صورة عامة - برنامج مع هيكل - 22/7/2010
مع هيكل

هيكل.. طريق أكتوبر وأيام لها معنى

تستضيف الحلقة الكاتب والمفكر السياسي محمد حسنين هيكل ليتحدث عن أزمة تحريك الصواريخ في مصر عام 1970 ومقارنتها بأزمة الصواريخ الكوبية بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة.

– دراما الصواريخ.. حين تتشابه أحداث التاريخ
– سجل التفاصيل للمستقبل

– إسرائيل تتحسر.. "لقد نفذوا بها"

دراما الصواريخ.. حين تتشابه أحداث التاريخ

محمد حسنين هيكل

محمد حسنين هيكل: مساء الخير. على نحو ما وربما بطريقة لافتة للنظر في بعض المواضع تذكرني أزمة تحريك الصواريخ في مصر على منطقة القتال من النطاق الخلفي للمعركة إلى الخط الأمامي لميدان القتال في أغسطس في أوائل أغسطس بالتحديد 7 أغسطس سنة 1970 بمعركة شهيرة مماثلة لها تقريبا هي معركة الصواريخ الكوبية بين الاتحاد السوفياتي وبين الولايات المتحدة الأميركية في أواخر أكتوبر أوائل نوفمبر 1962، غريبة جدا أوجه الشبه مع تسليمي بأنه لا تتطابق الأزمات لكنها في بعض المرات تتشابه وإلى درجة ملفتة للنظر. في أزمة الصواريخ الكوبية كان في موقف دولي خطير جدا نشأ بسبب إقدام الاتحاد السوفياتي على تركيب صواريخ حاملة لرؤوس نووية في كوبا قريبة جدا من الشواطئ الأميركية بحيث تستطيع أن تطالها وكان هذا يمكن أن يكون انقلابا ضخما في خطط البلدين الكبيرين في ذلك الوقت كلاهما في الدفاع عن عالمها وعن نفسها. الرئيس كينيدي في ذلك الوقت اكتشفت طائرات الاستطلاع الأميركية U2 أن هذا حدث فإذا بالرئيس كينيدي يقدم على خطوة مهمة جدا وهي أنه جاء على خط في منتصف المحيط وأعلن أن هنا في منطقة حظر لا تستطيع البواخر السوفياتية الحاملة للصواريخ أو القادمة بأي معدات عسكرية أن تتجاوزها إلا عندما تخضع للتفتيش، ولمدة أيام العالم كله معلقة أنفاسه بهذه المواجهة بين القوتين الكبيرتين ثم انتهى الأمر بتراجع الاتحاد السوفياتي وانتهت الأزمة. لكن الأزمة اعتبرت نموذجاً غريبا جدا أو مهما جدا في كيف يمكن أن الإنذار المسبق طائرات U2 الاستطلاع التابعة للمخابرات الأميركية، مواجهة في البحر، صواريخ نووية، صواريخ غير نووية، إمداد سلاح، موضوع دبلوماسي موضوع عسكري موضوع إعلامي لفت النظر إلى معركة كتب عنها فيما بعد كثيرا ورويت شهادات كثيرة وأنا شخصيا سمعت ثلاثة من اللي حضروا هذه الأزمة عن قرب وقد رووا لي التفاصيل ومرات في أثناء أزمة تحريك الصواريخ على الجبهة المصرية سنة 1970 أي بعد حوالي سبع سنين أو شيء من هذا القبيل ثماني سنين الذاكرة كانت بتعود بي مرات كثير جدا إلى بعض ما سمعت لأني سمعت ماك جورج بادي بيحكي لي عليها وهو في ذلك الوقت المستشار الرئيسي لكينيدي في الأمن القومي، سمعت أيضا آرثر شلازنغر وهو المفكر اللي كان موجودا جانب الرئيس، سمعت بيير سالينجر وهو المستشار الصحفي للرئيس كينيدي في هذه الأزمة، وفي أثناء أزمة الصواريخ تحريك حائط الصواريخ التي تمت بطريقة حقيقة شبه معجزة، أنا شخصيا لم أكن أتصور أن الفريق محمد علي فهمي اللي أنا شفته في مكتب الفريق فوزي وأنا كنت وقتها وزير خارجية وأيضا وزير إعلام مسؤول عن التغطية السياسية والإعلامية للمعركة اللي كان بيديرها جمال عبد الناصر، لم أكن أتصور أن محمد علي فهمي يبقى قادرا في ثلاث ساعات أو أربع ساعات على تحريك 42 بطارية صواريخ يريد أن ينقلها على حد ما وصف لي وللمجتمعين لأنه كان في الفريق فوزي والفريق صادق واللواء القمصي وكان في هيئة أركان حرب موجودة والفريق محمد علي فهمي حينما أخطرناه بأنه حيبقى في وقف إطلاق النار في المواقع وأن المدة المتاحة له مدة محددة جدا لأنه لا يريد أن يتحرك إلا بعد أن ينزل ظلام الليل وأن وقف إطلاق النار حيسري منتصف الليل في القاهرة وأنه حيحرك فيها 42 بطارية صواريخ من طراز سام 2 و3 وأنه حينقلها، لأنه هو كان وقتها كان بيحكي لنا قاعد بيتكلم بيقول إن هو كان قدامهم -وهو قال الكلام ده كثير الحقيقة يعني حكاه في مجلس الشعب كمان- قال إن كان قدامهم أنهم يعملوا إما مرة واحدة ينشروا حائط الصواريخ لما فكروا فيه ولكي يحموا الجبهة وإما أن يستخدموا اللي هو سماه الـ frog leap ، frog leap هي قفزة الضفدعة، أن يخلص النطاق الأول البعيد عن الجبهة