حوار في الشأن الجاري
مع هيكل

هيكل.. التفكير الإسرائيلي وأحداث 1956

تتناول الحلقة طريقة التفكير الإسرائيلي سياسيا وعسكريا في الأوقات الحرجة خاصة في الفترة التي أعقبت عدوان 1956، وكيف كانت تبحث عن شركاء غير تقليديين مثل فرنسا.

– إسرائيل وفرنسا ولقاء الضرورات
– لعبة الحرب الباردة وتفعيل الخطة أوميغا

إسرائيل وفرنسا ولقاء الضرورات


محمد حسنين هيكل – كاتب ومفكر عربي: مساء الخير لقاءنا هذه الليلة حول موضوع متشعب الأطراف متسع في المسافات لأنه متعلق بطريقة التفكير الإسرائيلي سواء على المستوى الاستراتيجي العسكري أو السياسي أو المستوى التكتيكي العسكري أيضا أو السياسي لأن التفكير الإسرائيلي يستحق باستمرار أن نتابعه خصوصا عند لحظات الأزمات أو في الأوقات الحرجة بالنسبة لإسرائيل لأن عند هذه اللحظة تسقط أسباب الحذر أحيانا وتبين تصرفات واضحة وجلية بما يكشف كثيرا جدا عن ما هو تركيبة الفعل ورد الفعل الإسرائيلية، عند أوقات الأزمات تتجلى الحقائق بأكثر ما هي ظاهرة في أي وقت آخر في هذه اللحظة من سنة 1956 التي كنت أتكلم عنها والتي حدثت فيها لقاء الضرورات بين فرنسا وإسرائيل، فرنسا اليائسة في الجزائر أو الغاضبة في الجزائر أو الساخطة في الجزائر وتريد أن تجد حلا وتعتقد أن الحل هو في ضرب رأس الإخطبوط في القاهرة وليس كما تتصور هي في أزرعه الموجودة في الجزائر وإسرائيل من ناحية أخرى التي وجدت أن مصر في ذات تلك اللحظة عقدت صفقة سلاح تغيرت بها بشكل أو آخر موازين القوى ولو حتى على الأقل عايز أقول إن موازين القوى عندما تتغير لابد أن ننظر إلى حركة الموازين في حد ذاتها وإلى أي مدى تغيرت ماديا ثم طريقة استخدام هذه الزيادات إذا جدت عليها كفاءة تجعل استخدامها مؤثر وفعال لكن في هذه اللحظة بدا لإسرائيل وبدا لفرنسا أن هناك لقاءات، لقاء ضرورات بينهما فرنسا من الجزائر فعاوزة تصل بشكل أو بأخر إلى رأس الإخطبوط وإسرائيل مجاورة مباشرة لهذا الذي يقل عنه رأس الإخطبوط وهي تشعر أنه في هذه اللحظة أصبح قادرا ولو نظريا على التصدي لها لأنه حصل ولو نظريا على ما حرم منه طول حياته وهو سلاح قادر على أن يقاتل إسرائيل في هذا يعني إسرائيل تبحث عن قوة كبرى وقد وجدت هذه القوى الكبرى في فرنسا لكنها عندها تحفظات عندها هأتكلم عليها حالا وفرنسا عثرت على هذه الحليف في المنطقة الذي هو قريب من رأس الإخطبوط ويستطيع أن يكون قاعدة تستقر عليها لحظة وتضرب رأس الإخطبوط وبدا أنه فيه نوع من التعاون بين الاثنين لقاء الضرورات لكن هنا أنا عايز أتعقب كيف بدا التفكير الإستراتيجي الإسرائيلي في هذه اللحظة لأنه حتى مع عثورها على قوة كبرى هي عثرت على قوة كبرى هي كانت تريد قوة كبرى معها لأنها تدرك أنها لا تستطيع أن تدخل معركة واحدة حتى لو كانت نسبة مخاطر الهزيمة فيها 5% ما تقدرش لكنها مع حليف قوي تستطيع أن تجد أرضية أو تجد حائط تستند عليه أو أرضية تقف عليها حتى لا تسوء المسائل بعد حد معين يعطي لها مجال لالتقاط الأنفاس وتعود لو أدى الأمر لكنها تريد ضمان قوة كبرى جنبها باستمرار لكنها وقد عثرت على هذه القوة الكبرى، غريب جدا أنها لم تكن مطمئنة ولا مكتفية بهذا الذي وجدته في التفكير العربي بالاستمرار مع الأسف عندما نجد أي سند نستند إليه ونطمئن وننام عليه لكنه إسرائيل في هذه اللحظة وأنا عايز أقول أن هذا تصرف أي طرف عاقل أي طرف عنده قدره من الذكاء ما فيش عبقرية فيه ولا حاجة أبدا أي قدر بسيط من الذكاء يجعل أي طرف في أي صراع يدرك أنه مهاما كان السند الذي وجده في لحظة معينة فهو باستمرار في حاجة إلى الزيادة لكن فرنسا أمام إسرائيل في ذلك الوقت بدت حليف قوي جدا لكنه في التفكير الإسرائيلي هي تريد زيادة لكنها أيضا في حالة فرنسا حقيقة السند الذي جاء إليها، أولا تدرك أن هذا السند الذي جاءها من فرنسا هو محدود بالمدخل الجزائري إليها لأنه فرنسا لجأت إلى إسرائيل من باب الجزائر من باب احتياجها إلى الجزائر إلى تأمين أوضاعها في الجزائر وإلى تصورها أن الخطر من القاهرة وهو غير صحيح لأنه القاهرة أه كانت سند للثورة الجزائرية لكن هناك كان الشعب الجزائري نفسه بالدرجة الأولى وإلا يبقى كلام .. ما حدش يقدر يعمل يخترع من الهواء مجال يقف فيه لابد أن يقاتل عنده لابد أن يكون هناك على الأرض حقائق تطرح نفسها وبقوة قادرة وممكن أي طرف يساعدها وهنا في المسؤولية اللي بأعتقد أنها مسؤولية مصرية مع إدراك قومي، درجة من الإدراك القومي وهو ضروري في كل الأحوال بالنسبة لمصر وبالنسبة لكل