السينما والصراع العربي الإسرائيلي
مقدم الحلقة: | أحمد منصور |
ضيف الحلقة: | لورن تايسن/ كاتب ومنتج ومخرج فيلم المتاهة |
تاريخ الحلقة: | 14/07/2004 |
– دوافع إنتاج لورن تايسن لهذا الفيلم
– حجم الحقيقة والخيال في الفيلم ورسالته
– صورة العرب في السينما الغربية
– مصادر المؤلف والعقبات التي واجهته
– مشاهد وحوارات مثيرة للجدل
– الجانب الأصعب في عملية التصوير
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحييكم على الهواء مباشرة من العاصمة البريطانية لندن وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود حيث بدأنا الحلقة ببعض اللقطات من الفيلم المثير للجدل المتاهة حرب الجنرالين عون وشارون، على مدى مائة وأربعين دقيقة جلست أتابع المتاهة في عرضه الأول في بيروت قبل ثلاثة أسابيع فوجدتني أمام فيلم سينمائي ضخم من حيث الإنتاج مثيرٍ للجدل من حيث التناول ولأن الفيلم تناول حدثين تاريخيين هامين هما الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 والحرب المسيحية المسيحية عام 1989 بالأسماء والأحداث فقد أثار غضبا في مكانين هما إسرائيل مما جعل اللوبي الصهيوني في الغرب يسعى جاهدا لمنع عرض الفيلم في أوروبا وأميركا كما جعل بعض المسيحيين في لبنان يشنون أيضا حملة على الفيلم الذي يقول كاتبه ومنتجه ومخرجه البارون السويسري لورن تايسن أنه أعده للمشاهد الغربي الذي لا يرى إلا صورة مشوهة للعرب وفي هذه الحلقة نحاول فهم بعض جوانب الصورة ودور السينما في صياغة أحداث التاريخ وصورة العرب في السينما الغربية وكيفية تغييرها من خلال حوارنا مع البارون تايسن كاتب ومخرج فيلم المتاهة، ولد لورن تايسن في مدينة لوغانو السويسرية عام 1963 لأب سويسري وأم بريطانية تخرج من جامعة إدنبره عام 1984 وفي عام 1989 تخرج من الأكاديمية البريطانية الأميركية للدراما حيث أحترف العمل المسرحي وشارك في كثير من الأعمال المسرحية التي قدمت في برودواي في نيويورك ولندن ومدن أخرى غير أن زياراته للبنان ودول عربية أخرى جعلته يتوجه لصناعة السينما ويقوم بكتابة وإنتاج وإخراج فيلم مثير ومعقد هو المتاهة ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا بعد موجز الأنباء على الأرقام التالية 00442075870156 أو عبر الفاكس أيضا 00442077930979 وعبر موقعنا على شبكة الإنترنت www.aljazeera.net ، بارون تايسن مرحبا بك.
لورن تايسن:Thank You .
دوافع إنتاج لورن تايسن لهذا الفيلم
أحمد منصور: ربما السؤال الهام الذي يمكن أن يطرحه كل من يشاهد الفيلم الآن هو ما الذي جعلك تدخل هذا الحقل حقل الألغام الكبير وتنتج هذا الفيلم المثير للجدل؟
لورن تايسن: أولا دعني أقول أنني لا أدري بعد مدى المعارضة للفيلم لأن ردود الفعل التي تلقيتها من المهنيين اليهود حتى الآن كانت مُشجعة الجواب لماذا دخلت في هذا الفيلم هو أنه جاء من محبة للشرق الأوسط وقد شاهدت بنفسي الأحداث بعد نهاية الحرب في لبنان سنة 1991 بعد إخراج الجنرال عون، كانت لدي فكرة في أن أصنع فيلما يتحدث عن فصلين من الحرب الأول الغزو الذي أتذكره عندما كنت صغيرا وغيّر كثيرا من نظرة الناس تجاه إسرائيل والثاني أردت أن أسرد هذه القصة عن طريق الجنرالين عليّ أن أقول أولا أن مفهوم أن النظرة إلى الجنرال عون في الغرب عندما شن حربا مجنونة وحين كنت في لبنان أدركت أن هذا الرجل كان يتمتع بشعبية كبيرة ورُشِّح لأن يكون رئيسا للوزارة من طرف الرئيس أمين الجميل..
أحمد منصور [مقاطعاً]: لا أريد أن أدخل في السرد التاريخي للأحداث بقدر ما أنا الآن أمام شيء يعتبر جديد جدا وهو إن الفيلم بالمعايير التجارية يعتبر مغامرة منك ربما أنت بارون ومن عائلة ثرية ولديك أموال والفيلم كما أخبرتني تكلف ما يقرب من ثلاثة وعشرون مليون دولار أنت تعرف حجم النفوذ الإسرائيلي في الغرب ومدى قدرة الإسرائيليين على أن يمنعوا عرض فيلمك والآن كما أعرف الفيلم ممنوع من فرنسا وأنت الآن تحاول مع نفس الشركة التي تعرض فيلم فهرنهيت 11/9 لمايكل مور أن توزع فيلمك في أوروبا والولايات المتحدة لتغيير الصورة، هل يعني العرب أنفسهم لم يهتموا ولا يهتموا كثيرا بتغيير صورتهم لدى الغرب أو بيان حقائق ما حدث لهم على أيدي الإسرائيليين لدى الغرب دوافعك للدخول في هذا الأمر وتحسين صورة العرب ما هي؟
” لم يكن العرب مستعدين لطرح قضيتهم والدفاع عن فلسطين بطريقة فاعلة في الغرب ” |
لورن تايسن: أولا أعتقد أن من الخطأ أن العرب لم يكونوا قادرين أو غير مستعدين أن يطرحوا قضيتهم ويدافعوا عن فلسطين بطريقة فاعلة في الغرب كما قلت موضوع الحرب اللبنانية معروف للشعب العربي وفي الغرب باستثناء فرنسا التي تتابع الأحداث عن قرب، قليل يعرفون بهذه الحرب لأنها مضت قبل عشرين سنة انتهت قبل أثني عشرة سنة لذلك أنا أوروبي وأصنع الأفلام وأنا عشت في المسرح وأريد أن أصنع هذا الفيلم لأقدم فيلما سياسيا بالرغم من أنه حقل ألغام عندما تدخل في مثل هذا الموضوع ولكنه أيضا يستقطب المشاهدين الغربيين ويثير بعض الحقائق التاريخية بالنسبة للصراع بالنسبة للمشاهدين الغربيين باللغة الإنجليزية.
