومات علمية وبحثية دقيقة جداً.

الـE.mail الآن على الهواء أرجو أن يبقى قليلاً حتى من يتصل إليك. لماذا لا يدعمك الناس أو تحول الحكومة حتى دون دعم هذه الأبحاث لمعرفة ما يتعلق بجنودكم أنتم الأميركيين؟

د.آصف دراكوفيتش: أنا عالم، وأنا طبيب، وفيلسوف وإنساني، ولكنني لم أبدع فن المطالبة بالمنح والمساعدة، أنا لا يمكنني أن أطلب علناً من أي شخص أن يدعمني إلا..

أحمد منصور: فقط أنتم في حاجة إلى 24 ألف دولار فقط حتى تكملوا أبحاثكم كما هو موجود على موقعكم على الإنترنت، حتى تكملوا أبحاثكم لشعب كامل هو شعب أفغانستان، أي إنسان مسلم أدعوه إلى أن يتبرع بهذا المبلغ حتى يُعرف ماذا حدث للشعب الأفغاني من جرَّاء الأسلحة الأميركية.

د.آصف دراكوفيتش: ليس الموضوع 25 ألف، بل 50 ألف دولار، لأنه في الوقت الحاضر لدينا 67 عينة من أفغانستان من الشعب الأفغاني ومن قندهار، وجلال آباد، وكابول ومزار الشريف، ولا يمكننا تحليلها لأنه ليست لدينا الموارد المالية.

أحمد منصور: الجمعيات الخيرية التي تجمع المال حتى يأكل الأفغان، لتبحث أولاً عما أصاب الأفغان من خلال تبرعها، وهذا شيء مشروع، ولكم يعني.. فقط أنا.. أنا للمساعدة في الجانب الإنساني ليس أكثر، أنا أتكلم عن هذا الموضوع لا أجمع تبرعات لك.. ولكن يعني حجم ما تقوم به لصالح الإنسانية من المهم أن يحتفي به كل إنسان، إذا كانت الحكومات تحاربك وتحول بينك وبين هذا، فعلى الأقل يحاول الناس أن يدعموك، هل لك تعليق في هذه القضية؟

د. آصف دراكوفيتش: أنا يؤثرني هذا الكلام والاهتمام، وأريد أن أعلن لك بأننا لن نستطيع تحليل 67 عينة لأنه ليست لدينا بكل بساطة الموارد المالية، ولكن في حال لو حصلنا على هدفنا في دفع نفقات المخبر، فسوف يكون لهذا أثر كبير، كل عملي سوف يُنشر في مجلدات ومجلات طبية مرموقة، ولو حُللت هذه العينات فسوف يكون هناك توازن لصالح الحقيقة المتعلقة باليورانيوم المستنفذ لن يحصل أي من موظفينا على أجور ولا نأخذ أي مبلغ لأنفسنا من الأموال، بل كل هذه الأموال تذهب لتحليل العينات، وفحص المرضى، في الأسبوع الماضي فتحنا عيادة في ولاية نيويورك لدراسة الأمراض المتعلقة باليورانيوم المستنفذ، وعلينا أن ندير هذه العيادة، إن هذه العيادة مفتوحة لكل إنسان في العالم يعتقد أنه كان ضحية لذرات اليورانيوم المستنفذ، إن وقتنا وجهودنا مكرسة لأن نوضح بين السكوت المتعمد حول استخدام اليورانيوم المستنفذ وبين الحقيقة، والفارق بين الحقيقة والسكوت هو أن نتمكن من تحليل 67 عينة حصلنا عليها من أفغانستان من خلال نفقات فريقنا الشخصية الذين جلبوا العينات قبل أسبوعين..

أحمد منصور: أنا لهذا تحدثت إلا أني أدرك أنه ليس هناك مال سيذهب في جيب أحد، ولكن هذه أبحاث من أجل الإنسانية، إذا كشفت الحقائق عن هذه.. الذي ارتكبت في حق الإنسان في أفغانستان وفي العراق وفي غيرها، العراق ناس من عشر سنوات تتحدث عن هذا، لكن أفغانستان جديدة ولأول مرة أنت تعلن هذه الحقائق أمام العالم فيما يتعلق بأفغانستان، هل يمكن أن يحول هذا دون قيام حرب جديدة ضد العراق؟

[فاصل إعلاني]

