محمد حسنين هيكل - مع هيكل
من برنامج: مع هيكل

هيكل .. النظرة الأميركية للعالم العربي والإسلامي

يلقي محمد حسنين هيكل الضوء على النظرة الاستشراقية الأميركية للعالم العربي والإسلامي، والمواقف الأميركية من العالم العربي، ودور جهاز المخابرات الأميركي في القضايا العربية.

– النظرة الاستشراقية الأميركية للعالم العربي والإسلامي

– جوانب الموقف الأميركي من العالم العربي

– دور سي آي إيه والحساب الغامض

 

النظرة الاستشراقية الأميركية للعالم العربي والإسلامي



undefinedمحمد حسنين هيكل:
مساء الخير. في لحظة من أزمة سنة 1967 وبالتحديد في الفترة ما بين 26 مايو إلى حوالي 30 مايو نشأ في الولايات المتحدة أو بدا ظاهرا أن مسار الأزمة وتوجيهها وإدارتها أصبح في يد تحالف قوي جدا، تحالف قوي لأنه واحد أول مرة في شأن الصراع العربي الإسرائيلي وفي شأن دور مصر بالتحديد فيه أصبح واضحا أن هناك لقاء بين وزارة الخارجية الأميركية وهي الطرف الذي كان دائما يتحفظ فيما يتعلق باستعمال إسرائيل ضد مصر أو ضد أي دولة عربية بطريقة مفتوحة لأن هذا قد يؤدي إلى إساءة كبرى للموقف الأميركي في العالم العربي وبين وكالة المخابرات المركزية الأميركية التي بدأت تقتنع منذ أعقاب السويس وواقع الأمر منذ صفقة السلاح أنه لا حل إلا إطلاق العنان لإسرائيل تفعل ما تشاء وإعطاءها الوسائل لتنفيذ المهمة، فبقى عندما أصبحت وزارة الخارجية وعندما أصبحت المخابرات على اتفاق في نفس الوقت على أن الوسيلة المتاحة الوحيدة للعمل في هذه اللحظة هي إطلاق العنان لإسرائيل طبعا تحت شروط معينة وأصبح هذا التحالف أيضا أخذ إلى جانبه البيت الأبيض بقوة الضغط، أولا المؤسسات الـ(سي. آي. إيه) ووزارة الخارجية لكن أيضا بفعل النفاذ الهائل لهذا التحالف الكبير الواصل للبيت الأبيض والواصل إلى الرئيس جونسون والذي كان مترددا بعض الشيء باستعمال إسرائيل بطريقة مفتوحة خوفا من زي ما حكينا الاتحاد السوفياتي واحتمال تدخله، والعرب الآخرين عرب النفط بمعنى أصح وقد ما يمكن أن يحرجهم في إطلاق العنان لإسرائيل والحاجة الثالثة هي موقف الجماهير العربية بصفة عامة وبشكل عام وأيضا القضية أن لا تطول الحرب بمعنى أنه كانت دائما خشية الرئيس جونسون هي أن تطول فترة الحرب فيصبح إمكان انفجار بقية العوامل كلها محتملة بمعنى أن يبقى في فرصة أمام الجماهير تثور أكثر، فرصة أكثر لإحراج النظم العربية الصديقة للولايات المتحدة الأميركية، أكثر أيضا أن الاتحاد السوفياتي تدخل وأكثر أنه ممكن أميركا تجد نفسها متورطة خصوصا وأن الرئيس الأميركي في ذلك الوقت مشغول جدا بحرب فييتنام وحرب فييتنام ملحة عليه لكن بدأ التصور يدخل إلى مراحل العمل والعمل بسرعة واستغلال الأزمة وهي ساخنة وتوفير وسائل لم تكن متاحة من قبل على الإطلاق لإسرائيل لكي تنفذ المهمة وهي كانت جاهزة لها على أي الأحوال في مواجهة الطرف العربي. أنا لا أظن أنه كان جاهزا لكل الاحتمالات التي وصلنا إليها على حوالي فترة من 27 إلى 30 مايو سنة 1967، لكن هنا أنا قدامي أنه هذا التحالف اللي كانت السيدة ماتيلدا كريم بتعمل فيه دور كبير قوي واللي دخلت في المخابرات المركزية الأميركية بقوة دفع غير متصورة -وحيبان إلى أي مدى كانت قوة الدفع فيه- لأنه بدا أن هذه اللحظة هي لحظة مناسبة جدا بالإمساك لأن مصر هي اللي بدأت التصعيد أو جمال عبد الناصر بدأ التصعيد. تطورت الأزمة ففي في الأفق بشكل أو آخر احتمال أو في في الأفق أنه وارد جدا احتمال أنه قدام معظم الأطراف أو قدام بعض الأطراف مصر بدأت بالتصعيد وإذاً فبشكل أو بآخر عليها أن تتحمل نتائجه، لكن الحقيقة أن موضوع عملية التربص التي كانت موجودة، وهي لا تغفر بالعكس يعني هي كانت تدعو أكثر لزيادة التنبه، لكن عملية التربص التي كانت موجودة كانت مذهلة في تطوراتها. لما عاوز أتكلم عن دور الـ(سي. آي. إيه) هنا بالذات لأني أعتقد أن الـ(سي. آي. إيه) في هذه اللحظة لعبت دورا أساسيا ثم لعبت دورا أساسيا مستفيدة بكل دروس الماضي، أولا هذه المرة التحالف الفاعل على الأرض هو تحالف الـ (سي. آي. إيه)، الموساد، الـ (إم. آي. سيكس) البريطانية، كل لأسبابه لكن كله موجود يحشد كل قواته مستفيدين أو واضعين في اعتبارهم أنه لا ينبغي تحت أي ظرف من الظروف أن يتسرب شيء لأن ما أضر بحملة السويس في رأيهم وفي رأي الإسرائيليين وفي رأي الأميركان وفي رأي كل الناس أن أطراف السويس بتوقيعهم لمعاهدة مكتوبة أولا أثبتوا على