حوار في الشأن الجاري
مع هيكل

هيكل.. عاصفة الأردن عام 1956

يتناول هيكل تسارع الأحداث السياسية في الأردن، بعدما طرد الملك حسين الجنرال البريطاني غلوب باشا، وهو ما سبب صدمة للإمبراطورية البريطانية.

الأردن وحلف بغداد
قيادة المنطقة
محاولة الملك حسين استعادة زمام الموقف

الأردن وحلف بغداد

محمد حسنين هيكل: مساء الخير أجئ هذه الليلة إلى هذه الحلقة ومعي مجموعة من الكتب أكثر من العادة ومعي مجموعة من الوثائق أيضا أكثر من العادة ومعي مذكرات كتبت في وقتها وبعدها في الأجواء المحيطة بما سوف أتكلم في هذه الليلة وهي كثيرة وأنا أعتذر عنها مقدما لكنه هذا الحدث أيضا وأنا لابد وأنا سأتكلم على هذا الحدث وأصفه بأنه حدث شديد الأهمية أعتقد أنه مدين لكل الناس اللي بيشوفوا هذا البرنامج عن كثرة استعمالي لأنه شيء شديد الأهمية وشديد الالتباس وشديد التعقيد إلى آخره لكنه أنا كنت واضع قاعدة من البداية إلى أنه ما هو مهم سوف أتعرض له وما هو غير مهم لا يساوي أن يتعرض له أحد ومع ذلك فأنا أجد نفسي قد أكثرت من ده مهم وده مهم لكن هذه يمكن الرغبة في التأكيد ولذلك لن أقول على هذه اللحظة مهمة وسأتركها هي تتكلم عن نفسها هذه اللحظة هي لحظة ما أعقب عاصفة ما جرى في عَمّان في آخر سنة 1955 وأوائل سنة 1956 وهي المحاولة البريطانية التي سعى إليها الملك حسين في واقع الأمر لكي ينضم إلى حلف بغداد في ظرف رأى فيه الملك ورأى فيه غيره في المنطقة أن المنطقة مقبلة على حرب لا شك فيها أو على معركة مسلحة لا شك فيها بعد كسر احتكار السلاح وتقديرهم جميعا أنها في توقيت ما بين ستة أشهر إلى سن لكنها قادمة والأطراف كلها راغبة في الاصطفاف في مواقع تستطيع أن تؤمن نفسها فيها شرحت في الأسبوع الماضي أو حاولت أن اشرح العاصفة التي هبت على الأردن وأطاحت في الواقع بخطة الملك للانضمام لحلف بغداد وأطاحت بمهمة المارشال تمبلر رئيس أركان حرب الإمبراطورية الذي كان مكلفا بأن يقود معركة انضمام الأردن إلى حلف بغداد مساندا للملك حسين ومساعدا لغلوب باشا غلوب باشا جنرال غلوب باشا لأجيال قد لا تكون تتذكر من هو جلوب باشا.. جلوب باشا كان رجل من بقايا بونات الإمبراطورية في واقع الأمر وهو من جيل (Lorans of arbia) الشهير لورانس اللي عمل رسم خريطة العالم العربي الجديد في وقت وشارك مع ساكسبيكو في تحديد المواقع التي ما زلنا نعاني حتى الآن وإعادة تمزيق وتركيب الشرق الأوسط مرة أخرى أو العالم العربي لكن غلوب باشا الجنرال غلوب باشا واحد من بقايا بونات الإمبراطورية موجود الأردن قائد عسكري مؤرخ أيضا لازم أقول لأنه هو مستشرق وهو مهتم بالتاريخ العسكري العربي ولعل هذا الاهتمام جاء له من طول خدمته في الأردن لأنه خدم في الأردن منذ إنشاء الدولة مع الملك عبد الله الجد إلى مع الملك حسين الحفيد عملية محاولة ضم الأردن لحلف بغداد أنا حكيت إنها فشلت وفشلت أمام عاصفة شعبية وطنية أردنية وقومية عربية جارفة وبعدها الملك حسين أحس كما شرحت بالانكشاف الشديد جدا لأنه المظاهرات في عمان تهدف ضده وضد والدته ضد الملكة الوالدة وتهتف ضد كل الأسرة الهاشمية والحكومات تقع وتقوم والملك يبحث عن طريق لكن في ذهنه بارقة شيء أنا أشرت له بأن هو قال بحثا أو تصورا أو اطمئنانا إلى عنده حاجة في ذهنه يستعيد بها مجد قديم أو يستعيد بها الموقف ويغطي انكشافه في هذه الفترة حدث هذا الموضوع.. الموضوع اللي حصل فشلت محاولة الانضمام لحلف بغداد الإنجليز والأميركان في منتهى القلق ويصبوا غضبهم كله على جمال عبد الناصر الملك حسين هو اللي كان موجود في وش العاصفة لكنه وهو الذي قام بما قام به وجمال عبد الناصر لم يكن له دخل في هذا نسب إليه فضل شيء هو لم يفعله لكن على أي حال الأميركان مهتمين لأنه الإنجليز بدوا متضايقين قوي غلوب باشا هو قائد الجيش الأردني اللي نزل في الشوارع وحاول يقمع مظاهراته مقدرش والجيش الأردني هو الوحدة المقاتلة القوية الفيلق العربية هو القوة القوية أقوى جيش عربي الحقيقة كان في ذلك الوقت أقصد أقوى جيش عربي من ناحية استعداده وتدريبه بفضل غلوب باشا الحقيقة يعني وبعدين غلوب باشا هو الإنجليز عاوزين يبقى قائد جيش الأردن لكي يواصل المحافظة على العرش الأردني وعلى هذا الموقع والأسرة الهاشمية راغبة في الاحتفاظ بغلوب باشا لأنه هو وهو يقود الجيش الأردني وهو يستعين في قيادته للجيش الأردني بمجموعة من أفضل الضباط الذين رأوهم مناسبين ومنهم مسؤول المخابرات والعمليات وقوات المشاة إلى أخره فهو غلوب في هذه اللحظة هو أقوى شخص في الأردن لكن حصل بعد فشل محاولة جر الأردن أو ذهاب الأردن لحلف بغداد حصل حاجة حصل تطور مهم أنه بدا أنه في فشل لا شك فيه لا يستطيع أحد أن يدريه وبعدين الإنجليز شايفين هذا الفشل ويلقوا مسؤوليته على أطراف أخرى عبد الناصر في القاهرة أو غيره أو هنا أو هنا