صورة عامة - مع هيكل
مع هيكل

هيكل.. أزمة خليج العقبة

يتناول هيكل في هذه الحلقة تشريح ما وصلت إليه أزمة خليج العقبة والتي كان يمكن أن تتردى الأمور بها إلى الهاوية أو أن تخرج الأزمة وتمر بسلام.

– محاولات كبح جماح الأزمة
– الميزان في اللحظة الحرجة

– مبررات التهدئة ومبادرة يوثانت

محاولات كبح جماح الأزمة

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

 

محمد حسنين هيكل: مساء الخير. أريد أن أبدأ هذه الليلة بإبداء مجموعة ملاحظات سريعة جدا، أول ملاحظة فيهم وأنا أراها هي أنه قد يبدو من سياق هذه الأحاديث -وهذا انطباع أريد تصحيحه- قد يبدو من سياق هذه الأحاديث أن دوري في الحوادث كان أكبر مما ينبغي ولكن واقع الأمر أنه لأنني أروي تجربة حياة فبلا شك أنني سوف أروي ما رأيته وما سمعته وما كنت فيه حاضرا متواجدا قريبا من الحوادث ولكن هذا لا يعني إطلاقا أنه لم تكن هناك أدوار أخرى أكبر وربما أهم لأنه عندما يروي أحد ما رآه فمن الطبيعي، طبيعي جدا أنه بيتكلم عما هو قريب منه جدا، ما رآه وما سمعه، لكن عاوز أقول إنه كان في أناس آخرين كانوا موجودين طوال هذه الأزمات وأنهم أدوا فيها أداء مهما جدا، يعني على سبيل المثال أنا أعرف أنه مثلا علي صبري عمل دورا كبيرا في هذه الأزمة، أن محمود رياض عنده دور كبير قوي، محمود رياض كتب الحمد لله، عارف أن الدكتور محمود فوزي عمل دورا كبيرا قوي طبيعي، أعرف أنه حتى صدقي سليمان وهو رئيس الوزراء في ذلك الوقت وكان بعيدا عن العمل السياسي مكلفا بالعمل التنفيذي في الداخل لكن في هذه الأزمة كل الناس كانت بتشتغل، فأنا أرجو أن يغفر لي أن يبدو أن دوري أكثر مما كان حقيقة لكن واقع الأمر وأنا بأقولها سبب هذا وبوضوح أنني أحكي عن تجربة حياة ولا أكتب تاريخ مرحلة، هذه ملاحظة. الملاحظة الثانية هذه الليلة، ما هو أمامنا هذه الليلة هو اللحظة التي وصلت فيها أزمة خليج العقبة إلى الهضبة اللي يمكن بعدها إما أن تتردى الأمور إلى هاوية وإما أن تخرج الأزمة أو تمر بسلام وبالتالي فأنا هنا الحقيقة هذه الليلة لا أريد مجرد محاولة شرح أزمة ولكن سوف أحاول قدر ما أستطيع أن أجعله تشريح أزمة لأنه هنا في مسألة مهمة جدا لأن الحوادث تدافعت بشدة ولأن مواقع صنع القرار تباينت بشدة ولأن الحوار دائما في صنع أي قرار في حوار فيه، أقصد في حوار حضاري في طرف بيعمل إجراء في طرف آخر بيرد في طرف آخر بيرد في طرف ثالث بيتدخل، في طرف رابع، لكن هذه الأزمة العالم كله تقريبا شارك فيها، صحيح أن الطرف المصري هو اللي بدأ الحوار بأنه خليج العقبة، دخلنا في حشد القوات.

سحب قوات الطوارئ أدى إلى إغلاق خليج العقبة نتيجة للتهديدات التي كانت موجهة إلى سوريا