يحط فيه صواريخه يعني يخلص منشآته الهندسية ثم يستكملهم بصواريخه وبعدين ينقل النطاق الثاني المحيط القريب من الجبهة ويحميه من النطاق الخلفي اللي وراه وبعدين يقفز القفزة الثالثة ويدخل ميدان القتال ويبقى موجودا، لكن في التحسب لئلا يتعرض حائط الصواريخ والصواريخ البطاريات وهي أثناء الحركة داخلة إلى مواقعها وقبل تشغيلها للضرب فالمسألة كانت مسألة أن يتم هذا كله في ظل وقف إطلاق نار قادم وأن يتم في فسحة معينة من الوقت وأن يكون هناك تجاوز مما يمكن الدفاع عنه أو مما يمكن تغطيته دبلوماسيا وإعلاميا، يعني أنا كنت قاعد موجود في قصر الصفا كما رويت والرئيس عبد الناصر على تلفون والفريق فوزي على تلفون آخر ونحن نتابع وفي طاقم وزارة الخارجية موجود في القاهرة على طول الوقت على اتصال وفي طاقم وزارة الدفاع موجود عمال أيضا يتابع اللي جاري على الجبهة يبلغ الفريق فوزي، الفريق فوزي بيديني فكرة عما يجري والفريق الإعلامي اللي شكلته والفريق الدبلوماسي والبلد.. يعني أقصد جزء كبير جدا من عقل البلد موجود وعندنا زي ما كان في أزمة كوبا تقريبا يعني في جزء دبلوماسي وفي عسكري وفي صواريخ وفي مواجهة وفي خطر أن الأميركان بلغونا أنهم نفسهم حيقوموا بمسح المنطقة ويقدروا من خالف، الجانب المصري أقصد العسكريين المصريين الفريق محمد علي فهمي بالتحديد مش قادر يخلص على الساعة 12 بالليل وطالب تغطية لمدة ساعة وبعدين الساعة طالت ساعة ونصف ساعتين وكل الناس تحاول أن تغطي دبلوماسيا وإعلاميا بجهد خارق للعادة الحقيقة يعني أنا شفت خير ما في الدولة المصرية في ذلك الوقت يتحرك وبكفاءة يعني الحقيقة. لكن في هدف واضح وفي إدارة واضحة وفي مهمة كل الناس حاسة أنها سوف تصنع فارقا كبيرا لأن فوزي بيؤكد لي، الفريق محمد علي فهمي بيؤكد لي أنه إذا استقر حائط الصواريخ في مكانه فهذا أمر سوف يغير موازين القوى على الجبهة كلها وفي المعركة كلها. الإسرائيليون بدؤوا يحسون وبدأت الاتصالات على الفجر، محمد علي فهمي كان خلص الصواريخ استقرت والموقف مأمون على أي حال عسكريا أصبح مأمونا إلا إذا تدخلت الولايات المتحدة الأميركية، القوة الإسرائيلية وحدها لم تكن قادرة على إزالة حائط الصواريخ لكن القوة الأميركية قد تستطيع أو تستطيع بالتأكيد لأن الأسطول السادس إذا تدخل لإزالة هذه المواقع فقد ينجح، من بعيد كمان، لكن الطيران الإسرائيلي كان لا يستطيع. على بال الفجر الصبح المعركة كانت بحقيقي محتدمة، بيرغس السفير الأميركي بيرغس، الإسرائيليون حاسين أن حصل شيء ما لكن مش قادرين يقدروا أين هو، بيطلعوا بالاستطلاع فوق الأرض المحتلة ويحاولوا يلتقطوا إشارات الصواريخ وقد أدركوا على وجه اليقين أن في مواقع كثيرة جدا حصل فيها تغيير وأنه في مواقع ما كانتش موجودة شغلت، كانت مبنية منشآتها الهندسية موجودة لكنها لم تكن عاملة لكنها الآن واضح أنها عاملة، في مواقع أخرى كان فيها بطاريات هيكلية أقصد معمولة من الخشب مموهة لكنها الآن بطاريات حقيقية وعاملة، في أشياء كثير طرأت على الخط وغيرت طبيعة الخط الدفاعي خط الصواريخ حائط الصواريخ المصري والإسرائيليون حاسين به وعمالين سواء في واشنطن أو مع الأمم المتحدة في نيويورك يحاولون بقدر بيحاولوا بطريقة غريبة جدا، أول حاجة بدأت أنهم بدؤوا جاء بيرغس راح إدانا إدى للسفير محمد رياض إدى له الإحداثيات، الإحداثيات هي مواقع.. ده تعبير في الجغرافيا العسكرية وفي الجغرافية غير العسكرية أيضا، الإحداثيات هي الموقع النسبي لكل مكان على الأرض بيتحدد بخطوط الطول والعرض والارتفاع عن البحر وقد أقر في مؤتمر حدث في أميركا في أواخر القرن 19 لكن بقى كل موقع على الأرض تقريبا، مش تقريبا بالضبط يعني، له موقع محدد يشير إليه ويقرر هو إزاي بالضبط، مربع تقريبا. فهو الإسرائيليون مقدمين الصبح موضوع فيه الإحداثيات التي يشعرون أنه حصل فيها تغيير وظهر أنه طبعا طبيعي عارفين إحنا من غير ما حد يقول عارفين إحنا خالفنا لكن في واقع الأمر أنا مستعد أقول إننا لم نخالف لأنه نحن لم نختر أي وقت لاستكمال حائط الصواريخ أو لإدخال الصواريخ إلى الجبهة ولكن إحنا عملناها يوم وقف إطلاق النار واللي ممكن نكون شوية اشتغلنا فيه وهو معقول جدا الحقيقة يعني بأي معايير هو أن إحنا أولا