أنفسهم في سيفريس أثبتوا على أنفسهم تهمة التآمر العلني أو التآمر الفعلي، التآمر الواقعي الذي لا يحتاج إلى إثبات، وهم هذه المرة كانوا راغبين، كل الأطراف الراغبة مستفيدة من إدارة السويس أولا في ضرب نطاق من السرية لم يسبق له مثيل إلى درجة تثير الدهشة جدا لأنه فعلا أولا أنا بأعتقد أن ما بقي أمامنا من وثائق كافي حتى بالسلبية حتى بالإغفال كافي جدا لكي يدين ما جرى، لكي يظهر ما جرى على أقل تقدير لكي يكشف أطراف هذا، أنا مش عايز أستعمل التآمر لأنه بالدرجة الأولى نمرة واحد إحنا صعدنا والحاجة الثانية أن كلمة التآمر أنا ما بحبهاش قوي وأفضل بدالها جدا باستمرار صراع الأطراف كلها وكل طرف في الدنيا لكي يدافع عن مصالحه عن حياته عن وجوده عن تصوراته عن أحلامه هو داخل في صراع بشكل معين ومن حقه أن يستعمل أسلحته كلها وفي مجال الصراع لا بد أن نذكر باستمرار أن نحاسب كل طرف على مرجعيته، أنا لا أستطيع في صراع كبير جدا في منطقة الشرق الأوسط وعلى موارد البترول وعلى مواقع المنطقة وعلى مصالح كبرى فيها لا أستطيع أن أحكم عنصر الأخلاق، الأخلاق هنا مش موضوع الأخلاق ولا أن أحكم القانون الدولي، القانون الدولي موجود لكي يستر الضعفاء إذا احتاجوا إليه لكن وسائل العمل المباشر هي ما يقاس به وهنا أظن أن تصور الأخلاق أو القانون أظن أنه ليس لهما موضوع ولكن لكي لا تكون المسألة، وأنا بأتكلم عن الـ(سي. آي. إيه)، لكي لا يبدو الكلام مبتذلا لأنه في كلام رخيص قوي اتقال على الـ(سي. آي. إيه) واتقال على التآمر واتقال على المؤامرة وإلى آخره، أنا واحد من الناس المعتقدين وكررتها أنه في مؤامرة في التاريخ، لكن التاريخ مش مؤامرة لكن لكي لا يبدو هنا الكلام رخيصا وسهلا عن المؤامرة عايز أرجع شوية جدا إلى التاريخ، عايز أقول إنه إيه؟ أنه في نظرة معينة في أميركا، في نظرة معينة في أميركا وهي لا تزال موجودة، في نظرة معينة إلى العالم العربي والعالم الإسلامي بوضوح، في نشأة أميركا بالدرجة الأولى، في نشأة أميركا إحنا بننسى مرات أن الهدف من رحلة كولومبوس ووقوف هنري الملاح ومحاولاته لاكتشاف الطرق البحرية المؤدية إلى طريق الشرق وبننسى مرات أن رحلة كولومبوس نفسها وتأييد فرناندو إيزابيلا لها، ملوك إسبانيا لها، كان بقصد اكتشاف طريق إلى الشرق للخلاص من سيطرة العالم الإسلامي أو من سيطرة الإسلام والعرب على هذا الجزء من شرق البحر الأبيض المتوسط، رقبتهم في الوصول إلى الهند بدت هي الدافع في واقع الأمر إلى تمويل عمليات الاكتشافات البحرية وذهبت الاكتشافات البحرية فإذا بها تجد نفسها في أميركا والمهاجرون اللي راحوا راحوا على أميركا لكن بننسى مرات أنه في نشأة أميركا لها اتصال بما جرى في إسبانيا بسقوط الأندلس ولها اتصال بالحروب الصليبية نتيجة طبيعية لأنه كان في الهجمات الصليبية في شرق البحر الأبيض وأيضا في سقوط الأندلس في غرب البحر الأبيض، ففيه في الـ psyche فيه في الوجدان الأميركي بشكل ما ونشأت وترسخت أكثر حتى بالعناصر المهاجرة وبالعناصر الدينية اللي في الهجرة مع الأسف الشديد في فكرة الآخر، إحنا عندنا مرات بيستعملوا كلمة الآخر ناسين أن أول مرة في التاريخ استعملت فيها كلمة الآخر استعملت في وقت شاليمان الإمبراطور اللي كان بيحكم في فرنسا وألمانيا المسيحي في مواجهة الغريب الذي جاء إلى إسبانيا واحتل وهو المسلمين العرب، الآخر، كلمة الآخر the other لأول مرة استخدمت في التاريخ إشارة إلى مسلمي وعرب الأندلس، على أي حال في في الوجدان الأميركي بشكل ما في نظرة معينة خصوصا مع التقهقر الديني اللي حصل في الهجرات الأولى، في باستمرار نظرة إلى العالم العربي والإسلامي فضلت باقية وأظن أنها فضلت باقية إلى قرب العصر الحديث. أنا قدامي دراسة وأنا بأعتقد أنها من أهم ما يمكن وأنا آسف أنها قد تبدو أكاديمية أكثر من أن تبدو صحفية ولكن أنا أعتقد أنها مهمة جدا لأنه هنا في دوغلاس ليتل هو عميد كلية كلارك للتاريخ وهو أستاذ تاريخ مرموق جدا في أميركا ولسبب ما تخصص في دراسة العلاقات، أصول وجذور العلاقات العربية الأميركية والإسلامية الأميركية خصوصا فيما يتصل بنظرة الـ(سي. آي. إيه) وهو ده اللي بيهمني هنا بمعنى أنه أنا لا أنظر إلى هذه الدراسة مجردة ولكنني أنظر إليها وأنظر إلى التاريخ فيها باعتبارها متصلة برؤية الـ(سي. آي. إيه). الأستاذ ليتل أو الدكتور ليتل وهو أستاذ تاريخ مهم جدا عامل كتابا في واقع الأمر ولكن أنا قدامي ملخص الكتاب، ملخص الكتاب هو الكتاب بعنوان "النسر وأبو الهول" واعتبر هو الاسم طبعا الولايات المتحدة وأبو الهول هو الرمز الطبيعي للعالم العربي والإسلامي متمثلا في مصر، بيقول هو إيه؟ بيقول إن النظرة الأميركية إلى الشرق الأوسط والعالم العربي بالتحديد والعالم الإسلامي على وجه الخصوص فيه، العالم الإسلامي والمسيحيين في العالم الإسلامي أيضا لأنهم مأخوذين كجزء من النسيج القومي والإنساني والوطني في مجتمعات هذه المنطقة، بيقول هو إن وعيي الجديد تأسس أو استعاد، كان في من زمان قوي من بدري في رؤية هذا العالم العربي الإسلامي بشكل معين لكن بيقول جد عليها حاجة مهمة جدا عبر عنها مارك توين، مارك توين هو أهم كاتب أميركي في القرن العشرين وهو كان كاتب ساخر لكن هو هذا الرجل ترك تأثيرا كبيرا جدا على التفكير الأميركي، لكن هو عمل رحلة مرة إلى العالم العربي أو عمل رحلة في الشرق زي ما كانوا بيقولوا وفي وأوائل القرن العشرين هو قام بهذه الرحلة وكتب ويعتقد أستاذ ليتل، دوغلاس ليتل أن تأثيره، تأثير ما كتبه مارك توين على الـ(سي. آي. إيه) بالتحديد وعلى المفكرين أو الأساتذة أو العاملين في العمليات مباشرة اللي التحقوا بالـ (سي. آي. إيه) من أول ما تأسست بطريقة منظمة في وقت ترومان سنة 1944، 1945 أن تأثيرها كان كبيرا جدا، مارك توين بيتكلم على، بيصف على رؤياه في العالم العربي وهو جاء مصر وراح سوريا وزار الشام ولكن كتب كتابات على سبيل المثال، هو الكتاب بتاعه بريء في العالم الخارجي، هو بيتصور البراءة الأميركية والعذرية الأميركية رجل جاء من عالم بعيد قوي وجاء بص  في العالم الخارجي لكن هنا بأعتقد أنها تكريس للنظرة إلى هذا الآخر، المرئي اللي كان مرئيا في الأندلس واللي كان مرئيا في ظلال الهجرة إلى أميركا واللي كان بشكل أو بآخر تكون حوله روايات وتكاثفت هذه الروايات وعبر عنها مارك توين لما بيقول أنه أنا، بيتكلم حاجة غريبة قوي إن الكتاب ده أول ما طلع اللي هو The Innocent Abroad باع مائة ألف نسخة في أول طبعة، سنة 1869 بيقول إن هذا العالم هو جاء هذا العالم لقى هذا العالم مهلهلا لقاه يعني آسف بأقول الأوصاف دي لأن هذه الأوصاف لا بد أن توضع لأنها مهمة في نظرة الـ(سي. آي. إيه) بالتحديد للمنطقة لأنه فيها نظرة استشراقية، في نظرة مستشرقين بيبصوا لهذه، يركزون على ما يرونه غريبا ويحاولون أن يترجموا، في بعض المستشرقين ممكن نقول كانوا كويسين لكن النظرة الاستشراقية العامة التي دعت يمكن واحد زي إدوارد سعيد المفكر الفلسطيني الهايل، أستاذ في كولومبيا كان فيما بعد أنه يكتب كتابه الشهير المرجعي "الاستشراق" أظن من هذه النقطة، من هذه النظرة بيقول على عالم فيه هلاهيل، وأكل الفأر، القذارة، بيقول إن وجود العالم الإسلامي، هذه القذارة هي علم العالم الإسلامي أكثر من الهلال والهلال لا يرمز لشيء إطلاقا في حياة العالم العربي الإسلامي زي ما هو شافه لكن ترمز إليه ويمثله الفقر والبؤس والقذارة إلى آخره، وبعدين بيقول برضه هنا مسألة مهمة بيقول إنه أنا لا أنظر بهذه الطريقة على سبيل المثال إلى الصينيين، عايز ألفت النظر إلى أن الأميركان أول ما ابتدؤوا يطلعوا في دور عالمي في المنطقة أظن أن منطقة الاختراق الرئيسية اللي لقوها قدامهم هي منطقة الشرق الأوسط بمعنى أن أوروبا لقوها قريبة هي أصولهم على أي حال وهي متواصلة معهم متشابهة متجانسة إلى آخره، الشرق بدا لهم أنه عصي عليهم بشكل أو بآخر لأنه في الكتلة الصينية وفي الحمولة الهندية وبين الشرق وما بين أوروبا لقوا في هذه المنطقة الرخوة اللي هم تصوروا، أولا بعد كده ظهر أنه فيها مسارحهم، ظهر أنه فيها خطوط مواصلاتهم تبينوها يعني وعلى أي حال درس الإمبراطوريات كله كان بيقول إنه هو حول البحر الأبيض المتوسط وفي هذه المنطقة في الشرق الأوسط في كل عقد العالم الأساسية كانت المواصلات كانت طريق الهند وطريق الشرق أيضا أضيف إليها البترول فإذا هذه المنطقة تصبح هي رخوة بطريقة باينة قدامهم جدا ممزقة لسبب أو آخر، واقع الأمر المنطقة ممزقة لأنها اتهرست تقريبا كذا مرة، هرسها مرة الغزو الصليبي، هرسها مرة الغزو المغولي أو الغارات المغولية، هرسها لـ ستمائة سنة الحكم المملوكي اللي في النهاية ساب منطقة ممزقة رخوة فقيرة منهوبة في واقع الأمر والأميركان شافوا ده، أو شايف دي كلها وعلى أي حال بقت في ذهنهم بشكل أو بآخر مرتبطة بالعقائد مرتبطة بالأديان مرتبطة بالعرق وبالجنس لكن في النهاية في نظرة معينة بقيت تبقى موجودة.

