بلا حدود

أثر تغيير المناهج على هوية الأمة

ضغوط أميركية ترى أهمية في تغيير مناهج التعليم في الدول العربية، هدفها قد يكون الهوية, توقيتها يثير الكثير من علامات الاستفهام مثلما يثيرها رضوخ بعض الحكومات، ثقافة السلام بين المحتل والمقهور.

مقدم الحلقة:

أحمد منصـور

ضيف الحلقة:

إسحق الفرحان: خبير المناهج التعليمية

تاريخ الحلقة:

18/02/2004

– أهمية المناهج التعليمية
– أسباب تطوير المناهج

– ثقافة السلام بين المحتل والمقهور

– صورة العرب في الكتب المدرسية الإسرائيلية

– تدريس مادة الأخلاق

– العلاقة بين انهزام العرب وأنظمة التعليم
– أسباب صورة العرب الرديئة لدى الغرب
– سبل التصدي للضغوط الأميركية

– فكرة الوحدة العربية


undefinedأحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحييكم على الهواء مباشرة من العاصمة اللبنانية بيروت حيث ينعقد فيها هذه الأيام الملتقى العربي للتربية والتعليم وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود، ما إن طلبت أميركا الدول العربية بتعديل مناهجها التعليمية وأعلنت بعض الدول استجابتها بل وأعلنت عن تغيير بعض المناهج بالفعل حتى ثار جدل واسع بين المؤيدين والمعارضين فرغم أن التغيير والتعديل هو ضرورة طبيعية لمواكبة التطورات الإقليمية والدولية في مجال التعليم والتربية إلا أن المعترضين يرون أن الاستجابة للتطوير والتغيير كحاجة أميركية وليس كضرورة وطنية هو محل الخلاف وفي هذه الحلقة نحاول فهم بعض جوانب القضية مع أحد أبرز الخبراء العرب في المناهج التعليمية الدكتور إسحق الفرحان وزير التربية والتعليم الأردني الأسبق ورئيس الجامعة الأردنية الأسبق وخبير المناهج التعليمية، وُلِد الدكتور إسحق الفرحان في عين كارم قضاء القدس عام 1941، تخرج من قسم الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1957 وحصل على الماجستير في الكيمياء الفيزيائية عام 1958 من نفس الجامعة وعلى الماجستير في التربية في مجال إعداد معلمي العلوم من جامعة كولومبيا في نيويورك عام 1962 ثم حصل على الدكتوراه في مجال المناهج وإعداد المعلمين من جامعة كولومبيا في نيويورك عام 1964، عمل رئيسا لقسم إعداد المعلمين وتأهيلهم في وزارة التعليم الأردنية عام 1964 ثم رئيسا لقسم المناهج والكتب المدرسية عام 1965 ثم مديرا عاما لمديرية المناهج والكتب المدرسية حتى عام 1970، عُيِن وزيرا للتربية والتعليم والأوقاف بين عامي 1970 و1973 كما عُيِن رئيسا للجامعة الأردنية بين عامي 1976 و1978، اشرف على عملية تطوير وإعداد المناهج والكتب المدرسية في عدد من الدول العربية، عضوا في عشرات المجالس التربوية والعلمية والجامعية وقد صدر له ما يقرب من عشرين مؤلفا في مجال تخصصه ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا بعد موجز الأنباء على أرقام هواتفنا في الدوحة 009744888873 أو على الفاكس هنا في بيروت 009611986222 أو عبر موقعنا على شبكة الإنترنت www.aljazeera.net، دكتور مرحبا بك.

إسحق الفرحان: مرحبا بكم.

أهمية المناهج التعليمية

أحمد منصور: بداية ما هي أهمية المناهج التعليمية في حياة الأمة أي أمة؟

إسحق الفرحان: بسم الله الرحمن الرحيم، أشكركم على هذا اللقاء في هذا الوقت الحرج من تاريخ أمتنا المعاصرة وأدخل فورا إلى الإجابة عن سؤالكم عن أهمية المناهج، الحقيقة بكلمة واحدة إذا قلنا المناهج فتعني مستقبل الأمة ذلك لأن الإنسان مدني بطبعه الإنسان كرمه الله سبحانه وتعالى بالعقل والعلم وبهذا العقل وبهذا العلم واستعمال العقل في حياته في إعمار الأرض يستطيع أن ينجح سواء كان فردا أو جماعة ولذلك لما نقول المناهج نعني بها الآليات التربوية التعليمية والمضامين العلمية التي تُعطَّى للأفراد لتكوين شخصياتهم المتكاملة وتكوين بل وتكوين شخصية الأمة والمجتمع ضمن ثقافتها وضمن ثوابتها فالمناهج تعني المستقبل فعندما نعد طلابنا إذا أردت أن تعرف مستقبل الأمة أدخل على صفوف المدرسة أو الجامعة وأنظر كيف يتعلمون؟ هل يتعلمون بطريقة يعني عقلانية؟ هل يتعلمون بطريقة توظف المعلومات في المجتمع وتتصل بالمجتمع بإعمار المجتمع؟ هل طريقة تفكيرهم في التعلم أيضا لا تعني المناهج فقط المضمون المعلوماتي.. المعلومات لأن المعلومات متغيرة ونحن الآن نعيش في عصر تفجر المعرفة وكثير من تسارع المعرفة في هذا العصر يستدعي أن لا تستطيع أن تعلم كل شيء من المعلومات لكن تربي العقول كيف تفكر، تربي الأبعاد المختلفة في الشخصية الفردية مثل البعد الروحي البعد السلوكي البعد الجسمي البعد الاجتماعي وفق تقاليد الأمة وقيمها وثوابتها حتى تنهض الأمة، فالحقيقة المناهج أيضا لا تعني فقط ما يُعطَّى في المدرسة على أهميتها وعلى الجامعة وإنما هناك النشاطات المرافقة للمنهاج وخصوصا في عصر الفضائيات الآن، عصر الفضائيات أنا أعتقد أنها يجب أن تنطلق وتنسجم وتتساوق مع ما يُعطَّى في المدرسة والجامعة لأنها تربي الفرد وتعطيه الكثير من المعلومات، نحن نعيش الآن في عصر يتسم بثلاث صفات لم يتسم بها عصر سابق آخر من قبل..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ما هي؟

إسحق الفرحان [متابعاً]: أولا زخم المعلومات وزخم الأحداث التي تحدث في هذا العالم وكثرتها فلا يستطيع لا منهج ولا قناة فضائية أن تحيط بكل المعلومات فإذاً تعطي أنت في كل عصر الأشياء المهمة الضرورية لعيش الحاضر واستشراف المستقبل، ثانيا سرعة تسارع هذه المعلومات وتسارع الأحداث في هذا الزمان في كل أنت إذا.. في كل يوم إذا صار حدث على المنهج أن يكون متغيرا ليس متغيرا جذريا وإنما أن يراعي..

أحمد منصور: أن يواكب.

إسحق الفرحان: أن يواكب المستجدات المعرفية فتسارع الأحداث وتسارع المعلومات، كذلك خطورة الأحداث وخطورة المعلومات إذاً زخم الأحداث تسارع الأحداث أهمية الأحداث يعني قد يحدث حدث يغير إذا أنت تتكلم عن دولة معينة أو مجتمع معين وصار احتلال في العراق، الآن المناهج العربية المفروض ان تستجيب لهذا الحدث وتكون..

أحمد منصور: وتضيفه كمعلومة.

إسحق الفرحان: وتضيفه كمعلومة من جهة..

أحمد منصور: وليس كتغيير في منهج.

إسحق الفرحان: وليس كتغيير في منهج، تضيفه كمعلومة وتضيف أيضا السلوكيات كيف يجب أن نشعر تجاه هذا الحدث والاحتلال الأميركي للعراق مثلا.

أحمد منصور: إذا كانت مثلا المناهج تعني المستقبل ما هي الثوابت والأسس التي يجب أن تقوم عليها المناهج لتحديد المستقبل؟

إسحق الفرحان: أحسنت هذا سؤال عريق وعميق وأول ما يُدرَّس في تخطيط المناهج هو هذا السؤال ما هي أسس المناهج؟ الأسس التي تقوم عليها المناهج بصورة علمية محددة أربعة؛ الأساس الفلسفي ويتناول قيم الأمة وشخصية الأمة وهذا لا نعني به تعصبا نحو طبيعة عقيدتنا وإسلامنا وتراثنا حتى الجامعات في أميركا وأنا من جملة من درس في جامعة كولومبيا في نيويورك في سنة 1962(American culture ) يجبرون حتى طالب الدكتوراه..

أحمد منصور: الثقافة الأميركية.

إسحق الفرحان: أن يدرس الثقافة الأميركية وحتى يراعيها سواء كان بغض النظر عن اختصاصه فإذاً القيم الأساسية التي تكون فلسفة الأمة يجب أن تُراعَّى في المناهج وهذه ثابتة من الثوابت، النقطة الثانية الأساس الاجتماعي المناهج يجب أن تراعي الأسس الاجتماعية بحيث تأخذ بعين الاعتبار ليس حاجات الأمة في تاريخها الماضي إنما تأخذ حاجات الأمة الحاضرة..

أحمد منصور: في حاضرها ومستقبلها.

إسحق الفرحان: ومستقبلها حتى يواكب التعليم ويخدم التعليم سوق العمل ويخدم التعليم أيضا تقاليد الأمة ويكون متساوقا مع أخلاقها وعاداتها بحيث لا تطغى علينا الآن ثقافة الاستهلاك وثقافة..

أحمد منصور: التي هي طاغية بشكل أساسي.

