الأوضاع الصحية للعراقيين والفلسطينيين في ظل الاحتلال
مقدم الحلقة: | أحمد منصور |
ضيف الحلقة: | محمد هيثم الخياط/ كبير مستشاري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية |
تاريخ الحلقة: | 30/06/2004 |
– الوضع الصحي لأطفال العراق في ظل الاحتلال
– تدهور الأوضاع الصحية ووضع أدوية الأطفال
– أثر اليورانيوم المنضب وتلوث المياه بالعراق وفلسطين
– خطر الطعام والتدخين والأسمدة
– مشاركات المشاهدين
– كيفية تحسين الوضع الصحي
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحييكم على الهواء مباشرة من القاهرة وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود. في الوقت الذي ينشغل فيه الجميع بالأوضاع السياسية في العراق فقد غفل الناس عن أهم شيء فيه وهو الإنسان العراقي ما الذي آل إليه أمره وبناؤه الصحي والنفسي لاسيما بعد الحرب الأخيرة والاحتلال، فالعراق الذي كان قبل العام 1990 من أفضل دول العالم التي تقدم رعاية صحية لأبنائها دُمِر فيها النظام الصحي الآن والعراق الذي كان من النادر أن تجد فيه مصابا بالسرطان قبل ذلك التاريخ، تفشى السرطان في أبنائه الآن مثل الوباء وانتشرت الأمراض المعدية مثل الكوليرا والدوسنتاريا والتيفود والتشوهات الولادية والعلل العصبية والعضلية الوخيمة، كما أن الموت يحصد طفلا عراقيا من بين كل ثمانية دون الخامسة من عمرهم ولمعرفة مزيد من التفاصيل حول هذا الأمر وكذلك بعض الشيء فيما يحدث في فلسطين نلتقي اليوم مع الدكتور محمد هيثم الخياط كبير مستشاري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة إقليم شرق المتوسط. ولد الدكتور هيثم الخياط في دمشق تخرج من كلية الطب جامعة دمشق حصل منها على الدكتوراه ثم حصل على شهادة أهلية التعليم العالي من جامعة بروكسل في بلجيكا، عمل أستاذا في كليتي الطب بجامعتي بروكسل ودمشق طيلة 22 عاما، درس العلوم الشرعية في نفس الوقت على يد دمشق قرابة العشرين عاما ولذلك فإنه إلى جوار عضويته في أكثر من عشرين جمعية علمية في مختلف البلدان العربية والأوروبية والأميركية فهو عضو في الأكاديميات والمجامع اللغوية في كل من دمشق والقاهرة والمجمع العلمي العراقي والهندي وأكاديمية نيويورك للعلوم وأكاديمية العلوم السياسية في الولايات المتحدة الأميركية، أصدر عشرين كتابا بالعربية والفرنسية والإنجليزية ومنها بعض المعاجم، نشر عشرات المقالات بالعربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية في مختلف المجالات ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا بعد موجز الأنباء على أرقامنا هنا في القاهرة 002028400482 أو 0020228400484 رقم الفاكس أو عبر هاتفنا في الدوحة 009744888873، دكتور مرحبا بك.
هيثم الخياط: أهلا بكم.
أحمد منصور: طبيب وعالم لغوي وعالم شرعي ويعني مجمع علمي متكامل.
هيثم الخياط: والله أنا متطفل على الحقول الثلاثة التي ذكرتها.
أحمد منصور: لكنك يعني ربما تكون من الأطباء القلائل الذين تخصصوا في هذه المجالات جميعا وفي نفس الوقت تقوم بجهد مشكور في منظمة الصحة العالمية نرحب بك بلا حدود ونشكرك على المشاركة معنا.
هيثم الخياط: شكرا لكم.
الوضع الصحي لأطفال العراق في ظل الاحتلال
أحمد منصور: الوضع الصحي للأطفال في كل الدول هو يعتبر معيار للوضع الصحي في الدولة وللنظام الصحي القائم. في الرابع والعشرين من يناير الماضي أعلن وزير الصحة العراقي آنذاك خضير عباس أن بلاده تنوي إنشاء أكبر مستشفى تخصصي للأطفال في الشرق الأوسط بسبب تردي الأوضاع الصحية لأطفال العراق بشكل غير مسبوق ما هي الأوضاع الصحية لأطفال العراق الآن لاسيما خلال فترة الاحتلال؟
” "الصحة" عرفتها منظمة الصحة العالمية في دستورها الذي وضع عام 1946 بأنها المعافاة الكاملة جسديا ونفسيا واجتماعيا وروحيا لا مجرد انتفاء المرض أو العجز ” |
هيثم الخياط: اسمح لي أن أقدم بين يدي هذا الموضوع تذكرة بما نعنيه بكلمة الصحة لأننا حينما ننطلق من هذا سوف يكون الأمر أسهل علينا، فالصحة كما عرفتها منظمة الصحة العالمية في دستورها الذي وضع 1946 ووضع موضع التنفيذ سنة 1948 ابتعد عن التعريف القديم المتخلف الذي يُعرِف الصحة على إنها انتفاء المرض كما أنه يعرف الحياة بأنها انتفاء الموت، في حين أن علماءنا علماء الحضارة العربية الإسلامية منذ أكثر من ألف عام عرفوا الصحة على أنها هي الأساس والمرض هو الاستثناء، فعادت منظمة الصحة العالمية في أواخر النصف الأول من القرن العشرين ووضعت التعريف التالي؛ الصحة هي المعافاة الكاملة جسميا ونفسيا واجتماعيا، أضيف إلى ذلك بعد 15 سنة وروحيا لا مجرد انتفاء المرض أو العجز، إذاً الصحة هي الأساس هذه نقطة مهمة جدا والأبعاد البعد الجسمي والبعد النفسي والبعد الاجتماعي والبعد الروحي أيضا مهم جدا يجب ألا نغفل عن أي منها.
أحمد منصور: إذا اكتملت هذه ملك الإنسان أقطار الدنيا كما يقال.
هيثم الخياط: صحيح فهذا هو الهدف الأصلي الذي يجب أن نسعى من أجله ونصل منه إلى ما استطعنا أن نصل لكن يجب أن نبذل الجهد هادفين إلى هذه الأبعاد..
أحمد منصور [مقاطعاً]: يبدو أنه صعب المنال في ظل ما نعيش فيه في المنطقة.
هيثم الخياط [متابعاً]: صحيح بس هذا يختلف أيضا من إنسان إلى إنسان، إنسان يمكن أن يساهم أكثر في المحافظة على صحته فيمكن أن ينجح إلى حد ما يعني..
أحمد منصور: أعتقد الأمر في العراق غالب على الجميع وكذلك فلسطين كما سنرى الآن وحتى في دولنا هذه، صحيفة الأهرام نشرت يوم السبت الماضي ومصر دولة ليس فيها حروب ولا شيء إن السموم الموجودة في الفواكه -تقرير على صفحة كاملة- التي يتناولها المصريين سموم لا حصر لها من جراء المبيدات وغيرها، نعود إلى وضع العراق تفضل.
هيثم الخياط: نعم هذا هو الذي ذكرته هو تعريف الصحة لكن كما قلت لك تعارف الناس على إطلاق اسم النظام الصحي على النظام الذي يتولى معالجة المرض ليس الحفاظ على الصحة مع إنه الأصل هو الحفاظ على الصحة هو تعزيز هذه الصحة بزيادة الرصيد الصحي الموجود في الإنسان، فالنظام الصحي حينما نتحدث عنه نقصد الأماكن أو المراكز أو المستشفيات التي تُعنى بالأمراض ولو أن المركز الصحي والمستشفى يفترض فيهما أن يغتنم الأطباء وسائر العاملين الصحيين فرصة قدوم إنسان إليهم ليعطوه بعض النصائح التي يحافظ بها على صحته.
أحمد منصور: هنا في هذا الإطار منظمة (Medact) البريطانية غير الحكومية أصدرت في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي تقريرا أكدت فيه على أن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق تسبب في تعطيل النظام الصحي طالما تتحدث عن النظام الصحي وأدى إلى وفاة عشرين ألف عراقي في الفترة من مارس إلى أكتوبر 2003، هذا يلقي مسؤولية على قوات الاحتلال فيما يتعلق بهذا الموضوع؟
هيثم الخياط: نعم كما ذكرت بحق أن النظام الصحي في العراق خاصة في الستينات والسبعينات كان من أفضل النظم الصحية في العالم.
أحمد منصور: فعلا.
هيثم الخياط: يعني مستوى المراكز الصحية والمستشفيات وطبعا مستوى العاملين في هذا النظام الصحي من أطباء وممرضات وغيرهم..
أحمد منصور: لعل نبوغ الأطباء العراقيين في الغرب دليل على هذا معظمهم هرب وفر ونبغ.
هيثم الخياط: والله يعني مع الأسف إنه الظروف قد تضطر الإنسان إلى أن يغادر المكان الذي يستطيع أن ينتج فيه ويستطيع أن يتنفس فيه قبل كل شيء، فهذا الوضع الصحي الذي كان من أفضل الأنظمة الصحية بالعالم هنا بين قوسين أحب أن أذكر بأن النظام الصحي حاليا في الدولة العظمى هنالك حوالي أربعين مليون إنسان غير مغطين بالرعاية الصحية.
أحمد منصور: في الولايات المتحدة.