[فاصل إعلاني]

جوانب الموقف الأميركي من العالم العربي

وكالة المخابرات المركزية تنظر إلى العرب والمسلمين ومسيحيي الشرق كأنهم أشخاص متخلفون وكسالى لا يحسنون عملا ولا يريدون أن يعملوا وهذا التخلف جعلهم فريسة للتغلغل الشيوعي

محمد حسنين هيكل: يحكي الأستاذ ليتل يحكي يقول إن هذه النظرة إلى هذه المنطقة أثرت كثيرا جدا في الـ(سي. آي. إيه) ولو نظرنا إلى أول تقارير الـ(سي. آي. إيه)، سنة 1945 أي بعد إنشاء الـ(سي. آي. إيه) وبعد أن بدأت تهتم وتدرس مناطق العالم وتحاول أن تبحث وسائلها في العمل في كل منطقة، بدأت أول تقرير يعني الأستاذ ليتل بيرصد أول تقرير هو ماشي ما بين نظرة مارك توين لغاية أول تقرير للـ(سي. آي. إيه) عبر عدة مراحل كلها بتوري أيضا ترسخ هذه النظرة، يعني بيحكي على سبيل المثال بيقول المحضر أثناء محادثات معاهدة فرساي للصلح في الحرب العالمية الأولى بيقول إنه لما بعض الدول العربية، وإحنا منها كنا، بعثنا إلى الرئيس ويلسون بعد إعلان نقاطه الأربعة عشر نطالبه أن يهتم بقضايانا كعرب وكمسلمين وهنا لما أقول كعرب ومسلمين هنا أيضا بأتكلم على أيضا مسيحيي الشرق اللي عايشين واللي تأثروا لأن دينهم قد يكون المسيحية ولكن ثقافتهم والمحتوى الثقافي اللي عايشين فيه هو إسلامي في واقع الأمر، فلما بأتكلم عن العرب والمسلمين أنا هنا أيضا بأتكلم على المسيحيين، بأتكلم على مسيحيي الشرق. بيقول وزير خارجية أميركا في ذلك الوقت، بيروي الأستاذ ليتل بيروي عن حديث بينه وبين الرئيس ويلسون، بيقول إن الجماعة دول اللي باعثين لنا مذكرات من الشرق ومنهم سعد زغلول منهم مصر يعني بيقولوا لنا إنهم بيطالبوا بنقاط ويلسون الأربعة عشر، بتطبيقها عليهم يعني، هؤلاء لا يستطيعون أن يفهموا أن النقاط اللي إحنا عاملينها دي لا تنطبق عليهم هم، تنطبق على غيرهم مش عليهم، وبيقول -وهذا غريب جدا- أن هذه النقاط بالنسبة لهم قد تكون ديناميت بالنسبة لهذه المنطقة لأنه ببساطة هذه المنطقة ليست مستعدة لمسؤولية الاستقلال، ليست مستعدة لمسؤولية ما بعد الاستقلال، ما بعد الاستقلال في التنمية وقضية الديمقراطية طبعا، لكن هنا الأميركان عمرهم ما أخذوا ده، عمرهم ما تصوروا ده ولما تصوروا هم، الـ(سي. آي. إيه) جاءت أخذت هذا كله وكيف تقدمت منه إلى تقريرها الأول الذي باستمرار التقرير الأول لأي جهة معينة أو النظرة الأولى أو التقييم الابتدائي عند أي مؤسسة كبيرة يظل حاكما ويظل فاعلا باللاوعي، ممكن نعدل عليه ولكن الأساس بيستنى فيه. لكن لما أشوف أول تقرير للـ(سي. آي. إيه) بيتكلم يعني بيقول غريبة قوي برضه أنه برضه بيتكلم قبل الـ(سي. آي. إيه) في وقت الحرب، وقت الحرب العالمية الثانية الأستاذ ليتل بيرصد خطابا بعثه آيزنهاور من المغرب وهو لسه قائدا لا كان رئيس ولا حاجة، كان لسه قائدا عسكريا لقوات الغزو، لقوات تورش، لقوات النزول في شمال أفريقيا وهي التي احتلت المغرب والجزائر وزحفت ناحية المشرق نحو تونس، باعث جواب لامرأته بيقول لها إحنا دخلنا عملنا، نزلنا في المغرب وأنا لا ألاقي نفسي في وسط هؤلاء العرب المسلمين وأنا لا أعرف كيفية التعامل معهم لأنهم they seem to me an unknown quantity يبدو لي أنهم كم مجهول، أنا مش قادر أتعامل معهم ولا قادر أفهم، ده بيتكلم في وقت الحرب. لكن لما جاءت الـ(سي. آي. إيه) تعمل تقريرها وهو لأن الأستاذ ليتل هنا ما بين النظرة الأولى، الإستشراقية الأولى لمارك توين وما بين حتى تقرير الـ(سي. آي. إيه) هو واقف عند محطات كثيرة  قوي أنا مش عاوز أقف عندها كثيرا لأن اللي بيهمنا هنا النهارده هو النظرة المؤسسة للـ(سي. آي. إيه) لوكالة المخابرات المركزية في النظر إلى المنطقة إلى العرب والمسلمين ومسيحيي الشرق، بيقولوا في الأول إن هؤلاء ناس متخلفين هؤلاء الناس لا يستطيعون العمل they are lazy كسالى لا يحسنون عملا ولا يريدون أن يعملوا وأن المشكلة أن هذا التخلف اللي عندهم يجعلهم فريسة للتغلغل الشيوعي، ويناقشون هذا، تقرير الـ(سي. آي. إيه) الأول ويناقش في اجتماع ما بين الرئيس الأميركي في ذلك الوقت روزفلت في أواخر الحرب وما بين وينستون تشرشل، وينستون تشرشل يقول له أنا العالم العربي والعالم الإسلامي أنا عارف أنهم مأساة، مأساة من البؤس ولكن بيقول تشرشل على الأقل في عنده نظرة إنسانية يمكن لمحها لأنه بيقول المشكلة في العالم العربي والإسلامي، المشكلة اللي فيه هي الوضع الاجتماعي أنه في قمة لها واخذة كل الثروة وأنه في قلة عندها كل الأعباء وعليها كل الفقر وعليها كل الأمراض ويعني ففي هذا التفاوت اللي بيخلي المنطقة مكشوفة جدا ويحتم علينا أن نعمل فيها. لكن في النظرة الاستعلائية الموجودة بالتأثير الإستشراقي وفي النظرة الحانية حتى بعطف القوي، حتى لما تشرشل بيقول لي مأساة العالم العربي الإسلامي هي هذا التفاوت الطبقي وهو صحيح وهو ينسبه إلى أشياء كثير جدا ويعتبر تشرشل، تشرشل يعتبر أن الاحتلال الطبقي للعالم العربي، الأقلية الغنية التي تحتكر الثروة وتسوق الآخرين أمامها هذا أسوأ كثيرا جدا من الاستعمار، ويرى تشرشل وهو مسألة مزعجة جدا أنه طلب الاستقلال بالنسبة للعالم العربي والإسلامي لا يزال مبكرا جدا لأنهم مش مستعدين وهم ينسبون هذا الاستعداد إلى أشياء أخرى، إلى يعني أنا مش عاوز أخش فيها بالتفصيل لكن هم بينسبوه إلى أسباب عقيدية جانب الحاجات الاجتماعية وجانب الهراسات التي مشت على التاريخ العربي لمدة مثلا، التاريخ العربي والإسلامي لقرون، سبعة ثمانية قرون يعني، فالمحصلة النهائية سابت وضعا غير قابل لا للديمقراطية ولا للاستقلال ولا للتنمية ولا لقبول فكرة العصر الحديث. الـ(سي. آي. إيه) في هذا كله ابتدأت وهي في مدرستين الاثنين مجمعين على أنهم أمام عالم كسول فقير متخلف وأسوأ شيء أنه غدار ليس له صديق وليس له، يعني قد يكون له أعداء لكن ليس له صديق لأنه متشكك ومستريب في كل شيء وأوصافهم في العالم العربي يعني أنا ساعات لما ساعات يحكوا لنا وإحنا بنقابلهم مرات وبيتكلموا عنا كلام كويس أنا مستعد أقول إنه قد.. أنا شفت مثلا، شفت مرات ساسة وساسة بيتكلموا معقولين، وشفت أنا عارف متأسف أقول ده لكن أنا قعدت تكلمت مع صحفيين وأظن لم أشعر بأي نظرة إستشراقية لي وأظن أن غيري كمان في مجالات مهنية كثير قوي، لكن أنا مستعد أقول إنه هنا حأفرق بين النظرة