لكن الحقيقة إن الأميركان راغبين ومن بعيد في مساعدة الإنجليز لأنه الأردن وبقايا الأسرة الهاشمية سواء في بغداد أو في عَمّان كانوا هم الركائز الباقية للصداقات أو للعلاقات البريطانية العربية حتى هذه اللحظة فالأميركان بيحاولوا يتدخلوا من غير ثقل من غير تصدر أكثر من اللازم لصورة برقة يعني فيقولوا ويروح السفير الأميركي وقد تفجر الموقف بشكل اللي حصل فيه وقلبت الدنيا كلها فيروح عدد من رؤساء الوزراء سواء السابقين أو المحيطين بالملك أو اللي يتبادلوا بينهم رئاسة الوزراء ومنهم مثلا سمير باشا الرفاعي يروح السفير الأميركي يقابل سمير باشا الرفاعي ويقول له ما العمل فيقول له أول حاجة أنه تنقذه الملك بأنه مارشال تمبلر اللي جاي يمشي هذه المعركة يخرج من الأردن وبعدين الأميركان يبدوا رأي صريح للإنجليز شوية والإنجليز يقرروا أنه فعلا لم يعد هناك موقع مكان أو فرصة لمارشال تمبلر يستنى في عمان لأن وجوده في حد ذاته استفزاز للجماهير فبالتالي خرج رئيس أركان حرب الإمبراطورية البريطانية من عمان في واقع الأمر مدحورا في معركة تصور فيها أنه يساند الملك حسين وتصور فيها أنه يعطي دفعة معنوية للجنرال غلوب قائد القوات في الأردن فخرج أول واحد في هؤلاء مدحورا مطرودا تقريبا مطرودا من الأردن برجاء الخروج لكن بعدها هذا لا يكفي الصورة الملك حسين هنا يواجه انكشاف شديد جدا وهو يشعر به ويشعر وهنا في قدرة الهاشميين في واقع الأمر وقدرة الملك حسين بالتحديد كمية المرونة الموجودة في تصرفاتهم واستعدادهم للميل أمام العواصف تجلت جدا في موقف الملك لقينا الملك راغب في تغطية انكشافه راغب في استعادة زمام الموقف راغب في استعادة شعبيته الضائعة أمام شعبه فإذا به يعمل حاجة غريبة قوي أنا ضمن الحاجات اللي جايبها أولا جايب مذكرات الملك حسين نفسه المنشورة جايب معي مذاكرات إيدن المنشورة رئيس وزراء إنجلترا جايب معي مذكرات ناتنغ المنشورة وهو في ذلك الوقت وزير الدولة للشؤون الخارجية مع سلون لويد وزير الخارجية جايب معي مجموعة من الوثائق الأميركية والبريطانية في هذا بتحكي بتقول إيه لكن اللي حصل في هذه الفترة أنا مش عاوز أرجع للوثائق كتير قوي لكن هأرجع لها أقصد في المذكرات كتير قوي لكن لو بدأت بمذكرات الملك حسين هو أولا حاجة غريبة أن ملك يكتب وهو على العرش لسه يكتب مذكراته ويقول فيها وقائع سياسية لكن للملك حسين كان شخصية الحقيقة أنا حاولت أتكلم عنه الأسبوع الماضي وأرسم بعض جوانب شخصيته لكن كان شخصية غريبة قوي لكن ما فيش ملك في الدنيا يكتب مذكراته وهو لا يزال على العرش ويكتب مذكرات سياسية لكن الملك كتب مذكرات سماها إيه سماها (Uneasy lies the head) بصعوبة جدا تستقر رأس الرجل على كتفيه وهو عنوان في حد ذاته موحي أنه طبعا مش الملك اللي فكر فيه لكن الملك وهو يشرح مشاعره لناشريه بالتأكيد أحس محرريه وناشريه بإيه اللي في فكر الملك.. الملك كان في فكره إن رأسه لم تكن مستقرة على كتفيه هو كان يعتقد إن طوال حياته لكنه في هذه الفترة فعلا صحيح لما يقول (Uneasy lies the head) أما يقول رأس ليست مستقرة على كتف هو له حق لكن غريبة إن ملك يكتبها لكن على أي حال يحكي الملك حسين يحكي بنفسه في مذكرات نشرها بيقول حصل إيه في حكاية غلوب لأن هو مرة واحدة قرر تمبلر طرد لكن المشاعر لسه غاضبة ووجود غلوب باشا في حد ذاته استفزاز الأردنيين يشعروا به والملك يمكن كان يشعر به وضباط الجيش الأردني الموجودين كانوا يشعروا به لكن قوة غلوب الكاسحة الأسطورة التي أحاطت به وجوده المستمر في الصحراء وظهوره وسط قوات البدو وهو كان يحب البدو ما بيحبش زي كتير قوي من المستشرقين عنده غرام بالبدو لكن عنده حساسية من الأفندية أفندية المدن زي ما كان كرومر بيسميهم فهنا الملك يفكر في حاجة كيف يستعيد الزمام تمبلر مش كفاية الناس الشعب غاضب والجماهير الغاضبة في العالم العربي كله عايزة حاجة أكتر من كده الملك هنا يهديه تفكيره وهأشوف بعد كده كيف جرت مسار تفكيره يهديه تفكيره إلى أنه يعمل حاجة غريبة قوي يعمل إن هو معه حاول في بعض الضباط الوطنيين زي علي الحياري علي أبو نوار فيه كتير قوي عشرات الضباط الوطنيين جاؤوا قربوا بالملك في بداية ولايته على العرش في فترة جلوسه على العرش فالملك معه كان محيط به مجموعة من الضباط الأحرار لكن على أي حال هو في يوم واحد مارس أخذ بعضه ركب عربيته ومعه ياوره علي أبو نوار كان وقتها عقيد وراح لمكتب رئيس الوزراء سمير رفاعي وقدم له أمرين ملكيين مكتوبين الأمر الأول طبقا لرواية الملك الأمر الأول بأن غلوب باشا لازم يخرج من الأردن فورا وهذه الليلة قبل أن يجئ المساء لا يبيت الكلام ده كان الساعة 9 صباحا فالملك بيروح مكتب رئيس وزارته بنفسه ومعه اثنين من ضباطه وهو يعمل انقلاب على قائد جيشه عادة قوات الجيوش يعملوا انقلابات على رؤساء الدول.