الآثار المتوقعة من الهجوم على العراق بأسلوب الهجوم على أفغانستان

أحمد منصور: هل يمكن كشف هذه الحقائق أن يمارس ضغوط لعدم قيام حرب أميركية أخرى، وهل الأسلحة التي يمكن أن تستخدمها أميركا في الحرب القادمة ضد العراق يمكن أن تكون أخطر مما استخدم في الحرب الأولى ويحتوي على أنواع من اليورانيوم يمكن أن تكون أكثر فتكاً بالناس؟

د. آصف دراكوفيتش: هناك أسلحة جديدة كثيرة استخدمت، ولم تستخدم بالكامل في أفغانستان وأغلب الظن أنها سوف تستخدم في الحرب الوشيكة مع العراق، اثنان من مساعدي الذي.. الذين عادا.. اللذان عادا من أفغانستان جلبوا معهم بعض قطع القنابل، وجلبوا بعض البطاريات التي استخدمت في إيصال تلك القنابل ووجدنا في تلك البطاريات مادة مشعة، جزء من الأسلحة ونحن نعلم أن تلك الأسلحة تحتوي على آلاف الكيلو جرامات من اليورانيوم وهذا أعلى كثيراً مما استخدم سابقاً في العراق، ولو هوجم العراق بنفس الحجم من القوة الضاربة التي استخدمت أفغانستان، فسوف يكون كابوساً مزعجاً، إن تصريحي لك وللعالم وللبشرية وللتاريخ هو القاعدة لا يمكن القضاء عليها باستخدام أسلحة اليورانيوم، لا شك أن القاعدة ليست جزءاً كبيراً من السكان المدنيين أو جزء من أي بلد، لذلك إن استخدام اليورانيوم في.. ضد الإرهاب، هو في رأيي –كعالم- لا مبرر له، أن أي شخص يحترم نفسه هو معارض للإرهاب وضد قتل الأبرياء، ولكن عندما كنت في كازاخستان.. في موقع اختبار اليورانيوم في كازاخستان وجدت الأطفال برأسين، وجدت أطفال بأربعة أرجل وأربعة أيدي، وجدت أطفال بدون أطراف، وجدت حيوانات بدون رؤوس وبدون أبدان، نفس الشيء قد يحدث لأجيال بعد عشرة أجيال من الآن، لأن المورثات ستحملها من جيل إلى آخر، هذه كارثة على أي بلد يُصاب باليورانيوم.. ذرات اليورانيوم.

أحمد منصور: معنى ذلك أن هناك نصف مليون طفل عراقي مصابون بالسرطان –حسب "الإندبندنت" البريطانية- هناك مليون طفل عراقي ماتوا وقالت.. نقلت "الإندبندنت" في يناير 2001 عن (مادلين أولبرايت) أنها قالت أن هذا ثمن يجب أن تدفعه العراق، معنى ذلك ارتفع نسبة التشوهات في المواليد، ولدينا صور من الدوحة أرجو من الزملاء من الدوحة أن يبثوا الصور التي التقطت للأطفال العراقيين المصابين بالأورام المولودين والذين توجد لهم أشكال غريبة تشبه تلك التي قلتها، الآن يمكن أن يشاهد الناس بعض الصور، معنى ذلك إن الأجيال القادمة من العراقيين لم تظهر فيها التشوهات بعد، وأننا ننتظر خمس أجيال لنرى تلك الصور التي تحدثت عنها في كازاخستان؟

د. آصف دراكوفيتش: هذا يعني شيئاً واحداً، أن السياسية والفلسفة الإنسانية منفصلان عن بعضهما وكما قال (شوبنهاور): إن أسوأ وقت للعالم عندما يستخدم.. يستغل العالم لتأييد الأغراض السياسية لطرف ما، أنا لست سياسياً لأعلق على تصريح (مادلين أولبرايت) البشع حول الثمن الذي يجب أن يدفع من أجل حرب في العراق، ولكن موت طفل واحد هو موت أشخاص كثيرين، أنا كعالم لا يمكنني أن أقبل بالقتل غير المبرر للحياة، كما حدث في نيويورك أو حتى في العراق أو في مزار الشريف، مرة أخرى السياسة والإنسانية لا يتفقان في بعض الأحيان.

