
هيكل.. مرحلة تلت فشل مفاوضات مصر وبريطانيا
– خيارات الإنجليز بعد فشل المفاوضات مع الضباط
– أبعاد ودوافع تحديد إقامة النحاس باشا
– إعلان الجمهورية وموقف الأمير محمد عبد المنعم
خيارات الإنجليز بعد فشل المفاوضات مع الضباط
محمد حسنين هيكل: مساء الخير، بعض الأحداث في حلقة هذه الليلة لا تحتاج إلى صحفي لروايتها ولكنها في واقع الأمر تحتاج إلى كاتب مسرحي من الدرجة الأولى لأنه بعض الأحداث التي بعضها رأيته وكتبت عنه في حينه وبعضها حينما أتذكره وأعود إلى أوراقي مرة أخرى ألاقي.. أكتشف في التفاصيل مشاهد إنسانية وسياسية مدهشة، هأبتدي قبلا هذه الفترة تتعلق بالمرحلة أو بالشهور القليلة التي تلت فشل مرحلة المفاوضات الأولى بين مصر وبريطانيا وهي المفاوضات التي قادها جمال عبد الناصر وانتهت إلى فشل ذريع بعد أقل من أسبوع، يعني المفاوضات بدأت زي ما حكيت أواخر أبريل.. 26، 27 أبريل وأُعلن فشلها يوم 6 مايو، أي أنها أسبوع أو عشر أيام وفشلت وتلتها شهور اللي هي يونيو، يوليو، أغسطس، سبتمبر وأظنها كانت من أكثر الشهور إثارة في التاريخ المصري، كان واضحا من مجرد إنه محمد نجيب.. اللواء محمد نجيب تولى مسألة المفاوضات مع إنجلترا في شأن السودان إنه.. وإنه جمال عبد الناصر تولى أو عُهد إليه بموضوع الجلاء تبين بوضوح محمد نجيب نجح في اللي عمله في حكاية.. انتهت إلى حق تقرير المصير للسودانيين وده كان طبيعي، محادثات جمال عبد الناصر مع الإنجليز في شأن الجلاء فشلت وكان لابد أن تفشل وأنا حكيت معظم خلفيات الظروف اللي دارت فيها الحوادث في الأسبوع السابع، لكن بهذه الحوادث بأنه الاثنين دول تصدوا للمفاوضات، بواقع الأمر اللي موجود بحقائق الأشياء بقى واضح وإن لم يكن رسميا إنه هؤلاء الذين صنعوا ما صنعوا في 23، 26 يوليو أصبح عليهم عبء توليد النظام مهما حاول حد يتردد يتكلم يشوف يستقصي، لكن حتى مجرد تصدي الاثنين للمفاوضات بقى معناه واضح إنه هؤلاء الذين كانوا في النظام أصبحوا يتصدوا للموضوع، لكن فيه مسألة ترتبت على فشل مفاوضات وعلى موضوع تقرير المصير للسودانيين لأنه الموضوعين كانوا بالنسبة للشعب المصري ولجماهير الشعب المصري، كانوا موضوعين مهمين، الشعب المصري كان عنده اعتقاد بملكية السودان فإن وصلنا لحق تقرير المصير في موضوع السودان بدا إنه ده مخالف لما كان يسمى الأمان الوطني، إنه موضوع الجلاء جاء النظام الجديد بعد كل اللي قاله وبعدين بعد ست أيام أو عشر أيام أُعلن فشل المفاوضات بقى واضح إن إحنا داخلين على مرحلة بشكل أو آخر خشنة على الناحتين، من ناحية النظام يشعر إنه دخل في اختبارات قوة وهي بصرف النظر عن نتائجها وضَّحت أمام الشعب المصري بما يظنه في ذلك الوقت، إنه هذا النظام ما قدرش يعمل حاجة في الموضوعين الرئيسيين أو مش حاجة كبيرة قوي وبدأ النظام يحاول يعزز مواقعه لأنه هو بقى متحمل المسؤولية ومن الناحية الثانية الإنجليز بدؤوا يحسوا إنهم سواء في مفاوضات السودان أمام مفاوِض مستعد يتعمد على السودانيين مش يتمسك بالحق الملكي في التاج بالمنطق.. بمنطق اللواء بولولد في الكونغو وأمام مفاوض ثاني في موضوع الجلاء وهو جمال عبد الناصر مش جاي يتكلم في المذكرات القانونية لكن بيتكلم بالحق الطبيعي في الاستقلال وبعدين بدأ يبان في منطقة قناة السويس على الأرض إنه فعلا فيه جهد منظم وإنه فيه الدولة بقى المرة دي بتشتغل في المقاومة وعارفة أين توجد مواقع قوتها وأين تستطيع أن تؤثر، فمن ناحية الضباط بدؤوا يعززوا مواقعهم ومن ناحية ثانية الإنجليز بدؤوا يرتبوا لما بعد ذلك لأنهم توقعوا مشاكل كبيرة قوي وكانوا على حق في هذا، لكن النظام وهو يعزز مواقعه عمل عدة حاجات، الحاجة الأولى إنه أول حاجة على طول كده بدأ يحس إنه تقديره في ذلك الوقت إنه الإنجليز هيعملوا إيه؟ ما هو أي حد عاوز يواجه موقف معين هو عنده شعبه وهو الشعب ما هواش مبسوط قوي في هذه اللحظة ومش معتقد أنهم عملوا حاجة، لكن الإنجليز هيعملوا إيه؟ الخطة روديو أمامهم بيعاد تنشيطها وفيه شواهد واضحة في السويس وفي الإسماعيلية إنه فيه روديو بتشتغل ثاني على الأقل تحسبا للطوارئ خصوصا وقد بدأت مقاومة من نوع.. بدأ الإنجليز يحسوه وبدؤوا يتصوروا إنه ممكن أن يكون مؤثر، الإنجليز في هذا الوقت أمامهم عدة حاجات، أقصد إنه الضباط لجنة القيادة أو مجلس الثورة أمامه إنه فيه تقديره الموقف أنا أظن إنهم وصلوا إلى عدة تقريرات، أظن.. وأنا كنت متابع، لكن المناقشات في ذلك الوقت وصلت إلى إن الإنجليز عليهم يعملوا.. أمامهم إيه الخيارات أمامهم؟ الحاجة الأولى إنهم آه عندهم الخطة روديو وممكن يخشوا يغزوا أو يحتلوا ثاني زي ما كان موجود وزي ما كان ظاهر من المعلومات اللي جاءت من الخطة روديو واللي جابها أخونا سيد.. الخطة سيد اللي كشفت روديو، لكن هذا يحتاج إلى غطاء قانوني، من أين يأتي الغطاء القانوني أو الشرعي أو حتى الأخلاقي أو شبه الأخلاقي أو شبه الشرعي؟ بقى أمام الإنجليز في تقدير هؤلاء الضباط، بقى أمام الإنجليز إنهم يبحثوا عن غطاء من هذا النوع في القاهرة، أمامهم إيه في هذا الوقت؟ أمامهم نمرة واحد أظنهم بحثوا كل الاختيارات، بحثوا إنه إذا كانوا يجيبوا سياسي من الطراز القديم وفكروا للوهلة في بهي الدين بركات باشا لأنه باعتباره كان سياسيا قديما وباعتباره جاء في النظام كأحد الأوصياء لكن وجودا إنه بهي الدين باشا ما ينفعش، فكروا في رشاد مهنا لكن في هذا الوقت كان رشاد مهنا كمان اختلف وكان دخل السجن وما حدش يروح يأخذ واحد من السجن يطلعه ويعمل به يحطه على قائمة نظام يتعاون خصوصا وإنه هذا الرجل بالمواقف اللي أخذها لم يكن يبدو إنه قادر ولا مستعد يتعاون في شيء من هذا النوع، بقى أمامهم.. بعدين فكروا، طرحوا ثلاث حاجات، الحاجة الأولى طرحوا هل يمكن الاستعانة بالوفد النحاس باشا يرجع؟ بمعنى يعملوا انقلاب أو يخشوا يعملوا غزو ثم تقوم في سلطة مصر.. في مصر القاهرة تقوم سلطة يرجع فيها الوفد، لكنهم أنا أظن في هذا الوقت إنه لم يستقروا على خيار الوفد، الحاجة الثانية إنه فكروا في العائلة المالكة وهل يستطيع.. هنا العائلة المالكة كان لها وضع مهم يعني لأنه العائلة المالكة كان موجود فيها.. منها الأمين محمد عبد المنعم بقى الواصي الوحيد، قبلها كان رئيس مجلس الأوصياء وبعدين بقى الواصي الوحيد فهو يستطيع حتى محمد عبد المنعم أن يوجه دعوة شرعية إلى الإنجليز إنهم يتدخلوا ويبقى فيه غطاء.. يبقى فيه غطاء مقبول وممكن تنفيذه وبعدين فكروا أيضا في الإخوان المسلمين لكنهم لم تتجاوز.. في الإخوان المسلمين هم قطعا كانوا ضدهم يعني لكنهم فكروا في الإخوان المسلمين كعنصر زي ما هم.. زي ما مكتوب في الوثائق (Harassment) إزعاج للنظام الموجود لكن الخيارين الموجدين اللي بدا إن لهم نوع من المصداقية هو الوفد أو حد من الأسرة المالكة الأمير محمد عبد المنعم بالتحديد وبعدين في هذا الوقت وتصادف بمحض.. يعني إن أنا كنت بأشوف جمال عبد الناصر وإنه.. أولا هم عملوا إجراءات تأمين لأنه في هذا الوقت أُعلنت الجمهورية وأسرة محمد علي سقطت واتشال حتى الأمير محمد عبد المنعم من باب التوقي وبعدين هم لأول مرة دخلوا ثلاثة ضباط في القيادة في الوزارة مع محمد نجيب وهم جمال عبد الناصر للداخلية وعبد اللطيف بغدادي للشؤون المالية والكروية وصلاح سالم للإرشاد القومي، فبقى هنا كمان دخلوا في الجهاز التنفيذي علشان.. وبعدين حتى في هذا الوقت علشان يمسكوا بالأمور.. حتى في هذا الوقت صدر قرار أنا بأعتقد إنه من أخطأ القرارات اللي عملتها الثورة وهي إن اللواء إنه عبد الحكيم عامر الصاغ عبد الحكيم عامر رُقِّي إلى رتبة اللواء وعُيِّن قائدا عاما للقوات المسلحة بقرار وقَّعه اللواء محمد نجيب، أنا عبد الحكيم عامر للعلم أنا بألاقي فيه صفات إنسانية هائلة لكنه في تقديري كان ولا يزال حتى هذه اللحظة هو آخر رجل كان يصلح لدور قتالي، لكن اللي حصل إن.. لا يقود حرب عبد الحكيم عامر ما يقدرش، لكنه في هذا الوقت وأنا فاهم إيه الموضوع ومتابعه ووقتها يمكن أنا كل الناس ما كانتش مدركة لكن اللي بدا في ذلك الوقت إنه لما بقى فيه في الجيش الضباط الغاضبين وزعلانين واللي كانوا مش موجودين واللي بيطالبوا بحق مش موجود إلى آخره إنه عبد الحكيم عامر هو كُلِّف بالاتصال بهم وبتهدئتهم، فلما جاء الثلاثة دول جمال عبد الناصر بالتحديد ثم بغدادي وصلاح سالم ينتقلوا للوزارة بدا إنه مقر قيادة مجلس الثورة سوف يكون.. في الوقت ده كمان زكريا محي الدين كان راح المخابرات، بدا إنه مقر مجلس قيادة الثورة سوف يكون خاليا وهو العصب اللي موجود في الجيش مع الرغبة في نقل الجيش إلى الجيش بقى، إنه.. فعبد الحكيم عامر خرج من مجلس قيادة الثورة فراح قيادة القوات المسلحة لكي يواصل عملية استرضاء الأمراء الغاضبين والزعلانين إلى آخره وهو موجود في القوات المسلحة رسمي وفي غيبة جمال عبد الناصر وغيره موجودين بقوا موجودين في الوزارة، مع إلغاء النظام الملكي مع القرارات اللي طلعت، طلعت سلسلة قرارات متوالية وراء بعضها كده إنه إعلان الجمهورية وفيه مبرراته وإعلان الجمهورية كان موضوع قوي له مبرراته كثير قوي ما هواش محتاج حاجة وبعدين تلته قرارات بعضها وصل لحد مصادرة أموال الأسرة المالكة وبالتالي تصور الضباط إنه موضوع الأسرة المالكة لم يعد له بشكل أو آخر ركائز شرعية في القاهرة يمكن أن يكون منها طرف يستدعي الإنجليز تحت غطاء قانوني إلى التدخل وعلى أي حال كان إلغاء النظام الملكي أكثر اتساقا مع طبائع الأمور لكن هنا الإنجليز كان عندهم وهم بيعتمدوا على النظام الملكي قبل إلغاؤه كان عندهم تصورات.. أشياء شواهد سابقة، هآجي على المشاهد اللي تستحق فعلا إنه كاتب مسرحي مش صحفي يعني، اللي حصل إنه.. حصلت مشاهد تبدو لبعض الناس إنها يعني نوع المشاهد الموحية، فيه المشهد الموحي اللي