نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
بلا حدود

مستقبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد جورج حبش

ما أسباب استقالة جورج حبش من قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, بعد أن قضى 33 عاما كأمين عام لها؟ ولماذا غيرت الجبهة موقفها المعارض للعملية السلمية, وأعلنت موافقتها على السلام مع إسرائيل؟

undefined

undefined

أحمد منصور:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييكم على الهواء مباشرة، وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج "بلا حدود".

بعد قطيعة مع حركة فتح وزعيمها (ياسر عرفات).. بدأت مع مؤتمر مدريد الذي عقد عام 91، غيرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة (جورج حبش) موقفها، وسمحت للأمين العام المساعد للجبهة (أبو علي مصطفى) باللقاء مع الرئيس عرفات في القاهرة في أغسطس من العام الماضي، وقد أعقب اللقاء إعلان إسرائيل عن موافقتها، بعد رفض استمر 3 سنوات على عودة (أبو علي مصطفى) إلى بلدته القريبة من (جنين) بعد غياب عنها استمر 32 عامًا، وقد شكل هذا الانقلاب في موقف الجبهة قراءات متباينة لدى المراقبين، لا سيما أن الأمين العام للجبهة الدكتور (جورج حبش) ظل طوال السنوات الماضية يهاجم (أوسلو) بشدة، حتى إنه وصف اتفاق أوسلو بأنه الثمرة الفاسدة في النضال الوطني الفلسطيني.

ووسط توقعات كثيرة.. قدم الدكتور جورج حبش استقالته في افتتاح المؤتمر العام السادس للجبهة الشعبية، الذي عقد في دمشق قبل أيام ليفسح المجال أمام الأمين العام المساعد أو نائب الأمين العام (أبو علي مصطفى) ليتولى الأمانة العامة.

ولد جورج حبش في (اللد) في (فلسطين) عام 26  لعائلة مسيحية من الروم الأرثوذكس، وفي العام 48.. هاجر فارًا من (اللد) مع كثير من الفلسطينيين، وفي العام 51.. تخرج طبيبًا للأطفال من الجامعة الأميركية في بيروت، وظل يمارس مهنة الطبيب حتى العام 57 في مستوصف شعبي بالعاصمة الأردنية عمان، إلا أنه بدأ العمل السياسي عام 52 حينما أسس حركة القوميين العرب، غير أنه اضطر للتخفي والفرار من عمان إلى دمشق، بعدما صدرت عليه أحكام في الأردن في الفترة بين عامي 58 و 63 ، ثم انتقل بعد ذلك إلى بيروت.

وبعد هزيمة العام 67 .. أسس جورج حبش في ديسمبر عام 67 الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي تقوم مبادئها على الفكر الماركسي اللينيني، والتي انشق عنها بعد ذلك (نايف حواتمة)، وأسس الجبهة الديمقراطية، وبعد أحداث أيلول الأسود في الأردن.. انتقل حبش إلى لبنان، وظل بها حتى خروجه إلى دمشق بعد الغزو الإسرائيلي عام 82، وظل في دمشق حتى الآن، أما الأمين العام الجديد أبو علي مصطفى، والذي سيتم تعيينه رسميًّا نهاية المؤتمر الذي سيواصل جلساته داخل أراضي السلطة الفلسطينية.. فقد ولد في بلدة (عرابة) في قضاء (جنينة) في فلسطين عام 38، انتقل مع أسرته إلى عمان عام 50، وعمل موظفًا في بنك الإنشاء والتعمير، حيث انتمى لحركة القوميين العرب عام 55، ثم اعتقل عام 57، وقضى 5 سنوات في السجن بسبب نشاطه السياسي، عمل بعد خروجه من السجن في القطاع العسكري، وتلقى دورات تدريبية في مدرسة (أنشاص) العسكرية في مصر عام 65، عاد بعدها إلى الأردن، فاعتقل مرة أخرى في الأردن عام 66، ثم أطلق سراحه بعد هزيمة العام 67، شارك مع الدكتور حبش في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 67، وتولى مناصب عديدة فيها، وأصبح نائبًا للأمين العام طوال العقود الثلاثة الماضية، حيث يعتبر رفيق درب الدكتور جورج حبش طوال الخمسة والأربعين عامًا الماضية.

نحاوره في هذه الحلقة عن مستقبل الجبهة بعد استقالة أمينها العام، وتغير الواقع الفلسطيني، وانتقاله هو إلى داخل فلسطين للإقامة في مناطق السلطة الفلسطينية.

سيد أبو علي، مرحبًا بك.

أبو علي مصطفى:

أهلاً وسهلاً.

أحمد منصور:

في البداية.. أسألك عن القضية التي تشغل بال الكثير من الناس، وهي قضية استقالة الدكتور (جورج حبش) بعد 33 عامًا قضاها كأمين عام للجبهة ومؤسس لها.. ما هي الأسباب الحقيقية التي دفعت جورج حبش في هذه المرحلة لتقديم استقالته؟

أبو علي مصطفى:

أولاً: أشكرك على هذا اللقاء، وأشكر محطة الجزيرة التي تتيح لنا اللقاء مع أكبر عدد من المشاهدين، لكن قبل ما أجاوب على السؤال.. بود تصحيح بعض القضايا، حيث الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لها سياسة ورؤية متكاملة مثبتة في وثائقها، سواءً تجاه التسوية، ونحن موقفنا لم يبدأ من أوسلو، بل موقفنا المعلن بدأ من مدريد، حيث كان لنا اعتراض على الانخراط في مدريد.

أحمد منصور :

أنا أشرت إلى ذلك في المقدمة.

أبو علي مصطفى:

نعم.. النقطة الثانية: أنه أنا -بالمعلومات- أطلق سراحي عشية حرب 67، وليس بعد حرب 67، لأنه ذكر في المعلومات.. بكل الأحوال، نعود للموضوع الجوهري الذي بدأت في السؤال، أولاً دكتور جورج حبش كأمين عام لم يستخدم تعبير استقالة فيما قدمه أمام المؤتمر الوطني السادس…

أحمد منصور:

أنا لا أريد أن أدخل اسمح لي، لا أريد أن أدخل في التعابير المطاطة والكثيرة، التي يجيد السياسيون الكلام بها، ولكن ما هو ثابت الآن أن جورج حبش قدم استقالته وانسحب.. واسمح لي اسمع الأسباب الحقيقية بعد فاصل قصير.

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور:

تفضل سيد أبو علي بالإجابة.

أبو علي مصطفى:

نعم، فيما يقال أو قيل ليس هو الأساس، المهم النص، والنص بالرسالة -وهو المرتكز- عندما قال الرفيق جورج حبش: لقد اتخذت قراري بعدم ترشيح نفسي للأمانة العامة، وبين الأسباب.. هناك سببان رئيسيان يقفان وراء قراري التاريخي، رغبة سابقة لديَّ تبلورت في أواخر الثمانينات بتقديم مثل ونموذج للآخرين، بأن الإنسان المناضل والقائد يستطيع أن يستمر في العمل والعطاء حتى بدون مواقع قيادة رسمية.. هذا من جانب، ومن جانب آخر.. إعطاء مثل نقيض للحالة العربية والفلسطينية التي تتجسد في تشبث المسؤولين بمواقعهم مهما طال بهم العمر.

أحمد منصور:

بس دا 33 سنة مكث جورج حبش؟

أبو علي مصطفى:

32 سنة.

أحمد منصور:

32 سنة، ما فرقت شي سنة.

أبو علي مصطفى:

أنت سألتني عن الأسباب، أنا بدي أعطي الأسباب، حتى المشاهد.. صار فيه تشويش.

أحمد منصور:

يعني المبررات التي تتعلق بطول المدة أحيانًا تكون غير مقبولة مع طول المدة، يعني بعد 33 سنة.. ما الذي بقي حتى يفكر جورج حبش في أن يتخلى حتى يفسح المجال للآخرين؟

أبو علي مصطفى:

بقي بقي شيء كثير من العطاء، ثانيًا: في ضوء الوضع العام والإجمالي.. أشعر وأدرك أنه من الأفضل لي في السنوات المتبقية من عمري -وهذه النقطة المهمة- التركيز في عملي على مهمات وطنية وقومية، أعتقد أنها تحظى بمكانة محورية ومركزية في العمل الوطني والقومي، أكثر من استمراري في مهمة الأمانة العامة، مش عم بقرأ كامل النص، إلا أنه عند هذه النقطة يتفرع مسألتين، أولاً: توثيق وتسجيل تجربة حركة القوميين العرب والدكتور جورج حبش، هو الشخصية الوحيدة التي تستطيع أن توثق هذه التجربة، من دون غيرها في مرحلة التأسيس حتى الآن، وكذلك تجربة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتجربتي الشخصية، وهناك ثانيًا مهمة تأسيس مركز للدراسات، وهنا يتحدث شارحًا ما هي أهمية هذه المسألة، أما المهمة الثالثة: فكما ذكرنا، فهي العمل القومي.

 إذن هذا هو النص الذي يقدم جواب للجميع دون خضوع للتأويلات أو الأحاديث الصحفية أو الاستنتاجات، واللي أحيانًا بتحمل نوع من التشويش وخلق الالتباسات، هذا هو النص المقدم برسالة الدكتور جورج حبش للمؤتمر الوطني السادس.

أحمد منصور:

هذا هو النص المقدم أيضًا لوسائل الإعلام حتى تدرك الأسباب التي دفعت الدكتور جورج حبش إلى الاستقالة، ولكن هناك تأكيدات على أن هناك خلافات سياسية في الخط الذي تتبناه الجبهة الآن بين أفكار جورج حبش شخصيًّا وبين أفكار الغالبية الآن من الجبهة، جورج حبش إلى آخر تصريحات ليه الآن يؤكد على ضرورة تصعيد الكفاح المسلح على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بزوال إسرائيل، هل هذا يمثل رأي شخصيّ لجورج حبش أم أنه توجه أيضًا للجبهة طوال العقود الثلاثة الماضية؟

أبو علي مصطفى:

أولاً: نحن في الجبهة الشعبية أرسينا تقاليد، وأعتقد أنها تقاليد جيدة، ويجب أن يعتمدها الجميع، أننا مؤسسة ولسنا فرد مهما كانت مكانة الفرد، ومع احترامنا لكل التاريخ الذي مثله جورج حبش، سواء في تجربة الحركة أو تجربة الجبهة.. إلا أن أيضًا ‏جورج حبش يحترم المؤسسة وسياسة المؤسسة، ولا يُرسم شيء عندنا إلا من خلال المؤسسة…

أحمد منصور:

معنى ذلك أن هناك خلافًا بين المؤسسة التي تتحدث عنها وبين آراء جورج حبش الشخصية التي لم تتغير عما كانت عليه قبل 30 عامًا.

أبو علي مصطفى:

لا لا مش خلاف … ماكملتش أنا الجواب، مش خلاف جورج حبش ما قاله هو تعبير عن موقف الجبهة عندما تتحدث عن الكفاح المسلح، هذا هو البرنامج السياسي للجبهة الشعبية الذي لم يتغير، وحتى المؤتمر السادس لم يغير به، وهو في نصوص واضحة شديدة الوضوح عن الأهداف الإستراتيجية لنضال الشعب الفلسطيني، وعن استخدام كل الوسائل بما فيها العنف المسلح، إنما هو يتحدث عن نصوص موثقة.

أحمد منصور:

يعني لا زالت الجبهة إلى اليوم تؤمن بالكفاح المسلح ضد إسرائيل.

أبو علي مصطفى:

مائة في المائة.. نحن نعتبر أن معركتنا وصراعنا مع إسرائيل مسألة إستراتيجية لا تخضع لأية اعتبارات، حتى وإن كانت الآن الظروف تتحدث عن تسوية أو سلام، فنحن لا نعتبر ما هو قائم لا تسوية ولا سلام، نحن نعتبر أن من حق الشعب الفلسطيني المشرد والواقع تحت الاحتلال أن يناضل بكل الأشكال بما فيها الكفاح المسلح، لأننا نعتبر أن الثابت هو حالة الصراع، والمتغير قد تكون الوسائل والتكتيكات.. هذه سياستنا.

أحمد منصور:

هل لديكم قوات وفصائل مسلحة إلى الآن؟

أبو علي مصطفى:

في الخارج.. المسألة صارت لها علاقة بالظروف العربية، وأنت بتعرف الظاهرة العالمية وامتداداتها، كانت تعني شيء حتى ما بعد يعني 82 .. إلى آخره، هذا الظرف اللي فرض على الحالة الفلسطينية غَيَّرَ من المعطيات، وإن كانت.. إلا أن هذا الأمر بنظرنا كمبدأ وكأسلوب لا زال حقًّا للشعب الفلسطيني، يمارسه بالطرق والوسائل والإمكانات المتاحة، لكن لا يجب أن يغيب…

أحمد منصور:

أنا أكلمك الآن عن الجبهة نفسها.

أبو علي مصطفى:

لكن لا توجد الآن قوات عسكرية، لكن لا يجب أن يغيب عن البال أن الداخل الذي هو المرتكز الأساسي للصراع مع إسرائيل والمباشرة في الصدام معها، الآن فيه سلطتين تتعاون على ضرب ظاهرة الكفاح المسلح.

أحمد منصور:

ما هما؟

أبو علي مصطفى:

سلطة الاحتلال، والسلطة الفلسطينية، وهذا ظرف جديد.

أحمد منصور:

أنت دخلت إلى الداخل بموافقة السلطتين، وأنت الآن موجود في الداخل تحت هذا الغطاء، هل يعني دخولك الإيمان بأوسلو؟ أيضًا التي لا زالت الجبهة في أدبياتها -كما تذكر- ترفضها رفضًا قاطعًا.