أحمد منصور: في 30 يناير 2002 نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية حواراً معك وتحليلاً عن أبحاثك وقالت إنها هزت مراكز الأبحاث في أوروبا وأشارت إلى النتائج العلمية التي حققتها حول إصابة المحاربين القدماء الأميركيين، أما تتعاون معك مراكز الأبحاث الأوروبية في تلك الأبحاث التي أصبحت الآن تتعلق بالإنسانية كلها وليست بالأميركان وحدهم؟

د. آصف دراكوفيتش: قبل سنة قابلت التليفزيون الإيطالي في سنة 2001 مع (دوج روكي) وتم في.. في روما في إيطاليا، في تلك المقابلة اللجنة الإيطالية أي الموجودة في (لاوجو دي كومو) عرضوا عليَّ بعض المال للاستمرار بعملي، ولكن لأغراض سياسية لم يتحقق هذا العرض، دُعيت إلى لجان وجمعيات كثيرة لألقي محاضرات، ولكن لسوء الحظ لم نتلق أي دعم، لأنه.. وفي رأيي أن الضغوط السياسية التي تستعمل ضد أي مؤسسة وضد أي فرد أو طبيب يجرؤ أن يتحدث عن اليورانيوم المستنفذ، كما قلت أنت لمستمعيك.. لمشاهديك أنه في أميركا كثيرون من العلماء الذين تجرءوا أن يتحدثوا عن اليورانيوم المستنفذ في العراق فقدوا وظائفهم، هناك طبعاً دوج روكي مثلاً في جريدتنا التي نشرت في كندا عن مختبر قامت العالمة (باتريشيا هورن) بكتابة تلك المقالة وخسرت منصبها بعد ثلاثة أشهر بعد أن مضت فيه 15 سنة.

إذن أي شخص يتحدث عن اليورانيوم المستنفذ يرتكب خطأ مهني.. انتحار مهني –كما فعلنا نحن- بعضنا لم يتوقف عن العمل، لأنه كما قلت في صالح الإنسانية ولن يمنعنا شيء من البحث أو التخلي عن مسؤولياتنا في.. ليس لهذا الجيل فقط، بل لكل الأجيال.

أحمد منصور: أما تخشى من اتهامك بأنك تعمل ضد المصالح العليا للولايات المتحدة وكندا وأنت مواطن تحمل جنسية الدولتين؟

د. آصف دراكوفيتش: لا.. أبداً، أنا.. إنني أقوم بهذه البيانات، و لكنني أشتغل نيابة عن أميركا، نيابة عن كندا لصالح كندا وأميركا وبريطانيا، لأن الجنود هم الذين.. وهم أغلى ما تملكه أميركا وإنجلترا وبريطانيا، أنا أساعد.. أنا محارب قديم في حرب الخليج ولا يمكن أن أعمل ضد نفسي، إنني أعمل من أجل صالح كل قدماء الحرب الذين أصيبوا بالأمراض في بريطانيا والذين … مرضى ولم يحصلوا حتى الآن على مساعدة من الحكومة البريطانية، إنني لا أتحدث عن كندا التي لم تساعد المحاربين القدماء.. وبل هي نشرت دراسات كاذبة، دراسات عن تحليل اليورانيوم وليس أسخف بالتحليل اليورانيوم في شعر الإنسان، لأن اليورانيوم لا يصل إلى شعر الإنسان، أنفقوا مئات الآلاف من الدولارات على دراسات علمية لا قيمة لها على الإطلاق، بعض تلك الدراسات عملت فقط لتحويل الانتباه عن القضايا الحقيقية عن دراسات الفيروسات، الفيروسات والبكتريا، وإنني أقول عن طريق (الجزيرة) هل الكنديون.. العلماء الكنديون لا يعلمون الفرق بين اليوارنيوم وهذه مئات الآلاف من الدولارات التي تنفق لأغراض سياسية؟ يحاولون تحييد الاهتمام، أما المطلوب من هذه التحليلات أن لا تكتشف شيئاً.