العالم العربي وأنا تكلمت عليه ومش عاوز أتكلم عليه ثانية ده الوقت يعني فإسرائيل لم تكن مطمئنة إلى أن هذا المدخل الجزائري لفرنسا إلى الشرق الأوسط وإلى المجيء معها لضرب رأس الإخطبوط في القاهرة يكفيها لأنه عدة أسباب، أولا هذا المدخل محدود، الحاجة الثانية أن موارده لا تمكنه من المضي إلى أبعد من شوط معين، الحاجة الثالثة وهي ظاهرة في الوثائق أن إسرائيل اكتشفت وهي ما كانتش محتاجة كشف جديد على أي حال لكن كانت عارفة أن فرنسا إذا تصرفت بسلاح وهي في هذا الوقت كانت بتعطي إسرائيل أسلحة بدت تزيد في صادرات الأسلحة لإسرائيل لكنها تعلم وإسرائيل تعلم أن فرنسا لا تستطيع أن تتصرف ليس فقط بعد حد معين ولكن لا تستطيع أن تتصرف بدون استئذان حلف الأطلنطي اللي عنده اللي هو مسؤول عن إنتاج الطائرات مثلا والدبابات اللي مسؤول عن إنتاج الأسلحة في أوروبا الغربية فرنسا لا تستطيع التصرف في غيبة منه وإذا كان حلف الأطلنطي اللي هيعطي التصريح فمعنى ذلك أن أميركا في النهاية الولايات المتحدة في النهاية هي اللي هتعطي التصريح ولو حتى بالسكوت وبعدين إسرائيل تشعر وألاقي تعبيرات غريبة عنها ألاقي تعبيرات إسرائيل تشعر أنه فرنسا التي جاءت لكي تساعدها جاية هذه ليست بالضبط قوة كبرى في هذه الحالة التي كانت فيها فرنسا آه بالنسبة هي قوة كبرى لكنه في الواقع العملي هي ليست قوة كبرى إلى هذه الدرجة وإسرائيل بدت ترصد وألاقي أن الخارجية الإسرائيلية تكتب وتلح في الكتابة بطريقة غريبة جدا حتى بين حلفاء جدد لازالوا في شهر العسل تقول وزارة الخارجية الإسرائيلية في تقرير رسمي مكتوب تقول إنه فرنسا كمورد سلاح قدرته محدودة صعب جدا الاعتماد على فرنسا لأنه فرنسا في هذه اللحظة تتصرف بعصبية أو وفق حالة عصبية مما تواجهه في الجزائر وليس نتيجة استراتيجية وراءها رؤية، تسبقها رؤية وتؤكدها إرادة مستمرة ويمكن الاعتماد عليها على مدى طويل وتحذر الخارجية الإسرائيلية وفيها مشو شاريت في ذلك الوقت ما زال موجود رغم أنه ما بقاش رئيس وزارة تحذر ويحذر كل سفراء إسرائيل بما فيهم سفير إسرائيل في باريس يقول نرجو أن يبقى واضح لدى صانع القرار الإسرائيلي أن فرنسا الاعتماد عليها ولكن لمدى كما أن الموجود في فرنسا أمامنا لا يريح، حاجة غريبة قوي أنهم هما بيتكلموا حسوا أنه بعض الجنرالات الفرنسيين عندهم طموحات مرات خصوصا في الثقافة المتوسطية أو المود المتوسطي ميزاج البحر الأبيض المتوسط، مرات الخيال يشطح بأكثر من القدرة وتصورات القدرة تذهب إلى ما هو أبعد من الإرادة فألاقي مثلا حد زي جنرال كونيج وهو ضابط فرنساوي كان أصله كان وزير دفاع وبعدين قبل يستنى في وزارة جي مولي وهو يمني متطرف والوزارة اشتراكية مفروض لكن قبل يستنى وفى ذهنه هو متحمس جدا لحكاية أنه فرنسا التحالف الفرنسي الإسرائيلي ويصل به الأمر في وقت من الأوقات أنه يقول أيه إحنا بنفكر نروح نعمل عملية مباشرة في مباشرة في مصر ويقول للإسرائيليين الكلام ده وبعدين سوف تنجح هذه العملية اللي أشرت إليها أنه يروحوا بفرقتين عبر البحر من غرب البحر الأبيض إلى شرقه وينزلوا في مصر ثم من مصر يتصوروا أنها آمنة بهذه الدرجة هيلتقوا مع الإسرائيليين ثم يخطر ببال حد زي كونيج أنه يقول للإسرائيليين خلوا بالكم إنه دي عملية قاصرة على مصر وأوعوا تتصوروا أنه ممكن تقربوا من سوريا، فكرة الإمبراطورية عند بعض الجنرالات الفرنسيين فكرة تستحق أن تفهم لأنه لا يمكن أن تفهم سياسة فرنسا بعد الحرب مباشرة أثناء الحرب وبعد الحرب إلا إذا الناس أخذت في اعتبارها فكرة لمبير الإمبراطورية زي ما كانوا بيقولوا عليها فرنسا بيتان حجته الأساسية مارشال بيتان اللي وقع بطل الحرب الأسبق اللي النجم الألمع في العسكرية الفرنسية اللي وقع اتفاقية الاستسلام أمام هتلر كانت حجته أمام الجنرالات أن إحنا مضطرين مع الأسف نسيب البيت لكي نتحفظ بالأملاك نسيب باريس تقع عند الألمان لكي نحتفظ بالإمبراطورية الفرنسية في جنوب شرق آسيا وفى المشرق العربي وخصوصا في الجزائر وإمبراطورية فرنسا استسلمت في أوروبا أمام هتلر لكي تحافظ على الإمبراطورية والسدنة والكهنة اللي كانوا مسؤولين عن الحفاظ عن الإمبراطورية هما الجنرالات والجنرالات بالذات اللي كانوا في الجزائر وهنا لابد أن تكون هذه النقطة واضحة جدا أمامنا لأنها تكشف كثير جدا عن السياسة الفرنساوية لما ييجي واحد زي الجنرال كونيج هو بيقول أنه عرف عساكر إسرائيليين أو اليهود في الحرب العالمية الثانية وأنهم قاتلوا تحت قيادته في بير حكيم