أحمد منصور: هل يعني أنت الآن ربما التقيت مع مايكل مور في بعض الأشياء هو أيضا منتج ومخرج وكاتب فيلم فهرنهيت 11/9 لكنه فيلم وثائقي وأنت فيلمك روائي أو سينمائي هل الرؤيا الشخصية الآن أنت تريد أن تنقل رؤيتك الشخصية كغربي ربما أدرك حقيقة ما وقع للعرب وحقيقة ما فعله الإسرائيليون فيهم في العام 1982 مثلا كصورة من الصور تريد أن تنقل هذه الصورة من خلال أموالك من خلال خبرتك إلى الغرب بدون يعني أي دوافع أخرى؟
لورن تايسن: (No I Think That Is Fair Point) عادلة ويجب أن أقول أنني كان من الصعب علي صناعة هذا الفيلم وقد أستغرق وقتا طويلا ونضبت أموالي وواجهت مشكلات ولكنني عنيد..
أحمد منصور: من أجل مَن عنادك هذا؟
لورن تايسن: إنه عناد شخصي أريد أن أكمل هذا الفيلم.
أحمد منصور: من أجل مَن؟
لورن تايسن: المشاهدين طبعا.
أحمد منصور: المشاهدين العرب أم الغربيين؟
لورن تايسن: كليهما الأولوية للغربيين المسألة لأن الفيلم ليس باللغة العربية كان هناك أفلام عربية حول الموضوع هذا فيلم سياسي إنه قصة حب أيضا وحجة لتقديم الأحداث السياسية.
أحمد منصور: اختيارك لموضوع يعني حدث لازال حيا في نفوس اللبنانيين وفي نفوس العرب بشكل عام وربما عند العالم بشكل عام وهو الحرب اللبنانية أو الاجتياح الإسرائيلي الذي وقع في العام 1982 ثم الحرب المسيحية المسيحية التي وقعت في العام 1989 وتناولت الأمر بالأسماء يعني كل الشخصيات التي دارت في الحرب بشير الجميل، شارون، أمين الجميل، إيلي حبيقة، الجنرال عون كلها شخصيات حية التقيت مع هؤلاء الناس وتحدثت معهم حول الفيلم؟
لورن تايسن: نعم عندما كنت أعمل بحثا عن الفيلم قابلت عدة أشخاص منهم الرئيس أمين الجميل وميشيل عون، المسألة للتاريخ فقط أنا لست مسؤول عن الحرب إنما أكتب عنها وأنا أفهم أن هذه الأحداث لازالت في ذاكرة الناس ومؤلمة في أذهانهم في لبنان لازال الناس يذكرون الخط الأخضر الذي لازال موجودا ولكن من جهة أخرى لم يكن هناك أفلام في حسب معرفتي يعالج ماذا حدث بالضبط.
أحمد منصور: فيه بعض المصادر المسيحية هاجمتك في لبنان مجلة المسيرة التي تعبر المسيحيين اللبنانيين وضعت عنوانا في عددها الصادر في 5 يوليو تقول وفاء لشهدائنا لا تشاهدوا هذا الفيلم وهناك نقد لاذع على مدى أربع صفحات للفيلم واتهام لك بأنك تروج الأكاذيب صحيفة الحياة التي تصدر في لندن مقال لمنال نحاس يوم الجمعة الماضي أيضا تقول أنك فبركت بين الأحداث الحقيقية والأحداث، ما حجم الحقيقة وحجم الخيال في الفيلم واسمح لي أسمع الإجابة بعد فاصل قصير نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود في هذه الحلقة التي نقدمها لكم من العاصمة البريطانية لندن حول صورة العرب في السينما الغربية وفيلم المتاهة حرب الجنرالين عون وشارون الذي أنتجه وأخرجه المخرج السويسري البارون لورن تايسن قبل أن أسمع منك الإجابة حول حجم ما اتهمت به من الفبركة والحقيقة في الفيلم اسمح لي نرى هذا المشهد أيضا من الفيلم أو بعض المشاهد المتكررة وراء بعضها لنتابع بعض الأشياء مع المشاهد التي شاهدناها من قبل.
[مشاهد من الفيلم]
أحمد منصور: طبعا اللقطة الأخيرة لك أنت، أنت قمت بدور إيلي حبيقة في الفيلم.
لورن تايسن: لم أجد ممثلا لبنانيا مستعد أن يلعب هذا الدور.
أحمد منصور: رفضوا القيام بالدور؟
لورن تايسن: نعم باختصار.
أحمد منصور: فاخترت أنت القيام به التقيت مع إيلي حبيقة وتحدثت معه حول قيامك القيام بدوره قبل اغتياله؟
لورن تايسن: لقد كان على إطلاع بأنني أقوم بعمل هذا الفيلم وكان هناك بعض رجاله في المشهد وحدث أنني طلبت منه أن أستعير قاربه لأحد المشاهد لقد استعنت بالجيش ولم يكن لديهم زورق فذهبت إلى مقابلته وشرحت له أنني بحاجة إلى قارب فقال لي لماذا ولأي مشهد، قلت له شرحت له المشهد وقلت له من في ذلك المشهد بما في ذلك هو نفسه، فسألني إذا كان يلعب أي دور في الفيلم فقلت له نعم، أنت أنا ألعب دورك في الفيلم فنظر إليَّ بحزم وقال لي إذا كان عليّ أن ألعبه فيجب أن أمثله كرجل قوي وأعارني قاربه كان يثق بي في أن لا ألوث سمعته كثيرا.
حجم الحقيقة والخيال في الفيلم ورسالته
أحمد منصور: لو عدت إلى سؤالي الأساسي حول الفبركة والحقيقة في الفيلم؟
لورن تايسن: الفيلم هو قصة حب الأساس وقصة الحب هي حجة من أجل رواية الأحداث السياسية ولكن استنتجت ولكنني أعارض السيدة التي كتبت تلك المقال وقالت إن السفير الأميركي استقال من منصبه هي مخطئة لأنه.. فحصل ذلك استعملت كتبا كثيرة كتبها لبنانيون سياسيون لبنانيون وصحفيون إسرائيليون ومذكرات حرب من جنود إسرائيليين يجب أن تذكر أن هذه حرب بالنسبة لإسرائيل كانت مثل فيتنام كانت كارثة بالنسبة لهم ولم تكن تلقى موافقة شعبية وكان الجنود مضللين وأظهرت ذلك في الفيلم، يجب أن لا نرسم صورة سوداء وبيضاء عن الفيلم ولكن من الصعب على المرء أن يصنع فيلما في هذا الموضوع دون أن يسيء إلى طرف من الأطراف.
أحمد منصور: يعني أنا من خلال متابعتي أيضا للفيلم لاحظت بعض الأشياء الهامة للغاية مثل سعيك لذكر بعض التواريخ حتى الخاصة بالأحداث وبعض اللقطات التي رآها الناس يعني مثلا محاولة اغتيال عرفات أو وقوع عرفات بالفعل تحت نيران القناصة الإسرائيليين وإيرادك لهذا الأمر، الجاسوس الإسرائيلي الذي قيل أنه كان يلبس ثياب شحات أمام السفارة السعودية أنت يعني ذكرته بشكل آخر وظهرت صورته أيضا، في الفيلم هناك بعض التفصيلات الدقيقة التي كانت تشاع عن اللقاء الشهير ما بين بشير الجميل وشارون في جونيا وبين القادة المسيحيين وهو ظهر أيضا ذكرته بشكل أساسي مثل هذه الأشياء أما اعتقدت أنها يمكن أن تثير حفيظة أناس لازالوا موجودين على قيد الحياة؟ اسمع لي اسمح لي أسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير نعود إليكم بعد موجز قصير للأنباء من غرفة الأخبار في الدوحة لمتابعة هذا الحوار فابقوا معنا.