اختُلفت فيه الآراء أو تباينت فيه الآراء واختلفت.. اختلفت الاجتهادات وهو مشهد محمد نجيب بيودع الملك فاروق واللي نسبوا له جلال علوبة إنه قال ما.. ما ظهر فيه إنه محمد نجيب عنده إحساس بالندم على إنه شارك في حاجة انتهت بخروج الملك، أنا مش متأكد إن ده صحيح وأنا مستعد أنفيه لكن فيه بعد كده الوثائق البريطانية فيها مشهد أيضا يساوي إنه الوقوف أمامه، حصل إنه الوثائق البريطانية بتحكي مرة.. وبتحكي على مرة يوم 3 أغسطس سنة 1952 مبكرا جدا إنه فيه ثلاثة جوابات، أول جواب فيهم جواب من النبيل عمرو إبراهيم كتبه للسفير البريطاني سير رالف ستيفنسون، النبيل عمرو إبراهيم وقتها يبدو إنه على علاقة بشكل أو آخر مع اللواء محمد نجيب، كان زمان كان بعض كبار ضباط الجيش وبعضهم كلهم بيفكروا في كيف هيخرجوا، لما هيخرجوا هيعملوا إيه؟ كان فيه بعضهم موجودين ضمن ما يمكن أن نسميه قريبين من الأسرة المالكة أو من أفراد منها أو محسوبين على القصر أو إلى آخره وكان فيه اللواء فؤاد صادق كان بيتردد على دائرة الأمير عمر طوسون وكان فيه ضباط كثير قوي على أي حال من كبار الضباط موجودين وقريبين من القصر بشكل أو آخر، لكن محمد نجيب كان قريبا على نحو ما من الأمير عمرو إبراهيم.. من النبيل عمرو إبراهيم فالبرقية.. الجوابين بيقولوا إيه؟ إن النبيل عمرو إبراهيم شاف محمد نجيب.. طلب ميعاد من محمد نجيب ومحمد نجيب فات عليه في بيته وبيحكي هو بيحكي للسفير البريطاني بيقول له إن أنا شوفت اللواء محمد نجيب وإنه محمد نجيب نواياه طيبة جدا إلى درجة إنه وصف إنه محمد نجيب كان مكسوف منه تقريبا وإنه بيقول إنه حصل بينه وبينه مشهد ألا مُصدَّق.. على طريقة مُصدَّق إنه فيه دموع وفيه بوس أيادي وحاجات كده وبيقول له إن أنا مندهش لكن أنا مسافر أوروبا على أي حال، لكن أنا حبيت أقول لك إيه.. محمد نجيب قال لي إيه لأنه هذه موضوعات لها دلالة، الغريبة قوي إنه البرقية دي أو الجوابات دي راحت لندن وبدأت تطرح تساؤلا هل فيه في القيادة الجديدة دي حد أيضا ملكية نازعة والإنجليز بيدوروا زي أي قوة بتدور يعني وألاقي إنه فيه هذه البرقيات عليها تأشيرات، فيه برقية البرقيات كلها فيها تأشيرات ملفتة للنظر، لأنه الثلاث تأشيرات فيه أربع تأشيرات على الوثيقة.. الوثيقة فيها محمد.. النبيل عمرو إبراهيم بيحكي مقابلته مع محمد نجيب وبيعتذر للسفير إنه والله ما قدرش يشوفه قبل ما يسافر لأنه هيسافر على عجل لأنه خائف إنه يُمنع من السفر ولاَّ حاجة فالجوابين راحوا لندن والتأشيرات المختلفة توالت على هذه البرقيات، فأول تأشيرة فيهم من رئيس القسم المصري في وزارة الخارجية البريطانية بيقول إيه؟ اللي هو ويلي موريس بيقول إنه الكلام اللي السفارة بتعلق عليه أهمية اللي قاله محمد نجيب لعمرو إبراهيم ده كلام لا يعلَّق أهمية عليه لأنه أنا مش معتقد إن له مصداقية لكن بيقول إيه في التأشيرة؟ سوف يدهشني أن تظل الملكية في مصر أكثر من عام واحد، عنده حق وبعدين فكرة إذا كان العرش بقِي حتى النهاردة حتى أغسطس سنة 1953 يعني بعد سنة فده كان له سبب واحد وهو إنه المصريين كانوا بيعتقدوا إنه التاج لا يزال هو الرابط مع السودان لكن أما وقد حُلَّ موضوع السودان فهو يعتقد أو اعتقاده إنه إذا حُلَّ موضوع السودان فالملكية ذاهبة، هنا برضه يمكن كان عنده حق، مساعد وكيل الوزارة كتب بيقول إيه؟ إنه هو يظن إنه الكلام ده مش معقول مش مضبوط لأنه يظن هو إنه الملكية.. النظام الملكي عبء عبثي على نجيب وأمثاله وبعدين.. دي تأشيرة، التأشيرة الثالثة بتقول إيه وهي لوكيل الخارجية؟ بيقول أوافق على ما هو في التأشيرة السابقة اللي هي بتقول إنه عبء مكلف وإنه لا أظن إنه لا ينبغي تعليق أهمية كبيرة قوي على كلام محمد نجيب مع النبيل عمرو إبراهيم لأنه محمد نجيب.. اللواء محمد نجيب معروف عنه إنه عاطفي وبيتسرع باستمرار في إبداء عواطفه وإنه لابد ملاحظة إنه هذا الرجل (Foxy) ثعلبي وإنه قد تكون هذه الثعلبة هي التي أوصلته إلى السلطة ومكنته على كل منافسيه وبعدين فيه تأشيرة سير روجر آلان على البرقية بيقول إيه؟ بيقول قالوا لنا.. قيل لنا أن نجيب في عروقه دم تركي أو سوداني طبقاً لما قاله السفير السوداني في لندن لي وإذا كان كذلك فقد يكون هناك ما يجعلنا نعتقد أنه أفضل من الآخرين، هنا فيه تصوراتهم للدم المصري، الدم التركي والدم السوداني ممكن يكونوا أنقى لكن الدم المصري ده يعني مراوغ حبة كبيرة، لكنه نجيب سوف يحتاج إلى مزايا شخصية كبيرة لكي يبقى في موقعه، عواطفه خطرة فقد تقوده.. وقد تقوده إلى متصورات (Messianic) رسولية، لكن هنا الإنجليز ما كان.. أظن كان ده قدامهم لكن الموقف بعد هذه المقابلة بنتكلم على أغسطس 1952 بقوا بيراقبوا لكن ليس هناك شيء مباشر إلا أشياء أخرى لم تكن تجري في القاهرة هأرجع لها بعدين، لكن النهاردة هأقف قدام.. دلوقتي حالاً يعني هأقف قدام مشهد ثاني.