العامة لمنطقة معينة وما بين النظرة التقدير المباشر الشخصي والإنساني بمعنى أنه أنا أي.. لو دكتور مصري، واحد أي واحد، عالم مصري، طبيب مصري، أستاذ مصري أو أستاذ عربي، سوري أو أي حاجة ثانية، ينظر إليه، ينزع من هويته العربية الإسلامية أو المسيحية وينظر إليه كمهني أو ينظر إليه كتخصص معين ولكن في الوجدان، الوجدان هنا يفرق ما بين النظرة العامة لمجتمع ما من جانب مجتمع آخر أقوى منه وما بين النظرة الإنسانية المحدودة، شخص لشخص، أنا كنت بأقول أنا قعدت مع صحفيين كثير في العالم جدا وتعاملت معهم كصحفي على قدم المساواة بل أزعم أنه كثير جدا منهم يعني بصوا لنا، بصوا لي وبصوا لغيري قطعا يعني بصوا لنا باعتبارنا قد نكون أكثر تقدما منهم في مجالنا المهني يعني، لكن هنا أنا أظن أن العنصر المهني طلعونا من الإطار الوطني الديني القومي وشافونا كمهنيين أو شافونا كأصدقاء لكن على المستوى الفردي وأما في الوجدان الجماعي فأنا أخشى أنه إحنا عندنا مشكلة في هذا لكن عايز أقول أيضا في نفس اللحظة أنه وأنا أعترف في هذه المشكلة لازم أقول إن سبيلي إلى حلها ليس هو الصدام إنما هو أن أتقدم أنا أتقدم كمجتمع، لما يقول لي الفقر والتفاوت الطبقي هو له حق، لما يقول لي إنه في وهو ماشي أنه يشوف أشياء قد لا تسر العين، له حق أنا مضطر أسلم أن بعض ما يقوله صحيح وإذا كان لا بد من تصحيحه فأنا أصححه وبمقدرتي وباستطاعتي أن أكون، أقصد كمجتمع يعني، كلنا كمجتمع نستطيع أن نكون أقوياء. على أي حال نظرة الـ(سي. آي. إيه) باستمرار إلى هذه المنطقة وإلى هؤلاء الناس اللي فيها نظرة محتاجة، ففي خلفية، في خلفية تحيز في خلفية نظرة تكاد تكون عنصرية في بعض الاحيان لنا كمجتمعات ولنا كدول ولنا كمنطقة بحالها، هذه ليست موجودة في الصين ولا بالنسبة للهند وليست موجودة في أوروبا ولكن عندنا هنا ولأسباب تاريخية كثيرة قوي وبسبب الخلخلة الاجتماعية الاقتصادية السياسية التي حدثت في هذه المنطقة مقارنة بأهميتها، هنا حصل في شرخ أو حصل في شقوق أنا بأعتقد أنها أثرت كثير جدا في العمل السياسي. لكن هنا أرجع للـ(سي. آي. إيه) ثانية، بأرجع لهذا التحالف عايز أقول إيه؟ هذا التحالف، العمل السري، هذا التحالف الذي باركه رئيس الولايات المتحدة بعد فترة تردد هذا التحالف الذي دخل فيه رئيس الولايات المتحدة الأميركية وأعطى تفويضا كاملا بالعمل فيه بكل الوسائل وبالدور اللي عملته ماتيلدا كريم والدور اللي عملته قوى الضغط اليهودية، بأي حاجة لكن في النهاية هذا كله كان بيشتغل على خلفية ثقافية وعلى إطار ثقافي وعلى تحيز موروث لا بد من النظر إليه وإغفاله في اعتقادي يضيع الإطار لأن كل سياسة في الدنيا يجري رسمها ويجري تنفيذها وهي تجري مراحلها كلها مراحل تطورها كلها داخل إطار نظري وفكري معين فإذا أريد تحليل موقف معين لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يعزل عن هذا الإطار الذي تجري فيه الحوادث، في الخلفية موجود ده، لكن في اللحظة الراهنة اللحظة اللي بنتكلم فيها هي هذه اللحظة فيها أزمة لكن هذه الأزمة وراءها في الخلفية في نظرة معينة في رؤية معينة في موروث ثقافي معين في تحيز معين، لكن في هذه الأزمة بدأنا ندخل إلى شيء حقيقي إلى شيء خطر جدا، بدأنا ندخل إلى تفويض رئاسي أميركي واضح وشديد جدا إلى الـ(سي. آي. إيه) بأنه ضرورة العمل على إنجاح.. إعطاء إسرائيل كل الوسائل لكي تقوم بالمهمة. عايز آجي هنا بقى للشخصية المركزية في هذا الحديث وهو ريتشارد هيلمز، ريتشارد هيلمز هو مدير المخابرات المركزية الأميركية في ذلك الوقت، عايز أقول وبدون نظرية مؤامرة، لولا الدور الذي أدته المخابرات المركزية الأميركية وراء إسرائيل في إعطائها كل الوسائل وتوفير كل الأدوات لها بأكثر مما حلمت به إسرائيل ما كانش الغزو الإسرائيلي يحقق ما حققه، مسألة مهمة قوي، بهذه السرعة، عايز أقول إنه ممكن قوي يعني أنا كنت مستعد أفهم وأنا كانت مخاوفي أن توازن القوى في ذلك الوقت من سنة 1967 لم يكن يسمح لمصر، توازن القوى بالظروف المحيطة به، بمعنى لما أقول توازن قوى في ذهني أن ثلث الجيش المصري كان في اليمن، أقول توازن قوى وفي ذهني أنه كل ما كان متوفرا سنة 1956 لم يعد موجودا سنة 1967 في ذهني أن السعودية كانت في موقع آخر والأردن كان في موقع آخر وسوريا كانت في موقع آخر، الاتحاد السوفياتي كان في موقع آخر وثلث الجيش المصري في اليمن، لما أتكلم على توازن القوى بأتكلم على توازن القوى الشامل، توازن القوى الشامل هذا لم يكن يسمح لي ببساطة بالتصعيد إلى درجة احتمال الحرب سنة 1967 وهنا في خطأ معين. لما آجي لريتشارد هيلمز أجي لريتشارد هيلمز وألاقي قدامي حاجات غريبة قوي، ألاقي قدامي أنه أولا أنا قدام مدير مخابرات له سوابق في القتل كثيرة قوي، ده كان موجودا في غواتيمالا في الانقلاب على أربنز، موجود في الانقلاب على مصدق مع كيرمت روزفلت، موجود في عمليات اغتيالات بعد كده في تشيلي وهو من المسؤولين عن اغتيال الليندي رئيس تشيلي اللي انتخب بطريقة ديمقراطية، لكن ألاقي قدامي ريتشارد هيلمز رجلا من نوع معين، رجل من نوع ده ما هواش.. لأن الـ(سي. آي. إيه) كان فيها باستمرار نوعان من الناس، نوع اللي بيقولوا والله منطقة العالم العربي إحنا نعرف أنه فيها بالنظرة الإستشراقية ولكن وسيلتنا إليها هو محاولة استرضاء الحرب الباردة علشان ما نسيبهمش للسوفيات، والطريقة للتغلب على الفقر اللي نساعدهم فيها بشكل أو بآخر ببعض المساعدات وبهذه الطريقة ممكن احتواؤهم، لكن كان في مدرسة ثانية في الـ (سي. آي. إيه) اللي كان فيها جيمس أنجلتن، المدرسة الأولى كان فيها واحد زي كيرمت روزفلت، المدرسة الثانية اللي فيها واحد زي جيمس أنجلتن بتقول لا أمل في العالم العربي إذا كانت هذه هي الصورة وهذه هي الخلفية الثقافية وهذا هو الرأي فيها يبقى الحل الوحيد هو أن نعود إلى الفكرة التي أثرت بالدرجة الأولى عمليا على تفكير ترومان وهو يعترف بإسرائيل بعد نصف دقيقة من قيامها لأن الحجة اللي أقنعته أنه في وسط هذا العالم الرخو أميركا تحتاج إلى قاعدة صلبة، أكثر صلابة وهي إسرائيل وبالتالي يعترف بها إلى جانب أسباب أخرى ولكن في ضمن أسباب الاعتراف بإسرائيل وتقوية إسرائيل أنه هنا في قاعدة يمكن أن تكون صلبة في المنطقة قدام حالة رخوة عامة واسعة فيها كلها.