[موجز الأنباء]
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من لندن مع المخرج السينمائي لورن تايسن وصورة العرب في السينما الغربية من خلال إنتاجه وإخراجه لفيلم حرب الجنرالين عون وشارون كنت أسألك عن الفرق ما بين الفبركة كما يقال والحقيقة في الفيلم واختيارك لهذه المشاهد وأنك لم تقدم الحرب اللبنانية بالشكل الذي وقعت به؟
لورن تايسن: أنا لا أتفق مع هذا لقد كنت أمينا للحقائق هذه قصة حب وهناك بعض العناصر الخيالية والقصة السياسية جاءت من خلال القصة العاطفية أنا ككاتب ومؤلف للفيلم كان أمامي خيارات مثلا يمكنك أن تسألني لماذا لم تذكر الحرب في الشوف أو الحرب بين أمل وحزب الله أو الحرب في طرابلس هذا ليس فيلم وثائقي هذا فيلم يمتد إلى الساعة وكذا إذا أردت أن تضمم كل شيء فتحتاج إلى 25 ساعة مثلا كان أمامي خيار وقد اخترت، الموضوع الآخر سألتني إذا كيف أوصل الرسالة للغربيين، بصراحة لو أخذت استبيان للرأي لثلاثة شخصيات يهود حول أي موضوع فستجد ستة أجوبة ولكنك ستجد جوابا واحدا بالنسبة للتأييد والأهمية بالنسبة لإسرائيل كأرض الميعاد بالرغم من الخلافات بين اليهود فإنهم يتفقون على أهمية إسرائيل كوطن، كوطن في سنة 1948 وكوطن اليوم في العالم العربي يصغي المرء لسياسيين كثيرين يتحدثون باللغة العربية الجميلة عن الوحدة العربية والتي لا أساس لها ولا يتفقون على شيء بالنسبة للغرب أو للأميركي أو الأوروبي يعرفون أن العربي فشل تماما في أن يقدم قضيته ويطرح القصة القضية الفلسطينية بالطريقة الصحيحة.
أحمد منصور: هل يمكن للعرب من خلال السينما أن يحسنوا صورتهم في الغرب؟
لورن تايسن: أعتقد أن السينما وسيلة ممتازة طالما أنت منصف في العرض وأعتقد أن هذا الفيلم منصف وأنا فخور به وفخور بكل شخص عمل فيه أعتقد أن هذا أمر هام، لقد ذكرت لك من قبل أن حكومة المملكة السعودية أنفقت عشرات الملايين من الدولارات من أجل تحسين صورتهم بعد حوادث 11 سبتمبر في أميركا وربما..
أحمد منصور[مقاطعاً]: يعني لو لجأت لتمويل فيلم سينمائي يمكن أن يكون هذا له تأثير أفضل لدى المشاهد الغربي أفضل من إنفاق عشرات الملايين من الدولارات على دعايات وإعلانات في الصحف ووسائل الإعلام الغربية؟
لورن تايسن: أعتقد علينا أن ننتظر لنرى مدى فعالية الحملة التي أثاروها وأنا لي رأيي الشخصي فيها ولكن بلا شك إذا قامت الدول العربية الغنية بنشاط بترويج للجمهور الإنجليزي مواضيع عربية وبطريقة مهنية وكما قلت بالنسبة للمتحدثين بالإنجليزية فإن الناس سيتعاطفون معهم لأن معظم الناس في الغرب لا يعرفون جيدا عن الطرف الآخر.
أحمد منصور: ما هي الرسالة التي يحملها فيلمك إلى المشاهد الغربي وما توقعك لاستقبال المشاهد الغربي للفيلم؟
لورن تايسن: أولا أنا صانع أفلام وآمل أن يذهب الناس لمشاهدة الفيلم ويستمتعوا به وكذلك آمل أن الدروس من هذه الحرب السيئة يكون قد تعلمها الناس في لبنان أعتقد الناس الذين مروا بالتجربة لا يريدونها مرة ثانية هنا بالنسبة للشباب الذين لم يمروا خلال حرب تجربة الحرب ولهم آراء متطرفة هذا أمر مثير للقلق كنت في بيروت لمدة ستة أسابيع وجاءني طفل وسألني الحرب لم تنتهِ قال لي الحرب لم تنتهِ هذا طفل عمره ستة سنوات هذه مسألة مثيرة للقلق وأنا قلت يجب أن تصغوا إلى هذا الطفل قلت للجميع يجب أن تصغوا إلى ما يقوله لأنه ذكي وهذا أيضا مثير للقلق عمره ست سنوات.
أحمد منصور: هل تعتقد أن المشاهد العربي أيضا سيتلقى الفيلم بشكل إيجابي وهو الآن لم يعرض إلا في لبنان فقط خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ولم يتم عرضه حتى الآن أو لم ينتقل إلى الدول العربية الأخرى من أجل العرض؟
لورن تايسن: آمل رغم أنه لا يسر كثير من السياسيين وأنا لست مسؤولا عن الحرب وحاولت أن أكون منصفا وعادلا ودقيقا ولكن الفيلم إجمالا يتعاطف مع الناس الذين مروا بتجربة الحرب وللفلسطينيين الذين لا زالوا يعيشون في مخيمات بائسة في لبنان ولا زالوا بدون عمل وفي بيوت من الزنك وعائلة من 12 شخصا في غرفة بدون كهرباء وبدون مجاري صحية هذا يثير السؤال ماذا تفعل الدول العربية الغنية التي تدفع الكثير للفلسطينيين، أين تذهب هذه الأموال يمكن أن تقول كل شيء عن الإسرائيليين ولكن اليهود لن يسمحوا لليهود أن يعيشوا في مثل هذه الحالة، المسألة تحتاج إلى قليل لتحسين أحوال المعيشة.
أحمد منصور: يعني أنا لازلت إلى الآن يعني أتساءل هناك كثير من العرب ربما ينفقون 22 مليون دولار على موائد القمار ولا يفكرون في يعني السعي لتغيير أي شكل من الصورة في الوقت الذي أنت أنفقت فيه هذا المبلغ من أجل إنتاج فيلما من أجل العرب ومن أجل قضية عربية هل أنت واثق من أنك يمكن أن تستعيد ما أنفقته؟
لورن تايسن: لا أنا متأكد أنني لن أستعيد لو استعدت بعضها فسوف أكون مسرورا لقد أثرت موضوعا أنني قدمت هدية على صحن من فضة للعالم العربي وآمل أن يدفع صناع الأفلام العربية وغيرهم أن يسهموا في صناعة أفلام أخرى تؤثر في هذا الموضوع، لقد شاهدت كثيرا من الأفلام الإسرائيلية التي تتحدث عن قضيتهم مثل كيبور الذي صُنِع قبل سنوات من الممكن أن تكون إذا كنت مصمما على شيء أن تعالج المواضيع الصعبة.
