محمد هيكل
مع هيكل

هيكل.. نهاية الملك فاروق

تتناول الحلقة قصة خروج الملك فاروق من مصر وطلبه اللجوء السياسي إلى الولايات المتحدة حيث كان حليفا لها وكيف أنها رفضت ذلك خشية الدخول في مشاكل مع النظام الجديد في مصر.

-حمولة الذهب والهروب الكبير
– بوللي.. القريب الخائن
– أزمة دبلوماسية بسبب ملك سابق
– خيانة جديدة وأموال ضائعة
– حلم عودة الملكية إلى مصر

حمولة الذهب والهروب الكبير


محمد حسنين هيكل: مساء الخير، في هذه الليلة سوف أكمل فصلا من القصة إلى نهايته لكي أفرغ منه ولا أعود إليه وهذا الفصل هو قصة الملك فاروق بعد.. مساء يوم 26 وبعده لأنه أنا بأعتقد إنه هنا فيه قصة مأساة مهولة إنسانية وفي بعض المرات يبقى فيه المأساة الإنسانية فيها البطولة لكن فيه مرات تبقى المأساة إنسانية لكن ليس بالضرورة أن يكون فيها بطولة. الملك فاروق.. أنا حكيت في الأسبوع الماضي لغاية ما بعد المركب المحروسة.. يخت المحروسة تحرك من ميناء الإسكندرية قاصدا إلى الشمال وقلت إنه حصل إنه بعض الضباط.. محمد نجيب وبعض الضباط المرافقين معه في الإسكندرية قالوا إنه فيه.. أو بلغهم إن فيه ذهب، الملك فاروق حمَّل ضمن الـ 222 شنطة اللي أخذهم معه بعضها كان فيها حمولات ذهب وشُحن ذهب وسبائك ذهب إلى آخره وحكيت إنه كان فيه محاولة لإرجاع اليخت وحكيت أيضا إنه تقرر إنه بلاش الحكاية دي خلاص، اللي حصل في الموضوع ده بالتحديد وأنا أمامي وثائقه إنه جاءت حكاية إنه الملك أخذ معه كميات كبيرة جدا من الذهب وكانوا راغبين في استعادة.. إعادته وإدوا أمر بالفعل لجلال علوبه إنه يرجع بالمركب بقت فيه أزمة وبعدين بعتوا يستشيروا رأي بقية القيادة في القاهرة وفيها جمال عبد الناصر وأنا حاولي الساعة.. من ذلك اليوم المركب تحركت حوالي ستة وعشرة، اليخت تحرك حوالي ستة وعشرة، ستة وربع وعلى بال الساعة ثمانية ونصف كانت أزمة الذهب موجودة وعلى بال تسعة وعشرة أو تسعة وربع كان هذا الموضوع موجود في القاهرة بيُسأل فيه جمال عبد الناصر وأعضاء مجلس لجنة القيادة الموجودين معه وأنا حضرت.. شفت بنفسي جمال عبد الناصر وهو خارج من غرفة الاجتماعات وهو بيحكي بيقول إنه رأيه، واحد إنه حكاية إرجاع المحروسة مرة ثانية معناها إن إحنا بنعيد نفس المشهد اللي إحنا بالكاد خلصنا منه فخلوها تمشي والحاجة الثانية إنه إذا كان فيه ذهب خلوا رئيس الوزارة اللي جاء يعالج هذا الموضوع مع السلطات المختصة يشوفوا إزاي الطريقة يعملوا إيه فيها، لكن هم لو رجعوا الملك فاروق ورجعوا اليخت تاني ها ندخل في موقف معقد ما لوش حدود وها يفتح احتمالات ما لهاش لزوم وبالفعل راح هذا الكلام في إسكندرية وعلى أي حال تولى الموضوع علي باشا ماهر رئيس مجلس الوزراء اللي هم اختاروه اللي هم مجموعة لجنة القيادة اختارته بالطريقة اللي أنا تكلمت عليها يوم 23 يوليو، أول حاجة في الوثائق بتقول لي إنه الإنجليز والأميركان اهتموا بهذا الموضوع وبرضه كان رأيهم إن ده كلام لا يعقل وإنه اليخت لا يمكن يرجع وحتى أنا أمامي برقية من القائم بالأعمال في الإسكندرية، القائم بالأعمال البريطاني في الإسكندرية بيبلغ علي ماهر إنه رأي السلطات البريطانية إن عودته بهذا الشكل ثاني.. عودة اليخت بهذا الشكل ثاني للإسكندرية ها تعمل مشاكل غير مقبولة وإنه دلوقتي فيه قطع من أسطول أميركي راح على اتصال باليخت وإنهم ملتزمين بسلامته وإنه عودته مرة ثانية قد تفتح الباب لمشاكل وحكاية اليخت على أي حال.. وكده بلغوا علي ماهر يُمكن قوي ترتيب الأمر فيها مع السلطات الإيطالية لمَّا المركب توصل إلى نابولي اللي هي كانت أول ميناء وصول المركب في طريقها إليه، البرقية أمامي واضحة في الإنجليز والأميركان بيقولوا إيه نصيحتهم إيه في هذا الموضوع ورأيهم الحقيقة يعني ورأيهم.. ورأيهم قاطع في هذا واضح وأظن فيه فقرة هنا بتقول ببساطة كده إنه بصرف النظر عن أي كميات من الذهب أخذها الملك فاروق معه فهذا موضوع ممكن قوي (Retrievable) ممكن استعادته لكن مش استعادة المركب والموضوع ده من فضلكم حلُّوه مع السلطات الإيطالية وهذا ممكن والقواعد تسمح به وعلي ماهر كان من أنصار هذا الرأي فعلا يعني، هأقف هنا عند مشاهد مهمة قوي أو مشاهد مهمة مش بالوقائع اللي جرت فيه لكن بالإنسانية اللي تبدت فيها وبأتكلم هنا على إنسانية الإنسان سواء في أحوال ضعفه وفي أحوال قوته، فيه شاهد واحد.. ما حدش أبدا يقدر يعرف إيه اللي جرى على المركب في هذه الفترة ويقدر يحكي لنا إلا طرفين، طرف منهم لم يقل شيئا ما حكاش وهو الملك فاروق، لكن الطرف الثاني وهو جلال علوبه، لواء بحري جلال علوبه وهو قائد اليخت حكى فيه.. حكى وكتب وبرقيات ووثائق برقياته المتبادلة ما بين اليخت المتقدم من الإسكندرية إلى نابولي وما بين القيادة في الإسكندرية ثم في القاهرة بتروي قصة أنا بأعتقد إنها من الناحية الإنسانية تساوي الوقوف معها لأنه مرات المشاهد الإنسانية بتبقى فيها ما هو أكثر من مجرد الوقائع اللي تتبدى، يعني عندما يتبدى الضعف الإنساني مرات بيبدو إنه هذا الضعف موجود في قوة المأساة إلى درجة تستحق الوقوف أمامها وتستحق الوقوف باهتمام ولو حتى لمجرد أن يدرس الناس وأن يفهموا، علوبه بيقول وهي.. أنا سمعتها منه مباشرة مرة في إسكندرية في بيت صديق الأستاذ سيد النحاس وهو من أقطاب الوفد وجلال علوبه كان هناك وكان فيه عدد كبير من الناس موجودين وسمعوا هذه الرواية معي، جلال علوبه بيقول إنه لما طلعوا.. لما الضباط طلعوا يودعوا الملك إنه اللواء محمد نجيب تقدم إلى الملك وقال له، اعتذر له وقال له أنا متأسف يا مولاي لكن أنا أظن أني خُدعت وأنا ما كنتش عاوز الأمور توصل لهذه الدرجة ووصف نفسه في هذا بأنه.. وصف غير لائق، أنا سمعت علوبه بيقول الكلام ده لكن بيحكي بعد كده علوبه لما قدم تقريره الأولاني لم يذكر فيه هذه الواقعة بالتحديد لكن بعد كده رجع حكاها ثم كتبها، لكن هذه الملاحظة عن ما قاله اللواء محمد نجيب للملك فاروق وفيها نوع من الاعتذار الشديد بيقول جلال علوبه إنها كانت بداية.. أول مرة يتناقش فيها مع الملك وهم لسه موجودين على جسر.. على الكوبري بتاع المحروسة، على جسر المحروسة والمركب بتبعد وجلال علوبه بيوصف الملك كان بيبُص إزاي على إسكندرية وأنوارها تبعد وركز نظره على رأس التين اللي هو كان مقر.. أو شاف أيام من طفولته وأيام من صباه ومن ملكه إلى آخره وبيبُص على أضواء إسكندرية وهي تغيب وبعدين التفت لجلال علوبه وهذا واضح فيما كتبه جلال علوبه وقال له أنت سمعت اللي أنا سمعته من اللي قاله محمد نجيب؟ قال له سمعت، قال له رأيك إيه؟ قال له مولاي رأيه ورأيك أكثر صوبا من أي رأي آخر، فرد الملك قال له، إذا كان ده اللي سمعته أنت واللي سمعته أنا يبقى بيقول لي إنه هذا الرجل ليس رأس النمر ولكن ذيل النمر.