تدهور الأوضاع الصحية ووضع أدوية الأطفال
هيثم الخياط: في الولايات المتحدة أربعين مليون إنسان لا ينالون أي نوع من أنواع الرعاية الصحية، فضلا عن سبعة ملايين إنسان مشردين في الشوارع ينامون في الشوارع فللمقارنة يعني فقط النظام الصحي العراقي كان من أفضل النظم، لما حصلت الحرب العراقية الإيرانية بدأ الجزء الأكبر من الميزانية يوجه إلى الحرب ومن أجل ذلك بدأت الخدمات الصحية في التراجع وميزانية وزارة الصحة صارت ميزانية ضحلة جدا والعناية قلت وبطبيعة الحال المباني الصحية وما شابه كلها تحتاج إلى صيانة والصيانة تحتاج إلى مال فحينما..
أحمد منصور: يعني حتى لا نغرق في هذا الجانب لأن لحد فترة الاحتلال إحنا سبق وتناولنا أشياء قريبة من هذا، إحنا بنركز على الوضع الحالي الآن لا سيما في الفترة من مارس 2003 إلى الوضع الذي وصل إليه وضع العراقيين الآن.
” فرض العقوبات على العراق كان له أثر كبير في تدهور الأوضاع الصحية، وكانت لجنة العقوبات ترفض دخول بعض أدوية القلب بحجة إمكانية استعمالها في صناعة الديناميت ” |
هيثم الخياط: نعم صحيح معك حق لكن أنا أحب أن أحدد نقطة الانطلاق، بعد سنة 1990 يعني حينما حصلت حرب ما يسمى بحرب الخليج الثانية حصل تدهور أكبر بكثير ثم جاءت فترة الحصار هذه فترة الحصار أو العقوبات التي فُرِضت على العراق أيضا تدهور فيها الوضع الصحي بشكل غير معقول لا سيما أن اللجنة التي كانت مسؤولة عن العقوبات وهي اللجنة تحتوي بنسبة 95% من الأميركيين والبريطانيين المنطق فيها كان من أعجب ما يسمع الإنسان في الدنيا يعني كنا..
أحمد منصور: ما هي الأشياء اللي فيها مساس مباشر بالإنسان مثلا؟
هيثم الخياط: ما على سبيل المثال كنا نطلب دواء اسمه نتروجلسرين الكثير من أخوانا الذين لديهم بعض المشاكل في القلب يعرفون نتروجلسرين وهو دواء حبوب صغيرة توضع تحت اللسان علشان تفتح شرايين القلب حينما تأتي نوبة الذبحة الصدرية أو ما شابه هذا الدواء رفضت لجنة العقوبات أن نأتي به إلى العراقيين وقالت..
أحمد منصور: لماذا؟
هيثم الخياط: إن هذا يمكن أن يتحول إلى ديناميت إنه النتروجلسرين هو أساس الذي اخترع منه الديناميت فتصور هذا المنطق إنه حبوب تأتي إلى مريض يمكن أن يحولها إلى ديناميت يفجر.. طبعا ظاهر الكلام هذا غباء يعني أنا أي إنسان يحترم نفسه لا يمكن أن يقول مثل هذا الكلام، فإذاً هذا دليل على أن الأمر كان مقصودا مثل..
أحمد منصور: أيضا قالوا أنهم منعوا الكلور فبالتالي أيضا ماء الشرب كان ملوثا.
هيثم الخياط: منعوا الكلور ولذلك كل فترة الحصار كان الناس يشربون مياه ملوثة ولذلك زادت نسبة أمراض الإسهال وزادت نسبة الأمراض التي تنقل بالمياه زيادة غير معقولة.
أحمد منصور: يعني نستطيع أن نقول أن الأميركان والبريطانيين أيضا ساهموا بشكل مباشر أيضا في فترة الحصار في زيادة أمراض وأوجاع العراق؟
هيثم الخياط: زادت جدا زيادة كبيرة جدا مثلا من جملة الأشياء الضرورية للعمليات ومادة اسمها نيتروإكسيد أكسيد النتروجين هذا أيضا قيل إنه هذا يمكن أن يتحول إلى سلاح كيماوي ومن أجل ذلك مُنِع، فمعظم العمليات التي كانت تجري كانت تجري بدون تخدير، تصور حكومة بكاملها بلد بكامله كل العمليات تجري فيه بدون تخدير عمليات جراحية..
أحمد منصور: تحت سمع العالم وبصره يعني جريمة ضد الإنسانية كلها.
هيثم الخياط: تحت سمع العالم وبصره تماما، حتى كان هنالك حملة تجهيل لعلماء العراق لأطباء العراق يعني أطباء العراق حينما يطلب الطبيب أن يشترك بمجلة علمية مثل (Lancet) (British Medical Journal) (New England Journal of Medicine) المجلات الطبية الراقية ترفض المجلات أن تعطيه اشتراكا.
أحمد منصور: لأنه عراقي؟
هيثم الخياط: فهذا المجلة ليس فيها سلاح كيماوي ولا سلاح بيولوجي ولا سلاح من أي نوع كان، إذاً المقصود هو تجهيل هذا الشعب لا يوجد أي تفسير آخر لهذا العمل هذه خطة كانت يعني واضحة جدا للعيان وهي التي أدت في حقيقة الأمر إلى تفاقم كل هذه الحالات المرضية التي شاهدناها في فترة الحصار، ثم توج ذلك بالفترة التي تلتها وفترة الاحتلال وأيضا يعني..
أحمد منصور: في الفترة ديه فيه تقرير خطير جو بيكر مديرة المنظمة الدولية لأطفال ضحايا الحروب في لندن أكدت في تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية في 13 مايو الماضي 2004، أن نقص أدوية الأطفال في المستشفيات الآن العراق الآن أدى إلى.. وانتشار حالات سرطان الدم وأنواع أخرى من السرطانات لدى أطفال وارتفاع نسبة وفيات الأطفال دون الخامسة عما كانت عليه قبل الحرب، يعني مثلا في العام 1999 كانت نسبة وفيات الأطفال 107 حالة مقابل كل ألف، الآن أصبحت مائة وثلاثين حالة مقابل كل ألف، يعني أصبح من بين كل ثمانية أطفال طفل عراقي دون الخامسة يموت بسبب نقص الدواء، حقيقة وضع الدواء الآن في العراق بالنسبة للأطفال اسمح لي أسمع الإجابة بعد فاصل قصير نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من القاهرة في هذه الحلقة التي نستضيف فيه الدكتور هيثم الخياط كبير مستشاري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق حوض المتوسط موضوعنا هو البناء النفسي والصحي للإنسان العراقي والفلسطيني لاسيما في ظل الاحتلال، دكتور وضع الدواء بالنسبة للأطفال ونقصه وتأثيره على زيادة الوفيات في أطفال العراق في الفترة الماضية؟
هيثم الخياط: نعم الدواء كما ذكرنا يعني استيراد الدواء وُضِعت عليه أولا قيود شديدة جدا والقوائم التي كنا نقدمها في منظمة الصحة العالمية حينما وُضِع البرنامج المعروف باسم النفط مقابل الغذاء إلى لجنة العقوبات يعني كان يأخذ منا أوقاتا طويلة وأشهرا عديدة..
أحمد منصور: يكون مات آلاف الناس.
هيثم الخياط: حتى يُوافَّق على دواء وكثير ما يترك عديد من الأدوية دون موافقة على الإطلاق.
أحمد منصور: وأدوية هامة بالنسبة أدوية حياة أو موت كمان.
هيثم الخياط: أدوية هامة أدوية السكري مثلا، الأنسولين، يعني كان من الصعوبة بمكان أن يتوافر السكري، أدوية ضغط الدم وهذا يصيب أو هذان المرضان يصيبان عددا كبيرا من الناس شريحة كبيرة ومع ذلك هذه كان هنالك صعوبة ومازال حتى الآن يوجد نوع من التقلب في توافرها يعني أحيانا..
أحمد منصور: إحنا الآن لو خدنا الوضع الحالي الصورة الحالية الآن يعني هذا التقرير يتحدث عن أن الأطفال زادت حالات الوفيات عما كانت عليه قبل الحرب زادت في هذه المرحلة.
هيثم الخياط: نعم صحيح المشكل بالنسبة للأدوية أنه الدواء لا يمكن أن يعني يُعثَّر عليه فورا، يُطلَّب اليوم فيأتي غدا، يحتاج إلى إعداده يحتاج إلى السماح به فهذه نتيجة سياسة طويلة الأمد في الماضي والآن الذي حصل بعد الاحتلال أن كثيرا من الأجهزة التي كانت مسؤولة عن استيراد الأدوية وعن الرقابة الدوائية وهي أمر مهم جدا فُكِكت دون أن يوضع بديل لها، يعني كان هنالك مؤسسة دوائية اسمها كيميديا فيها كان كثير أيضا من الفساد لكن كان هنالك جهاز أو نظام يتولى..
أحمد منصور: الآن لا يوجد أي شكل من أشكال الرقابة على أي شيء الدواء يباع في الشارع ولا تعرف يعني كيف صنع ولا من أين جاء.
هيثم الخياط: لا يوجد نعم، مختبر الدوائية الرئيسي هوجم وهُدِم ونهب فلم يبق فيه شيء، الصحة العالمية تقوم بإعادة هذا المخبر وتزويده هذا المختبر وتزويده بكل ما يلزمه..
أحمد منصور: ما هي الخطورة التي يشكلها هذا يعني في ظل الدواء غير متوفر الدواء غير مضمون؟
هيثم الخياط: نعم الدواء الذي يأتي نحن لا نضمن نوعيته وكان هنالك بعض الخلاف مع سلطة الاحتلال على أساس إنه الأدوية الأميركية أو الأوروبية يجب أن تُقبَّل دون رقابة دوائية وهذا شيء في منظمة الصحة العالمية لا نستطيع أن نقبله نحن لا نقبل إلا أن توجد رقابة دوائية محلية.