"
الملك حسين طرد الجنرال غلوب باشا لكسب الرأي العام الأردني الذي كان يرى في وجوده استفزازا للأردنيين
"

 لكن هنا الملك حسين عمل صباح ذلك اليوم أول مارس سنة 1956 عمل انقلاب على قائد جيشه فراح لرئيس الوزراء وسلمه أمرين ملكيين مكتوبين واحد جلوب باشا يمشي هذه الليلة ومعه ثلاثة ضباط من أركانات حربه منهم هاتن بريغدير هاتن اللي هو كان رئيس المخابرات لكن رئيس المخابرات مدير العمليات قائد الوحدات المدرعة يطلعوا الليلة ما فيش هزار وبعد الحاجة التانية الأمر الثاني الأول هو يطلعوا والحاجة الثانية إنه يعين رئيس أركان حرب واحد من ضباطه وهو خلفا لغلوب باشا وهو اللواء علي الحياري ده فضل فترة بتاعة أسبوع ولا حاجة ثم حل محله اللواء رقاه لرتبة لواء علي أبو نوار لكن إقدام الملك على طرد ممثل الإمبراطورية الأكبر والأول في بلده بدا موضوع غير قابل للتصديق لأنه يعني عايز أقول إنه عشان حد لابد أن نتمثل عملية طرد غلوب باشا في إطارها اللي حصلت فيه لأنه النهادرة وبعد اللي جرى ما جرى كله في العالم العربي تبدوا هذه العملية مسألة قد تكون عادية لكن هذا في واقع الأمر كان في حصن من حصون الإمبراطورية ورجل وملك من الملوك المحليين مهما قلنا فيهم والإنجليز كانوا مع الأسف بينظروا لكل الحكام العرب بينظروا يعني نظرة على الأقل من أعلى خصوصا في الدول اللي هم يعتقدوا إنهم يحموها وهنا أنا في الأردن إيدن يقول لي نحن خلقنا هذه الدولة وكاتبها هو في مذكراته فهو أن يتجاسر قائد محلي أو زعيم محلي أو رئيس محلي أو ملك محلي على رمز الإمبراطورية في هذا الوقت وهو قائد الجيش وأن يصدر أمرا ملكيا بطرده وخروجه من الأردن هذه الليلة وهو ومجموعة من ضباطه هذا موضوع بدا في ذلك الوقت خارج نطاق ما هو متصور وما هو ممكن حتى في مجال الأحلام الشعب الأردني الناس لم بدأت تسمع الأخبار تاني يوم ما بقاش حد مصدق ما حدش قادر يصدق أبدا الكلام ده مش ممكن إيدن لما راح له الخبر ونانتج وكل الناس أمامي كلهم يبدوا أنه الحكومة في لندن في حالة صدمة يعني والأميركان مندهشين من اللي حاصل مين اللي مندهش اللي مندهشين السفارة مندهشة لكن في ناس في الأميركان ما كانوش مندهشين الغريبة إن جمال عبد الناصر وقد نسبت إليه عملية غلوب لم يكن يدري بها بعض الناس مرات يقولوا يثاب المرء رغم أنفه ويعاقب مرات رغم أنه لم يرتكب شيئا لكن في واقعة غلوب أنا بأعتقد في طرد جلوب أنا بأعتقد أنه هذه معركة الملك حسين من الأول إلى الآخر مين دخل معه فيها هذا موضوع آخر لكن في كل الأحوال هذه معركة الملك حسين قادها طول الوقت وتصور بها وهو صحيح في هذا ثبت أنه على حق في هذا يتمكن من استعادة الزمام لكنه هنا جمال عبد الناصر لم يكن يعرف شيء عن هذا الموضوع.

[فاصل إعلاني]

قيادة المنطقة

محمد حسنين هيكل: أعقاب طرد غلوب باشا أعقاب هذه الصدمة أعقاب هذه الضربة للإمبراطورية أعقاب هذه المفاجأة اللي هزت الشرق الأوسط كله وهزت العالم في واقع الأمر والدنيا كلها كانت مستغربة فيها طبعا مضي السنين بيخلي الألوان تبهت شوية لكن أنا أترجى أن يستعاد الصورة كاملة لكي تبدو أهمية الموقف واضحة وجلية هأنقل هنا على القاهرة دقيقة واحدة في ذلك الوقت اليوم اللي طرد فيه غلوب باشا اليوم السابق طرد جلوب باشا طرد يوم واحد مارس، يوم واحد مارس تصادف إن عندنا موجود في القاهرة سلوين لويد وزير الخارجية البريطانية وجاي يشوف جمال عبد الناصر في رغبة لتنقية الأجواء لأنه المعارك اللي كانت ضد حلف بغداد واللي قيدت من القاهرة قادها جمال عبد الناصر في القاهرة وأصداء هذا في المنطقة والدور اللي كان يعمله صوت العرب والتأثيرات الموجودة وما يبدوا تيار ثوري جارف يجتاح العالم العربي إيدن اللي جاي لرئاسة الوزارة ومتصور أنه شاف جمال عبد الناصر وأنه يعني هداه وأنه حيد وأنه أصبح يعرفه يعني إلى حد ما وأنه وعد إنه هيوقف انضمام دول عربية أخرى إلى حلف بغداد إلا بموافقة وإلا باتفاق فجاي سلوين لويد وزير الخارجية اللي مع رئيس الوزراء أنتوني إيدن جاي القاهرة يوم واحد مارس لكي يقابل جمال عبد الناصر ولكي يصفي الأجواء ولكي يسأله ما هي مبررات هذه الحملة فسلوين لويد بيشوف دكتور فوزي يوم ما وصل بيشوفوا قبله في مكتبه وبعدين دكتور فوزي عمل له شاي بعد الظهر في نادي التحرير هذا أنا حضرته الكلام اللي قالوا سلوين لويد يتكلم على إن الإنجليز راغبين جديا وفي صفحة جديدة وفي علاقات جيدة مع العرب ولكن اللي حصل اللي عملتوه ده أنتم في مقاومة دخول الأردن إلى حلف بغداد هذا موضوع لا يحتمل وهو مذهل من عدة جوانب يعني لأنه إحنا كنا فاكرين أنه بنعمل معكم علاقات صداقة وود وبعدين بيقول له الدكتور فوزي وإحنا قاعدين بيقول له أنكم أنتم أخليته باتفاق كان موجود مفهوم أو تفاهم موجود ومتفق عليه من جميع الأطراف ولو حتى بالتوافق بالصمت حتى يعني دكتور فوزي استعمل كلمة (By noding) بهز الرؤوس موافقة يعني وأنتم خالفتوه بالضغط على الأردن بهذه الطريقة