[فاصل إعلاني]

دور سي آي إيه والحساب الغامض

إسرائيل في حرب 67 كان لديها ضوء أخضر وحساب مفتوح بلا حدود وإمكانات  ومساعدات لأن تضرب شريطة أن تضرب بسرعة جدا قبل أن تفيق كل الأطراف

محمد حسنين هيكل: ريتشارد هيلمز من المدرسة الثانية، ريتشارد هيلمز من مدرسة الفعل المباشر لوكالة المخابرات، الفعل المباشر من غير انتظار الكثير قوي، من غير الكلام على المساعدات والكلام على الفهم والتفهم، هو بيقول وعنده تقرير بيقول أميركا يلزمها شيء معين أنها تخلي الآخرين في عندنا نحن الأميركان عندنا عيب عايزين الآخرين يحبونا لا داعي لأن نطلب من الآخرين أن يحبونا لأنهم لن يحبوننا ولكن علينا أن نجعلهم يخشوننا مش يحبونا، والطريقة هي العمل المباشر. فأنا بآجي قدام رئيس الـ(سي. آي. إيه) لأول مرة، نمرة واحد وصل لإدارة الـ(سي. آي. إيه)، قبله كان في واحد اسمه ماكون وهو رجل بترول بشكل أو بآخر اهتمامه كله كان مركزا في قضايا البترول إلى آخره لكن جاء ريتشارد هيلمز نظرته أوسع، نظرته أوسع لكن عنده علاقة سيئة مع رئيسه مع جونسون وجونسون يفكر في تغييره لأنه نمرة واحد هو ورثه من كينيدي لكن نمرة اثنين وهي الأهم أنه جابه في يوم من الأيام -وهي موجودة في تقرير رئيسي عنه عامله السي آي إيه، السي آي إيه جاءت في مرحلة من المراحل وأحبت تعمل تأريخا لكل من تولوا الرئاسة فيها، وهو تقرير سري، مش بس سري، تقرير سري وحأوري حاجة ثانية أهم فيه، أهم من سريته كلها- التقرير بيقول، بيتكلموا على ريتشارد هيلمز بيقولوا إيه؟ ريتشارد هيلمز أحس أن الرئيس الأميركي لا يثق فيه لأنه لسبب واحد، الرئيس الأميركي نده له ثاني يوم، جونسون، وقال له في مظاهرات مالية الشوارع حوالينا وهي تطالب، موالية لفييتنام بشكل أو آخر، وهذا لا بد أن تكون وراءه قوى أجنبية، وبيقولوا خبراء الـ(سي. آي. إيه) إنهم بحثوا في كل مكان، أولا أنهم اختلفوا في الـ(سي. آي. إيه) هل من حق الـ(سي. آي. إيه) أن تطيع الرئيس الأميركي في أمر يتعلق بالداخل؟ تكليفها الأساسي السياسي والدستوري والقانوني هو أن تعمل في الخارج لكن لا تعمل داخل أميركا، فهنا بيقولوا، ريتشارد هيلمز بيطلع بفتوى غريبة بيقول لا، من حقنا نعمل، الرئيس الأميركي أولا، الرئيس جونسون طلب مننا وهو طلب مننا طلبا محددا، طلب مننا أن ننظر في من هي العناصر الخارجية التي يمكن أن تكون وراء هذا الغليان كله على فييتنام فإذا كان هناك عنصر خارجي يعمل في الولايات المتحدة الأميركية فهذه قد تكون أيضا مهمة الـ(إف. بي. آي) مكتب التحقيقات الفيدرالي ولكن أيضا الـ(سي. آي. إيه) تخش فيه، ولكن الـ(سي. آي. إيه) تدخلت ولم تجد أي حاجة أنه في عناصر أجنبية بتساعد هذا التمرد ضد فييتنام، وبدؤوا يكتبون للرئيس الأميركي أنه والله ما فيش عناصر خارجية داخلة ما فيش عناصر أجنبية، وبدأ يبقى جونسون مش عاوز يشوف مدير الـ(سي. آي. إيه) مش عاوز يشوفه، لما جاءت حكاية هذا التحالف السيدة ماتيلدا كريم على الـ (إم.آي.سيكس) وعلى الموساد وعلى الخارجية انضمت إليهم في ضرورة إعطاء الوسائل لإسرائيل ونتركها تفعل المهمة بدأ جونسون all right يدي فرصة لوكالة المخابرات الأميركية تثبت نفسها، مدير المخابرت هنا يقول إنه أحس، أحس أنه عنده تكليف بالرئيس جونسون هو أيضا فرصة أخيرة تقريبا متاحة للوكالة وله هو يعملوا حاجة. آجي للتقرير نفسه مش حيهمني بيقول إيه على ريتشارد هيلمز، ده كتبوه خبراء الـ(سي. آي. إيه) عن تاريخ ريتشارد هيلمز لأنه في التقارير باستمرار أن كل رئيس لمؤسسة كبيرة يعطى عنه في آخر نهاية خدمته ويمكن بعد ما يموت يعني بعد ما يروح عند ربنا يعني يعملوا عليه تقريرا على دوره وما أداه، التقرير الخاص بريتشارد هيلمز في حاجة هايلة وغريبة جدا وهي وصلنا إلى تحالف 1967 ووصلنا إلى توجيه رئاسي أميركي إلى مدير الـ(سي. آي. إيه) أن كل الوسائل الممكنة، وكل الوسائل الممكنة هنا أنه بالنسبة للـ(سي. آي. إيه) ما حدش آخذ، ما بنأخذش بالنا مرات أنه في ذلك الوقت ميزانية الـ(سي. آي. إيه) كانت واصلة إلى ما يفوق عشرين بليون دولار وأنه في ذلك الوقت الرئيس أعطى من ميزانيات الطوارئ تفويضا علشان يقدروا يشتغلوا به استفادة من درس السويس في تمكين إسرائيل من كل الوسائل دون أن تظهر بصمات أصابع على أوراق، ما فيش أوراق مكتوبة ما فيش بصمات أصابع، في حاجة غريبة قوي في الوثائق الأميركية لأن التقرير ده أنا جبته أو جبناه بمقتضى قانون حرية المعلومات، في قانون حرية المعلومات في حاجات مهمة قوي، اللي عاوز أي حاجة بالنسبة لقانون حرية المعلومات في أميركا بيكلف محامي يرفع قضية يبقى عنده نقطتين على الوثيقة اللي هو عاوزها تاريخ الوثيقة أو اسم شخص من أسماء اللي وردت فيهم في الوثيقة بحيث يثبت أنه عارف بيتكلم على عايز إيه ويُحكم له فيها، ولكن لما تذاع الوثائق في درجات سري بيذاع وسري جدا أيضا بيذاع وحساس مرات بيذاع لكن في حاجة في الدرجات السرية اسمها Ultra Sensitive هذه ليس مسموحا لأحد أن يذيعها إلا بتصديق