أحمد منصور: وهذه كانت منعدمة ولا زالت في الفترة الماضية؟
هيثم الخياط: في الفترة وكان السبب كما ذكرت لك من جهة أن المختبرات قد نهبت ولا أدري يعني لماذا المختبرات بشكل خاص هوجمت في كثير من المناطق والأمر الآخر أن العامل البشري أيضا كثير من الذين كانوا يعملون لم يستطيعوا أن يتابعوا العمل.
أحمد منصور: وخطورة الموضوع الذي نتناوله الآن يا دكتور ليس يعني كل ما تم نهبه من أبنية أو من مؤسسات يمكن استعادتها مع الزمن مع الوقت ولكن الخطورة الآن هو تدمير الإنسان بالشكل الذي تتحدث عنه، منع الدواء عنه، لا توجد رقابة دوائية، انتشار الأمراض بشكل مفزع، زيادة نسبة الوفيات كل هذا بعد سنة ونصف من التواجد الأميركي في العراق تقريبا يعني.
هيثم الخياط: صحيح وهذا أيضا ينسحب على غير الأطفال يعني هذا ليس مقصورا على الأطفال يعني نستطيع..
أحمد منصور: أه طبعا إحنا سنأتي ولكن إحنا يعني بنقف عند الأطفال لأن ألم الطفل عادة ما يوجع الأسرة كلها.
هيثم الخياط: نعم بالإضافة إلى ذلك الطفل حينما لا يتلقى التغذية الكافية فيتخلف منه العقل أيضا..
أحمد منصور:أيضا هناك..
هيثم الخياط: القضية ليست قضية صحة جسمية فقط وإنما تتأثر..
أحمد منصور: التقارير تشير أيضا إلى إن قلة التغذية أدت إلى إن أطفال العراق نسبة النقص في النمو 35% في الذكور و16% في الإناث أيضا هذا شيء خطير بالنسبة للنمو الطبيعي مقارنة بالأطفال الطبيعيين، صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة اليونيسيف في تقرير نشرته رويترز في يونيو الماضي قال إن معدلات إصابة الأطفال بأمراض الكوليرا والدوسنتاريا والتيفود ارتفع بمعدل مرتين ونصف عما كان عليه قبل الاحتلال وانتشرت بين أطفال العراق أمراض السل والتهابات الكبد الوبائي والسحايا الدماغية وذات الرئة والحمى السوداء والملاريا إلى جوار أمراض السرطان والسكري والتشوهات الولادية والعلل العصبية والعضلية الوخيمة وإن انتشار السرطان في جنوب العراق حسب تصريح وزير الصحة العراقي الأسبق اللواء السعيد إسماعيل اللي جاء بعد الاحتلال مباشرة قال يصبح ينذر بكارثة سرطانية، يعني الآن كل العلل والأمراض بتنهش في العراقيين، ما هي نظرة منظمة الصحة ورصدها لهذه الحالات واسمح لي أسمع الإجابة بعد موجز قصير للأنباء نعود إليكم بعد موجز قصير للأنباء من غرفة الأخبار من استوديوهاتنا في الدوحة لمتابعة هذا الحوار فابقوا معنا.
[موجز الأنباء]
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من القاهرة مع الدكتور هيثم الخياط كبير مستشاري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط، نتحدث عن الأوضاع الصحية للإنسان العراقي والفلسطيني وما آل إليه أمرهما تحت الاحتلال ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الكتابة إلينا عبر موقعنا على شبكات الإنترنت www.aljazeera.net أو الاتصال علينا على الهواتف هنا في القاهرة 002028400482 أو عبر الفاكس 8400484 أو الاتصال على هاتف في الدوحة 009744888873، دكتور كان سؤالي حول التقرير الذي نشرته منظمة اليونيسيف حول الوضع الصحي للأطفال وما آل إليه وضعهم من أن كل العلل والأمراض التي في الدنيا أصبحت تنهش فيهم تحت سمع العالم وبصره وصمته.
هيثم الخياط: نعم بطبيعة الحال كما ذكرنا حينما تقل المخصصات الموجهة للقطاع الصحي فهذا سوف يؤدي إلى هذا الأمر فضلا عن أن الظروف البيئية أيضا لها دور كبير.
أثر اليورانيوم المنضب وتلوث المياه بالعراق وفلسطين
أحمد منصور: نريد أن نتكلم عن قضية الظروف البيئية في ظل التقارير التي تتحدث عن اليورانيوم المنضب الذي اُستخدِم في الحرب، ثمانمائة طن من اليورانيوم المنضب نثرت في أنحاء العراق في حرب 1991 وأيضا في الحرب الجديدة اُستخدِمت أسلحة لم تكشف عنها الولايات المتحدة إلى الآن، الولايات المتحدة كشفت فقط قبل عدة أشهر أنها استخدمت في فيتنام أي قبل ما يزيد على يعني أربعين سنة العنصر البرتقالي الذي إلى اليوم يؤدي إلى تشوهات في الأجنة وفي المواليد وبقيت ثلاثين عاما لم تعترف به الله أعلم متى ستعترف بنوعية الأسلحة التي استخدمتها بالذات في الحرب الأخيرة أثر هذه الأسلحة التي استخدمت على صحة الناس؟
هيثم الخياط: نعم القضية ليست قضية اليورانيوم المنضب وحده وإنما الذي حصل أيضا في الوقت نفسه أن فجر عدد كبير من المصانع وأحرق عدد كبير من مصافي النفط هذه كلها تصدر إشعاعات وفضلات وانبثاثات مختلفة لا يعلم إلا الله مداها فهذه كلها تتضافر في التأثير على الوضع الصحي، موضوع اليورانيوم المشع أثير في مرحلة ما قبل الاحتلال بكثير ومنظمة الصحة العالمية أرسلت بعثة من مجموعة من الأطباء من الخبراء في هذا الموضوع..
أحمد منصور: الخبراء الثمانية الذين ذهبوا ولم يعني يخرجوا بشيء مرتب حتى الآن؟
هيثم الخياط: نعم هو لم يخرجوا بشيء مرتب لسببين؛ السبب الأول أنه لا السلطة الصحية في ذلك الوقت ولا السلطة الأميركية وافقت على أن يُجرى مثل هذا الأمر يعني السفير الذي كان يمثل الأميركيين نيابة عنهم أبلغ السلطات الصحية أنه لن يقبل بأي شكل من الأشكال أن تتم هذه الدراسة فأيضا الطرف الآخر كان يعارض في ذلك، السلطات الصحية نفسها..
أحمد منصور: لكن هناك تأكيدات أنهم استخدموا هذا ويدينوا منظمة الصحة العالمية في أنها هي التي قصرت في هذا الجانب تحديدا ولم تقم بدورها على الشكل الذي ينبغي أن تقوم عليه وخضعت للضغوط الأميركية؟
هيثم الخياط: لا، منظمة الصحة العالمية لا تستطيع أن تفعل شيئا خارج ما تطلبه الدولة لأن منظمة الصحة العالمية هي مؤلفة من مجموعة دول يعني الهيئات الحاكمة في منظمة الصحة العالمية هي وزراء الصحة في بلدان العالم ولذلك..
أحمد منصور: بل أني أريد أن أقف عند موضوع اليورانيوم، إحنا في هذا البرنامج استضفنا اثنان من كبار خبراء اليورانيوم الأميركان أحدهما الدكتور أصاف دراكوفيتش وهو الذي اكتشف مرض حرب الخليج وكان مسؤول عن علاج اليورانيوم في الجيش الأميركي والآخر هو البروفيسور دوغروكي وهو في حرب العام 1991 أيضا كان مسؤول عن حماية الجنود الأميركان فيما يتعلق في موضوع اليورانيوم، كلاهما أجمع على أن معظم المناطق التي تقع في جنوب العراق لم تعد تصلح للحياة البشرية وهي المناطق المليئة بالأمراض التي لا حصر لها والسرطانات التي يعني عجز الأطباء عن توصيف كثير منها.
هيثم الخياط: يعني الوضع سيئ لكن يعني يجب أن لا نبلغ به درجة الإخافة الكبرى، كما ذكرت القضية ليست قضية يورانيوم منضب وحده ولو كان الأمر قضية يورانيوم منضب وحده لعانى الأمر هنالك أشياء..
أحمد منصور: كيف هذا وهو اليورانيوم المنضب خطير بشكل كبير؟
هيثم الخياط: حتى لو كان اليورانيوم المنضب، الأمر الآخر إنه يعني ما يذكر عن ذلك هو مجرد استنتاجات، عادة اليورانيوم يحدث كذا نتوقع أن يكون قد استعمل كذا لذلك النتيجة تكون كذا، لم تجرى دراسة تستنتج من ذلك..
أحمد منصور: هم أجروا على.. أصاف دراكوفتش تحديدا فُصِل من الجيش الأميركي بسبب دراساته التي أعلنها وكثير من الأطباء العالمين يعني ناصروه في هذه الأشياء لأنه أجراها على جنود أميركان شاركوا في الحرب والآن مؤخرا اكتشفوا أعراض إصابات باليورانيوم بالإشعاع على أربع جنود أميركان في.. خدموا في العراق مؤخرا وضجة مثارة.
هيثم الخياط: صحيح وهناك أشياء أخرى كثيرة لم تكشف لكن هذا لا يعني أننا بالنسبة للعراق نكتفي بمجرد هذه الأقوال..