إسحق الفرحان: التي هي طاغية بشكل أساسي تراعي حاجات الأمة، النقطة الثالثة الأساس الثالث هو الأساس النفسي الذي يراعي نفسية الطفل والطالب في مراحله المختلفة سواء كان طفلا في المرحلة الابتدائية أو يافعا في المرحلة الإعدادية والثانوية أو شابا في المرحلة الجامعية لكل مرحلة من المراحل هناك متطلبات بيسموها متطلبات النمو وهذه أيضا فيها كثير من الثوابت خصوصا بالنسبة لشريعتنا الشريعة الإسلامية ولكن أيضا هناك علم النفس التطوري وعلم النفس الاجتماع وعلم نفس النمو..

أحمد منصور: كل هذا يؤخذ في إطار وضع المناهج.

إسحق الفرحان: يؤخذ في إطار وضع المنهج ولا بأس من أن نأخذ أحدث النظريات في هذا الموضوع بحيث نواكب مرحلة النمو.

أحمد منصور: بقيت نقطة رابعة.

إسحق الفرحان: النقطة الرابعة هي الأساس المعرفي والمعلوماتي، يقولون إنه رأس المال كان هو المال رأس المال المواد الخام رأس المال الآن تقرير التنمية الصادر..

أحمد منصور: البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة.

إسحق الفرحان: البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة يقول أن رأس المال الحقيقي هو رأس المال المعرفي، بمقدار ما تعرف بمقدار ما يكون عندك رأس مال ولو ما عندك مواد خام حتى كاليابان وغيرها وهناك أمثلة كثيرة لكن إذا عندك أنت الأساس المعرفي وواكبت المعرفة فعندئذ مناهج يجب أن تواكب المعرفة المُستجِدة وهذا يعني حديث يتصل بما يتوصل إليه العلم ولا بأس أن نغير في هذه المعلومات كلما حدث معلومات جديدة أن نعيد ترتيب المناهج سواء في العلوم أو في الرياضيات أو في التكنولوجيا أو غير ذلك.

أسباب تطوير المناهج

أحمد منصور: في إطار هذا ما هي الأسباب التي تدفع أمة أو دولة أو نظاما إلى أن يقوم بتغيير مناهجه التعليمية؟ واسمح لي أسمع الإجابة بعد فاصل قصير نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار فأبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من بيروت مع الدكتور إسحق الفرحان وزير التربية والتعليم الأردني الأسبق ورئيس الجامعة الأردنية الأسبق وخبير المناهج التعليمية، دكتور ما هي الأسباب التي يمكن أن تدفع أمة أو دولة أو نظاما إلى تغيير مناهجه التعليمية؟

إسحق الفرحان: الحقيقة التغيير قد يكون نحو الأسوأ وقد يكون نحو الأحسن ولذلك أنا أُفضِل أن نسميه تطوير المناهج فعملية تطوير المناهج عملية مستمرة في..

أحمد منصور: التطوير عادة إلى الأفضل.

إسحق الفرحان: التطوير دائما نحو الأفضل فإذا شعرت أمة أنها بحاجة إلى تعزيز قيمة معينة يمكن أن تطور مناهجها بهذا الموضوع إذا شعرت الأمة أنها تأخرت في العلم وأن هناك ثورة معرفية لابد أن تأخذ بعين الاعتبار تعديل مناهجها في العلوم والرياضيات والتكنولوجيا لتكون على أحدث ما يمكن، التعديل والتغيير والتطوير يتناول الأشياء المتعلقة بعلم نفس النمو والأسس النفسية للتعليم وكيفية طرق التدريس يعني ليس لتغيير القيم الأساسية وإن كان هناك قد تكون هناك قيم مستجدة يمكن التأكيد عليها مثلا قيمة الوقت الآن يجب أن يؤكد عليها لأن الوقت هو الحياة في الأحداث السابقة في الماضي ربما الأحداث ما كانت متلاحقة كما قلنا بهذه السرعة لكن الآن الأحداث كثيرة فربما تحتاج أنت أن تزرع قيمة الوقت رغم أنها موجودة في التراث لكن أن تزرعها في الوقت هو الحياة كذلك الآن لم يعد المجتمعات البشرية لم تعد تهتم فقط بالكم في المنتجات والأشياء هذه خصوصا في المناهج التي تعني بالثقافة المهنية وإلى آخره إنما تعنى بالجودة والابداع فنحن يجب أن نؤكد على قيمة الإبداع وهي قيمة إسلامية و{اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ}، الإتقان إتقان العمل "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"، الآن حتى مستوى التعليم إذا ما كان فيه جودة في التعليم وبدأت الآن تُطبَّق المعلومات، نحن في جامعة الزرقاء رئيس جامعة الزرقاء أيضا أنا حاليا نطبق معايير الجودة في الكمبيوتر وفي البرامج المختلفة في إدارة الأعمال وغير ذلك فهذه التي تستدعي القيم الجديدة التي يُؤكَّد عليها رغم أن لها جذور تاريخية في عقيدتنا والحمد لله يجب أن نؤكد عليها في العلوم المعرفية والأساس المعرفي بلا حدود يجب كما هذا عنوان هذه الحلقة نؤكد عليها بصورة يعني خلينا نقول متتالية أحداث مثلا أحداث سياسية تمر في إسرائيل في كيان دولة العدو الصهيوني محتلة أرضنا وكل يوم فيه أحداث المفروض هذه كنشاطات مرافقة للمنهج أن نوعي شبابنا حتى يكون عندهم ثقافة الممانعة وثقافة المقاومة وثقافة حب تخليص الوطن وتحريره كذلك..

أحمد منصور: هذه الآن في المصطلح الجديد أصبحت تسمى ثقافة الإرهاب.

إسحق الفرحان: لا هي ثقافة الاستشهاد وثقافة الجهاد وثقافة المقاومة، كيف تطلب مني دول كبرى أن أعمل ثقافة الاستسلام وبلادي محتلة أو قطر عربي مثل العراق محتل؟ لابد هنا أن تتداعى وزارات التربية والتعليم لإعادة النظر في المناهج بصورة تحيي آمال الأمة وآمال الشباب في نهضة الأمة وفي تحرير الأمة وفي زيادة الديمقراطية إن جاز التعبير وكثير من الأمور ووحدة الأمة، الاستعمار جزأنا إلى أقطار مختلفة الثقافة القطرية أصبحت تسيطر بعضهم يقول الإنسان ابن القطر الفلاني نريد تهيئته، لا نحن نريد أن نوجد الإنسان العربي الذي.. الموحد مع سائر أقطاره العربية يجب أن نركز على ثقافة الوحدة، أنا أعتقد وزارات التربية والتعليم في البلاد العربية والتعليم العالي مدعوة الآن أكثر من أي وقت مضى على تعديل المناهج باتجاه ثقافة الأمة الواحدة وليست ثقافة قطرية.

أحمد منصور: هي لم تنجح في هذا طوال خمسين عاما مضت من الحديث في القومية العربية وغيرها..

إسحق الفرحان: إذا الآن تتسارع..

أحمد منصور: الآن جاءت أميركا لتفرض الأمر، في 24 سبتمبر الماضي 2003 قامت السيدة إيلينا رومانسكي مسؤولة ما يسمى ببرنامج مبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية بزيارة لدول الخليج وقالت في تصريحات كثيرة منها لا توجد فسحة من الآن فصاعدا للكراهية وعدم التسامح والتحريض ونحن نحاول أن نعيش معا وأي منهاج دراسي لا يسير في هذا الاتجاه يجب تغييره وأضافت أنه إذا كانت الحكومات والمجتمعات تريد رؤية مثل هذا التغيير وتود الحصول على نظام تعليمي يوفر المهارات وفرص العمل والمنافسة فإننا سنمد يدنا للمساعدة وأؤكد لكم نعم نود إزالة كل المواد السلبية من النصوص الدينية، في 9 نوفمبر بعد سبتمبر نوفمبر نشرت الشرق الأوسط أن إدارة بوش قررت تخصيص مبلغ 145 مليون دولار لميزانية العام 2004 لتشجيع التعليم العلماني في العالم العربي ما تعليقك؟

إسحق الفرحان: أشكرك وفرت علي كثير من مثل هذه المقتطفات الثمينة للمفكر العربي وللسياسي العربي أن ينظر لماذا تريد أميركا أن تغير مناهجنا الآن في المنطقة العربية والإسلامية؟ غيرت المناهج الآن في أفغانستان الآن تغير المناهج في العراق ويعني تعمل.. وألغت بعض المواد في المناهج سواء الجامعات..

ثقافة السلام بين المحتل والمقهور

أحمد منصور: وزير التعليم العراقي أدلى بتصريحات قال إنه لن يسمح بعملية التغيير ولكن يبدو أن التيار قوي على الكل.

إسحق الفرحان: التيار قوي وستغير أميركا هذه المناهج وقد صرح بعض المسؤولين أنهم سيبقوا لسنوات وليس لأشهر وهم يعرفون لو كانوا لا يريدون تغيير المناهج والثقافة لما سمحوا بنهب المتاحف التي تسجل ذاكرة الحضارة الإنسانية أقدم حضارة في العالم في العراق، لو وقفت دبابة أميركية واحدة أمام المتحف لما نُهِبت هذه المتاحف هي نهبت على عينها لو كانت تحرص على الثقافة وتحرص على التربية لما جعلت كل الآن المدارس والجامعات فيه نهبا لسياستها في تغيير المناهج ستغير المناهج وهي توحي والآن تطلب من سوريا تغيير المناهج وتطلب من الأردن تغيير المناهج، اليونسكو أرسلت لنا مصفوفة بتغيير عدد من المفاهيم حول بعض الموضوعات مثل حقوق الإنسان مثل القيم العالمية المشتركة مثل ثقافة السلام، نحن لسنا الآن بحاجة إلى تأكيد على ثقافة السلام بمعنى أن نسكت عن حقوقنا المغتصبة في فلسطين ونستكين لهذا، الحقيقة ما احرانا بدل أن نؤكد على حقوق الأفراد ويجب أن نؤكد على حقوق الأفراد وحقوق الإنسان لكن حقوق الأمم والشعوب، شعوب عم تُغتصَّب وعم تُحتًّل ألا نؤكد على أن من حق هذه الشعوب تقرير مصيرها؟ ألا نؤكد على أن في مناهجنا ألا أن نؤكد على أن من حق هذه الشعوب أن تقاوم الاحتلال، الاستعمار ما هو؟

أحمد منصور: يجب أن تسود ثقافة السلام.