أحمد منصور: تعتقد إن العرب فشلوا حتى الآن في التعبير عن قضاياهم في الوقت الذي نجح فيه الإسرائيليين سينمائيا في عرض القضايا وتشويه التاريخ بالشكل الذي يقدمونه من خلال السينما بينما العرب غارقون في أفلام في الأفلام الفارغة ولم ينجحوا في تقديم شيء يعبر عن حقيقة ما حدث لهم أو الأحداث الحقيقية والأحداث السياسية وأنت بهذا الفيلم أيضا عريت صناعة السينما في العالم العربي؟
لورن تايسن: أعتقد أنني حصلت على تعليق مثير من عربي أميركي قال بأن العرب في الأفلام الأميركية هم إما راقصون أو مفجرون أو أثرياء وهناك بعض الحقيقة في ذلك ولكن المسألة تعود إلى صناع الأفلام العربية أن يطرحوا صورة مختلفة المسألة لا تتعلق بنفس المال.
صورة العرب في السينما الغربية
أحمد منصور: هل الصورة الأساسية للعرب الآن فعلا في السينما الغربية إما أنه إرهابي بالذات لا سيما بعد الحادي عشر من سبتمبر إما أنه زير نساء وإما أنه شخص تافه يملك بعض الأموال ويعني ينفقها بدون حساب وإما أنه أيضا إنسان لص يعني يمارس اللصوصية أو زعيم عصابة هذه الصورة السيئة للعربي في السينما الغربية من يتحمل مسؤوليتها وهل يمكن تحسين هذه الصورة؟
لورن تايسن: آمل أنه يمكن تحسين هذه الصورة وهناك موزع لبناني قال إن العرب يصورن كحمقى وليس فقط إرهابيين أعتقد أن هناك مجال لتحسين الصورة في من خلال الأفلام ولكن هناك بعض التغيير أيضا في الأفلام التربية.
أحمد منصور: هل اتهمك أحد بالجنون بعد ما فعلته في إنتاج وإخراج وتقديم هذا الفيلم؟
لورن تايسن: كثيرون العقيد الذي اشتغلت معه قال لي كان يسميني المجنون السويسري.
أحمد منصور: اسمح لي نشاهد بعض المقاطع من الفيلم عن قصف لبنان وقصف بيروت بالصواريخ وبعض صور الاجتياح والاجتماع الذي حصل بين الجميل وعون حينما كلف عون برئاسة الوزراء وطبيعة ما دار بينهما أعتقد أن المشهد جاهز الآن للعرض أو بعض المشاهد جاهزة للعرض.
[مشاهد من الفيلم]
” كثيرا ممن شاهدوا الفيلم كانوا يعتقدوا أن الفيلم ضد عون لكنه يصب في مصلحته ” |
أحمد منصور: الجنرال عون في الفيلم كثير ممن شاهدوا الفيلم كانوا يعتقدوا أن الفيلم ضد عون أو المشاهد بتقود إلى شيء ضد عون لكن عون ظهر في الفيلم أو النتيجة وأنا أخبرتك في أول اجتماع لنا بعض عرض الفيلم في بيروت أنني كنت مختلف مع الجميع ورأيت أن الفيلم يصب في مصلحة الجنرال عون ويعتبره شخص وطني في النهاية لأنه بموقفه مع الفرنسيين بموقفه مع الأميركيين بموقفه الرافض للتبعية ورغبته في استقلال لبنان والخطاب أيضا يعني أنا أريد أن أشير أيضا إلى التصوير المستوى العالي في التصوير بالذات تصوير المعارك وغيرها من الأشياء التي تمت في الفيلم الجنرال عون هنا ظهر كبطل في الفيلم وليس شيئا آخر هل قصدت هذا؟
لورن تايسن: لقد أردت أن أظهر رأيك ولكننا أقلية حاولت أن أصوره بعد أن التقيت به وتأثرت بشخصيته كرجل ربما لم يكن ذكيا سياسيا وربما قرر فجأة أنه ضد الجميع.
أحمد منصور: التقيت معه؟
لورن تايسن: التقيت به وقضيت فترة بعد الظهر معه لقد أحببته كشخص إنه يمثل بشكل أو بآخر آمال البلاد وهو رمز أيضا وقد دفع الناس إلى..
أحمد منصور[ مقاطعاً]: أنا اعتبرت من أفضل اللقطات في الفيلم وأنا أخبرتك وقتها تصويرك لخطابه لا سيما في حركة الكاميرا وطريقة إلقاؤه التي حازت كان يلقي الخطاب بطريقة من الكاريزمة العالية ومن الحضور العالي الذي استقطب على الناس لأسمع رأي موزع الفيلم في لبنان السيد صادق صباح معنا سيد صادق صباح؟
صادق صباح – موزع فيلم المتاهة: ألو.
أحمد منصور: أما تعتقد أنك غامرت بعرض الفيلم في لبنان مع ما يثيره من جدل؟
صادق صباح: الحقيقة أن اللبنانيون استقبلوا الفيلم بكثير من التعجب والفضولية..
لورن تايسن: Is the question just to me?
أحمد منصور: To Sadeq from Beirut.
صادق صباح: ألو.
أحمد منصور: نسمعك تفضل.
صادق صباح: أنا أقول أن في الحقيقة أن اللبنانيون استقبلوا الفيلم بكثير من التعجب والفضولية بإمكانية عرض فيلم مشابه في الصالات اللبنانية خاصة أن هذا الفيلم تضمن أحداث اختلف بشأن تفسيرها وظروفها اللبنانيين على مدى السنوات العشرة الماضية لكن الحقيقة..
أحمد منصور [مقاطعاً]: مدى تفاعل الناس مع الفيلم حتى الآن؟
صادق صباح: والله أستطيع أن أقول بأن المشاهدين في الأسبوع الثالث لعرضه نسبة المشاهدين مشجعة جدا وإنني أترقب إقبالا إضافيا خلال الفترة المقبلة خاصة..
صادق صباح: لكن عرض الفيلم في ثلاثة فقط من دور السينما مع الكلفة العالية التي تكلفها والجهد الكبير المبذول في إنتاجه وإخراجه أما تعتقد أن هذا أيضا قتل للفيلم؟
صادق صباح: لا أعتقد كذلك حيث أن الوضع السينمائي في لبنان وضعه صعب يعني في كثافة من الأفلام السينمائية حاليا والفسحة التي استطعنا أن نأخذها للفيلم أعتقد أنها منطقية في لبنان حاليا..