فسلوين لويد كانت حجته الرئيسية وإحنا موجودين على فنجان الشاي في نادي التحرير بيقول إن أنتم كسرتم هذا الاتفاق بمجرد عقد صفقة أسلحة مع الاتحاد السوفيتي سلوين لويد كان هيرجع السفارة بعد كده يستعد لعشاء هيروح فيه مع جمال عبد الناصر ومع الدكتور فوزي ومع صلاح سالم ومع زكريا محي الدين ومع كمال الدين حسين في قصر الطاهرة وبعد العشاء كان ميعاده الساعة 8 أنا كنت بأشوف الدكتور فوزي وركبت مع الدكتور فوزي عربية لغاية قصر الطاهرة وعدت بسيارتي لأنه الدعوة كانت قاصرة محدودة جدا وأنا على أي حال ما حضرتش العشاء لكن أنا كنت موجود مع فوزي مع الدكتور فوزي لغاية ما دخل الاجتماع وبنتكلم في اللي سمعناه من سلوين لويد إلى أخره دخل سلوين لويد إلى العشاء وعلى العشاء في العشاء جاءت برقية لسير همفري تيرفلين جاء ياور من ياورانه برسالة مستعجلة لسير همفري تيرفلين وهو السفير البريطاني فتحها همفري تيرفلين زي ما سمعت من رواية الدكتور فوزي وقرأها وطواها وحطها في جيبه لأنه كانت بتقول له فيها إنه في أمر صدر بالاستغناء عن خدمات غلوب باشا لكن يبدوا لي أن سير هامفيلد تيرفلين لم يقدر أنها عملية طرد بالطريقة دي وما حبش يقولها على العشاء لكي لا يفسد جو العشاء فسكت وحطها في جيبه وقال يقول عليها لسلوين لويد بعد العشاء.. العشاء كله كان عشاء عتاب ويبدو لي وهو واضح أمامي مما شفته وحتى من المحاضر اللي كتبت ويوميها المحضر كتبه السيد زكريا محي الدين المحضر واضح فيه إن المناقشات بين جمال عبد الناصر وسلوين لويد وزير الخارجية البريطاني في بعض المرات احتدت أنتم خالفتوا بتضغطوا على دول عربية وهذا الضغط معناه إن كل العالم العربي في المشرق ينضم إلى حلف بغداد لأنه هتأخذوا الأردن وبعد الأردن لبنان وبعد لبنان تضغطوا على سوريا وتحاصروها وإذا فقد ذهب العالم العربي إلى حلف بغداد و بقت مصر موجودة في الشرق فأنتم فتتوا وحدة العالم العربي كرستو انفصاله الجغرافي بوجود إسرائيل في النقب ثم أنكم في النهاية كده بالطريقة دي بتعزلوا مصر في إفريقيا بتسيبوها في المغرب لوحدها لأنه كذا وكذا لأنه وتبقى لوحدها أمام إسرائيل لكن الحقيقة المقابلة العشاء مش ودي جدا لكن لما هم راجعين في العربية سير همفري تيرفلين وسلوين لويد وزير الخارجية وهم راجعين في العربية راجعين على السفارة مطرح ما كان قاعد السفارة البريطانية في القاهرة اللي في جاردن سيتي مطرح ما كان قاعد وزير الخارجية همفري تيرفلين قال لسلوين لويد قال له حكاية البرقية اللي جاءت له فسلوين لويد فقد صوابه لأنه أعتقد أن جمال عبد الناصر كان يعرف أنه في ضربة عملت ضد غلوب وأنه كان يتلاعب به طوال الوقت ويضحك عليه وهو يعلم إن في ضربة قاسية جدا وجهت للإمبراطورية وهو شريك فيها وهو مدبر لها وهو محرض عليها وأنه فضل يتلاعب بي طوال الوقت ويتسلى عليه على بال ما وصلوا إلى السفارة وأنا شايف تقارير سير همفري تيرفلين سمعت سمعت سير همفري تيرفلين بعد كده كذا مرة يعني مرات كتير قوي سلوين لويد لم ينم طوال الليل لأنه أعتقد أنه أولا جمال عبد الناصر استهزأ به كان يعرف حاجة وخبأ عليه قعدت يتكلم معه ويسمع نواياه الودية وهو يعلم أنه مرتكب مؤامرة فظيعة جدا ضدهم يعلم إن في ضربة وجهت لإمبراطورية يعلم إن في إهانة يعلم.. على بال الصبح كان سلوين لويد معبأ على الآخر وقرر إن سلوين لويد قبل ما يمشي من القاهرة رايح البحرين فقبل ما يمشي من القاهرة ويروح مطار القاهرة هيفوت على بيت جمال عبد الناصر في زيارة وداعية تأكيدا لروابط الصداقة والتفاهم والكلام ده كله وبعدين يروح البحرين لكن الصبحية سلوين لويد اللي دخل البيت ما كانش في مزاج إطلاقا يسمح له بأي مظاهر ود اللي حصل.. حصل حاجة غريبة قوي (In between) فيما بين الموقفين أنا موجود في مكتبي في أخبار اليوم ضرب لي تليفون توم ليتل وأنا كاتب الكلام ده في وقته وهو معروف توم ليتل رئيس وكالة أو مدير وكالة الأنباء العربية بيقول لي عندك تعليق على حكاية طرد جلوب من الأردن قلت له هو حصل طرد غلوب قال لي فبدأ يحكي لي الأخبار اللي جاية لوكالة الأنباء العربية ولسة لم توضع على الماكينات بتاعة تيكرز بتاعتها وعشان كده ما شفتهاش وما كانش عندي حاجة وما كانش عندي معلومات فأنا فوجئت لكن خطر لي أن أقفل مع توم ليتل فورا وأكلم جمال عبد الناصر أشوفه عارف ولا مش عارف يعني إيه الحكاية فأنا كلمت ضربت تليفون لجمال عبد الناصر في غرفة النوم فوق الساعة كانت ميعاده كان سلوين لويد داخل الساعة تسعة صباحا بالضبط وأنا ضربت تليفوني الساعة تسعة إلى دقيقتين يعني الرجل كان هيخرج من غرفة نومه يروح على السلم ينزل تحت يشوف سلوين لويد سألته قلت له أنت عرفت اللي حصل إيه في عمان قال لي حصل إيه في عمان ظهر إن هو أيضا لا يعرف شيء إطلاقا مع عندوش خبر باللي حصل في عمان يوميها برغم كل الادعاءات اللي قيلت بعد كده من جانب بعض الكتاب واللي يعني الحاشيات والكلام ده كله جمال عبد الناصر لم يكن يعرف