استطعنا أن نغطي سياسيا وإعلاميا على العملية التي كانت تجري واللي نفذتها القوات المسلحة وقوات الدفاع الجوي بطريقة أنا أعتقد أنها كانت هائلة وأظن أن هذه الطريقة هي اللي كانت موجودة يوم 6 أكتوبر سنة 1973 والتي صنعت كل الفارق في الدفاع الجوي في معركة 73، لكن في ذلك الوقت آه نحن لم نلتزم بوقف إطلاق النار في الموعد المقرر لكن طلبنا باستمرار استثناء وغطينا طلب الاستثناء بأشياء أخرى لكن نحن كنا في إطار ما هو قانوني أولا مؤكد وما هو سياسي مقبول أو يمكن أن نجعله مقبولا، وأنا أظن أن الجهد السياسي والجهد الإعلامي تلك الليلة كان مما أستطيع بحقيقة أن أنظر إليه بأثر رجعي وأشعر بسعادة وبفخر لكل الناس اللي كانوا موجودين بيشتغلوا في مواقعهم سواء في الخارجية أو في الإعلام في كل المواقع حقيقة يعني كان شيئا بديعا جدا يومها. الأميركان جابوا لنا الصبحية الإحداثيات التي يعتقد الإسرائيليون أنه حصل فيها تغيير، وطبعا أنا هنا عاوز أكسب بقدر ما نستطيع هدفي هو كسب وقت في أي جدل سياسي أو عسكري أنا شايف الإسرائيليين وكلنا شايفين الإسرائيليين يشعرون أن شيئا ما جرى لكنهم لا يستطيعون أن يضبطوا متى جرى كيف جرى ماذا يمكن عمله لأنهم أدركوا أنهم لا يستطيعون في ذلك الوقت أن يعملوا شيئا، وأنا جاي لشهاداهم على الفور إزاي ما كانوش يقدروا يعملوا أي حاجة لأن هناك حائط صواريخ امتلأ ودخلت إليه بطارياته وهو جاهز, إذا الأميركان تدخلوا هذه قضية أخرى لكن إذا بقيت المواجهة بيننا وبين إسرائيل فنحن لم يكن لدينا شك في أن هذه معركة نستطيع أن نكسبها إذا عبئت كل جهودنا وكل وعينا وكل التنبه الممكن لكي نوجهها، وأظن أنها وجهت، أنا بعثت، عايزين نكسب وقت، بعثنا الإحداثيات الي إداها لنا بيرغس، قلت لهم لما بيرغس كلم محمد رياض وقال له إن الإسرائيليين بيقولوا إنه في مخالفات في المواقع التالية فأنا قلت حاضر معقول الكلام ده؟ حنحقق فيها حنبعثها لوزارة الدفاع ووزارة الدفاع حترد علينا، راحت الإحداثيات لوزارة الدفاع وحندي وقت طبعا للفريق محمد فوزي يتأكد من إيه اللي جرى وإيه اللي بيتكلموا عليه الإسرائيليون ده بالضبط، والفريق فوزي كتب لنا لعلمنا طبعا في الداخل علشان نبقى عارفين لكن إحنا كنا عاوزين نكسب وقت، لكن هو قال على المواقع كتب موقع غير محتل وموقع غير محتل وده موقع احتل قبل كده بسام 3 قبل كده من بدري قوي وده موقع وبعدين في مواقع قال ما فيش موقع هنا خالص في الإحداثية دي ما فيش موقع، وبعدين ده موقع جاري إنشاؤه وموقع غير موجود وده موقع محصن، فهو عمل مذكرة وبعض ما هو ممكن في هذه المذكرة إحنا من طبيعة الأمر استغليناه وبدأنا ندخل في مناقشة. الأميركان الحقيقة في ذلك الوقت ورابين بيتكلم فيها كثير قوي- بيقول إن الأميركان.. هو راح لسيسكو، مذكرات رابين وهي قدامي، رابين بيقول أنا رحت لسيسكو بأقول له الحكومة الإسرائيلية بتقول لي بوضوح وهيئة أركان حرب بتقول لي بوضوح وأنا رئيس سابق لهيئة أركان حرب بتقول لي المصريون عملوا مخالفات وسيسكو بيقول له إحنا مش قادرين نرصد مخالفات بالضبط يعني فين هي المخالفات بالضبط والمصريون بيحققوا بالإحداثيات اللي أنتم تكلمتم عليها واللي بتقولوا عليها، بعدين طبعا هم في الآخر اللي عرفوا في الآخر أنه في في الغالب حدثت مخالفات أن المخابرات العسكرية الإسرائيلية عرفت من المخابرات العسكرية الأميركية في البنتاغون أنه في حاجات رصدت أشياء فيها شبهة حركة لكن ما كانش حد، الحقيقة لازم أسلم أن قوات الدفاع الجوي قامت بمهمتها وأحسنت القيام بها بمعنى أنها قامت بها وقامت بهذه الحركة على هذا النطاق الواسع ولم يستطع أحد أن يضبطها متلبسة لأنه مهما كان إزاي مشيوا في الظلام، مهما كان إزاي المهندسون العسكريون وصلت القوافل إلى مواقع التجهيزات الهندسية للصواريخ دخلت ركبت، في كلام حدث أحدث تغييرا وأنا هنا ده هذا التغيير أنا أريد أنه يبقى واضحا أمام الناس لأنه لا تتضح قيمة ما جرى في تلك الليلة وكيف يمكن أن أشبهها بحادثة أو بعملية الصواريخ الكوبية وهي في اعتقادي قد تكون أكثر دراما من الصواريخ الكوبية لأنه هنا كان في بلد صغير في ظروف مرهقة جدا بالنسبة له عمل عملا أنا أعتقد أن القيمة اللي فيه هي أن تبدو وأن تدرس نتائجه.