إسحق الفرحان: ليست ثقافة السلام بين المحتل والشعب المقهور الذي يقع تحت الاحتلال لأن فيه هناك مبدأ وهو مبدأ العدالة أعلى من ثقافة السلام، يجب أن نحقق مبدأ العدالة ثقافة السلام بين المحتل القاهر للشعب وبين الشعب الذليل كيف.. أي سلام هذا بين القاهر والمقهور هناك ثقافة العدالة ومبدأ العدالة أعلى من ثقافة السلام يجب أن نؤكد عليه في مناهجنا، في اليونسكو وثيقة اليونسكو هذه تقول إنه يجب أن تؤكد على حل الصراعات دول الجوار بالحسنى، أنا أفهم – وبالسلام – أنا أفهم أن تُحَّل هذه الصراعات بين دول متكافئة وليس بين دولة محتلة لأرضي وداري وبيتي وتدمر شجر زيتوني كما في فلسطين وأحل هذه بالسلام وبإبقاء الأمور على ما هي عليه، أنظر الجدار العنصري أو الجدار الذي يقتضم 54% من أرض الضفة الغربية وأرض الضفة الغربية تكون 22% من أرض فلسطين معناها نحن نتفاوض على 10% من مجموع مساحة أرض فلسطين، أي ثقافة سلام هذه إن هذه تحتاج إلى ثقافة المقاومة وثقافة الجهاد ويجب على وزرائنا وأحرى بالجامعة العربية ومؤتمر القمة القادم في تونس أن يبحث مثل هذه الأمور هذا..

أحمد منصور: هذا.. الدكتور الآن يعني القضية الأساسية هي قضية القرار من يأخذه لم يتم الحديث عن قضية تغيير المناهج إلا حينما طالبت أميركا والكل الآن تداعى لها، بصفتك شاركت في وضع طوال أربعين سنة وأنت تشارك في وضع المناهج التعليمية والكتب المدرسية هل عملية التغيير هذه تتم بجرة قلم أو بقرار سياسي من هذا وذاك؟ وما هي الأسس التي.. وهل وضعت هذه المناهج بشكل هش حتى يطالب الجميع الآن بتغييرها؟ أسمع منك الإجابة بعد موجز قصير للأنباء، نعود إليكم بعد موجز قصير للأنباء لمتابعة هذا الحوار فابقوا معنا.

[موجز للأنباء]

أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من بيروت مع الدكتور إسحق الفرحان وزير التربية والتعليم الأردني الأسبق رئيس الجامعة الأردنية الأسبق الرئيس الحالي لجامعة الزرقاء خبير المناهج التعليمية، أرحب بآرائكم ومقترحاتكم على بريد البرنامج frontiers@aljazeera.net على مدار الساعة بشكل يومي أو برنامج شاهد على العصر cwitness@aljazeera.net وأرحب بأسئلتكم الآن على عنوان الجزيرة الإلكتروني www.aljazeera.net أو على التليفون 009744888873 أو الفاكس هنا في بيروت 009611986222، دكتور كان سؤالي لك بصفتك منذ أربعين عاما تشارك في وضع مناهج تعليمية في كثير من الدول العربية وليس في الأردن فقط هل تغيير المناهج السياسية هكذا يتم بقرار سياسي وفي يوم وليلة وكأن كل ما مضى من مناهج هو عبارة عن مناهج يعني تستحق أن تُنسَّف الآن نسفا؟ الكل الآن صحى واستيقظ وكأن هناك خلالا في المناهج التعليمية في كل الدول العربية.

إسحق الفرحان: الحقيقة سؤالك وارد يعني أنا استغرب كخبير مناهج هذه العجلة في المطالبة بتغيير المناهج كما تفضلت أنا يعني حضرت أول مؤتمر لتوحيد المناهج العربية في الجامعة العربية سنة 1964 واستصدرنا قرارا بذلك وعلى الجامعة العربية تنفيذه في حينه وبالتشاور مع الدول العربية..

أحمد منصور [مقاطعاً]: وكالعادة لم يُنفَّذ إلى الآن.

إسحق الفرحان [متابعاً]: لم ينفذ على مستوى العموم لكن كان دليل هداية لكثير من الدول ومنها الأردن نحن مثلا أخذت تغيير مناهجنا في الأردن حوالي سبع سنوات.. ست سنوات وقُدت هذه العملية في الأردن من 1964 إلى 1970 في تغيير المناهج لكن على أسس وأصدرنا بالتعاون مع السلطة التشريعية قانون رقم 16 لسنة 1964 وأُقِر هذا القانون على أساس أن تنبثق من الإيمان بالله والقيم العليا للأمة العربية والإسلامية وأخذت سنوات حتى تغيير المناهج وبالتالي الكتب المدرسية لأن تغيير المنهاج ليس معناه فقط يعني حذف مادة من هنا وبند من هناك إنما يستدعي ذلك تغيير أيضا الكتب وطباعتها وتدريب المعلمين وأساليب التدريس وربما أنعكس ذلك على مناهج الجامعة وكليات التربية لتخرج المعلمين وفق هذه المناهج فأخذت منا بضع سنوات ولذلك لما في الأردن بالذات كدراسة حالة لما صار نوع من الحاجة إلى النظر وإعاده النظر في المناهج أخذت منا أربع أو خمس سنوات بمؤتمر صُرِف عليه ثلاثين مليون دولار وأكثر من ثلاثين مليون دولار برعاية سمو الأمير حسن وقتها وأُنشئت عشرات اللجان وأشترك الشعب في هذا الموضوع ما رأيكم والإعلاميين والبرلمان أو المجالس اللي في حينها وأخذت يعني نوع من الثقافة الشعبية بحيث هذا يكون مشروع أمة ومشروع دولة يعني أنا طلبت مني عمان سلطنة عمان الأشراف على تغيير مناهجها وكتبها المدرسية أخذت منا عشر سنوات من السنة 1978 إلى 1988 كنت رئيس اللجنة العليا لتغيير المناهج وتطويرها، درسنا حاجات البلد والمجتمع وفي نفس الوقت استنرنا بالمناهج في البلاد الأخرى العربية وبدأنا..

أحمد منصور: يعني الأمر ليس سهلا.

إسحق الفرحان: ليس سهلا..

صورة العرب في الكتب المدرسية الإسرائيلية

أحمد منصور: وليس بهذا الشكل يعني مع دون انتقاد أو تشويه أو اعتراض على الملتقى العربي للتربية والتعليم الذي يعقد الآن في بيروت ويشارك فيه وزراء التعليم والتربية في كثير من الدول العربية وجمعيات وعشرات من الناس، هل بهذه الطريقة أيضا يتم النظر في المناهج والتغيير؟

إسحق الفرحان: لا اعتقد هذا كل ما هنالك إبداء آراء ليس أكثر هذه تحتاج إلى فرق عمل وتحتاج إلى باحثين وتحتاج إلى مختصين في المناهج المختلفة وتحتاج إلى ما هي ثوابت الأمة اللي يجمعوا عليها وما هي الأشياء اللي ممكن نغيرها والأشياء اللي ممكن أيضا نستعين بمؤسسات المجتمع المدني لأنه المنهاج بمعناه الواسع أيضا يكون رديفا له التربية الأسرية ما هي انعكاسات هذه المنهاج على التربية الأسرية وماذا نطلب منها؟ ما هي انعكاساتها على الأحزاب إذا بدنا نشيع الديمقراطية ليس على الطريقة الأميركية؟ من يصدق الآن مجنون يصدق إنه أميركا تريد ديمقراطية في المنطقة العربية في العراق إذا كانت هذه الديمقراطية اللي ينشدونها في العراق فبئس تلك الديمقراطية، إذاً نحتاج إلى نوع من المشاركة للمؤسسات المجتمع المدني وأيضا عملية معقدة وطويلة هذا ليس.. معنى هذا أن نجمد عن تغيير المناهج نحن مع تطوير المناهج نحو الأحسن وعملية التطوير عملية مستمرة لكنها ليست فجاءة نأتي ونقول غيروا هذه المنهاج أو أدخلوا هذه المفاهيم نتيجة إملاءات خارجية، أنا اعتقد الذي أولى بتغيير منهاجه بسرعة هو أميركا نفسها.

أحمد منصور: أنا ديه سؤالي المهم الآن ما هي صورتنا؟

إسحق الفرحان: وإسرائيل دولة..

أحمد منصور: في مناهج التعليمية الأميركية والإسرائيلية يعني وهل طلب أميركا بتغيير المناهج قاصر علينا نحن فقط على الدول العربية فقط؟ هل طالبت أميركا الصين بتغيير مناهجها دول جنوب شرق أسيا بالتغيير؟ وهل..

إسحق الفرحان [مقاطعاً]: هل طلبت من إسرائيل من دولة العدو الصهيوني تغيير مناهجه؟

أحمد منصور [متابعاً]: ما هي صورة العرب في المنهاج التعليم أو كيف ينظر الإسرائيليون تحديدا إلينا من خلال مناهجهم الدراسية؟

إسحق الفرحان: الحقيقة لا أذيع سرا لما أقول إنه طلبت اليونسكو نتيجة ضغوط أميركية وإسرائيلية من وزارة التربية والتعليم في الأردن وكنت مديرا للمناهج ثم وزيرا للتربية والتعليم تغيير..