[فاصل إعلاني]
أبعاد ودوافع تحديد إقامة النحاس باشا
" بعد مناقشات في مجلس الثورة تم إصدار قرار بوضع النحاس باشا تحت الإقامة الجبرية، جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وزكريا محيي الدين وصلاح سالم كانوا ضد اعتقاله، أما جمال سالم وآخرين فكانوا يرون أن الإقامة في بيته ستمكنه من الاتصال بالناس " |
محمد حسنين هيكل: أنا قلت قصة الملكة والنحاس باشا، الحاجة الغريبة إنه في حوالي.. في أواخر.. بعد إعلان الجمهورية وإلى آخره والكلام ده كله أنا يوم بأشوف جمال عبد الناصر، يوم في سبتمبر بأشوف جمال عبد الناصر أظن إنه كان عشرين أو واحد وعشرين طبقاً لأوراقي، فبيقول لي إنه فيه قرارات إنه جاية وإنه لا يمكن سيظل الوضع كده لأنه فيه ركائز كان فيه تعبيرات كده زمان ممكن قوي يستعملوها وبتاع وإنه العلاقات مع الوفد كانت ساءت في ذلك الوقت قوي طبعاً يعني وكانت حتى ساءت مع الأستاذ أحمد أبو الفتح فتقرر من باب الاحتياط أن يوضع النحاس باشا تحت الإقامة الجبرية، حصلت مناقشات في مجلس الثورة وقيل إنه اعتُقل ورُفض هذا الكلام وقيل إنه يحطوا تحت الإقامة الجبرية وجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وزكريا محيي الدين وصلاح سالم وعدد منهم كانوا ضد اعتقاله وكانوا ضد تحديد إقامته في مكان آخر غير بيته لكنه بعض الآخرين كان رأيهم.. منهم جمال سالم كان رأيهم لا في مكان آخر لأنه في بيته هيبقى عنده برضه اتصال بناس، لكن أنا ما أخذتهاش جد، الحقيقة لما حكوها لي قلت يعني النحاس باشا رجل حاجة ثانية مختلفة لا يعامل كده، لكن اللي حصل إنه يوم 23 سبتمبر لقيت جمال عبد الناصر الصبحية أنا فُت عليه في البيت لقيته الصبحية بيقول لي النهاردة هيروح بالليل أحمد أنور يبلغ النحاس باشا إنه حُددت إقامته وإنه حُددت إقامته وهيحاول يشرح له الموقف إنه حُددت إقامته لأنه له الإنجليز قد يفكروا في استعماله فإحنا من باب قطع دابر كل الشبهات قلنا يتحط تحت الإقامة الجبرية وعليه حراسة وبالتالي لا بقى يتصل بأحد ولا أحد يتصل به، أنا الحقيقة لازم أقول إنه استهولت اللي حصل وكلامي عنه مكتوب في ذلك الوقت، هأرجع له حالاً يعني، استهولت اللي حصل وقلت له أنا.. حكى لي هو الدوافع وأنا قلت له أنا مستعد أقر ببعض هذه الدوافع لكن أنا كنت بأقترح إنه أحد فيكم أنتم حد يروح للنحاس باشا، أنا بأعرف النحاس باشا كويس قوي وبأعرفه وبأعرف قدره عند الناس وفي التاريخ وبصرف النظر عن كل ما جرى في الوفد فالنحاس يبقى هو النحاس، مصطفى النحاس قضية ثانية خالص لا تعامل بهذه الطريقة، فأحد منكم يروح له وحطوا قدامه صورة المعلومات اللي عندكم إن الإنجليز ممكن يستعملوه ويشرح له إنه إيه الأسباب اللي أدت إلى هذه الإجراءات وأنا واثق النحاس باشا هيقبل وهيتقبل، فقال لي ما حدش هيروح هو هتبقى فيه حاجات فهيروح له أحمد أنور.. أحمد أنور في ذلك الوقت كان قائد البوليس الحربي وأنا بأعرف أحمد أنور شوفته يعني وهو ضابط ممكن يبقى كويس قوي لكنه في البوليس الحربي رجل أنا كنت بألاقيه خشن وكان.. يعني أنا لم أكن يعني بأشوفه أو في حاجات رجل لطيف ومبتسم لكن أنا حكاية البوليس الحربي يروح للنحاس باشا دي أنا كنت مش قادر أتصورها، قعدت ألح في موضوع إنه حد يروح للنحاس باشا منهم يشرح له وجمال عبد الناصر رفض، لكن حاجة بدرت قال لي يا أخي روح أنت، فأنا قلت له أنا مستعد أروح، قلت له أحمد أنور هيروح الساعة كم؟ قال لي هيروح الساعة عشرة بالليل، قلت له أنا أروح للنحاس باشا الساعة تسعة ونصف وأكلمه في هذا الموضوع فقال لي ما عنديش مانع وكان الحقيقة كريم في هذا، تسعة ونصف بالليل أنا أخذت بعضي ورحت بيت النحاس باشا لكن المفاجأة لقيتها إنه البواب ما يعرفش حاجة أبداً ودخل نده لي حد من جوه أنا بأعرف إنه كان قائم على خدمة النحاس باشا وأظن من سمنود كان معه من بدري قوي اسمه جاد، أظن اسمه جاد وبعدين جاد ده قال لي ده رفعة الباشا نام.. دخل نام والهانم بره ما جاتش، أحاول أتكلم معه أنا مش قادر أتصور إن أنا أدخل أصحي النحاس باشا وأقول له أي حاجة وقاعد محتار، أحمد أنور طبّ، في واقع الأمر لما أنا رحت كان فيه عربية بوليس حربي موجودة جنب الباب ويبدو إنه نبهوا على البواب ما يتحركش ما يفتحش بقه في حاجة لأن أنا لما رحت كمان أكلم البواب لقيت البواب شويه مرتبك يعني ولغاية ما جاب لي جاد على أي حال، المهم يعني بعد عشرة إلا عشرة إذا بأحمد أنور يطُب ويطُب ومعه سبعة ثمانية من ضباط البوليس الحربي والكلام ده كله، فأنا قلت له موقف، إحنا واقفين في الجنينة الصغيرة قوي بتاعت بيت النحاس باشا، المدخل كده وبعدين في جنينة عرضها مثلاً ييجي 15 متر ولاَّ حاجة وبعدين فيه السلام اللي طالعة على البيت، فواقفين بنتكلم فيها فقال لي أنا هأصحيه، قلت له ما يمكنش ما حدش يطلع يصحِّي النحاس باشا وأنا بأترجاك، طيب ارجع لجمال عبد الناصر ارجع للرئيس، وقتها كانوا بيقول له الرئيس، روح لأنه هو قائد مجلس الثورة ومعروف يعني ولكن.. المهم يعني فأحمد أنور شافني بأتكلم بيعرف إن أنا قريب.. اقتربت قوي من جمال عبد الناصر فقال لي هأتصل باللاسلكي لكن اللاسلكي قدام بيت النحاس باشا بسبب اقتراب المباني مش شغال فطلعت معه في عربيته على النيل عشان يحاول يتصل بجمال عبد الناصر ويقول له نعمل إيه النحاس نائم والهانم مش موجودة أو هو ما كانش راضي يقول هانم، بيقول السيدة زينب، فرحنا غبنا مثلاً ييجي سبع ثمان دقائق والاتصال مش قادر يتم ورجعنا ثاني على البيت فإذا بزينب هانم كانت جاءت وطلعت على فوق على طول، فأحمد أنور أنا مش عايزه الحقيقة يعني قلق جداً من تصرفاته يعني، فطلع جاد ده قال لزينب هانم قال لها إنه فيه تحت كذا وبتاع فهي قالت له يطلعوا، على بال ما طلعنا وأنا