أبو علي مصطفى:

لا، بالتأكيد أنا عبرت عن ذلك في الخطاب السياسي منذ دخولي إلى الجسر حتى اليوم، خطاب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بلا تردد، أولاً: نحن لا نعبر عن قناعات التنظيم، وليس قناعات الأفراد.

ثانيًا: نحن حقنا إذا كان تهمة (في الداخل) لكل من هو في الداخل على أنه واقع تحت أوسلو، فهذا يعني 4 مليون فلسطيني، وهذا ليس حقيقة، هناك جزء كبير من الشعب الفلسطيني يرفض أوسلو، ويناهض أوسلو، ويعبر عن ذلك سياسيًّا، وبكل الطرق…

أحمد منصور:

لكن أنت دخلت تحت غطاء أوسلو؟

أبو علي مصطفى:

لا.. أنا لم أدخل تحت غطاء أوسلو، إحنا دخلنا…

أحمد منصور:

تحت أي غطاء دخلت وإسرائيل هي التي سمحت لك أصلاً؟

أبو علي مصطفى:

دخلنا تحت نضال شعبنا الفلسطيني الذي كان يجب أن يكون أكثر من دخول أفراد…

أحمد منصور:

لماذا دخلت أنت والآن 3.5 مليون فلسطيني لا يملكون حق العودة؟

أبو علي مصطفى:

لأن فيه هناك 450 عضو مجلس وطني فلسطيني أخذ قرار إجماعي بدخولهم، ودخلوا وبقي عدد من الأفراد لم يدخلوا، وتم بالمراحل الأولى محاولات وفشلت..

أحمد منصور:

أنت بقيت 3 سنوات رفض طلبك في الدخول.

أبو علي مصطفى:

حتى دخلت، حتى اللحظة التي دخلت فيها بالرقم المتعلق بعضوية المجلس الوطني الفلسطيني، تمام، عندها كان لنا تحفظات ومسائل كان المجلس الوطني وقتها يتحدث عن الميثاق، لكن نحنا سياستنا المثبتة هنا في البرنامج ما قبل أوسلو تقول: إن من حق أي إنسان فلسطيني تتاح له الفرصة أن يدخل إلى الوطن فليدخل إلى الوطن، لأنه أيضًا أحد أوجه الصراع فيما بيننا وبين العدو الصهيوني، الصراع على الوجود البشري…

أحمد منصور:

لكن هناك نقطة الآن.. الدخول انتقائي -يا سيدي- ليس دخولاً متاحًا للجميع، ولا يسمح لأحد بأن يدخل إلا أن تكون هناك صفقة في عملية الدخول، ما هي الصفقة التي عقدت معك والتنازلات التي قدمتها حتى تحصل على حق الدخول بعدما ظللت مرفوضًا من الإسرائيليين لمدة 3 سنوات؟

أبو علي مصطفى:

إذا هذا المعيار العام فمعناها بيكون في آخرين عاملين صفقات بما فيهم الشيخ (أحمد ياسين)، لأنه دخل أيضًا إلى داخل الأراضي الفلسطينية.

أحمد منصور:

هو أصلاً كان في الداخل.

أبو علي مصطفى:

وإحنا كنا أصلاً في الداخل، فلسطين إلنا وفلسطين لكل الناس الفلسطينيين، ولا توجد صفقات، ولا يوجد من هذا القول شيء، هذه محاولات تشويش، محاولات خلق ملابسات، محاولة الإساءة للقيادات الفلسطينية التي لا زالت مصممة على مواصلة الصراع، نحن لسنا من هذا النوع…

أحمد منصور [مقاطعا]:

ما الفرق بين…

أبو علي مصطفى [مكمِّلاً]:

نحن لا يمكن أن نخضع لاعتبارات تقررها إسرائيل، لو كنا نحن بالأساس -بالمناسبة- من هذه السياسة كان يمكن أن تكون فرص متاحة أكثر من ذلك بكثير، كان يمكن أن نكون جزء من السلطة، كان يمكن أن نعلن عن موقف الموافقة على أوسلو، لماذا نقول لا؟ ونحن نقاتل على الأرض الفلسطينية، وبوسط الجمهور الفلسطيني!

أحمد منصور:

أنت الآن بتعلن رفض أوسلو، وتتعاون مع الذين وقعوا على أوسلو، وتعقد اجتماعات معهم منذ اجتماعك مع الرئيس عرفات في أغسطس الماضي في القاهرة، وهناك ما ذكر أنه جدول لبنود اتفاق بينكم وبين السلطة القائمة، أي تعاون لكم مع السلطة بعد انقطاع دام 8 سنوات، هو اتفاق مع أوسلو، هو تعاون مع أوسلو، هو إقرار واقعي بأوسلو.

أبو علي مصطفى:

لا..هذه إطلاقيات لا أتفق معك فيها، لأنه إذا كل واحد بيلتقى مع حد عامل اتفاق…

أحمد منصور:

ليس التقاءً، أنت الآن بينك وبينهم تعاون هم الذين، ما سر دخولك بعد…

أبو علي مصطفى:

لا ما فيش تعاون، إحنا في علاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية، مش مع السلطة.

أحمد منصور:

أين هي؟ لم يعد لها وجود يا سيدي!

أبو علي مصطفى:

موجودة.. منظمة التحرير الفلسطينية موجودة.

أحمد منصور:

أين هي موجودة؟

أبو علي مصطفى:

أميركا وإسرائيل التي تسعى لشطب منظمة التحرير الفلسطينية.

أحمد منصور:

قل لي: أين هي المنظمة؟

أبو علي مصطفى:

نحن نريد أن تبقى منظمة التحرير الفلسطينية، منظمة التحرير الفلسطينية أداة جمع لكل الشعب الفلسطيني، والذي يريد أن يحطم منظمة التحرير الفلسطينية هم الملتزمين، إمَّا بأوسلو وإما بالسياسة الأميركية الإسرائيلية، لذلك نحن لا نجيز…

أحمد منصور [مقاطعا]:

هناك 3 فصائل تتكون منها المنظمة -سيد أبو علي- الجبهة الشعبية.. الجبهة الديمقراطية.. حركة فتح، بمجرد أن أعلن الأمين العام للجبهة الديمقراطية أنه يؤمن بالكفاح المسلح في هذا البرنامج، وكانت إسرائيل منحته حق العودة، مثلما منحتك.. سحبت منه هذا الحق في اليوم التالي، وإلى الآن هو يقيم في دمشق.

أبو علي مصطفى:

أنا مش مسؤول عن (نايف حواتمة).

أحمد منصور:

أنت لست مسؤول عن (نايف حواتمة)، لكن هي الجبهة منظمة التحرير تتكون ممن؟ أنتم و نايف حواتمة وياسر عرفات!!

أبو علي مصطفى:

لا، مش صحيح. مش صحيح.

أحمد منصور:

أليست هذه العناصر الرئيسية المكونة للمنظمة؟

أبو علي مصطفى:

لا، لا.. مش صحيح، أنا أحيلك على قراءة الميثاق الفلسطيني، الذي يعتبر أن مكونات منظمة التحرير الفلسطينية هو الشعب الفلسطيني، قواعد الاتحادات الشعبية.

أحمد منصور [مقاطعا]:

الشعب الفلسطيني له ممثل، هناك جهات أساسية هي التي شكلت -يا سيدي- الفصائل الثلاث هي الرئيسية في كل المراجع التي تتحدث عن ذلك…

أبو علي مصطفى:

بغض النظر عن رئيسيَّتها فهناك فصائل وقوى أخرى في منظمة التحرير الفلسطينية.

أحمد منصور:

أنا متفق معك على ذلك، الآن قل لي: أين واقع منظمة التحرير الفلسطينية في ظل وجود سلطة؟ الآن هي التي تتفاوض باسم الشعب الفلسطيني وتقول: إنها منتخبة من الشعب الفلسطيني، وأنتم ليس لكم أي وجود أو رأي آخر، جمعتم إلى داخل فلسطين لتغيير الميثاق والإقرار بما تريده إسرائيل؟

أبو علي مصطفى:

نحنا لم نوافق على تغيير الميثاق، ولنا مواقف معلنة عن ذلك، وقاطعنا جلسات تغيير الميثاق، ونحن لا زلنا نعلن من خلال أدبياتنا تمسكنا بالميثاق، والإدانة على الذين ارتكبوا هذه الجريمة في شطب الميثاق، بالتالي لا توضع علينا قضايا مش حقيقية، إحنا بالنسبة لنا كجبهة شعبية نعتبر أن منظمة التحرير الفلسطينية المشلولة والمعطلة مؤسساتها هي التي تستطيع أن تشكل أداة وحدة سياسية للشعب الفلسطيني، ولذلك نحن نميز فيما بين سلطة، هي امتداد لأوسلو واتفاقات أوسلو، ونميز بين منظمة التحرير، التي هي حصيلة إنجاز وطني فلسطيني، وبالتالي نحن مطالبين أن نعمل على إعادة بنائها، وإعادة بناء مؤسساتها، هذا الأمر لا نجيز.. أن مجرد الآخرين تلاعبوا..

أحمد منصور [مقاطعا]:

الكل يتحدث عن ذلك، عن إعادة بناء منظمة التحرير، لكن أنا عندي سؤال مهم جدًّا، لماذا وبشكل مفاجئ سمحت لك إسرائيل بالعودة بعد لقائك مع الرئيس عرفات في في شهر أغسطس الماضي، وظلت ترفض عودتك لمدة 3 سنوات؟

[فاصل إخباري]

أبو علي مصطفى:

يعني..هذا ما عنديش أنا إجابة حاسمة، لأنو أنا ما بعرف ليش منعوا، وما بعرف ليش وافقوا كجواب حاسم، لكن لا شك أن الحوار اللي بدأ في القاهرة يعني،جعل السلطة تكون مهتمة أكثر في هذا الموضوع، بينما كانت المسألة معطلة خلال السنوات اللي ذكرتها، والمسألة بيجوز، يعني أنا ما بحطش إطلاقيات، أنو توقعوا أن احنا نفوت نحكي بلغة أوسلو أويعني بلغة تسوية وما إلى آخره من المسائل، ممكن تكون تقديرات خاطئة إلا أنه نحنا مثلنا الموقف إياه الذي نعرب عنه، سواء كان في الوطن أو في الشتات، بل على العكس.. طالبوا (شارون)، و (إيديعوت أحرنوت) بعد عودتي بأسبوعين طالبوا بطردي من البلاد، باعتبار إنو أنا محرض -كما يقولوا- على الإرهاب، وهذا أمر منشور في الصحافة الإسرائيلية.

أحمد منصور:

أنت الآن بالمفهوم الإسرائيلي.. تعتبر بالمفهوم الإسرائيلي محرض على الإرهاب، لأنك تقول: إن ثوابت الجبهة لن تتغير، وإنك تنادي بالكفاح المسلح ضد إسرائيل، وأن أنتم لن تتخلوا على شيء مما تطالبون به.

أبو علي مصطفى:

صحيح، ولست الوحيد الذي يقول هذا، هناك كثير من القيادات.

أحمد منصور:

لكن الآن أنت سُمح لك بالدخول، القيادات الموجودة في الداخل ربمالا تعلن إلا الجهاد، وحركة حماس إنها تؤمن بالكفاح المسلح، ولها مناضلين في الداخل، لكن حينما أعلن السيد (نايف حواتمة) عن إيمانه بالكفاح المسلح منع من الدخول بعدما كان سمح له بالدخول!!

أبو علي مصطفى:

والله بيجوز يكون وطني أكثر مني (نايف حواتمة).

أحمد منصور:

ليس أقصد!! يعني أنت تتوقع..

أبو علي مصطفى:

مش عارف ما الموضوع، ليش حاطط المقارنة بيني وبين نايف حواتمة؟ أنا أولا فلسطيني..عضو مجلس وطني..

أحمد منصور:

لأنه من الواضح أنكم تتسابقون أنتم والجبهة الديمقراطية

أبو علي مصطفى:

على أيش؟

أحمد منصور:

في تقديم تنازلات بالنسبة لما يتعلق بأوسلو والعلاقة مع السلطة الوطنية الفلسطينية.

أبو علي مصطفى:

أيش هي التنازلات؟

أحمد منصور:

قبولكم بعد رفض استمر عدة سنوات للعلاقة مع السلطة الفلسطينية، والحديث عن وجود ثوابت مشتركة بينكم وبين السلطة الفلسطينية، ودخولك تحت ظلال أوسلو إلى الداخل -أيضًا-، فيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، كل هذا يعتبر شيء من التنازلات، وأنت أعلنت بالنص في صحف كثيرة حينما كنت في القاهرة أن أوسلو أصبحت واقعًا يجب التعامل معه الآن.