هذا رجل أنا أبلغته وأنا عرفت من توم ليتل وهو كان مذهولا في الأول وبعدين خطر له تفسير البسيط قوي وهو قال له لسلوين لويد بعد كده قال كويس إن أنت قلت لي ده أنا نازل على السلم وشايف من الشباك عربة سلوين لويد داخلة من الباب فنزل تحت هذه يشوف سلوين لويد وأنا أظن إن هذه كانت أتعس مقابلة بين رئيس مصري وبين وزير خارجية بريطاني في المكتب جمال عبد الناصر توصل إلى استنتاج وهو يعرف موازين القوى في الأردن أنه ده لا يمكن يكون يعني أنه ده يعني كلام لازم يكون كلام له تفسير آخر غير أنه في إرادة وطنية في الأردن أو الملك حسين عاوز شوية الضباط المحيطين بالملك حسين إلى أخره فهو دخل وهو في ذهنه أنه كما سحبت بريطانيا مارشال تمبلر عشان تهدئ الأجواء فلابد يمكن يكونوا هما اللي عملوا الحكاية دي يكونوا هم شالوا غلوب كمان تخفيفا للتوتر فما قعدوا أنا سمعت وصف هذا المشهد من جمال عبد الناصر كذا مرة وسمعت فيما بعد من سلوين لويد وسمعته من سير همفري تيرفلين لكن حصل بيقول له سلوين لويد اللي حصل في الأردن هذا موضوع لا يمكن السكوت عليه ولا قبوله فجمال عبد الناصر نظر له بدهشة وقال اللاه ده أنا كنت على وشك أن أهنئكم بهذه الخطوة لأنها خطوة ذكية وتدل التنبأ في هذه اللحظة سلوين لويد عقله طار الحقيقة يعني قال كانت ذكية إزاي دخلنا ولوهلة من الوهلات احتدمت المناقشة بشدة لكن سير همفري تيرفلين السفير البريطاني بقي يحاول يهدئ لأن هنا في جمال عبد الناصر معتقد أنه هذه خطوة لا يمكن أن تتم إلا بشكل ما بتوافق بحاجة تانية خالص لكن لا يمكن موضوع الطرح يبقى مطروح لأنه فوق موازين القوة الموجودة في الأردن وسلوين لويد معتقد أن جمال عبد الناصر كان يعرف ولا يمكن أن يبرئه من هذا وإنه إمبارح هيستعمل كلمة نرفزت جمال عبد الناصر قال له ( I was revictm) أمس كنت ضحية خداع فجمال عبد الناصر قال له في هذه اللحظة أرجوك تراقب ألفاظك وسير همفري تيرفلين دخل يهدئ الموضوع لكن المقابلة انتهت وجمال عبد الناصر مستغرب أولا مستغرب من اللي جرى في الأردن ده حصل إزاي يعني وسلوين لويد معتقد إن جمال عبد الناصر وقالها بعد كده كذب عليه كذاب وقد كذب عليه وسير همفري تيرفلين لأنه عاقل وعنده خبرة دبلوماسية طويلة بدا يدرك إن الأمر في شيء أكثر قوي مما يبدوا على سطحه مشي سلوين لويد بعد كده أرسل برقيات لإيدن عن اللي حصل معه واعتبر أنه عبد الناصر يعرف إيدن كمان كان مستفز وجاءت له برقيات سلوين لويد اللي يحكي له فيها إن جمال عبد الناصر شافه على العشاء إمبارح ولم يكلمه مع أنه كان يعرف وأنه كذب عليه وإيدن بدا مهتاج في لندن أسوأ من كده إن سلوين لويد وصل البحرين خرج من مطار البحرين قابلته جماهير غاضبة قذفت موكبه بالحجارة فإذا بالإمبراطورية اللي أهينت في عَمّان فوجئت وأهينت في عَمّان وتصورت أنها خدعت في القاهرة إذا بها تضرب بالحجارة في البحرين فالموقف بدا في لندن غير معقول إذا كان هذا هو ما جرى إذا كان طرد غلوب فوق ما يستطيعه الملك حسين من وجهة نظر منطقية وإذا كان القاهرة ما كانش عندها علم حقيقي ما كانش عندها علم وأنا أشهد يقينا أن هذا فضل نسب إلى جمال عبد الناصر تكرما لكنه مش صحيح جمال عبد الناصر ما علمش فيه حاجة أبدا وجمال عبد الناصر كان مندهش أكثر المندهشين طيب ما هو تفسير ما جرى تفسير ما جرى وأنا تكلمت في كتير قوي لكن في شاهد من أهم الشهود واحد لا يزال موجود وواحد ربنا يرحمه يعني اللي ربنا يرحمه كيرميت روزفيلت واللي ربنا يشفيه أو يعطي له الصحة صديق عزيز في لبنان شهد مقابلة معينة يعني إيه اللي حصل سأتكلم على المقابلة حالا اللي حصل إن الملك حسين بدأ يفكر وجنبه مجموعة الضباط الأحرار كيف يستعيد نفوذه أحس إن في موقف بيتغير الأميركان يتقدموا وحلف بغداد أخذ صدمة باللي حصل في الأردن إسرائيل بتتحفز الهاشميين أقربائه في بغداد زعلانين ولكن عايزين زعلانين ما قدرش يقود معركة كبيرة لكنه وأنه فشل هم دخلوا حلف بغداد من غير مقاومة أو كان في مقاومة لكن يعني اكتسحوها لكن هو وضع في موقف صعب قوي وخطر له جلوب باشا وهو يتكلم عن المجد وعلى استعادة الزمام مع السفير الأميركي زي ما أنا قلت في أخر الحلقة الماضية أظن هو ده الموضوع اللي كان في ذهنه كان موضوع في ذهنه أنه أما وقد مشى وقد أخرج أو سحب تمبلر مارشال تمبلر من الأردن فالخطوة المنطقية بعدها إن غلوب يمشي كمان وأنه خروج غلوب هيبدوا أمام الشعب الأردني خطوة ضخمة جدا من الملك وأنها تقريبا تكاد تكون بمثابة إعلان استقلال وأنه دي ممكن ضربة تعوض كل شيء أنا لا أستطيع أنا أعرف ما هو كيف توصل الملك إلى هذه النتيجة لكني أمامي سمعت شهادات بعض عدد من الضباط الأحرار اللي في الأردن بمعنى إن أنا شفت علي أبو نوار بعد كده وشفت اللواء علي الحياري وشفت عدد من الناس اللي كانوا موجودين في الصورة أستطيع أن أقول إنه موضوع غلوب أنا مش متأكد من طرح إخراج غلوب سواء الملك توصل إليه بنفسه أو أقترح عليه من بعض ضباطه