أحمد منصور: هذا قبل ثلاثين سنة.

إسحق الفرحان: قبل ثلاثين سنة فقلنا لهم وقتها درسنا صورة العربي والمسلم في المناهج الإسرائيلية.

أحمد منصور: ما الذي طلبوا تغييره بالضبط؟

إسحق الفرحان: طلبوا تغيير أي شيء يدل على الجهاد أي شيء يدل مثلا..

أحمد منصور: يعني ليس طلبا حديثا وإنما من ثلاثين عام؟

إسحق الفرحان: أينعم وهم يطالبون قلنا لهم وقتها لليونسكو قلنا لهم ادرسوا المناهج الإسرائيلية وانظروا صورة العربي والمسلم في المناهج الإسرائيلية ثم طالبونا بتغيير أي تغييرات فلم يجيبوا ولكن غيروا في مناهجنا التي تحت الاحتلال في القدس وفي فلسطين ونابلس لما وهي تحت الاحتلال غيروا المناهج بحيث أنهم مثلا نظرت إلى الوطن السليب غيروا نظرت إلى الوردة الجميلة وهكذا حذفوا كل ما يتعلق بانتماء المواطن إلى وطنه، الآن لا تزال في المناهج الإسرائيلية رغم كل معاهدات السلام والاستسلام يوجد فيها أشياء كثيرة تدل على..

أحمد منصور: مثل؟

إسحق الفرحان: يعني صورة العربي والمسلم في المناهج الإسرائيلية صورة البدوي صورة الفقير صورة الشحات صورة السائل، صورة البلاد العربية أنها هي محتلة لأرض إسرائيل يعني يقول يعقوب بابوريس في كتابه للسادس الابتدائي في بلادنا إسرائيل يقول أرض إسرائيل تمتد إلى شرق الأردن وإلى الفرات ونهر الأردن يقسم أرض إسرائيل الشرقية عن أرض إسرائيل الغربية..

أحمد منصور: هذا إلى اليوم يدرس للطلبة الإسرائيليين؟

إسحق الفرحان: لا حتى أكون دقيق لا أعرف إلى هذه السنة أم لا إنما هذه هناك دراسات يعني أنا أحضرت الحقيقة معي متوقع مثل هذا السؤال دراسة قام بها وزارة التربية والتعليم منذ 1979 أيضا جديدة صادق إبراهيم عودة ورشاد أحمد حسن الظير..

أحمد منصور: هذه حديثة لكن المناهج منذ 1979 إلى الآن؟

إسحق الفرحان: نعم، فهذه يوجد أنا استخلصت من كل كتاب من الكتب بس مثل واحد من عشرات الكتب التي تدرس يقولك مثلا اليهود يعتبرون العرب سارقين..

أحمد منصور: يعني هل لا يزالوا يعتبروا أرض الأردن جزء من إسرائيل؟

إسحق الفرحان: نعم ويعتبرون أرض الجولان جزء من إسرائيل ويعتبرون..

أحمد منصور: في مناهجهم التعليمية؟

إسحق الفرحان: في مناهجهم التعليمية نعم للصف الرابع الابتدائي يدعون أن فلسطين كانت قفرا وهم أي اليهود الطلائعيون الرواد تعرضوا إلى مصاعب كثيرة، كتاب موطني للصف الابتدائي يعتبرون منع الجيش الأردني لإسرائيل من احتلال الضفة الغربية غزو لدولتهم هذا في كتاب الجغرافيا للصف الخامس، كتاب تأليف ديفد بنفيشتي أرض إسرائيل يعتبرون احتلال القدس عام 1967 يوم خلاص وإنقاذ للقدس من أيدي العرب، تأليف كتاب الصف الخامس لبرسكي ويزمان يعتبرون احتلال القدس عام 1967 تحرير لها من أيدي العرب الغرباء وهكذا في عشرات الكتب يعتبرون اليهود يعتبرون غزة والجولان وسيناء أرض محررة في كتاب جغرافية إسرائيل الطبيعية والاقتصادية والإقليمية للمدارس الثانوية ومعاهد المعلمين تأليف الدكتور نسي هرئيل والدكتور دوف بنر الطبعة الخامسة ورد على الصفحة 22 بأن المناطق التي احتلتها إسرائيل بعد عام 1967 مثل غزة والجولان وسيناء بأنها مناطق محررة، هكذا ينظرون إلى.. يورد حدود إسرائيل بشكل موسع في كتاب جغرافيا بلادنا تأليف أفرايم أرني يورد حدود إسرائيل أنها تضم جنوب لبنان إلى إسرائيل صفحة 78 وصفحة 81 والضفة الشرقية من الأردن كذلك صفحة 84 والجولان وحوران وجبل الشيخ صفحة 116 وصفحة 118 وإلى آخره فهذه يعني صورتنا في المناهج الإسرائيلية.

أحمد منصور: نحن فقط الذين نُطالَّب بتغيير المناهج وأن توضع المناهج ولكن في نفس الوقت لا نطالب إسرائيل وهذه هي الصورة والدول العربية ترضخ وتستجيب لهذا، هل المناهج التعليمية في الدول العربية..

إسحق الفرحان: أنا أدعو إدارة الثقافة بالمناسبة أن تُحدِّث مثل هذه الدراسات وأن تكلف الإدارة الثقافية في الجامعة العربية أن تدرس صورة العربي والمسلم في المناهج الإسرائيلية وصورة العربي والمسلم في المناهج الأميركية، أنا عندي دراسة لأحد الأستاذة في جامعة عمان اسمه الدكتور إبراهيم أبو عرقوب أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية ألّف أو سوى دراسة علمية التوجهات العربية نحو الإسلام السياسي في الشرق الأوسط من أميركا وذكر فيه أشياء كثيرة عن ما يعتبره الأميركيون أن العرب متأخرين والعرب لابد أن ننهب ثرواتهم وبترولهم لأنهم لا يستحقون هذا، أميركا مثلا وطمعها في الشرق الأوسط وبترول الشرق الأوسط وكما يقول أحد (Cease the moment) لنيكسون كتاب انتهز الفرصة يقول ستبقي..

أحمد منصور: انتهز الفرصة أه، الفرصة السانحة.

إسحق الفرحان: الفرصة السانحة، ستبقى إسرائيل وبترول العرب هم همنا الوحيد بغض النظر عما يقوله العرب.

تدريس مادة الأخلاق

أحمد منصور: وزير التربية والتعليم في مصر حسين كامل بهاء الدين أعلن أمس ونشر اليوم في الشرق الأوسط أن وزارته قررت تدريس مادة الأخلاق في المدارس المصرية مشيرا إلى أنها مادة تُدرَّس في أكثر من مائة دولة مشيرا إلى أنها تدرس في مائة دولة تعلم الطالب سلوكيات الحياة الحميدة وتحض على التعاون وقال إن مادة الأخلاق مستمدة من كل الشرائع السماوية، هل يعني هذا أنكم طوال الخمسين سنة..

إسحق الفرحان: ما بندرس أخلاق؟

أحمد منصور: ما بتدرسوش أخلاق؟ هل معنى هذا أن هذه الأمة أمة مفلسة من الأخلاق حتى تستورد مادة أخلاق عالمية بتدرس في مائة دولة وتنقلها إلى.. هل معنى هذا إن الفساد الأخلاقي اللي موجود هو نتاج خلل في مناهج التعليم؟ قل لي أنت وأنت وزير سابق للتربية والتعليم.

إسحق الفرحان: يا سيدي أنا سأقول لك تعليق على هذا ثم أعطيك بعض الخبرة..

أحمد منصور: كأن الأمة بلا أخلاق يعني.

إسحق الفرحان: نحن يعني كان ثار هذه الموضوع في عشرات السنين السابقة ولكن..

أحمد منصور: ولا أحد يسأل من أين تأتي هذه المناهج ومن أين تُفرَّض على الناس وكأن المفروض هو الآن أن يستجيب الكل لما تقوله أميركا وكما قالت إيلينا رومانسكي ستُغيَّر المناهج يعني وكما رُصِد مبلغ 154 مليون دولار لتعميم التعليم العلماني جزء من هذه الأشياء.

إسحق الفرحان: وأعطوا باكستان عشرات الملايين من شان تغيير مناهج المدارس الدينية وهم وراء تغيير..

أحمد منصور: قل لي يا سيدي ما الذي تفعلونه في الأجيال طوال الفترة الماضية وأنتم لا تُدرِسون الأخلاق؟

إسحق الفرحان: لا والله نُدرِسها يا سيدي ندرسها عبر كل المواد المنهجية حتى في العلوم ندرس كيف تستخدم العلم ونتائج العلم بصورة أخلاقية وليس كما استخدمتها أميركا في ضرب نغازاكي بالقنبلة الذرية إنما تريد إماطة الأذى عن الطريق هذه من الأخلاق وأنت تدرس الشريعة الإسلامية تدرس أحد الأبواب الأخلاق وأنت تدرس الثقافة الإسلامية تدرس الأخلاق فالأخلاق منبثة في كل مناهجنا ابتداء من علوم الشريعة وانتهاء بعلوم الرياضيات، لا نقول في علوم الرياضيات كما تقول الكتب الإسرائيلية حتى إنه طارت طائرة إسرائيلية وقصفت مخيم للاجئين وقتلت ثلاث أطفال ونجا كذا فأحسب كم بقي من الأطفال أو كم جُرِح من الأطفال بين قتيل وجريح حتى في الرياضيات يدخلون العنصرية ويدخلون كراهية العرب والمسلمين، الحقيقة نحن ندرس الأخلاق ولكن.. ولسنا بحاجة إلى أن نُذكَّر بأنه يُدرَّس الأخلاق في عدد من الدول لأنه شريعتنا شريعة أخلاق عقيدة وأخلاق أنا أقولك في..