في مواقع في ليبيا الوقت يعني في مواقع شمال إفريقيا والنازي يطرد وكانت لواء واحد فرنساوي كان في معارك الصحراء من مصر إلى شمال إفريقيا إلى ليبيا يعني حين طرد الألمان من إفريقيا كلها لكن هو بيقول أنه هو بيقدر قوي العسكريين الإسرائيليين اليهود ويعتقد أن الجيش الإسرائيلي أثبت مقولة اليهود ممكن يبقوا عسكريين كويسين وأثبتها سنة 1948 وهو الآن وقد عرفهم يريد أن يتعاون معهم لكن في ذهنه أنه في تعاونه معهم يمكن وهذا خبل يتصور أنه الجنرال كونيج يتصور أنه لو نزلوا في مصر هتبقى فيه مظاهرات في سوريا أو في لبنان وإذا انتهوا من معركة مصر فيستطيعوا أن يعودوا بالإمبراطورية مرة أخرى إلى سوريا وإلى لبنان فيه هنا كلام مش معقول يعني كلام مجانين يعني لكن على أي حال إسرائيل تقبل فرنسا كحليف لكنها تدرك أنها وقد عثرت على حليف من بين القوى الكبرى أو اللي ممكن تعتبر قوة كبرى هي آه ممكن تخش معاه أو تدخل معاه في مغامرة مصر أو في مغامرة ضرب رأس الإخطبوط لكنه هذه معركة أكبر قوي من فرنسا وإسرائيل تبدأ تشعر أنها محتاجة إلى أكثر من كده لأنه الموقف في مصر أصبح يهددها خصوصا أنها تعلم وتدرك موقع معين من مصر هنا أمامي وثيقة مدهشة الحقيقة يعني وهي مقابلة بين في هذه الفترة بالذات يعني محضر مقابلة بين ديفد بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل وبين سلوين رويد وزير خارجية بريطانيا بن غوريون واضح جدا في كلامه بيقول لوزير خارجية بريطانيا بيقول له إسرائيل لا تستطيع أن تقبل هذا الوضع الراهن في مصر بعد صفقة السلاح لأنه بيقول له سلوين برويد يقول له أية يعني صفقة سلاح ما أنتو تقدروا ما هياش قضية كبيرة قوي تقدروا وأنتم تقدروا وإحنا نقدر نعطيكم شوية أسلحة وتقدروا تصبروا ولا يزال الوقت مبكرا فيرد عليه بن غوريون يقول له بالحرف بيقول له ده المحضر الإنجليزي المحضر مكتوب فيه مستر بن غوريون بيقول تقدر تستنى وإلى أخره بيقول له هذا المنطق (Fallacious) هذا المنطق خداع مش صحيح وهو ينطوي على مخادعة كبرى لأنه بين كل البلاد العربية مصر هي البلد الوحيد الذي يستطيع أن يقاتل حربا حقيقية معنا وبالتالي فنحن إذا صبرنا على سلاح في يد هذا البلد فأخشى أن يكون الأمر بالنسبة لنا أصعب من أن يمكن تداركه بيقول بن غوريون صراحة إنه ما.. اللي يقرأ بقيت المحضر يدرك أن سياسة إسرائيل الدائمة لا ينبغي لمصر بالتحديد مصر بالتحديد هدف رئيس وأساسي لا ينبغي لمصر أن تقوى لأنها البلد العربي الوحيد بين الدول العربية القادر على أن يقود حربا حقيقية هنا إسرائيل موجودة فرنسا موجودة بسبب الجزائر زي ما شرحت إسرائيل موجودة بسبب صفقة السلاح وفي حلف الضرورات أطرافه لكن حلف الضرورات أطرافه غير مطمئنة فرنسا تقول للإسرائيليين إن إحنا الإنجليز متضاقيين قوي من اللي حاصل في مصر وممكن نجيبهم معنا لكن بن غوريون ما عندوش اطمئنان إلى أنه الإنجليز هيأتوا بسهولة أو هيدخلوا معهم بسهولة رغم العملية سميت فيما بعد لكن ده بعد تطورات كبيرة قوي سميت الفرسان الثلاثة إنجلترا إسرائيل فرنسا لكن في هذه اللحظة كان في فارسين اثنين بس على فرض أنهم فرسان يعني كان في فارسين بس لأنه الضرورات أنشئت حلفا مبكرا بينهما وقد توثق هذا الحلف لكنه كلا الطرفي لا يثق في الثاني إلى مدى بعيد لأن أحلاف الضرورات دائما مؤقتة أحلاف الضرورات إذا لم تكن مؤسسة على رؤية بعيدة المدى ليست ثابتة هنا إسرائيل في ذهنها وكله لا يمكن ليس هناك بديل في هذه اللحظة إلا بشكل ما لابد أن نأتي بأميركا لابد أن الولايات المتحدة تدخل لتدخل مباشرة أو تدخل من الخلفية لكن في هذه اللحظة فرنسا معنا صحيح لكن هذا وضع مؤقت ثم هو وضع مدفوع بالعصبية ثم أن فرنسا مواردها محدودة ثم أنه فرنسا في نهاية المطاف لازم تستأذن الحلف الأطلنطي في كل ما تعطيه لنا أي تستأذن أميركا إنجلترا في هذه اللحظة مقتربة جدا من العداء تجاه مصر منزعجة جدا مما جرى فيها في صفقة السلاح إيدن معتبر أن جمال عبد الناصر خانه لأنه بعد ما هو بيتصور هو أنه مضى معه اتفاقية جلاء خلاص بقى وأنه جاء الوقت لكي يدخل في أحلاف وهو لا يرضى وإذا فقد خانه وبعدين جاءت صفقة السلاح أضافت مشاكل جاء اللي حصل في الأردن أضاف مشاكل وبالتالي إيدن في حالة جنون لكنه إيدن أيضا لا يستطيع أن يتصرف إلا بـ .. على الأقل تقدير بعيون أميركية نصف مغمضة بالغمز (By wink) لما يغمز بعينه يعني فإسرائيل تدرك إنها بشكل أو آخر لابد من أميركا فاعلة وفاعلة في هذه اللحظة وفاعلة في هذه المنطقة.