أحمد منصور: هل تنوي عرض الفيلم في الدول العربية الأخرى؟
صادق صباح: والله أترقب ذلك وخاصة في السوق المصري والأردني طبعا في الخليج العربي.
أحمد منصور: أنفق منتج الفيلم 22 أو 23 مليون دولار ما الذي تتوقع أن يأخذه من الأسواق العربية من هذه النفقات الباهظة من خلال عرضه باعتبارك الموزع في الشرق الأوسط؟
صادق صباح: والله لا أعتقد الكثير يعني لا أعتقد أنه سيغطي أكثر من يعني مش عارف أقول رقم يعني.
أحمد منصور: إذا دخلت مشروعا خاسرا؟
لورن تايسن: أنا أتفق معه.
صادق صباح: أتمنى له التوقيت في أوروبا وأميركا أكثر من البلاد العربية لأن الظروف العرض السينمائي في البلاد في لبنان العربية معقد جدا..
أحمد منصور: نعم أشكرك سيد صادق صباح شكرا جزيلا.
صادق صباح: الله يخليك أنا متشكر جدا؟
أحمد منصور: في المشهد الخامس لو أُعِد المشهد وهو يتناول موضوع حساس للغاية لقاء شارون مع القادة المسيحيين في جونيا وأيضا فيه إعادة لتكليف الجنرال عون بالوزارة وحوار بين عون والسفير الفرنسي وأنا تحدثت معك عن حرب عون والحرب المسيحية المسيحية أيضا التي ربما يعتبر المسيحيين أنها نوع من إخراج ما كان دائرا في الكواليس إلى العلن لو المشهد الخامس وليس الرابع أرجو أن يتم عرضه لمشاهدة أيضا بعض الأشياء الهامة التي ربما تكون مثيرة للجدل فعلا في الفيلم تفضل.
[مشاهد من الفيلم]
أحمد منصور: ما هي الصورة التي يمكن أن يقدمها الفيلم للعرب في السينما الغربية يعني هل يمكن أن يحسن أي شيء من صورة العرب في السينما الغربية فيلمك؟
لورن تايسن: طبعا هام ذلك قلت أكثر من مرة أن هذا الفيلم الذي لم أشاهده عُرِض في كان الخروج عن أحداث 1967 ولكن قيل أنه فيلم جيد لم أشاهده يجب أن نصنع مثل هذه الأفلام وأن يكونوا باللغة الإنجليزية بالطبع يمكنك استخدام ممثلين عرب ويهود ولكن إذا كنت.. المشكلة أنه في استقبال الغرب للأفلام العربية مقيد باللغة ولذلك يجب أن تكون بالإنجليزية قال لي بعضهم لو كنت لبنانيا لما تمكنت من عمل هذا الفيلم في لبنان وهذه نقطة مهمة، كتبت أنا الرواية وَوُفِق عليها وحصلت على تأييد الجيش اللبناني وأدركوا أن هذا الفيلم موضوعي ودقيق، لقد تحدثت إلى كثيرين من صناع السينما اللبنانية ولم ينجحوا في الحصول على الموافقة على أفلامهم ربما لأنهم كانوا منحازين ربما إما تجاه عون أو تجاه هذا أو ذاك لذلك من الصعب على العرب أن يصنعوا فيلما حتى في الدول العربية ولكن أعتقد أنه ببعض المساندة يمكن لهذا الفيلم أن يمهد الطريق للآخرين من صناع الأفلام العربية لمعالجة القضية الفلسطينية الإسرائيلية بكاملها..
أحمد منصور[مقاطعاً]: ليس هنالك كثيرون مثلك.
لورن تايسن: بالنسبة للمشاهد الغربي.
أحمد منصور: ليس هناك كثيرون لديهم استعداد لإنفاق 22 مليون دولار من أموالهم الخاصة للقيام بعمل ينظر إليه على أنه مجنون كما اتهمت أنت بالمجنون السويسري يعني.
لورن تايسن: ربما عليك أن تسأل الأمير الوليد بن طلال.
أحمد منصور: اسمح لي آخذ بعض آراء المشاهدين حسين عبد العظيم من ألمانيا تفضل يا حسين.
حسين عبد العظيم: سلام عليكم يا أخ أحمد.
أحمد منصور: عليكم من السلام.
حسين عبد العظيم: تحية لك وتحية للسيد لورن تايسن الذي امتلك الشجاعة أن يوثق لفترة تاريخية لم يتعرض لها أحد من قبل في لبنان يعني أنا عندي بعض الأسئلة لضيفك الكريم وهو مصادر الأحداث أو المصادر التاريخية لهذا الفيلم أرجو الإشارة لها هل كان في مصادر معينة لجأ إليها ولا لا هو أشار في كلامه ده السؤال الثاني إنه بالمعنى العام إنه لو كان عربيا لما استطاع إنتاج أو إخراج هذا الفيلم يا ريت يقدر يوضح لنا بعض العقبات التي يمكن كان أن كانت تعترضه لو كان عربيا؟
أحمد منصور: شكرا لك، نبيل الناصر من اسكتلندا.
نبيل الناصر: مرحبا أهلا أخ أحمد منصور.
أحمد منصور: مرحبا أهلا بك.
نبيل الناصر: سؤالي سيدي البارون لم أشاهد الفيلم وأنا بشوق لمشاهدته بعد معرفتي بثقافتك اليوم وسؤالي هو هل يحدث لك مضايقات من قبل الصهيونية العالمية بمعنى آخر هل هناك تهديد على حياتك من قِبَل أعداء ثقافتك السينمائية أو ما شابه ذلك وأتمنى لك التوفيق ولفيلمك.
مصادر المؤلف والعقبات التي واجهته
أحمد منصور: شكرا لك، مصادرك التاريخية في الفيلم؟
لورن تايسن: المصادر التاريخية كانت كما ذكرت ذهبت وتحدثت إلى عدد كبير من الناس بما فيهم..
أحمد منصور [مقاطعاً]: كم عاما استغرقت كم سنة استغرقت؟
لورن تايسن: من البداية إلى النهاية استغرقني ثماني سنوات، أربع سنوات لعمل التصوير لأنني كنت أصور أجزاء كان بعضها يتعلق بإعادة تعمير بيروت والمشكلات السياسية تحدثت مع بعض الناس وقرأت الكثير عن الموضوع واستخدمت مراجع من كل الأطراف بمن فيهم الصحفيين الإسرائيليين والجنود الإسرائيليين والصحفيين اللبنانيين وخاصة عن موضوع عون وهكذا بالنسبة للسؤال الثاني من المشاهد الثاني..