أحمد منصور: هم الآن يا دكتور في سبتمبر الماضي من 27 سبتمبر لعشرة أكتوبر هذا المركز الطبي لأبحاث اليورانيوم في واشنطن أرسل وفد إلى العراق واكتشفوا إن حجم أو نسبة الإشعاع في أجساد العراقيين في المناطق التي استخدمت فيها ذخائر اليورانيوم المنضب يصل إلى ألف ضعف من الإنسان العادي وحللوا جثث بعض الجنود التي وُجِدت في الدبابات العراقية التي تعرضت لليورانيوم اكتشفوا فيها أن اليورانيوم في الجثث نسبته نسبة الإشعاع تصل إلى ألفين ضعف الإنسان العادي، هذه الأشياء وطبعا الناس دول مصابين بأمراض عديدة جدا هم ذكروها ونشر التقرير بشكل مفصل منشور على موقع لمن أراد الرجوع إليه (Uranium Medicine Research Center) www.umrc.net لمن أراد الرجوع وأيضا البيئة والتنمية مجلة البيئة والتنمية نشرت تقرير كامل عن الموضوع على غلاف أيضا في شهر نوفمبر الماضي في تقرير كامل حوالين هذه المهمة، كل ديه أشياء تدعو إلى البحث في المسألة يعني.
هيثم الخياط: نعم هذا الذي أقوله كل هذه الأشياء يجب ألا تجعلنا نغفل عن ضرورة إجراء دراسة الآن، الآن يجب أن تجرى دراسة نسميها دراسات استعادية أو الاسترجاعية (Retrospective) لأن تعود فتدرس هذه الأشياء ونحن ننظر إلى ما سبق وهذه الدراسة إذا لم تتم فلا نستطيع أن نصل إلى شيء قطعي ولا نستطيع أيضا أن نحدد خطة العمل للمستقبل..
أحمد منصور: من الذي ينبغي أن يقوم بها؟
هيثم الخياط: يجب أن تجرى هذه الدراسة ومنظمة الصحة العالمية مستعدة للمساعدة فيها يجب أن تطلب مبدئيا من الحكومة ونحن مستعدون للمشاركة فيها، لكن على أساس.. بشكل أساسي يجب أن يساهم فيها أيضا الأطباء والعلماء العراقيون أنفسهم هؤلاء أقدر على..
أحمد منصور: إحنا نتمنى منهم أن يفعلوا ذلك يعني الحقيقة إحنا حرصنا خلال الأيام الماضية أن نذهب إلى المستشفيات في العراق وأن نصور بعض الحالات قالوا لابد من موافقة وزير الصحة، أعطانا تصريح للجزيرة للتصوير، رفضوا في المستشفيات أن نصور الحالات المتعرضة للأشياء المترتبة على الإشعاع بشكل أساسي في المستشفيات، نحن نلمس هذا لكن كنا نريد دليل ملموس يشاهده الناس حوالين المخاطر التي أدى إليها الإشعاع في المستشفيات، لم يتعاونوا معنا للأسف كنا نود أن يتعاونوا حتى يطلع العالم على الصورة الموجودة من جراء استخدام هذه الأسلحة المحرمة دوليا ضد العراقيين.
هيثم الخياط: نعم لكن في العراق تستطيع أن تأخذ أي صورة من أي مكان فستعطي الصورة المؤلمة جدا، يعني هذا لا يحتاج حتى إلى الذين تعرضوا لليورانيوم المنضب، قبل ذلك الذين لم يغذوا التغذية الكافية، أنواع التقزم وتخلف النمو وتخلف النمو الذهني، كل هذه أشياء منتشرة جدا بسبب ما جرى في الفترات الماضية، لكن التلوث البيئي لا يقتصر على هذا الموضوع وإنما هنالك أيضا أشياء أخرى تساهم في هذا التلوث البيئي..
أحمد منصور: مثل؟
هيثم الخياط: يعني كل شيء يصيب البيئة يمكن أن يؤدي إلى اختلال في صحة الناس وأول ما يتبادر إلى الذهن تلوث المياه، المياه يتناولها كل طفل وكل امرأة وكل رجل وكل شيخ كلهم يتناولون المياه والمياه كلها ملوثة..
” وزارة الصحة العراقية تحذر سكان مدينة الصدر وبعض المناطق المجاورة لها بعدم صلاحية المياه للاستهلاك الآدمي ” |
أحمد منصور: إحنا عايزين قضية المياه نريد أن نقف عليها لأن فيه تقرير نشر فقط في 22 يونيو قبل أسبوع فقط وكالة قدس برس للأنباء نقلت عن وزارة الصحة العراقية تحذيرها لسكان مدينة الصدر وبعض المناطق المجاورة لها في العاصمة العراقية بغداد من شرب مياه الحنفيات بعد أن ثبت مخبريا أنها غير صالحة للاستهلاك البشري وطبعا هذا هنا في كثير من المناطق المياه في العراق غير صالحة للاستخدام البشري، إيه مخاطر التي يؤدي إليها تلوث المياه والمياه مطلب أساسي للإنسان؟
هيثم الخياط: نعم كل الأمراض التي يعرف أنها أو تدعى الأمراض المنقولة بالماء وبصورة خاصة التي تنتقل عن طريق الفم كلها هذه حينما يتلوث الماء يمكن أن نتوقع الإصابة بها وبصورة خاصة أمراض الإسهال على اختلافها التي يسببها عدد من الفيروسات وعدد من الجراثيم يعني بكتريا وعدد من الطفيليات كلها هذه يمكن أن تنتقل بالماء ولذلك فنسبة أمراض الإسهال مرتفعة جدا وأمراض الإسهال بصورة خاصة أثرها يكون أكبر على الأطفال لأن المشكلة في الإسهال المشكلة الكبرى هي أنه يستنزف المياه من الجسم فحينما يجف جسم الإنسان هذا يؤدي إما إلى وفاته أو إلى حالة قريبة من الوفاة، فإذا أردنا أن نعالجه يجب أن نعطيه السوائل، السوائل ملوثة أصلا يعني هذه المشكلة إنه تشكل حلقة معيبة ونحتاج إلى سوائل معينة حتى نعطيه مع إنه العلاج العادي هو ما يسمى أملاح الجفاف يعني ذرة صغيرة من الملح ومن السكر مع قليل من الماء النظيف هذا يكفي لمعالجة أمثال هذه الأمراض، فإذاً قضية المياه مشكلة كبرى ويجب أن يوجه إليها الاهتمام وهنا بهذه المناسبة أريد أن أذكر أن هذه الأمور ليست من في مُكنة الجهاز الصحي وإنما هنالك قطاعات أخرى مسؤولة عن أمثال هذه الأمور، فعملية الصحة كلها ليست مسؤولية النظام الصحي وحده..
أحمد منصور: هو مفيش نظام صحي ومفيش جهاز صحي تستطيع أن نقول أن العراق الآن يعني..
هيثم الخياط: لا فيه نظام صحي بس يعني فيه تقصير إلى أخره لكن يوجد نظام صحي لكن النظام الصحي لا يستطيع أن يفعل شيئا حتى في الدول التي هي في وضع طبيعي..
أحمد منصور: قضية المياه مثلا.
هيثم الخياط: إذا لم تساهم البلديات مثلا معه، إذا لم تساهم وزارة التموين في تأمين الغذاء الكافي، إذا لم تساهم كل الوزارات يجب أن تساهم في هذا الموضوع.
أحمد منصور: مع خطورة موضوع المياه قضية المياه تحديدا وهي أيضا في فلسطين قضية خطيرة للغاية في ظل ما يقال عن أن إسرائيل تقوم بتخزين مواد مشعة من مخلفات المفاعلات النووية إلى جوار مصادر المياه للفلسطينيين.
هيثم الخياط: نعم كل المواد التي تحتوي على مواد مشعة أو على مواد سامة أو على فضلات يعني التهابية معدية كلها تصب في غزة في المنطقة المجاورة تماما لمصدر المياه وهذا بطبيعة الحال أيضا يستطيع الإنسان ببساطة أن يفهم المقصود منه، فيعني نلاحظ كثيرا من أوجه الشبه بين هذين البلدين..
أحمد منصور: كذلك ما يقال عن استخدام الإسرائيليين لذخائر اليورانيوم المنضب ضد الفلسطينيين واكتشاف أمراض بخصوص هذا الموضوع، يعني فعل الاحتلال واحد في كلا الطرفين وهناك مشكلة خطيرة يؤثر بها على الناس.
هيثم الخياط: نعم صحيح بالنسبة حتى قبل أن نغادر موضوع اليورانيوم يعني هذا لا يعني ما ذكرناه من ضرورة إجراء الدراسة مجددا أن السرطانات لم تزد نسبتها زادت نعم زادت نسبة السرطانات هو هذا الذي لفت النظر أول ما لفت إنه نسبة سرطان الجلد..
أحمد منصور: نسبة السرطانات في العراقيين قبل العام 1990 يعني كانت قليلة للغاية أو شبه منعدمة، لم تكن العراق من الدول التي معروف أن السرطان ينتشر فيها بهذا الشكل.
هيثم الخياط: نعم كل يعني البلدان كلها لا يوجد بلد يقال إن السرطان ينتشر فيه، لكن هنالك بعض مناطق إذا تعرضت لظروف معينة فلوحظ زيادة في سرطان الدم في أطفال هذه المناطق التي يستعمل فيها اليورانيوم المنضب والتي حصلت فيها الانفجارات وحرق النفط وما شابه ذلك، فهذه كلها يمكن أن تكون ساهمت في الموضوع يعني لم يقف الأمر عند حد اليورانيوم وإنما أضيف إليه بعض الأشياء الأخرى، لكن مع ذلك الزيادة التي حصلت في نسبة سرطانات الدم هي زيادة نسبية وليست زيادة مطلقة، يعني زادت نسبة هذه السرطانات بين مجموع السرطانات، أما العدد الكلي فالزيادة فيه كانت زيادة غير كبيرة جدا.