أبو علي مصطفى:

لأ أولاً إحنا ماغيرناش من خطنا السياسي، بل على العكس، نحن أتينا بالحوار للعودة إلى الثوابت الفلسطينية التي ضربها أوسلو، إثنين: إحنا أعدنا وضع مسألة منظمة التحرير الفلسطينية على جدول الأعمال، وما انتقلت إلى المجلس المركزي، بالوقت اللي بدأ استبعاد وتهميش مؤسساتها لحساب السلطة الفلسطينية، وهذه الأمور هي التي جعلتنا نتقدم خطوة للأمام، نحنا عندنا تقييم أن الشعب الفلسطيني في وضعية معقدة ومركبة، ولا نستطيع أن نتجاهل ما يمكن أن يشكل قواسم مشتركة لدرء الأخطار عن الشعب الفلسطيني، قد يكون هذا من قناعتنا وقناعة آخرين، ولكننا نعبر عنه، بمجرد أن أتت هذه القيادة اللي هي -بالمناسبة- الوفد اللي تباحثنا معه، وفد حركة فتح.. قيادة فتح، وإن كان برئاسة (أبو عمار) إلا أن هذه القيادة أتت وقالت: أنا بوافق على هذه النقاط كثوابت، وبوافق على وضع بند فيما يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية، وأنا أعبر عن موقفي، حتى لو قلت أوسلو.. ما هو أوسلو؟ مَنْ يقول: لا أوسلو مش موجود يعني هذا يلغي عقله، ويقول أوسلو مش موجود، لكن الفرق…

أحمد منصور:

إسرائيل موجودة يا سيدي، إسرائيل موجودة لماذا لم تقرِّوا بإسرائيل كما تقرون بأوسلو؟

أبو علي مصطفى:

لا لا، إحنا ماأقريناش يا أخ أحمد إحنا ما أقرينا إحنا قلنا: أوسلو موجود ومرفوض، وإسرائيل موجودة ومرفوضة، أو احنا بنقاتل طواحين هواء، إحنا بنقاتل كيان، لكنها مرفوضة بالنسبة لنا، إحنا من التنظيمات التي أعلنت إدانة على الاعتراف بإسرائيل، تمام، وما تنقله يعني الصحافة مش هو الخطاب الرسمي، الخطاب الرسمي لنا هو ما يعبر عنه بالوثائق الرسمية…

أحمد منصور:

تصريحاتك منصصة، تصريحاتك منصصة.. نقلاً عن كلام…

أبو علي مصطفى:

يا سيدي العزيز أنت تعرف أن كثيًرًا من التصريحات يضاف لها…

أحمد منصور:

أنت قلته، ليس من المعقول أن وكالة الأنباء الفرنسية تنقل كلام كاذب وغيرها من الوكالات الأخرى في كلام مُنصص لك، أنت ذكرته، ليس في موقف واحد، وإنما في مواقف كثيرة.

أبو علي مصطفى:

بعد ذلك في 50 خطاب لي بأؤكد على أننا نرفض أوسلو، ونقاوم هذه الاتفاقات، ولا نلتزم بها، لماذا لا تأتي بـ50 خطاب؟

أحمد منصور:

الآن أنا آخذها منك بشكل مباشر، أنا أسألك، أقول لك: أنت قلت في الوقت الفلاني هذا الكلام، من حقك الآن أن تنفي، وأن تقول ما تؤمن به، وأنا أسألك الآن موقفك من أوسلو فأنت تقول: إنك ترفض أوسلو، ما هي علاقتك الآن بالسلطة الفلسطينية في ظل رفضك لأوسلو؟ والسلطة هي إفراز لأوسلو.

أبو علي مصطفى:

أولاً: يعني طريقة الأسئلة أنت عم بتحولها قضية شخصية.

أحمد منصور:

لا، لا، أنا أقصد الجبهة، وأنت الآن لا تمثل نفسك.

أبو علي مصطفى:

بينما هي سياسة الجبهة.

أحمد منصور:

يا سيدي أنت لا تمثل نفسك، حينما أوجه لك سؤال، لا أوجه سؤال إلى شخص (أبو علي مصطفى)، وإنما إلى الأمين العام المرشح للجبهة الشعبية، سؤالي واضح، أنت هنا بهذه الصفة لست بصفة أخرى.

أبو علي مصطفى:

بالضبط، تمام، كويس، عال، إذن إحنا بنمثل خط سياسي للجبهة.

أحمد منصور:

بالضبط.

أبو علي مصطفى:

عندما قيل هذا الكلام، قيل: إن هناك أوسلو، ونحن نعرف أن هناك أوسلو، إلا أننا نحن لا نوافق عليه، عندما تجتزئ الجمل أوالعبارات بطريقة مشوهة وتنقل فيصبح كأنما تغير الموقف، بالحرف أنا أقول: إن أوسلو.. هناك أوسلو واقع، ونحن نعرف ذلك، ولكننا لا نوافق عليه، ونرفضه، وإلا لماذا أنا خارج السلطة؟ أنا الآن بدي أن أوجه سؤال هيك عام، أنا لماذا خارج السلطة؟ أليس اعتراضًا على أوسلو؟ أنا لماذا  خارج المجلس التشريعي؟ أليس رفضًا لأوسلو؟ أنا لماذا أقول حتى الآن: إدانة وطلب مراجعة لخطابي السياسي الذي أقدمه للجمهور الفلسطيني؟ أليس لأنني ضد أوسلو؟ ضد هذه الاتفاقات!.

أحمد منصور:

هل سيظل موقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين موقف ثابت في عدم المشاركة مع السلطة الفلسطينية في إدارة الأرض الفلسطينية، في المناصب، في المواقع، في المجلس التشريعي الفلسطيني؟

أبو علي مصطفى:

طبعًا، ما دامت هي ملتزمة باتفاقات أوسلو، نحن نرفض أن نشارك في هذه المؤسسات، نحن أساسًا -أخ أحمد- إذا بدك توخذ منا كخط سياسي جذري، نحن أساسًا لسنا مقتنعين بتسوية ولا سلام مع إسرائيل، نحن ناس نؤمن أن الصراع بيننا وبين إسرائيل مفتوح، وهو صراع مصيري تناحري، وهذا ما تعبر عنه وثيقتنا بالبرنامج السياسي، أي بمعني نعتبر أن كل هذه العملية الجارية لا تساوي لا سلام، ولا تسوية، وهذا أمر مثبت في خطابنا، إذن احنا بنعتبر أن العملية الصراعية عملية مفتوحة وثابتة ولا تردد، لكن أن يكون هناك مرحلة اسمها حالة دفاع في ظل تراجع في كل الحركة الوطنية الفلسطينية، والقضية العربية، وهذه تستوجب الحفاظ على الوجود كمشروع وطني لتتجاوز هذه الفترة، هذا تكتيك جائز، لكنه لا يغير بالرؤية الإستراتيجية.

أحمد منصور:

ومعلن، وستترككم إسرائيل لتنفذونه في ظل أنكم.. في ظل هذا المفهوم أنتم الآن تعتبرون نفسكم في حالة هدنة مع إسرائيل؟

أبو علي مصطفى:

لا.. احنا ما لناش اتفاقات ولا هدن مع إسرائيل.

أحمد منصور:

لا، هدنة داخلية أنتم…

أبو علي مصطفى:

البلدان العربية قبلت هدن، مش احنا.

أحمد منصور:

ليست هدنة معلنة، وإنما هدنة كما تقول: إن الظروف لا تتيح لكم أن تواصلوا القتال أو العمل المسلح أو عملية التحرير أو الصراع الأبدي، الذي تتحدث عنه بينكم وبين إسرائيل.

أبو علي مصطفى:

لظروف موضوعية.. نعم.

أحمد منصور:

معنى ذلك أنكم تعدون، أو أنتم الآن في مرحلة هدنة ومرحلة كينونة، لإعادة ترتيب أوراقكم، لكن عملية النضال سوف تستمر؟

أبو علي مصطفى:

احنا بالتأكيد لدينا وسائلنا وطرائقنا في العمل، التي لا تخضع للنقاش بالوسائل الإعلامية، هذه أمور تخصنا، إلا أننا نعتبر أن عملية الصراع عملية مفتوحة، وهي مشروعة كحق للشعب الفلسطيني بكل الأشكال…

أحمد منصور:

طالما بقيت إسرائيل؟ حتى لو قامت الدولة الفلسطينية على جزء من فلسطين؟

أبو علي مصطفى:

طبعًا، حتى لو قامت الدولة الفلسطينية، ما دام الشعب الفلسطيني لم ينل حقوقه الأساسية، هي أساسًا حق عودة اللاجئين، هي قضية صغيرة؟ نحن بنعتبر أنو موضوع الشتات الفلسطيني قضية مركزية، هل تعتقد أن هذه التسوية ستأتي بحق عودة 4 مليون فلسطيني، لا يمكن…

أحمد منصور:

وإن أتت ستقبلونها؟

أبو علي مصطفى:

إذا أتت، هذا بيكون صار في انقلاب وتغيير معادلة كاملة.

أحمد منصور:

يعني إذا أتت ستقبلونها في ظل بقاء إسرائيل على الجزء الأكبر من فلسطين؟

أبو علي مصطفى:

من الذي سيأتي برأيك؟ سيأتي من؟

أحمد منصور:

أنا أسألك الآن، عودة اللاجئين.

أبو علي مصطفى:

شو هو اللي سيأتي؟ عودة اللاجئين؟ عودة اللاجئين الفلسطينيين إذا أتت بتغير في وجود إسرائيل، ولذلك نحن نقول: إن هذه الحلقة المركزية…

أحمد منصور:

أنا أريد أسألك هنا.. مفهومكم إيه لفلسطين؟

أبو علي مصطفى:

مفهومنا لفلسطين التاريخية المعرفة في كل الوثائق عند الأمم المتحدة، وبزمن الانتداب البريطاني، والتي هي تعني فلسطين من النهر إلى البحر. هذه هي فلسطين.

أحمد منصور:

يعني مفيش إسرائيل؟

أبو علي مصطفى:

لا، إحنا برأينا إنو إسرائيل كيان غاصب عدواني على الأرض الفلسطينية، نحن في رأينا هذا كيان غاصب وعدواني، وأنا فقط بدي أحيل لنقطة، حتى ينتبه العرب وينتبه الفلسطينيين، إنو كيف تنظر إسرائيل لمشروعها الإستراتيجي؟ خذ هذا الكلام قاله (بن غوريون) عام 47، عام الـ 47 في إذاعة راديو باريس قال (بن غوريون) التالي: "إن الدولة اليهودية التي نريدها الآن ليست الهدف النهائي، وليست المحطة الأخيرة لتحقيق أهداف الصهيونية، بل هي أداة للتنفيذ، ووسيلة لبلوغ الهدف، ولذلك فإنها أصبحت أسرع شيء تريده الصهيونية في الوقت الحاضر"

ونحن نرد على (بن غوريون) وورثة (بن غوريون) بنفس اللغة، نحن لا نعتبر أن الدولة الفلسطينية إذا ما قامت الآن ..التي يقال عنها بحدود 4 حزيران: إنها الهدف النهائي للشعب الفلسطيني، بل هي نقطة متقدمة على طريق تحقيق الهدف الإستراتيجي للشعب الفلسطيني، أي الدولة الديموقراطية الواحدة الفلسطينية العربية التي نعرفها، وتثقفنا على أساسها، هذا ما نريده.

أحمد منصور:

أما يتناقض هذا أيضًا مع رفضكم لأوسلو باعتبار أن الدولة الفلسطينية التي ستعلن هي إفراز لأوسلو؟

أبو علي مصطفى:

لا، الدولة الفلسطينية مُعَرَّفة في البرنامج الوطني الفلسطيني منذ عام 74.

أحمد منصور:

لكن ليس بالاتفاق الذي سيطبق في حزيران.

أبو علي مصطفى:

هون فيه اختلاف حول المفهوم…

أحمد منصور:

اسمح لي.. أشرك بعض المشاهدين.. (سعيد أبو الحسن) من فلسطين.. سعيد..

سعيد أبو الحسن:

السلام عليكم، أريد أن أسأل السيد/ أبو علي مصطفى عن نقطتين، النقطة الأولى: أننا قرأنا تصريحًا بأنه يعني إنما أقدم على هذه الخطوة بناءً على جوع بطون الرفاق، والمسألة ليست مسألة..ليست كما يروج لها في الإعلام، وأنه يعني برنامج وطني، وأن هناك مبادئ وأن هناك.. لا، هو عبارة عن بحث عن دور في ظل الوضع الراهن باعتبار أنه إذا لم يكن هناك دور فمعنى ذلك أن العجلة سوف تسبقهم.

أحمد منصور:

السؤال الثاني.

سعيد أبو الحسن:

النقطة الثانية: هي أنه في المجلس المركزي كان خاطب الرئيس عرفات، وقال انه انتو عملتو سلام مع اليهود، وعملت سلام.. ولكن ما معنى أن تدرسوا الأطفال الصغار أن فلسطين هي بعض المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة؟ يعني اتفاق القاهرة مش هكذا، فقال له: أنا مش عايز اتفاق القاهرة، يعني هي عبارة عن شبك نصب، وهو الآن داخل الشبك، ولا يستطيع أن يخرج من هذا الشبك.

أحمد منصور:

أشكرك كثير، سؤاليك سؤالان هامان للغاية، (وليد سماحة) من أميركا تفضل يا أخ وليد.

وليد سماحة:

السلام عليكم أخ أحمد، لي مداخلة بسيطة مع الرفيق (أبو علي) أولاً: بحب أساله عن الرفيقة (ليلى خالد) أتمنى لها كل خير إن كانت حية أو .. لا ندرى، لم نسمع عنها، ولي مداخلة بسيطة جدًّا، قدومكم إلى الأراضي المحتلة، ما هو إلا اتفاق مع السلطة الفلسطينية الحالية؟ ألا وهو تهشيم الانتفاضة، وهذا ما تمنته أميركا وإسرائيل، وبعض الدول العربية باتفاقكم معها..

أحمد منصور:

أي انتفاضة يا وليد تقصد؟ أي انتفاضة؟ أي انتفاضة تقصد؟ الانتفاضة.. جاءت السلطة وانتهت الانتفاضة.

وليد سماحة:

انتفاضة أطفال الحجارة يا أخ أحمد.

أحمد منصور:

هي لم يعد لها وجود قبل أن يعود (أبو علي) بسنوات طويلة.

