الملف الإسبوعي
الملف الأسبوعي

الانتخابات البريطانية، عودة عون إلى لبنان

يتجول الملف بين عدد من الأحداث: فوز حزب العمال بدورة ثالثة غير مسبوقة، والمحافظون يبحثون عن زعامة جديدة، وحزب العدالة والتنمية التركي يبحث عن دور جديد عبر البوابة الإسرائيلية.

– فوز العمال في الانتخابات البريطانية
– مايكل هوارد.. شخصية الأسبوع
– زيارة أردوغان لإسرائيل
– عزل رئيس الكنيسة الأرثوذكسية في القدس
– عودة ميشيل عون للبنان
– اعتقال أبو فرج الليبي في باكستان
– صعوبات تشكيل الحكومة العراقية


undefinedجميل عازر: مشاهدينا الكرام أهلا بكم إلى جولة جديدة في الملف الأسبوعي، في هذه الجولة، حزب العمال البريطاني يفوز بنوبة حكم ثالثة غير مسبوقة والمحافظون يبحثون عن زعامة جديدة وحزب العدالة والتنمية التركي يبحث عن دور جديد عبر البوابة الإسرائيلية والبطريرك إيرينيوس الأول يدفع ثمن تورط كنيسته في صفقة عقارات وقفية في مدينة القدس المحتلة. قد يكون رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حقَّق لحزبه ما لم يحققه زعيم عمالي سابق بأن أوصله إلى نوبة ثالثة على التوالي في الحكم ولكن هذا الفوز في الانتخابات العامة الأخيرة يُعتبر منقوصا بالنظر إلى العدد الكبير من المقاعد التي خسرها حزب العمال لليبراليين الديمقراطيين والمحافظين ورغم أن بلير سيتمكن من تشكيل حكومة بفضل أغلبية حزبه المريحة في مجلس العموم الجديد ستتركز الأنظار على مستقبل رئيس الوزراء لما يعتقده البعض أمرا لا مفر منه وهو أن يسلِّم زعامة الحزب وبالتالي رئاسة الحكومة على الأرجح إلى وزير الخزانة جولدن براون لكونه المسؤول عن ما يشهده الاقتصاد البريطاني من نمو.

فوز العمال في الانتخابات البريطانية

[تقرير مسجل]

"
وفي أول كلمة له بعد إعلان فوز حزبه في الانتخابات أشار توني بلير إلى أنه يعي الرسالة التي بعث بها الناخبون فيما يتعلق بالحرب على العراق وأنه سينظر فيها بحكمة وبصيرة
"
تقرير مسجل

ناصر البدري: ولاية تاريخية ثالثة نجح توني بلير في كسبها لصالح حزبه رغم تراجع شعبيته شخصيا ورغم انخفاض الأغلبية البرلمانية التي تحققت للحزب هذه المرة وفي أول كلمة له بعد إعلان النتائج أشار بلير إلى أنه يعي الرسالة التي بعث بها الناخبون فيما يتعلق بالحرب على العراق وأنه سينظر فيها بحكمة وبصيرة ومع اعترافه بأن موضوع العراق شكَّل عامل تفريق للناخبين فقد أعرب عن اعتقاده بأن البريطانيين يريدون التطلع إلى المستقبل الآن، المستقبل بالنسبة للعراق وبالنسبة لبريطانيا، غير أن التراجع الكبير في أغلبية حزب العمال البرلمانية يطرح تساؤلات كثيرة حول قدرة بلير وحزب العمال على تنفيذ بنود برنامجهم الانتخابي وإلى متى سيستطيع بلير الاستمرار في زعامته لحزب العمال وبالتالي رئاسة الوزراء؟