محمد حسنين هيكل: سحب قوات الطوارئ سحب القوات قفل الخليج نتيجة للتهديدات اللي كانت موجودة على سوريا وهذه التهديدات بأترجى أنه مهما كانت خلافاتنا ومهما كانت رؤانا لا بد أن تدرس لأن هذه كانت حشود حقيقية وكان هناك خطر حقيقي والذي يقرأ كل الوثائق يرى أنه كان في داعي جدا لأن تتحرك مصر على نحو بعمل شيء وأول حاجة يمكن أن أشير إليها قدامي حاجات كثيرة قوي قدامي تقارير كثيرة قوي منها رصد عاملاه وزارة الخارجية الأميركية للأزمة بيوري أن في لحظة من اللحظات الإسرائيليون كانوا متضايقين جدا من التصريحات، بعض الإسرائيليين يعني على الأقل حكماء الإسرائيليين ومنهم ديفد بن غوريون وهو في ذلك الوقت في العزلة ولكن هو لاحظ أن التصريحات اللي قالها رابين واللي قالها أشكول واللي والمناورات العسكرية اتعملت وإسقاط الطائرات لاحظ أن هذا كله أدى بالأمور إلى الأزمة ونده، دعا إلى مقابلته في مستعمرة سابوكر في جنوب إسرائيل دعا الجنرال رابين وهو تلميذه ووبخه بعنف وقال له إنه أنت تصرفاتكم غير المسؤولة العسكرية ممكن تؤدي بالدولة إلى مشكلة ويذكر التقرير أنه في هذا اليوم، هذا هو اليوم اللي هو يوم 21 يذكر التقرير أنه هذا هو اليوم الذي أصيب، رابين كان بيدخن كثير قوي، في هذا اليوم أصيب بتسمم نيكوتين وطلع بره تقريبا بقى متفرغا في القيادة لكن هذه ملاحظات أولية وأركنها على جنب. حأرجع ثاني للموقف اللي إحنا كنا فيه في تصعيد ماشي وأنا تكلمت على ده كثير قوي، في حشد القوات الإسرائيلية في سوريا، سوريا في حالة عصبية في رغبة تطلع من معاناتها، في حشد قوات استتبعوا الأخطاء اللي حصلت وهذه نقطة لا بد أن تجلى لأنه أنا بأعتقد أنه كان في فشل في الاتصال، في فشل في حتى في اختيار الكلمات في اللغة الإنجليزية لكن على أي حال وصلنا إلى حيث إحنا كنا قاصدين نطلب طلبا معينا فاتسع الطلب وخلق تبعية، كويس، والأمور تأزمت وأصبح وأنا وقتها أنا شايف وأنا حقيقي المرة اللي فاتت أنه أنا كنت قلقا جدا من عملية الحشد والتعبئة الشعبية وإلى آخره وأنه أظن أنه في غيري كمان أبدوا قلقهم وأنا أذكر منهم على وجه الوضوح صدقي سليمان، صدقي سليمان كان ضد قرار قفل خليج العقبة وإنصافا له كان قلقا جدا من عملية التصعيد ولكنه هو بطبيعته ما كانش، فوزي، الدكتور فوزي كمان كان نفس الحكاية ولكن في ناس باستمرار في أوقات الأزمات يبقى عندهم آراء ويقولوها لكن يقولها برقة أو بطريقة أو يبدون القلق من غير ما يحددوا أسبابه من غير ما يحددوا دواعيهم لهذا القلق لكن على أية حال أنا الحقيقة كنت بأتابع ده بأتابع اللي حاصل بشكل أو آخر وأنا بأتكلم على اللي رأيته وإذا بدا أنه بيديني دورا أكبر أنا متأسف ما كانش لي الدور الأكبر، كنت موجودا في هذه الأزمة مراقبا ومهتما ولكن في غيري كثير قوي كانوا موجودين في الأزمة أنا عايز أن أضغط ده لأنه أخشى جدا أن يتصور أحد أنني أنسب لنفسي ما ليس لي وأنا مش عايز على أي حال يعني لكن أنا هنا أنا كنت بأتابع وبدا لي لحظة من اللحظات بدا لي أن جمال عبد الناصر الأزمة واخداه أو أن التصعيد قد يفلت بشكل ما وفي لحظة من اللحظات أنا مستعد أقول إنه أنا كنت خائفا عليه جدا من syndrome السويس، كلمة syndrome في اللغة الإنجليزية إحنا ما عندناش مرادف لها في اللغة العربية، ما عندناش ترجمة لها، لكن syndrome هي أنه واحد يلاقي نفسه في موقف معين يتشابه مع موقف سابق في بعض ملامحه فيتصرف بنفس الطريقة التي تصرف بها سابقا، ولكن المواقف لا تتكرر في التاريخ، عمره التاريخ ما بيكرر نفسه بالطريقة ده، فإذا جئنا في سنة 67 بنتصرف طبقا لـ syndrome طبقا لنسق أو سياق أو ما نتذكره من سنة 1956 مع اختلاف الظروف إذاً فنحن مخطئون وأنا لاحظت أن جمال عبد الناصر كرر أكثر من مرة الإشارة للسويس، طبعا هو كان في مسألة موحية ضرورية أنه هنا خليج العقبة من بقايا السويس أن السويس ماثلة، أن السويس أي أحد بيتكلم، لما أي أحد بيتكلم بيقول رأيه في موقف هو في الواقع بيصدر عن عدة أشياء، يصدر أولا عن ثقافة مترسخة عنده، تجارب فاتت، والثقافة هي أثر المعلومات في تعريف بيقول إن الثقافة هي أثر المعلومات وأنه قد تنسى المعلومات نفسها، تفاصيل المعلومات تنسى لكن يبقى الأثر الذي تركته وأن ده فعل مهم جدا في ثقافة أي أحد، ما بقي ما ترسب بذاكرته من تجارب معينة كونة ثقافاته، فأنا كنت خائفا بس كنت عارفا أن جمال عبد الناصر دائما يكرر حاجتين مهمتين قوي دائما يقولهم، وأظن من تجربته في التدريس في كلية أركان حرب، جمال عبد الناصر درس مادتين في كلية أركان حرب درس تاريخ عسكري ودرس strategy إستراتيجيا يعني وأظن أن الاثنين سابوا عنده أثرا، التاريخ العسكري ساب أثرا كبيرا قوي وstrategy سابت عنده أثرا كبيرا قوي، بأفتكر أنه كان دائما يقول إيه؟ كان دائما يستشهد بحاجة سمعتها منه مليون مرة، حاجة هو قرأها لفون مولتكا القائد الألماني الشهير وتشرشل استعملها مع جنرالاته مرة في الحرب العالمية الثانية وقال فيها generals don’t fight the last war لا تحاربوا الحرب التي مضت لأنه في tendency في قابلية عند الجنرالات وحتى عند الساسة وطبيعي أن التجارب السابقة، تجارب الثقافات السابقة تملي عليهم حتى ولو لم يكونوا يدركون بيبقى التأثير موجودا ومهما جدا، فتشرشل نقلا عن فون مولتكا وجمال عبد الناصر قرأها يظهر وكان دائما يكررها وكان دائما يكررها بالإنجليزي مرات أنه لا تحاربوا الحرب الماضية، لأن الحرب الماضية خلصت ممكن تنفعك كدرس لكن حذار أن تكررها، وأنا عارف أن syndrome السويس لعب كثير قوي في سنة 67 لكن وأنا بأتابع جمال عبد الناصر في الفترة الأولى، الفترة الأولى من الأزمة لأن الأزمة الأولى وصلت ذروتها في 14مايو، 14 مايو تصعيد تصعيد تصعيد لغاية، وأنا كنت قلقا، لغاية قفل خليج العقبة 21، 22 الموقف على أشده، وأنا أظن أن غيري كانوا قلقين وأنا فاكر أن صدقي سليمان كان يعني هو الرجل كان مسؤولا عن الوضع الداخلي، مطلوب.. عن التنفيذ الداخلي، مطلوب إليه تنفيذ أشياء والاستعداد لأشياء وهو الرجل حاسس بمسؤوليته وخائف قوي من تداعي التطورات، أنا كمان شايف لكن بدا لي أنه إحنا قربنا قوي من الحافة، قربنا، في لحظة من اللحظات قربنا جدا من الحافة لكن الحقيقة يعني لازم أقول إنه في خاصية كانت هائلة أيضا عند جمال عبد الناصر، كمية المرونية، يعني هو كان دائما برضه في الإستراتيجي بيتكلم جنب ما بيقول للجنرالات ما تحاربوش الحرب اللي فاتت كان عنده قدر غريب جدا من المرونة يخليه يقدر في لحظة من اللحظات يراجع موقفه وقد يغير التوجهات وأنا كنت حقيقي وأنا بأتابع التطورات وبعدين في هذه الظروف الدقيقة والحساسة ما حدش يجي يروح يوقف واحد كده يقول له تعال نتكلم لأنه كده يعني، فبأتابع وتقول رأيك في كل الظروف في كل الأحوال في كل لحظة في كل مكان ممكن ولكن الأزمة واخدة كل الناس والمشاعر واصلة والتعبئة أخطر حاجة كانت قلقاني جدا هي التعبئة في العالم العربي والتعبئة النفسية لكن بشكل ما، بشكل ما هو كان أولا عنده فكرة strategy كان دائما يقول مهم جدا، كان دائما بأزمات كثيرة قوي مرات كده من الهوى يروح واقف يقول إيه بقى؟ استنوا استنوا استنوا what is the object? إيه الهدف؟ لأنه كان في عنده باستمرار برضه من دراسة الـ strategy تصور أنه في كل مرحلة لا بد أن أحدا يراجع بالضبط هو فين من هدفه وأنه يستطيع أن يدور حول الأهداف يأخذ طريق اقتراب غير مباشر على طريقة نظرية ليدل هارت وغيره اللي هو درسها في الـ Strategy يأخذ طريقا دائريا للالتفاف لكي يصل لكن عليه الاستمرار أن لا ينسى what is the object? إيه هو الهدف؟ بدا لي أنه مع تصاعد الأزمة 20، 21، 22، 23 في الفترة دي، أنه أنا قدام واحد في حاجة بتدور في رأسه وفي قضية بتلح عليه لأنه أظنه لاحظ ومش أظن أظن وفي شواهد عندي توري أن الأزمة أخذت منحنى منعرج آخر، نحن بنتكلم عن نجدة سوريا علشان ما ننساش، بنتكلم سوريا معرضة للخطر فبقينا قدام قضية حجز قوات، قدام قضية قفل خليج العقبة، انتقلت الأزمة من موقعها الأصلي الذي سبب تأزمها إلى وضع آخر مختلف لا بد أن نسأل أنفسنا فيه إحنا فين بالضبط منه؟ يعني، لكن ألاحظ على طول ألاحظ أنه أنا قدامي واحد بدأ يحاول يشد جماح الأزمة شوي لأن في هذا الوقت القوني سفيرنا محمد القوني في نيويورك في ذلك الوقت للأمم المتحدة الحقيقة في تلك الفترة كان نشيطا وأنا لما أشوف برقياته برضه أرجع وأنا لا أمل أن أكرر وأنا أقول إنني أكن احتراما كبيرا جدا لأي رجل في موقفه في موقعه ويستطيع أن يكون ساهرا متحركا حيا 24 ساعة لأنه أنا شفت كميات في التجربة الطويلة في العمل السياسي شفت أناسا يؤدون عملهم بطريقة وظيفية على أحسن الأحوال يعني واحد يعمل شغله وظيفته وهذه تبقى معجزة المعجزات لكن قليلا جدا بأشوف في الإدارة المصرية أناسا بيبقى عندهم passion عندهم حيوية أداء شغلهم ولا ينامون، محمد القوني في هذه الفترة كان شغالا جدا لكن أنا لاحظت أن جمال عبد الناصر، الأزمة في الأمم المتحدة بتتبحث، المجلس الأمني بيبحث والأميركان، المندوب الأميركي آرثر غولدبيرغ في ذلك الوقت وهو يهودي، يهودي مش عيب لكن مشكلته أنهم اليهود الإسرائيليين يعني، يعني أنا أعتبر أن إسرائيل عملت كارثة كبيرة جدا لأن هذا الجنس اليهودي أو هذا المذهب هذا العنصر اليهودي اللي موجود في الإنسانية عمل دورا هائلا جدا لكن مع الأسف الشديد ما صنعته فيه إسرائيل يعني حولت اليهود إلى إسرائيليين ضيقت جدا من قدراتهم ضيقت جدا من ملكاتهم وقللت جدا من إسهامهم في التاريخ لأنها حصرتهم في وضع عنصري شديد القبح في رأيي. غولدبيرغ كان من الناس دول قاعد في أميركا لكن متشيع بقسوة جدا لإسرائيل لكن مش مشكلة لكن ده كان مندوب أميركا الدائم، وبعدين القوني بيبعث  على اتصالات وفود، القوني بيبعث من نيويورك على يوثانت بيقول إيه، بألاحظ أن جمال عبد الناصر بيبعث للقوني ويقول له إنه في كلام في اللي تقال في اقتراحات قيلت تدعو السكرتير العام للأم المتحدة يوثانت إلى أن يجيء إلى القاهرة أو أن يذهب بنفسه إلى منطقة أزمة، حاول تشجع ده بمقدار ما يمكن وإحنا حنبقى سعداء جدا أنه إحنا نشوفه في القاهرة وأنه إحنا نتكلم معه إيجابيا، الحاجة الثانية اللي لاحظتها أنه بدأ جمال عبد الناصر يتصل أو يبعث رسائل غير مباشرة تقريبا للرئيس جونسون، هو بيعرف جونسون وبيعرف مع أنهم ما تقابلوش أبدا لكن هو بيعرف عنه لكن حتى مع اليوغسلاف وحتى مع الهنود طلب أنه بشكل أو بآخر إحنا لسنا راغبين في تصعيد الأزمة ونحن إذا جاء السكرتير العام للأم المتحدة فإحنا ممكن قوي نتكلم معه وأن كل المواقف ممكن قوي نتكلم فيها وممكن قوي ندي أي ضمانات شريطة أن المبدأ الأصلي لا يمس.