واصف المشهد في آخر، ساعة زينب هانم كانت قلعت ولبست لكن لما هتشوف أحد قالت إيه ده، مين ده عرفت إنه فيه بوليس حربي وحاجات ده وعايزة مش عايزة تنزل قدام.. كل عرفت إن فيه ناس كثير قوي ومش عايزة تحرج نفسها قدام عدد من الضباط فطلبت إن حد يطلع لها فطلع أحمد أنور وأنا معه، هي لما شافتني استغربت جداً وأنا قلت لها يعني هأقول لك يا فندم على طول إيه الحكاية، يعني لكن أحمد أنور.. هي كانت لابسة روب دي شامبر أسود كانت قلعت الفستان اللي كانت به بره، لابسة روب دي شامبر أسود وبدأت هي ست كمان مش قادرة تُقدِّر إيه اللي جرى وما أعرفش إذا كانت وهي طالعة على السلم ما لاحظتش عربية واقفة بره ما لاحظتش إن البواب مش قادر يقول حاجة، لكن هي جاءت وطلعت على طول، فأحمد أنور أنا ترجيته إنه يتكلم معها بطريقة.. دي حرم مصطفى النحاس ولا ينبغي إنه أحد يتجاوز أو ينسى في هذه اللحظة إيه اللي موجود، فبدأ أحمد أنور يقول لها.. أنا كاتب الحوار كله مع زينب هانم لكن وهأقول إيه اللي نشرته منه في وقتها، هو بيقول لها أحمد أنور بيقول لها إنه.. هي بتسأله بتقول له إيه الحكاية ديه؟ وكانت منرفزة الحقيقة وبعدين.. ولكن لا هي شايفة قدامها ضابط برتبة فيه كثير قوي نحاس على الأكتاف، فبدأت تقول له وهي مُستفَزة لكن الحقيقة الست كانت بتحاول تمسك أعصابها فبتقول له إيه ده؟ فهو بيقول لها إن فيه قرار صدر بأنه النحاس باشا تُحدد إقامته هنا، قالت له مَن؟ وبدأت مش بتكلمه هي.. هي بتكلم نفسها في واقع الأمر بتقول، مصطفى باشا؟ آخر خدمة مصطفى باشا لهذه الأمة إنه ممكن أحد يحدد إقامته؟ مَن اللي بيحدد إقامته ده؟ وده.. بدأت هي تحتد وبدأ أحمد أنور يحتد، فأنا ترجيت أحمد أنور إذا كان ممكن يديني معها دقيقتين اثنين بس أتكلم معها وأحمد أنور وافق الشهادة لله يعني، فخرج وأنا قلت لها يا فندم.. حاولت أشرح لها بسرعة جداً إيه الموضوع وهي كانت.. لازم أقول إنها كانت ست كانت متمالكة أعصابها لكنها كانت مستفَزة على الآخر وأنا قلت لها أنا جئت تطوعت للمهمة عشان أروح أقول للباشا.. رفعة الباشا قبل أحد يكلمه أو أي حاجة وعشان ما يضايقش يعني وبعدين أحمد أنور استكثر قعدنا ييجي ثلاث دقائق ولا حاجة بأحوال أشرح لها لأنه أنا كمان كنت خائف من الصورة اللي ممكن يبدو بها وجودي قدامها لأنه أنا مش جزء من هذه القوة اللي جاية تحدد إقامته إقامة النحاس باشا يعني، فرجع أحمد أنور.. دخل أحمد أنور هي بتقول له مَن طلع القرار ده؟ قال لها طلَّعه وزير الداخلية، قالت له مَن وزير الداخلية ده؟ قال لها واحد اسمه جمال عبد الناصر، راحت رايحة على الشباك فتحت الشباك.. إحنا كنا في اللحظة دي بقى دخلنا.. هي قابلتنا هي على السلم، السلم فوق فيه طرقة كده وبعدين فيه أوضة نوم أوضة الباشا أوضة النحاس باشا كانت في آخر الممر على اليمين وفي الوش في الناحية دي فيه أوضة نومها وبين الاثنين فيه أوضتين ثانيين واحدة هي كانت بتستعملها أوضة لبس اللي بيسموها بودوار بتاعها والأوضة الثانية كان موجود فيها الطرابيزة أظن اللي كانوا بيفطروا فيها الصبح بيقعدوا فيها بالليل ما أعرفش بيعملوا فيها إيه بيقرؤوا فيها، أي حاجة يعني، لكن في الوقت ده كنا مقربين على باب البودوار بتاعها أوضة اللبس بتاعتها، فهي فتحت راحت فتحت شباك مفتوح على الشارع على جاردن سيتي وقدامهم بيت فؤاد باشا، قالت له وزير الداخلية اللي أنت بتتكلم عليه ده كان فيه وزير ثاني داخلية أقوى منه عشرين مرة لكن ربنا هدُّه وورانا فيه يوم واللي عندكم ده كمان ربنا هيهده، أنا الموقف بيزداد.. أنا خائف منه وزينب هانم بدأت.. أنا زينب الوكيل أنا ضحيت بفلوسي عشان القضية الوطنية وعبد الواحد الوكيل، أنا بنت عبد الواحد الوكيل وعبد الواحد الوكيل دخلت في حاجات كثير قوي، الزيطة دية كلها إحنا كل ده عايزين نصحي النحاس باشا.. الزيطة دية كلها فيما يبدو صحِّت النحاس باشا فأنا فوجئت بالباشا جاي لابس روب دي شامبر بُني على أخضر.. بُني فيه أخضر كده وجاي ولابس طربوشه فوقه، الحاجة الغريبة قوي إنه جاي بالطربوش، خرج من أوضة النوم جاي على ناحيتنا سامع الضجة ومش فاهم فيه إيه الحكاية لكن جاي بالروب دي شامبر والطربوش إيه.. إيه الحكاية؟ فأحمد أنور قالت له هي تفضل يا باشا، آدي آخر خدمتك للبلد، تفضل يا مصطفى باشا شوف بيعملوا إيه، جايين عايزين يحددوا إقامتك، النحاس باشا.. النحاس باشا بَص لي كمان وبعدين الرجل بيحاول يستجمع ذاكرته، قال لي إيه يا هيكل إيه الموضوع؟ قلت له رفعة الباشا فيه كذا وقلت له فيما يتعلق بزينب هانم هتحكي لك.. الهانم هتحكي لك، لكن يعني هو فيه قرار بتحديد الإقامة وعايزينه بقدر ما هو ممكن يبقى.. فأحمد أنور راح داخل زايح كل الكلام المهذب ده وقال للنحاس باشا قال له يا سيد مصطفى.. وأنا ترجيت أحمد أنور بلاش حكاية يا سيد مصطفى دي، فيه قرار من مجلس الثورة بتحديد إقامتك.. والنحاس باشا الحقيقة يعني بعد ما خلصت الدهشة الأولى بتاعته بدأ يتكلم بطريقته، متمالك الأعصاب راخر وبعدين.. لكن قدامه ضابط وهو يدرك.. النحاس باشا يدرك حدود القوة ومش عايز يبهدل نفسه فبيقول له إيه؟ بيقول لأحمد أنور.. وأنا ده بألاقيه مشهد من أغرب المشاهد، بيقول له يعني إيه تحدد إقامتي؟ قال له يعني حضرتك.. سيادتك هتقعد هنا في البيت وما فيش اتصالات وما فيش مقابلات يعني مش عايزين نضطر نعمل إجراءات أكثر من كده لو الإنجليز اتصلوا بك، أنا الحقيقة كنت مُحرج وزينب هانم كمان عمَّالة تتكلم لا يزال منرفزة جداً فالنحاس باشا أظرف موقف في الحتة دي النحاس باشا بيقول له إيه؟ بيقول له بس أنا لازم أخرج لأن أنا بأروح لدكاترة فقال له ندي الدكاترة كلهم تصريحات ييجوا يشوفوك، المشهد الظريف قوي النحاس باشا بيقول له إيه؟ بيقول له يا حضرة الضابط يا بني آدم فيه دكاترة ما يقدروش ييجوا البيت، قال له لا نجيب لك كل الدكاترة البيت، قال له طيب حكيم السنان ده بقى أعمل فيه إيه؟ ما هو أصلة حكيم السنان بيشتغل بماكينة زي الموتوسيكل كده يا ترى ييجي لي هنا في البيت ينقل العدة بتاعته كلها ويسيب بقية عيانينه وييجي يقعد عنده هنا ولا هتدي كمان تصريح للعيانين ييجوا هنا؟ قد ما كان فيه في الموقف حاجات فيها غريبة قوي قد ما كان في لمسات يعني أنا كتبت بعدها حبيت أفوت الخبر بتاع تحديد إقامة النحاس باشا، فكتبت.. هي برضه زينب هانم بتقول إيه؟ بتقول له الكلام اللي كتبته يعني قلت إنه زينب هانم راح أحمد أنور وحدد إقامة النحاس باشا، أنا كنت عايز أفوت خبر تحديد إقامة النحاس باشا وإنه وصفت زينب هانم قدام البودوار وإنها كانت بتقلع وإنها لبست روب دي شامبر على هدومها أسود وإنها جاءت قالت لنا كذا وقالت هي وده صحيح برضه، طبعاً أنا كاتبه ومتأكد إنه كنت موجود يعني فقالت له أنا مستعدة أضحي بكل شيء لمصطفى النحاس، ضحيت بشبابي وصحتي ومالي، أوعى حد يصدق فيكم إن أنا استغليت نفوذي، أنا بنت عبد الواحد وكيل وما كنتش فقيرة وإحنا صرفنا على الحركة الوطنية وبعدين قالت إنه فيه ناس آه في زمان كان فيه ناس واستعملت الفرنساوي وأنا ما أعرفش جاء لها منين الفرنساوي في هذه اللحظة لكن قالت فيه ناس محدثين غنى (كلمة بلغة أجنبية) لكن إحنا بقينا (كلمة بلغة أجنبية) محدثين فقر، لكن على أي حال حُددت إقامة النحاس باشا فبدأ قدام إخواننا اللي بيتصوروا إنه الإنجليز ممكن يتصلوا بالنحاس باشا هديوا شوية، نرجع لموضوع أسرة محمد علي لأنه موضوع أسرة محمد علي، أنا هأسيب بقى النحاس باشا دلوقتي وهأروح لأسرة محمد علي أسرة محمد علي، أنا قلت إنه كان فيه الحكاية الأولانية اللي قالها محمد نجيب للملك فاروق على اليخت وبعدين فيه أيضاً حكاية النبيل عمرو إبراهيم اللي راحت في لندن وحصل على جوابين تأشيرات متعارضة، لكن هنا أنا عايز.. حصل مقابلة ثانية بين السفير البريطاني في مصر وبين علي ماهر، في شهر أكتوبر كان علي باشا ماهر خرج من الوزارة وبقى بره وراح له السفير البريطاني بيسأله بيقول له طيب وبعدين فعلي باشا بيقول له إنه هو يعتقد النظام الملكي ضروري في مصر وإنه فاروق وأولاده وابنه ما عادوش ينفعوا وهو يقترح تصوروه إنه محمد عبد المنعم.. الأمير محمد عبد المنعم اللي هو وصي على العرش في هذه اللحظة أو رئيس مجلس الأوصياء على العرش في هذه اللحظة يصلح لكي يكون ملكاً، أولاً هو عارف حدوده وأخذ الدرس بتاع أبوه وأخذ الدرس بتاع فاروق لأن هو ابن الخديوي عباس حلمي الثاني، فهو أخذ درس عزل أبوه وأخذ درس اللي حصل للملك فاروق وبالتالي فهو يعتقد إنه محمد عبد المنعم ممكن يبقى ملك كويس، الكلام ده اللي بنتكلم عليه ده أكتوبر 1952 فيبدوا قدام الإنجليز إنه النظام الملكي.. إن الناس لم ترمِ قصة النظام الملكي في مصر بره في الموضوع لكن همَّا لما بره الأوضاع كلها لكن هما لما قعدوا حسبوا كل الموضوعات لقوا بكلام محمد نجيب على المحروسة إذا صح وبكلام محمد نجيب مع النبيل عمرو إبراهيم إذا كان دقيقا، لكن كلام علي ماهر كمان لما جاء بدا همَّا جنب.. هو السفير معلق على كلام علي ماهر بيقول إنه علي ماهر متمسك قوي بمحمد عبد المنعم ويبدو أنه بيعرف أنه عبد المنعم ضعيف وهو يريد أن يحكم من وراءه ويرجع تاني ويبقى هو الإمينوز كريس الثاني وراء حد زي الأمير محمد عبد المنعم وبيعلقوا عليها كثير قوي في لندن في الوثائق البريطانية في تعليقات عليها كثير قوي عن تمسك أو على اعتقاد علي ماهر أنه محمد عبد المنعم فرصة هائلة، هأروح.. هنا بقى تبدأ فصول.. حاجة غريبة جدا كمان هي الأخرى عايزة كُتَّاب مسرح.
[فاصل إعلاني]
إعلان الجمهورية وموقف الأمير محمد عبد المنعم
محمد حسنين هيكل: العائلة المالكة المصرية عندها باستمرار تقليديا علاقة بالسفارة التركية، عندها باستمرار علاقة بتركيا بتأثير وضع الخلافة زمان وعندهم إحساس بأنه آل عثمان بشكل أو آخر.. أنا ساعات كنت بألاقيه غريب قوي لكن على أي حال القصر الملكي كان باستمرار السفارة التركية لها وضع خاص في التقدير، للعلم إحنا غريبة جدا حاسبنا على الأتراك حتى بعد ثورة كمال أتاتورك، حاسبنا على الأتراك إلى درجة.. وما أعرفش إذا كان حد بيعرف ده ولاَّ لا وإلى أي مدى بنعرفه أنه مصر استمرت تدفع الجزية للخلافة لغاية ما جاءت ثورة 1952، كنا بندفع تقريبا أربعة ونصف مليون جنيه إسترليني ذهب جزية للخلافة لأنه كنا بندفعها زمان وبعدين لما كمال أتاتورك جاء ولما الملك فؤاد بدأ يفكر أنه يأخذ الخلافة رُئي أنه ما فيش داعي لإغضاب تركيا فمشُّوا المسائل زي ما هي كده، توقفت فترة الحرب لأن تركيا كانت معادية أو كانت معادية لإنجلترا وإنجلترا الحاكمة في مصر، لكن بعد الحرب استئنف إرسال الجزية كما لو أنه إحنا لا نزال مستعمرة تركية، لكن اللي حاصل أنه كان باستمرار فيه علاقة بين السفارة التركية وبين القصر الملكي من تأثير روابط قديمة وكانوا الأتراك حتى الأتراك في الحكومة الجمهورية يبعتوا لنا سفراء أتراك هنا قريبين من آل عثمان، يعني آخر سفير لما الثورة قامت كان فؤاد توغاي متزوج أمينة هانم توغاي وأمينة هانم توغاي بنت حليم أو عمها الأمير حليم اللي كان صدر أعظم في تركيا وهو أيضا أمير من أمراء الأسرة المالكة كان يعني فاللي حصل هنا أنه بعد الثورة بدأ الأمراء اللي باقيين يبصوا.. خايفين يتصلوا بالإنجليز لكن السفارة التركية قد تكون في القاهرة قد تكون (Conduit) قد تكون وسيلة إرسال رسائل للخارج بما فيهم الأمير محمد عبد المنعم نفسه، الغريبة قوي أن الأمير محمد عبد المنعم لقى أنه الأمير محمد عبد المنعم كان متزوج الأميرة نازلي شاه.. الأميرة نازلي شاه سليلة مباشرة لآل