أحمد منصور: يبدو أن الذي ثبت غير ذلك.

إسحق الفرحان: أنا أقولك كمثال من خبرتي الشخصية ذهبت إلى ماليزيا عدة مرات في مناسبات كثيرة وكنت مشتركا في سياسات الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا في حينها وزير التربية والتعليم قال لي كيف نُدرِس القيم الإسلامية وعندنا إحنا 50% أو 55% من سكان ماليزيا مسلمين و20% هنود و30% صينيين أو 25% اللي هو فكيف يعني ندرس هذا الموضوع فقيل وقتها واتفقوا على أن يدرسوا القيم الأخلاقية والإنسانية في مثل هذا الوضع لكن ليس في وضعنا نحن، نحن لسنا بحاجة إلى أن نستورد تدريس الأخلاق من أميركا يا ليت أميركا تدرس هذه الأخلاق في مناهجها لماذا تدرسها في مناهجنا؟

أحمد منصور: هناك يعني ثارت قضية تغيير المناهج تحديدا بعد الحادي عشر من سبتمبر وكأن المناهج التي في الدول العربية والإسلامية مناهج تُفرِخ إرهاب وتفرخ إرهابيين وتفرخ كراهية ويعني حتى بعض السور مُسِحت مثل سورة { قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} كل الآيات التي تتكلم عن العلاقة مع الآخر كلها مسحت في كثير من المناهج الآن وأصبح ربما توضع المناهج بعد ذلك في دول أخرى وتأتي لتُعمَّم، هل المناهج وأنت من أربعين سنة تشارك في وضع المناهج هل أنتم فرختم إرهابيين من خلال المناهج التي وضعتموها؟

إسحق الفرحان: أبدا هي كل يعني مناهجنا مناهج البلاد العربية والإسلامية كما نقول تحتاج إلى تطوير بصورة عامة لكن ليس بهذه السرعة وليس باملاءات خارجية، الحقيقة المسؤول عن الإرهاب ليس المناهج التربوية وهم وضعوا إصبعهم على النقطة الخطأ إنما الذي يفرخ الإرهاب والذي يفرخ العنف هو السياسة الاستعمارية الأميركية والسياسة الاحتلالية الصهيونية، أنا كيف اسمي الذي يدافع عن قطع شجرة زيتون أو طفله أو هدم بيته في غزة ولا في فلسطين ولا في مخيم جنين إذا رد {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} إذا رد على هذا الأمر، هذا وهو يقاتل اليهودي المحتل ليس بتأثير المناهج أنه علمته الإرهاب إنما بتأثير الظلم الواقع عليه ظلم الاحتلال وظلم الاستعمار هو الذي يولد هذه المناهج، الآن الذين يقاتلون ويقاومون في العراق الاحتلال الأميركي صحيح المناهج هي اللي جعلتهم هكذا؟ الذي جعلهم هكذا هدم البيوت والذي جعلهم هكذا تفتيش النساء والذي جعلهم هكذا يعني اعتداؤهم على طمأنينة الناس وأمن الناس وهكذا فالحقيقة الذي ولد الكره لأميركا والذي ورد الكره لدولة العدو الصهيوني هو الاحتلال وهو الاستعمار وليس المناهج هي التي فرخت هذا، من الذي أعتدى علينا؟ من الذي أعتدى على أفغانستان؟ من الذي أعتدى على العراق؟ من الذي أعتدى على فلسطين واحتلها منذ خمسين عام ولم يطبق أي قرار من قرارات هيئة الأمم؟ إذاً نحن لسنا بحاجة إلى إعادة النظر في مناهجنا من زاوية الإرهاب والعنف لنصدق الدعوة والمقولة التي قالتها أميركا إنه اللي معي محور خير واللي مش معي محور شر وعليهم أن يغيروا مناهجهم على باكستان أن تغير مناهجها وعلى العراق أن تغير مناهجها وعلى الأردن وعلى البلاد العربية أن تغير مناهجها، نحن يجب أن لا نستجيب للاملاءات الأميركية ويجب أن تكون تغيير المناهج وتطوير المناهج من حيث أنتهى الآخرون نحن معه لكننا بطريقتنا وبدوافع داخلية تجمع بين الأصالة والمعاصرة بين..

أحمد منصور: أمس نشرت صحيفة الحياة نقلا عن وكيلة وزارة التربية الكويتي الدكتور حمود السعدون وله تصريحات سابقة أيضا نشرت في يناير الماضي قال أن هناك ثلاث لجان في الكويت كُلِفت بمراجعة المناهج الدينية والتعليمية في الكويت فقال إن نتيجة اللجان الثلاث لمراجعة مناهج التعليم الكويتية أنها لم تعثر على أي نص متطرف على حد قوله في تلك المناهج.

إسحق الفرحان: إذاً ما فيه داعي لتغيير المناهج.

العلاقة بين انهزام العرب وأنظمة التعليم

أحمد منصور: رغم إن الكويت من الدول التي تسعى للتغيير ولكن قال نحن لم نعثر على أي نص متطرف، اسمح لي أخذ بعض المشاركات سالم العنيزي من السعودية أخ سالم أتفضل

سالم العنيزي: السلام عليكم.

أحمد منصور: عليكم السلام.

سالم العنيزي: الله يمسيكم بالخير يا أستاذ أحمد أنت والدكتور إسحق الفرحان وقبل السؤال طال عمرك قول الله سبحانه وتعالى: { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ واللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ } ولكن السؤال في سنة 1954 حكى لي أحد الأصدقاء أن في مصر هناك زعيم طبق التعليمات الأميركية منذ ذلك الوقت وجعل مادة الدين أخر حصة في الأسبوع ولا تُسقِط ولا تُنجِح فهل ساهمت لما أقصى هذا الزعيم ومن هو يا أستاذ إسحق الفرحان؟ فهل ساهمت في الهزيمة في عام 1967 بحيث أن الجندي لم يبق له وازع ديني أو أي خلفية دينية؟ والسلام عليكم.

أحمد منصور: شكرا لك يا سيدي، خالد حسين من الدوحة.

خالد حسين: السلام عليكم.

أحمد منصور: عليكم السلام.

خالد حسين: الحقيقة أنا بدي أسال عن المقصود بالأشياء اللي يراد تغييرها مثلا في المناهج مثلا لأن المناهج الإسلامية معدلة كلها أظن يعني اللي تدرس للطلاب المنهج يعني ضعيف جدا ولا يحتاج أصلا إلى تعديل أو تقييم المناهج، هم يريدون تغيير مثلا صورة المسلم ونظرة المسلم لغير المسلم مثلا لإلغاء الجهاد طب لو نظرنا مثلا للدراسات اللي عندهم مثلا واللي توجه للمجتمعات الغربية بنظرتهم للمسلمين مثلا فيها كثير من التحيز يعني والظلم للإسلام وما طلبنا إحنا مثلا المسلمين بتغيير هذه الصورة مثلا أكثر الدراسات العلمية تدل على أن صورة العرب في أميركا في المدارس يعني بأن العرب قاصرين سطحيين هذه من دراسات أذكرها لك على أنهم راكبو جمال متطرفون قذرون وفي البرازيل على أن المرأة في الإسلام ليس لها روح وأنها يعني منزوع منها كل يعني شعور يعني في الحياة وفي اليابان أيضا ينظرون للإسلام أو المسلمين على نفس النظرة الغربية والأميركية وفي ألمانيا أيضا ينظرون للإسلام بأنه تقبيل الحجر الأسود وأن المسلم فقط يرتدي عمامة خضراء هذا هو المسلم والبحوث كثيرة في هذا الشيء، لماذا نحن مثلا نطالب مثلا الكتاب العرب والذين يدعون لإصلاح المناهج؟ ما هو المطلوب ولماذا لا يدعون أيضا الغرب..

أحمد منصور [مقاطعاً]: تحمل مسؤولية صورتهم الكريهة لدى الغرب.

خالد حسين [متابعاً]: عندما تنادي بهذا الشيء..

أحمد منصور: شكرا لك.

خالد حسين: أن يصلحوا صورة العرب في مناهجهم وأيضا سؤال أخير مثلا أطرحه ولكم حق الإجابة ماذا أيضا سيُغيًّر بعد المناهج؟ هو سؤال يعني ممكن أي أحد يجيب عنه وشكرا لك.

أحمد منصور: الصورة الأساسية هي أن العرب والمسلمين لهم سبب رئيسي في أن صورتهم كريهة عند الآخرين يعني، يعني إما هم ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر أو سكتوا عن هذه الصورة فكُوِنت، سامي أبو عيسي من الإمارات سامي اتفضل.

سامي أبو عيسي: بداية نحن بطبيعتنا مع التطوير يا أستاذ أحمد ولكن تختصر أميركا ذات النوايا الطيبة الزمن إذا اختصرته سنكون شاكرين عندما تنقل لنا تكنولوجيا الفضاء والطب الذي تُحرِم دراسته في جامعاتها على غير الأميركيين، الرئيس بوش قال يا سيدي بعد سقوط بغداد سننقل لهم قيمنا وسنطبعهم بها، أميركا ضاقت ذراعا بقصيدة للدكتور غازي القصيبي السفير السعودي السابق في لندن والذي فقد وظيفته وهو رجل علماني ومن هنا فإن المستهدف ليس النهج التربوي فقط بل من يخالف الصهيونية وفي المقابل وفي المدارس الدينية اليهودية وبالنص كل أموال ونساء الأممين هي حق مستباح لليهود وكل البشر خلقوا بداية على شكل حيوانات وقام الرب بإعطائهم الشكل الآدمي لتسهيل مهمة خدمتهم لنا ولماذا لم تطالب أميركا بتغيير المناهج الدينية عندما وُجِهت ومن خلال وكلائها في المنطقة لمحاربة الشيوعية؟ كيف تسمح أميركا لوزرائها بمهاجمة الرسول عليه الصلاة والسلام؟ كيف تسمح أميركا لجنرال الأميركي بأن يقول أنا أقاتل تحت راية الرب الحقيقي والمسلمين في العراق يقاتلوا تحت راية الرب المزيف؟ العراق عام 1982 يا أستاذ أحمد كانت أميركا خارج إطار منظمة اليونسكو أخذ الدولة الأولى في الاهتمام بالتعليم كان يصرف أكثر من 3% للأسف الدول العربية تصرف فاصل أقل من 1% على التعليم، يا أستاذ أحمد العلة كمان فينا وشكرا ما بديش أطول عليك.