أغلب المحللين السياسيين يؤكدون على أن قضية العراق التي خفَّضت من الأصوات التي حصل عليها بلير في دائرته سيد جفيلد وأفقدت الحزب إحدى أكبر دوائره الانتخابية دائرة بثنل جرين لصالح أحد أشد معارضي الحرب على العراق النائب العمالي السابق جورج غالاوي قد زادت من عدد الراغبين في تغيير قيادات الحزب، لذا يرى هؤلاء أن وزير المالية القوي غولدن براون قد يتقلَّد زعامة الحزب ربما بغضون عام رغم السابقة التي سجَّلها بلير للعمال في الانتخابات الأخيرة، أما على جبهة برنامج حكومة بلير الانتخابي فإن العديد من المحللين السياسيين يشيرون إلى أن بعض مشاريع الحكومة المثيرة للجدل كإدخال بطاقات الهوية وإصلاح القطاعين الصحي والتعليمي قد تتحطم على صخرة المعارضة سواء من داخل حزب العمال نفسه أو من خارجه ويشير هؤلاء أيضا إلى أن ما بين خمسين وستين من أعضاء حزب العمال ألِفوا التمرد على زعامة الحزب كما أن ارتفاع حصة حزبي المحافظين والديمقراطيين الأحرار كلها عوامل قد تضع جوانب مهمة من ذلك البرنامج في مهب الريح، إذاً ورغم تاريخية الانتصار ربما تكون ولاية بلير الجديدة الأصعب منذ عاد بالحزب إلى الحكم في انتخابات عام 1997 وقد تزداد الصعوبة إذا استمر حزبا المعارضة المحافظون والديمقراطيون الأحرار في إحراز نجاحات انتخابية متتالية، توني بلير بتحقيقه نصرا تاريخيا ثالثا لحزب العمال يكون قد ضمن مكانته كأحد أبرز زعامات الحزب بغض النظر عن الفترة التي سيستطيع البقاء فيها كزعيم للحزب ورئيس للوزراء، ناصر البدري لبرنامج الملف الأسبوعي الجزيرة لندن.

مايكل هوارد.. شخصية الأسبوع

جميل عازر: وما أن اتضحت النتيجة النهائية حتى بادر مايكل هوارد زعيم حزب المحافظين إلى مخاطبة حشد من أنصاره كما جرت العادة في مثل هذه المناسبة للإشادة بالنتيجة التي أحرزها وبفوزه بعدد من المقاعد أكبر مما كان لحزبه في البرلمان السابق ولكنه أعلن أنه.. أنها لم تكن النتيجة التي كان يطمح إلى تحقيقها وهي إعادة المحافظين إلى الحكم وهكذا فإن هذا المحامي مايكل هوارد شخصية الأسبوع في الملف قد فاجأ مستمعيه ومشاهديه بقوله إنه سيتخلى عن زعامة المحافظين عاجلا وليس آجلا ليترك المجال أمام الحزب لاختيار زعيم ربما يكون أفتى منه، فهذه سنَّة الحياة السياسية في نهجها الديمقراطي كما في ذلك عبرة لمن يعتبر.

[تقرير مسجل]

جيان اليعقوبي: لن يبقى مايكل هوارد زعيما لحزب المحافظين، هذه هي رغبة الرجل الذي أفصح عنها سويعات بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية وخسارة الحزب للمرة الثالثة على التوالي في التأثير على الناخب البريطاني وإقناعه بالتصويت لحزب الرماديين، رماديو الشعر والملابس والأفكار وكان اختيار هوارد زعيما للمحافظين عام 2003 مفاجأة للعديد من المراقبين فلم يعرف البريطانيون زعيما يهوديا للمحافظين منذ أيام دزرائيلي في القرن التاسع عشر ولكن هوارد المولود عام 1942 لأبوين مهاجرين من رومانيا كانا يملكان متجرا لبيع الملابس في ويلز تمكَّن بفضل ذكاءه ومثابرته من التخرج في القانون بتفوق من جامعة كمبردج والانخراط في صفوف النخبة السياسية.

 

"
لم يتردد هوارد في الوقوف وراء توني بلير في حربه على العراق ولكنه رغم ذلك اتهم بلير أثناء الحملة الانتخابية بالكذب على البريطانيين بشأن الحرب
"
تقرير مسجل