[فاصل إعلاني]

الميزان في اللحظة الحرجة

ريتشارد نولتي كان خبيرا بالشأن المصري وكان يتحدث العربية بطريقة مدهشة وهو الذي ترجم كتاب "فلسفة الثورة"

محمد حسنين هيكل: المبدأ الأصلي، واحد تأمين سوريا ببيان من مجلس الأمن يضمن بوضوح كده قاطعا عن العدوان، وبعدين خليج العقبة انتهى الأمر اتفتح وانتهى الموضوع وما فيش داعي أحد يتكلم فيه، ممكن قوي نتكلم في تفاصيل إجراءات التفتيش ممكن يعني، لكن بشكل ما بدأ يتحرك. ألاقي أن محمد القوني في نيويورك برقياته هنا قدامي بيتكلم على اتصالاته بيوثانت وبدأ يشجع يوثانت وبدأ يحاول يقول ليوثانت إنه لو جاء حيجد الباب مفتوحا لتعاون منطقي لأن أيضا الجمهورية العربية المتحدة -اللي هو اسمنا في ذلك الوقت- ترغب في تهدئة لا تريد أزمة ولا تريد مواجهة ما هياش طالبة حرب لكنها طالبة حق سواء حقي في نجدت سوريا، طالبة حق في أن قواتها تبقى تتحرك في أية حتة هي عايزاها، قوات الطوارئ إذا كانت طلعت بهذه الطريقة مع الأسف الشديد لكن نتكلم في إيه الضمانات اللي ممكن تحطها على الحدود من المتابعة لجان الهدنة القديمة ممكن تبقى بتنشط أكثر، تأخذ عددا أحدث ممكن، كل حاجة ممكن لكن بيبعث القوني بيقول إن السكرتير العام قال له إنه أنا فكرت جديا ورايح للقاهرة، ويروح ويتكلم مع المندوب الأميركي ويتكلم مع مندوبي الدول والدول الأربعة الكبرى تتشاور ثم يتقرر أن سكرتير العام للأمم المتحدة حيجي القاهرة لكي يقابل الرئيس جمال عبد الناصر ويقترح يوثانت أنه حيجي القاهرة فقط مش حيزور أي عاصمة في هذا الوقت لأن مفتاح الأزمة الأمم المتحدة القاهرة، فهو حيجي القاهرة ومحمد القوني بيبعث هذا الكلام لجمال عبد الناصر وطبعا مصر بتوجه دعوة إلى السكرتير العام للأمم المتحدة بتقول له تفضل ونحن جاهزون لكل كلام. في نفس الوقت بدأ مع إعلان أن يوثانت جاي، الرسائل اللي رايحة للرئيس جونسون عن طريق اليوغسلاف أو عن طريق السوفيات حتى كمان، بدا أنه في حاجة ممكن حتى في خطوط اتصال تتفتح بيننا وبين أميركا، في ذلك الوقت كان حصل حاجة فجوة في السفارة الأميركية في القاهرة السبب أن السفير السابق في ذلك الوقت لوشيوس باتل خلصت مدته فمشي وبعدين جاء سفير ثان لم يقدم أوراق اعتماده وهو ريتشارد نولتي، ريتشارد نولتي شخصية أنا أعتقد أنه كان في وضع غريب جدا، أول حاجة الرجل كان خبيرا بالشأن المصري لأنه كان أستاذا في الجامعة الأميركية في القاهرة، كان أستاذا زائرا في فترة من الفترات في الجامعة الأميركية في القاهرة وبعدين كان بيعرف عربي بطريقة مدهشة والحاجة الثالثة اللي ما حدش يعرفها أن ريتشارد نولتي هذا السفير الأميركاني هو الرجل الذي ترجم كتاب "فلسفة الثورة" عندما كان أستاذا زائرا في القاهرة وأنا في ذلك الوقت جاء لي ريتشارد نولتي وهو بيترجم "فلسفة الثورة" ما تكلمناش ما قلتش أبدا إنه أنا اللي عملت الصياغة النهائية للكتاب أو أنني عملت صياغته يعني، لكن هو ريتشارد نولتي بشكل ما قرأ الكتاب، قرأ الكتيب يعني وأدرك أن لي علاقة به فلما كان عايز بعض التعبيرات مرات أو بعض في اللغة العربية أصلها اللغة العربية لغة لها خاصية يعني والمرات دي تستعصي على عقل غربي pragmatic أقصد عملي، كل التشبيهات والصياغات والبديع كل اللي ممكن نقوله من فنون صياغة اللغة العربية، فأنا أعرفه بأعرف الرجل كويس قوي لكن كانت مشكلة كبيرة قوي أن السفارة الأميركية معطلة، واحد فيها كان ممكن يبقى كويس قوي من أكفأ ما يمكن، اللي قبله كان كويس قوي لوشيوس باتل لكن ريتشارد نولتي جاء، ولما جاء جاء لي شفته قبل ما يقدم أوراق اعتماده لكن هو المسكين الرجل جاء في الوقت اللي بدأت الأزمة فيه تتصاعد فما قدمش أوراق اعتماده وبعدين راح قدم صورة من أوراق اعتماده لمحمود رياض في وزارة الخارجية لكن مش قادر يتصل، مش قادر يتحرك، شاف رياض وشاف، هو جاني شفته، لكن في صعوبة ما يقدرش يمثل يروح يقابل رئيس الدولة، ما يقدرش يقابل نائب رئيس الجمهورية، ما يقدرش يقابل أحدا كثير قوي لأنه لا يزال مقيدا، لكن هذا الرجل في ذلك الوقت أنا أعتقد أنه عمل جهدا هائلا، جهد هائل من ناحية إيه؟ من ناحية واحد المتابعة ولو أنه هو لسه مش مكلف، هو كان معه واحد اسمه ديفد ناس الوزير المفوض في ذلك الوقت وناس كان كويس قوي كمان، لكن ريتشارد نولتي في ذلك الوقت في تقاريره بدأ يحس، أقصد هو بدأ يحس أن كمان في مسألة مهمة قوي، أنه لأنه كان خبيرا في الشرق الأوسط فكانت صلاته بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض يبدو أنها كانت سالكة وبالتالي كان عنده اتصال بشكل ما بمجلس الأمن القومي أنا ما أقدرش أعرف هو كان متصلا مع من في مجلس الأمن القومي ولكن بدا أن الرجل وهو من بعيد مش قادر يتصل وقاعد في السفارة لكن بيتابع وبدا أن له بشكل ما صوتا مسموعا جانب آخرين بالطبع جانب كثار يعني، لكن حصل في هذا الوقت أنه إحنا لقينا أنه أولا اتصالات القوني مع يوثانت ثم جاء يوثانت وبدأ محمد القوني يستعمل تعبير مرحلة حسن نية في برقياته، وبدأ يوثانت يستعمل إبداء حسن نية، وبدأ ريتشارد نولتي يحاول يتصل، بدا بشكل ما كما لو أن حدة الأزمة درجة حرارة الأزمة في أكياس ثلج بتحاول تبرد شوي حدة الأزمة. أنا عايز أقف قدام التفاصيل أكثر لأنه هنا مهم جدا أن نرصد حركة كيف جرى سياق الحوادث لأنه مهم جدا إلى درجة تصل الأمور إلى درجة أنه أنا ألاقي أن الرئيس جونسون في ذلك الوقت أخذ المبادرة، إحنا عارفين كلنا أنه في مناقشات دائرة بين واشنطن ولندن ومناقشات دائرة بين واشنطن وتل أبيب ومناقشات دائرة بين واشنطن وباريس ومناقشات دائرة بين كل العالم تقريبا في شأن ماذا يمكن عمله، الجنرال ديغول كان له رأي والإنجليز كان لهم رأي وفي.. كبيرة قوي جاية في العالم والإسرائيليون عندهم زي ما قلت في حكاية بن غوريون عندهم معسكران، معسكر فيه رئيس الوزارة ليفي إشكول خايفين من التصعيد أكثر من الذي ويبدو أن ما أقلق الأميركان بالدرجة الأولى هو حالة التعبئة العامة اللي ظهرت في الشارع العربي فبدا مجموعة العوامل، مجموعة المناقشات بدا في لحظة من اللحظات أن الأزمة بدأت تدخل في مرحلة تتأرجح فيها الموازين، الاتصالات فيها حاجات إيجابية ناحية التبريد لكن في عناصر أخرى بتسعى للتسخين ولكن الميزان هنا عند اللحظة الحرجة. ولكن في هذه اللحظة الحرجة جونسون بيكتب لجمال عبد الناصر جوابا، بيبعث له جواب يجيبه ريتشارد نولتي، ريتشارد نولتي بيأخذ جوابا من السيد جونسون بيوديه للسيد محمود رياض وفي هذه الجواب الرئيس جونسون وهو بتاريخ 23 مايو اللي هو اليوم اللي جاب فيه بالضبط يوثانت، وصل فيه يوثانت للأمم المتحدة، جواب من الرئيس جونسون بيقول فيه للرئيس جمال عبد الناصر بيقول له أنا بأتابع أولا بأتابع الأزمة وشايف المشاكل الموجودة كلها بس عايز أقول لك حاجة أنا بأتابع جهودك لتطوير وتحديث بلادك وأستطيع أن أحس كبرياء وطموحات شعبك وأنه عالم جديد وأنتم بتعملوا حاجات كده لكن دلوقت في توتر في الشرق الأوسط وأنا بأترجاك أن تحاول أن تساعد على إزالته لأنه نحن الذين نقود العالم في هذا الوقت علينا مسؤولية. وبعدين بيقترح اقتراح أنا لقيته كلنا في القاهرة أنه مدهش وهو أنه يبعث نائب رئيس الجمهورية هيوبرت هامفلي في ذلك الوقت يجي القاهرة يتقصى المسائل ماشية إزاي فبقى يوم 23 بدا قدام كثير ناس قوي أنا واحد منهم أن الأزمة بشكل ما حتأخذ منعطفا معقولا، إذا كان سكرتير عام الأمم المتحدة جاي وإذا كان نائب رئيس الولايات المتحدة جاي بقرار من رئيس الولايات المتحدة جاي يتحرى الأزمة إذاً فنحن أمام احتمال انفراج في الموقف. يجي يوثانت يوم الثلاثاء 23 بعد الظهر وصل يوثانت القاهرة وصل سكرتير عام الأمم المتحدة ومعه وفد كبير ولكن التحق به على طول طبعا الجنرال ريكي والجنرال ريكي كان تعرض قبلها بيوم واحد لعملية غريبة قوي أن الإسرائيليين حاولوا يخطفوا الطائرة اللي هو جاي بها، هو كان موجودا بيشرف على سحب قوات الطوارئ بعض القوات على خط الحدود بيننا وبين إسرائيل، ركب طائرة صغيرة قوي من مطار أظن مطار الميليز أو حاجة كده، بيحاول يجي على القاهرة فإذا بطائرات إسرائيلية تعترضه ويحاولوا ينزلوه جوا فجاء الجنرال ريكي وهو هندي، جاء الجنرال ريكي وهو مستثار من اللي عملوه فيه الإسرائيليين لأن الطيار اللي كان بيقود طائرته عمل مناورات و acrobatics لغاية ما نزله في القاهرة علشان يهرب من الإسرائيليين والإسرائيليون طبعا ما ضربوش على الطائرة لكن يوثانت جاء وأنا فاكر أنه كان معه كمان وده مهم قوي رمسيس ناصيف، أنا تكلمت المرة اللي