أحمد منصور: شكرا جزيلا لك لو عدت للسؤال لسالم العنيزي باختصار شديد أنا هأخذ جزئية صغيرة منه وهي جزئية تهميش الدين في المناهج التعليمية وجعله مادة لا تضاف إلى المجموع والآن كثير من الدول العربية بدأت تنهج هذا المنهاج تحت مبررات وأشياء كثيرة جدا لدرجة إن الطالب لم يعد يهتم بمادة التربية الإسلامية يوليها بعض الوقت القليل، طلبة يعني ربما في الجامعات لا يحفظون الفاتحة وبعض السور القصيرة بسبب إهمال تدريس التعليم وإن الدول العربية يبدو كلها بدأت تنهج هذا النهج تعليقك إيه على تأثير مادة التربية الإسلامية بالذات لدى الطلبة.

إسحق الفرحان: نعم الحقيقة أريد أن ارجع إلى انهزام العرب في الـ1954 أو غير الـ1954 وكذا ليس بسبب المناهج وإنما بسبب الفرقة والقرارات السياسية البطالة وانعدام الديمقراطية في العالم العربي وعدم وحدة جهودهم حتى إزاء العدو المشترك وحتى في معاهدات السلام بدل ما يفاوضوا ككتلة عربية واحدة أصبح كل واحد يفاوض من جهته فأصبحوا وسطاء وليسوا شركاء في القضية الفلسطينية اللي هي القضية المركزية الأولى اللي حاربنا مع الصهيونية إزائها، أُخلِعت القضية ثوبها الإسلامي ثم أخلعت ثوبها العربي ثم الآن يراد لها أن تخلع ثوبها الفلسطيني فأصبحت قضية لا تهم إلا بمقدار ما نعطي رأي في الموضوع وكأن الأمر لا يهمنا فالحقيقة سبب الهزائم ليس المناهج وإنما سبب الهزائم هي الفرقة السياسية ونحن ندعو الدول العربية والجامعة العربية بالذات في عهدها هذا الآن أن تولي الثقافة ووحدة الثقافة بين البلاد العربية وحدة المناهج ما أمكن أهميتها.

أحمد منصور: هو يعني أيضا خالد حسين من الدوحة يقول المناهج الدينية ضعيفة بطبيعتها يعني هيعملوا فيها إيه أكثر مما هيا كده يعني.

إسحق الفرحان: لا هي المناهج أنا لو أُتيت سلطة معينة وأدعو أصحاب السلطة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لن تؤتي أطمئن.

إسحق الفرحان [متابعاً]: لا سلطة يعني..

أحمد منصور: هما أعطوها يبدو مرة وغلطوا يعني.

إسحق الفرحان: سلطة تربوية يا سيدي لو أُعطَّي لا أسمح لمن يدخل كلية الشريعة إلا للأذكياء والعباقرة واللي معدلاتهم عالية لإنه هؤلاء سيقودون الأمة وهؤلاء سيكون لهم على الأقل دور في قيادة الأمة إنما دور المعدلات الضعيفة وإلى آخره يروحوا لأي موضوع آخر.

أحمد منصور: الآن للأسف حتى طلبة الأزهر لا يحفظون القرآن وخريجي الأزهر أصبح حالتهم مأساوية.

إسحق الفرحان: أنا في جامعة الزرقاء جعلت كل من يحفظ القرآن نعطيه 50% من الرسوم إعفاء من الرسوم حتى نشجع يعني يجب أن..

أحمد منصور: رغم إنكوا لستم جامعة إسلامية يعني.

إسحق الفرحان: لا جامعة عادية.

أحمد منصور: تدرسون العلوم..

إسحق الفرحان: كل العلوم والتكنولوجيا وأخذنا الجائزة الأولي في علم الحاسوب بين الجامعات الأردنية قبل سنتين والسنة كنا..

أسباب صورة العرب الرديئة لدى الغرب

أحمد منصور: مسؤولية من صورة العرب والمسلمين الرديئة في المناهج التعليمية وأنا عندي هنا فاكس من علي من لندن يقول كل ما ألتقي – يعيش في بريطانيا- يقول كل ما التقي مع بعض الجنسيات الأوروبية ويعرفوا أني عربي يستغربوا جدا إن هم صادفوا واحد عربي بيفهم أو متعلم أو مثقف لأنه صورة العربي عندهم حتى إنه يقول حينما سألتهم من أين جئتم بهذه الصورة قالوا هي الصورة النمطية الموجودة في المناهج التعليمية وفي طبيعة الحياة عندهم إن العربي متخلف وجاهل وقذر وصفات رديئة، من يتحمل مسؤولية تلك الصورة الموجودة لدى الآخرين؟

إسحق الفرحان: الحقيقة يعني كما تفضل أخي المعلق يعني هذا إبراهيم أبو عرقوب عمل وإن كان هذه دراسة قديمة عبر عشر سنوات ماضية عن صورة العربي في الكرتون السياسي الأميركي العنف صورة عن العنف واللعنة الإسلامية مسمينها (The Islamic curse)، شغلة ثانية العلاقات العربية الأميركية والشرخ فيها كذلك واحدة ثانية في صحيفة صن..

أحمد منصور: هي صورة كبيرة وتم عمل يعني.. لكن أنا بسألك الآن عن المسؤولية لا جدال في هذه الأشياء وكيف يتم تغيير هذه الصورة؟

إسحق الفرحان: يا سيدي أنا أعتقد ثلاث أسباب أو ثلاث يعني أسباب تدعو إلى المسؤولية، أولا نحن مقصرين كمسؤولين في التربية ومسؤولين سياسيين ومسؤولين في السفارات أن نبرز صورة العربي والمسلم كما هي..

أحمد منصور: السفراء دورهم دور برستيج ومنجهه وبيتعشوا مع بعض ويخرجوا مع بعض ويحضروا الحفلات، ليس لديهم.. لا يقومون السفراء العرب للأسف لا يقومون بالأدوار الهامة اللي بيقوم بها بعض سفراء وهي الدول اللي عندهم رسالات، يعني سفراء إيران مثلا بيحسوا تشعر إن السفير عنده رسالة..

إسحق الفرحان: سفراء اليهود الكيان الصهيوني، نعم فهذه..

أحمد منصور: سفراء إسرائيل سفراء الاتحاد السوفيتي من قبل، كل سفراء الدول لكن السفراء العرب يكفي عليهم البرستيج والمنجهه.

إسحق الفرحان: نعم ويستطيعون أن يُفعِلوا الجاليات العربية والإسلامية في تلك..

أحمد منصور: إذا دولهم مش مهتمة هو السفير بيعكس..

إسحق الفرحان: هذه نقطة..

أحمد منصور: منهجية دولته وسياسة دولته إذا الدولة نفسها قائمة على هذا الأمر يعني..

إسحق الفرحان: هذه أحد المشاكل..

أحمد منصور: لا تطلب من الناس أن يفعلوا غير إنهم بيعكسوا سياسية دولهم يعني.

إسحق الفرحان: يعني الصورة مثلا في أميركا بعرف على أساس الإعلام معظم وكالات الإعلام والجرائد النيوريوك تايمز ولوس أنغلوس تايمز و(ABC) والـ (NBC) واللي مش عارف إيش يعني مسيطرين عليها إلى درجة كبيرة كذلك اللوبي اليهودي في الكونغرس في مجلس العموم..

أحمد منصور: هم يا سيدي يفعلوا.. هم لا يلاموا على هذا اللي يلاموا هما هؤلاء النائمون الذين يعني ينتظرون دائما أن يُفعَّل بهم كما.. فيه مصطفى بن علي من المغرب هل وقع بينك وبين سفير كوريا الجنوبية حينما كنت وزيرا للتربية أمرا ما؟ قصة معينة شاهد معين؟

إسحق الفرحان: والله لا أذكر.

أحمد منصور: لا تذكر.

إسحق الفرحان: إما زرت أنا كوريا في ذلك الوقت ما أذكر.

أحمد منصور: يقول أرجو أن تسأل الدكتور إسحق عن الحادثة التي وقعت لوزير التعليم مع سفير كوريا الجنوبية بالأردن وذلك لتعلم أمتنا المناهج الحقيقة التي يجب أن تُغيَّر، هل هناك شيء من هذا؟

إسحق الفرحان: والله لا أذكر.