[فاصل إعلاني]

التحرك الإسرائيلي نحو القوى العظمى

"
إسرائيل تصرفت بذكاء لترتيب أوضاعها في المنطقة، فهي قدمت نفسها لأميركا بصفتها دولة اليهود، وبالتالي فهي تستطيع أن تطالب بحقوقهم وعلى رأسها المطالب بحقوق ضحايا محارق النازية
"

محمد حسنين هيكل: هنا أنا بأحوال أتعقب التفكير الإسرائيلي وكيف سرى؟ كيف في هذه اللحظة التي وجدت إسرائيل فيها أنها أمام خطر ووجدت حليفا هو فرنسا لكنه عليها تحفظات وحليفا آخر محتملا لكنه بعيد لكن الكل يلف حول الولايات المتحدة الأميركية وهي مفتاح الموقف، ماذا تفعل إسرائيل؟ كانت مرتبة من أول أوضاعها عندها لوبي لأنها جاءت حقيقة يعني في المنطقة الواصلة ما بين ضرورات السلامة وضرورات الأمن القومي في منطقة لقاء بين الاثنين، يعني إسرائيل لما جاءت ترتب نفسها وترتب أوضاعها في المنطقة التي يتصل فيها أو تتصل فيها السلامة الوطنية بالأمن القومي إسرائيل عملت تصرفات حقيقي ذكية، تبدو ذكية لأنها واحد قدمت نفسها لأميركا وللعالم كله لكن بالدرجة الأولى الولايات المتحدة باعتبارها دولة اليهود وأنه بقانون حق العودة كل يهودي أصبح مواطنا في إسرائيل سواء قبل أو لم يقبل لكنه هو يعني في هذا هو دولة إسرائيل هي دولته، الحاجة الثانية اللي عملتها أنها هي تنوب عن كل اليهود في تحصيل مستحقاتهم سواء بالتعويضات الألمانية وهي أخذت العملية، اليهود في أوروبا كلها هم لا اضطهدوا لكن إسرائيل تفاوضت في صفقة التعويضات الألمانية وأخذت في هذه اللحظة بلايين الماركات وبعدين هي اللي تولت عملية الانتقام ما سبتهاش لحد ثاني هي اللي تولت الانتقام لما جرى لليهود في المذابح في أنها راحت خطفت من الأرجنتين واحد من الناس اللي قيل أنه مسؤولين عن المحرقة عن الهولوكوست وأتت به إلى إسرائيل وحاكمته باسم الشعب اليهودي هنا ما كانتش إسرائيل بتعمل مجرد عملية ما كانتش مجرد بتعمل انتقام هي كانت بتعطي رسالة للشعب اليهودي أو لليهود أو للجاليات اليهودية في كل العالم كله إلى أنه هنا فيه دولة تنتقم لما جرى وتحصل التعويضات عما لحق بهم فبتثبت نفسها خطوة بخطوة باعتبارها دولة اليهود، الحاجة الثالثة اللي عملتها إسرائيل أنه كل جالية يهودية حيث هي أصبحت تعتبر أن السفير الإسرائيلي في البلد اللي هي موجودة فيه هو المعتمد الذي يلجؤون إليه في حالة الضرورة هو سفيرهم، في واقع الأمر بالثلاث أشياء هذه إسرائيل قدرت بشكل أو آخر جنب الدعاوى العاطفية وجنب الترابط الإنساني المنطقي وجنب صلات الطقوس والديانة وإلى.. كل حاجة لكن هنا كان فيه ثلاث خطوات عملية عملتها إسرائيل لكي تثبت وضعا نشأ في أميركا هو أنه فيه أميركا فيها أميركا والاتحاد السوفيتي الاثنين كانوا بالنسبة لإسرائيل مهمين جدا لسببين، السبب الأول أنه كل واحد فيهم هو مستودع لأكبر جالية يهودية أميركا فيها أربعة ونصف مليون يهودي والاتحاد السوفيتي والكتلة الشيوعية فيها أربعة ونصف أو خمسة مليون يهودي تقريبا متكافئين هؤلاء في أميركا مش هيهاجروا في أميركا، اليهود اللي في أميركا الأربعة ونصف مليون هؤلاء مصدر للتأييد وقاعدة للنفوذ ومصدر للتمويل أيضا فهما موجودين هناك وإسرائيل بما بنته في شأن يهود العالم بتضيف إلى قوتهم وتجعل من هؤلاء اليهود اللي في أميركا وامتداداتهم في العالم الخارجي كله قوة مترابطة متصلة معها قريبة منها واصلة إليها نافذة مباشرة لها ومن الناحية الثانية الاتحاد السوفيتي كان مهم لها لأنه الأربعة نصف مليون يهودي الموجودين في كل أوروبا الشرقية كانوا هم المصدر الرئيسي والأساسي لأي هجرة محتملة فالاثنين كانوا .. هنا اليهود الطريقة اللي تصرفت بها إسرائيل والتي لا تزال تتصرف بها مع يهود العالم حتى حيث توجد جاليات رافضة لفكرة تجسيد اليهودية في دولة وتعتقد أن هذا لسه وقته التاريخي ما جاش، إسرائيل استطاعت أن تفرض نفسها بهذا الشكل وحطت من هنا مزيج بين السلامة الوطنية والأمن القومي لكن أميركا هي في هذه اللحظة أميركا فيها الجالية اليهودية المؤثرة الجالية اليهودية اللي هي بنت نفسها أمامها الجالية اليهودية الموجودة في البلد اللي فيه مقر الأمم المتحدة اللي فيه ثروات واللي فيه كذا فهي تريد وأميركا بقى في هذه اللحظة أيضا جاهزة لأنه أميركا صفقة الأسلحة ضايقتها من حيث تصورها أنه ده دخول للنفوذ السوفيتي للمنطقة ضايقتها لأنه جمال عبد الناصر رفض وتصدى لسياسة الأحلاف ضايقتها أنه احتمال فيه السد العالي وأنا ده تكلمت فيه كفاية لكن في هذه اللحظة أميركا كان عندها خططها المستقلة أميركا كانت بتفكر في أوميغا هنا أمامي بقى خطط كلها، عندي فرنسا الغاضبة بشأن الجزائر واللي جاية تضرب هنا إسرائيل المتطيرة من صفقة أسلحة واللي بدت تيجي هنا والولايات المتحدة التي تعمل بخطة الخنق وأنتوني إيدن في لندن الذي يعمل بخطة القتل لكنه يريد أميركا وراءه في القتل، هنا في هذه اللحظة أنا بأظن أن الحركة الإسرائيلية تجاه الولايات المتحدة الأميركية كانت تستحق جدا أن نطل عليها خصوصا أنني أظن أن هناك كثيرين لم يلتفتوا بالقدر الكافي إلى هذه النقطة لأن هذه النقطة اللي أنا بأتكلم عنها اللي هي مارس أبريل مايو سنة 1956 نقطة في منتهى الأهمية لأنه إسرائيل قدمت نفسها لأميركا باعتبارها هي أميركا كانت لاحظت في حرب 1948 في الدعاوى وفيه اللوبي وفيه النفوذ الأدبي وفيه التغلغل اليهودي في وسائل الإعلام وكده فيه قاعدة إسرائيلية حقيقية أو قاعدة يهودية جاهزة لخدمة إسرائيل في أميركا موجودة طول الوقت وبيعبر عنها اللي إحنا بنسميه اللوبي لكن هنا وبعدين جاءت حرب 1948 وإسرائيل أثبتت نفسها أمام البنتاغون بالدرجة الأولى أنها قوة قادرة وأثبتت نفسها مش بس أمام البنتاغون غريبة جدا أنها أثبتت نفسها أمام شركات البترول الأميركية العالمية في المنطقة وفي العالم العربي بالتحديد أنها هي قوة لا يمكن النظر إليها إطلاقا كقوة معادية هي بتعادي الدول اللي بتشتغل