بوللي.. القريب الخائن

محمد حسنين هيكل: أنا هذه الرواية يعني لأنها لم تُكتب في التقرير الأصلي الذي رُفع للقيادة ولأنه لم يروها أحد ولكنه جلال علوبه كتبها بعد كده ونشرها فيما بعد فأنا قد أتحفظ عليها لكنه ما لا أستطيع التحفظ عليه ومستعد أخذه بلا تردد.. أقبله بلا تردد هو ما جرى بعد ذلك.. ما جرى بعد ذلك غريب قوي في تفاصيله، جلال علوبه بيحكي وأنا سمعت الواقعة من ناريمان.. من الملكة ناريمان إنه هو كان بالنهار.. طول النهار كان قلقان على الملك عايز الملك يطلع المركب بسرعة قوي لأنه لا يفهم سر تمسك الملك بأنطوني بوللي اللي هو مدير شؤونه الخصوصية ورغبته المُلحة إنه يأخذه معه على المركب ويطمئن على سلامته والملكة ناريمان حكت إنه هي ضايقها جدا إنه الملك كان مصمم يأخذ معه بوللي وهي قالت له.. راحت قالت له إنه هذا الرجل أضر بك وأنت في مصر وها يضرك وأنت بره ولكن الملك كان متمسكا بأنه يأخذ معه بوللي وبعدين بوللي في هذه الفترة يبدو إنه هرب أو بعد عن نظر الملك وعن القصر وتسلل خارجا من القصر، الملكة ناريمان بتقول لي إنها هي واقع الأمر هي اللي ساعدت على تهريبه، بتقول لي هي إنها ندهت واحد من ضباط الحرس وحست إنه هذا الضابط من قوات الحرس متضايق إن الملك في هذا الموقف الصعب اللي كل الناس فيه عايز يأخذ بوللي معه، فقالت له شوفوا طريقة خذوا الرجل ده سلموه بأي شكل للقوات اللي قاعدة بره محاصرة القصر لكن ما تخلوهوش ييجي مع الملك، على أي حال بوللي كان مستعد يهرب، لكن بيقول بقى، نرجع للمشهد اللي على اليخت، بيقول علوبه إنه الملك بدأ معه قال له إنه أنا كان نفسي قوي.. أول حاجة قالها بعد الملاحظة بتاعت محمد نجيب كنت عاوز قوي بوللي يبقى معي وعلوبه يبدي دهشته وبعدين بيقول له، أنت.. المركب ها ترجع تاني؟ فبيقول له ها نوصلك إن شاء الله في نابولي وبعدين الأوامر اللي عندي من القيادة إني أرجع بالمركب تاني، فطلب منه إرسال مجموعات من ملابسه كان موجودة في المنتزه ما أخذهاش وكانت موجودة في القبة ما أخذهاش لكن هو فاكرها ملابس وحاجات وأشياء أخرى ثانية بما فيها مجموعة بِدل كان هو وصَّى عليها وراحت له، لكن لما وصل إلى هذه النقطة بيقول علوبه وفيه شواهد كثيرة وبتأكد إن ده صحيح بما فيهم الملكة ناريمان إن الملك بدأ يعيط وإنه فيه كتير قوي حواليه ومنهم الملكة احترموا ده، الملكة وقفت بجانبه والباقيين كلهم مشوا من جانبه ولكنه وقف على الكوبري وأجهش ببكاء مسموع وبصوت عالٍ وبعدين عدد كبير قوي من الناس اللي حواليه عيطوا وبعدين الملكة أخذته ونزلت به تحت على الكابينة.. على المقصورة الملكية وقعدوا تحت وكل الناس يعلموا أن الملك اللي قعد متماسكا طول النهار وأدى هذا المشهد في إنه يسلم على الناس ويسلم على رجال القصر ولما يحس إن بعضهم منهار يقول لهم خليكم رجاله وإلى آخره وصل إلى نهاية احتماله البشري وهو على كوبري المحروسة والليل بينزل على المحروسة وكلهم احترموا ضعفه الإنساني وشافوه وهو يبكي وسمعوا بكاءه بصوت عالٍ ونزلوا تحت في الكبينة وسابوه ولم يظهر تلك الليلة لا على عشاء ولا على أي حاجة ثانية ولم تظهر ناريمان كمان، ثاني يوم هو كان أحواله أحسن فيما يبدو وبيوصف برقياته الصادرة من المحروسة طوال الوقت والمحروسة متجهة شمالا إلى نابولي وقابلتها قطعة من الأسطول الأميركي.. مدمِّرة من الأسطول الأميركي إدتها إشارة التعارف شافوا الطريق الملاحي بتاعها متجه شمال كريت والمسائل مضبوطة وطيارة من القوات البريطانية طلعت فيها وطارت فوقها من قاعدة العضم في