وليد سماحة:

الاتفاق مباشر مع منظمة التحرير الفلسطينية، وهذا وهذا عار كبير على أمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني الباسل والأمة الإسلامية، وأشكرك على هذه المداخلة.

أحمد منصور:

أشكرك، (إبراهيم حسن) من الدانمارك.

إبراهيم حسن:

السلام عليكم، ممكن أسأل الأخ (أبو علي مصطفى) قدومه إلى السلطة الوطنية -كما يدعى-.. هل هو مثل قدوم (ياسر عبد ربه) إلى السلطة الوطنية من أجل منصب وزاري؟

أحمد منصور:

أشكرك كثيرًا، الآن لدينا (سعيد أبو الحسن) الأول من فلسطين، سألك سؤالين مهمين، السؤال الأول -وهذا أيضًا يتردد في بعض التحليلات- أنكم عدتم بفرض البحث عن دور، وسؤاله الثاني هو أنو حدث بينك وبين السيد (ياسر عرفات) نقاش فيما يتعلق بتدريس الطلبة الفلسطينيين، وأنك يعني اتفاق القاهرة لم يكن إلا شباك وقعت فيه أنت!!

أبو علي مصطفى:

هو أولاً: مضى وقت بعتقد على هذه الأسئلة، الحقيقة بتبين أنها أسئلة ما زالت تبحث عن الماضي..

أحمد منصور :

لكنها تشغل الناس.

أبو علي مصطفى:

ى ماشي أنا من صار عودتي الآن مضى عليها 7 شهور.

أحمد منصور:

سبعة شهور.. نعم.

أبو علي مصطفى:

فسبع شهور -بأعتقد أنها- كافية، لتدلل على أن هذا الموضوع مش وارد.

أحمد منصور:

يعني، في عمر 52 سنة من النضال الفلسطيني.. ماأعتقدش أنها كافية!

أبو علي مصطفى:

لأ هي مش وارد إنو الواحد داخل من شان السلطة، يظل قاعد 7 شهور.

أحمد منصور:

آ، طبعًا تقعد سنة واثنتين وعشرة، الناس بتنتظر السلطة عقود يعني.

أبو علي مصطفى:

طيب في ناس عندهم هيك رغبة من الله، بس أنا معندناش رغبة يعني، في كل الأحوال هذا الموضوع لأ مش وارد، يعني حتى الأخ يطمئن لأ مش وارد، النقاش اللي صار حول موضوع..

أحمد منصور:

طيب.. هل عرض عليك -أبو علي- هل عرض عليك دور؟ هل عُرِض عليك منصب وزاري؟ هل عرض عليك مناصب في السلطة؟

أبو علي مصطفى:

لا احنا بالنسبة لنا كجبهة شعبية عُرض عندما أعادوا التشكيل مرة أخرى في السنة الماضية، ولكننا رفضنا لخلفية سياسية، يعني هم عارفين أن احنا رافضين..

أحمد منصور:

يعني رفضكم عبارة عن موقف؟

أبو علي مصطفى:

موقف سياسي.

أحمد منصور:

ثابت لن يتغير.

أبو علي مصطفى:

طبعًا، هم  مبلغين أن احنا رافضين لهذا الموضوع، خلينا بأسئلة الأخ فيما يتعلق بالموضوع الثقافي، مش عارف من وين جاب اتفاق القاهرة، ورد عليَّ عرفات!! وما ردش علىَّ عرفات.

أحمد منصور:

لم يحدث هذا؟

أبو علي مصطفى:

احنا بالأساس طرحنا أنو أنتو -مش فقط- عم تخضعوا الشعب الفلسطيني لعملية سلام جائرة، واستخدمنا تعبير مهينة، أنتو حتى بتزوِّروا ثقافة الأجيال الفلسطينية، والدليل على ذلك أن هذا الكتاب اللي يمسمى "التربية الوطنية" للصفوف الأساسية بعرف جبال فلسطين بطريقة مشوهة، لا يذكر جبال فلسطين المحتلة في عام 48، ومدن الساحل على أنها (غزة) و(رفح) و(خان يونس)، بينما(عكا) و(يافا) و(حيفا) تسقط من التثقيف! فهم كلهم فزعوا من المسألة، لأنهم ما كان متوقعينها، وكلهم تنصل من إنو هذه الكتب…

أحمد منصور:

كلهم مين؟

أبو علي مصطفى:

كل جماعة السلطة.

أحمد منصور:

ومال مين اللي وضع المناهج؟

أبو علي مصطفى:

هذا هو الشيء اللي كان فعلا مثار استغراب، وبالتالي قيل: إنو هذا الموضوع احنا مستعدين نحيلوعلى لجنة كتابة المناهج لإعادة النظر بكتابة المناهج، وبدأت فعلاً إعادة النظر بكتابة المناهج بإزالة التزوير عن ثقافة الأجيال الفلسطينية، هل هذا عمل صحيح؟ أو هذا أنا وقعت بشباكهم؟ كيف أنا بوقع بشباك واحد عم بأقول له: إنت عم بتزوير ثقافة الشعب الفلسطيني؟! ما هو  الواحد إذا عندو خلفية ما لأسباب وآراء أخرى يعني  يسامحنا، مش إنو يجي يلبس الناس مواقف، ويلبس الناس…

اثنين: احنا ما تحدثناش عن جوع ومش جوع -بغض النظر- ما حداش مسؤول عن أمعائنا، ولا حدا استنجدنا فيه بمسألة أمعائنا، هذه مسألة بتخصنا، وإحنا قادرين على مجابهتها.

أحمد منصور:

تخصكم مين أنتم؟ الجبهة يعني؟

أبو علي مصطفى:

نحن الجبهة الشعبية، هو بيقصد الجبهة الشعبية، هذا جواب على الأخ…

أحمد منصور:

باقي الأسئلة ربما أنت أجبت عليها، وسؤاله عن (ليلى)…

أبو علي مصطفى:

(ليلى) موجودة، ولا زالت تقوم بدورها الوطني بشكل كامل، وإذا الأخ بيطمئن عليها، بنطمنه.

أحمد منصور:

(أبو سامي الخراز) من أميركا بيقول لك: ما موقف الحكومة السورية من دخولك إلى الأراضي الفلسطينية والاجتماع مع ياسر عرفات؟

أبو علي مصطفى:

لم تتصرف أي ما يمكن أن يكون يعني شيء بيعبر عن موقف أو رأي، هي لا تتدخل، تعتبر أن هذا شأنا فلسطينيا، ولا تتدخل به، وأنا أعود إلى دمشق، وأذهب في كل مرة أخرج فيها من الوطن المحتل، والسلطات السورية تعتبر أن هذا شأنا فلسطينيا.

أحمد منصور:

ألم يحدث عليكم أي ضغوط سورية، فيما يتعلق بقضية عودتكم إلى الداخل، أو السعي الآن لنقل الجبهة كتشكيل رئيسي إلى الأراضي الفلسطينية؟

أبو علي مصطفى:

أبدًا، يعني هذا الأمر ما حصلش يعني حتى نكون صادقين مع نفسنا، ومع غيرنا، وبنفس الوقت الجبهة الشعبية مش موضوعة انو والله مكاتب تنقلها، مثل كل الفصائل الفلسطينية، الجبهة الشعبية هي عبارة عن وجود في وسط الجماهير الفلسطينية حيث توجد، سواءً كانت مكاتب أو لم تكن مكاتب، نحن قبل أن تكون مكاتب موجودين في وسط الناس، وبالتالي نحنا لم نتعرض لأي ما يمكن من هذه الأقاويل، ونحن موجودين بالوطن، وبالشتات بوسط شعبنا الفلسطيني.

أحمد منصور:

في ظل شعار (كل الحقيقة للجماهير) الذي ترفعه الجبهة طوال الثلاثين عامًا الماضية، قل لي حقيقة وضع الجبهة الآن.

أبو علي مصطفى:

احنا عبرنا عن هذا الشيء بصراحة ووضوح في الوثيقة، اللي عرضت على المؤتمر الوطني السادس، بوثيقة نقدية تتناول الذات أكثر مما تتناول الآخرين، بمعنى أننا نحن نعاني من أزمة بنيوية، هذه الأزمة تعكس نفسها سياسيًّا، وتنظيميًّا، وماديًّا حتى على الصعيد المالي، وبالتالي نحن نسعى أن يكون المؤتمر محطة سياسية هامة في إحداث نقلة، لأنو كمان أيضًا رابطينها برؤية سياسية ورؤية تنظيمية، لأنو إحنا مش مكتفين بالتحليل، رابطينها في هذا الأمر أني سآمل، وعندي ثقة كبيرة أن يكون المؤتمر الوطني السادس محطة هامة في السير على طريق التخلص من الأزمة، وهي أزمة عامة، وطنيًّا يعني طبعًا نحن جزء منها. لكن نحنا….

أحمد منصور[مقاطعا]:

هل تعانون من قضية أيضا عملية انكماش في الكوادر؟ انكماش في الأعضاء، عملية انحسار تعاني منها الجبهة، سواء في الداخل أو في الخارج؟

أبو علي مصطفى:

في قراءتنا للوحة العضوية فيما بين المؤتمر الوطني الخامس الذي عقد في عام 93، والمؤتمر الوطني السادس الذي يعقد الآن، وقد بدأنا به، ولم ننته بعد، لا شك أن في القراءة هناك تراجع في حجم العضوية في مواقع معينة، أكثر من موقع وخاصة يعني في بعض البلدان المغتربات والشتات، بالتالي احنا نقر بأن هناك إشكاليات على صعيد البنية التنظيمية، وعلى صعيد البنية الفكرية والسياسية، وتحتاج إلى معالجة، نحن لا نهرب من الأزمة، وإنما نواجه الأزمة، ونواجهها بأسئلة موجهة للذات كمعنى بنيوي، هذا الأمر واضح إلنا، ونحن نصارح نفسنا فيه بمنتهى الشجاعة.

أحمد منصور:

(أسعد الغزوني) من الأردن. . تفضل يا أخ أسعد.

أسعد الغزوني:

أخي.. أبو علي، مساء الخير، طبعا، نحن بنستناك يوم السبت لما تيجي على الأردن، أولاً مبروك المنصب الجديد…

أبو علي مصطفى:

يا سيدي، لسه بعد..

أسعد الغزوني:

وأنا يعني حاب أحكي شغله.. الآن العودة إلى الوطن ضرورية جدًّا، ويجب على كل من يتمكن من العودة أن يبادر فورًا، وذلك لتكملة الأجندة الفلسطينية التي تهدف إلى تنظيم الوضع الفلسطيني الآن، ومنع الاستفراد بالسلطة، ونحن نعرف اليوم أوسلو هي سيئة، لكنها مدخل إلى الوطن، وعلينا التحضير والتفكير جيدًا للغد المشرق، فمعروف أن الشعب الفلسطيني الذي ضحى منذ عام 1917م إن لم يكن أقل، بالغالي والنفيس.. اليهود قالوا عام 1920م: أيها العالم أعطنا تل أبيب، وسنبنيها خلال عام مدينة من الأرض إلى السماء، واليوم حصلنا على أكثر من مدينة، وحصولنا على ذلك، هو ليس مِنَّة من أحد ولا شفقة، إنهم يعلمون كما تعلمون.

 والمطلوب منا الآن هو البناء الجيد والتفكير السليم، والقناعة الكاملة بأن مظلة أوسلو بكل ما فيها من مساوئ خير من المظلة العربية الواهية، التي طاردتنا من مكان إلى مكان ومن كهف إلى كهف.

أحمد منصور:

شكرا لك هذا خلاف رئيسي معك من الألف إلى الياء، لكن آخذ (خالد عبد الله) من فلسطين. أخ خالد.

خالد عبد الله:

مرحبًا أخي أحمد، تحياتي لك ولضيفك الطيب، أولاً بأقول للأخ تاع الأردن: إن أوسلو ما هي اللي رجعت الأرض، طلقات حماس والجهاد الإسلامي هي اللي رجّعت الأرض، والكل بيشهد على هذا.

 أخي أبو علي سؤالي إلك محدد.. ألا تعتقد معي أنه بوقفكم للطلقة الفلسطينية، وخاصة أنكم أطلقت الطلقة في السبعينيات والثمانينيات وجيفارا غزة، ونحن أبناء الكفاح المسلح، والآن أنتم لا شيء في هذا الوجود الفلسطيني، فقط شعارات هنا وهناك، وبيان لربما يطلق هنا أو هناك أو ما شابه، جيد أخي.

 ألا تعتقد أنكم عندما أوقفتم الطلقة الفلسطينية وتركتم حماس والجهاد الإسلامي وخاصة بعد أوسلو، وأنتم حتى في التسعينيات لم تطلقوا أي طلقة؟ وبعد أوسلو لم تطلقوا أية طلقة!! تركتم "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تطلقان الطلقات وتعمل العمليات، ألا تعتقد أنكم تركتوهم لقمة سائغة لإسرائيل وللسلطة الفلسطينية كي تفتري عليهم، وتسلب قواهم، وتعتقلهم، وأنتم تتفرجون، لا تفعلون شيئًا، وفي نفس الوقت.. دخلت عليهم الموجة الأميركية موجة الإسلاميين الإرهابيين، يعني لو أنتم أيها القوميون الثائرون العرب العلمانيون! لكان يعني نوعًا ما امتزجت الثورة الفلسطينية أو الطلقة الفلسطينية بطابع علماني، ورفعت عنها صبغة الإرهاب الدولي وما شابه، ألا تعتقد أنكم خدمتم أوسلو بوقفكم الطلقة؟ ألا تعتقد أنكم كل شيء..