فيها هذه الشركات لكن هذه الشركات عليها أن تدرك أن إسرائيل تقدم لها أيضا فرصة من حيث أنها قادة على أن تردع الدول أو الجماعات المطالبة بحقوق استقلال بحقوق استرداد موارد إلى أخره فالتحالف الغريب قوي أنه في حين كان قبل 1948 البنتاغون وشركات البترول مش متحمسين قوي لإسرائيل بعد 1948 انعكس الوضع وبدا يبقى فيه عنصر جديد فهنا أميركا بقى فيها القاعدة اليهودية الأصلية عدد الناس اللي موجودين مواقع النفاذ الإسرائيلي اليهودي والإسرائيلي الطريقة اللي رتبت بها إسرائيل أوضاعها مع يهود العالم الطريقة اللي ممكن إسرائيل تبقى فيها عامل ردع اللقاء اللي حصل في موضوع الأسلحة لأنه مجرد أنه مصر تحصل على أسلحة من الاتحاد السوفيتي لم يكن هنا موقفا عدائيا فقط تجاه إسرائيل أو مخيف أمام إسرائيل فقط أو مهدد بخطر أمام إسرائيل فقط لكنه بالنسبة لأميركا كمان كان مهم جدا وكان بالنسبة لها تقريبا نفس التقدير لكن دون هذا الإحلال الناشئ عن الأمن المباشر الموجود عند إسرائيل وبالطبع مش موجود عند أميركا، كيف تصرفت إسرائيل في لحظة تصورت فيها أنه هي في حاجة ماسة لأميركا هنا في هذه اللحظة أنا تصورت أنه ماذا فعلت إسرائيل لكي تقدم نفسها من جديد في الحرب الباردة كطرف فاعل ونصف شريك يقدر يخدم يقدر يعمل حاجات مهمة قوي حصل.. يعني أنا في هذا الوقت 1956 لو نتذكر وهذه نقلة متصلة وإن بدت منفصلة لأنه هنا هأتلكم إسرائيل عملت إيه لكن قبل ما أقول عملت إيه عايز أقول عملته فين في 5 مارس سنة 1956 في مارس بصفة عامة يعني في 1956 لكن يوم 5 مارس بالتحديد كان فيه المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي وكان فيه قيادة جديدة متقدمة إلى هذا المؤتمر العشرين بتقول له على آمال في مرحلة جديد ستالين كان راح الحرب الباردة بدت أنها ممكن قوي تتغير الأسلوب الفعلي فيها الاتحاد السوفيتي يخرج من خارج منطقة الحصار بساسة الاحتواء ففيه قيادة جديدة في الاتحاد السوفيتي فيها خورتشوف وبولغانين وفوروشيلوف ومن نشاء من بقية المجموعة دي كلها وهذه المجموعة اللي تولت الأمر بعد ستالين وقادت الاتحاد السوفيتي إلى درجة بشكل ما من الانفتاح والاتصال بالعالم فيه المؤتمر العشرين جاي وهذه القيادة سوف تقدم تقرير، أنا بأعتقد أن هذه القيادة بصرف النظر عن عنصر الأخلاق بصرف النظر عن عنصر اللياقة بصرف النظر عن عنصر الملائمة بصرف النظر عن أي شيء أعتقد أن هذه القيادة عملت خطأ جسيم جدا لأنه جاء خورتشوف يوم 5 مارس وفى هذا الحزب ووقف لكي يلقي تقريرا اللي هو عرف أن التقرير السري الكبير الذي عرضه خورتشوف والذي أدان فيه بالكامل عصر ستالين، عايز أقول هنا فيه حصل حاجة مهمة جدا حينما ينقض حاضر نظام أي نظام على ماضيه ممكن قوي أي نظام يغير في ماضيه أشياء وممكن قوي نظام ينقد ما سبقه وممكن نظام يحاول أن يجري تعديلات أساسية وجوهرية على مساره المتصل لكنه القيادة السوفيتية في هذا اللحظة وخورتشوف بالتحديد الإدانة لعصر ستالين كانت كاسحة إلى درجة أنها كسرت شرعية الدولة السوفيتية وبعدين وقف خروتشوف أمام المؤتمر وبدا قال التقرير في تقريبا خمسين صفحة أدان فيه القمع الاستاليني وهو على حق وأدان فيه القهر الاستاليني وهو على حق وأدان فيه السياسات الاستالينية وهو على حق لكنه فيه فرق بين أن ممكن قوي أنه فيه نظام ينقلب على نفسه ينقلب على ما سبقه لكن هنا بينشأ شرعية جديدة ولا يستطيع أن يتمسح بما كان لكنه هنا ونحن أمام نظام دون أن يدري حتى أنا فاكر كان فيه كاريكاتير وقتها ظهر فيه خروتشوف وهو ينشر جذع الشجرة اللي هو واقف على فرع منها لكن هنا أمام الغرب بدا التقرير ده كان سري ما حدش يعرف عنه حاجة أبدا وبالفعل جرى التكتم عليه لكن التقرير كان، واحد صدمة شنيعة جدا لكل المجتمعين في المؤتمر العشرين لأنه فاجئهم بما لا يتوقعه أنه بين أنه العصر الاستاليني والتجربة السوفيتية كان فيها من الجرائم أكثر مما يكفي أو أكثر مما يبدو من منجزات وبعدين الحاجة الثالثة أنه بيَّن أنه شرعية هذه التجربة السوفيتية كما موجودة في العصر الاستاليني لا تصلح أساسا للمستقبل وهنا أنا بأعتقد أنه القيادة السوفيتية قد تكون على حق من ناحية التاريخية عندها حق يمكن تنقد ستالين لكنه وعندها حق تدين سياسات وعندها لكن اللي صعب قوي تعمله بعدها هو أنها تتصور إمكانية استمرار الثورة السوفيتية بعد هذا التقرير ممكن قوي تقعد في السلطة عشرين سنة بعدها وأنا أعرف أنه الاتحاد السوفيتي قعد بعد التقرير السري فترة طويلة لكنه كل من اطلع فيما بعد على التقرير السري اللي قدمته القيادة السوفيتية متمثلة في خورتشوف في ذلك الوقت أدرك أن شيئا جلالا حدث بالنسبة للتجربة السوفيتية وأنه حدث انكسار في مسارها وأنه أمام وضع مختلف على الأقل شرعية محتاجة إلى إعادة بناء أو إعادة تأكيد ولكن إذا أريد تأكيدها وإذا أريدت ترميمها فلا يمكن أن ترمم بواسطة هؤلاء الذين كسروها فيه واقعة صغيرة جدا حصلت في هذا المؤتمر وخروتشوف بيلقي بكل هذه المعلومات بيلقي بكل هذا الجبل واقع الأمر ألقاه على المندوبين واحد بعث له قال له أين كنت أيها الرفيق عندما حدث ذلك كله فراحت الورقة لخروتخشوف وهو لسه بيتكلم بص فيها وقال اللي بعث لي الورقة دي مش حاطت إمضاءه لكن أنا عايز أقول له هو متخفي عايز أقول له كنت قاعد في نفس الكرسي معاه ده كلام صحيح في نفس الكرسي اللي ناس عندهم اعتراضات ولا يقولوها في أوانها ويستنوا بعد الموت بيتكلموا عنها لكن هنا حصل كسر في الشرعية واللي أدرك ده المعلومات بدت تتسرب عما جرى الأول خالص الكلام ده، خروتشوف تكلم في 5 مارس سنة 1956 على بآخر مارس 1956 كان فيه رجة في الاتحاد السوفيتي ما لهاش حدود لأن المندوبين اللي كانوا موجودين رجعوا رغم أنهم تعهدوا بالكتمان لكن رجعوا إلى دوائرهم ثم بدوا يحكوا أهوال عما قاله خروتشوف الحقيقة ذبح تقريبا طلّع ستالين تاني من قبره وذبحه.