ليبيا واطمأنوا إنه خرجت بره المياه الإقليمية وما عدش حد لا طائرات مصرية ممكن تلحقها ولا قطعة بحرية مصرية ممكن تلحقها بقوا مطمئنين ومشيت، لكن طول الوقت في هذه اللحظات فيه برقيات وفيه أوامر متبادلة وجاية من المحروسة وإلى القيادة في القاهرة القيادة كلها محمد نجيب يعني، في روايات جلال علوبه أولا فيه أشياء كتير جدا فيه مشاهد إنسانية أنا عايز أقف قدامها لأنه السياسة في اعتقادي السياسة جوهر السياسة هو إدارة صراعات لكن في أثناء تجليات السياسة التجليات الإنسانية للسياسة التعبيرات السياسية مرات بتبقى إنسانية أكتر ما إحنا باستمرار بنتصور لأنه إحنا بنسيب تفاصيل إنسانية كتير قوي وبنركز على الوقائع الكبيرة ونأخذها في ظاهر التسجيل ولا ندخل في عمقها لكي نطل على الإنسان لأنه اعتقادي أنا باستمرار إنه في صنع التاريخ وفي كل الحوادث في العنصر الذي لا يجب أن يُغفل على الإطلاق هو كيف يفكر إنسان؟ كيف يشعر إنسان؟ كيف يتصرف إنسان في ظروف أزمة؟ الملك فاروق هنا في الثلاث أيام، أنا هأعرض لوصف جلال علوبه وبعدين هأعرض لوثائق المراسلات ما بين اليخت الملكي وما بين القيادة في القاهرة، جلال علوبه يحكي كذا مشهد إنساني هو حكاهم في تقاريره وبعدين تكلم عنها كتير قوي، بيلاحظ جلال علوبه مثلا إنه من المفارقات اللي أزعجت الملك قوي إنه اليخت.. إنه المدمرة المصرية اللي طلعت لوداعه جلال علوبه بيقول إنه في الأول كان عاوز هو حراسة تأخذ المركب.. تأخذ اليخت من أول إسكندرية لغاية لما توصله نابولي حراسة ملكية باعتبار إنه ولو أن الملك فاروق لم يعد ملكا لكنه ابنه الصغير أحمد فؤاد هو اللي نودي به ملكا، فإذاً هناك ملك على اليخت المحروسة وهذا يقتضي إنه تبقى فيه حراسة من الأسطول الملكي المصري فالطلب رُفض ما فيش حراسة رفضوا الكلام ده كله، لكن فيه مدمرة قامت بتحية الوداع وضربت طلقات ولاحظ الملك فاروق إنه هذه المدمرة اسمها فاروق الأول، من الحاجات اللي يظهر.. يبدو إنها من الحاجات التي زودت إحساسه بالانهيار أو بالضعف الإنساني أو بتدفق مشاعره في ذلك الوقت وهي كلها حزينة طبعا يعني إنه هذه المركب اللي بتحييه في هذه اللحظة الأخيرة اسمها على اسمه وبعدين يحكي.. تمشي الروايات وبعدين نلاقيه مرة ثانية بيرجع لبوللي مرة ثانية بيقول بيحكي الصبحية بيقول إنه ليلة.. الليلة اللي مشي فيها إنه لم ينم طول الليل، ما قلش إنه كان بيبكي طوال الليل لكن الملكة ناريمان قالت إنه فِضِل لغاية الفجر هي سمعاه.. هي صاحية وهو صاحي وهي كل شوية تحس بالتشنجات بتاعته وتقلق وتحاول تكلمه وهو ما يردش عليها وبعدين توصل المركب لإيطاليا والملك يتصور إنه ها يُقابَل في إيطاليا بمراسم تليق به فيبص على الميناء لا يجد إلا عبد العزيز بدر بيه وهو سفيرنا في روما في ذلك الوقت وكان أصله في الديوان.. كان أصله أمين أول في الديوان، الملك فيه هنا مسألة مهمة جدا وأنا عايز أقف قدامها دقيقة وهي إنه الملك عندما قابل كافري قبل أن يستقل اليخت المحروسة ويبدأ رحلته وهو بيتكلم معه طلب منه أن يرسل للحكومة الأميركية برغبته في إنه يروح أميركا بعد كده إنه هو مش عاوز إنه ها يروح في إيطاليا شويه لكن عارف إنه في إيطاليا هو ها يزهق وهو عمره ما رحش أميركا أبدا ما كانش جاءت له الفرص يروح أميركا وبيسمع كتير عن أميركا وأخواته وأمه موجودين في أميركا لكن هو مش عايز يروح معهم في كاليفورنيا لكن هو بيفكر قوي إنه يروح يستقر في الآخر في أميركا وبيقول إنه بيفكر يشتري أرض ويستثمر في مشروعات سياحية في فلوريدا.