أحمد منصور: سؤالك نعم يقول لا السؤال أيضا إن لم تكن عربيا أنت قلت إن لم تكن عربيا لم تكن تستطيع أن تنتج الفيلم هل هناك عقبات مررت بها أو أشياء يمكن أن يتعرض لها من يريد أن ينتج فيلما صعبا كهذا؟
” كانت هناك عقبات كثيرة في إنتاج الفيلم وكلها سياسية، وهناك مشكلات إنتاج مثل جلب الأجهزة وطاقم العمل من المصورين، وأحيانا كان يحدث تأخير في مشاهد الجيش ” |
لورن تايسن: عقبات كثيرة علي أن أذكر أنها كلها سياسية كانت هناك مشكلات إنتاج مِثل جلب الأجهزة وطاقم العمل من المصورين الإيطاليين والإنجليز والمسؤولين عن الصوت في فرنسا وفنيين من لبنان كان لدينا من جميع الجنسيات في تصوير المشاهد وأحيانا كان يحدث تأخير مع الجيش فإذا لم أكن أحل المشكلة أنا فكنت في وزارة الدفاع أحل مشكلة أخرى كما قلت كان الموضوع صعبا جدا بما أنني أجنبي وجئت إلى لبنان مع طاقم كبير ووظفت طبعا المئات من اللبنانيين الفنيين كان ربما عاملا لصالحي وفي النهاية كان نص الحوار كان منصفا، الجواب طبعا بالنسبة لسؤالك إذا كان هناك صنّاع للأفلام العربية ولم يستطيعوا ذلك عليهم أن يسألوا السيد جميل السيد لماذا.
أحمد منصور: هذا قائد الأمن أو مسؤول أجهزة الأمن في لبنان يعني؟
لورن تايسن: هذا صحيح.
أحمد منصور [مقاطعاً]: المشاهد الثاني يقول..
لورن تايسن [متابعاً]: وأنا ممتن جدا له.
أحمد منصور: المشاهد الثاني يقول لك هل تحدث لك مضايقات من الصهيونية حول إنتاجك للفيلم أو محاولة لحصار تقديمه في الغرب أو أي شيء آخر أو تهديدات؟
لورن تايسن: لا أبدا كما قلت من قبل معظم أصدقائي من اليهود وأعجبوا بالفيلم ولذلك أعتقد أن بعض العناصر المتطرفة فقط الذين سيعترضون على الفيلم وسنرى لا لم أتلقَ أي تهديدات.
أحمد منصور: يعني الفيلم ليس ضد اليهود إنما ضد الانتهاكات أو ضد ما تقوم به إسرائيل ضد العرب يعني؟
لورن تايسن: أعتقد أن الفيلم بوضوح ضد حرب شارون في سنة 1982 مهما كان رأيك بالنسبة لشارون فهذا رجل في كل مرة كان في منصب المسؤولية كانت تحدث حوادث قتل كثيرة الأردنيين والفلسطينيين واللبنانيين والإسرائيليين طبعا ويأمل المرء أن ينتهي شارون في كتب التاريخ ويمكنه ذلك لأنه متشدد وزعيم الليكود أن ينتهي بالرجل الذي استطاع أن يصنع السلام مع الفلسطينيين بيغن طبعا هو الذي صنع..
أحمد منصور: هل شارك معك ممثلين يهود أو شخصيات يهودية في أعمال الفيلم المختلفة من الناس؟
لورن تايسن: نعم بالتأكيد الممثل الذي لعب دور شارون هو يهودي إنجليزي طبعا أنا كنت قلقا في البداية سألته إذا كانت لديه مشكلة في أن يعلب الدور فقال (Oh) أنا أحب ذلك.
أحمد منصور: هل هناك أحد من اليهود رفض العمل معك في الفيلم بسبب موضوعه وقصته؟
لورن تايسن: لا أبدا رئيس.. المحرر كان من الجزائر آرائنا السياسية متشابهة عليك سيد أحمد أن تذكر أن 40% من سكان إسرائيل لا يحبون طبعا شارون.
أحمد منصور: عندي سوسن ناصر على الإنترنت تقول لك على الجانب الآخر هل تعتقد أن المتطرفين المسيحيين الذين تعاملوا مع إسرائيل حسب التاريخ وحسب الفيلم يمكن أن يتعلموا من الدرس الذي استهدفه الفيلم بالنسبة لهم؟
لورن تايسن: لو نظرت للموضوع تاريخيا أعتقد أن المسألة مثل أعمى يقود أعمى الطرفان في سنة 1982 كانوا يتمنون إنه بعد اغتيال بشير جميل في بيروت انتهى حلم المجني من الناحية السياسية تلك الخطة كانت خطة إسرائيلية قديمة تعود إلى الأربعينات وأنهاها ميشيل شاريت في الأربعينات، إن التشنيع بالعدو وأنا قلت في الفيلم أن الحروب في المنطقة ليست حول الدين أبدا.
أحمد منصور: فيه هناك بعض المشاهد في الفيلم عن أحداث دقيقة يعني من خلال متابعتي التاريخية في الكتب لاحظت أن كثير من الأشياء كما جاءت في الكتب أنت قدمتها في الفيلم ولكن أيضا بعض الأحداث بحاجة إلى تأكيد مثل الحوار الذي دار بين سمير جعجع وبين أمين الجميل، هل تذكر هذا الحوار الذي سَبَّ فيه سمير جعجع أمين الجميل بأمه وأنت جبتها يعني قدمتها في الفيلم كما هي، أيضا محاولة اغتيال عرفات على يد قناص إسرائيلي وطلق قيادته منه أن يبقي على حياة عرفات ولا يغتاله أيضا هذه من الأشياء المثيرة للجدل بالنسبة للفيلم الحوار الذي دار أو بعض خفايا السياسة مثل ما دار بين الجنرال عون وبين الجنرال الفرنسي ولعبة تقسيم النفوذ بين فرنسا وأميركا وسوريا في لبنان واتفاق الأطراف المختلفة على طبيعة لعب كل دور، هذه المعلومات التي قدمتها كيف قدمت هذه الأشياء وأنت تعرف أيضا أنها ربما تكون خفايا مما يدور حول الكواليس وأسمح لي أسمع الإجابة بعد فاصل قصير نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحور فأبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
مشاهد وحوارات مثيرة للجدل
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من لندن مع البارون لورن تايسن منتج ومؤلف ومخرج فيلم المتاهة حرب الجنرالين عون وشارون المصادر التي رجعت إليها في بعض اللقطات أو بعض المشاهد المثيرة للجدل في الفيلم من الحوارات الخاصة التي أبقيتها فيه.
لورن تايسن: سيد أحمد سوف تُدهش لما تعرفه لو بحثت جيدا بالطبع هناك كتاب كتبه داغير عن فترة عون وتحدثت فترة عون بعد سفره هذه مسائل تاريخية ولكن من ناحية مثيرة بالنسبة لصانع أفلام وأنا هذا الفيلم فيلم جيد مسألة إن قناص إسرائيلي كان يريد قتل عرفات وتلقى أوامر بأن لا يطلق النار موضوع مثير طبعا كان قريب منه قريب جدا لذلك..
أحمد منصور [مقاطعاً]: في رسائل سياسية كثيرة في الفيلم يعني أنت في معظم أو في كثير من اللقطات كنت ترسل رسائل سياسية وكأنك تتعمد أن تجمع الأشياء هذه وتضعها في الفيلم بشكل مثير يعني من يجلس يشاهد الفيلم يرغب في مشاهدته مرة أخرى لاستكشاف ومعرفة كثير من الأشياء والرسائل التي أرسلتها.