خطر الطعام والتدخين والأسمدة
أحمد منصور: الآن فيه خطورة أخرى وهي خطورة الطعام أيضا في ظل إن كانت الحدود العراقية مفتوحة والبلد مفتوحة يقال أن كثير من الأطعمة المليئة بالسموم دخلت إلى العراق، كثير من الدول التي لم تجد مكان لوضع نفاياتها النووية ونفاياتها الكيماوية ونفاياتها الذرية أدخلتها إلى العراق ووضعتها في وسط العراقيين، يعني كل هذه الأشياء والمخاطر كثير من الأطعمة التي انتهت صلاحيتها الأطعمة الملوثة الأطعمة المليئة بالمخاطر التي لا يجدون حتى ربما الكلاب تأكلها أرسلوها للعراقيين دور الأطعمة الحقيقة.
هيثم الخياط: نعم كل هذا ممكن وهذا لا يحصل في العراق فقط لأن هنالك كثير من البلدان التي تأتيها أغذية غير صالحة إذا رفضها هذا البلد تحول إلى البلد المجاور ويمكن أن تمر بسبل ملتوية فهذا من باب أولى..
أحمد منصور: حتى المصريين 80% من غذائهم ملوث حسب تقرير المنظمة.
هيثم الخياط: في كل البلدان ممكن يحصل ذلك فمن باب أولى أن يحصل في بلد يعيش في الحالة التي يعيشها العراق، لكن أيضا يعني القضية ليست قضية.. نوع فقط نوعية الغذاء وإنما قضية كم الغذاء أيضا يعني كم الغذاء قليل جدا، الآن الأغذية تعطى بالتقنين فلذلك الناس يتناولون الطعام الذي يستطيعون أن يحصلوا عليه ومن أجل ذلك أيضا هناك مجموعة من الأمراض التي ترتبط بالتغذية.
أحمد منصور: من أهمها؟
هيثم الخياط: يعني مثلا كما قلنا قضية النمو بالنسبة للأطفال بصورة خاصة وحتى بالنسبة للكبار الذين يعني ينبغي أن يغذوا من أجل أن يتابعوا حياتهم على وجه الأكمل هؤلاء يصابون أيضا من حالات نقص التغذية التي يعني تنضب المواد التي تعوض الطاقة فيهم وترمم الأنسجة ولذلك كثير منهم يصابون بكثير من الأمراض ولا سيما تأثير هذه حالة المخمصة إن صح التعبير على قوتهم المناعية فالأجسام المناعية تتناقص في أمثال هذه الحالات ولذلك يتعرضون أكثر إلى الأمراض المعدية والأمراض الانتقالية التي يقال عنها.
أحمد منصور: في تقرير منظمة الصحة العالمية الأخير وأطلعتني عليه الدكتورة المسؤولة عن الإحصاءات عندكم في المنظمة، هناك ارتفاع غير عادي في نسب الأمراض في المنطقة في العراق وفي دول المنطقة وكأن هناك شيء من التآمر على شعوب هذه المنطقة لإغراقها في الأمراض وفي الأوجاع وفي الأشياء التي يعني إن فشل العدو أو كما يقال في ضرب الناس في المعارك وفي الحروب يعني يبليهم في طعامهم وشرابهم ويبليهم في الأمراض، الوضع الصحي المتردي هذا بشكل أساسي العراق الآن وإحنا الأمر بينسحب على دول كثيرة غير العراق أيضا يعني هل هناك نوع من نقول المؤامرة؟
هيثم الخياط: أنا لست من أنصار نظرية المؤامرة بشكلها العام لكن هنالك مؤامرة من بعض الفئات، على سبيل المثال المؤامرة الكبرى التي يتعرض لها أبناء إقليمنا كلهم وأبناء العالم الثالث ككل هي مؤامرة شركات التدخين أو مافيا شركات التدخين إن صح التعبير هذه بعد أن خسرت أسواقها في البلدان التي يقال عنها البلدان المتقدمة أصبحت تريد تعويض هذه الأسواق فتوجهت بكثافة إلى بلداننا ولذلك ارتفعت نسبة المدخنين وخاصة شريحة الأطفال وشريحة المرأة ارتفاعا غير معقول والأنواع التي تدخن وبصورة خاصة حصلت دعاية كبيرة للشيشة أو النرجيلة أو ما شابه ذلك وهذه بالإضافة إلى ما تحدثه يعني رأس الشيشة يحتوي على ما يعادل 42 سيجارة، لكن بالإضافة إلى ذلك المبسم الذي يُستعمَّل من إنسان إلى آخر بعض الأمراض تنتقل عدواها بصورة خاصة مرض السل وربما مرض التهاب الكبد من النوع (C) هذه تنتقل عن طريق الشيشة فالبلاوي التي يأتي بها التدخين..
أحمد منصور: الناس كلهم ماسكين الشيشة زي البزازة في الشوارع.
هيثم الخياط: ما هذه مصيبة وأضفوا عليها نوعا من..
أحمد منصور: الفواكه.
هيثم الخياط: القدسية لا حتوا خيام رمضانية والخيم الرمضانية تكون الشيشة فيها عاملا أساسيا، مع أن الأصل في التدخين هو الحرمة المطلقة يعني حتى ولا كراهة التحريم حرام تماما كما أفتى أخونا الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق ونشرنا هذه الفتوى ووزعناها على كل المساجد، هذا التدخين بالإضافة إلى ما يصيب بلداننا من بلداننا جميعا في كل الإقليم في العراق أولا الناس أقبلوا على التدخين أكثر لمقاومة هذه الضغوط النفسية التي تحيط بهم ولم يستطيعوا أن يجدوا كفايتهم أيضا من هذه السجائر فأخذوا يعني يدخنون الأنواع الرديئة التي تحتوي بالإضافة إلى كل ما يحدثه التدخين العادي أو التبغ العادي على الأشياء الأخرى التي يغش بها هذا التدخين ولذلك الأمراض التي نسميها الأمراض غير السارية أو غير المعدية أو غير الانتقالية هذه كثرت جدا في العراق وحتى في الشرائح التي لا تحدث فيها عادة بكثرة لأن إحنا نقول أن هذه أمراض الرفاه هيك اسمها في العالم (Affluence) يعني تحدث في المترفين بسبب إفراطهم في تناول الغذاء وإلى أخره يصابون بمرض السكر أو بارتفاع ضغط الدم أو ما شبه ذلك بفضل هذا التدخين بفضل بين قوسين الآن الشرائح التي تصاب به ليست فقط الطبقات المترفة وإنما الشرائح المهمشة والفقيرة هي التي تصاب أيضا بمرض السكر وبارتفاع ضغط الدم وما شبه ذلك، فهذه مؤامرة من شركات التدخين قولا واحدا مؤامرة والأمراض التي تنجم عن التدخين عديدة جدا من أبسطها السرطان السرطانات المختلفة ومنها بطبيعة الحال الجلطات القلبية وهي مميتة في الغالب أو السكتات الدماغية وهي مميتة أيضا..
أحمد منصور: يعني الناس التي تروج إلى أن الشيشة خفيفة الآن الشيشة..
هيثم الخياط: لا الشيشة بالعكس.
أحمد منصور: تعادل أربعين سيجارا للمرة الواحدة.
هيثم الخياط: نعم فإذاً يعني هذا النوع من التآمر أما أنه يعني هنالك خطة لإمراض هذه المنطقة يعني لا نستطيع أن نجد دليلا آخر غير دليل التدخين لكن دليل التدخين في حد ذاته..
أحمد منصور: إذاً يعني دكتور موجود في الغذاء الآن موضوع المبيدات التي تستخدم في الزراعة الهرمونات هذه الأشياء كلها.
” المبيدات التي تستخدم في الزراعة تعبر عن جشع المزارع في الحصول على ثمرة كبيرة تغري الناس بالشراء ” |
هيثم الخياط: نعم ما يستعمل في الزراعة هذه من الجشع جشع الناس الذين يطبقونها يعني هي ليس المقصود فيها تسميم الناس وإنما المقصود فيها حماية الثمرة وإخراج ثمرة كبيرة تغري الناس..
أحمد منصور: لما لا يكون الأمر مزدوجا هذا وذاك يعني هذا يريد أن يربح لأنه يضع ثمرة كبيرة والآخر عايز يرسل له حتى يسمم الناس لأن الآثار الصحية لها خطيرة للغاية؟ يعني صحيفة الأهرام الصحيفة الرسمية في مصر نشرت تقارير خطيرة جدا حول هذا الموضوع في الفترة الأخيرة.
هيثم الخياط: نعم ومن أهم ما فيها أيضا قضية استعمال المضادات الحيوية في تغذية الحيوان لأن المضادات الحيوية استعمالها هذا الكثير جعل الجراثيم على اختلاف أنواعها مقاومة للمضاد الحيوي لأن الإنسان يعني حينما يتناولها من خلال الغذاء الذي يتناوله تتعود الجراثيم عليها ولذلك الآن نجد أنفسنا عاجزين أمام كثير من الأمراض..