سبل التصدي للضغوط الأميركية

أحمد منصور: طيب أنا.. إلى أين السؤال المهم الآن إلى أين ستذهب معركة تغيير مناهج التعليم في تصورك؟ إلى أين ستذهب وأميركا تقف بقوة ورائها والعرب والحكومات العربية الآن تسير في هذا الأمر؟ إلى أين ستذهب المعركة وإلى أين ستؤدي بمناهج التعليم وبثقافة وهوية الأمة إذا كانت مناهج التعليم كما قلت هي المستقبل بالنسبة للأمة وأسمع الإجابة بعد فاصل قصير، نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار فأبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور:أهلا بكم من جديد بلا حدود من بيروت مع الدكتور إسحق الفرحان وزير التربية والتعليم الأردني الأسبق ورئيس الجامعة الأردنية الأسبق ورئيس جامعة الزرقاء الحالي وخبير المناهج التعليمية في الأردن والعديد من الدول العربية، إلى أين ستذهب المعركة حول المناهج بين العرب والأميركان؟ إذا كانت هناك معركة مفيش هناك معركة فيه انبطاح وفيه يعني قبول بما يفرضه الآخر يعني تسابق.

إسحق الفرحان: نحن ندعو مازالت أميركا تدعو للديمقراطية فلذلك يجب ألا تصرح وهي قد صرحت بالفعل وهذه أفادتنا على الأقل للتوعية الشعبية والجماهيرية وبين المفكرين أن لا نستجيب لمثل هذه الدعاوى لأنه هذه ضد الديمقراطية التي تدعيها أن تفرض تغيير مناهج على بلد معين هذا ضد الديمقراطية ولذلك..

أحمد منصور: هم لا يفرضون الدول العربية بترحب ومستعدة.

إسحق الفرحان: أنا أدعو إذاً السياسيين وأدعو المسؤولين السياسيين على أن لا يستجيبوا لهذه الدعوة وإنما لا بأس من تطوير المناهج وتحسينها بالأسلوب التربوي العلمي الذي درسناه في الجامعات الأميركية عن تخطيط المناهج أنها تستدعي آليات علمية وندوات وأبحاث وبحوث على بعض النقاط هل ندخلها في المناهج أو تكون على أيدي المدرسين كطرائق تدريس أو غير ذلك وكذلك المنهجية في التفكير العلمي نحن مع تطوير لكن بطريقتنا الخاصة وبالتأكيد على ثوابت الأمة والأخذ بالمعاصرة.

أحمد منصور: إذا كان هناك إرادة.

إسحق الفرحان: إذا.. لكن أدعو أيضا.

أحمد منصور: إذا كان هناك إرادة يكون هناك كل شيء.

إسحق الفرحان: مهما يكون الإرادة السياسية ضعيفة، أنا أعتقد الإرادة للمفكرين والمثقفين..

أحمد منصور: أين هم؟

إسحق الفرحان: هناك عليهم واجب في يعني التوعية على البرلمانيين أيضا في كل بلد أن يتنادوا مثلا، في البرلمان الأردني واحدة خمسين نائب طالبوا الحكومة بعدم الاستجابة لهذا التغيير وكذلك الدستور جريدة الدستور سوت نوع من الاستفتاء وجدنا 72%.

أحمد منصور: يعني الآن لم تعد مسؤولية الحكومات بقدر ما هي مسؤولية مؤسسات المجتمع المدني.

إسحق الفرحان: نعم أنا اعتقد مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين والجامعات عليها مثلا اتحاد الجامعات العربية اللي أنا جزء منه يعني جامعتنا منتمية لهذا الاتحاد قرر هذا الاتحاد مثلا أن يُدرِس حاضر العالم الإسلامي والقضية الفلسطينية وتاريخ القدس.

أحمد منصور: هذه من المناهج المطلوب حذفها طبعا.

إسحق الفرحان: هذه المناهج المطلوب حذفها..

أحمد منصور: القضية الفلسطينية وحذفت من بعض المناهج.

إسحق الفرحان: للأسف بعض الجامعات جامعتنا في الزرقاء تدرس هذه المادة حاضر العالم الإسلامي وقضية القدس وتاريخ القدس تاريخا وحضارة والقضية الفلسطينية لكن بعض الجامعات للأسف لا تدرسها وتعتبرها يعني استجابة..

أحمد منصور: اسمح لي أكمل مع المشاهدين، دكتور أحمد بن سعيد أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود تفضل.

أحمد بن سعيد: السلام عليكم.

أحمد منصور: وعليكم السلام.

أحمد بن سعيد: مجرد مداخلة بسيطة أنا عمري يا أستاذ أحمد الآن يقترب من الأربعين عاما ودرست منذ نعومة أظفاري في المدارس السعودية وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة سعودية لم أتعلم التطرف ولم أتخرج محبا للعنف ولم أصبح إرهابيا وأعرف أن أبناء جيلي أو الذين أعرفهم من أبناء جيلي أنهم بريؤون مثلي، مناهجنا في المملكة علمتنا الإيمان بالله واليوم الأخر علمتنا الحب علمتنا العدل لكنها أيضا علمتنا أن نكره الظلم ونقاومه ونكره غمط الناس حقوقهم والعدوان عليهم وأكل أموالهم بالباطل، بكل موضوعية وتجرد أقول إن مناهجنا في المملكة علمتنا الاعتزاز بهويتنا وقيمنا درسنا في المناهج الدينية التي تتعرض للقذف الآن قوله تعالى {ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا} وأيضاً تعلمنا قوله تعالى { لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ} لكننا تعلمنا أيضا قوله تعالى {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} وقوله تعالى { ولا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا وأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، تعلمنا مكارم الأخلاق تعلمنا أشياء جميلة جدا لكن مناهجنا ليس نقية من الأخطاء وليست عفية على التطوير والإصلاح بل هي قابلة لذلك لكن الحملة ليست نابعة من رغبة في تطوير هذه المناهج لكي تحقق ما نريده ونصبوا إليه من تطوير لمجتمعاتنا وتنمية لها الحملة نابعة من الحمل على الإسلام نفسه من الموقف الحضاري الثقافي الأميركي الغربي للأسف من الإسلام نفسه وليس ما يعرف بالتطرف، أنا أتساءل بكل براءة ماذا ستصنع العولمة البوشية والهيمنة الرامسفيلدية بآيات كريمة مثل { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ} لا أدري ماذا سيصنع الغلاة أو المتطرفون العلمانيين في عالمنا العربي بآيات مثل قوله تعالى {إنَّ الكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُواً مُّبِيناً} يعني هناك آيات كثيرة تعلمنا الاعتدال وتعلمنا الحب وتعلمنا تفهم الآخر كما يقولون هم تقديره لكنها تعلمنا أيضا أن نرفض الظلم وأن نقاومه وأن نلتزم ونتمسك بهويتنا وجذورنا هذا كل ما لدي أستاذ أحمد، شكرا.

إسحق الفرحان: شكرا يا سيدي مداخلتك رائعة، دكتور محمد ضاهر من فرنسا.

محمد ضاهر: ألو، السلام عليكم.

أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله.

محمد ضاهر: بدايةً أقول بأن الإرهاب أخي الكريم ليس سببه المناهج المتبعة في الوطن العربي أو الدول الإسلامية، الإرهاب هو سببه سياسة الولايات المتحدة الأميركية وسياسة إسرائيل وسياسة الدول الغربية بشكل عام في المنطقة هذه الناحية الأولى، الناحية الثانية مَن يَدعي بأن المناهج يجب أن تُغيَّر في وطننا العربي فإنني أقول فأن التعليم في العراق معروف أن النظام في العراق نظام علماني والمعروف أن هذا النظام حارب الأديان بمعنى ذلك أن التعليم في العراق لم يكن يوما من الأيام يعني مناهج دينية متطرفة، العراق غُزي وأميركا قتلت الكثير من العراقيين ودمرت النظام لماذا لإن هناك علماء عراقيين لأن النظام العراقي كان يعني يأخذ بالعلم إذاً هم لا يريدون مننا لا يريدون من الوطن العربي أو من الأمة الإسلامية أن تتقدم يريدون في الحقيقة تغيير المناهج الدينية لكي يعني يجعلوا الأمة الإسلامية أمة ضعيفة، الناحية الثانية أقول أن بعض الباحثين العرب وخاصة الباحثين الاجتماعيين يقولون بأن المناهج هي مناهج تلقينية، أنا لا أعرف ماذا يقصدون بمناهج تلقينية؟ هل من الناحية العلمية أم من الناحية الدينية؟ هذا السؤال أريد أن أسأله للأخ الدكتور وشكرا.

أحمد منصور: شكرا لك يا دكتور، حسن ناصر من الأردن.

حسن ناصر: السلام عليكم.

أحمد منصور: عليكم السلام ورحمة الله.

حسن ناصر: أخي العزيز مناهجنا في الحقيقة بحاجة إلى..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أرجو أن تخفض صوت التليفزيون.

حسن ناصر [متابعاً]: المناهج بحاجة إلى تغيير حقيقي والعقيد لا تُمَّس، نحن نريد المناهج الأميركية والثقافة الأميركية في السابق، أميركا قامت بتوحيد الولايات المتحدة خلال حرب أهلية هل تسمح لنا أميركا بهذه الثقافة أن ننقلها إلى وطننا العربي؟ هل هذا محلل لأميركا ومحرم علينا؟ نحن بحاجة إلى تغيير المناهج، المناهج الآن لا تتناسب مع العصر ولكن ماذا نريد من المناهج بالأصل؟ نريد ثلاث فئات؛ فئة عمالة بسيطة فئة موظفين بسيطين يديرون شؤون الدولة وفئة علماء، هل يسمحون لنا بإقامة مراكز الأبحاث على مدى الوطن العربي؟ السبب لما نحن فيه ليست أميركا السبب هي الفئة المثقفة أو التي تدعي الثقافة التي طأطأت رؤوسها حسب ما تستفيد من أنظمتها وهذه الفئة المنافقة هي سبب ما نحن فيه والسبب الآخر هو رجال علم يفتون لمراكز حكمهم ويظن الحكام أنهم على حق فالمناهج التي نحن فيها بحاجة إلى تغيير، العقيد لا تزول العقيد الله حاميها ولكن المناهج تحتاج إلى تخريج رجال الآن أنظر الحملة من أميركا للنساء وحقوق المرأة لماذا حقوق المرأة لأن المرأة هي التي تصنع الرجال وتشبثت بعد النساء بهذا الكلام نحن بحاجة إلى تطوير حقيقي.