الوطنيين اللي كانوا غاضبين من تفرد البريطانيين والضباط البريطانيين بقيادة الجيش أو من وحي حد من الساسة الأردنيين القدامى الوطنين اللي شافوا إن الملك عرض نفسه كتير قوي في موضوع حلف بغداد لمخاط وأخذ على نفسه مسؤولية كبيرة قوي والنهاردة لابد أن ينقذ نفسه بأي طريقة وأن ينقذ عرشه وأن ينقذ الأردن وأن ينقذ العائلة أيضا العائلة الهاشمية يعني ويحافظ على تراث جده زي ما هو كان بيقول ويتكلم ففي حد هنا إما هو توصل إلى هذه النتيجة أو غيره توصل لها و الملك قبلها حد هنا اقترح حكاية جلوب الملك في ذهنه في ذلك الوقت كيرميت روزفيلت موجود في عَمّان موجود في عمان يتابع عملية جر الأردن أو شد الأردن إلى حلف بغداد كيرميت روزفيلت يشوف الملك عدة مرات في هذا الوقت وأميركا ولو أنها لسة ما كانتش دخلت بغداد لكن راغبة أنه ما عندهاش مانع أبدا في الأول كانت تقول ما حدش يدخل حلف بغداد ومتحفظة لأنه استنوا شوية لأن مصر يمكن تخش وإحنا عندنا اتصالات مع جمال عبد الناصر وكذا ويمكن مصر تقبل لكن ما عندهاش مانع إن حد ينضم لحلف بغداد فكيرميت روزفيلت وقد ضايقته جدا صفقة الأسلحة في مصر والكلام ده كله والكلام اللي حصل وأنه مش قادر يوصل للنتيجة في الخطة ألفا،< الخطة ألفا في أيديهم مش قادرين يعلموا فيها حاجة فكان موجود يتابع ما يجري في الأردن والملك حسين كان يعرفه وكانت تربطه به صداقة قوية جدا فيما بعد سنة 1960 وفي مطعم سان ريجيس وبحضور صديق عزيز جدا وهو السفير نديم دمشقي ربنا يعطي له الصحة وهو في ذلك الوقت كان مع الوفد اللبناني هو كان سفير في واشنطن فترة طويلة قوي وكان بعد كده بقى سفير في لندن وبقى عميد السلك السياسي شفنا كيرميت روزفيلت على الغذاء وهو كان يعرف نديم دمشقي كمان وكان يعرفني أعرفه كويس قوي طبعا يعني فالغذاء بيحكي لنا كيرميت روزفيلت بيقول إن الملك حسين دعاه في هذه الفترة شافه مرة وقال له كيرميت كان حكى للملك إن جمال عبد الناصر قضية ميئوس منها وإن جمال عبد الناصر ده بإقدامه على صفقة السلاح وعلى الكلام ده كله حط نفسه في موقع لا يمكن الغرب أن يغفره أو يقبله وأنه في معركة قادمة وسمع كتير قوي الملك حسين من كيرميت روزفيلت وعرف الملك أنه هناك بحث عن بديل تستطيع أميركا أن تعتمد عليه في المنطقة في صلح مع إسرائيل جمال عبد الناصر تصوروا أنه جاي وعارف ويلات الحرب وخابر كذا يمكن يكون يصالح في وقت من الأوقات يعني ممكن قوي يقنعوه ويساعدوه بالسد العالي ويشتروا منه صلح مع إسرائيل لكن هذه مؤامرة لم تعد مجدية أو هذا رهان لم يعد نافعا وبالتالي هم بيبحثوا عن بديل ورق أيزنهاور أمامي يوري كتير قوي البحث عن بديل لكن في اثنين مرشحين الأول هو الملك سعود والثاني هو الملك حسين.. الملك حسين يعرف هذا يراهنوا عليهم يعني لكن أنا أشك كتير قوي إن الملك في طرده لجلوب كان يعتمد على أنه البديل لكن أظنه إن كان هنا يدافع عن العرش لكن فكرة البديل قد تكون موجودة في خلفية الصورة لكنه يعلم أن كل من في واشنطن وفي لندن لا يعتقد أن الملك حسين يقدر يقود المنطقة إلى أي شيء يقدر يقود الأردن ممكن لكن ما يقدرش يقود المنطقة فوق سنه فوق تجربته فوق قوة الأردن.

[فاصل إعلاني]

محاولة الملك حسين استعادة زمام الموقف

"
الإمبراطورية البريطانية رأت في طرد غلوب باشا مؤامرة حاكتها الشيوعية الدولية وأدارها جمال عبد الناصر ومولتها السعودية وخدع فيها الملك حسين
"

محمد حسنين هيكل: الملك حسين دعا كيرميت روزفيلت وقال له إنه يفكر جديا في أن يستعيد زمام الموقف في الأردن وهو لا يرى خطوة مؤثرة إلا إخراج غلوب فإذا حدث إخراج غلوب ماذا يكون الموقف كيرميت روزفيلت طبقا لروايته وفي حضور نديم دمشقي يقول أنه أرسل طبعا ده آلان دالاس مدير المخابرات جاء له رد إن الولايات المتحدة همها الأكبر تدعيم عرش الملك حسين واستقرار الأردن وأن هو ده الموضوع اللي بيعنيه فالملك سمع الموضوع ما فيش فيه تحريض على غلوب ما فيش فيه سيرة جلوب خالص لكن الرد واضح بأقصى لغة دبلوماسية يمكن فهمها الملك حسين تفضل ضوء أخضر فالملك حسين أقدم وطرد غلوب هنا عايز أقول حاجة أنا لازم أقول أنه هنا الملك حسين وهو يطرد غلوب لم يكن يستجيب لرغبة أميركية ولم يكن راغبا في تحدي رغبة أميركية أو رغبة بريطانية لكنه كان رجل في ذلك الوقت مهمته أن يحافظ على عرشه وعلى استقرار الأردن كما يرى وعلى الأسرة الهاشمية في الأردن وعايز أقول أضيف لهذا أيضا أنه لازم أقول أنه في هذا في طرد غلوب الملك كان يستجيب للشارع الأردني للوطنية الأردنية للقومية العربية فهو في هذا الوقت حقق عصفورين بحجر واحد طرد جلوب فإذا بين ليلة وضحاها الناس اللي كانت تشتمه إمبارح بقت ترفع صوره هو وجمال عبد الناصر ودي عملت لنا حساسيات مع الأسف الشديد لأن الناس في الأردن زيهم زي كل الناس لم يتصوروا أن يكون هذا الرجل الذي بدا في ذلك الوقت معتمدا كقائدا لهذه الحركة العامة في الشارع العربي كله وصوته مسموعا من القاهرة نافذة إلى