أحمد منصور: الآن في خطورة أخرى الآن هي خطورة الدواء نفسه واستخدام بعض المواد في الدواء والمادة الفاعلة في الدواء أيضا أصبحت غير فاعلة فأصبح الدواء مصدر للمرض وهناك مافيا الدواء أيضا لا تقل عن مافيا التدخين وعن المافيات الأخرى واتهام كثير من الصيادلة بالتواطؤ في هذا الموضوع وأنتم بصفتكم منظمة الصحة العالمية الآن أيضا كيف أصبح الدواء حتى في العراق وهي موضوعنا الرئيسي أصبح مصدر للمرض وليس مصدر للشفاء؟
هيثم الخياط: نحن نصر على موضوع الرقابة الدوائية لا يجوز أن يُستعمَّل أي دواء إلا إذا خضع للرقابة أيا كان مصدره وأيا كانت التقارير التي تصاحبه وأيا كان المختبر الذي أعطى الشهادة من الخارج يجب أن يخضع للمراقبة المحلية وبالإضافة إلى ذلك وهذه نقطة أحب أن أشير إليها بهذه المناسبة يجب أن يعاد تشجيع الصناعة المحلية للدواء في العراق، في العراق كانت هنالك مصانع أدوية على أحسن مستوى منها مصنع أدوية في سامراء وغيرها عدة مصانع للأدوية يعني لا يستطيع بلد مثل العراق أن يعتمد على استيراد الأدوية وإنما يعني الاستيراد يمكن أن يحل مشكلة جزئية لكن لا يحل المشكلة على المدى الطويل فلذلك يجري الآن من أولى أولوياتنا أن نحاول إعادة بناء هذه المصانع ومحاولة تصنيع الدواء محليا بقدر الإمكان، طبعا نحن نستطيع أن نساعد في استيراد المواد الخام التي يمكن أن تصنع في البلد يعني تعلب توزع إلى أخره فبهذا الشكل أيضا من ناحية نوفر كثيرا من العملة الصعبة التي تصرف بدون داع ثمن العلب والقوارير وما شابه ذلك التي يمكن أن يعني تكون كلفتها رخيصة جدا في داخل البلد ومن جهة أخرى أيضا نساهم في أن هذه الأدوية خاضعة حتما للرقابة ومن جهة ثالثة هي في حد ذاتها أيضا كلفتها قليلة حينما يؤتى بها بشكل ما نسميه الأدوية الجليسة أو غير محدودة الملكية التي لا تأخذ الشركات أثمانا كبيرة لها وهذه مشكلة بهذه المناسبة تواجهها أيضا بلداننا وسائر الدول النامية بعد تأسيس منظمة التجارة الدولية التي تريد للشركات التي تنتج الدواء في الفترة الأولى أن تحتكر هذا الدواء عددا كبيرا من السنوات الناس يحتاجون إليه احتياجا كبيرة وهو يتوافر عند هذه الشركات فقط بأسعار مرتفعة جدا ولا سيم الأدوية التي يحتاجها الإنسان مثل أدوية الإيدز أو ما شابه ذلك هذه أدوية غالية الثمن جدا ومع ذلك لا تتوافر ولا تسمح منظمة التجارة الدولية بأن تتوافر بسعر أقل بكثير.
مشاركات المشاهدين
أحمد منصور: اسمح لي آخذ بعض المداخلات، دكتور كاظم المقدادي من السويد دكتور مرحبا بك لك دراسات كثيرة جدا حول الوضع الصحي في العراق لها مصداقية وتنشر على نطاق واسع وأنت ترصد بشكل دقيق من خلال المنظمات الدولية والتقارير المختلفة الأوضاع الصحية في العراق تفضل يا دكتور باختصار لو سمحت اتفضل.
كاظم المقدادى: مرحبا أستاذ أحمد تحياتي لك ولضيفك الكريم، أولا لدي بعض التعقيبات حول ما طرحه الأستاذ الدكتور هيثم الخياط الحقيقة لا أتفق مع الأستاذ بخصوص ما طرحه حول اليورانيوم المنضب وأضراره وعدم وجود أدلة كافية في هذا الشأن يعني على سبيل المثال لو كان الأستاذ ومنظمة الصحة العالمية حاضرة معنا في المؤتمر العلمي الدولي الذي عقد في السويد يعني قبل حوالي ستة أسابيع وكذلك المؤتمر الدولي العلمي في برلين وغيره لاطلع على الكثير من الدلائل العلمية بهذا الخصوص وقد حضر المؤتمر علماء بارزين وشخصيا نشرت عن تقرير مكثف حول هذا الموضوع، الحقيقة منظمة الصحة العالمية مقصرة في هذا الشأن كذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة على الأقل برنامج البيئة تحرك في الفترة الأخيرة بعد الاحتلال وطالب بدخول العراق وإجراء دراسات وتقييم شامل للوضع البيئي وللتأكد من وجود التلوث أو عدم وجود التلوث، منظمة الصحة العالمية وكما أشرت أستاذ أحمد كان يفترض أنها في عام 2001 في آب أن تنفذ الوعد الذي قطعته وحضر ثمانية اختصاصيين خبراء من منظمة الصحة العالمية إلى بغداد والتقوا مع..
أحمد منصور: دكتور اسمح لي يا دكتور اسمح حتى لا نغرق دكتور كاظم حتى لا نغرق فيما فعلته المنظمة وما لا تفعله لنتحدث عن المستقبل وما يمكن فعله الآن لا سيما وإن إحنا تحدثنا في هذه النقاط ولا نريد إعادة الكلام بالنسبة لها ما الذي يمكن فعله الآن بالنسبة للعراق وما هي الحقائق والأرقام الموجودة على أرض الواقع؟
كاظم المقدادي: نعم مع هذا اسمح لي لابد من تأكيد الحقيقة والتاريخ وهذه مسؤولية تتحملها منظمة الصحة العالمية أنها يفترض بها أن تطلع على الأمور كما هي وفي الميدان تجري دراسة ميدانية على الأقل تبدي رغبتها في هذا الشأن يمكن إمكانيتها محدودة لكن الضغوط الأميركية عليها كثيرة وأنا أفهم هذا ومن هذا المنطلق أيضا الحديث الذي جرى فيما يتعلق بتردي الأوضاع الصحية في ظل الاحتلال هنالك عاملين مهمين في هذا الجانب؛ أولا عامل الحرب وكان يعني بودي أن أستمع إلى الأستاذ الدكتور هيثم الخياط إلى تأثير ما بعد الحرب والصدمة النفسية التي حصلت لملايين العراقيين وبخاصة للأطفال العراقيين، الآن لدينا إحصائيات تشير ومثبتة لدى وزارة الصحة حوالي ثلاثة ملايين عراقي مصابين بأمراض نفسية وخيمة ولا تتوافر حتى العلاجات الكافية لهذا الجانب، الشيء الثاني هو تردي الوضع البيئي وارتباطه بالأوضاع الصحية وعامل الإشعاعات هذا الموضوع الذي تناولته الجزيرة مع العديد من الخبراء والدراسة التي أجراها مؤخرا المركز الطبي لأبحاث اليورانيوم وأشرت إليها قبل قليل أستاذ أحمد مؤكدا وجود التلوث الإشعاعي في أنحاء العراق وبلغت في بعض المناطق ثلاثين ألف مرة عن الحد المسموح به هذا التلوث موجود ومؤكد ومثبوت وحضر العلماء وموجودين وقدموا تقارير ومنشورة على الموقع الذي أشرت إليه وبإمكان منظمة الصحة العالمية أن تفند هذا الشيء إذا كان غير صحيح هذا التلوث وأضراره..
أحمد منصور: شكرا يا دكتور أشكرك شكرا جزيلا على مداخلتك ومشاركتك معنا وأسمع تعليق الدكتور هيثم الخياط بعد فاصل قصير، نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من القاهرة في هذه الحلقة التي نبحث فيها الوضع الصحي والنفسي للإنسان العراقي بعد أو في ظل فترة الاحتلال ضيفنا هو الدكتور هيثم الخياط كبير مستشاري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط لمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال على هواتفنا هنا في القاهرة التي ستظهر الآن على الشاشة أو عبر الهاتف أيضا في الدوحة أو عبر الفاكس هنا في القاهرة أو يكتبوا إلينا عبر موقعنا على شبكة الإنترنت www.aljazeera.net ، بعض المشاهدين يسألون عن موقع المركز الطبي لأبحاث اليورانيوم في واشنطن www.umrc.net أيضا بعض المشاهدين يسألون عن حلقات سابقة من البرنامج يمكنهم الرجوع إلى موقع الجزيرة نت www.aljazeera.net أيقونة البرامج الحية برنامج بلا حدود يمكنهم الحصول على أي حلقة سابقة من البرنامج صوتا ونصا، دكتور ما ردك على ما ذكره الدكتور كاظم المقدادي؟
هيثم الخياط: يعني اعتقد القضية ليست قضية رد ورد على الرد وما شابه ذلك هذا كما ذكرت يعني لا..
أحمد منصور: أمور إجرائية يعني كنت أتمنى الحقيقة هو أيضا أن يتجاوزها إلى الحديث في المعلومات.
هيثم الخياط: أنا كنت أتمنى نعم أن نتحدث عن الوقائع وعما سنفعله يعني لنفرض أن كل ما قيل صحيح 100% وأن اليورانيوم المنضب وغير المنضب قد أدى إلى إصابات..
أحمد منصور: ما هو الحل والمخرج؟
هيثم الخياط: ما الذي نفعل الآن يعني قضية إنه ما حصل حصل الناس يعرفون أن كثيرا من الأمور قد حصلت ولا أريد بالطبع أن تقف منظمة الصحة العالمية موقف المدافع فيعني هذه أشياء لا داعي للدخول في تفاصيلها الذي أريد قوله أننا يجب الآن أن نخطو الخطوات الإيجابية كما ذكرت قبل قليل قضية الأدوية يجب أن نبدأ بحل قضية الأدوية بأن نقوي مصانع الأدوية، يجب أن نؤمن على الفور كميات كافية من الأدوية..