فاتت على الأستاذ رمسيس ناصيف وأنه كان معنا في أخبار اليوم في القسم الخارجي كان هو موجودا في القسم الخارجي وبعدين سعى لكي يذهب ليلتحق بوفدنا في الأمم المتحدة وساعده عبد الرحمن عزام باشا فاشتغل في وفدنا في الأمم المتحدة وبعدين التحق بالسكرتاريا العامة وترقى فيها فإذا بنا نجده المستشار الصحفي ليوثانت فجاء معه، رمسيس كان مكلمني من قبلها وقال لي إن السكرتير العام جاي وأنا رتبت لأنه هو محتاج عاوز يتناقش شوي، أنا شفت يوثانت قبل كده في بورما في رانغون وإحنا رايحين كان موجودا أظن مساعد وزير خارجية في رانغون وأنا فاكر قوي في بورما وأنا فاكر قوي أنه أنا شفته وإحنا على الطريق لباندونغ بس ما كانش في حاجة لكن تعارفنا على أي الأحوال، فرمسيس ناصيف بيقول لي إن السكرتير العام وهو يرغب أنه عاوز يتكلم، عاوز يتكلم وقبل ما يشوفه هو حيشوفه عنده مواعيد مع الرئيس عبد الناصر وعنده معاد مع وزير الخارجية ولكن هو يفضل قوي لو كان ممكن تفطر معه ثاني يوم الصبح لما وصل. وصل يوثانت يوم الثلاثاء بعد الظهر يوم الأربعاء كان أول يوم عمل عنده، يوم الأربعاء بعد الظهر لم يقابل أحدا أنا عارف أنه قعد انكب على البرقيات اللي جايه له من السكرتاريا العامة في، قاعد في شيبرد وعارف أن بعض الحاجات ضايقته في اللي حصل بعد ما مشي من نيويورك لأنه لاحظ هو كان اتفق مع المندوب الدول الدائمين أنه لكي تعزز مهمته مجلس الأمن الذي أوفده سوف يبقى في حالة انعقاد لغاية ما يرجع له ثاني لكن مش حيعقد جلسات علشان يوروا أن بعثة الأمين العام مسنودة بكل الأعضاء الدائمين وأنها تمثل مجلس الأمن فهو حيجي وسوف تبقى الجلسة مفتوحة دون انعقاد لغاية ما يجي فهو لاحظ يوثانت أن المندوب الأميركي بيحاول يدعو إلى جلسة وأظنه كان متضايقا، ده كلام أنا سمعته من رمسيس ناصيف، صباح اليوم التالي كنت بأفطر معه، هو بدأ في شيبرد ورمسيس الحقيقة دخلني لعنده وقعد معنا يجي خمس دقائق وخرج وإحنا بدأنا نتكلم وبنفطر وهو معاده الأولاني كان مع السيد محمود رياض الساعة 12 وحيتغدى بعد كده معه في نادي التحرير وحيشوف جمال عبد الناصر في المساء، وقعدنا فترة لا بأس بها، قعدنا من 8,30 يمكن لغاية الساعة 10 وشوية يعني ولكن هنا أنا قدام يوثانت وهو رجل بوذي ورجل مثقف ورجل رقيق جدا ورجل ذكي وبيفهم الحقيقة لكن العقل البوذي فيه نوع من النظام وفيه نوع من، فيه نوع من احترام حتى الحياة، حتى الكلمة، فهو يوثانت الحقيقة يعني بنتكلم الصبح وهو راغب في أن يفهم، يعرف، وأنا حاولت أشرح له قد ما أقدر وسمعت منه، هو كان عنده عتب شديد قوي على نقطة مهمة قوي وهي برضه نفس Syndrome السويس، هو عنده عتب أول حاجة قالها لي، أول ما ابتدأ، قال لي لماذا كانت العجلة في إعلان قفل الخليج؟ القوني قال لي إنكم مستعدون تستقبلوني وبعدين في فترة حتضيع في السفر وإعداد السفر في عندنا 48 ساعة مثلا، في هذه الـ 48 ساعة يعني يوم 21 أنا قلت حأجي يوم 21 الصبح، يوم 21 بالليل أنتم، أغلق خليج العقبة فتأزمت مهمتي وكان ممكن تلغى وأنا مش قادر أعرف أنتم ليه عملتم كده؟ فقلت له أنا حأقول لك حاجة وأنا لا أداري عنك حاجة، هذه كانت قادمة وأنا، كلنا كنا نفضل أن كل الناس كانت بتفضل اللي كان عندهم القرار مش أنا يعني، كل الناس كانت بتفضل أنك عندما تصل إلى هنا تجد كافة إجراءاتنا خلصت لكي تبدأ في معالجة الموقف كله in toto كله كاملة لأنه لو أنك جئت وكان باقي إجراء لا بد أن يتخذ بضرورة وجود قوات مصرية في شرم الشيخ عودتها لهناك لا يمكن تفوت بعلم إسرائيل ده مكان يبقى صعب جدا، مستحيل، فرؤية وأرجوك ما تأخذهاش شخصية وما كانش في قصد إحراج ولكن بالعكس ده قصد مساعدتك لأنك سوف تجيء وتجد.. أنا الحقيقة  لازم أقول إنه أنا كنت قلقا لأنه برضه ده كان من Syndrome السويس، لا هو فاكر أنا أنه لما أعلن قرار قفل الخليج أنا عملت الملاحظة وإحنا جايين من من مطار أبو الصوير للرئيس عبد الناصر قدام عبد الحكيم عامر، قلت له أنا خايف يحرج يوثانت، فهو قال لي أنت فاكر صفقة الأسلحة لما أعلنا صفقة أسلحة قال لي قبل ما يجي كرمت روزفلت سنة 1955 هنا الـ Syndrome ، لكن الحمد لله على هذا الوقت كنا خلصنا من هذا Syndrome بتاع السويس وكان فيه المرونة بتجد طريقا آخر لنفس الهدف.