أحمد منصور: أنت أطلعتني على أكثر من مائة شهادة تقدير أنت حصلت عليها، من بينها واحدة من الرئيس الأميركي السابق (بيل كلينتون)، أنا أرسلتها للزملاء في الدوحة وممكن أن تظهر على الشاشة الآن، حتى يعرف مقدار وضعك العلمي، ومع ذلك فأنت الآن تحارب حتى ربما في اللقمة التي تأكلها، هل ما حدث للجنود البريطانيين والأميركيين والكنديين في حرب الخليج من أعراض وصلت إلى أكثر من.. أو ما يقرب من مائة ألف جندي أو يزيد عن ذلك، يمكن أن تكون حدثت للجنود المصريين والسوريين والكويتيين أيضاً الذين شاركوا في الحرب والذين لم يتحدث أي أحد عن أي شيء يتعلق بهم؟

د. آصف دراكوفيتش: لم يجرِ تحليل هؤلاء الناس بشكل لائق، الولايات المتحدة لم تقم بأية دراسة لتقديم الأدلة العلمية بأن استنشاق اليورانيوم يسبب التلوث، قالوا إنهم عملوا دراسات حول الشظايا، وأنا أقول أن الشظايا ليست هامة في التلوث العام للجيوش أو السكان المدنيين، الموضوع هو مجرد إبعاد الأنظار عن المناطق التي تؤكد وجود الضرر، إن.. إنه في رأيي أن الحكومات التي أذكرها الآن بعد عشر سنوات من حرب الخليج تعمدت أن لا تفعل.. أن لا تقوم بأي دراسة حتى لا نفهم آثار اليورانيوم المستنفذ على جسم الإنسان، ثم أن الفرق الطبية لهذه الحكومات مجرد رمزية لا يوجد مؤسسة واحدة في أميركا وكندا وبريطانيا قامت بتحليل شامل لما يحدث لأرواح هؤلاء الناس المساكين قدماء الحرب، وأنا على عكس ما يُقال ضدي، أنا أؤيد الولايات المتحدة، أدعم الولايات المتحدة، وأدعم بريطانيا، وأدعم كندا، وأنا أدعوهم جميعاً أن يشتركوا معي في السعي لوقف هذا السكوت عن البوح بالحقيقة بشأن ذرات اليورانيوم، وأن ينضموا معي في هذا العمل، ويسمحوا لي أن أنضم إليهم في العمل حتى نقوم بعمل مشترك.. نتجاوز فيه هذه المصيبة التي تصيب البشرية.

أحمد منصور: الذين يطلبون ترجمة للحلقة، سوف يتم بث ترجمة في الإعادة غداً باللغة الإنجليزية (Subtitle)

هل صحيح أن قاعدة العُديد الجوية في قطر تعتبر أكبر مخزن في العالم لليورانيوم المنضب من خلال الأسلحة الأميركية التي تخزن بها الآن؟

د. آصف دراكوفيتش: قاعدة العُديد هي مخزن الأسلحة التي سوف تستعمل ضد العراق، هكذا يقال، وإن أي مادة هناك تعتبر سرية، وبالتالي أرجو أن تعفيني من الإجابة.

أثر تخزين اليورانيوم على البيئة المحيطة به

أحمد منصور: لا أريد أن أضغط عليك، ولكن تخزين اليورانيوم المنضب، هل له أثر على المحيط البيئي المحيط به؟

د. آصف دراكوفيتش: لا، التخزين لا يضر البيئة، لو كان هذا.. هذه الطاولة أمامي مصنوعة من اليورانيوم المستنفذ بإمكاني أن أمسكها ولا أتأثر، لأننا نتحدث فقط عن جزيئات لا تدخل إلى الجسم، ولكن الذرات ضارة فقط عندما تدخل إلى الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان، وعندما تدخل هذه الأتربة، فإنها ستسبب التلف والتغير في خلايا تلك الأعضاء، بعض مساعدي في هذا المجال قال إن اليورانيوم المستنفذ يمكنه أن يغير سماكة الخلايا وتصبح إشعاعية، نحن لا نتحدث عن موت الخلية، لأنها سوف تستبدل، ولكننا نتحدث عن الإشعاع القليل الذي يسبب تغيرات في عمر الخلية، بل يسبب التغير في طبيعة تلك الخلية وعملها.

من الناحية الخارجية تخزين اليورانيوم في العديد وفي قطر لا يشكل خطراً على البيئة، طالما أن هذا اليورانيوم لا ينفجر أو يشتعل ويلوث الغبار، يمكن تخزينه بأية كمية كانت.