أحمد منصور: شكرا لك مداخلتك رائعة أشكرك شكرا جزيلا، ثلاث مداخلات مستوياتها عالية من ثلاثة من المشاهدين دكتور أحمد بن سعيد طبعا عكس شيء أساسي جدا وهو أستاذ جامعي وتحدث عن قضية المناهج في السعودية، محمد ضاهر أتكلم عن أيضا الإرهاب لكن حسن ناصر وقضية التغيير والثقافة الأميركية على حسب ما طلب هل لك تعليق على شيء معين فيما ذُكِر لاسيما وأنا عندي سؤال مهم هنا من خلال المداخلة الأخيرة.

إسحق الفرحان: يا سيدي بالنسبة للمناهج في السعودية والأردن ومعظم البلاد العربية كما قلنا تحض على الأخلاق وتحض على الدفاع عن النفس فإذا اعتبروا الدفاع عن النفس هذا إرهاب {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} إنما ولتحسين هذه المناهج تبقى قضية قائمة لكن هل نظرت أميركا إلى مناهجها وأخلاقياتها وخصوصا نظرتهم للعرب والمسلمين؟ هم يريدون بترولنا ويريدون بقاء إسرائيل كما قال نيكسون..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أميركا لا تُلام على ما تفرضه على ما تقوم به هي دولة عظمة لها استراتيجية ولها كذا ولكن المشكلة كما قال حسن ناصر من الأردن في هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم مثقفين وبطانة للأنظمة يزينون للأنظمة ولا يقولون كلمة الحق ولا يحاولون النهوض بالأمة وبمستواها لمواجهة ما تتعرض له، هذه المشكلة هنا المشكلة ليست لدى أميركا ولدى إسرائيل من حق كل دولة أن تمتلك القوة وأن تضع الخطط والإستراتيجيات التي تهيمن بها على الآخر ولكن الآخر مسؤوليته إما أن يرضخ كما نرضخ نحن أو يقاوم ويطالب بالثبات على..

إسحق الفرحان [متابعاً]: نعم، أنا مع الأستاذ حسن ناصر أن تؤكد المناهج على الوحدة لأن الآن التأكيد للقطرية في كل البلاد العربية وللأسف فأصبحت قول الله تعالى {إنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} أصبحنا ناسيناه ونفكر حالنا كل دولة عربية..

أحمد منصور: هي دي وحدها اللي منسية.

إسحق الفرحان: لا والله آيات كبيرة منسية كذلك كما تفضل نحن بحاجة إلى علماء وتأكيد مراكز الأبحاث واجتذاب العلماء لكن للأسف الدول العربية معظمها دول طاردة للكفاءات وليس جالبة للكفاءات يعني آلاف العلماء والذين يستطيعون البحث العلمي لا تستوعبهم بلادهم.

أحمد منصور: طبعا لأنه لو فهم ووعى لطلب بالتغيير وبالتالي هيقلق الحكام والحكومات فأطرده بره أحسن.

إسحق الفرحان: فيجب أن نركز على مراكز الأبحاث العلمية في جامعتنا وفي الدولة بصورة عامة أن تجذب..

أحمد منصور: معظم الأساتذة الذين التقي بهم أو العلماء كانوا محبطين.

إسحق الفرحان: محبطين كثير منهم محبطون نعم.

فكرة الوحدة العربية

أحمد منصور: ده إن لم يكن بعضهم بيصل إلى الجنون في بعض الأحيان، أريد أن أسألك سؤالا مهما هل المناهج التعليمية في العالم العربي بوضعها الحالي تخرج متعلمين؟ أكثر من نصف المتخرجين وربما أكثر عاطلين أو بيعملوا غاسلو أطباق في مطاعم الوجبات السريعة، هل هذه المناهج هي التي تصنع مستقبل أمة؟

إسحق الفرحان: الحقيقة يعني تخريج الناس للعمالة وعلى أهميتها والمهارات يعني لا يحل المشكلة ونحن الآن إذا سألت كل بلد عربي تجد نسبة البطالة تزداد مش بتنقص معناها فيه خلل حتى في هذا الهدف البسيط لكن نحن بحاجة إلى تخريج علماء وتخريج باحثين وتخريج منتجين ومبدعين ومجودين يعني ليس مجرد التخريج يعني خذ الجامعات العربية للأسف كثير منها أصبح قضايا الانتساب وقضايا يعني مجرد التلقين تسجيل..

أحمد منصور: حتى الدراسة عن بعد أصبحت موجودة.

إسحق الفرحان: الدراسة عن بعد إلى آخره تجعل الإنسان فعلا ما تغيرت شخصيته ولا تغير إنتاجه.

أحمد منصور: يعني إذاً هناك خلل حتى في مناهج التعليم لابد أن يُسعَّى لتغييرها.

إسحق الفرحان: نعم فيه يوجد خلل وأنا أنظر..

أحمد منصور: وليست هذه المناهج التي تصنع مستقبل أمة؟

إسحق الفرحان: نعم أنا مع الإخوان.

أحمد منصور: يعني على الجانب الأخر أيضا في هذا الموضوع، لدي اثنين من المشاهدين سأعطي كل واحد دقيقة حتى لا أتأخر عليهم.

إسحق الفرحان: بس لدي هذه الكلمة إنه التعليم العالي في العالم العربي في خطر يجب أن يركز على الجودة ويجب أن يركز على يعني النظرة الوحداوية حاجات المجتمع العربي ككل وهنا يجب على الحكومات والسياسات والمثقفين أن يركزوا على مناهج تدعو إلى الوحدة العربية وتأكد على هذه الناحية، لو كان فيه وحدة عربية أو حرية تأشيرة للمثقفين من كل بلد يدخلوا بدون تأشيرة وفي نفس الوقت يرصدوا إنه هذا فلان دخل هذا البلد وأُعطِي حرية العمالة في كل بلد وإلى آخره عندئذ لن تحدث لا مشكلة بطالة و..

أحمد منصور: إذاً هي سياسات عليا من الدول.

إسحق الفرحان: هي سياسات.

أحمد منصور: حينما تتكون إرادة سياسية عربية سيتم التغيير، صلاح عبد الحي من الأردن في دقيقة يا صلاح بعد إذنك.

صلاح عبد الحي: السلام عليكم.

أحمد منصور: عليكم السلام.

صلاح عبد الحي: إنها فعلا الحرب الصليبية التي أعلنها بوش على المسلمين خاصة لتغيير عقولهم ودينهم إلى الديمقراطية التي يأباها ويرفضها ديننا الحنيف لأن إسلامنا مبني على طاعة الله ورسوله والاستمساك بهذه العقيدة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: شكرا لك أنا أسف شكرا لك، جمعان عبد الله من السعودية جمعان.

جمعان عبد الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحمد منصور: وعليكم السلام، سؤالك في نصف دقيقة.

جمعان عبد الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحمد منصور: تفضل يا سيدي وعليكم السلام، سؤالك.

جمعان بعد الله: سؤالا المناهج يتغير عندنا في العالم العربي والإسلامي لازم لإن إحنا مناهجنا إسلامية فقط وإحنا لا نريد عملا من الطالب الصغير حتى يصير سنه عشرين سنة حتى نعده نطعمه تطعيم إيماني كامل راسخ في قلبه وعقله من سن الطفولة ثلاث سنين من سن الروضة حتى يصير عمره عشرين سنة، ذاك لو وصل عشرين سنة عمره يقدر يعمل ونقدر نحطه مهندس يدرس الهندسة يدرس الجغرافيا يدرس أي شيء..

أحمد منصور: شكرا يا جمعان سؤالك واضح شكرا لك.

أحمد منصور: الآن قضية المناهج وقضية التغيير كيف تنظر إلى مستقبل قضية المناهج كيف تنظر إلى عملية التغيير التي من المفترض أن تتم؟ دقيقة باقية.

إسحق الفرحان: أنا طيب بسرعة وبإيجاز نحن مع التغيير.. تطوير المناهج وتحسين المناهج من زاوية إعطاء الحد الأدنى من المعلومات ومع تجديدها مع ظاهرة تفجر المعرفة ومجتمع المعرفة نحن مع الاهتمام بطريقة التفكير وترسيخ منهجية التفكير العلمي والموضوعي بحيث يستطيع أن يعطى هذا المفتاح المعرف حتى إذا المناهج اللي درسها أصبحت قديمة هو يستطيع في حياته المستقبلية أن يفتح بهذا المفتاح يعرف كيف يستخدم المعرفة كيف يأخذها من الكتاب ومن المكتب ومن الإنترنت ومن غيرها ويطور نفسه، طريقة التفكير نحن بحاجة إلى هذه نحن بحاجة إلى ليس مجرد إدراجها والكم في المعلومات بقدر ما نحن بحاجة إلى..

أحمد منصور [مقاطعاً]: إلى نوعية المعلومات.

إسحق الفرحان [متابعاً]: نوعية المعلومة والإبداع كل هذه المجالات تحتاج إلى تعديل وتطوير وتغيير نحو الأفضل لكن بأصالة داخلية.

أحمد منصور: شكراً جزيلا وبإرادة سياسية عربية.

إسحق الفرحان: وبإرادات سياسية عربية وليس بإملاءات خارجية.

أحمد منصور: شكرا جزيلا دكتور إسحق الفرحان شكرا جزيلا لك كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم في الختام أنقل لكم تحيات فريقي البرنامج من بيروت والدوحة وهذا أحمد منصور يحيكم بلا حدود من بيروت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر : الجزيرة