لورن تايسن: هذا معناه أنني أديت واجبي بشكل جيد، أنت على حق هناك بعض المشاهد التي أضفت أثرا دراماتيكيا وخاصة تلك المواجهة بين جعجع والرئيس جميل هذه مسألة تاريخية موجودة وأنا أفهم طبعا أنها قد تثير غضب بعض الحساسيات اللبنانية ولكنها لا تثير الجدل في المشاهد الغربي.
أحمد منصور: عاهد الحجاوي من الأردن عاهد معنا.
عاهد حجاوي: أيوه معكم مرحبا.
أحمد منصور: أتفضل يا سيدي.
عاهد حجاوي: أول شيء بحي سيد تايسن نتمنى له كل التوفيق بعرض أفلامه أو فيلمه في العالم العربي ونحن هون في الأردن بانتظار أن نشاهد فيلم سيد تايسن.
أحمد منصور: سؤالك.
عاهد حجاوي: سؤالي هل هو على استعداد أن يعمل أفلام أخرى مشابهة لهذا الفيلم أو فيلم عن القضايا العربية؟
أحمد منصور: خلاص العرب خدو فلوسه ومرجعلوش حاجة.
عاهد حجاوي: شخصيا فإذا ممكن أخد إيميل تايسن لأعرض الفكرة عليه.
أحمد منصور: هل لديك استعداد لعمل أفلام أخرى ولا توبة خلاص؟
لورن تايسن: لدي نية في أن أصنع أفلاما أخرى الفيلم الثاني ليس مثيرا للجدل ولكنني طبعا أريد أن أعود إلى مواضيع الشرق الأوسط بالتأكيد نعم.
أحمد منصور: الصراع العربي الإسرائيلي يشغلك تفكر في عمل شيء؟
لورن تايسن: نعم من ناحية مثلا حتى أن هذا الفيلم يتحدث عن الحرب الأهلية اللبنانية القضية العربية الإسرائيلية موجودة في صميم الفيلم.
أحمد منصور: إحنا يعني إلى أن يفيق العرب وينتجوا صناعة سينما جيدة فإحنا نريد ليس مجنون سويسري واحد وإنما عشرات المجانين لينتجوا بعض الأشياء التي يمكن أن تحسن الصورة يعني.
لورن تايسن: إن شاء الله.
أحمد منصور: جعفر الإبراهيمي من السعودية أتفضل.
جعفر الإبراهيمي: السلام عليكم.
أحمد منصور: وعليكم السلام.
جعفر الإبراهيمي: حياك الله أستاذ أحمد ومرحبا بالأستاذ الورن تايسن معلش هل يمكن عرض الفيلم في الدول الخليج يعني مثلا؟
أحمد منصور: هذا الموزع المفروض هو يقوم بهذا الأمر.
جعفر الإبراهيمي: آه طبعا ما أكيد الموزع يسمعني الآن والسؤال الثاني معلش أرجو المعذرة إذا كان هذا مجنونهم أخرج هذا الفيلم فكيف بعاقلهم يعمل؟
أحمد منصور: مفيش عقلاء هنا.
جعفر الإبراهيمي: لا يعني مرحبا بك.
أحمد منصور: شكرا.
أحمد منصور: نسمع تعليق لورن على السؤال.
لورن تايسن: السويسري العاقل يشتغل في بنك بدلا من الأفلام.
أحمد منصور: أه صح بدل إنفاق الفلوس بدون طائل مرة أخرى كم تتوقع أن تسترد من الاثنين والعشرين مليون دولار الذين أنفقتهم؟ طبعا صديقك مايكل مورس أستعاد المبلغ في أسبوعين يعني.
لورن تايسن: مايكل مور كلف أموال أقل بكثير الأمر يتعلق على التوزيع في أميركا أعتقد أنه يمكنني أن أسترد بعض الأموال من بيع الدي في دي لأنه أفضل في الأسواق اليوم.
أحمد منصور: أنت أيضا بحاجة إلى نفس طويل لمحاولة عرض الفيلم الآن منذ عام تقريبا أنهيت إنتاج الفيلم بشكل جاهز للسينما لكنه لم يعرض إلا قبل ثلاثة أسابيع؟
لورن تايسن: هذا صحيح انتهيت قبل وقت طويل وعملية المونتاج كانت طويلة وأنا قصرت وقت الفيلم من ساعتين وخمسين دقيقة إلى ساعتين وخمسة عشر دقيقة حتى يكون أسهل على المشاهدين رغم أن الموضوع معروف للمشاهد العربي إلا أن المشاهد الغربي لا يعرفه علينا أن نقنعه بوجود قصة معقدة بتسهيل القصة المعقدة لأن هناك أطراف معقدين.
أحمد منصور: هناك بعض اللقطات الهامة حول الحرب بين المسيحيين أيضا كجزء رئيسي من الفيلم لنشاهدها كمشهد أخير وأرجو استراب الأخبار اسكورل الأخبار أن ينزل حتى توضح الترجمة بالنسبة للمشاهد إذا جاهز عرض المشاهد الأخيرة بعضها ربما يكون مكرر ا ولكن مرتبط بأحداث جديدة تفضلوا.
[مشاهد من الفيلم]
أحمد منصور: ظهرت أنت في المشهد الأول باعتبارك أنت القائم بدور إيلي حبيقة يعني الدور الذي كرهه الجميع ولكنك قمت به أنت، هنا ربما.. أما تعتقد أن سمير جعجع طبعا وفي السجن الآن سيكون غاضبا، أمين الجميل رئيس لبنان السابق سيكون غاضبا من الصور التي أخرجتهم بها أنت تقول أنت لست مسؤولا ولكن هذه أحداث التاريخ قدمتها؟
لورن تايسن: أنا لا أوافق على ذلك أظهرت أمين الجميل في مشهدين فقط باختصار ويبدو في المشهدين بأنه شخص محترم وفي أحد المشاهد يرفض العنترية من شارون وفي المشهد الأخر يبدوا غير قادر على تشكيل حكومة بالتالي آمل أنه لن يشعر بالغضب.
أحمد منصور: خالد محمد من ألمانيا.
خالد محمد: الو معك.
أحمد منصور: معنا خالد؟
خالد محمد: أيوه الو مساء الخير بدي أسأل بس..