[فاصل إعلاني]

سجل التفاصيل للمستقبل


محمد حسنين هيكل: عايز أقول إنني عملت حاجة في هذا وأنا سعيد بها جدا أنني وأنا عايش هذه الليلة وأنا أتحرك في هذه الليلة ضمن على أقل تقدير بيت واحد كانوا موجودين في مواقع هذه الأزمة بيتحركوا فيها سواء على الجانب العسكري أو سواء على الجانب الإعلامي أو سواء على الجانب الدبلوماسي، عايز أقول إنه وهي تعود إلي ذكرى الصواريخ الكوبية طلبت حاجة مهمة جدا وأنا فخور بها جدا من السيد محمد رياض، طلبت يعمل لي يوميات ثانية بثانية تفاصيل ما جرى وبالفعل محمد رياض عمل تفاصيل ما جرى وأنا يعني ده مجموعة تقارير كبيرة اتعملت وقتها وأنا قلت تتعمل من 12 نسخة لأني أردت أن تحفظ في كل مكان له علاقة بهذا الموضوع في الدولة وأن تكون شاملة كاملة العسكري والدبلوماسي والسياسي والإعلامي يبقى في ملف واحد ويبقى موجودا مرتبا زمنيا لكي يكون قد تكون له فائدة لناس بعدنا. ما أعرفش بقية الـ 12 نسخة اللي كانوا في الدولة، أنا عارف أنني قدرت الحمد لله أحافظ على النسخة اللي عندي لكن ما أعرفش الـ 12 الثانيين اللي في الدولة لأنه هذه أنا أعتقد اللي عمله محمد رياض واللي عمله فريق الخارجية في رصد الأزمة في جوانبها ومسارها العسكري والدبلوماسي والإعلامي والسياسي كيف مشيت أنا بأعتقد أنهم عملوا جهدا كبيرا جدا. حأبص بصة على هذا الجهد أو حأستأذن في النظر لهذا الجهد لأنه يستحق الاهتمام قبل أن أنتقل إلى المعنى والقيمة في حقيقة ما أمكن تنفيذه تلك الليلة. لما بدأ محمد رياض ومعه مجموعة الدبلوماسيين الممتازة اللي بيشتغلوا معه يومها، ووقتها كان مسؤولا عن مكتب الوزير وكان وكيل وزارة، بيبتدي محمد رياض الواقع ابتدأ اعتبر أن الأزمة تبدأ في 4 أغسطس، تحريك الصواريخ، وقف إطلاق النار في المواقع كان يوم 7، محمد ابتدأ التسجيل يوم 4، بيقول يوم 4 جاء لي بيرغس الساعة كذا قال لي أنا كنت في إجازة في قبرص وأمرت بأن أقطع الإجازة، قال لي إنه جاي يتكلم على موضوع وقف إطلاق النار وقال إن ده موضوع حساس جدا ولا بد من التوازن في تنفيذه، وقال إنه مش عاوزين نغير الأوضاع على الناحيتين وأن الولايات المتحدة الأميركية بتعتقد أن في قدر من التوازن على الجبهتين وينبغي الاحتفاظ به في فترة وقف إطلاق النار حتى تستطيع محادثات يارنغ لأن تنتج على أساس وضع يطمئن فيه الأطراف تستطيع أن تنتج نتائج سياسية لها قيمة، وبعدين بيتكلم أن أميركا حتتابع الاستطلاع، حتقوم طياراتها، وهو بيعتقد أنه لا ينبغي أن تعبر طائرة على طول قناة السويس من الناحية دي للناحية دي لكن يبقى معروف أن الطائرات ممكن تطلع عاليا علشان ترصد. محمد رياض راصد كل حاجة، من الحاجات اللطيفة جدا بيقولها محمد رياض بيقول إن سفيرهم في إسرائيل بيعتقد أن وقف إطلاق النار ده حيبقى ناجا لأن الجنرال ديان قال للسفير الأميركي في إسرائيل قال له إن إحنا مرهقين جدا من حرب الاستنزاف ولا بد أن الرئيس عبد الناصر كمان مرهق جدا من حرب الاستنزاف فلأن الطرفين مرهقان لأول مرة في تقدير ديان فهو يعتقد أن كلاهما يعني عاوز يصل لوقف إطلاق النار لأنه يريح كل الأطراف إذا كان ممكن تنتج عنه أو تجري في ظله مفاوضات ممكن تؤدي إلى حل. لكن الغريبة جدا أن اللي توقعه ديان كان هو عكس ما حدث، آه حرب الاستنزاف كانت مكلفة لكن عندما جاءت، وكانت صعبة جدا، لكن عندما جاءت هذه اللحظة وتبدت فيها هذه الفرصة النادرة وأن نتصرف في يوم وقف إطلاق النار ويدخل حائط الصواريخ إلى النطاق الأول حدثت معجزة أن الناس اللي كان ديان متصورا أنهم تعبانون ومرهقون من حرب الاستنزاف لم يحدث أن قوات الدفاع الجوي لم يحدث أن قيادة القوات المسلحة لم يحدث أن الجهاز الإعلامي في البلد لم يكن يحدث أن الجهاز الدبلوماسي في البلد كان متنبها إلى أن هذه هي اللحظة وهذا هو الوقت لجهد إضافي مهما كان كل الناس مثقلة بالأعباء ومشغولة. بعد كده بيمشي محمد رياض بيحكي تفاصيل كل ما جرى لأني أنا شخصيا أنا أعتقد أن دي مسألة من الحاجات اللي أنا سعيد بها أنا كنت عاوز السجل يبقى موجودا وبالتالي محمد رياض السفير كتب يعني أنا لما أبص في