أحمد منصور:

وصل سؤالك يا خالد، وسؤالك واضح تمامًا.

خالد عبد الله:

تحياتي لك  أخ أحمد.

أحمد منصور:

حياك الله وشكرًا لك.. سؤالين متناقضين واحد من الأردن، واحد من فلسطين، أسعد الفزوني يقول لك…

علي أبو الحسن:

العزوني..

أحمد منصور:

العزوني.. تفضل..

أبو علي مصطفى:

أولاً: يعني فيما يتعلق أتفق في ضرورة أن نكون في الوطن، ونجابه العدو في كل المواقع، إلا أنه فيما يتعلق بالنقطة اللي ختم بها حديثه لا أتفق معه، أن مظلة (أوسلو) أفضل من المظلة العربية الواهية.

 نحن لا يجب أن نقارن السيئ بالأسوأ، نحن يجب أن نعرف أين الصحيح وأين الخطأ؟ أين السيئ وأين الجيد؟ بالتالي تُرسم سياستنا ليست على ردود فعل، وإنما على رؤية متكاملة، لذلك احنا ضد أوسلو، حتى لو كان الوضع العربي ليس مواتيًا لنا، ولا يجب لنا أن نتذرع يعني بالوضع العربي الغير مرضي لأحد لنعمل أوسلو، لأننا عندما فعلوا القيادة الرسمية أوسلو فهي أضافت بعدًا مأساويًّا أكثر في الوضع العربي، وليس التخلص من البعد أو الحالة الرديئة التي وصفها الأخ العزوني..أما بالنسبة..

أحمد منصور [مقاطعا]:

..وبالنسبة لسؤال (خالد عبد الله) حول موضوع موقفكم المسلح، أنتم لم تطلقوا طلقة طوال السنوات الماضية، والآن كما يقول..

أبو علي مصطفى :

أنا بدي أجاوب عليه أولاً: أخي إحنا ما تركناش حدا في الميدان، احنا 25 سنة قاتلنا قبل أن توجد حماس والجهاد الإسلامي، وأطلقنا الرصاص، وفعلنا ما نستطيع أن نفعل..

أحمد منصور:

تذكر متى كانت آخر عملية مسلحة لكم؟

أبو علي مصطفى:

نحنا في آخر عملية مسلحة حصلت بالخمسة وتسعين واللي بيقول الأخ: إنو بعد أوسلو، ما عملناش لا.. عملنا..

أحمد منصور:

كم عملية؟

أبو علي مصطفى:

واحنا عدنا رفاق في سجون السلطة الفلسطينية، محكومين مؤبدات، لأنهم قاموا بعمل عسكري..

أحمد منصور:

عملكم في الداخل؟

أبو علي مصطفى:

نعم، في الداخل، عملية (بيت إل) وين صارت؟ ما هي جنب (رام الله)، مستوطنة جنب رام الله وحوكم بها 3 رفاق لنا مؤبدات، وموجودين في سجون السلطة، الأخ غائب عن المعلومات الدقيقة، بيتهم وبيحول… هذا مش صحيح…

أحمد منصور:

ربما زخم العمليات (أبو علي) أصبحت العمليات متباعدة وقليلة جدًّا وضئيلة،

أبو علي مصطفى : باتأكيد..باتأكيد..

أحمد منصور:

 بحيث لم يعد يذكر للجبهة شيء يعني، وأنت الآن تشير إلى ربما أن العمليات العسكرية انتهت…

أبو علي مصطفى :

لا لا.. أنا بأقول: إن في ظروف، وبالتالي يعني هالموضوع مش فاتحين ملفه على أساس أنه بقدم معلومات -كمان- لأعدائنا بصراحة، خل الناس تروق شوية على بعضها، وتفهم أن ما دام الصراع بينا وبين إسرائيل مفتوح فنحن مش خايفين على المستقبل، حتى لو كان الحاضر صعب، لكن أنا بدي أقول للأخ: طيب هو ألم يتراجع منسوب فعل حماس والجهاد الإسلامي بسبب من الظروف المحيطة بهما أم بسبب أننا لم نقف إلى جانبهما؟

أحمد منصور:

هل لكم علاقة؟ هل لك تنسيق؟

أبو علي مصطفى:

بسبب السلطة التي تتعاون مع الاحتلال في ضرب العمليات، يعني ليش عم بيزيح النار عن السلطة، وبيحطها علينا؟ بمعنى احنا لو طخطخنا كمان شويه كم من عملية يعني كأنو الوضع الآن بيكون متغير بالنسبة لحماس والجهاد، وهي ممارسات السلطة ضد الجميع على العمليات العسكرية.

أحمد منصور:

موقفكم أيه من حماس والجهاد؟

أبو علي مصطفى:

إحنا علاقتنا طيبة، وعلاقاتنا أخوية في الداخل والخارج، وهناك ما نتداول فيه ونتفاعل حوله، الشيء الوحيد الذي اختلفنا عليه حول التكتيك، واختلفنا على موضوعة تشكيل بنية ائتلافية في داخل الأرض المحتلة، لأسبابهم التي ذكروها في أكثر من مرة، أنا الآن مش بصدد يعني تفنيد الأسباب، لكن إحنا علاقتنا طيبة، إحنا في مكتب تنسيق القوى الوطنية والإسلامية بغزة، وفي علاقات واجتماعات دورية تعقد في رام الله وتشارك بها حماس، وتشارك فيها أيضًا بحضور الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح التي هي حزب السلطة.

أحمد منصور:

أنت هل تتوقع بعد الآن تأكيدك على قضية الكفاح المسلح، تأكيدك على أن إسرائيل دولة مغتصبة، والكفاح لن ينتهي إلا بزوال إسرائيل أنه سيسمح لك بسهولة أن تعود إلى الداخل مرة أخرى، وأن تمارس الدور الذي سعيت لعدة سنوات أن تعود فيه، وأن يكون مستقبل الجبهة وهي الآن تعتبر مهدد رئيسي لإسرائيل، تمارس دورها على الساحة الفلسطينية بشكل طبيعي؟

أبو علي مصطفى:

إحنا، يعني في كمان أنت جاوبت على موضوع الانتفاضة.. الانتفاضة زي ما ذكرت أن اتفاق أوسلو أجهض الانتفاضة مش أنو يعني والله دخلنا وأجهضنا الانتفاضة، لكن جوابًا على سؤالك أنا بعتقد – يعني بغض النظر- أنه مهما يمكن أن تفعل إسرائيل أن إسرائيل تحاول الآن ترمي قنابل دخانية على الطرف الرسمي الفلسطيني، أنها ساعية للتسوية، لكنها في الحقيقة تمارس برنامجها على الأرض، وكأنما لا يوجد بينها وبين السلطة تسوية، الاستيطان بالدرجة الأولى، وهي تعرف أن احنا لسنا من النوع الذي يبيع موافقة على هذه الميلة أو تلك الميلة.

أحمد منصور:

لكن تعرف أنكم في موقف ضعيف الآن؟

أبو علي مصطفى:

لا ندري، ماذا يمكن أن يتخذوا من إجراءات؟ هل نستطيع نحن أن نجزم بما يمكن أن يكون من إجراءات بعد أسبوع أو بعد أسبوعين أو بعد ثلاثة بالنسبة للإسرائيليين؟ لا ندري.

أحمد منصور:

يعني أنا أقصد هل الكلام الذي تعلنه أنت الآن تعلنه في الداخل أيضًا بنفس هذا الحماس وبنفس هذه اللغة؟

أبو علي مصطفى:

نعم، معلن في الداخل، في كل خطاباتي الجماهيرية، وأقبل أن يأتي أحد بكل ما خطبت فيه الجماهير الفلسطينية من (جنين) حتى (رفح) ويقول: إن هذا الكلام الذي يعبر عنه بالخارج يعبر عنه بالداخل بنفس اللغة، بمعنى نحن حريصين أن نبقى الجذوة في داخل شعبنا، حتى وإن كانوا..

أحمد منصور:

(بن بيلا) مسؤول إعلام الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية يقول لك: هل صحيح أن قوائم الأسماء…

أبو علي مصطفى:

بن بيلا؟!

أحمد منصور:

بن بيلا.

أبو علي مصطفى:

بن بيلا واحد في العالم العربي. في…

أحمد منصور:

لا، لا، هذا (بن بيلا) معروف، مقيم في تونس مسؤول إعلام الدائرة السياسية في منظمة التحرير، يقول لك: هل صحيح أن قوائم الأسماء التي سمح لها بالدخول بموافقة إسرائيل.. كتب عليها أسماء الذين سمح لهم بالإقامة في مناطق السلطة الفلسطينية؟ وما هو المقصود بالإقامة أيها الرفيق؟ بيقولك أيضًا سؤال آخر: هل يمكنك الدخول إلى غزة لو أن مجندة إسرائيلية على حاجز (إيريتس) قالت لك: عُدْ من حيث أتيت؟

أبو علي مصطفى:

أولاً: بالنسبة للقوائم والتعامل مع القوائم مش احنا الجهة الرسمية، اللي بتشوف شو المكتوب عليها، وشو اللي مش مكتوب…

أحمد منصور:

يعني أنت إقامتك مكتوب عليها ماذا؟ هويتك مكتوب عليها ماذا؟

أبو علي مصطفى:

هوية مثل الهوية الفلسطينية.. هوية فلسطينية.

أحمد منصور:

مكتوب عليها أنك مقيم أو أنو دي بلدك؟

أبو علي مصطفى:

مش مكتوب عليها شيء، لا مقيم، ولا مواطن..

أحمد منصور:

زيارة يعني..

أبو علي مصطفى:

مش مكتوب عليها شي هاي عرفوها لكل اللي دخلوا بعد الـ 94.

أحمد منصور:

يعني أنت ماتعرفش الصفة اللي إنت مدرج عليها؟

أبو علي مصطفى:

لا، لا.

أحمد منصور:

يمكن أن يقولوا لك إقامتك انتهت، وارجع تاني.

أبو علي مصطفى:

ممكن، ممكن، والله كل شيء جائز، ما أستبعدش.. هم المتحكمين في الأرض، بعد احتلال قائم، يعني مش إحنا المتحكمين، أما الحديث عن مجندة، أنا بالمناسبة ما أذهبش إلى غزة إلا بتصريح، وهذا التصريح انعمل مرتين فقط، مرة أول مانزلت ورحت على غزة لمدة 8 أيام، ومرة ثانية باجتماعات المجلس المركزي، ونحن ليس مسموح لنا أن نذهب إلى غزة، ….ولا للقدس…

أحمد منصور:

كمان، يعني أنت محبوس في المنطقة الخاصة بك في جنين؟

أبو علي مصطفى:

لا في منطقة الضفة، ذهبت مرتين إلى غزة، لكن التصريح مش مشكلة لي أنا، التصريح مشكلة على كل الفلسطينيين، الذي يريد الانتقال من الضفة إلى غزة يحتاج إلى تصريح، ونحن والحمد لله…

أحمد منصور:

يعني أنت عايز كفيل كده.

أبو علي مصطفى:

إحنا مامعناش (VIP )

أحمد منصور:

عايز كفيل عشان تنتقل يعني.

أبو علي مصطفى:

صحيح، كفالة السلطة!!

أحمد منصور:

(محمد ظاهر) من فرنسا.

محمد ظاهر:

أخ أبو علي مصطفى كيفك؟ كيف صحتك؟ طبعًا لي سؤالين.. السؤال الأول: المعروف على الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية كانت تؤمن بالماركسية الشيوعية، طبعًا ها الإيمان بالماركسية الشيوعية كان يعني ماركسيًّا أكثر يعني حتى من الاتحاد السوفيتي والدول الأخرى، اللي كانت فيها الشيوعية، السؤال المطروح بعد طبعا ما انتهت الشيوعية في عقر دارها، يعني في الاتحاد السوفيتي والدول الأخرى الشيوعية.. ما هو الخط اللي تاخذو الجبهة الشعبية؟ هل ما زالت تؤمن بالفكرة الشيوعية؟ الفرع الثاني من السؤال: هو هل نعتبر وجود
(أبو علي مصطفى) على رأس الجبهة الشعبية عبارة عن انقلاب أبيض على الطريقة.. طريقة الدول الشيوعية؟ لأن المعروف أن الأحزاب الشيوعية طبعا غيرت أسماءها وأتت بأسماء أخرى وبرؤساء آخرين فهل نعتبره من قبيل هذا الأساس؟

أحمد منصور:

بس هم تأخروا قوي لو عملوا انقلاب أبيض دا الوقت يعني،  تفضل (أبو علي).

أبو علي مصطفى:

والله هذا كيف لو ما قرأنا فقرات من رسالة الدكتور جورج حبش شو بتعمل فينا؟ أولاً احنا مش بتاعين انقلابات، الزمن هذا زمن مغارم، زمن مسؤوليات، مش زمن مكاسب وسلطة… وإلخ، هذا الوضع مش وارد بالنسبة إلنا، وأعتقد ما قرأته من رسالة الدكتور جورج حبش واضح.

أحمد منصور:

لكن السؤال الهام حول الخط الأيديولوجي لكم الآن؟

أبو علي مصطفى:

سؤال حول الجانب النظري، نعم إحنا لا زلنا نعلن عن نفسنا أننا ننتمي إلى عالم الماركسية كنظرية علمية في الجانب.. تحليل المنهج الأيديولوجي التاريخي.

أحمد منصور:

بعدما انهار هذا المنهج، يعني لم تعيدوا النظر فيه.

أبو علي مصطفى:

نحن لا نعتبر أن الماركسية ملكا للاتحاد السوفيتي، الماركسية ملك للبشرية مثلها مثل أي نظرية.. هذا معروف..