[فاصل إعلاني]

أزمة دبلوماسية بسبب ملك سابق

محمد حسنين هيكل: فالملك وصل إيطاليا، المركب بانت قدامها نابولي، دخلوا ميناء نابولي وبعدين الملك متضايق من إنه ما كانش فيه مراسم كفاية لاستقباله وتصور هو إنه ها يبقى في استقبال له ما كانش فيه استقبال لاقى عبد العزيز بدر وطلع له عبد العزيز بدر على المركب وقال له إنه.. وهذه هنا فيه مآسي مرات بتبقى.. عبد العزيز بدر قرَّب منه وقال له إنه هو عاوز يروح فين بعد كده ها ينزل في نابولي ولا عايز يروح فين؟ فقال له، أنا عايز أروح كابري.. جزيرة كابري، فقال له إذا كان كده فروح بلاش جنوه.. تنزلوا في جنوه متأسف، بلاش تنزلوا في نابولي روحوا على جنوه لأنه جنوه ها تبقى أقرب لكم عشان ترحوا كابري، فقائد المركب هنا جلال علوبه مضطر يتصل بالقاهرة يقول والله وصلنا إلى أقرب ميناء وهو نابولي ولكن فيه دلوقتي الملك يروح أو عايز يكمل أو عايز يروح يغير خط السير ويروح جنوه ده ممكن؟ لا ما يرحش جنوه، الأوامر جاءت من القاهرة لا ما يروحش جنوه، نزِّله هنا ويعمل اللي عايز يعمله، بعدين الأوامر بقى هأخذ.. هأقف قدام البرقيات وأقف قدامها طويل في اعتقادي لا شيء يشرح المأساة الإنسانية أكتر من البرقيات الموجودة في دفتر اليخت المحروسة واللي بتوري ماذا جرى.. وكيف جرى لهذا الملك وإزاي حصل إيه في هذا الوقت، البرقيات قدامي المتبادلة أول حاجة إنه أول برقية فيها بتقول إيه، إلى حضرة صاحب السعادة قائد عام القوات المسلحة بالقاهرة، وصل اليخت المحروسة ميناء نابولي الساعة 13، يعني الساعة 1 اليوم الثلاثاء 29 أوامركم؟ بعدين بعتوا له رد من القاهرة، إلى قائد اليخت المحروسة القائد العام للقوات المسلحة يأمركم بعدم السماح بالنزول إلى البر سوى الملك السابق ونجله وأولاده والبنات وزوجته وملابسهم الخاصة وعدم السماح بنقل مصاغ خاص أو جواهر أو سبائك ذهب أو تحف أو أواني ثمينة والرجوع إلى الموانئ المصرية بأسرع وقت، إمضاء محمد نجيب، برقية ثانية، إلى سعادة القائد العام للقوات المسلحة من جلال علوبه لي محمد نجيب، إشارة سعادتكم اليوم عُلمت أرجو الإفادة عما يُتبع مع الحراس الأجانب الذين لا يحوزون الرعوية المصرية ويطلبون نزولهم؟ عاوزين ينزلوا، رد عليه من القاهرة، من القائد العام للقوات المسلحة إلى جلال علوبه يُفاد عن عدد الأجانب الذين لا يحملون الرعوية المصرية وعن جنسياتهم وأسمائهم ومهنهم قف انتظر تعليماتنا أفد، اللواء محمد نجيب، بيبعت له يقول له جلال علوبه تاني، إلى سعادة القائد العام للقوات المسلحة جاري البحث في موضوع جنسياتهم ولا يمكنني الجزم الآن في تحديدها وسأطلب من كل منهم بياناتهم الشخصية وبعدين يرد عليه محمد نجيب، من القائد العام للقوات المسلحة إلى قائد المحروسة، يصير تنفيذ تعليماتنا بخصوص إنزال الملك وابنه وبناته وزوجته وملابسهم وعدم السماح لأي فرد آخر بالنزول وبعدين أفد؟ هنا بقى كمان فيه حاجة تلفت النظر إلى مين كانوا اللي مع الملك؟ مين اللي بيخدموه؟ طب أنا عارف.. عارفين كلنا إن فيه كريم ثابت وحواليه بعض المصريين الظاهرين لكن في داخل الحاشية في داخل القريبين للملك مين هم؟ هنا بيبان لي لأول مرة مَن هم لأول مرة وأظن إنه هذه وثيقة نادرة في إنها بتوري مَن كانوا هم المحيطين بالملك واللي بيتولوا شؤون حياته، فيقول له إيه بقى، الآتي.. إلى سعادة القائد العام للقوات المسلحة الآتي بيان بأسماء وجنسيات الأشخاص الذين يرغبون في البقاء في بإيطاليا، يعقوب نظير خادم ألباني معه رخصة حمل سلاح طيب، عابدين سليمان خادم ألباني مع رخصة سلاح، رستم عبد الرحمن خادم ألباني معه رخصة حمل سلاح، شاكر آدم خادم ألباني معه رخصة حمل سلاح، إدوار كافاتشي تابع إيطالي ليس معه باسبور.. مالوش باسبور، الراجل ده عمل حاجة غريبة قوي إنه خاف ليمسكه يعني لما اتعرفت إنه أوامر.. إنه فيه أوامر جايه إنه ما ينزلوش فالراجل ده لمَّا المركب قرَّبت.. كافاتشى ده لما المركب اليخت قرَّب من الميناء نط من سطح المركب وراح عائم لأنه خاف بعدين يحجزوه ويرجعوه مصر وبعدين جوزيبي جارو حلاق إيطالي الأصل ليس معه باسبور، بيترو ديلافالي حلاق إيطالي واحد تاني، آنسة سيمون نابوريه مربية فرنسية للأولاد معها باسبور فرنسي للأولاد ديه كانت، آنسة جانيت دي ماير مربية سويسرية برده للأولاد للبنات يعني، آنسة جيرمين بيكارد خادمة سويسرية ليس معها باسبور، آنسة فيوليت جورفلي خادمة سويسرية ليس معها باسبور، كل الناس اللي حوليه في حياته الخاصة ليس فيهم مصري واحد إلا ذلك.. كل الناس اللي بيسهلوا خدمات من نوع خاص شماشيرجي اللي كان بينقل بعض الحاجات وبيرتب حاجاته، يعني صورة غير ما هياش قوي ملك مصر مش معقول يبقي فيه اللي حواليه كلهم في حياته ألبان، أنا عارف إنه أصل الأسرة ألباني لكن كده ده شوية أنا بألاقيه مستَغرَب يعني لأنه جنب إنه كنت أنا بأحس إنه الشاب ده خلافا لأبوه.. الملك فاروق خلافا لأبوه دخل في صميم الحياة المصرية لكن واضح الآن.. واضح قدامي دلوقتي إنه هذا ما كنا نراه كان جزءا من قشرة ولم يكون هو ما يجري في الداخل وإحنا هنا قيمة البرقيات ديه إن بأطُل على الداخل إن ما كانش فيه حاجة مصرية أبدا، بعدين إلى أمير البحر جلال علوبه نفذ تعليماتنا ثم أخرج من الميناء بسرعة واستمر على اتصالنا وبعدين ردا على إشاراتكم.. جلال علوبه بيبعت إلى محمد نجيب، ردا على إشارة سعادتكم الأخيرة جلالة الملك السابق مصمم على إنزال الأجانب وقد التجأ إلى البوليس الإيطالي لتنفيذ ذلك، دخلنا إنه ملك مصر بلغ البوليس