الورق اللي هو كتبه، جاء لي مش عارف مين، بيرغس جاء لي فين، قال لي إيه بيرغس، أبلغت ما تقدم للسيد.. في حاجة ما كنتش أحبها أبدا وترجيتهم ما يعملوهاش لكن مع الأسف عملوها، ما يقولوش أبدا.. بيقول محمد رياض "أبلغت ما تقدم للسيد الوزير محمد حسنين هيكل.." قلت له ما تقول يا أخي الأستاذ ولا حاجة أو أي حاجة لكن ما تقوليش الوزير! "أفضيت بما تقدم للسيد الوزير محمد حسنين هيكل.." ما أعرفش عملت إيه، "أبلغني الوزير محمد حسنين هيكل بالنقاط الخمس التي ينبغي أن أبلغها لبيرغس.." اللي هي بأحاول أقنعه فيها أن إحنا حنقبل وقف إطلاق النار في الغالب اتجاهنا فيها إيه اللي هو خمس نقاط “The proposal and our reply are now being considered politically and militarily.” وأن الخمس نقاط وحنعمل فيها إيه، وبعدين الساعة الواحدة هو بيسجل انصرف بيرغس راح يكلم سيسكو، وبعدين الوزير هيكل قال لي إداني التعليمات التالية، إديته صيغة علشان يوديها لبيرغس، وبعدين في مسجل حتى مرة، أبلغني الوزير هيكل ألا أرد على بيرغس، أقول له إن إحنا بقينا الساعة الواحدة بعد نصف الليل دلوقت وأنه مش عاوزين رسائل بقى، الناس عايزة تنام يعني فهو مسجلها كمان. لكن كل الأزمة كلها بتفاصيلها دقيقة بدقيقة موجودة، حتى الفجر وحينما أبلغنا جميعا أن حائط الصواريخ تم. عايز أنتقل بقى للنقطة المركزية وهي ما هو معنى ما جرى تلك الليلة؟ الحاجة الغريبة جدا، وأنا قدامي هنا.. هم الأميركان ثاني يوم صوروا مواقع لكن كان صعب جدا يقدورا يستنتجوا فيها، هم إدونا بعض الصور في ذلك الوقت للمواقع اللي هم بيقولوا فيها حصل تغييرات وتبديلات وتعديلات إلى آخره لكن ما هو أهم بالنسبة لي جدا كتاب كتبه الجنرال إيلي زعيرا مدير المخابرات العسكرية، عندي هنا الكتاب ده وعندي خطاب من غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل للرئيس الأميركي نيكسون وعندي مذكرات ديان لأنه أنا نفسي جدا يبقى واضحا ما هو معنى ما قامت به قوات الدفاع الجوي بالدرجة الأولى، إحنا كلنا غطيناه أقصد إحنا عملنا تغطية سياسية عملنا تغطية إعلامية عملنا تغطية دبلوماسية كل هذا كلام معقول لكن لم يكن يمكن أن نغطي مش معقول مش حنغطي هواء، حنغطي شيئا ما حدث له قيمة ويستحق أن نحافظ عليه ويستحق أن نحميه بكل ما هو ممكن، فلولا أنه تم بكفاءة ولولا أنه خلق أمرا واقعا صباح اليوم التالي لا يمكن تحديه إذاً لاختلفت الصورة. لكن هنا قدامي زعيرا، الجنرال.. علشان يبقى واضحا، الجنرال إيلي زعيرا ده مدير المخابرات العسكرية في وقت حرب أكتوبر وهو في وقت هذه الواقعة كان ملحقا عسكريا أو رئيس البعثة العسكرية الموجودة في واشنطن ويعمل بالتنسيق مع الجنرال رابين، الجنرال رابين هو السفير والجنرال زعيرا هو رئيس قسم الملحقين العسكريين الإسرائيليين في السفارة الأميركية وهذا منصب في منتهى الحساسية، أهم حد في الملحقين العسكريين الإسرائيليين هو الرجل الموجود في أميركا، رجلهم في الولايات المتحدة الأميركية. زعيرا كتب الكتاب ده بعد 73 وكتبه لكي يشرح يدافع عن نفسه إزاء المفاجأة التي تلقتها القوات الإسرائيلية يوم 6 أكتوبر سنة 73، هنا في تداخل في الزمن وأنا أريد أن أضع الخط الفاصل فيه لكي تبدو الصورة واضحة، زعيرا هو مدير المخابرات العسكرية اللي بيحاول يبرر لماذا لم يستطيعوا أن يتنبؤوا بمفاجأة حرب 73 وكيف أنهم لم يستطيعوا أن يتوقوا مفاجأة 73 فهو بادئ من أزمة حركة الصواريخ ويعتبر أن أزمة الصواريخ سنة 1970 ويعتبر أن هذه بداية المشكلة، يعتبر أن اللي قامت به قوات الدفاع الجوي وما لم يستطيعوا تغييره بالقوة بعدها وما لم يتنبهوا إلى خطورته مع استمرار الوقت لأنهم يكادوا يكونوا مش واخدين بالهم إيه اللي جاري، لم يرتبوا على نتائجه أنه حيستعمل في حرب، لما جاءت المفاجأة تغيرت الأوضاع على جبهة القتال وهم رصدوها وعرفوها لكن جد من طوارئ السياسة ما جعلهم لا يتوقعون الحرب لكن عندما جاءت مفاجأة الحرب كانت المفاجأة الكبرى هي حائط الصواريخ، هذا الحائط أي أن الجنرال زعيرا وهو يكتب تقريره بيقول لماذا فوجئنا وكيف فوجئنا سنة 73 رجع قال