عثمان آخر الخلفاء العثمانيين كان عمها، فهي لها وضع خاص هي وأختها الأميرة هنزابه وهي سيدة الحقيقة يعني سيدة يعني سيدة محترمة جدا يعني والحقيقة يعني وأنا فاكر أن أنا مرة سألت الأميرة فائزة في هذه الظروف كده فيه كلام كتير قوي حوالين الأمير محمد عبد المنعم وفيه كلام محسوس أنه الأمير محمد عبد المنعم بيتكلم أكثر من اللازم مع فؤاد توغاي السفير التركي وفيه معلومات أيضا أن السفير التركي بيبلغ أيضا وزارة الخارجية الإنجليزية والوثائق هنا مليانة على كل تفاصيل كل ما يجري في مصر ويعرفوا الأمير محمد عبد المنعم بوصفه وصي من الأوصياء بيقولوا لفؤاد توغاي وفؤاد توغاي بيبعتوا في تقارير خاصة لوزير خارجية تركيا ووزير خارجية تركيا بيبلغه مباشرة للحكومة البريطانية وتبدو.. ما حدش عنده معلومات تثبت هذا الكلام لكن يبدو من سير الحوادث أنه فيه صلات مش باينة لكن فيه صلات يعني، اللي حصل أنه أنا فاكر سألت الأميرة فائزة بأسألها على نازلي شاه في هذه الظروف، فقالت لي أنه هي كان رأيها أنه نازلي شاه ست هائلة وأنها وأنا فاكر التعبير اللي استعملته وأنا كاتبه من وقتها هي قالت لي (كلمة بلغة أجنبية) هي عندها كبرياء (كلمة بلغة أجنبية) عندها كبرياء مولدها وهنا عائلة محمد علي بيبان قد إيه إعجابهم بآل عثمان، على أي حال الأمير محمد عبد المنعم بعد شوية اتشال مجلس الوصاية لأنه الجمهورية أُعلنت فبقى في الهواء، لكن الرجل النشيط جدا في هذا الوقت هو الأمير محمد علي وهذه وقفة تستحق التأمل، هو طول عمره رجل بيعمل مشاكل لكن هو كان ولي عهد في مصر قبل الملك فاروق ما يخلِّف ابنه أحمد فؤاد وهو علاقته كانت سيئة جدا بالملك فاروق لكنه الوثائق التركية والوثائق البريطانية بتوري على نشاط الأمير محمد علي حاجة غير طبيعية، لما أنا أقول إيه؟ لما أنا أقول إنه هأسيب مشاكل فاروق.. مشاكل محمد علي مع الملك فاروق في عهده لكنه أول حاجة ألاقي فيه خطاب منه وهو موجود في سويسرا لاجئ في سويسرا لكن على طول في أغسطس بعد أسبوع واحد من الثورة أو بعد أسبوعين من الثورة بيقول إيه؟ إنه هو زعلان جدا.. طلب القائم بالأعمال البريطاني يشوفوه فراح للقائم بالأعمال، قال إن هو زعلان جدا لأنه ما حدش بيستشيره لا الوزارة بتستشيره ولا الأمير عبد المنعم رغم أن هو عمه ولا الأمير عبد المنعم بيستشيره ولا الإنجليز بيستشيروه رغم أن هو عميد العائلة وأكبر الأمراء سنا وبعدين برقية ثانية في 15 أكتوبر بيقابل برضه الوزير البريطاني في بيرن وبيقول له أنه هو عاوز يبقى ولي عهد لأنه منصب ولي العهد فاضي، الملك خرج وابن فاروق ليس أفضل منه كثير ومش هيبقى أفضل منه، الأمير محمد عبد المنعم وصي وهو يريد أن يكون ولي عهد وبيقولوا إنه الأمير عبد المنعم مش هيبقى.. هو حاول يفهم الأمير محمد عبد المنعم ويقول له أنه هو طلبه لولاية العهد لا يتناقض مع وجوده هو كوصي وأنه يعني لا ينبغي أن يعارض لكن الأمير محمد عبد المنعم ما رضش عليه وبعدين.. وأظن الاتصالات دي كانت عن طريق الأتراك وبعدين هو بيقول إنه قرأ في الأخبار بيقول للقائم بالأعمال الإنجليزي في.. اللي راح يقابله في لوسيرن لأنه هو طلب حد يشوفه فبيقول له أنه هو قرأ في قاعدة.. قرأ في خبر أنه ما فيش.. أنه منسوب إلى رشاد مهنا في جريدة الأخبار المصرية بيقول إنه رشاد مهنا لن.. منسوب لرشاد مهنا وفيه رشاد مهنا بيقول إنه لن يعيَّن حد ولي عهد ما هو موجود ده أخوه الشاب ده موجود وما فيش كلام في حكاية ولاية العهد وهو متضايق من الكلام ده كله، لكن هو يحس الإنجليز محمد علي.. الأمير محمد علي يحس الإنجليز بيفكروا في حاجة ثانية، فهو وثيقة كده بوضوح يعرض فيها ونحن ما نزال في شهر أكتوبر، أول ما بدأت يبقى فيه مشاكل بين النظام وبين الإنجليز فهو يقول إيه؟ أن هو يعرض على الإنجليز خطة والغريبة أنه يكتب هذا الكلام يقول لهم أن هو مستعد يروح قاعدة قناة السويس وأنه مستعد يروح من هناك يعلن بيان عودة الملكية ومن هناك يدعو قوات الجيش إلى الانضمام إليه ويزحف بهم على القاهرة مع الجنرال إيسكن كأنه عصر توفيق بالضبط، لما دخل مع ويلس للقاهرة وأنه هو يروح مع قائد الجيش، هو بيعتقد أنه ضباط الجيش اللي في سيناء واللي في منطقة قناة السويس لن يجدوا مفرا حتى بالدواعي العملية إلا أن ينضموا إليه إذا لقوه موجود في القاعدة البريطانية في قناة السويس، هنا كان غلطان جدا في اعتقادي وأنه متأكد أنه الجيش المصري إذا قرر الإنجليز يخشوا والأمير محمد علي معهم فالجيش المصري لن يقاوم وإنما سوف يستسلم والجماهير سوف تهلل وبعدين ألاقي جواباته بدأ يتكلم بعد كده على شرعية الأسرة، بدأ يتكلم على أنه فاروق يقدم حجج في الملكية أنه فاروق لم يتنازل وإنما أُرغم، بدأ يقول إنه هو دخوله بهذا الشكل هيبقى شرعي أكثر شرعية من إرغام الملك فاروق على التنازل وبعدين بدأ يطلب حماية بريطانية للأسرة وبعدين مع الأزمة بقى الطارئة بدأ الأمير محمد علي لما وصلنا لسنة 1953 منتصف 1953 وألغيت الملكية الأمير محمد علي بدأ يحس أنه موقفه في الريح معلق، فبدأ يروح لندن وراح قابل وزير الدولة للشؤون الخارجية السير وين لويد والسير وين لويد يكتب محضر لرئيس الوزارة وينستون تشرشل لأنه محمد علي كان طالب كمان يقابل رئيس الوزارة وهو يقول لهم أن هو مستعد إذا عملوا أي حاجة ييجي يقعد على العرش ولكن تشرشل في ذلك الوقت ما هواش مقتنع أنه محمد علي ممكن أن يكون حلا لهذه الأوضاع كلها، الوثائق هنا غريبة جدا، لما سمع الأمير محمد علي أن فيه مفاوضات مع الإنجليز بدؤوا قبل ما يعرف أنها فشلت بدأ يقول لهم من فضلكم ما تعملوش مفاوضات معهم همَّا غير شرعيين وأي اتفاق يوصلوا له لن يتمكنوا من تنفيذه فأرجوكم ما تقووهمش كمان، لما سمع الأميركان بيحاولوا يساعدوا أو