من الرئيس شخصيا وتصديق مكتوب، لكن في حاجة في القانون مهمة قوى، ممكن قوي واحد يجي عند صفحات ما بيحطهاش خالص لكن ده ممنوع لأن ده بقى يبقى في عملية إخفاء، لكي تيجي عملية الإخفاء والعقوبات المترتبة عليها ويبقى قانون سرية المعلومات لها معنى يقوم يطلع صفحات يطلع بعض الأسطر محذوفة. حآجي هنا للوثيقة دي بتتكلم عن رغبة رئيس المخابرات ريتشارد هيلمز في استرضاء الرئيس الأميركي، بتتكلم عن هو رغبته شخصيا في أن يحل الموقف الموجود في مصر وأنهم يحلوه بالطريقة surgical بالطريقة الجراحية بمعنى أنه تتعمل الضربة موجهة ضد مصر بالتحديد وتتعمل بسرعة جدا وهذا يقتضي أن الوسائل تكون متوفرة بطريقة لا تقبل حتى احتمال المخاطرة ولو بـ 1% أو 2%، فألاقي، بيحكي التقرير كل ده، لكن أنا آجي عند أول حاجة ألاقي قدامي the Israeli account الحساب الإسرائيلي، الحساب الإسرائيلي ده واقع الأمر الحساب الإسرائيلي كان أنشئ قبل هذه اللحظة، إحنا كلنا عارفين أنه في حاجة اسمها الحساب الإسرائيلي عملته الـ(سي. آي. إيه) بالتعاون مع جهات كثيرة قوي في الإدارة الأميركية، شركات البترول دخلت ساهمت فيه لأن التحريض من وجهة نظرهم هم التحريض الصادر من القاهرة بيهدد مصالح البترول وعسكري وزارة الدفاع التهديد الطالع من القاهرة بيهدد مواصلاتنا، بيهدد حاجات كثيرة قوي، وصل إلى أنه أسقط حلف بغداد في بغداد وهذه كانت قضية كبيرة جدا، ألاقي التقرير بيقول أول صفحة فيه، الحساب الإسرائيلي فاضية، الصفحة الثانية صورة جيمس أنجلتن اللي هو كان مسؤولا عن الحساب الإسرائيلي، الصفحة الثانية فاضية، الصفحة الثالثة فاضية، الصفحة الرابعة لا شيء فيها، الصفحة الخامسة إطار الصفحة موجود، ستة، ما فيش كلمة، ما فيش كلمة واحدة، عادة في الوثائق، أنا شفت وثائق كثير قوي، ألاقي الوثيقة متشال، والورقة، الصفحة، سطر سطرين ثلاثة أربعة، نصف صفحة متشالة، chapters متشالة، لكن عمري ما شفت كل ما ورد تحت الصندوق الإسرائيلي the Israeli fund الاعتماد الإسرائيلي كله بياض، كله بياض تعني إيه؟ تعني ببساطة أن المواد الواردة فيها Ultra sensitive بالغة الحساسية بحيث تحتاج إلى أمر رئاسي لإذاعتها، مش يروح يشوفها وكيل الوزارة عادة لو طلبت حاجة بمقتضى حرية المعومات وكنا مستعدين ندفع التكاليف، أنا حكيت مرة أنا طلبت مرة وثيقة فطلبوا مني تكاليفها والله حتروح 230 ألف دولار، ما أخذتهاش طبعا لأنه حيروح لا بد أن ينتقل وكيل وزارة إلى مقر حفظ الوثائق والوثائق دي كانت موجودة في ولاية ميريلان فحتكلف كذا وكذا وكذا تعجيزية يعني، ما اشتريتهاش على أي حاجة ما أخذنهاش، لكن هنا في كل تجربة تعامل مع الوثائق الإنجليزي والفرنساوي الأميركاني شفت سطورا أو فقرات محذوفة ولكن ما حصلش إطلاقا أنه رأيت ده. لكن هنا أنا قدامي، قدامي اللي قالوه الإسرائيليون أو اللي ظهر بعد كده، اللي ظهر واللي انكتب واللي أشار له واحد زي نيف أنه إحنا النهارده بنعرف وبنشوف ووكالة المخابرت المركزية الأميركية عندها طيران بتاعها اللي بيضرب كله في أفغانستان، كل اللي بيضرب في جنوب أفغانستان شمال باكستان منطقة وزيرستان طائرات أميركية كلها و Dronesأميركية، صواريخ أميركية، كل العمليات التي تجري في إثارة القلائل في مناطق القبائل، كمية الاعتمادات كمية السلاح كمية التطور الإلكتروني، الوكالة هي اللي بتصرف على التوريط، الوكالة قامت بعمليات غزو تقريبا لوحدها منفردة سواء في، الوكالة عملت انقلابات من الداخل في إيران شفناها، الوكالة عملت انقلابات من الداخل في تشيلي واغتيالات وشفناها، الوكالة عملت في غواتيمالا عملت انقلابا كاملا بقوات كاملة. الإمكانيات الموجودة لدى وكالة المخابرات  الأميركية في اعتقادي، أنا بأعتقد أنها مش بس كانت مسخرة لتحقيق هدف معين، يلفت نظري في كل النظرة هنا في النظرة الأولى المؤسسة للوعي الأميركي بالمنطقة واللي فاتت في مراحل كثير لأنهم أول ما جاؤوا لنا جاؤوا بفكرة التبشير أولا وأنشئت الجامعات الأميركية أولا على فكرة التبشير، انتقلت فكرة التبشير إلى الامتيازات، الامتيازات الاقتصادية البترول إلى آخره، دخلنا بعدها في التمثيل الدبلوماسي، دخلنا بعدها العمل المخابراتي، دخلنا بعدها في العمل العسكري وبقينا إحنا على سبيل المثال، أنا بأستغرب مرات أنه يقال لأول مرة في التاريخ إنه مثلا الرئيس القائد، القيادة المركزية، العالم كله مقسم إلى قيادات لكن القيادات كلها في كل مناطق العالم مختفية وراء أشياء محلية، في جنوب شرق آسيا على سبيل المثال في قيادة في جنوب شرق آسيا لكن موجودة مع حلف جنوب شرق آسيا، في قيادة في أوروبا لكن موجودة ضمن حلف الأطلنطي، قيادة الشرق الأوسط يقال لي صراحة لما يجي يزورني مثلا قائد القيادة المركزية وقت حرب، وقت التمهيد لحرب العراق كان يجي لنا مثال الجنرال فرينكس ويتقال لي ده قائد القيادة المركزية التي تتبعها مصر اللي مصر في إطارها واللي مش عارف لبنان في إطار إليه والأردن في إطارها وقيادته تمتد من أول المغرب لغاية كراتشي، لغاية باكستان، أنا هنا قدام رؤية بحالها داخل فيها، واحد النظرة الأولى المؤسسة، داخل فيها نمرة اثنين المصالح المستجدة والطريقة والتي جرى التعبير عنها بوسائل مختلفة وبعدين جاي قدامي اللحظة الحاسمة اللي دخلت فيها المخابرات وراءها كل القوى الأميركية تعمل حاجة مختلفة. الغريبة جدا أنه كان في لحظة معينة في هذه الفترة كلها بدا أن أميركا على وشك أو ممكن في احتمال أنها تغيير وده كان في وقت آيزنهاور، في قدامي لحظة السنوات التالية للسويس، في السنوات التالية للسويس وخصوصا من أول 1958 وبعد الثورة في العراق بدأ آيزنهاور يسأل نفسه هل صحيح في حاجة اسمها قومية عربية؟ وألاقي محاضر المجلس القومي الأميركي حافلة بسؤال للرئيس هل في حاجة اسمها قومية عربية؟ وبعدين يطلعوا، يلاقونا بنتخانق مع الاتحاد السوفياتي بسبب اللي حصل في العراق، وتصوروا أن هذه سياسة ثابتة، إحنا نريد أن تكون علاقتنا طيبة بكل الناس، الاتحاد السوفياتي بالنسبة لنا في هذه الفترة ممكن قوي أن نختلف معه لأنه نحن في مرحلة تأكيد استقلالنا وفي تأكيد حريتنا بالفعل، نقف قدام كل الأطراف ونقف مع كل الأطراف وضد كل الأطراف طبقا لاستقلال قرارنا، طبقا لاستقلال قرار عربي سواء مصري أو سعودي أو أي قرار لكن بنقف، في فترة وأنا شفتها آيزنهاور بدا بيغير رأيه في حاجة حصلت وبعدين راح لهم الرئيس ريتشارد نيكسون، الرئيس ريتشارد نيكسون كان موجودا في القاهرة مرة بيزورها وده كان سنة 1963، سنة 1963 لأنه أنا كنت مسؤولا عنه في ذلك الوقت، مسؤول عنه بمعنى أنه لما قرر يجي يزورنا في مصر كان هو دخل معركة انتخابات رئاسة قدام الرئيس كينيدي في انتخابات سنة 1960 وخسر وبعدين سنة 1961، 1962 قرر أن يقوم برحلة في المنطقة. على أي حال سنة 1962 بدأ يجي لنا، بدؤوا يبعثوا لنا، الرئيس كينيدي يبعث يقول والله ده منافسي في الانتخابات السابقة جاي لكم في زيارة وعلى أي حال أرجوكم تعاملوه كويس يعني، وإنه ده تعتبروه أنه يمثل الولايات المتحدة الأميركية ويمثلني أنا أيضا، وجاء نيكسون، والرئيس عبد الناصر طلب مني أن أكون مضيفا له تقريبا مش مسؤولا عنه، مسؤول عنه بمعنى أن أتولى موضوع زيارته في مصر أو يعني أبقى مسؤولا بشكل أو بآخر وشفته طبعا رحت له أول ما جاء رحت له استنيته في الفندق اللي نزل فيه، نزل في هيلتون هو وقتها وشفته هو وامرأته وابنتيه وعزمتهم عندنا وشفته طول الوقت، وأنا شفت نيكسون وعارف بعد كده هو راح قال إيه في أميركا، لأن نيكسون كتب لجمال عبد الناصر جوابا بعد ما مشي من هنا وهو مذهول مما رآه في السد العالي، هو بعد كده قال لي وقال لجمال عبد الناصر لكن في جوابه هنا الرجل بيتكلم عن روح جديدة في مصر وأنا بأعتقد أنه بمقدار ما أن نيكسون أعجب بما رأى وانبهر به فقد قلق منه أيضا وأول حاجة عملها أنه راح في الـ(سي. آي. إيه) وعملوا له deep briefing باستمرار أو كل ما زائر يجي يروح في منطقة مهمة وفي أحداث خطيرة فيها وهي تهم الولايات المتحدة لما بيرجع أميركا بشكل أو آخر بيعملوا عملية deep briefing وهنا راح دور ريتشارد هيلمز، راح، ماذا رأى، رؤيته إيه؟ لكن رؤيته أنا أعتقد أن رؤيته أقلقت أكثر ما طمأنت لأنه حكى على.. وهنا في جوابه لجمال عبد الناصر على اللي شافه بالسد العالي على إحساسه بروح جديدة تسري في مصر، وهو ما فيش حاجة تخليه يكتب الكلام اللي كتبه، هو راح أسوان وراح شاف السد العالي وراح شاف العمل فيه وتكلم مع محافظ أسوان وهو بيتكلم عنه مش فاكر من هو في ذلك الوقت، وتكلم مع المشرف على مشروع السد العالي وتكلم على مسؤولين شافهم  في أسوان وتكلم بطريقة رجل انبهر بما رأى، انبهر حقيقة ولكنه وهو ينبهر قلق أيضا. أنا فاكر لما جاء هنا وهو عمل نفس الحكاية مع جمال عبد الناصر قال له نفس الكلام لكن قالوا لي أنا سمعت عنه في بيتي وهو ضيف على الغداء عندي، بيتكم بيقول إنه إذا كان ده ممكن تبقى روح دائمة في مصر فنحن أمام تغير مهم جدا، وقال أنا نادم أن الولايات المتحدة ما هياش هي الموجودة في هذا المشروع وهي الموجودة بقرب هذه الروح الجديدة. ولكن لما راح أميركا كان عنده رأي آخر، أشاد بما رأى ولكنه أبدى قلقه مما رأى لأنه تصور أن له معاني في المستقبل قد تكون مؤثرة. لكن على أي حال في هذه اللحظة اللي أتكلم فيها في شحنات من مواقف قديمة وقريبة، شحنات من ثقافي موروث وجديد طارئ ومستجد، صراع تريد أميركا أن تحسمه بشكل ما في المنطقة لكن لا تريد أن تكون ظاهرة فيه، تفوض إسرائيل وتعطي إسرائيل الوسائل وتمكنها من عمل سريع لكن نحن عندما وصلنا إلى الأيام الأولى من شهر مايو سنة 1967 إسرائيل كان لديها ما يمكن أن يكون شيكا على بياض، تفعل ما تشاء، لديها كل الوسائل ولديها حساب مفتوح بلا حدود ولديها إمكانيات متوفرة ومساعدات، كل اللي ممكن تتصوره وهي جاهزة أنها تضرب شريطة أن تضرب وأن تضرب بسرعة جدا وأن تحسم قبل أن يفيق كل الأطراف، وأظن أن هذا بعض ما استطاعت أن تحققه إسرائيل. تصبحوا على خير.