حكم وحكمة

من القرآن إلى الحياة.. كيف نحيي قيم التسامح؟

يعتبر التسامح قيمة إنسانية عظيمة وركيزة أساسية في الدين الإسلامي تجلت في أروع صورها من خلال نماذج قرآنية ونبوية خالدة، ويبرز التسامح كحاجة ملحة لبناء مجتمعات متماسكة قائمة على العفو والتصالح.

360-حكم وحكمة

ويفتح برنامج "حكم وحكمة" -الذي يبث على منصة "الجزيرة 360" ويقدمه الشيخ عمر عبد الكافي- في حلقة 2025/1/27 نافذة على قيمة التسامح في الإسلام، مستعرضا نماذج قرآنية ونبوية تؤسس لثقافة العفو والصفح في المجتمع.

ويستهل البرنامج حديثه بقصة سيدنا يوسف عليه السلام كنموذج فريد للتسامح في أقسى الظروف، فرغم ما تعرض له من إخوته من مؤامرة للقتل والإلقاء في غيابة الجب والبيع بثمن بخس ثم المؤامرات في مصر والسجن فإن موقفه عند لقاء إخوته بعد سنوات طوال كان ﴿لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين﴾.

وينتقل البرنامج إلى نموذج آخر للتسامح في السيرة النبوية متمثلا في موقف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة، فعندما وقف صلوات الله عليه أمام من آذوه وآذوا أصحابه لسنوات سألهم "ما تظنون أني فاعل بكم؟" فقالوا "خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم"، فقال "اذهبوا فأنتم الطلقاء".

وتطرح الحلقة تساؤلا مهما بشأن حدود التسامح في واقعنا المعاصر، مشيرة إلى الفهم الخاطئ الذي يربط التسامح بالضعف، وتؤكد أن قوة الإنسان تتجلى في قدرته على العفو والصفح والمغفرة وليس في الانتقام والثأر.

ويلفت الشيخ عبد الكافي إلى إحياء قيم التسامح في العلاقات الاجتماعية المختلفة، سواء بين الزوجين أو الإخوة أو الجيران أو في علاقات العمل، مؤكدا أن هذه القيم النبيلة التي وردت في القرآن الكريم يجب أن تنعكس على سلوكياتنا اليومية وتعاملاتنا مع الآخرين.

إعلان
المصدر : الجزيرة