الطلياني إنه معه الناس وإنه البحرية المصرية عاوزة تحجزهم وبعدين نكمل حكاية اللجوء للبوليس الطلياني يقوم يرده عليه من القاهرة، إلى قائد المحروسة الأمر معروض على الوزارة، قف سنفيدكم بالنتيجة، طب دخلنا في مشكلة دبلوماسية بقى دلوقتي الملك بلغ البوليس ومانع نزول الناس اللي معه وبعدين بيقول له الوقت بيفوت والوزارة ما بتردش فاليخت بيعبت للقيادة في القاهرة بيقول لهم، أرجو الإفادة بسرعة تجنبا للمشاكل لأنه البوليس طلع.. البوليس الطلياني طلع فعلا على اليخت بطلب من الملك عشان يخلص الجماعة اللي همَّا مش مصريين، طيب بعدين ييجي أمر من القاهرة، من محمد نجيب إلى قائد المحروسة، الصناديق تُفتح، تُسلم صناديق الملابس والأمتعة الخاصة، الصناديق التي بها ذهب أو أشياء ثمينة ملك الحكومة وتبقى وديعة لدى الحكومة الإيطالية.. بعد ما طلع البوليس الطلياني وكذا ما يُختلف عليه بعد الجرد حتى يصل مندوب الحكومة المصرية، قف اسأل محمد حسن والطيار عاكف متهمان يحجزا تحت التحفظ هما معكم ولاَّ لا؟ وبعدين ها نعمل اتصالات بالحكومة الإيطالية، يبعت له ثاني جلال علوبه بيقول له إيه؟ رداً على إشارة سعادتكم الصناديق المذكورة تحتوي على مشروبات روحية ومرطبات عددها 42 صندوقا، واقع الأمر الملك ما كانش بيشرب.. الملك فاروق ما كانش بيشرب لكن فيه مشروبات روحية ممكن قوي للحاشية ولا يوجد أشياء ثمينة أو ذهب ولذا سُلمت، محمد حسن والطيار عاكف ليسوا ضمن الركاب، باقي الحاشية الأجانب غادروا اليخت إلى جزيرة كابري مع الملك وقد حُجزت بقية الحاشية قف أمرت طاقم فيض البحار للعودة بالمحروسة لنابولي لأنه لقى وهو داخل الميناء لقى اليخت الملكي فيض البحار وحصل فيه مشكلة لأنه اليخت الملكي فيض البحار الملك قال ده ملكه الخاص وفعلاً هو ملك والدته كان، قال ده ما يرجعش ده يستنى وكان يحاول يخلي المحروسة تستنى كمان لكن بأرجع أكمل البرقيات لأنه أنا بألاقي فيها من وجهة نظري وبأعتذر إذا طالت لكن أنا بألاقي هنا الشعيرات الإنسانية الدقيقة لدم الحياة نفسها بتبان في الحاجات دية كلها، بيقول له إيه؟ حضر طاقم فيض البحار.. مش مشكلة فيض البحار مش قضية وبعدين ارجع باليخت فوراً ولا تنتظر الإشارات، قامت المحروسة.. المهم رجعت وانتهى الموضوع، راجعة المحروسة، الملك نزل من المركب ولم يعجبه ما رأى والحقيقة إنه إيطاليا في ذلك الوقت لم تكن على استعداد أن تُرحب بأحد من الملوك، لو حد يفتكر وقتها إيه الأوضاع اللي كانت موجودة في إيطاليا.. إيطاليا كانت فائتة في مرحلة دقيقة جداً من حياتها السياسية، الأحزاب الشيوعية كانت قويت شوكتها في إيطاليا، الملكية ملكية آل سافوي في ذلك الوقت سقطت وجرى استفتاء على إنه إذا كان آخر ملوك إيطاليا يستنى في إيطاليا ولاَّ يخرج وجاءت نتيجة الاستفتاء إنه فيكتور عمناويل يطلع وما يبقاش فيه ملكية وأُلغيت الملكية وأقوى الأحزاب الموجودة في إيطاليا في ذلك الوقت هي الحزب الشيوعي الإيطالي وهو تحت زعامة القائد الشهير جداً توليتي وجو إيطاليا كله ليس مهيئاً لملك لا يروح روما هو وابنه ولا.. لأنه فيه باقي، هو صحيح إن هو ملك سابق لكن هو معه ابنه ملك لاحق ملك موجود قائم على العرش والطلاينة مش عايزين كدة إطلاقاً، يروح الملك في كابري يقعد شوية أيام، بيرجع إيطاليا ويحاول يشوف طريقة يرتب بها أموره ويبدأ يتصل بالسفارة الأميركية في روما علشان الوعد اللي هو أخذه من كافري لما قابله لآخر مرة على ميناء الإسكندرية قبل ما يركب يخت المحروسة وهو إنه يروح أميركا عايز يروح أميركا لأنه إيطاليا ما هياش ملائمة قوي له ويقابل.. يرتب يحاول يرتب عن طريق بعض الناس اللي بيعرفهم في إيطاليا إنه يقابل السفير الأميركي في روما وهو في ذلك الوقت السيدة كلارا بوث دوس ويقابلها ويقول لها اللي جرى وهي تقول له إنه ما فيش إطلاقاً.. ما فيش مشكلة إطلاقاً وإنه هي متأكدة إن الحكومة الأميركية ها تفتح له أبوابها وإنه ها يروح يعني، بس يديها وقت يخلصوا الإجراءات، هذه قصة متكررة وعلى كل الناس اللي بيعتمدوا على الولايات المتحدة الأميركية إنهم يفهموها، الملك بيقعد فترة ما بيتلقاش جواب ويبدأ يقلق ويبدأ يلح لأنه حاسس لا هو قادر يعمل ترتيبات إقامة دائمة في إيطاليا ويرتب حياته إنه ها يقعد في إيطاليا لأنه الجو في حد ذاته هو نفسه وصفه لبعض الناس قال إن الجو (Hostile) بالنسبة للملكية وإنه حتى الملك أمبرتو اللي هو ابن فيكتور عمناويل واللي جرى عليه الاستفتاء حتى أفراد عائلته حتى الأقربين من الدرجة مش الدرجة الأولى بس والدرجة الثاني بس الدرجة الثالثة طُلب إليهم أن يخرجوا من إيطاليا لأنه كان فيه شعور ضد الملكية اللي بيقال إنها تعاونت مع موسوليني جنب مشاكل الملكية الخاصة، الملكية كان عندها مشكلتين في إيطاليا، مشكلة تعاونها مع موسوليني ومسايرتها له في الفاشيستية والحاجة الثانية إنه الأسرة كان دائماً.. وهنا ابن خلدون صحيح وصادق إنه العصبية بتنتهي، العصبية بمعنى القوة بتنتهي في الفاتحين الأُوَّل وأبناؤهم وأحفادهم بيضعفوا وتموت الملكيات وتموت العروش فحصل حاجة من النوع ده في أسرة سافوي وأمبرتو هو الراجل اللي جات في وشه صدمة إنه الشعب الإيطالي لا يريد الملكية، فالملك يشعر.. الملك فاروق يشعر إنه جو روما ليس ملائماً لا لابنه ولا له ويتصور إنه في أميركا ها يبقى بعيد، الحاجة الثانية كمان إنه بيقول ودي قالها إنه بيقول إنه في إيطاليا ها يبقى موجود حيث يستطيع أن يراه مصريين كُثر وهو مش عايز حد يشوفه ولا عايز يشوف حد لكنه في أميركا..