إن نقطة البداية كانت حائط الصواريخ الذي استكمل سنة 1970، بيقول زعيرا، أنا هنا قدامي كتاب زائير وهو لم يصدر إلا باللغة العبرية، واللي قام على ترجمته المخابرات العسكرية المصرية لكي يكون لدى القوات موجودا وترجم فيما بعد بسنين طويلة وهذه النسخة الموجودة عندي منه أنا الحقيقة يعني لازم أعترف بالفضل في مين إداها لي لأنه إداها لي الدكتور اللواء إبراهيم شكيب وهو واحد من المؤرخين العسكريين المرموقين في القوات المسلحة المصرية واللي هو النهارده بره طبعا يعني، لكن هذه النسخة وهي نسخة.. هي صورة في واقع الأمر صورة من الكتاب لأن الكتاب زي ما قلت لم ينشر لا في الإنجليزي ولا في أي لغة ثانية، كان عبري فقط والذي ترجمه هو المخابرات العسكرية المصرية ثم أنه ترجم لاحقا في أواخر السبعينات بعد وأثناء التحقيقات عما جرى في سنة 73. فهنا ألاقي زعيرا بيبتدئ بيقول إن الكارثة التي لم نتنبه لها في كل 73 هي ما فاتنا أن نتوقف عنده بالقدر الكافي سنة 1970، فبيقول إيه؟ "أبلغني قائد سلاح الجو الإسرائيلي أنه يحتاج لـ 48 ساعة للقضاء على شبكة الصواريخ المصرية" عندما فوجئوا سنة 73، قلت له إزاي 48 ساعة؟ الـ 48 ساعة المصريون يقدروا يعبروا، بيقول له أنا لا أستطيع أنا أحتاج 48 ساعة أتعامل مع حائط الصواريخ المصري الذي بني والذي تم سنة 1970، وبيقول له إن بناء هذا الحائط يعني انهيار دعامة من دعامات نظرية الأمن الإسرائيلي لأن شبكة الصواريخ المصرية إذا لم تكن قضي عليها في أول 48 ساعة فهذا معناه أنه إحنا أي ضربة وقائية نستطيع أن نضربها أو أي ردة فعل سريعة لا نستطيع أن نقوم بها، وبعدين بيقول التنبه بهذا الموضوع إحنا من سنة 1970 متنبهين ورئيس الأركان في ذلك الوقت حاييم بارليف طلب مننا وضع خطة لمواجهة حائط الصواريخ اللي اتبنى ده، وقعدنا -هو يلقي المسؤولية- قعدنا نحن ننبه إلى خطورة هذا الحائط وأنه عندما أسقطت طائرات الفانتوم بالمعدل وبالكم الذي تم سنة 1970 بطريقة لم نكن نتوقعها وأدت إلى هز أفضل الطيارين والملاحين الجويين واهتزاز هيئة الأركان العامة وأدى هذا إلى انخفاض الروح المعنوية وإلى وإلى وإلى، "هذه الهزيمة التي مني بها سلاح الطيران جعلت قادته يدرسون بإمعان مشكلة الطائرة والصاروخ"، وبعدين بيقول إنه في شهر "أغسطس تم إعلان وقف إطلاق النار على طول قناة السويس وكان أحد شروطه التي تمسكت بها دولة إسرائيل بشدة هو حظر تحريك بطاريات أرض/ جو باتجاه قناة السويس وكان ذلك الحظر مقبولا من الولايات المتحدة التي قامت بالوساطة.." من أجله "لكن فور دخول وقف إطلاق النار إلى حيز التنفذي اكتشف جيش الدفاع الإسرائيلي أن المصريين يقومون بتقريب بطاريات صواريخ أرض جو للقناة وقد نفذوا هذه العملية بفهم وذكاء"، "إن المصريين نجحوا في خداع إسرائيل وخداع الولايات المتحدة الأميركية فبعد دخول وقف إطلاق النار إلى حيز التنفيذ مباشرة قاموا بإدخال المنصات وإطلاق صواريخ وشبكات رادار حقيقية في مباني وخنادق بطاريات هيكلية وبهذه الطريقة تم استبدال البطاريات الهيكلية ببطاريات حقيقية بنفس العدد وفي نهاية هذه العملية وجد سلاح الطيران الإسرائيلي نفسه ممنوعا من الاقتراب من القناة نظرا لأنها كانت مغطاة ومحمية بواسطة بطاريات الصواريخ أرض جو". إسحق رابين في ذلك الوقت وهو سفير أميركا في إسرائيل راح للأميركان يقول لهم إيه الحكاية دي، والـ CIA بدأت تتحقق والبنتاغون بدؤوا يحققون وبعدين قعدوا ينكروا. الكلام الموجود في هذا المدخل الفصل الذي يربط فيه للجنرال زعيرا مدير المخابرات ما جرى سنة 1970 بآثاره التي وقعت بالفعل سنة 1973 والحاجة الغريبة من حسن الحظ يعني، من حسن الحظ حقيقة يعني ولا بد أن يذكر الفضل فيه لصاحبه يعني لأنه هنا كان في حائط صواريخ بني وكان في الرجل محمد علي فهمي الذي قام بتحريك هذه الصواريخ وأشرف على العملية، من حسن الحظ وهذا الفضل لأنور السادات أنه فضل هذا الرجل قائدا للدفاع الجوي، أن محمد علي فهمي اللي قام بنقلة 1970 هو نفسه الرجل الذي كان في موقع قيادة السلاح الدفاع الجوي اللي هو كان بيسميه القوة الرابعة، في سنة 1973.