أحمد منصور: هناك نقص حقيقي في الدواء هناك.
هيثم الخياط: هناك نقص حقيقي ونحن على خشية كبيرة من أن يكون يعني تأتي فترة لا تتوافر فيها الأدوية فنحن نريد أن نغطي هذه الفترة على الأقل ريثما نستطيع أن نوفر الأدوية بناء على دراسة يعني لأن مع الأسف حتى الآن لا توجد هذه الدارسات التي تقول نحن نحتاج إلى عدد كذا من الدواء الفلاني بالشكل الفلاني إلى أخره فهذه طبعا تحتاج إلى وقت لكن ريثما تتم يمكن أن نؤمن الأدوية وخاصة من البلدان المجاورة لأن البلدان المجاورة فيها أدوية من نوعية جيدة ولاسيما إذا خضعت لموضوع الرقابة الدوائية كما قلت يعني هذه ناحية، الناحية الأخرى هي قضية الغذاء وقضية الغذاء قضية مهمة جدا يجب أن يعني نركز عليها من حيث توفير الغذاء الكافي لكل أفراد الشعب وكل شرائحه بطبيعة الحال الأطفال بحاجة أكثر لكن هذا لا يعني أن الكبار أيضا ليسوا بحاجة إلى تغذية صحيحة وإلى ترشيد لتغذيتهم منذ الآن حينما نعيد هذه التغذية إلى وضعها الأمثل فلذلك يعني هذا من الأمور أيضا التي يجب أن نهتم بها وكما ذكرت قبل قليل هذه ليست مسؤولية القطاع الصحي وحده وإنما بالدرجة الأولى هي مسؤولية وزارة التموين أو وزارة التجارة الخارجية أو وزارة الزراعة هذه كلها يجب أن تتكون منها لجان مشتركة من أجل أن تضع خطة مشتركة لتحسين الوضع الغذائي، من الأشياء الأخرى أيضا وهذا ينطبق على فلسطين كما ينطبق على العراق يعني الوضع الغذائي في فلسطين متردي بشكل غير معقول نسبة الحالات الناجمة عن سوء التغذية مرتفعة جدا لأن أيضا موارد الدخل قد استأصِلت تماما يعني الأشجار التي تُجرَّف وهذا في حد ذاته جريمة حرب الأشجار التي أعمارها الآلاف السنين وتجرف الآن..
أحمد منصور: الأشجار جُرِفت في فلسطين والنخيل جرف في العراق وكذلك الأشجار يعني على امتداد الطريق بين الموصل وبغداد معظم البساتين على كلا طرفي الطريق طبعا جرفوها باتهام أن المقاومة تستخدمها في عمل..
هيثم الخياط: ونفس الثقافة هي التي..
أحمد منصور: طريق المطار في بغداد أيضا طريق طويل أيضا وكان مليء بالنخيل والأشجار الآن قُطِع كله.
هيثم الخياط: نفس الثقافة التي تفعل ذلك في العراق هي نفس الثقافة التي تفعل ذلك في فلسطين يعني يتحدثون دائما باسم الحضارة أنه لا يجوز أن نمس شجرة وفي البلدان الأصلية لهم إذا أريد أن يعني أريد لشجرة أن تزال تحتاج لمناقشة في البرلمان وفي الغالب أنها لا تزال ويحرف الطريق من حولها للمحافظة على شجرة واحدة لكن الآن تجرف آلاف الأشجار التي أعمارها آلاف السنين وتجرف الأرض الزراعية أيضا ولا يتحدث أحد في العالم كله كل العالم صامت لا يحتج أحد على ذلك هذا بطبيعة الحال أيضا يؤثر على صحة الإنسان لأنه يؤثر من ناحية على البيئة يؤثر من ناحية على الغذاء الآن الأغذية التي سوف تزرع في هذه الأراضي التي جرفت يعني إذا أرض جرفت أفقرت من كل العناصر المغذية فيها كيف يمكن أن تزرع.
أحمد منصور: أنا لأني الآن فيه مشاهد ينتظر من مدة اسمح لي لأني أكلفه هو من ألمانيا حسين عبد العظيم من ألمانيا اتفضل يا أخ حسين أسف للتأخر عليك.
حسين عبد العظيم: السلام عليكم مفيش مشكلة يا أستاذ أحمد.
أحمد منصور: وعليكم السلام.
حسين عبد العظيم: أنا بطلب من حضرتك إنك أنت تستمر في هذه السلسلة الجريئة والكريمة أيضا وتركز من فضلك على موضوع الماء لإنه أنت تعلم جيدا إنه الحرب القادمة هي حرب ماء، أنا هأتكلم بصورة مختصرة وسريعة عن بعض نقاط أشرت أليها وضيفك الكريم منها مثلا الحدود المفتوحة والحدود المغلقة وإحنا مُخترَّقين من الداخل يا أستاذ أحمد وأنا هأضرب لك مثال بسيط قوي لو رجعت حضرتك لجلسات مجلس الشعب من حوالي ثلاث أسابيع..
أحمد منصور: أي مجلس شعب المصري؟
حسين عبد العظيم: النائب عن محافظة كفر الشيخ وقف وقال إحنا بنشرب مياه نار واخد بال حضرتك ولم يتحرك دول ممثلين الشعب طيب يعني لما يكون العدو واضح ممكن أوجهه لكن هنواجه مين ديه مشكلة وده سؤال موجه للناس كلها الناس المصابين والمستهدفين..
أحمد منصور: للأسف الناس كلها تعيش سلبية وتتلقى الأشياء حتى أحيانا بيلومونا إن إحنا بنفتح هذه الموضوع التي تمس صحتهم وحياتهم وأنفسهم ويعني الناس تعيش حياة سلبية لا تتخيلها يعني للأسف.
حسين عبد العظيم: ما هو متنساش يا أستاذ أحمد الخمسين سنة اللي فاتوا تأثير الخمسين سنة اللي فاتت من القهر والظلم والجهل الشديد الجهل في حياتنا وبأمور دينا يعني..
أحمد منصور: أحيانا تبحث عن الإنسانية في الناس لا تجدها للأسف يعني أحيانا تقعد تبحث في الإنسان اللي أمامك عن الإنسانية لا تجدها عن إنه يتحرك ليدافع عن نفسه عن إن يبقى عنده مروءة إذا وجد امرأة يعني أوجعنا إحنا أيضا كثيرة ولكن إحنا بنقوم بدورنا على قدر ما نستطيع.
حسين عبد العظيم: أنا أتفق معك لكن القدوة لازم تكون موجودة ويعني دعني نركز على موضوع القدوة لازم تكون موجودة عشان نتعلم عشان لو مكنتش أنا قدوة لابني ابني هيتعلم إزاي ديه النقطة الثانية، النقطة الثالثة وده يمكن سؤال موجه لضيفك الكريم هو استهداف المنطقة العربية طيب أنا كمنظمة صحة عالمية هل مثلا عندي برنامج لمواجهة هذا الاستهداف هل زدت عدد العاملين هل زدت عدد الباحثين يعني ده سؤال لازم نواجه به نفسنا إلى حد ما..
أحمد منصور: أشكرك كثيرا اتفضل.
حسين عبد العظيم: النقطة الرابعة اللي أشارتوا لها وهي التدخين، يا سيدي الفاضل مجلس الشيوخ الأميركي بعد ما زادت حالات السرطان في أميركا طلب من الشركات المصنعة للسجائر إنها تقول له في تقرير رسمي السجاير ديه محتوية على إيه وثبت بتقارير رسمية في كتاب للدكتور عبد الصبور شاهين موثق إنه في ستمائة مادة بتضاف على مادة الـ(Tobacco) يعني مادة النبات نفسه يعني منها بعد ما بتخلص الحاجات ديه بتنقع في الكحول في يعني حتى من الناحية الشرعية يعني مش مضر بس بالجسم لكن النبات ده نفسه مع الستمائة مادة منها ستندهش يا أستاذ أحمد دهان الأحذية الإسبراي بتاع الأحذية بيضاف لهذه السجاير طيب النقطة الخامسة..
أحمد منصور: إذا الزيتون الأسمر في مصر بيدهنوه بالبوية.
حسين عبد العظيم: بالضبط حضرتك..
أحمد منصور: شكرا لك يا أستاذ حسين شكرا جزيلا لك، أحمد الحسني من العراق اتفضل.
أحمد الحسني: ألو السلام عليكم.
أحمد منصور: وعليكم السلام يا سيدي.
أحمد الحسني: ألو السلام عليكم.
أحمد منصور: اتفضل يا أحمد اتفضل المكالمة صعبة لكن تفضل.
أحمد الحسني: أه نعم كيفك يا أخ أحمد؟
أحمد منصور: حيياك الله يا سيدي.
أحمد الحسني: الله يسلمك يا أخ أحمد منصور كيف الحال؟
أحمد منصور: الحمد لله.
أحمد الحسني: الله يعطيكم الصحة والعافية قناة الجزيرة.
أحمد منصور: شكرا لك اتفضل بمداخلاتك أو سؤالك.
أحمد الحسني: ومبارك عملكم إن شاء الله.
أحمد منصور: شكرا لك.
أحمد الحسني: ولكن أنا حقيقة في بداية الموضوع لم يعني الفكرة وصلت ولكن أنا كنت أقول أنتم تتكلمون عن البيئة وعن الآثار اللي سببتها الحرب ومخلفاتها النفسية على العراقي.
أحمد منصور: اتفضل يا أحمد لديك سؤال؟
أحمد الحسني: نعم.