"
فاروق طلب حق اللجوء السياسي إلى الولايات المتحدة التي كان حليفا لها لكنها رفضت لأنها تعتزم التعامل مع النظام الجديد في مصر ولا تريد الدخول في مشاكل معه
"

لما يروح أميركا يروح ويستقر في فلوريدا يتصور الملك إن هو بهذا الشكل يبقى بعيد عما كان هو يصفه (Away from hun ways) بعيداً عن طرق الشر اللي هو بيقصد بها المخابرات المصرية ويحس إن وهو قريب في إيطاليا يعني ده شمال البحر الأبيض ومصر جنوب البحر الأبيض والمسافات قريبة قوي وهو عايز يبعد، كلارا بوث روس ما بتديلوش ردود واضحة وقاطعة وبعدين هي ما تقابلوش تبعت له مستشار السفارة يقابله على غداء مرة ويقابله في الجراند أوتيل في روما ويقول له إنه جاي له برسالة ولكن عايزها تأخذ شكل الطابع الاجتماعي وبعدين يقول له الولايات المتحدة دلوقتي (Real Politic) بيقتضي الولايات المتحدة تنشئ علاقات مع النظام الجديد في مصر، النظام اللي قام في مصر ومع إنه الولايات المتحدة كانت متعاونة معه وكان كذا وكذا.. وكذا لكن فيه حقائق موجودة لا تسمح للحكومة الأميركية في هذه اللحظة إنها تقول له تفضل تعالى في أميركا لاجئ سياسي، نفس ما جرى لشاه إيران بالملي كأنه ما جرى للملك فاروق كان بروفة مبكرة لما جرى فيما بعد مش بس لشاه إيران ولغيره من كل اللي تصورا إنهم ممكن يلجؤوا أو يعتمدوا على صداقات قديمة مع الولايات المتحدة، فالملك يعرف إنه ليس لديه فرصة إنه يروح أميركا فيبدأ يحاول يرتب حياته في إيطاليا وبعدين تبدأ علاقاته بالملكة ناريمان تسوء لأنه وهو في إيطاليا فقد أمل إنه يروح أميركا وتصور في بعض المرات أو خطر له وسأل في هذا مرات إذا كان فيه عدد.. حد من الضباط القدامى الموالين للأسرة المالكة يستطيع أن يفعل شيئا في مصر في الأوضاع الجديدة في مصر وقد بلغته أنباء.. لأنه هنا أنا بأتكلم على قصة الملك فاروق لكن ما بتكلمش على قصة أسرة محمد علي لأنه كان باقي.. لو نفتكر بعد ما خلصت.. بعد ما مشي الملك فاروق وتألف مجلس وصاية، مجلس الوصاية كان يرأسه الأمير محمد عبد المنعم أي أن الملكية موجودة في مجلس الوصاية والوصاية موجودة على ملك هو أحمد فؤاد الثاني اللي هو موجود دلوقتي مع الملك فاروق، فالملك فاروق كان يتصور وبمعرفته لبعض قوات الجيش القُدام اللواءات القدام كان بيتصور.. وفعلاً حصلت حاجات بس أنا هأرجع أتكلم فيها بعدين يعني، لكن قعد شويه ينتظر أميركا ترد عليه ما بتردش ينتظر حد من ضباطه ما بيعملش حاجة ما حدش بيعمل حاجة أبداً والأوضاع في مصر بتبعد عنه والأمور بتبعد ثم أن هناك حملة شديدة جداً في انتظاره، أظن.. بتلاحقه، أظن إنه في هذه الفترة كان أكثر ما وجعه وأنا سمعت من الملكة ناريمان تفاصيل كثيرة جداً عن هذا الوجع إنه اللي راح أبلغ في موضوع الذهب كان بوللي الراجل اللي الملك موت نفسه عشانه وبكى من أجله وصمم أن لا يغادر مصر إلا وهو معه أنطون بوللي بيه هذا الراجل لما خرج ومسكوه ضباط الحرس طلب مقابلة اللواء محمد نجيب وإنه عنده معلومات بالغة الأهمية يريد أن يقولها وبالفعل يوم 27 الصبح.. صباحاً 27 يوليو 1952 صباحاً والمركب الملك في المركب بيبكي عليه والمركب متجهة للمحروسة بوللي بيه موجود يُرحَّل للقاهرة وييجي القيادة فعلاً في القاهرة وأنا شفته هناك، لكن ما أعرفش هو قال إيه، لكن دخل في أوضة ودخل معه اللواء محمد نجيب ودخل معه ذكريا محيي الدين ومش متأكد مين كمان ثاني، أظن صلاح ناصر وبدأ أنطون بوللي يحكي تفاصيل يعني مروعة عن اللي كان بيعمله الملك وعن تصرفاته وأسوأ من كدة عن كميات الذهب اللي هربها معه، في واقع الأمر الراجل ما كانش هرب ذهب والملك فاروق لما عرف اللي حصل وإنه بوللي هو اللي كان مرشد عشانه أظن إنه أصيب بصدمة ما كانتش الصدمة الوحيدة اللي أخذها الملك فاروق في هذا الوقت، أنا حكيت إنه لما وصل روما كان عنده صدمة إنه الحكومة الإيطالية لن تقابله، عنده صدمة إن الأميركان لن يعطوه حق اللجوء إلى أميركا لأنه ده ما كانش حق لجوء لأن الأميركان اعتبروا أما ومعه ابنه كمان وهو لسه فيه المسائل ملتبسة فهمَّا مش عايزين مشاكل، عايزين يشوفوا كيف يمكن يتصرفوا مع النظام الجديد مش مع اللي فات واللي أعطى كل ما عنده ولم يبق عنده ما يعطيه ده خلاص انتهى، ليمونة وعُصرت.

[فاصل إعلاني]

خيانة جديدة وأموال ضائعة

محمد حسنين هيكل: ناريمان بتحس إنه الملك اللي قاعد في روما قاعد حاسس بخيانة رابعة ولاَّ خمسة كمان وهي خيانة فلوسه.. الرجل ده وهو موجود في الحكم وهو موجود على العرش وهو موجود على رأس السلطة في مصر استطاع تهريب وفقا لكل التقديرات اللي ممكن الوثوق بها مش عاوز الكلام اللي فيه مبالغات ده أنا لست من أنصاره يعني، لكن الملك في ذلك الوقت كان استطاع أن يهرب مبلغ ما بين 35 مش يهرب يبعت بره، مبلغ ما بين 35 إلى 40 مليون جنيه إسترليني وكان يتصور إنه هذا المبلغ موجود له، الحاجة الغريبة قوي إنه في الفترة ما بين خلعه عن العرش وإعلان خلعه ووصوله إلى روما والتحقق إن الراجل موجود هناك وإنه يقدر يسأل عن حساباته اختفى من هذه الحسابات في يوم خلعه وحده اختفى 6 مليون جنيه إسترليني من حساب.. راحت من حساب الملك ووصل الملك ليكتشف أن ما كان يعتقد إنه حوالي 35 إلى 40 مليون جنيه إسترليني وقد تقلص إلى حوالي 12 إلى 15 فوجد إنه تقريباً ثلثين الثروة اللي هو حب يستعد بها للملمات راحت منه فبقى، طبقاً للملكة نريمان بقى في حالة عصبية جداً تكالبت عليه أشياء كثيرة جداً وبقى في حالة عصبية وبتقول الملكة نريمان إنه رجع يتصرف نفس تصرفاته القديمة وإنه بدأ يسيبها ويطلع بره في العشاء مش عارف مع مين ويعرف مين وهي تضايقت وبعدين بدأت تتكلم معه وهو مش مستعد يسمع منها وبعدين بدؤوا يتخانقوا وبعدين قررت.. جاءت يوم قالت له أنها عايزة تمشي وبالفعل هو ما كانش موافق إنها تمشي قالت له ها تروح سويسرا، المهم هي رجعت وبدأت تطالبه.. تطالب بابنها، ابنها هو بيعتقد إن هو المؤتمن عليه وهو اللي ها يربيه، الحاجة الغريبة قوي إنه لما مشيت هو اضطر إنه يشوف بناته فريال وفوزية وأخواته عنده أربع بنات فبدأ يطلبهم من سويسرا، همَّا كانوا كلهم في مدارس في سويسرا فراحوا له في روما والحاجة الغريبة جداً سوء حظه سوء تصرفاته في واقع الأمر بدأ يقول للأولاد يحكي لبناته وأنا واثق من هذا، يحكي لبناته على ما فعلته به أمهم وكسر ثقة البنات في أمهم مع الأسف الشديد ثم نتيجة ده أيضاً إنه البنات فقدوا ثقتهم فيه لأن هو قدامهم هز صورة أمهم ولكن لما هز صورة أمهم هو لم يكسب لأنه في النتيجة همَّا فقدوا الثقة بالاثنين وأنا بأعتقد إنه من الحاجات اللي تعبت أولاد الملك فاروق وخصوصاً فريال الكبيرة لأن هي اللي كانت أكثر.. واعية أكثر لما رجعوا لسويسرا أنا عارف إنهم ما كانوش عايزين العلاقات معه تقريباً ويا دوب.. والحاجة الغريبة قوي إنه في هذه الفترة لجؤوا إلى شاه إيران يساعدهم بوساطة من الإمبراطورة فوزية ولكنهم لم يطلبوا من أبوهموضة أوض