أحمد منصور: ألم تطلع الكونجرس الأميركي أو أعضاء فاعلين فيه على نتائج تلك الأبحاث التي وصلت إليها لتشكل عملية ضغط على الحكومة الأميركية حتى لا تستخدم هذه الأسلحة ضد البشرية وتبيد الإنسانية بهذا الشكل؟

د. آصف دراكوفيتش: نعم، ظهرت أمام الكونجرس الأميركي.. أمام (كريستوفر شيل) قبل أربع سنوات، في ذلك الوقت لم تكن لدي الأدلة التي أملكها اليوم، ولكن كانت لدي أدلة نتائج من قبل، فنتائج ليست فقط من حرب الخليج، بدأت العمل في 1972 عندما كنت في مركز الأبحاث في.. في كندا، في أوتاوا، اشتغلت بالبولتنيوم والأمنزيوم واليورانيوم، وحصلت على الدكتوراه، واشتغلت في (هارويل) في.. في بريطانيا، وعملت في (أوكسفورد)، في ذلك الوقت درست آثار الاسترنسيوم على التلوث الداخلي لجسم الإنسان، إن أبحاثي عمرها أكثر من 30 سنة، بعض تحليلات نظرية وبعضها عملية في مجلس.. في الكونجرس سألني (كريستوفر شيل) عن أبحاثي، ثم بعد ذلك اتصلت بي مؤسسات أميركية كثيرة لأفسر تقريري إلى الكونجرس، وهذا موجود في السجلات العامة، وموجود لازال حتى الآن في تقارير جلسات الكونجرس.

أحمد منصور: لدي مكالمات وأشياء كثيرة، بس آخذ ما أستطيع وبسرعة ماجد العامري من بريطانيا، اتفضل يا ماجد، باختصار وبسرعة لو سمحت.. عليكم السلام.

ماجد العامري: ما هي أعراض المرض؟ لأن أهلي إحنا عائلتنا ضحايا اللي هاي انضرب.. انضربنا في تاريخ 3/ 4 شباط 1991، ومات والدي تاريخ 19/3/93، ووالدتي 19/4/1993.

أحمد منصور: نسمع، اتفضل.

ماجد العامري: سرطان الكبد وسرطان الدمار..

أحمد منصور: سرطان الدم.

ماجد العامري: وأنا حالياً مقيم ببريطانيا، فأريد أعرف شو إنه أعراض المرض بالضبط؟

أحمد منصور: اتفضل.. اتفضل يا دكتور

ماجد العامري: وإذا يريد الدكتور مستعد أن أعطيه دمي يفحصوني، شكراً.

د. آصف دراكوفيتش: لا أدري إذا كانت عينة الدم منك دون أن أعرف تاريخك الطبي أو أفحصك، إذا أردت أن تحضر لي.

أحمد منصور: أنت الآن.. نؤكد مرة أخرى أنك مستعد للكشف على أي شخص عنده أعراض هذا المرض مجاناً.

د. آصف دراكوفيتش: لا.. لا، ليس كل شخص، إلا الذين لديهم تاريخ التعرض أن يشير إليه بدليل أنه تعرض لذرات اليورانيوم، وعليهم أن يجيبوا على استبيان، وعندما ندرس الاستبيان فإننا نقرر إذا كنا سنقبله أم لا، أما إذا كنت تعيش في منطقة حرب الخليج، وكانت لدى عائلتك أعراض حرب الخليج فإنني أطلب منك أن..

أحمد منصور[مقاطعاً]: باختصار ما هي أعراض مرض حرب الخليج؟ يعني حتى إذا لاحظ أي إنسان…

د. آصف دراكوفيتش: إنها غير محددة، مثل تتعلق بالأعضاء مثل تغييرات في جهاز التنفس، سعال، ضيق في التنفس، وإندمونيا تتكرر عدة مرات، وهناك أمراض في البول وفي الكلى وفي النظام البولي.. الجهاز البولي، هناك أمراض تصيب الكبد، ولكن ليست لدينا أدلة إن كانت تلك الأمراض من اليورانيوم المستنفذ أم لا، ولكن لدينا أدلة أن هناك أتربة غبار اليورانيوم في البول.

إذاً هناك عوارض في التنفس وفي البول وفي المناعة أيضاً، لأن بعض الذين أُصيبوا ضعفت لديهم المناعة، وأصبحوا يصابوا بالأرق وصداع والآلام في الأعضاء الداخلية، أي أن العوارض غير محددة، بل يجب أن تفحص..

أحمد منصور: يعني هو.. هي عملية تدمير لمعظم أجهزة الإنسان.