[فاصل إعلاني]

لعبة الحرب الباردة وتفعيل الخطة أوميغا

محمد حسنين هيكل: المندوبين رجعوا في الدوائر واحد مصدومين بهذا الإله الذي هوى إزاي ده حصل ده ثم المتكلم هو الرجل الذي حل محل ستالين ثم أنه يروي أهوال عن الاعتقالات وعن لما يحكي لما يقول خروتشوف إلى أي مدى الزراعة التعاونية تأميم الأرض بالكامل عمل إيه في الفلاحين السوفيت وكيف أنه من الفلاحين السوفيت العاديين ذبح ملايين وخروتشوف يحكي عن ماذا جرى وماذا حدث إلى آخره وهو من الناحية الإنسانية والأخلاقية محق ومن الناحية التاريخية ممكن تحمد له لكنه من الناحية السياسية أنا بأعتقد أنه هنا كويس أو وحش صحيح أو خطأ لكنه هنا هو كسر شرعية هذه الدولة التي هو رئيسها، شوية فيه معلومات بدت تتسرب بدت تطلع الخارج أول واحد أنا سمعته منه الحكاية كان فيه فيما بعد بشهور كان تيتو، الرئيس تيتو ده كان في يوليو 1956 برده لكن كل الناس في ذلك الوقت واحد الناس في الاتحاد السوفيتي بدا فيه أخبار تتسرب عن ما جرى والحاجة الثانية في بقية دول أوروبا الشرقية بدا يبقى فيه رجة أخرى وقررت القيادة السوفيتية أنها تبعث خمس نسخ من التقرير السري اللي قاله خروتشوف تبعت نسخة لألمانيا الشرقية لقادة الحزب أو قيادة الحزب في ألمانيا الشرقية في رومانيا في بلغاريا في المجر وبولندا لكن رفضوا يبعثوا تشيكوسلوفاكيا لأنهم اعتبروا أنه تشيكوسلوفاكيا بشكل أو آخر مخترقة الأميركان، بقى فيه عندهم جنون عاوزين يحصلوا على نسخة من هذا التقرير السري لأنه الحصول عليه يعني تصفية الاتحاد السوفيتي في الحرب البادرة، واقع الأمر أن الأميركان ولهم حق اعتبروا أن هذا التقرير في تأثير ما يمكن أن يحدثه في الحرب الباردة على النموذج السوفيتي والدعوة السوفيتية والحركة الشيوعية بصفة عامة واللي إحنا عاوزين نقوله هذا التقرير أهم جدا من مليون حلف وبالتالي بدت جهود كثير قوي تدخل في البحث عن هذا التقرير لكن تقرير محجوب ما حدش قادر فيه خمس نسخ طلعت من الاتحاد السوفيتي ومختومة وبعلم ولعلم خمس قيادات والعالم كله وبدا يشعر إنه فيه حاجة مهمة حصلت وأن هذا الذي حصل متمثل في تقرير ليس مثله ينهي الحرب الباردة على المدى الطويل طبعا لكن هذا سلاح الحرب الباردة أكثر من القنبلة النووية لأنه إذا كانت الحرب بالسلاح النووي مستحيلة فالحرب البديلة لها كانت الحرب النفسية وهذا التقرير ممكن أن يكون أساسا للحرب النفسية ثم هو أساس حقيقي لأنه صادر عن خلفاء ستالين وبالتالي بدأ البحث عن هذا التقرير، ده استطردت فيه واصلته بالحاضر هو مين أدرك أهمية هذا التقرير بالنسبة لأميركا بدا.. واقع الأمر بدا فيه سباق وأنا عارف إنه فيه سباق فيما بعد عرفت أنه فيه سباق لكن في هذا الوقت كل ده كانش باين أمامنا جميعا يعني بالطريقة الواضحة دي ولا حتى أمام أي حد يمكن كان واضح أمام زعماء الكتلة الشرقية اللي راح لهم التقرير لكن بقى واضح إنه فيه حاجة مهمة حصلت والعالم كله خصوصا أميركا عايزة تعرف بالضبط ما الذي جرى، كان فيه ثلاث قوى متنافسة بتحاول تعرف إيه اللي جرى أول قوة فيهم كانت إسرائيل، تدرك إسرائيل أنها إذا حصلت على نسخة من هذا التقرير وقدمته إلى أميركا إذا فقد اشترت ورقة اليناصيب المؤكدة اللي ممكن تكسب، البلد الثاني الفاتيكان كان بيحاول لأسبابه أن يحصل على التقرير، الحاجة الثالثة الرئيس تيتو قال لي أنه هو كمان كان عاوز وحاول مع البولنديين حاول عن طريق صداقته مع الحزب الشيوعي البولندي أنه يأخذ نسخة من التقرير لكن ما قدرش لكن بقى فيه بعض التفاصيل الموجودة عند مارشال تيتو عن الرئيس تيتو اللي حصل إيه في هذا الوقت، اللي حصل إنه إسرائيل تكاد تكون جندت كل قواها هي عايزه أميركا في المعركة الموجودة في الشرق الأوسط وهي فرنسا من كفاية وإنجلترا مش جاهزة ولا قادرة وفى كل على أي حال هيروح لأميركا واليهود بيعملوا إيه ومين والكتلة الشرقية واليهود في أميركا في وسط هذا المسرح المعقد حد ما في إسرائيل هو البوليس المباحث أمن الدولة اللي كانت بتشغل مع الجاليات اليهودية بالدرجة الأولى هي تحركت أكثر من غيرها والهدف وأظن كمان الموساد كان بيتحرك، كل الناس كانت بتتحرك كل الناس تتحرك للحصول على نسخة من هذا التقرير لأنه هذه هي جائزة الحرب الباردة مَن يحصل عليها هيقدر يبقى داخل في هذه المعركة الدائرة ضد هذا