[فاصل إعلاني]

إسرائيل تتحسر.. "لقد نفذوا بها"


محمد حسنين هيكل: هذا الذي جرى سنة 1970 لا يمكن يصعب جدا أنه يعني فعلا لما أنا قلت إنه بأترجى أن يتسجل كاملا أنا أعتقد أن هذا التسجيل جاب نتيجة، يعني يكفيني جدا الحقيقة في هذا أن غولدا مائير كاتبة جوابا للرئيس نيكسون بتقول له فيه -والجواب قدامي طبعا بقانون حرية المعلومات فيما بعد لقينا الجواب يعني- غولدا مائير بتقول لنيكسون، هو الجواب باعثه رابين بيقول مدير مكتب نيكسون بيقول له الجواب ده جاء لي من السيدة غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل موجه للرئيس نيكسون بتقول له "عزيزي السيد الرئيس إن صداقتكم وتفهمكم يشجعني أن أشارككم بعضا من شواغلنا الملحة، إن كلانا يعلم يا سيدي الرئيس كيف قامت الجمهورية العربية المتحدة بتشيجع واشتراك الاتحاد السوفياتي بخرق اتفاق وقف إطلاق النار بل وأكثر من ذلك نجاحها في الإفلات بذلك، إننا الآن نواجه معضلة استئناف المحادثات مع يارنغ على جانبي وقف إطلاق النار حيث يوجد 161 موضع صواريخ تتضمن أربعين إلى خمسين بطارية عاملة.." وبعدين بتقول له إيه؟ أهي العبارة اللي بتهمني قوي بقى، بعد الشكوى كلها بتقول له "سيدي الرئيس أنت ونحن نعلم أن الجمهورية العربية المتحدة خالفت وقف إطلاق النار بتأييد وتشجيع الاتحاد السوفياتي" الاتحاد السوفياتي ما كانش له علاقة بالموضوع إطلاقا بحقيقي يعني للأمانة وللتاريخ يعني، بتقول له "بتشجيع الاتحاد السوفياتي خالفوا وقف إطلاق النار" وبعدين بتقول له بقى إيه؟ أهم عبارة بتقول له "واستطاعوا أن ينفدوا بهذا الذي صنعوه"، أنا لما قرأت هذه العبارة فيما بعد كان نفسي جدا أعممها على كل الشباب سواء في الخارجية أو في الإعلام أو طبعا في الدفاع الجوي اللي شاركوا في هذه العملية لأنه ساعة ما غولدا مائير تقول للرئيس نيكسون تقول له أنت تعرف وأنا أعرف كلنا بنعرف أن المصريين خالفوا وخالفوا مخالفة جسيمة وضعتهم أمام أمر واقع لا يستطيعون تغييره ولم يستطيعوا تغييره حتى وقعت الواقعة يوم 6 أكتوبر سنة 73، ثم تقول له وبحسرة وبأسى "وقد نفذوا بها" they got away with it استطاعوا أن ينفذوا فيها بسلام. فعلا في ذلك الوقت الأزمة فاتت، أنا أعتقد أنها أزمة بحقيقي ولما قلت نسجلها أنا يمكن كنت في ده متأثرا أن كل اللي عاشوا مع كينيدي في أزمة سنة 1962 أزمة الصواريخ الكوبية كلهم سجلوا شهاداتهم وكلهم قرأناها، فأنا قلت إن إحنا نعمل دي ونسجلها ونخليها تجربة في حركة أثناء أزمة نحن نعتقد أن الموازين فيها كانت معلقة ودقيقة وأن كل الناس شاركوا فيها في عمل في اعتقادي لم يسبق له مثيل. على أي حال خلصنا هذه المهمة وأنا أعتقد أنه بعدها بمثلا أسبوع كده كان بقى واضحا أنه فعلا we got away with it ، استطعنا أن ننفذ بسلام وأنه النهارده لما أقعد بقى أتفرج بعد كده على مجلة وزارة الدفاع بتحكي الأميركية أفييشن ويك اللي بتحكي إزاي جرت الحكاية دي وإزاي تمت وألاقي الجنرال زعيرا وألاقي رابين بيتكلم بيقول إن ديان كلمه وقال له يعمل إيه وإيه اللي حصل والمصريون والنهارده صعب جدا أن إحنا نطير فوقهم نضرب ضربة وقائية تكسر حائط الصواريخ اللي أمكن نفاذه وعمله ده كله. بعد أسبوع إحنا داخلين بنتكلم مناقشات ونقرأ التعليقات ونشعر أن حاجة تتحقق وأنا في ذلك الوقت كمسؤول عن وزارة الخارجية الحقيقة عملت حاجتين في ذلك الوقت، الحاجة الأولى أنني طلبت أن يبقى عندنا سيناريو لكيف سنتصرف مع يارنغ، مع أني أنا كنت عارف أن الإسرائيليين لن يدخلوا في مفاوضات جدية معه لأنه ببساطة موضوع حائط الصواريخ طاغي على كل حاجة في تفكيره، وانتهى الموضوع تقريبا أنا اعتبرت أن كل ما ترتب على المبادرة وكل الناس اعتبرت ده أنه انتهى لأن الإسرائيليين شعروا أن شيئا ما تغير بطريقة drastic وأنهم مش عارفين يعملوا أي حاجة فيه، فقلت على أي حال إحنا من باب الاحتياط لا بد أن يكون لدينا الموقف التفاوضي لنا جاهز والحقيقة هنا كانش عندي اجتهاد كثير قوي لأن الخطة اللي حطها الدكتور فوزي مبكرا كانت موجودة وجاهزة وأنا في ذلك الوقت تقابلت معه وترجينا، أنا يعني ترجيت، هو ما ترجاش هو يقدر يأمر، لكن أنا ترجيت أن نعمل سيناريو كامل لكل الموضوع الدبلوماسي والسيناريو كان أن في ورقتين حيتعملوا في ورقة إحنا نكتب فيها تعهداتنا أو تصورنا أو رؤيتنا للسلام، والإسرائيليون حيعملوا ورقة ثانية يكتبوا فيها رؤيتهم للسلام وإن إحنا إذا تم الاتفاق على الورقتين كل وفد حيروح منفصلا لكي يوقع الورقة اللي تخصه، إحنا على ترتيبات السلام أو تصورنا أو رؤانا للسلام أو رؤانا للحل يعني -بلاش السلام لأن السلام ما كانش مطروحا- رؤانا للحل والإسرائيليون حيروحوا يكتبوا رؤاهم للانسحاب، وعلى أي حال كان واضحا كان في حاجات لا بد حنديها وما كانتش مهمة كثير قوي يعني. أي كلام في