كل قرية وكل نجع وإلى كل مضرب خيام في العالم العربي لا يمكن أن يكون بعيد عن هذا وبما أن هذا متسق مع آراءه فلابد أن تكون له فيه دور واقع الأمر مكانش لكن اللي حصل أنه الجماهير اللي مشيت في الأردن ومشيت سعيدة جدا ر فعت صور عبد الناصر والملك حسين والهتاف للاثنين والملك وله الحق كان لازم يعتب أو لازم يتضايق إن صورة جمال عبد الناصر محشورة جنب صورته لأن هو اللي عمل العملية بصرف النظر عن أية تفاصيل أخرى أو أي حاجات تانية هأروح أنتقل في هذه الفترة إلى مذكرات إيدن لأن استعرضها بسرعة جدا كده المذكرات بيكتب هو في صفحة 347 إلى 357 مخصصة كلها لحكاية جلوب بيقول فيها إن جاء لهم برقية إن رئيس الوزراء الأردني استدعى السفير البريطاني وطلع من جيبه ورقتين وبلغ رئيس الوزارة سمير باشا الرفاعي قرار بأن يخرج غلوب وأن يخرج ضباطه وأن يخرجوا قبل هذه الليلة قبل المغرب وأن جلوب أرسل له برقية أيضا من جانبه مذهول بيقول أنا بقالي في الأردن طول عمري من سنة 1924 لغاية سنة 1956 دلوقتي وقت الطرد يعني مارس 1956 فعندي أشياء وعندي أوضاع وعندي حاجات متعلقات لا أستطيع أن أصفيها وأخرج قبل أعطوني أسبوع طبعا رئيس الوزارة كلم الملك.. الملك رافض لكن إيدن يحكي تفاصيل ده بيحكي إيدن تفاصيل هو كاتب الفصل بحاله على جوردن ده الفصل السابع في مذكراته اللي هو مذكراته اسمها(Full circle) دائرة اكتملت فعملها عنوانه الأردن مارس 1956 ويحكي فيه تفاصيل مذهلة جدا عن هذه المؤامرة الفظيعة التي حاكتها الشيوعية الدولية وساعد عليها جمال عبد الناصر أو أدارها جمال عبد الناصر وخدع فيها الملك حسين ومولتها الأموال السعودية الملك سعود وأنه هذه مؤامرة سوف تأخذ الشرق الأوسط إلى كارثة ويستفيض إيدن في التفاصيل ويروي إزاي السعوديين صرفوا فلوس ويقول إنه عنده معلومات عن صرف الفلوس وهؤلاء الذين بنوا القصور في السعودية وضاف فيها أموال البترول استعملوا الفلوس اللي أعطتهم لها الأميركان علشان يمولوا مؤامرات ضد حلفاؤهم ويسأل هنا يتساءل في مذكراته في تساؤل كبير قوي الأميركان هنا عاوزين مننا بالضبط وبعدين برضه يخش يكتب هنا في مذكراته إنه ألا يمكن الأميركان يوقفوا لستة أشهر دفع فلوس للسعوديين عشان لأن هو الفلوس بيحكي عل أكياس الذهب اللي داخلة مش عارف في معسكرات اللاجئين في الأردن أكياس الذهب اللي راحة مش عارف لمين يلقي اللوم بشدة أمامه مؤامرة من الطراز الأول على الإمبراطورية في موقع من أهم مواقعها تمولها السعودية يديرها جمال عبد الناصر حرك فيها الملك حسين ذهب ضحيتها محاولة بريطانية في الأردن لضمه لحلف بغداد فشلت بطريقة مهينة في مسبة لحقت برئيس أركان حرب الإمبراطورية والآن رجل بريطانيا المهم في الشرق الأوسط جوب جلوب باشا يطرد أنتقل إلى مذكرات نانتج.. نانتج كتب كمان مذكرات مهمة جدا الحقيقة يعني لأن هو كان وزير الدولة للشؤون الخارجية وهو مشاعره معقول من الجناح المعقول في حزب المحافظين وهو وزير الدولة للشؤون الخارجية وهو تلميذ واقع الأمر كان معتبر تلميذ إيدن وهو وريثه في رئاسة الوزارة إذا سارت الأمور بالطريقة الطبيعية لأن هو النجم الصاعد في وزارة الخارجية لكن هنا النجم الساطع في حزب المحافظين كمان لكن هنا أنتوني ناتنج يبدي قلقه جدا من اللي شافه من تصرف إيدن من تصرفات إيدن لأن هو في هذه الفترة اتصل وعمل مع إيدن وأدرك أنه أمام رجل انتهى في واقع الأمر انتهى حلمه كان عمله كله لرئاسة الوزارة يوصل لرئاسة الوزارة أما وقد وصل لرئاسة الوزارة فلم يعد عنده ما يعطيه كأنه هو قائل مرات كتير قوي إنه بدا أمامه كما ولو كان إيدن عربة نفذ وقودها بعد وصلت لمرحلة الوصول فلم تعد قادرة تعمل حاجة تانية وصلت لرئاسة الوزارة والبنزين فضي ما بقاش في بنزين فالعربة توقفت وتوقف معها إيدن ولم يعد أمامه إلا حياته الشخصية حياته العائلية والاستمتاع بمنصب رئيس الوزراء وكان واقع الأمر إن ما كانش حد عارف إن إيدن كان في حالة صحية سيئة للغاية يحكي شكبرة مثلا الوكيل الدائم لوزارة الخارجية في مذاكرته أنه في هذا الوقت شاف إيدن (جملة إنجليزية) الوكيل الدائم أو السكرتير الدائم لمركز الوزراء البريطاني داخل يقول لإيدن لرئيس الوزراء شيء لم يرق له في هذه الظروف أنا مش متأكد إيه هي بالضبط ولا أنتوني ناتنج ولا أي أحد يحكي بها فإذا بإيدن يأخذ المحبرة اللي على مكتبه ويقذف بها في وجه سكرتير عام مجلس الوزراء هنا في لندن ده ما يحصلش مش مفروض يحصل في إمبراطورية حتى لو كانت إمبراطورية في نهاية أيامها لكن تمشي المسائل الملك حسين يذهب يقابل السفير الأميركي ويقول له إنه أنا اوعى تعطي خطوة طرد جلو أكتر من قيمتها حطوها في حدودها هذا موضوع أردني بحت برغبة في استرداد السيادة الأردنية كاملة ولكنه ليس أكثر والإنجليز عايزين يكبروه فمن فضلكم اتصلوا بهم وهنا ألاقي برقيات السفارة الأميركية في عمان تنقل عن الملك إلى واشنطن رغبة ملحة في إن واشنطن تحاول تعقل الإنجليز الموضوع مش كده