الاتحاد السوفيتي الذي تعرض لعثرة تنبه لها فيما بعد وحاول يتداركها لكن كان الوقت متأخر قوي، الإسرائيليين من بولندا التفاصيل في العثور عليها أنا بلاقيها زي قصص بوليسية بعض الناس اللي بيقولوا برده ما فيش مؤامرة في التاريخ وما فيش قصص بوليسية في التاريخ بيحصل في بعض المواقف مش في كلها بيحصل في بعض المواقف أنه فيه أشياء أشبه ما تكون بالقصص البوليسية، هنا أنا عندي جاسوس إسرائيلي متصل بالشيمبيت وبعدين بيعرف أو تعرّف على بنت في مكتب السكرتير العام للحزب الشيوعي البولندي عرف منها أن التقرير موجود عندهم وبعدين بكل طريقة في ليلة غرامية قدر يصور التقرير بالكامل وبعدين قدر يبعث يأخذ نسخة منه الصورة اللي عملها ثاني يوم الصباحية بيسلمها لمندوب الشيمبيت، مندوب الشيمبيت بيطير بها إلى إسرائيل تبقى موجودة في إسرائيل نلاحظ الخطبة يوم 5 أخونا بتاع الشيمبيت ولا أخونا ولا حاجة، يعني أخونا بتاع الشيمبيت ده أخذ التقرير يوم 26 مارس يوم 29 مارس التقرير في تل أبيب لكن هذا ليس كافيا يعطوه لمين هذا التقرير في حد حسب فيه حد عنده فكرة حساب هو يعرف في هذه اللحظة الصعبة في الحرب الباردة أنه (CIA) هي الجهة المعتمدة للفعل في العالم لأنه مع استحالة الحرب الرئيس آيزنهاور وهو الرئيس المسؤول عن القيادة ضد الشيوعية الدولية أو ضد الإلحاد إلى آخره، يعني كل الكلام اللي كانوا بيقولوه وقتها هو متجه للعمل بطريقتين طريقة العمل الدبلوماسي والمساعدات الاقتصادية وطريقة المخابرات طريقة (CIA) وفي ذلك الوقت المخابرات ما كانتش لسه كلها عمليات قذرة في ذلك الوقت كان قسم الاتصالات وقسم الأبحاث في (CIA) كانوا أقسام ممكن جدا أن تحترم لكن كان عارفين الإسرائيليين زي ما إحنا كنا عارفين كمان أنه (CIA) فيما يتعلق بالشرق الأوسط فيها جناحين منقسمين فيها جناح في كيرمت روزفيلت وأنا قلت قبل كده مرة وبيقول إن العرب هم الأساس اللي يمكن للولايات المتحدة أن تتعامل معه أو به أو بالتعاون معه في هذه المنطقة الحساسة اللي فيها الموقع الاستراتيجي وفيها البترول وفيه جزء آخر.. قسم آخر من (CIA) فيه جيمس أنغلتون وأيضا تكلمت عنه فيما قبل جيمس أنغلتون كان هو الجناح الآخر في (CIA) الشرق الأوسط الموصول بإسرائيل وبيهود العالم واللي بيقول إنه إسرائيل هي العنصر العرب ما فيش فايدة فيهم والعرب لن يقتنعوا عندهم مطلب الاستقلال وعندهم مطامح جامحة أو مش مستعدين بعد أي استقلال ولا أي حاجة يعني يلاقوها أنهم ييجوا ينضووا في أحلاف معنا فالحل الوحيد هو إبقائهم ضعفاء وإبقائهم باستمرار تحت سيف الردع الإسرائيلي وبالتالي فإسرائيل هي الشريك الذي يجب أن نتعامل معه في الشرق الأوسط وليس العرب، هنا رئيس الشيمبيت يأخذ التقرير يعطيه لجيمس انغلتون هنا فيه من غير عبقرية ولا محاولة للشطارة والذكاء أكثر من اللازم ولا للمستيك كهنوت ولا لحاجة أبدأ هو ناس عارفين إيه الخطوط بيشتغلوا طبقا لهذه الخطوط في مرات كثيرة مرات بيفقدوا أعصابهم ويتصرفوا بجنون وحماقة يعني لكن في هذه المرة وفى لحظة الخطر وتحت الإحساس أنهم بيواجهوا خطر في مصر هو الخطر الذي يعتد به وهذا الخطر الذي يعتد به بقى عنده سلاح لأول مرة عندهم فرنسا وفرنسا مش كافية وعندهم إنجلترا وإنجلترا بعيدة فعلى طول أميركا آه لكن ما هو المدخل لأميركا، الفرصة جاءت في الاتحاد السوفيتي في هذا الكسر الذي حصل في الحزب الشيوعي السوفيتي في هذا التقرير في كيفية الحصول عليه في السبق في الحصول عليه في تسليمه إلى مَن، خصوصا لو كنا نتذكر أنه حينما أحس الأميركان والإنجليز بالاختراق الذي فعله السوفيت في الشرق الأوسط فهما بدوا يردوا عليه في منطقة نفوذ الاتحاد السوفيتي كما تصوروها في أوروبا الشرقية بدوا يحركوا عوامل ثورة وغضب وتمرد في المجر وفي بولندا بالتحديد وألمانيا الشرقية ففي هذا المسرح المعقد إسرائيل بتعرف كيف تتصرف التقرير بيسلم لرئيس الشيمبيت يوم 28 , 29 بعد يوم كان في حوزة كان أمام آلن دالاس مدير المخابرات العامة عن طريق أنغلتون مدير (CIA) عن طريق أنغلتون وبعدين من أنغلتون لألن دالاس رئيس المخابرات (CIA) من آلن دالاس لأخوه جون فوستر دالاس يأخذ جون فوستر دالاس يوديه لآيزنهاور وآيزنهاور حتى يسجل أنه هو ما قدرش يقرأه كله لكن هو قرأ عليه لكن واضح أنه على طول كل الناس أدركت أن هناك عدة