"
فاروق مات ميتة مأساوية في إيطاليا كذلك انتهى الحال بابنه الذي سمي ملكا لمصر من بعده حيث تزوج من يهودية ولم ينجح هذا الزواج إلى أن أعلن سقوط النظام الملكي في مصر
"

وبعدين أبوهم يعني كان فايت في النهايات المأساوية دي، ابنه اللي قعَّده معه أنا بأعتقد إنه لسوء الحظ أيضا أساء إليه وأتعب شخصيته والنتيجة إنه الملك فاروق مات في الظروف المأساوية اللي مات فيها مات بيتعشى، الراجل بيتعشى بيأكل أكل أكثر مما تستطيع معدة أي بني آدم طبيعي إنها تحتمله، لكنه ده الرجل كان بيأكل هَمَّا لأنه مرات.. حتى في علماء النفس بيقولوا إنه مرات الناس بتأكل هَمَّا أكثر ما تأكل اشتهاءً للطعام، الراجل ده يوم ما مات كل أكل لا يمكن يحتمله حد والمهم يعني جاءت له النهاية وهو مع واحدة مع الأسف لا تساويه مقاما ولا قيمة وكلها ألوان وأنا شفتها، أنا يعني كنت راغب قوي في وقت من الأوقات كنت راغب أشوف هو عايش إزاي وأنا بأتذكر إنه أحد مستشارين سفارتنا في ذلك الوقت وهو السفير إسماعيل مبارك، بعد كده بقى سفيرنا في روما أنا قلت له تعالى من فضلك عايز أشوف الملك فاروق عايش فين، فأخذني إلى حيث كان الملك عايش أنا ما شفتوش وقتها لكن شفت بيته، الملك لما قرر يقعد في إيطاليا راح في حي بايولي وأخذ شقة دور بحاله وعمل فيه بيته ولكن ما كانش فيه حاجة تميز هذا البيت لكن.. ما كانش في حاجة تميز هذا البيت لكن.. لمَّا أنا شفته إلا مجموعة العربيات الغريبة الطورش والمش عارف إيه اللي واقفين قدام الباب.. قدام البيت وشويه كان فيه حد بوليس سري ولاَّ حاجة كده موجودين بيتابعوه بس يعني، لكنه الرجل مات حقيقة ميتة لا تليق به ولا تليق بحاجة يعني ما تلقش بحاجة أبدا وبعدين هذا الابن اللي هو تولى تربيته راح بعد كده في ظروف أنا ما يصحش أتكلم عليها لكن راح تزوج واحدة برده أيضا أظن إنها يعني مختلفة عنه ما بأقولش حاجة ثانية أكثر هي يهودية ومختلفة عنه ولكن هذا الزواج لم ينجح ولكن هذا الزواج أنا بأعتقد إنه قاد الرجل اللي سُمي ملك مصر لفترة من الفترات لغاية ما أُعلن سقوط النظام الملكي في مصر انتهت به إلى مصحة وأنا بأعتقد إنه هذا الشاب كان ممكن يستحق إن يبقى عنده مصير آخر، فاكر أنا بعد كده وأنا هأقفز بالحوادث قفزة طويلة قوي إلى سنة 1975، 1975 أنا كنت بأزور إيران زيارة رسمية بدعوة من الشاه وأنا مختلف مع الرئيس السادات لكن الشاه كان محتفظ لي بما يتصور هو إنه حاجة كويسة وهو إن أنا مع السيناتور مسعودي رئيس مجلس الشيوخ الإيراني في ذلك الوقت استطعنا أن نعيد العلاقات بين مصر وإيران وكانت قُطعت بعد سنة 1967، كنا.. كان حصل مشاكل بعد 1967 بسبب التعاون الإيراني الإسرائيلي وقُطعت علاقاتنا مع إيران ولكنه أنا بعدها وسيناتور مسعودي وهو جنب إنه كان رئيس مجلس الشيوخ كان فيه إنه صاحب دار نشر مهمة جدا في طهران هي دار إطلاعات وكان صديقا لي صديقا حقيقيا ولا تزال أسرته صديقة لي.. لي ولعائلتي، الشاه لما أنا كنت متخانق معه اتخانقنا اختلفنا مع الرئيس السادات وأنا جيت رايح إيران، اتصل بي الرئيس السادات الحاجة الغريبة قوي وقال لي أنا سمعت إنك أنت رايح إيران بدعوة من الشاه، ها تروح تتفرج ها يعمل فيك الشاه إيه يا سيدي، قلت له أنا عارفه من زمان قوي وشفته كثير قوي مش ها يقدر يعمل فيَّ يعني فهو كان رأيه إنه الشاه ها يعمل شاه علي يعني وأنا قلت له مش ها يعمل معي يعني هو استعمل وقتها لفظ يعني ها تشوف العنجهية إزاي يعني، لأن كنت بأشتكي من بعض الحاجات اللي حاصلة في مصر فعاوز يقول لي إنه في إيران ها تشوف أكتر يعني، لكن الحقيقة لما رحت وأنا في إيران الشاه الحقيقة يعني كان شديد الحفاوة بنا مقدرا إنه أنا عملت دور في العلاقات المصرية الإيرانية بشكل أو آخر، هو سيناتور مسعودي عمل معه وأنا عملت مع جمال عبد الناصر لكن استطعنا إعادة العلاقات وأنا حقيقي مؤمن كنت باستمرار ولا أزال إنه العلاقات بين مصر وإيران علاقات أساسية لأنه دول أكبر دولتين في هذه المنطقة، على أي حال ده موضوع تاني، لكن يوم وأنا موجود مع الشاه..

حلم عودة الملكية إلى مصر

إحنا موجودين مع الشاه والشاه عزمنا على الغداء في نيافران الشاه بيقول لي حاجة غريبة قوي، بيقول لي أنا سألني قال لي الرئيس السادات ناوي يعمل إيه مع أحمد فؤاد؟ قلت له أنا ليس في علمي إنه ها يعمل حاجة مع أحمد فؤاد، قال لي طيب في ها يحصل إيه بعد الرئيس السادات؟ افرض الرئيس السادات النهارده موجود لكن بُكره مش موجود وما فيش عندكم ما فيش تنظيم ولا في حاجة تكفل (Succession) فالرئيس السادات، أقصد تتابع رئاسة الدولة، فالرئيس السادات في ذهنه إيه بالضبط قلت له والله أنا ما بأعرفش والله يعني ما بحثتش هذا الموضوع، قال لي أنا بحثته، قال لي أنا شفته بعد..