[فاصل إعلاني]

مبررات التهدئة ومبادرة يوثانت


أحمد الشقيري طبقا لمقررات مؤتمر القمة كان هو رئيس منظمة التحرير الفلسطينية لأنها أنشئت للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في سنة 1964

محمد حسنين هيكل: فشرحت على أي حال ليوثانت قدر ما أستطيع ده كله وبعدين بدأ يتكلم  وبعدين هو برضه أبدى لي خوفه قوي من وجود قوات مسلحة مواجهة لبعضها في هذه الطريقة في حالة توتر لأنه ممكن تعمل اشتباكا، أبدى قضية غزة، قطاع غزة، بدأ يتكلم على قضية قطاع غزة ووجود الأمم المتحدة المدني في قطاع غزة لأنه إذا كان وجودها العسكري أو وجود قوات الطوارئ مشي طيب الوجود المدني في مشكلة هنا فيه لأنه بيشتغل تحت أي حماية وفي أي ظروف. وبدأ يثير قضايا وعلى أي حال أنا كنت عارف أنه هو حيناقش ده كله مع محمود رياض، راح يشوف محمود رياض، خلصنا الكلام وبعدين هو خارج رايح على غداء مع محمود رياض وأظنه كرر مع محمود رياض نفس الكلام ولكن هو كان لاحظ حاجة غريبة قوي أن الشعب المصري، على باب شيبرد وهو خارج وأنا شفتها وبعدين عند نادي التحرير وهذه ما شفتهاش مطرح ما كان حيتغدى، أن الناس اللي واقفين وبيتحركوا بتاع يصفقوا له وهو بدا له أنه في ترحيب غير عادي به وأن الشعب المصري على نحو ما ينظر لمهمته يعني باهتمام واحترام إلى آخره، راح عند جمال عبد الناصر شاف رياض راح عند جمال عبد الناصر وجمال عبد الناصر عشاه ولم يكن هناك في العشاء أنا ما كنتش موجودا لم يكن هناك في العشاء غير هو والدكتور فوزي ومحمود رياض، الرئيس عبد الناصر، يوثانت، محمود رياض، محمود فوزي، ولكن أنا شفت محضر الجلسة لأن الجلسة كانت مسجلة كمان، في المحضر وفي الجلسة واضح جدا وأنا قدامي المحضر على أي حال ويوثانت قال بعض الأسئلة اللي تكلم معي فيها واللي تكلم فيها مع رياض وسمع من الرئيس وأحس من جمال عبد الناصر أنه في رغبة في تسهيل مهمته بما لا يتعارض مع مبادئ مقررة لكن مصر مستعدة في ذلك الوقت أن تتعاون معه بكل الوسائل لإنجاح مهمته وأنه إحنا بالفعل مش عاوزين حرب، مش قضية حرب، مش قضية مهما كانت، هو كان قلقا جدا من تعبئة كمان، من الجرائد ولهجة الجرائد ولهجة الإذاعات والكلام اللي بره خصوصا أنه بدأ يبقى في حاجات مش مظبوطة مش صحيح مثلا في ذلك الوقت وأنا أعتقد أنها بحسن نية، الأستاذ أحمد الشقيري طبقا لمقررات مؤتمر القمة كان هو رئيس منظمة التحرير الفلسطينية لأنها أنشئت للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في سنة 1964 قرار مؤتمر القمة الأول، أحمد الشقيري وهو كان رجل محامي ورجل هائل ولكن في هذا الوقت ما أعرفش جابها من أين الحكاية دي، أعلن أن قوات الطوارئ الموجودة كانت في غزة كان عندها مباني إدارية وقد تنازلت عن هذه المباني وأعطتها هدية لمنظمة التحرير والإسرائيليون قلبوا الدنيا ويوثانت موجود وده ما كانش صحيحا على أي حال ولكن يبدو أن مجاملات المحامين الأستاذ أحمد الشقيري أحب يجامل فقال والله أن قوات الأمم المتحدة بتاعتها الإدارية تبقى مقرا لمنظمة التحرير ولكن ده كان له ردود فعل بلاش حدود بصرف النظر عن أي شيء مهمة يوثانت في القاهرة نجحت بما لا شك فيه وخرج وهو سعيد ولكن هو في محادثاته وفي المحضر باينة، كان في نقطة هو عاوز يعرفها، هو حاسس برضه كبوذي هائل حاسس أن الموقف الأزمة تحتاج بعض الوقت، تحتاج إلى فترة تبريد تعطي الأطراف كلهم فرصة لعقل، تحتاج إلى بعض التأمل لكي تخرج الأزمة بصياغات فهو سأل جمال عبد الناصر وهي باينة في المحضر وهو بيتعشى معه قال له بأسأل سؤالا، ألا تتصور سيادة الرئيس أننا في حاجة إلى breathing space فترة لالتقاط الأنفاس؟ قال له أنا موافق طبعا ممكن قوي، قال له طيب لو أنا طلبت فترة لالتقاط الأنفاس هل ممكن الجمهورية العربية توافق؟ قال نوافق، قال طيب حاجة ثانية لو طلبت فترة لالتقاط الأنفاس وقبلتم هذا يعني أن توقف إجراءات الحصار لغاية أنا ما أقول، لغاية أنا ما أخلص مشاوراتي وأتقدم بحلول للأطراف؟ قال له شوف إحنا already بدأنا إجراءات حصار وفتشنا الثلاثة أيام اللي فاتت مركبين لكن وبعدين أنا عارف أنه ما كانش فيهم، هو بالتأكيد ما كانش فيهم مراكب إسرائيلية لكن فتشناهم تطبيقا لإجراءات الحصار لأنهم رايحين كلهم على إيلات، إذا جاءت مركب إسرائيلية حتبقى مشكلة كبيرة جدا وهنا حنخش في إشكال، قال له طيب فإذا ضمنت لك أو إذا أكدت لك أنك بطريقة غير مباشرة أن الإسرائيليين مش حيحاولوا  يتحدوا الحصار؟ بعدين قال له معلومة غريبة قوي، قال له سيادة الرئيس عاوز أقول لك حاجة وهو أنه من أربعة أيام فاتت من ثلاثة أيام فاتت كان في مركب جاية إسرائيلية وأنه بعد اتصالات معينة عادت هذه المركب مرة ثانية لم تقترب من منطقة الحصار لكن عادت رجعت جنوبا نحو البحر الأحمر في المحيط الهندي وانتظرت تعليمات جديدة فحتى الإسرائيليين هنا مش راغبين في التصعيد، فـ all right كده بشكل كويس قوي تستطيع أن تتحرك في هذا الاتجاه. مشي يوثانت، ثاني يوم بأتكلم عن يوم 24، وصل الأمم المتحدة 25، القوني سفيرنا السفير محمد القوني بيبعث رسائله بيتكلم على الاتصالات الجارية في الأمم المتحدة، بيتكلم على الاتصالات، نشاط غير معقول، القوني كان بيتابع كل حاجة، والحقيقة الغريبة قوي أن تقاريره كانت دقيقة قوي في هذه الفترة حتى سواء من قبل ما يجي يوثانت أو من بعد ما جاء يوثانت وبدأ يتكلم يعني في تقارير أنا شايف قدامي تقارير كثيرة قوي بيقول إنه وفودا كثيرة تعتقد أن إسرائيل مقبلة على عمل عسكري وأنه يعني في مشاكل كثيرة قوي موجودة جوه إسرائيل إلى آخره إلى آخره لكن لما رجع يوثانت القوني بعث برقية بيقول السكرتير العام اتصل بي وأنه بلغني رسالة إلى الرئيس جمال عبد الناصر وهذا نصها وهذا نداء من يوثانت بيقول إيه؟ سيادة الرئيس -أنا حأقرأ منه لأنه ده مهم جدا في السياق الجاري- "سيادة الرئيس إنني أعرف في المحادثات الأخيرة معكم ومع وزير الخارجية محمود رياض أنكم تتفهمون تماما الدوافع التي تدعوني إلى توجيه هذا النداء الشخصي والعاجل جدا إليكم، إنكم سوف تلاحظون أن ما أطلبه منكم ينبع فقط من رغبتي ومن مسؤوليتي العميقة التي تدعوني إلى عمل كل شيء في استطاعتي من أجل تفادي كارثة نشوب حرب جديدة في الشرق الأدنى، وخلال زيارتي القاهرة فإن موقفكم وسياستكم في مسألة مضائق تيران قد جرى إيضاحها لي وأريد أن أركز على الأهمية الكبرى التي أعلقها على رد فعل إيجابي من جانبكم" كذا كذا كذا إنني أطلب وقتا ولو فسحة محدودة لكي أستطيع أن أعطي فرصة للمشاورات الدولية وكذا كذا كذا وبعدين بيطلب وبوضوح بيطلب أنه "أناشدك يا سيدي الرئيس كما أناشد رئيس الوزراء إشكول وكل الأطراف المعنية ممارسة أقصى درجات الحذر وبالذات وبدون طلب أي تعهدات منكم أو حتى رد فإني أريد أن أعرب عن الأمل في أن تمتنعوا في خلال مدة أسبوعين من لحظة استلامكم لهذه الرسالة عن أي تدخل في الملاحة غير الإسرائيلية التي تطلب المرور عبر مضائق تيران وفي هذا الخصوص وفي كل الأحوال فإن لدي من الأسباب ما يجعلني أفهم أنه في الظروف العادية فإنه ليس متوقعا أن تحاول أي باخرة تحمل العلم الإسرائيلي عبور مضائق تيران خلال مدة الأسبوعين المحددين، بل أستطيع أن أؤكد لكم حسب أدق المعلومات لدي بأنه خلال السنتين والنصف الأخيرتين وفي واقع الأمر لم تقم أي باخرة ترفع العلم الإسرائيلي للمرور في مضائق تيران". طبعا هذا النداء من يوثانت وصل وعلى الفور كلف السفير محمد القوني أن يستجيب، مصر مستجيبة، بدا في أزمة، بدا أنه حتى مقالتي أنا بتاعة ريتشارد نولتي ألاقي برقية أنا ما شفتهاش وقتها شفتها في البرقيات الأميركية بعد كده لما قدرنا نجيبها وفقا لقانون حرية المعلومات ريتشارد نولتي أنا كنت كتبت مقالة وأشرت لها وحذرت قلت ده معناه خليج العقبة يعني الحرب بهذه الطريقة يعني وقلت في الآخر الضربة الأولى مش عندنا، لأنه ما يمكنش أحد يضرب ضربة أولى وثانية وثالثة هذا ترف ليس موجودا في المجتمع الدولي، كل واحد مسموح له بخطوة واحدة بس في تصعيد دولي قد يؤدي إلى حرب وإلا نلاقي الأميركان هم اللي بيضربونا ما نقولش الإسرائيليين يعني لو أنه اللي كان بيتصوروا أنه لازم نأخذ الضربة الأولى وازاي ما أخدناش الضربة الأولى، لو أننا أخذنا الضربة الأولى لكان الأسطول السادس جهارا نهارا دون مناقشة أمامي في كل حتة، سواء الأسطول قدام الإسكندرية أو قدامنا في البحر ودخلنا في عواقب بلا حدود وهذا واضحا. لكن الحقيقة أنا لما كتبت هذا المقال لقيت برقية من ريتشارد نولتي بتقول إيه؟ بتقول إن هيكل بيتكلم هيكل editorial today بيتكلم على، افتتاحية هيكل النهارده بتقول كذا وكذا وكذا وبتحضر لكذا كذا، لكن واضح أنه لا بد أن هذه المقالة بتعكس التفكير السائد لدى القيادة في مصر. ووالله ما كانت تعكس لأنها كانت على عكس كل التيار في ذلك الوقت ما كانتش تعكس حاجة أبدا إلا مخاوفي أنا شخصيا ووقتها يعني عبد الحكيم عامر الله يرحمه كلمني في التلفون مرة تعقيبا على دي وقال لي أنت عامل زي مخضوض باشا يا أخي ما تخافش يعني، مش مسألة أنه أنا خايف أنا مش خايف لكن في حسابات للأمور، المهم هنا بيقول نولتي ببرقيته بيعرض المقالة كلها في البرقية وبعدين بيقول إن هيكل قال حاجة مهمة قوي وهي إنه قال فهموا حكاية أنهم ما يقدروش يضربوا الضربة الأولى أو الضربة الثانية وهو استنتج من ده معنى هذا أنه ليست هناك نوايا عدوانية من جانب مصر، عسكرية في هذا الوقت، بمعنى ما فيش خطوة تصعيد آخر ثاني مما يصب لصالح مبادرة يوثانت اللي بعث بها الجواب وطلب من كل الأطراف أن تهدأ، حتى تفسير ريتشارد نولتي السفير الأميركي، تفسيره للمقالة اللي كتبتها أنا حتى تفسيره كان مواتيا لكن على بال 26، 27 وقد قبلنا يوثانت، اللي قاله يوثانت، بدأ يحصل بشكل ما نتيجة لكل الاتصالات الدولية الموجودة في، نحن عارفين أنه في اتصالات كثيرة قوي بتجري وعارفين أنه في آراء متضاربة وعارفين أنه في إسرائيل في أشياء بتجري وعارفين أنه في انقسام في كل حتة وعارفين وعارفين والموازين معلقة لكن في حركة الموازين في هذه اللحظة الدقيقة حوالي 26، 27 كده، 28 بيحصل حاجتان في نفس الوقت، الحاجة الأولانية أنه زي ما بيقولوا كده من out of the blue بالهواء الطلق، محمد القوني بيبعث برقية يقول إن يوثانت بيفكر جديا في سحب نداءه وهو النداء اللي بيطلب فيه فسحة وهو النداء اللي اعتبر لحظة ممكن تكون فارقة في الأزمة، بدا طلبا غريبا وبعدين فعلا دكتور بنش مساعد السكرتير العام اللي هو أنا عندي شكوك كثير قوي جدا في موقفه هو أميركي ملون لكن مش زي أوباما، ده حاجة ثانية كان متعبا قوي كان الدكتور بنش، هو اللي بيشوف محمد القوني ويبلغه أن السكرتير العام قرر لأسباب رآها أمامه من طلبات الدول الأعضاء أن يسحب نداءه، بقيت حاجة، الحاجة الثانية أن أبا إيبان بدأ يظهر في واشنطن ويوم 27، 28بالتحديد جرى إلى كل مكان، كل مكان في واشنطن مشي راح على وزارة الخارجية، راح على وزارة الدفاع، راح على البيت الأبيض ومعه رسالة واحدة بيقول إن المعلومات اللي جاءت له من إسرائيل أن مصر تعد لهجوم فوري على ميناء إيلات وأنه يطلب تدخلا سريعا ولفت نظر سريع وألاقي وزارة الخارجية الأميركية تتصل بموسكو وتتصل بالقاهرة وتتصل بكل مكان وأنه فيه، تصورنا أنه إحنا هدأنا، فيalarm  في صوت بالإنذار طالع وسط جو بمنتهى الحركة شديدة جدا وجانب التفاؤل يرجح بأنه فيه حل سلمي والموازين تتأرجح وإذا سحب النداء، نداء يوثانت زائد هذه التحذيرات اللي جاية بسرعة جدا تقول الحقوا ده في معلومات لدى.. غير مؤكدة أنه في هجوم بكره بالليل على ميناء إيلات. وهذا لم يكن صحيحا لكن هنا بدأ في، ده هو بالضبط اليوم اللي السفير السوفياتي راح فيه للرئيس عبد الناصر وبالليل الساعة 3 الصبح وقال ودي حالة كانت dramatic، حاجة درامية خالص، قال المعلومات اللي عند إسرائيل من فضلكم فيقوا في جهود لحل الموقف ويبدو أن إحنا within reach قادرين على الإمساك بلحظة معينة في الأزمة فأي هجوم إذا كان في هجوم بصحيح قولوا لنا يعني أو ما لوش لزوم إلغوه. وواقع الأمر لم يكن هناك هجوم ولكن كانت هناك تغيرات أساسية تطرأ على ميزان القوى شديد الحساسية وحركة شديدة الدقة وكانت هناك محاولة الدفع نحو الهاوية. تصبحوا على خير.