الجانب الأصعب في عملية التصوير
أحمد منصور: خالد معنا ربما هناك صعوبة في.. واجهت من المؤكد صعوبة كبيرة في عمل الفيلم وفي إنتاجه تصوير المعارك هل كان هو الجانب الأصعب في عملية الإنتاج والتصوير يعني المعارك؟
لورن تايسن: استغرق ذلك وقت طويل هذه المعركة الأخيرة استغرقت ستة أسابيع في التصوير وصورتها في موقعها وبالتالي ما كان علي أن أعيد خلق بيروت المدمرة كان معنا مؤثرات إنجليزية وكان معي طاقم جيد من المصورين في مشهد بن حمدون مثلا ألغيت المشهد مرتين لأن بعض المواد تعرقل مرورها في المطار وكنا نواجه مرات الضباب في الجبال وكنا طبعا ندفع الأجور للناس إن كنا نصور أم لا أي أنني كنت أخسر خمسة وعشرين ألف دولار في اليوم بكل سهولة كانت هناك مشاهد صعبة ولكن مشهد المعركة كان عظيما.
أحمد منصور: أنا بأعتبره من أفضل المشاهد حتى لو إلى جوار أي أفلام عالمية صورت معارك يعني فيلمك كمتذوق سينمائي ولست محترفا يعني فيلمك فعلا أخرج المشاهد المعارك بشكل فيه نوع من الاحتراف الكبير.
لورن تايسن: هذه كانت أفضل مديح جاءني من ضباط في الجيش بعد أن شاهدوا المشهد الأخير قالوا هل أنت قمت بذلك في لبنان؟ قلت نعم، قالوا هذا بالضبط ما حدث هذا ما نشعر به طبعا لن أقدر أن أفعل ذلك لولا الجيش لقد تعاونوا معي كثيرا حتى في مشاهد أخرى قلت لهم أريد أن تقودوا هذه الدبابة في الحائط فقالوا هل أنت مجنون قلت لا سنبني حائطا صغيرا بحيث يقوم هدمه بقيادة الدبابة في الحائط وقاموا بذلك وكان المشهد مؤثرا، هذه الوحدة التي اشتركت فعلا في الحرب في تلك المعركة بالضبط بالتحديد.
أحمد منصور: يعني جبت أشخاص قاموا بعمل هذه المعارك شاركوا في المعارك بشكل مباشر.
لورن تايسن: نعم استعملت الجيش اللبناني.
أحمد منصور: جنود حقيقيين؟
لورن تايسن: كانوا جنود حقيقيين نعم.
أحمد منصور: قاسم شيخ أحمد من بلجيكا قاسم.
قاسم شيخ أحمد: نعم تحياتي أخ أحمد.
أحمد منصور: حياك الله يا سيدي.
قاسم شيخ أحمد: تحياتي إليك ولضيفك سيد لورن تايسن.
أحمد منصور: شكرا، سؤالك.
قاسم شيخ أحمد: سؤالي هل يمكن أن يقبل سيد تايسن هل يمكن أن يقبل مثلا مساعدات من مؤسسات عربية في إنتاج هكذا أفلام لأنه..
أحمد منصور: عندكم عشرات الملايين من الدولارات.
قاسم شيخ أحمد: لو أنتج أفلام أكثر من هذه النوعية سيعلن إفلاسه.
لورن تايسن: الإجابة على سؤالك إن المسألة تتعلق بالفيلم القادم الذي سأصنعه ولكن من زاوية أخرى حتى هذا رأيي الشخصي حتى أتمكن من عرض وجهة النظر العربية وخاصة القضية الفلسطينية أريد لا أطالب بعض المنظمات العربية أن تعمل مع التقدميين من الجماعات السياسية في الولايات المتحدة مثلا حتى المنظمات التقدمية اليهودية التي تؤيد حل الدولتين لا يجب أن يكون ذلك محصورا بالعرب فقط.
أحمد منصور: خالد محمد من ألمانيا رجعت يا خالد، خالد معنا؟
خالد محمد: نعم معك.
أحمد منصور: أتفضل سؤالك.
خالد محمد: إذا بتسمح أنا مو بسأل سؤال بس أنا كنت موجود بـ1982 وشاركت بالقتال في بعض معلومات بس ما بعرف إذا كان ذكرها ضيفك الكريم بالفيلم أنا ما شوفت الفيلم بالنسبة لقصف مواقع لفتح من قبل الإسرائيليين المواقع كان موجود فيها عرفات قُصفت بقذائف ما لها صواعق يعني القذائف كانت تنزل وما كان إلها صواعق بالمقابل فتح قصفت مواقع للإسرائيليين كمان كانت بدون صواعق هذا الموضوع وفي موضوع إنزال المطار جت أوامر من عرفات أنه ما ننزل وما نضرب المطار حتى أنه كان إنزال إسرائيلي لحتى نستدرجه وهذا الكلام صحيح لأنه بنفس هذا..
أحمد منصور [مقاطعاً]: شكرا لك يا أخ خالد، ما رأيك في هذه المعلومات أن كان الإسرائيليين يقصفوا مواقع عرفات بدون صواعق وهو كان هذا شارك في الحرب في العام 1982 وكان يطلب من الفلسطينيين أيضا أن يقصفوا مواقع إسرائيلية بدون صواعق هو هذا عشان موضوع عرفات اللي أنت حطه في الفيلم وده هيكون مثير لكثير من التساؤلات حوله؟
لورن تايسن: الموضوع المتعلق بعرفات هو فرصة طبعا حسب الأبحاث الذي قمت بها كان عرفات يتحرك دائما في مناطق بيروت وفي إحدى المرات كان وقع تحت أنظار بالصدفة تحت أنظار قناص إسرائيلي وأعتقد أن هذه قصة حقيقية تاريخية حقيقية أن القناص طلب تعليمات ماذا يفعل وجاءته التعليمات بأن الفلسطينيين يجري إجلائهم وبالتالي كان قريب جدا من قتله.
أحمد منصور: مشاهدة الفيلم دون شك بتسلط ضوء حولين أشياء كثيرة لأن مدته مائة وأربعين دقيقة ساعتين وربع يعني أيضا فيها كثير من الأحداث التي لم نسعى لها وإنما يعني كان الهدف هو بيان كيفية إنتاج سينما جادة وأفلام جادة حول قضايا هامة بالنسبة للعرب وتقديمها للمشاهد الغربي وكذلك للمشاهد العربي برؤيا سينمائية عالمية وجاءت من خلال شخص وصف بأنه مجنون سويسري لكنه قدم شيئا من المهم أن العرب يشاهدوه ويعرفوا ما الذي يمكن أن يقدمونه، في نصف دقيقة بقيت من وقت البرنامج ما الذي تأمله من وراء هذا الفيلم وهو الآن في بداية عرضه من المفترض؟
لورن تايسن: بالطبع أنني آمل أن يصل إلى أكبر عدد من المشاهدين والمشاهدين في بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما وآمل أيضا أن.. طبعا حيث أنه مثير للجدل هذا أمر لا مفر منه ولكن آمل أن يظهر كيف عانا اللبنانيون في الحرب الأهلية وماذا حدث بالضبط.
أحمد منصور: شكرا
لورن تايسن: شكرا
أحمد منصور: لورن تايسن شكرا جزيلا لك وأشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج من لندن والدوحة وهذا أحمد منصور يحيكم بلا حدود من لندن والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.