"
شاه إيران اقترح على السادات رعاية أحمد فؤاد بن الملك فاروق وتهيئته لملك مصر من بعده غير أن السادات لم يلزم نفسه بتعهد حيال ذلك
"

 كان شافه في 1974 بعد حرب أكتوبر وسألته قلت له أنت دلوقتي، كلام الشاه أنت بتعوم في مجد اللي حصل في أكتوبر والناس بتصفق لك والحاجات دي كلها، لكن لازم تفكر في بلدك بعدك لأنه إحنا.. هو كان دائما الشاه عنده تصورات الخلود والمجد والكلام الهيصة دي كلها لأنه إحنا الناس اللي زيِّنا اللي علينا مسؤوليات تاريخية علينا أن نفكر فيمن بعدنا، هو راخر ما فكرش في اللي جاي بعده يعني، لكن وقتها هو كان لا يزال في عنفوان قوته حتى هو سألني يومها وقال لي، أنا.. وأنا كتبت هذا الكلام في وقته ونشر في الصفحة الأولى في الـ(Sunday Times) وقال لي أنا اجتزت امتحاني، هو قال لي وأعتقد إنه كان بيتكلم على مصدَّق هو رأيه كان إن كل رئيس دولة بيواجه الامتحان الأكبر في حياته وإنه فيه مناسبة من المناسبات وإنه يتحقق بقاؤه ويتحقق دوره في التاريخ بمقدار ما ينجح في هذا الامتحان، فهو كان متصور إنه واجه امتحانه ونجح فيه وقال لي كده، قال لي أنا واجهت امتحاني ونجحت لكن الرئيس السادات لا يزال يواجه امتحانه وعليه أن يفكر فيما هو بعده، فقال لي أنا اقترحت عليه، الشاه بيقول لي وأنا بعدها قلت الكلام ده وكتبته، قال لي أنا اقترحت عليه إنه يعمل مع أحمد فؤاد نفس اللي عمله الجنرال فرانكو مع خوان كارلوس وإنه هو يتولى رعايته ويتولى تربيته وقال لي.. ما خباش الراجل إن هو بيرعى شؤونه وإنه بيدوا لهم بيساعدوهم بيصرفوا عليهم بشكل أو آخر يعني أو بيساعده يعني، فقال لي أنا أتصور أو قلت لأنور السادات قلت له ما تفكر جديا في إنه تأخذ هذا الشاب وبعدين إنك أنت تضعه تحت رعايتك وإنك تعمل معه زي فرانكو ما عمل ما خوان كارلوس وتربيه وتهيئه للعرش كملك من نوع آخر مختلف.. مختلف عن أبوه، أنا عارف أبوه وعارف إيه اللي عمله أبوه لكن ممكن قوي الملكية.. هو كان معتقد الملكية مهمة جدا لهذه البلدان وإلى آخره يعني، فهو ده عنده الفرصة أنور السادات إنه يعمل الحكاية دي كلها، قلت له قال لك إيه؟ قلت له يعني الرئيس السادات رد قال إيه؟ قال الحقيقة قال لي هو ها يفكر في الموضوع لكن (He did not commit him self) هو لم يلزم نفسه بشيء، الحاجة الغريبة قوي إنه في هذه الفترة نلاحظ إنه الرئيس السادات سمح.. إدوا باسبور سياسي لأحمد فؤاد وجاء مصر الشاب مسكين جاء مصر.. جاء مصر كذا مرة وهو يتصور على أمل إنه الشاه قال له حاجة يعني أو هيئه لشيء ما والرئيس السادات ساعد على ده إنه جاء أهدى له سيف محمد علي، واحد من سيوف محمد علي وبقى فيه وهم لدرجة إنه أنا مرة بأشوف بأسبانيا كنت في مدريد وبأشوف الملك خوان كارلوس وبعدين خوان كارلوس.. الملك خوان كارلوس بيسألني بيقول لي إيه؟ بيقول لي إيه قوة الحزب الملكي في مصر؟ أنا.. إحنا كنا في مكتب الملك في زانزويلا في قصره.. قصر زانزويلا وأنا وهو لوحدنا ما حدش معنا أبدا ومع.. وإحنا بنتكلم جاء له تليفون واحد سمحوا يدخلوه له كان تليفون من الملك الحسن ملك المغرب والحديث دار بالفرنساوي يعني وبعدين وأنا قاعد قدامه أنا حتى عرضت إني أطلع ما الراجل قال لي اقعد فقعدت ومش ها تكلم على الحديث ده يعني لأنه ما يلقش يعني، لكن على أي حال بيقول لي بيسألني الملك خوان كارلوس في أواخر الحديث بقول لي إيه؟ إيه فرص.. إيه الحزب الملكي عندكم؟ قلت له ما فيش حزب ملكي، أنا لا أعلم إن فيه حزب ملكي إطلاقا، قال لي طيب تفتكر إن الرئيس السادات في نواياه يبقى يعني ممكن يرجع الملكية؟ قلت له أنا أيضا، قلت له الكلام اللي أنت بتقوله لي.. أنا بأقول لخوان كارلوس شاه إيران قاله لي سألني قبل كده لكن أنا.. وقال لي إنه أقترح على الرئيس السادات حاجة في شأنه لكن أنا والله (Honestly) أنا لا أعلم.. لا أعلم إن فيه حاجة، قال لي ما تفتكرش إن ده ها يبقى حل معقول؟ قلت له أنا لا أتصور.. قلت له فيه حاجة مهمة افرقوا بين الملكيات الموجودة عندكم وبين الملكيات الموجودة عندنا، الملكيات الموجودة عنكم ملكيات لها تاريخ البوربون لهم ناس تاريخ أنت راجل من عائلة الباربون.. الباربون ناس لهم تاريخ ولهم مساهمة في التاريخ الوطني الكبير والممتد الأسباني والفرنسي في أوقات كتير قوي العصور كثير قوي، الهابس برده لهم تاريخ، هذه ملكيات ممكن قوي يبقى فيها ناس قاعدين مطالبين بالعرش (Pretenders) منتظرين لكن عندنا إحنا هذه ملكيات نمرة واحد كلها وافدة من الخارج أو معظمها وافد من الخارج وأنا مش عاوز أخش في التفاصيل لكن لا علاقة لملك فيها جاي بشعب موجود حاليا على الأقل في مصر الأسرة فضلت وأنا حطيت.. تكلمت على أسامي الناس اللي كانوا أقرب إحاطة بي وهم الألبان.. وده حاولت أشرحه لخوان كارلوس الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا إنه هؤلاء ناس لم يدخلوا.. فيه محمد علي مثلا لكن محمد علي كان عنده مشروع عثماني لكن مصر استُعملت فيه واستفادت من أدواته لكن كل مَن جاء بعد محمد علي بقي عقلهم موجود في مصر بحكم إنها.. إنهم ملوك لها إنه بيستخدموا.. مصر تخدم أهدافهم ولكنه قلبهم موجود في حاجة تانية في ثقافة تانية، أول واحد فيهم كان يعرف عربي هو الملك فاروق وقلت له.. قلت له القضية صعبة جدا، على أي حال وصلنا إلى حيث انتهت قصة الملك فاروق لأن أنا مش عايز أكررها تاني وقد انتهت بمأساة ثانية والمآسي الإنساني في اعتقادي إنه عيب، فيه مأساة إنسانية فيها عنصر بطولة وفيه مأساة إنسانية.. إنسانية فقط تثير الحزن مرات وتثير الشفقة مرات وتثير التأمل مرات لكنها في النهاية الملك فاروق لم يترك فرصة إطلاقا لعودة الملكية في مصر وأنا بأظن إنه أقرب حاجة إلى تصوير ما فعله هو أنه.. هو بيت الشعر اللي بيقول، لا يبلغ العاقل من خصمه ما يبلغ الجاهل من نفسه، تصبحوا على خير.

إعلان
المصدر: الجزيرة