أحمد منصور:

بغض النظر عن ملكيتها لمن، لكن هي كممارسة؟

أبو علي مصطفى:

في الصين..في الصين في كوبا شو هم، يعني إذا انهار الاتحاد السوفيتي لا يعني ذلك أنها تغيرت..

أحمد منصور:

لكن الماركسية أصبحت مذاهب كثيرة.

أبو علي مصطفى:

لكن الدولة التي كانت تمثل.. الدولة التي كانت تمثل كدولة اشتراكية سندًا لقوى التحرر في العالم لا شك أن انهيارها أثر على كل قوى التحرر في العالم، واحنا عم نشوف كيف تفرد أميركا في هذا العالم بسبب هذا الانهيار واختلال موازين القوى الدولية…

أحمد منصور:

يعني لا زلتم تتعاملون بمنهج الرفاق، وفكر الرفاق؟

أبو علي مصطفى:

أي رفاق؟

أحمد منصور:

الرفاق يعني، مفهوم الرفاق معروف، لا زالوا ينادونك بالرفيق أبو علي…

أبو علي مصطفى:

طبعًا، طبعًا نحن نعلن انتماءنا لعالم الماركسية كمنهج مادي جدلي تاريخي.

أحمد منصور:

بغض النظر عن كل اللي جرى في العالم!!

أبو علي مصطفى:

بغض النظر.

أحمد منصور:

مالكوش دعوى إنتو عايشين زمانكم بطريقتكم.. سعيد عزام من السويد، تفضل يا أخ سعيد..

سعيد عزام:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا أخ أحمد، الله يجزيك الخير طبعا على هذه البرامج القيمة، لكن الذي أريد أن أقوله أول تعقيب على كلام الأخ (أبو علي) الكلام اللي قاله.. طبعًا هو يمكن يزعل إذا قلنا له الأخ أبو علي..

أحمد منصور:

لا. . قل الرفيق أبو علي عشان تضبط أمورك!!

أبو علي مصطفى:

لأ مش مشكلة، …..

سعيد عزام:

اللي بدي أقوله يا أخي الكريم: بأنو فلسطين أرض إسلامية، وشعبها شعب مسلم، وهؤلاء الذين يتكلمون مثل هذا الكلام في قضية عقيدة مثل هذه الجبهة التي تسمى جبهة تحرير فلسطين، أقول: إن هذا يعني أحرى بالشعب الفلسطيني أن يسمع إليه، وأن يرى من هم هؤلاء الذين يحملون فكرًا غير فكر الشعب الفلسطيني المسلم، هذه أولاً، ثم ثانيًا أقول: بأنهم أخي هم قبل فتح وقبل غير فتح وافقوا على قضية التسوية، على قرارات الأمم المتحدة وغيرها، وأظن أخي الكريم لا يغتر أحد بمثل هذا الكلام لما يقول لك: هذه خطاباتي موجودة، عصر الخطابات وَلَّى، والآن عصر العمل، قضية ثلاثة سجنوا أو ثلاثة عملوا عملية، يمكن عملوها بغير إذن قيادتهم، لكن الذي أقوله، أقول بأن مثل هؤلاء أخي عندما يقول لك حماس و الجهاد الإسلامي هؤلاء أقرب إلى حزب (توده) والحزب الشيوعي الإسرائيلي من حزب حماس، ومن حركة حماس الإسلامية؟

أحمد منصور:

نسمع رأي (أبو علي) أشكرك كثير، تفضل يا أبو علي.

أبو علي مصطفى:

يعني مبين متحامل كثير إنت على الناس اللي ناضلت وقدمت شهداء من أجل فلسطين، وإحنا بننتمي لفلسطين، وفلسطين عربية بالمناسبة، حتى أقول لك وتكون واضحة فلسطين عربية وإسلامية، وسمِّها ما شئت، لكن احنا أبناء فلسطين، وصادقين فيما فعلنا، وقدمنا على هذا الدرب الكثير الكثير، وأنت لأية جهة انتميت لم تقدم أكثر منا، أما فيما يتعلق، وهذه حرية انتماء لفكر ما في الدنيا لا يعني عدم الانتماء للوطن، كل الناس تنتمي لأفكار، لكن بظل تنتمي لوطنها.

أما فيما يتعلق بمسألة القرارات الدولية، احنا يا أخي العزيز وضعنا هاي المسألة كخط اعتراضي على من يقدم تنازلات عن القضية بأقل كثيرًا من القرارات الدولية، يعني عندما نتحدث عن القرار 194، الذي يعيد للفلسطينيين لحق العودة..

أحمد منصور:

أنتم بتعلنوه كمبدأ رئيسي لكم نعم.

أبو علي مصطفى:

آ، يعني نحنا بالنسبة لنا نعتبر الأمم المتحدة مسؤولة لأنها لم تنفذ قرارها بعودة الفلسطينيين، يعني احنا بنحطو بمواجهة من يريد أن يطمس حقوق الشعب الفلسطيني أو يفرط ويهبط بثقل الحقوق الفلسطينية.

أما نحن بالنسبة لنا كرؤية إستراتيجية للأخ الكريم بقول له: تفضل اقرأ البرنامج السياسي المعلن بالمؤتمر الخامس، والذي يعرف فلسطين كبعد إستراتيجي، هذا هو اللي بعرف مَنْ نحن؟ وليس مجرد يعني لغو وادعاءات لا أساس لها.

أحمد منصور:

على الحمد من قطر.. تفضل يا أخ علي..

علي الحمد:

مساء الخير، يعطيك العافية يا أبو علي، أنا فيه عندي بس مداخلة للأستاذ أحمد، يعني ما بعرف أيش الداعي أن تكون علاقة الجبهة الشعبية والأخ أبو علي مصطفى أو الرفيق أبو علي مصطفى، بالسلطة الوطنية كأنها تهمة أو شبهة.. طيب..الطيف السياسي الإسرائيلي بتلاقي الشيوعيين، وبتلاقي الليكود، وبتلاقي المتدينين اللي بآمنو بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

 والمشكلة أني كمعارض يكون لي موطئ قدم داخل السلطة الوطنية، يعني أنت You are fighting within، يعني عم بتحارب من الداخل، يمكن يوم من الأيام يصبح فيه تحول ديمقراطي، إنت تقدر تغير المناهج التي عم بتحكي عنها، ويمكن تغير أسلوب التحاور حتى.. يعني هلأ اليمين الإسرائيلي المتطرف، ورقة ضغط تستخدمها الحكومات الإسرائيلية أو اليمين الديني ضد السلطة الوطنية، ومع أميركا نفسها.

 فما أعتقد أنها خطيئة أن تكون الجبهة الشعبية أو حماس أو أي شكل من أشكال الطيف السياسي الفلسطيني موجودة داخل السلطة الوطنية بعيدًا عن التفرد، لأنو أنت عم بتحكي عن تفرد، وفي نفس الوقت تقدم له التفرد على صينية من فضة يعني…

أحمد منصور:

واضح…. لديك سؤال بالتحديد…

علي الحمد:

هذا حكي موجه للرفيق أبو مصطفى، يعني مو بطولة أو نيشان أنا بره السلطة الوطنية، أنا موجود بس مش داخل السلطة، لأنو بالعكس وجودك ما بساوي شيء إذا ما كنت بداخل السلطة، بموقع تنفيذي مش موقع معارض من خارج السلطة نفسها، تعال لفرنسا، تعال لأسبانيا، تعال لأي دولة..

أحمد منصور:

هذه وجهات نظر، أنا سأعرفك بشيء ما، بس أريدك أن تنتهي، هل لديك سؤال؟

علي الحمد:

لا.. مداخلة بس.

أحمد منصور:

أشكرك يا أخ علي، بس أنا أريدك أن تدرك شيئًا هامًا، أنا عملي هنا يا سيدي هو أن أسأل، وأسأل كل الأسئلة التي يمكن أن تخطر على بال أي مشاهد، كما أن دوري في هذا البرنامج هو أني أمثل وجهة النظر المضادة دائمًا لضيفي، وكل ضيوفي يدركون هذا، فحينما أسأل سؤالاً معينًا.

 وحينما أدافع عن وجهة نظر معينة ليس بالضرورة أني أتبني هذه أو أومن بها بقدر ما هي بالضرورة هذا عملي الذي ينبغي أن أقوم به في هذا البرنامج، وأرجو أن تدرك ذلك.

 وأنا لا أحجر على فكر أحد، من حق الناس جميعًا أن يعبروا عما يريدون من أفكار، لكني أنا هنا في الآخر مسؤول عن إدارة الحوار وطرح الأسئلة، وإبداء وجهة النظر المضادة دائمًا لضيفي، وغالبًا ما لا أتفق معه من بداية الحلقة إلى نهايتها.

 أبو علي.. سؤال من جوزيف شلال..

أبو علي مصطفى:

أستأذنك بس أكمل التعبير لأنه كمان حطني في النص، احنا أخي العزيز نعتبر أنه فيه خلاف على موضوع سلطة نتيجة إفراز أوسلو، وعلى المجلس التشريعي ارتباطًا بأوسلو، وهذا حقنا الطبيعي، وبالمناسبة.. مش كل المعارضات في الدنيا تشترك بالحكومات، هناك معارضات بتكون خارج الحكومات، وفيه معارضات لظروف معينة تكون داخلها، بكل الأحوال إحنا نقول: في إشي اسمه منظمة التحرير الفلسطينية، ونريد أن يكون التركيز على إعادة بناء هذه المنظمة ومؤسساتها، نحن مش رايحين نشوف حالنا في داخل السلطة، لأنه احنا اختلفنا وانقسمنا على الوضع الذي أصاب منظمة التحرير وبرنامجها وميثاقها، هاي هي نقطتنا المركزية.

أحمد منصور:

جوزيف شلال من ألمانيا يقول لك: ما مصير قيادتكم بعد أن يتم توقيع اتفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل؟

أبو علي مصطفى:

سبق أني جاوبت، احنا قيادتنا مش موجودة في جغرافية واحدة، احنا قيادتنا موجودة في الداخل وموجودة في الخارج، ولا نستطيع أن نتحكم في سياسة أي نظام عربي إذا قرر لنفسو السياسة، هاي مسألة تخصه، الأمر بجوهره بالنسبة لنا أن نبقى فيما بين شعبنا، وما يمكن أن تأتي به تداعيات أية خطوات للتسوية، هذه مسألة نحنا مش مقلقتنا في انو شو لبدو يصير بالقياديين، احنا اللي بيقلقنا شو بدو يصير بالقضية.

أحمد منصور:

أيمن رباح من الأردن.. تفضل يا أخ أيمن.

أيمن رباح:

مساء الخير، مساء الخير رفيق أبو علي.. احتراماتي.. فيه عندي سؤال من شقين، ما هو موقفكم حيال إثارة قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟ الشق الثاني: هل لكم قوات عسكرية في لبنان؟ شاكرين لكم.

أحمد منصور:

شكرا يا أيمن..سؤالين هامين أبو علي، وعندي بعض الأسئلة التي جاءت على الفاكس أيضا حول موضوع اللاجئين في لبنان.

أبو علي مصطفى:

هو يعني أعتقد أن السؤال محق من ناحية الالتباس أو الملابسات اللي أحاطت بقضية الحديث مجددًا على ضوء برنامج الانسحاب الإسرائيلي، إنه يعني ممكن أن تنفجر المخيمات في وجه الاحتلال إذا لم يُعدْ الفلسطينيين.. وإلى آخره، الحقيقة إذا بدنا نحط نقطة البداية الصحيحة، المخيمات الفلسطينية تعاني ما تعانيه منذ ما بعد 82  من سلسلة من الإجراءات والقرارات، والتي كنا نتمنى أن يبدأ البحث من هنا في كيفية إجراء مصالحة بحيث تحمي الأمن الاجتماعي والسياسي للفلسطينيين، واللي خاصة أنو المخيم، بيعيش يعني كلنا بنعرف ظروف صعبة بما فيها المنع عن حق العمل والمنع عن حق العمل الذي أدَّى إلى هجرة أعداد كبيرة من الشباب الفلسطيني، إلى درجة إنو وصل الرقم الآن لعدد الفلسطينيين في لبنان إلى 50% عما كان عليه عام 82، يفهم إخوانا اللبنانيين احنا مع أن تكون السلطة لها سيادة على كل شبر في أراض لبنان احنا مش جزر أمنية.

لكن أيضا من حقنا أن نقول كيف يمكن أن يُحمى مشروعنا الوطني بأن يبقى هذا الجزء من شعبنا له حق نضالي، يقاتل من أجل حق العودة.. يناضل سياسيًّا من أجل حق العودة، وهون بتصير المسألة اللي يجب أن تكون موضع تفكير عند الجميع، لهذا احنا يعني نرى أن تكون نقطة البداية، نقطة تصحيح فيما هو قائم، وليست نقطة استعراضية، للأسف.. بعض الأمور عم بتجري بشكل استعراضي.

أحمد منصور:

هل لكم قوات.. هل لكم قوات على الحدود في لبنان؟

أبو علي مصطفى:

إحنا الآن في ظل الظروف اللي مرت فيها لبنان بالسنوات الأخيرة يعني لا توجد قوات بمعنى القوات النظامية لسبب معروف، يعني ظروف لبنان، وأوضاع لبنان، والجاري في المخيمات بالمناسبة يعني لا يستطيع أحد أن يصفها بأنها قوات عسكرية، يعني شباب متسلح دفاعًا عن النفس، دفاعًا عن المخيم، لكن الظروف الآن في لبنان تغيرت، وأصبحت تتطلب طريقة جديدة للعمل بإجراء مصالحة وطنية فيما بين الناس.