وجمال عبد الناصر ليس له دخل لكن إيدن مصمم إن جمال عبد الناصر لا يمكن هذا ببساطة كده حكم على الموضوع كما رأيناه جميعا أن هذا موضوع فوق طاقة ما نراه ظاهرا من إمكانيات الملك حسين ومن ظروفه حتى مع التسليم إن في عدد من الضباط الشبان محيطين به ويحرضوه على أنه أو بيقوا عشان أبقى يعني منصف بيقوي النزاعات الوطنية ولازم أقول إن الملك حسين كان عنده هذا الاستعداد كان عنده هذا الانتقال من نقيض إلى نقيض بطريقة غريبة جدا هأوصل إلى مشهد آخر أظن أنا استعرض كل الكتب والوثائق اللي معي لكنه هاوصل لمشهد أخير المشهد الأخير كان في سانت أنتونيز في جامعة أكسفورد في كلية سانت أنتونيز ذلك الوقت لأن هي دي المرة الوحيدة اللي أنا شفت فيها جلوب باشا قعدت معه يعني أنا شفت جلوب باشا في عمان مرات لكن شفته عابرا يعني من بعيد كده لكن أنا كنت سافرنا في ذلك الوقت في لندن كان في أوائل الستينات كان السفير الممتاز محمد القوني محمد القوني كان بيخدم قبل كده في سفارتنا في موسكو وكان معه في موسكو سفير بريطانيا في موسكو وقتها سير ويليام هيتر وهو من أكثر المثقفين الإنجليز الحقيقة والعلماء في التاريخ وبعديم سير ويليام هيتر نقل إلى خلص خدمته وخرج على المعاش فأختير رئيس لكلية سانت أنتونيز في جامعة أوكسفورد بعد كده راح كينجس كوليدج لكن هو عازم محمد القوني أنا كنت شفته في موسكو قبل كده الكلام ده كان في أوائل الستينات كان بعد هذه قفزة للإمام شوية صغيرة لكن سر ويليام هيتر عزم محمد القوني السفير محمد القوني وزوجته السيدة عطية إلى الغذاء وعرف إن إحنا موجودين في لندن في ذلك الوقت فدعانا معهم فرحنا على الغذاء وما حدش يتصور إزاي بيعيش الدونز بتوع أكسفورد عمداء الكليات لأن أوكسفورد جامعة عريقة جدا أوكسفورد المكان المخصص فيها لحياة مدير الكليات هذه قصور في واقع الأمر قصور تاريخية يعني فعنده جناح سير ويليام هيتر وغيره من مديري الكليات أنا شفت دخلت عند هاورد رئيس قسم الدراسات العسكرية والسياسية في أوكسفورد برضه وشفت عايش إزاي هم يعرفوا يتعاملوا مع علماء ومع أساتذة يعني فعلى أي حال في صالون ويليام هيتر ضيف آخر مدعو وهو جلوب باشا.. جلوب باشا في ذلك الوقت كان يشتغل على رباعية هو كتبها على التاريخ العسكري العربي وهو كمستشرق كان مهتم قوي بالتاريخ العسكري العربي وطول إقامته في الأردن خليته يطلع على موارد كتير قوي أو مصادر كتير قوي فاللي حصل إن جلوب باشا كان في ذلك الوقت كان يقدم كتاب بيأخذ وثائق من سانت أنتونيز بيخلص كتابه بيخلص واحد من كتبه فقعد معنا على الغذاء وقعدنا قبله في الجناح المخصص لسير ويليام هيتر وجاء موضوع الأردن والحقيقة السفير محمد القوني وهو واحد من أذكى وأكفئ وأبرع سفرائنا في الخارجية طوال عمرها بدأ يسأل جلوب باشا على حصل الأردن فجلوب باشا قبلها ما كانش عاوز يتكلم لكنه الغريبة جدا أنه قال في الآخر قال إن الملك حسين الحقيقة يعني أنا مستعد أتفهم موقفه أنا بأنظر له كما لو كان حفيد لي أنا كنت صديق لجده وأنا بأنظر له كما لو كان حفيد لي وعايز أقول إنه أنا أظن أنه (That young man) هذا الشاب الرجل الشاب أراد (To athert) أن يؤكد شخصيته وكان لابد أن يؤكد شخصيته أمام حصار رباعي تصور هو أنه فرض عليه الحصار الرباعي كان هو ده جلوب باشا بيقول إن الملك أحس وهو في ذلك الوقت 21 سنة بقى كمان 1956 أحس أنه هو جاء على العرش في ظروف الملتبسة المحيطة بظروف أبوه الصحية وهو الملكة زين لعبت دور كبير جدا والدته لعبت دور كبير جدا في إن هو يجئ وهي اللي شهدت على أبوه على والده الملك طلال فهو كان يشعر أو بعض الناس أشعروه إن الملكة الأم تقريبا بتحاول تعمل نوع من الوصايا على الملك الشاب الابن من الناحية التانية إن هو كان تزوج الأميرة دينا عبد الحميد، الأميرة دينا عبد الحميد أكبر منه بسبع سنين وهو كان زواج وهي خريجة نفسها خريجة كامبريدج وكانت هنا تدرس في الجامعة المصرية تدرس في كلية آداب وأنا ما أعرفش إزاي الجواز ده تم لكن على أي حال تم وأنا بأعتقد كنت واحد من المعتقدين وقتها ولا أزل إن ده كان عنصر مهم جدا وممكن قوي ينفع الملك لكن على نحو ما في تقدير جلوب باشا إنه دينا يمكن حاولت علمها كخريجة كمبريد أمام الملك حسين يمكن أشعره بضيق وبعدين من الناحية الثانية كان في عنده حصار الأم حصار الزوجة عنده حصار العائلة وحصار الأوضاع في الأردن وحصار الهاشميين أقربائه في بغداد بيحاولوا يضعوه في حجم معين جنب الساسة اللي كان يتصور هو إنهم يستخفوا به وأنهم يعاملوه كما لو كان لسه في شبابه وهم أوصياء عليه وهم أولياء عليه فكمان بقى عنده ضلع والضلع الآخر غلوب باشا بيقول (Me) أنا لأن الشاب كان من عنده الحق تماما أن يشعر إن من حقه هو أن يقود جيشه وأنه ما يبقاش فيه حد غريب جاي من برة بيمثل سلطة إمبراطورية غالبة يبقى هو اللي يملي الأوامر وهو اللي يحرك الجيش فأنا كنت الضلع الرابع وأظن أستطيع أن أفهم الملك حسين تصبحوا على خير.