أشياء حصلت، أول حاجة أن فيه تحول كبير قوي في الحرب الباردة، ثاني شيء أن هذا التطور الكبير في الحرب الباردة ممكن قوي أنه يفتح مجالا في الشرق الأوسط وأنه هذا الذي يجري في الشرق الأوسط الصراع اللي جاري في الشرق الأوسط هو جزء في واقع الأمر جزء صغير جدا من الحرب الدائرة بمقتضى الحرب الباردة في موقع من مواقع الحرب الباردة، فإذاً هنا نحن أصبحنا أمام وضع أنا عارف أنا واحد من الناس وغيري أظن كثير قوي أنا في ذلك الوقت لم أتنبه حتى لما عرفت أن التقرير وصل تقرير المؤتمر العشرين وصل للأميركان وبقت عندنا شبهات أنه راح عن طريق إسرائيل، لم أتصور الأثر الذي فعله هذا التقرير لأنه حد هنا في لحظة معينة جاء أعطى لأميركا سلاح الحرب الباردة بمقدار ما أن علمائها من أول آينشتاين إلى أوبن هايمر أعطوها سر الحرب النووية الذي يمكن أن تستعمله في حرب مسلحة، هنا الطرف الإسرائيلي جاء أعطاها القنبلة النووية الدعائية التي يمكن أن تستعملها بأمان مطلق في مجال الحرب الباردة وبالتالي هنا فيه تطور أنا بأعتقد أنه بالغ الأهمية في التأثير على موقف أميركا في ذلك الوقت، عندها الخطة أوميغا لخنق عبد الناصر لكن هنا المسألة بنخلي بالنا ماذا كان الهدف من خنق عبد الناصر حرمان الاتحاد السوفيتي من طرف يريد أن يتعامل معه في الشرق الأوسط، حرمان الاتحاد السوفيتي من موقع ممكن تبقى فيه سلاحهم إيه هذا الطرف يريد سلاحه لأسبابه وهو بقى سلاحه خلاص وهذا الطرف يريد السد العالي لنفسه وهو عاوز مع الاتحاد ممكن يقبل معونات من الاتحاد السوفيتي لكن هنا فيه مستوى محلي للتصرفات في مستوى إقليمي للتصرفات وفيه مستوى عالمي للتصرفات، هنا إسرائيل بضربة واحدة في اعتقادي نقلت نفسها جنب وجودها على الأرض المحلي وجنب وجودها الإقليمي وجنب وجودها المحدود في العالم عن طريق سواء اليهود اللي رتبت أوضاعها معهم أو فرنسا الحليف اللي هي وجدته أو إنجلترا الغاضبة أدخلت نفسها في لعبة الباردة من الباب الواسع على شرط وهنا كان عندها الحاجة الغربية قوي أن في هذه اللحظة ألاقي إسرائيل بتقول أن السوفيت هيعرفوا أنها اللي ودت التقرير والتقرير جاء عندها وأنه ممكن ده يعرض يهود أوروبا الشرقية لحساسية في علاقتهم مع إسرائيل، فهل الولايات المتحدة الأميركية من فضلها تأخذ بالها بقى من اليهود الموجودين في أوروبا الشرقية لأنه هنا إسرائيل اللي كانت بتراعي الاتحاد السوفيتي من قبل باعتباره مورد الهجرة واللي تضايقت منه باعتباره بالنسبة لمصر أصبح مورد السلاح ويمكن أن يكون ممول السد العالي، هنا إسرائيل أقدمت على خطوة سوف تعرف وسوف تضايقه في اللعبة الكبرى فعلى مسرح الشطرنج العالمي النهاردة من فضلكم أنتوا خلو بالكم من يهود مسألة الهجرة بقت أمانة عندكم مؤقتة لأن إحنا هذه الحرب الباردة إحنا عملنا فيها هذا الدور حرمنا من علاقة معقولة وسوية مع الاتحاد السوفيتي اللي إحنا عندنا فيه اللي بنعتبره هو مصدر الهجرة، هنا رقعة الشطرنج العالمي بدت تتسع أكثر، مواقع الأطراف بدت تزداد قوة أو ضعفا، آه مصر حصلت على سلاح وتمكنت من أنه الاتحاد السوفيتي يبقى موجود في المنطقة ويبقى عنصر فاعل وبقى داخل في المعادلة في معادلة القوة في حالة ما إذا جرى شيء لكن إسرائيل بنفس المقدار عملت حلفها مع فرنسا استعدادها لاستغلال الجنون البريطاني في ذلك الوقت بتاع أيدن، واقع الأمر مش إنجلترا كلها يعني لأنه كان فيه عقلاء كثير في إنجلترا في ذلك الوقت أنهرن كان بيقود مظاهرات ووجود بان كان بيقودوا مظاهرات ضد إيدن وسياسته من غير حدود لكن هنا فيه إسرائيل أخذت هؤلاء كلهم أخذت هذا الوضع كله لكنها أيضا أعطت لأميركا سفلتها صيد ضخم جدا يمكن أن يستعمل في الحرب الحقيقية الدائرة وهي الحرب البادرة وبالتالي فأنا بأظن أنه عند هذه اللحظة والخطة أوميغا موجودة والأميركان بينفذوها، أظن أنه بدت الأجواء تبقى مهيأة مع اللي حاصل في القاهرة بدت الأجواء تبقى مهيأة أوميغا، واحد أصبحت على وشك أنها تقف تنتهي أو أوميغا، واحد ألف بدت تبقى بعيد أوميغا، واحد باء بدت تطل أي إجراءات أكثر تشجعا إسرائيل اقتربت من أميركا أكثر مما كان في أي وقت أدخلت نفسها في حربها المقبلة وأصبحت نصف شريك فيها ودخلت المنطقة إلى وضع أنا بأعتقد أنه فيه ضباب كثير قوي على أفاقهم، تصبحوا على خير.

إعلان
المصدر: الجزيرة