د. آصف دراكوفيتش: لا يمكن أن نقول أن هذه العوارض كلها نتيجة اليورانيوم، لا توجد لدينا أدلة، ولكن لدينا أدلة أن الذين تعرضوا لليورانيوم في.. في.. في أجسامهم يعانون من هذه العوارض التي أشرت إليها، يجب أن نشير، أطلب منك الرجوع إلى مقالي عن اليورانيوم المستنفذ الذي نُشر في سنة 2000، يمكن أن تجد ذلك على موقعنا الذي ستنشره (الجزيرة).

أحمد منصور: أرجو.. أرجو وضع عنوان الدكتور.

د. آصف دراكوفيتش: هناك عوارض حرب البلقان.. هناك عوارض حرب الخليج.

أحمد منصور: فقط أنا أبلغكم، هذا.. هذا عنوان آصف هذا عنوان البريدي لك وعنوان موقعكم asaf@umrc.net

www.umrc.net

إذا أي حد يريد أي معلومات أو يريد أن يتصل بكم، كل وسائل الاتصال موجودة.

كيف تنظر إلى مستقبل الأجيال القادمة في أفغانستان، في العراق من جراء ما أصابها من اليورانيوم المنضب؟

مستقبل الأجيال القادمة في أفغانستان والعراق بعد تعرضها لليورانيوم

د. آصف دراكوفيتش: اليوم تناقشت مع أحد العلماء البريطانيين، وقال لي: إذا.. إذا وُجدت كميات اليورانيوم المستنفذ أو غير المستنفذ -كما يبدو من أبحاثي- فإن قطاعات.. فإن عمر الذين يصابون بهذا لن يزيد عن سنة واحدة، لأن هناك عوامل كثيرة سوف تؤدي إلى وفاتهم، نسبة الوفيات في المناطق التي قُصفت في أفغانستان حسب بعض البيانات أكبر بكثير بعد.. ويمكن التحقق من هذا.

أحمد منصور: هل لديك أي معلومات؟ إسرائيل اعترفت أول أمس وللمرة الثالثة أنها تستخدم اليورانيوم المنضب ضد الفلسطينيين في القذائف التي تُضرب بها غزة وغيرها، لديك أي معلومات أو تحليلات عن ما تعرض له الفلسطينيون؟

د. آصف دراكوفيتش: هذا معروف للجميع، هذه معلومات معروفة ومنشورة في الإنترنت وفي جميع وسائل الإعلام، وأعتقد أن الإسرائيليين وامتلاكهم لليورانيوم المستنفذ سرية جداً، ولذلك أنا لا.. ليست عندي معلومات عنها.

أحمد منصور: ليس عندك معلومات. كيف تنظر إلى المستقبل؟ كيف تنظر إلى الحرب القادمة المزمعة ضد العراق؟ كيف تنظر ما يمكن أن يحدث للبشرية من جراء أنه في خلال عشر سنوات فقط أصبحت أفغانستان، العراق، الكويت، شمال السعودية، دول البلقان السابقة، فلسطين، كلها أماكن ملوثة باليورانيوم المنضب من الأسلحة الأميركية، وتقول أن هناك يورانيوم ثقيل استخدم في أفغانستان؟

د. آصف دراكوفيتش: الجواب بسيط، لقد ناقشت الموضوع مع عالم بريطاني لن اكشف عن اسمه قال لي: إن نتائج أبحاثي في أفغانستان على الأشخاص، والذي اكتشفت في أنها يورانيوم أعلى 200 إلى 400 مرة مما هو في الدول الأخرى مثل.. فإن هذا ليس ناتج عن حالات طبيعية مثل تحرك الأرض أو كذا، بل إنه ناتج عن أمر حدث بعد الغارات الجوية التي استخدمت فيها.. التي استخدم فيها اليورانيوم المستنفذ أو غير المستنفذ.

أحمد منصور: هناك محاور كثيرة، وعدتني بعد استكمال أبحاثك -التي أدعو اللجان الخيرية، وأدعو الإنسان، بشكل عام، أن يتبرع من أجل إتمامها- أن نكملها في حلقة (سابقة) لاسيما ما يتعلق بأفغانستان، ونتمنى ألا تحدث حرب أخرى في العراق يمكن أن تدمر الأجيال القادمة.

دكتور آصف دراكوفيتش، أشكرك شكراً جزيلاً، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم.

في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج من لندن والدوحة، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من لندن، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: الجزيرة