اعتقادي أن موازين القوى عند اللزوم هي الحكم في كل الأطراف، فعملنا الورقة دي تصورنا للورقتين أو لما نتصور أن إحنا نستطيع أن نعطيه في الورقة الخاصة بنا بتعهدات الحل التعهدات السلمية في الحل والورقة اللي ممكن نطلبها من الإسرائيليين فيما يتعلق بالانسحاب. والخطوة الثانية اللي أنا عملتها واللي أنا فخور بها جدا أنني ترجيت الرئيس عبد الناصر أن يقابل المجموعتين المجموعة الإعلامية والمجموعة الدبلوماسية، المجموعة العسكرية ومحمد علي فهمي وكل دول هو بيشوفهم أو هم بيشوفوه لكن أنا أكتشف أنه عمره ما شاف الإدارة الدائمة في وزارة الخارجية ولا شاف الإدارة الدائمة في وزارة الإعلام ولذلك ترجيته أن يشوف هذا الفريقين مع بعض وأن مسألة مهمة جدا وإحنا مرات بنغفل عنها كثير قوي أن هؤلاء الذين ينفذون السياسة لا بد أن يكونوا عالمين وموجودين في بعض المرات وفي كل المرات أثناء صنع القرار، إذا كان في جهة سوف تقوم بتنفيذ قرار لسياسة إذاً فهذه الجهة الجهاز التنفيذي، الجهاز التنفيذي لما أقول تنفيذي مش معناه أنه مكن، هذا بشر وهذا تفكير وهذا جهد فلا بد أن تكون لديهم الفرصة لكي يجلسوا مع صناع القرار مش بس رئيس الدولة، من الحاجات القضايا الموجودة واللي أنا شفتها وكنت عندي فكرة عنها يعني لكن شفتها بوضوح وأنا وزير سواء في الإعلام والخارجية ووزير للوزارتين في نفس الوقت أن الصلة تكاد تكون منعدمة تماما، الوزير هو حلقة الوصل بين الجهتين بين صانع القرار والتنفيذ لكن هذا لا يكفي، المنفذون على مستوى وكلاء الوزارات على مستوى مديري، مدير مصلحة الاستعلامات لا بد أن يكون موجودا، مدير التخطيط في القوات المسلحة لا بد يكون موجودا في القرار السياسي، مدير العمليات لا بد, وهنا الدول بتعمل فكرة مجلس الأمن القومي، مجلس الأمن القومي اللي فيه سياسيون وعسكريون وأي اختصاصات أخرى ضرورية أو لازمة زي الإعلاميين بيقعدوا وعندما يتخذ القرار بتبقى كل الناس فاهمة موجبات اتخاذ هذا القرار موجودة في أجوائه وليست بعيدة عنه، ما هواش أمر بلغ إليها، لا، هذه سياسة شاركت رأتها وهي تصنع موجودة فيها. فترجيت الرئيس عبد الناصر يشوفهم وشافهم وأنا أعتقد أنه كان لقاء من أنجح.. هم كلهم قالوا لي إن دي أول مرة تحصل يعني وبعضهم كان مخضوضا وأنا شجعتهم كلهم يعني حتى أسامة الباز جاء لي بيقول لي أول مرة تحصل أن هذه الأطقم بيقعدوا مع رئيس الدولة، لكن راحوا له في المعمورة على فنجان شاي وقعد معهم ساعتين ونصف، ساعتان ونصف وهو يتكلم أولا ثم وهم مقبلون على مهمة ثانية هم بيسألوه لكن خارجين يعني.. بعدها بعد الاجتماع أنا خرجت معهم ورجعت ثاني للرئيس، وأنا آسف بقى بأحكي واقعة يمكن لأول مرة بأقولها، الرئيس بيقول لي إيه؟ بيقول لي أنا شايفك يعني بتعمل اللي بتعمله ده وأنت يعني سعيد وشايفك كده متحمس قوي، قلت له صحيح، قال لي أنا عايز أقول لك حاجة، إيه رأيك تبقى في وزارة الخارجية؟ تأخذ وزارة الخارجية؟ أنا شايف أن الخارجية واضح أنها لقيت حاجة عندك، قلت له سيادة الرئيس عاوز أقول لك حاجة بقى بصراحة يعني كده أنا المهمة أعجبتني لكن الوزارة ماليش دعوة بها، مش الوظيفة، المهمة أعجبتني صحيح لأنه أنا أحسيت أنه نحن.. أنا كمان كصحفي حتى يعني، نحن هنا نشارك في مصير نشارك في تاريخ نشارك في قصة كبرى يوم من الأيام حتقال وحتقال تفاصيلها وحتسجل تفاصيلها وسوف تروى لأجيال كثيرة جدا، فأنا اللي أعجبني هو المهمة وأما المنصب فأنا.. وبعدين هو بيتكلم وقتها جاية برقيات كثير قوي جاية على الهجوم الموجود علينا وإحنا عملنا إيه وقف إطلاق نار إزاي ومش عارف الحلول الاستسلامية والكلام الفارغ ده كله، إخوانا في حزب البعث خصوصا في العراق في ذلك الوقت، وبعدين الرئيس بيقول لي إيه؟ بيديني بعض البرقيات اللي كانت جاية له بيقول لي شوف إخوانا في البعث بيقولوا إيه، إحنا بنعمل إيه وهم بيقولوا إيه! قلت له أرجوك ولا يهمك ده، وبعدين قلت له حاجة من طه حسين الحقيقة، قلت له أنا في بعض المرات في كلمتين في واقع الأمر الدكتور طه حسين أنا دائما بأحطهم قدامي، وقلت له وكتبتهم قبل ما أمشي لأني قال لي اكتبهم. الكلمة الأولى بتقول، طه حسين بيقول "عجبت لهؤلاء الذين لا يعملون ويسيء إليهم أن يعمل غيرهم!" آدي أول واحدة، والواحدة الثانية بيقول "ويل للذين يعلمون من هؤلاء الذين لا يعلمون!". مع الأسف الشديد أن الجهل بالحقائق في بعض المرات وأنا بأشوف ده كثير قوي حوالينا جهل بالحقائق وبالمعلومات يدفع بعض المواقف إلى مرات تبقى كأنه تريد أن تقول للناس كده لبعض الناس يعني مش لكل الناس، بتتكلموا على إيه؟ ما حدش بيطلب أن الناس تبقى على علم بكل شيء لكن أبسط حاجة في الدنيا أن الناس تحاول تبذل مجهودا لكي تعلم لكن كل الناس مطالبة بأن تبذل كل الجهد لكي تعلم، بلاش كل حاجة لكن بعض الأشياء. تصبحوا على خير.