بيتكلموا على سلاح يدوا النظام الجديد سلاح يدوه مساعدات اقتصادية برضه بدأ يقول لهم أنه انتووا بهذا بتقووا الشيطان فمن فضلكم، الغريبة أنه مع الإنجليز هو قال إنه وهو بيتكلم مع الإنجليز أنه أول ما يوصلوا للقاهرة هيشوفوا طريقة وهو باسمه هو يجري اعتقال كل الضباط دول ووضعهم في السجن وهذا الكلام مكتوب يعني الحاجة الغريبة قوي أنه هذا الكلام مكتوب الوثائق هنا مليانة تفاصيل في منتهى الغرابة على موقف الأمير محمد عبد المنعم، لكن أنا هأقف هنا أمام مشهد شخصي وهو متصل بهذه القصة بقصة الملكية، يوم من الأيام والكلام ده كله بيجري أنا لقيت جمال عبد الناصر بيضرب لي تليفون، متأسف مش جمال عبد الناصر أمين شاكر مدير مكتبه بيكلمني في التليفون بيقول لي البكباشي جمال عايزك النهاردة، أنا عادةً لو كان بيبقى جمال عبد الناصر عاوزني هو بيكلمني لكن بدا لي غريب أنه أمين شاكر يقول لي تعالى، على أي حال رحت في كوبري القبة كانوا لسه موجودين فدخلت لقيت زكريا محي الدين ربنا يديله الصحة قاعد معه على كنبة وجمال عبد الناصر قاعد على المكتب وبعدين بيقول لي إيه؟ جمال عبد الناصر بيقول لي أنت عندك علاقة مع بعض أمراء الأسرة المالكة وبتعرفهم وبتاع؟ قلت له أعرف، قال لي وبتكلم بعضهم في التليفون؟ قلت له آه، قال لي طب بس هنا فيه مسألة أنا عاوز ألفت نظرك لها إلى أنك أنت في هذه اللحظة معروف في البلد أنك قريب مني قوي وأنه هذا وضع يحرج، قلت له شوف هأقول لك حاجة هذا موضوع أنت كنت ممكن توجه لي فيه لوم لو أنه علاقتي بهؤلاء الناس بدأت بعد الثورة لأنه كان يبقى ممكن يكون لعلاقتي بك دخل في أني بأشوف الناس دول، لكن إذا كان هذا موجود ومكتوب زي ما حصل في حكاية فائقة لما جينا معها من روما والمسائل معروفة جدا وعلاقتي بهم قديمة آجي النهاردة ما أقدرش أتنكر لهم، هو الحقيقة هو تصور يمكن تصور أني هأنكر أي علاقة، يبدو لي أنه كان.. وبعدين عرفت بعدين يبدو لي أنه كان عنده وده وجود زكريا محي الدين وهو المشرف على المخابرات يبدو لي أنه كان فيه أمامه تسجيل لكلام في التليفون مع الأميرة فائزة، فقلت له.. أنا قلت له آه، يعني أنا بأعرفهم وباحترامهم وناس أصدقاء وأنا يعني أنا ما أعرفش إيه الغلط في ده يعني وخصوصا إذا كان بقى لنا سنين بأعرفهم، الحقيقة طلعت مستفَز لدرجة خلتني أكتب حاجة في الموضوع ده ويمكن لما قلت.. قلت إيه؟ كتبت مقال اسمه كلمة يجب أن تقال وقلت إن أنا النظام الجمهوري كويس قوي، مصادرة أموال أسرة محمد علي، أنا كل ده ما يهمنيش لكني فيه ناس من حق الناس يعرفوا أنهم كويسين في هذه الأسرة وقلت أنا أجد في نفسي إحساسا يحملني على أن أقول إن إعجابي ببعض أفراد هذه الأسرة لم يتغير برغم الظروف المحيطة بها وبرغم الإعصار الهائل الذي اقتلع وجود هذه الأسرة من جذورها وجرف بقاياها في كل ناحية، أنا أحس مثلا أن إعجابي بسيدة كالأميرة السابقة فائقة لم يتغير، لقد سمعتها في أحلك الظروف سوادا وفي عنفوان ظلم فاروق تتكلم كما يتكلم أي مواطن ثائر، تتكلم عن طغيان الحاشية، تتكلم عن جنون الملك، تتكلم عن حقوق الشعب ولم تكتف بالكلام فقط بل خرجت كذا وبتاع وأذكر مرة كذا وأحس مثلا أني مازالت أفهم سيدة كالأميرة السابقة فائزة، لقد كانت فائزة تحب الحياة وربما كان هذا الحب هو الذي أثار عليها ألسنة الشائعات ولكني أشهد أن فائزة كانت تحب وطنها وكانت تحاول بقدر ما تستطيع أن تقاوم وأكثر من هذا أنها قبل سنتين من يوم 23 يوليو سنة 1952 توقعت كل ما سوف يحدث، قالت لي أن الأحوال وصلت بالشعب إلى حد مروع مخيف وقالت إن الشعب لن يسكت وأن الثورة ستقوم، ده فائزة فأنا كتبت هذا الكلام وتصورت أنه الحقيقة ده.. وحتى في الآخر قلت وأنا بأكتب لقد وجدت بضميري ووجداني كمصري وكفلاح أنني أستطيع أن أقول ما قلت وقلته، لكن هنا أنا كنت بأحس أنه فيه حملات في ذلك الوقت طلعت بطريقة غير طبيعية، أنا مستعد أفهم دواعي التغيير وأفهم أنه نظام يسقط وأفهم أنه أموال تصادَر وتروح لصالح الخدمات لأن وقتها أموال الأسرة كانت سبعين مليون جنيه قُدِّرت سبعين مليون جنيه وراحت مجلس الإنتاج، وقتها كمان اتقال على عملية أنه فيه انقلاب ملكي واقع الأمر ما كنش فيه انقلاب ملكي، في واقع الأمر أنه كان فيه بلاهات في الجو الموجود المشحون ده فيه رغبة الإنجليز في الحاجات اللي بيعملها محمد علي فيه بقايا محمد عبد المنعم، فيه شوية ضباط من اللي كانوا سواء بيعرفوا الأسرة بيشوفوهم خصوصا في نادي الرماية ونادي الفروسية، فيه بعض النوادي كانت الأسرة بتروح فيها كثير قوي وكان بيروح فيها ضباط بعض الضباط وبعضهم كان متزوج يعني بنتين بنات عمرو إبراهيم ده هبة الله ونعمة الله النبيلتين السابقتين كانوا متزوجين اثنين مصريين زي أولاد إبراهيم باشا خيري، لكنه هنا الشباب دول بدؤوا يعملوا زيطة كبيرة قوي أو بدأ في الأجواء الموجودة المشحونة يبدو كما لو أنه يعني أظن كانوا بيتكلموا أكثر من طاقتهم ما كنش أكثر من كده، لكنه قيل إنه فيه في ذلك الوقت محاولة انقلاب ملكي وألاقي فيه تأشيرة من وزارة الخارجية البريطانية بتعلق على كل التقارير اللي جاية بهذه الشائعات وكاتب التقرير بيقول فيه تأشيرة عليه من وكيل الوزارة بيقول أنه أظن أن الكلام اللي بيتقال ده على الانقلاب الملكي أظنه معظمه (Fabrication) تأليف ادعاءات فبركة يعني وأنا كنت مستعد أقول إنه والله ما كنش (Fabrication) لكنه أيضا ما كنش فيه انقلاب، كان ممكن قوي يتقال مش (Fabrication) لكنه (Insertion) ناس بتتكلم كلام أكبر من طاقتها لكن في هذه الفترة أنا أعتقد أنه هذه الفترة كلها بعض مشاهدها تحتاج إلى مؤلف مسرحي ليعيد كتابة مشاهدها لأنه بعضها بلا حدود في إثارته وفي قدرته على إظهار جوانب الإنسانية في التاريخ، تصبحوا على خير.