أحمد منصور:

من أميركا جايلك تحية الثورة والصمود،من الرفيق ..أحد الرفاق اللي عايشين في أميركا.. أميركا الآن تضم الرفاق جميعًا: ما فعلته قوى المعارضة الفلسطينية..منذ أكثر من 20 سنة، طلال الحاج هو، ما فعلته قوى المعارضة الفلسطينية منذ أكثر من 20 سنة سوى الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟

 ما موقفكم من أشقائكم في الكفاح سوريا ولبنان؟ موضوع اللاجئين سبق وأن تكلم عليه، لكن قضية الشعارات التي تطلق منذ 20 عامًا هو قاعد في أميركا، طبعًا بلد الشعارات.

أبو علي مصطفى:

وهو يبدو بمارس كفاح مسلح في أميركا.. على كل الأحوال يعني احنا لأ مش شعارات، احنا نعتبر حالنا بنقوم بعمل نضالي بمختلف الأشكال، وأنا ماأعتقدش إنو يعني، ضائع يعني لهدرجة، أن بس المسألة فقط شعارات.

اثنين: لازم يعرف أخي الكريم وأي ناس آخرين أنه عندما تبقى هناك قوى تتمسك بالثوابت الوطنية، وتدافع عنها، وتخلق ثقافة وطنية، وتحمي اليقظة الوطنية بوسط الشعب الفلسطيني، فالمسألة ليست قليلة الأهمية في مرحلة انحسار، يعني هو إذا انحدرت الأمور لازم كل الناس يعني تنهار معها؟  أو لازم تبقى فيه ناس متمسكة بالثوابت ومتمسكة بالحقوق؟ وتستثير يقظة وطنية وسط الشعب الفلسطيني؟ حتى لو ما كناش  قادرين الآن على التغيير -وهذه حقيقة- احنا ما حدا عندنا مالك ميزان قوى يغير، لكن أليس من الأصح والأصوب أن تبقى لنا رؤية وسياسة تحمى الثقافة واليقظة والمشروع الوطني الفلسطيني الذي يرى شعارًا؟ نحن لا نرى شعارًا، نرى حق لنا متاح أن نقول: هذه قضيتنا، وهذا شعبنا.. وهذه حقوقنا، فبالتالي احنا مش عبدة شعارات، احنا بيهمنا أن يكون شعبنا دائمًا متيقظ للمؤامرات اللي تُحاك عليه.

أحمد منصور:

(شكنان زاخولي) كردي مقيم في السويد، يقول لك: إن في مئات من الشباب الكردي انخرطوا في صفوف المقاومة الفلسطينية، وقُتل منهم كثيرون، وإن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لعبت دورًا في انشقاق الثورة الكردية عام 79، وصرفت ملايين الدولارات لعدد من المرتزقة من أجل أن يحاربوا إلى جوارهم في لبنان، وأن شاركت الجبهة الشعبية -أو هو يتهمها بالمشاركة- في قصف مدينة (حلبشة) بالأسلحة الكيماوية.

أبو علي مصطفى:

أف.. هذا الرجَّال مش في هالعالم، يعني إحنا كائن عندنا مدافع بتطول (حلبشة)!! يعني هاي شغلة عجيبة!! كنا نقصف تل أبيب.

أحمد منصور:

مش لازم إنتو …. بل شاركتم في عملية القمع التي تمت.

أبو علي مصطفى:

لا هذا تجني.. يبدو أخونا بوادي آخر ما لوش علاقة، وبعدين ماعندناش ملايين الدولارات نصرفها..

أحمد منصور :

كان عندكو زمان.. كان عندكو زمان، مش كان عندكو ملايين الدولارات زمان؟ ودي الوقت يعني بردو في بقايا من الخير يعني.

أبو علي مصطفى:

لا كان عندنا مقاتلين.. إن شاء الله.. إن شاء الله تفاءلوا في الخير، في كل الأحوال فالأخ يعني متجني على الجبهة، الجبهة قاتل مع صفوفنا أكراد، واستشهدوا، وهذا بنعتز فيه، وأيضًا تدربوا، وكان في هناك من حزب العمال الكردستاني .. وإحنا ما لا لعبنا دور في شق حركة كردية، ولا في وحدة حركة كردية، إحنا متجهين نحو فلسطين، واللي قاتلوا معنا، كانوا بقاتلوا من أجل فلسطين، بالتالي كل هذا يعني تجني وادعاء لا أساس له من الصحة.

أحمد منصور:

علي أبو أنس من بريطانيا، يسألك عن موقفكم مما تمارسه السلطة الفلسطينية الآن مع معارضي التسوية، خاصة حركة حماس؟

أبو علي مصطفى:

إحنا ضد ممارسات السلطة في أي إجراء أو عمل اعتقالي سياسي أو منع نشاط سياسي جماهيري تعبوي نضالي، خاصة الموجه ضد الاحتلال، وهذا مُعبر عنه، وقد أعلنَّا عنه في المجلس المركزي، ومُعلن عنه في هذه الوثائق التي سميت أوراق عمل للحوار، ومعلن عنه في خطابنا السياسي، وأعتقد أن إخوتنا في حماس في داخل الوطن بيعرفو دور الجبهة الشعبية وأعضائها في المشاركة بالحملات التي تدين سلوك السلطة تجاه المناضلين.

أحمد منصور:

دكتور رمزي أبو عيَّاش من ألمانيا، يقول لك: ما موقف الجبهة الشعبية حال موافقة السلطة الفلسطينية على أن تكون (أبو ديس) هي البديل عن القدس.. كما يحدث الآن، هل ستقولون: إنه الأمر الواقع، وتتعاملون معه كما تتعاملون مع الأمر الواقع الآن؟

أبو علي مصطفى:

لا، هاي بدنا نرد نرجع للأمر الواقع احنا  شايفينو بس مش موافقين عليه، لذلك احنا بالنسبة لنا..لا، القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وحتى لا نتحدث نحن عن أي قدس، لا شرقية ولا غربية، نحن نتحدث عن القدس بشكل عام.. لذلك احنا من الناس اللي معربين عن الموقف يرفض أي محاولة لمفاوضة أو مقايضة على ما وصلت إليه الآن الدولة الفلسطينية.

أحمد منصور:

الآن أنتم تواجهون مشكلة حقيقية في قضية الصراع بين الداخل والخارج فيما يتعلق ببناء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.. ما طبيعة هذا الصراع؟ وهل سيتنقل حقيقة ستنتقل قيادة الجبهة كليّة إلى الداخل بعد انتهاء المؤتمر السادس؟

[فاصل موجز أنباء]

أبو علي مصطفى:

هو يعني مبنى السؤال على فرضية صراع ليس دقيق، نحن تنظيم ديمقراطي لا صراع بين الداخل والخارج، ولكنا كتنظيم ديمقراطي نفسح مجال لإبداء الرأي والنقاش والاختلاف.. وإلى آخره، إلا أن كل الآراء بالحصيلة بما فيها وثائق المؤتمر، لا يوجد عندنا مادة مسكوبة سكبة واحدة وخلاص يعني، جامدة، لا بالعكس، نحن نعتبر النقاش والجدل والرأي والرأي الآخر مسألة تضمن تطور التنظيم وتقدُّم التنظيم، لأنها تمارس إما جانب نقدي أو جانب تحليلي أو جانب تصور للمستقبل.. لهذا .. تعود الأمور في النهاية إلى ضوابط الوحدة مهما كان الاختلاف، مهما كان الرأي، ضوابط الوحدة، ولا تستغرب إذا قلت إنو لا فيه ناس بيحملو آراء في منطقة ما في الداخل، وبيحمل مثل ما لهم آراء في لبنان أو في سوريا، والعكس صحيح، هناك ناس آخرين بيحملوا آراء يعني من الخارج..

أحمد منصور:

لكن موقع الآراء دي؟ وحجمها إيه؟ يعني الأمر الآن بيشكل حسب كثير من المراقبين أن هناك أزمة فعلية داخل الجبهة بين تصورات الذين يقيمون في الخارج وتصورات الذين يقيمون في الداخل؟

أبو علي مصطفى:

لا.. الأمور مش مقسومة بالأزمة على نحو جغرافي، من في الداخل، ومن في الخارج لا.. الأزمة عرفناها بأسبابها التاريخية وليست جديدة، إلا أن الاختلاف في الرأي أو الجدل أو النقاش الذي يدور داخل التنظيم ليست له صفة الخط الفاصل الجغرافي، هناك آراء بهذا الاتجاه وهناك آراء بذاك الاتجاه..

أحمد منصور:

بعد دخولك قبل 7 أشهر.. هل التحقت بك كثير من كوادر الجبهة في الداخل؟ هل استطعت أن تحصل لها على إقامات أو كفلاء حتى يدخلوا معك؟

أبو علي مصطفى:

حتى الآن لم أحصل، ولكنني أسعى للحصول.. ما حصلش لا والله..حتى الشباب اللي معي..

أحمد منصور:

يعني المكتب السياسي، هل سيبقى في دمشق أم سينتقل إلى الداخل؟

أبو علي مصطفى:

بيعتمد على نتائج انتخاب اللجنة المركزية لعضوية المكتب السياسي، وبالتأكيد سيؤخذ بعين الاعتبار وفقًا للحال الفلسطيني العام أن يكون فيه هناك صفوف قيادية في الخارج وصفوف قيادية في الداخل، على مستويين، على مستوى اللجنة المركزية، وعلى مستوى المكتب السياسي.

أحمد منصور:

ايه الإفرازات اللي نتجت عنها..عن المؤتمر حتى الآن؟

أبو علي مصطفى:

حتى الآن المؤتمر بداية.. حلقة أولى، هي كل النقاشات التي دارت فيه، سواء على الصعيد الفكري أو الصعيد السياسي أو الصعيد التنظيمي بما فيه النظام الداخلي لا تعتبر قرارات، هي تعتبر يعني مشاريع قرارات، لا تُستكمل إلا بعد أن يتم في الداخل بحلقة القطاع وحلقة الضفة مناقشتها، عند ذلك تأتي اللجنة التحضيرية وتجمعها لتخرج بحصيلة منها على كل المستويات.

أحمد منصور:

في ظل هذا الواقع.. أين الثقل الحقيقي للجبهة؟ هل ثقلها الحقيقي الآن لا زال في الخارج أم في الداخل؟

فاصل إعلاني]

أبو علي مصطفى:

الثقل الحقيقي أساسًا.. هذا أمر كنا ناظرين فيه منذ المؤتمر الخامس، الثقل الحقيقي لجسم الجبهة في داخل الوطن.

أحمد منصور:

كيف وكل القراءات للواقع الفلسطيني الداخلي تؤكد أن هناك ثلاث قوى رئيسية فقط داخل فلسطين، وباقي القوى هي قوى هامشية؟

القوى الرئيسية هي السلطة الفلسطينية بما تملك من سلطة ومن مال، القوتين الأُخريين هما حماس والجهاد الإسلامي، بما يملكان من فكر أيديولوجي أو عقائدي ينتمي به الناس إليهم، أما أنتم فلا وجود حقيقي لكم في الداخل.

أبو علي مصطفى:

يعني.. الخريطة اللي ذكرتها مش دقيقة.. أولاً: القراءة مش موضوع سلطة ولا سلطة..فيه حركة فتح…

أحمد منصور [مقاطعا]:

يعني أنتو إذا وجودكم الحقيقي في الداخل، يبقى أنتو أصبحتوا هامشكم بسيط، أصبحتم جماعة صغيرة للغاية.

أبو علي مصطفى:

يعني نحنا بنطمح أن يكون هامشنا أكبر، بس احنا مش بسيط، لأنو يعني لما بتكون مثلا الاستطلاعات مع أنو أنا لا أُكثر يعني من الحديث عنها، باعتبار مش دقيقة 100% دائمًا بتعطي الجبهة الشعبية بعد حركة حماس، يعني أولاً: فيه فتح، وثم حماس، ثم الجبهة الشعبية، ثم تأتي التنظيمات الأخرى ما بعد الجبهة الشعبية، بالتالي الخريطة عندما تقرؤها بشكل دقيق فهي ليست كما ذكرت.. مع ذلك المسألة حتى الآن لم يخضع الوضع الفلسطيني إجمالاً –أخ أحمد- لعملية انتخابية ديمقراطية شاملة حتى تبين فيها حجم القوى أو وزن القوى، كل ما يجرى حتى الآن هو تقديرات ذاتية، قد أُقدر نفسي أنني مالك الدنيا، وعمليا لا أكون شيء، أو الآخر يتصرف كذلك، احنا عم بنحط  الآن يعني نقطة تحدي تتحدث عن ضرورة إجراء انتخابات، سواء بالمؤتمرات للاتحادات الشعبية، أو سواء في البلديات.. أليست هي محك اختبار لمدى قوة الناس؟

أحمد منصور:

تقصد انتخابات في السُلطة؟

أبو علي مصطفى:

لا.. هاي انتخابات بلديات يعني بتم على كل الخدمات.

أحمد منصور:

ستشاركون فيها؟

أبو علي مصطفى:

إذا وقعت نعم..احنا داعيين لها

أحمد منصور:

حتى لو أن السلطة الفلسطينية هي التي تنظمها؟

أبو علي مصطفى:

ولو مين بدو ينظمها.

أحمد منصور:

طيب هذا إقرار بأوسلو يا سيدي.

أبو علي مصطفى:

ما لوش علاقة بأوسلو.

أحمد منصور:

كيف هي السلطة هي إفراز لأوسلو؟

أبو علي مصطفى:

يا سيدي كانت الانتخابات تصير بزمن الاحتلال الإسرائيلي.. هو إقرار بالاحتلال؟ هو اللي كانوا رؤساء بلديات وجرى محاولات اغتيالهم ماكانوش منتخبين من أيام الاحتلال؟.