أحمد منصور: ما هو؟
أحمد الحسني: أه نعم أنا أحب أن أوجه إيه نعم يعني يا ريت إنه فيه منظمات إنسانية تأتي إلى العراق وتقوم..
أحمد منصور: شكرا يا أحمد رسالتك وصلت أنت تطالب أو تناشد بوصول منظمات إنسانية للعراق هناك صعوبة في الاتصال يبدو فيه صدى صوت وتراجع وتأخر لديك تعليق على ما قاله حسين عبد العظيم من ألمانيا؟
هيثم الخياط: يعني الكلام الذي ذكره في كثير من أجزائه التقي معه لكن يعني نحن هذه الأشياء يجب ألا تدفع بنا إلى مرحلة من اليأس أنا دائما لا أحب التركيز على هذه الأمور أحب التركيز على الإيجابيات..
أحمد منصور: إحنا بنسعى للإيجابيات نسعى لاستنهاض همم الناس نفسيات الناس.
كيفية تحسين الوضع الصحي
” لتحسين الوضع الصحي في العراق هنالك بعض الأمور تجب معالجتها بسرعة وأهمها قضية المياه التي يجب تحويلها إلى مياه صالحة للشرب ” |
هيثم الخياط: ما الذي يجب أن نفعله؟ بالنسبة للعراق على سبيل المثال أحب أن أذكر بعض الأمور الأخرى التي يجب أن نعالجها بسرعة كما قلنا قضية المياه يجب أن تعالج بسرعة الماء محاولة تحويل الماء كله إلى ماء قابل للشرب صالح للشرب صحي..
أحمد منصور: منطقة مثلا مدينة الصدر منطقة ضخمة إذا الماء فيها تحول إلى إنه غير صالح وهناك مناطق محيطة بها.
هيثم الخياط: كلها لابد من الإسراع في معالجة أمثال هذه الأمور يعني مثلا يمكن أن..
أحمد منصور: طب قول لنا يا دكتور الآن هم بيقولوا الآن ممكن غلي الماء؟ ما هو الناس لازم تشوف حلول بسيطة لها.
هيثم الخياط: وهذه أن في اعتقادي يجب أن تقوم بها..
أحمد منصور: الأسر والبيوت.
هيثم الخياط: الإذاعة بصورة خاصة لها دور وللتليفزيون كبير في هذا الموضوع توعية الناس..
أحمد منصور: في العراق يعني.
هيثم الخياط: نحن لدينا مجموعة من الكتيبات الصغيرة أعدها المركز المتعلق بصحة البيئة وهو مركز تابع لمنظمة الصحة العالمية في عمان مقره هنالك مجموعة من الكتيبات التي سنرسل بكميات كبيرة منها لتوزع في العراق إن شاء الله غلي الماء بالدرجة الأولى الأمر الآخر وهذا يمكن أيضا أن تقوم الدولة بالمساعدة فيه والجمعيات أو المنظمات التي أيضا تقدم مساعدات الدول المانحة أو المنظمات المانحة توزيع أقراص الكلور لأن هذه الأقراص يمكن قرص واحد يوضع في لتر من الماء يؤدي إلى التطهير أو قرصين..
أحمد منصور: على الناس.
هيثم الخياط: حسب الحالة ده يمكن أن يوزع أو مسحوق (Dichloride) الكالسيوم أو الصوديوم يمكن أيضا أن يساعد فهنالك يعني بعض الوسائل السريعة التي يمكن أن تستعمل ريثما يتم..
أحمد منصور: إصلاح الأمور، الله أعلم متي ستنصلح.
هيثم الخياط: إصلاح الوضع والله الآن فيه يعني رغبة في الإصلاح عدد كبير من إخوانا في العراق يعني عادوا يكافحون بأظفارهم بأسنانهم يحاولون أن يعيدوا بناء البلد من جديد وهذا الأمر الأساسي حقيقة مهما كانت الظروف يعني النبي عليه الصلاة والسلام يقول: "ستكونوا بعدي أثرا وأمور تنكرونها قالوا يا رسول الله فما تأمر من أدرك منا ذلك قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم" فإذاً الإنسان لا يجوز أن يتهرب من واجبه مهما كان الأمر هذا الشعور موجود في فلسطين وموجود في العراق، الطفل الفلسطيني والطفل العراقي يحاول الآن أن يساهم في البناء وهذا هو الأمر الأساسي..
أحمد منصور: قبل أن نقف عند الأشياء الأساسية العملية التي ينبغي لكل أسرة أن تقوم بها في دقيقة واحدة آخذ مداخلات لآن المشاهدين لاموني يبدو كثيرا أني تأخرت عليهم، أحمد حسين من السعودية في دقيقة يا أحمد اتفضل، أحمد تسمعني؟
أحمد حسين: ألو.
أحمد منصور: اتفضل يا أحمد.
أحمد حسين: العراق هو أكثر بلدان العالم تلوثا في الوقت الحاضر وذلك بسبب سياسة النظام الإجرامية نظام صدام، لم تتكلموا عن تجفيف الأهوار وهو تجفيف مسطحات مائية آلاف الكيلومترات جففها نظام صدام..
أحمد منصور: أحمد إحنا كان موضوعنا محدد أحمد إحنا لا نستطيع أن نتكلم في كل شيء كل هذه الأشياء أشياء جميلة جدا والفترة تحتاج لكن إحنا بنختار موضوع محدد دايما حتى يكون كلامنا محدد لديك سؤال في موضوع الحلقة اليوم؟
أحمد حسين: أنت تكلمت عن قطع الأشجار في طريق الموصل وبغداد تكلم عن قطع الأشجار في أربعة آلاف وخمسمائة قرية في كردستان العراق تكلم عن تلويث البيئة..
أحمد منصور: شكرا لك يا أحمد شكرا لك لا نريد لأحد أن ينحرف بموضوعنا عما نحن نقصده، محمد ظاهر من فرنسا اتفضل يا محمد.
محمد ظاهر: ألو السلام عليكم.
أحمد منصور: عليكم السلام.
محمد ظاهر: نعم أقول بأن البيئة في الوطن العربي لن تأخذ أهمية كبرى، أنا سمعت أن هناك نفايات من دول أجنبية توجد في الوطن العربي عن طريق شركات وعبر بعض المسؤولين العرب أنا لا أريد أن أذكر بعض هذه الدول هناك مافيا فعلا في البلاد العربية ويقال أن بعض هذه النفايات عبارة عن فضلات مشعة، الناحية الأخرى استخدام اليورانيوم المخصب في العراق هناك كما ذكر المحدث السابق أن هناك السرطان الموجود في كثير من الأراضي العراقية وأنا أقول هل يمكن محاكمة أميركا في العراق على هذه الجرائم ضد العراقيين وشكرا جزيلا.
أحمد منصور: شكرا لك يا محمد شكرا لك، دكتور باقي دقيقتين نريد أن نضع حلول عملية للمواطن العراقي العادي في السعي لتجنب الأمراض السعي لتجنب المناطق المشعة يعني ما الذي يستطيع أن يفعله الإنسان في ظل الظروف الحالية بكل رداءتها الموجودة في العراق وفلسطين حتى يتجنب أو يحاول أن يتجنب قدر ما يستطيع الإصابة بالأمراض الفتاكة هذه؟
هيثم الخياط: النقطة الأساسية الواجب الأساسي الذي يجب أن نعمل عليه هو عملية التوعية الصحة في الدرجة الأولى هي مهمة الإنسان نفسه ولذلك مفهوم ما نسميه الرعاية الصحية الأولية يقوم على أساس أن يشارك الفرد نفسه والأسرة نفسها بتحسين صحتهم وتحسين الصحة يقوم بالدرجة الأولى على ما نسميه تعزيز الصحة يعني أن نزيد ما يدعى الرصيد الصحي، الإنسان حينما تزداد المناعة فيه حينما تزداد الحالة التغذوية تصبح جيدة حينما يعني نشاطه البدني يتحسن هذا كله مهم جدا فهذه الأشياء يجب أن نصر عليها واعتقد أن أجهزة الإعلام المختلفة باختلافها أضع في مقدمتها منابر المساجد وأيضا عظات الكنائس هذه كلها يمكن أن تساهم في هذا الأمر بدلا من أن تناقش أمورا عفا عليها الزمن وبالإضافة إلى ذلك طبعا وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية كلها من واجبها أن تساهم في توعية الناس كيف يستطيعون أن يفعلوا ذلك، نقطة أخرى وأحب أن أركز عليها وهي أنه صحيح الآن الأموال المرصودة لتحسين النظام الصحي صارت أضعاف أضعاف كثيرة وهى متوافرة بحمد الله بسبب العطاءات التي تقدمها الدول والوكالات المانحة فهذه يجب أن يحسن استعمالها في سبيل تحسين هذه الأمور يعني على سبيل المثال المستشفيات في العراق الآن اللي يدخل مدينة الطب يصاب بصدمة كبيرة الوضع محزن إلى حد غير معقول لأن إعادة بناء هذه الأشياء كلها هذه تحتاج إلى جهد مستمر من..
أحمد منصور: شكرا جزيلا.
هيثم الخياط: الجميع ونقطة أيضا أرجو أن أذكر بها هي قضية التطعيم حملات التطعيم لأن نخشى من هذه الأمراض المنتقلة وأحب أن أذكر بين قوسين أن..
أحمد منصور: شكرا جزيلا انتهى الوقت، التطعيم قضية أساسية بالنسبة للأطفال وعلى الجميع أن يحرص عليها بالنسبة لأبنائه، أشكرك شكرا جزيلا كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم في الختام أنقل لكم تحيات فريقي البرنامج من القاهرة والدوحة وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.