أحمد منصور:

هل سترشحون أنفسكم أو تشاركون في العملية الانتخابية البلدية فقط أم التشريعية أيضًا؟

أبو علي مصطفى:

لا، لا.. نحن الآن نتحدث عن البلدية، ونتحدث عن الاتحادات الشعبية، وهي ما وردت بقرارات المجلس الوطني.

أحمد منصور:

والاتحادات الطلابية بتشاركو فيها؟

أبو علي مصطفى:

نعم، اتحادات شعبية، طبيعي، هلا بجامعة النجاح مش بتنزل كل الكتل؟ جامعة بيرزيت مش بتنزل كل الكتل ؟

أحمد منصور:

ما هي النسب التي تحققونها في هذا؟

أبو علي مصطفى:

يعني بآخر اجتماعات في بيرزيت الهيئة العامة 51 ، كان لحماس يمكن 22 مقعد، كان لفتح 20 أو 21 مش هذا؟، وكان للجبهة 7 مقاعد.

أحمد منصور:

صبحي فارس من الأردن.. تفضل يا أخ صبحي.

صبحي فارس:

السلام عليكم.

أحمد منصور:

وعليكم السلام.

صبحي فارس:

يعطيك العافية -أخ أحمد-شكرًا للجزيرة اللي استضافت الأخ (أبو علي)، أخ (أبو علي) أبو خالد العرابي بيحكي معاك.. صبحي فارس.

أبو علي مصطفى:

هلا وسهلا بيك.. دا من بلدنا دير بالك عليه.

أحمد منصور:

خلاص أبو علي حيتبرع لك بدقيقة.

صبحي فارس:

على كل أولا شكرا للجزيرة اللي أتاحت لنا الفرصة للتحدث للآخ أبو علي..

أخ ابو علي يعني فيه كلمة أنا بدي أحكيها هاي ضرورة أساسية، أي واحد بدو يناضل إذا ما بيخوض الصراع من الداخل لا يمكن أن يحقق نتائج، وإذا خاض الصراع من الخارج بتكون نتائجه مجزوءة أو حتى تُشوَّه بالسياسة الدولية.. ونحن نشد على أيديك، واستمر، وخليك مستمر والثبات  الثبات ، وتوكل على الله، وإن شاء الله ما بصير إلا كل خير، وشكرًا جزيلاً.. وبارك الله فيك فعلاً  أجبت على كثير من الاستفسارات والتساؤلات اللي كانت مطروحة في الشارع، وشكرًا للجزيرة اللي أتاحت لنا الفرصة.

أبو علي: شكرا يا أبو خالد

أحمد منصور:

دكتور وائل حمدان من فلسطين، تفضل يا دكتور وائل.

دكتور وائل:

مرحبًا.. مرحبًا يا أخ أحمد..في البداية نحيي قناة الجزيرة على هذه البرامج الشيقة بشكل عام.

أحمد منصور:

شكرا لك.

دكتور وائل:

 لي سؤالين.. واحد موجه للأخ أبو علي مصطفى، وواحد موجه إلك يا أخ أحمد منصور.

السؤال الأول: الأخ أبو علي مصطفى مرحبا بك يا أبا علي.. موضوع البرنامج هو سبب و دوافع استقالة جورج حبش من الأمانة العامة للجبهة، ونحن لحتى الآن لم نقتنع، ولم نتلقَّ الجواب الصحيح على أسباب استقالة جورج حبش من قيادة الجبهة الشعبية.

السؤال الثاني: يا أخ أحمد منصور في أحد البرامج السابقة وبسسب برنامجك هذا وأرجو أن يكون صدرك واسعًا، مُنع (نايف حواتمة) من الدخول إلى فلسطين بسبب بعض الأسئلة الاستفزازية التي وجهتها له، وأنت الآن تكرر نفس الحلقة، ونفس الأسئلة، وتحاول إيقاع أبو علي مصطفى، وكأنك أيضًا..

أحمد منصور:

أبو علي يُوقع بلد يا حبيبي.

د. وائل حمدان:

تعمل على عمل عودته إلى الأرض المحتلة، يعني أنا أرجو أن تحدد موقفك من هذه الأسئلة الاستفزازية التي تحاول أن تجبره على الإجابة عنها.

أحمد منصور:

أنا موقفي أني مشاغب مع ضيفي.. أعتقد بالنسبة لي بسرعة..اعتقد أن كل ضيف مسؤول عن إجاباته، وأنا فقط مسؤول عن الأسئلة، وليس هناك ما يمنعني من أن أوجه أي سؤال إلى الضيف، وكل الضيوف أيضًا صدورهم رحبة إلىهذا الأمر، ولا أعتقد أني تسببت في منع السيد (نايف حواتمة) من الدخول، هو الذي تسبب في منع نفسه.. لكن أبو علي الأمور عنده واضحة، ليس في حاجة إلى أن أورطه، ولكن أعتقد أن الرجل يستطيع أن يورط بلدًا بأكملها..

 سؤاله عن أنه إلى الآن لم يفهم الأسباب الحقيقية وراء استقالة الدكتور جورج حبش..بدون العودة للأوراق.

أبو علي مصطفى:

إحنا يا أخي العزيز، في شيء اسمه مكتوب ورسمي وموثق وتقدم به الدكتور جورج حبش نفسه إلى المؤتمر الوطني السادس، وهذا هو الختام الذي يقول رفيقكم الأمين العام للجبهة الشعبة لتحرير فلسطين، وقد بيَّن الدكتور جورج حبش الأسباب، أما أنت غير مقتنع، فهذه مسألة بتعود إلك، يعني شو الطريقة اللي بدي أُقنعك فيها؟

بعدين البرنامج.. هيو البرنامج هذا برنامج الجبهة الذي لم يجر عليه تغييرات، وقد وضع منذ المؤتمر الوطني الخامس، متشكرين.

أحمد منصور:

حسين عودة من فلسطين، تفضل يا أخ حسين.

حسين عودة:

السلام عليكم، نحيي السيد أبو علي مصطفى، سؤالي يا سيد أبو عليب يتعلق بالأخوان (كارلوس) (وكوزوموتو) اللي سبق وأن عملوا في صفوف الجبهة الشعبية، فسؤالي، هل جرى تقديم أي مساعدة لهؤلاء المناضلين من قبل الجبهة الشعبية أو من أي جهة عربية أخرى؟! خصوصًا وأن حاليًا (كارلوس) يعني يقدم للمحكمة في فرنسا، وقبل فترة كان فيه هناك مطالبة من قبل اليابان بتسليم (كوزوموتو).. فيعني كنوع من الوفاء لهؤلاء المناضلين اللي سبق أن هم قاموا بعمليات من أجل الدفاع عن فلسطين، هل يعني في هناك محاولات لتقديم مساعدة إلهم في الوقت الحاضر؟

أحمد منصور:

شكرًا لك، تفضل أبو علي.

أبو علي مصطفى:

شكرًا لاهتمامك بالمناضلين الأمميين الموزعين على السجون، لكن كون واثق ومتأكد أنو احنا ما نستطيع أن نقوم به، نقوم به.

أحمد منصور:

يعني لم تقوموا بعمل أي شيء بالنسبة لهم، وقد يعني قامو بجهد كبير أثناء عملية الكفاح والنضال.

أبو علي مصطفى:

لا لا زي ما قلت، وفق إمكاناتنا كان على سبيل المثال عندما جرى الإضراب لـ(كارلوس) في فرنسا، يعني تدخل برسالة الدكتور جورج حبش وخاطب كارلوس، وكارلوس أيضًا يخاطبنا، نفس الشيء بالنسبة لـ(كوزوكموتو)، وأعتقد الكل مطل أن هناك لجان شعبية تكونت ودافعت عن هؤلاء المناضلين، وبقي (كوزوكموتو) في لبنان، ولبنان يرفض أن يسلمه لاعتبار أنه مناضل في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، وهو لديه الآن إقامة لجوء سياسي..

أحمد منصور:

زي حضرتك عندك إقامة كده في السلطة الفلسطينية؟

أبو علي مصطفى:

لا، إقامتي بفلسطين.

أحمد منصور:

أما تشعرون أنتم الآن في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بوجود فجوة حقيقية بين جيلكم وبين الأمين العام السيد (جورج حبش)؟

أبو علي مصطفى:

لا، احنا مش كثير فيه فروقات بيننا وبين جيل (جورج حبش) ترافقنا مع سوى على المسار الطويل للعقود، وأعتقد أنو الحياة طبيعتها أكيد بتكوِّن تطورات، وتكوِّن أفكار، وبتكوِّن تجارب، وتكوِّن خبرات، مثلما هي الخبرات رصيد أساسي وثروة بالنسبة لأي حركة ثورية، أيضًا الجيل الجديد وضخ دماء جديدة في شرايين أي تنظيم أيضًا ثروة تغني هذا التنظيم.

أحمد منصور [مقاطعا]:

هل نستطيع أن نقول …

أبو علي مصطفى :

وبالتالي فيه تكامل فيما بين الخبرة والكفاءة والتجربة النضالية والتراث وبين الجديد الذي يصعد ويتطور.

أحمد منصور:

هل نستطيع أن نقول من خلال -أيضًا- ما تلوته أنت بأن جورج حبش انسحب من الحياة السياسية حينما وجد أن الأمور تسير في اتجاه لا يستطيع هو أن يسير فيه، لأنه يتعارض مع ما ظل ينادي به طوال الخمسين عامًا الماضية؟

أبو علي مصطفى:

لا، ليس هكذا ما قاله (جورج حبش)..

أحمد منصور :

أنا أقول تفسير لما قاله، وليس نص ما قاله.

أبو علي مصطفى:

تفسيرك، وليس تفسيري أنا.

أحمد منصور:

وليس تفسيري أنا أيضًا، تفسير كثير من المراقبين والمحللين.

أبو علي مصطفى:

يا سيدي، مهما كانت التفسيرات، إحنا عندنا تفسير واحد، تفسير واحد اللي بيقول فيه (جورج حبش) هذه أسبابه، وهذه رؤيته لدوره القادم فيما تبقى من العمر، بعد يعني أن أصبح في هذا السن، وأعطى لنفسه هذه المهامّ، ولكنه أيضًا قال: أنا لا أنسحب من الحياة السياسية، لأنو الحياة السياسية حياة وطنية، قضية وطنية، ولكنه حدد مهامّ معينة، وإذا انتبهت للمهام المعينة أيضًا هي طبيعتها سياسية فكرية…

أحمد منصور:

هل هناك دول تقف وراء الجبهة الآن؟ من المعروف أن كل الفصائل الفلسطينية كانت تقف وراءها دول عربية، ما هي الدول التي تقف وراءكم الآن؟ وهل لا زال لكم علاقة بالعراق؟

أبو علي مصطفى:

الحمد لله ولا دولة تقف لا وراءنا ولا أمامنا.

أحمد منصور:

هل لا زال لكم علاقة بالعراق؟

أبو علي مصطفى:

عندنا علاقات عادية مع أكثر من بلد عربي، ولكن لا يوجد الدعم الذي كانت تتصوره الناس منذ سنوات، طبعًا لنا علاقة، احنا بالمناسبة نتخذ موقف معلن منذ سنوات إنو إحنا ضد هذه الإجراءات والحصار الذي يجري على العراق، ونحن نتزاور ونذهب بوفود سياسية، ويتم بيننا وبينهم حوارات، ونعرب عن موقف مع الشعب العراقي في مواجهة هذا الحصار الظالم…

أحمد منصور:

احترافك للعمل..

أبو علي مصطفى:

لكن لنا زيارات قليلة على بعض البلدان العربية، وهي بالفترة..بالآونة الأخيرة يعني المساحة العربية ضاقت.

أحمد منصور:

احترافك للعمل في المنافي طوال الخمسين عامًا الماضية منذ أن خرجت عام 50 من فلسطين، أما تعتقد أنه يجعل مهمتك الآن في الداخل صعبة؟ ومستقبل عمل الجبهة فيه صعوبة أيضًا؟

أبو علي مصطفى:

هو لأ، فيه جزء من عملي بالسابق كان في فلسطين، يعني إذا لاحظت -في محطة- بعد خروجي من معتقل الجفر الصحراوي بقيت لحد عام 66، من عام 62 لعام 66، وأنا أعمل في داخل فلسطين، كنت مسؤول المنطقة، وثم مسؤول في العمل الخاص، اللي كانت بداياته العمل الفدائي، بالتالي أنا لي معرفة جيدة، وكنت واعي بسن يعني جيد، لي معرفة بالناس وبالأفراد وبالقرى وبالمخيمات بشكل واضح.

أحمد منصور:

يعني أنت أما وجدت صعوبة بعدما رجعت قبل 7 أشهر؟

أبو علي مصطفى:

أكيد هذه النقطة الثانية، أكيد الوضع بعد 32 عامًا اختلف، أنت تجد نفسك أولاً أمام أجيال جديدة، يعني إذا كنا نحنا واحد ولد بذاك اليوم اللي خرجت فيه وعمره 32 عام وعنده أولاد، فيه أجيال، وأعتقد أنه عبرت هذي عن نفسها في الانتفاضة الشعبية اللي صنعتها هذي الأجيال بالدرجة الأساس وليس أحد آخر، لا شك إنو فيه تغيرات ديموغرافية، فيه تغيرات بالحياة، فيه استيطان مرعب على الأرض، فيه حالة احتلال.

أحمد منصور:

شكرًا جزيلاً لك.

كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم.

في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.