عمل بعد تخرجه محاميا واشتهر بكونه مجادلا حادا وقوي الحجة، انتخبه المحافظون على رأس حزبهم قبل أقل من عامين أملا في أن يتمكن من إعادة ثقة الحزب بنفسه بعد هزيمته في الجولتين الأخيرتين من الانتخابات عام 1997 و2001 وكان هوارد قد دخل إلى الحكومة عام 1985 وأثبت وجوده خلال آخر حكومة ترأستها مارغريت ثاتشر ولكنه لم يشتهر فعليا إلا عندما عينه جون ميغور وزيرا للداخلية عام 1993 حيث اتبع سياسات أمينة متشددة لطمأنة المجتمع البريطاني الذي أقلقه ارتفاع معدل الجريمة في العقدين الأخيرين ولكن تشدده في هذا الملف جلب له انتقادات كثيرة ولم يتردد هوارد رغم تزعمه لحزب المعارضة الرئيس في الوقوف وراء توني بلير وتحالفه مع جورج دبليو بوش في حربه على العراق في ربيع 2003 ولكن هذا الدعم الصريح لشن الحرب لم يمنع هوارد من اتهام بلير أثناء الحملة الانتخابية بالكذب عليه وعلى الناخبين فيما يتعلق بمبررات شنّ الحرب على العراق ورغم ما تحقق من مكاسب في الانتخابات الأخيرة وبعد إعلان مايكل هوارد أنه سيتخلَّى عن زعامته للمحافظين يبدو مؤكدا الآن أن هذا الحزب سيبدأ البحث عن زعامة جديدة تضع سياسات للتعامل مع القضايا تتطلب رؤى عصرية قد تعود بالمحافظين إلى عشرة داوننج ستريت، ربما في غضون السنوات الخمس القادمة هي العمر الافتراضي للبرلمان الجديد.

زيارة أردوغان لإسرائيل

جميل عازر: لم يكد اجتماع وزراء خارجية ثماني دول مجاورة للعراق أن يكمل جلساته في أنقرة حتى غادرها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى إسرائيل وفلسطين في زيارة تنطوي على عدة دلالات، فالعلاقة بين أنقرة وتل أبيب لم تكن في أفضل مستوياتها منذ مدة لعدة أسباب ومع ذلك فإن من المنطقي القول إن الزيارة لم تكن لمجرد تصفية أجواء لأن تركيا أردوغان تريد تحسين علاقاتها أيضا مع واشنطن بقدر ما تريد التمهيد لمفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي ومن نافلة القول أن يشار إلى أنه ما كان في إمكان رئيس الوزراء التركي إلا أن يزور رام الله ويجتمع مع القادة الفلسطينيين أيضا.

[تقرير مسجل]

يوسف الشريف: وراء ظهره في تركيا ترك أردوغان كل الانتقادات التي وجهها سابقا إلى شارون وحكومته التي اتهمها بممارسة الإرهاب الرسمي وجاء إلى القدس بوجه آخر مختلف، وجه تغشاه الابتسامة ويدٍ ممدودة للتعاون مع إسرائيل في ميادين الاقتصاد والتصنيع العسكري.

 إصرار أردوغان خلال زيارته على طلب دور الوساطة رغم الرفض الإسرائيلي المتكرر لم يكن بحسب المراقبين إلا حجة لتسويق غرض الزيارة الذي أغضب قاعدته الشعبية الإسلامية في تركيا، فلا عجب إذاً أن تحجب في خجل صحيفة ياني شفق المقربة من أردوغان أخبار صفقاته العسكرية مع إسرائيل وتُبرِز في المقابل أخبار السويعات القليلة التي قضاها في رام الله والحرم القدسي الشريف في مقابل اهتمام كبير من بقية الصحف بهذا الكرم الحاتمي الذي أبداه أردوغان فجأة تجاه شركات السلاح الإسرائيلية.

"
معظم الصحف التركية أجمعت على أن الابتسامات والمصافحات بين أردوغان والمسؤولين الإسرائيليين كانت فقط من أجل إرضاء اللوبي اليهودي في واشنطن والإدارة الأميركية
"
تقرير مسجل

 معظم الصحف التركية أجمعت على أن الابتسامات والمصافحات بين أردوغان والمسؤولين الإسرائيليين كانت فقط من أجل إرضاء اللوبي اليهودي في واشنطن والإدارة الأميركية التي رفعت عصا غضبها على حكومة العدالة والتنمية التركية وهدد محافظوها الجدد بالتدخل لإسقاطها، توتر العلاقات الأميركية التركية بدأ مع رفض البرلمان التركي السماح للقوات الأميركية باستخدام الأرض التركية في الحرب على العراق وتبع ذلك زيارات المسؤولين الأتراك إلى طهران ودمشق على الرغم من التحذير والرفض الأميركي لتلك الزيارات ومن ثم اتهام البرلمان التركي القوات الأميركية بالقيام بتصفية عِرقية في الفلوجة واستخدام أسلحة نووية هناك ضد المدنيين وكذلك اتهام أردوغان إسرائيل بممارسة إرهاب الدولة عندما اغتالت الشيخ أحمد ياسين، إلا أن ناقوس الخطر دق لدى أردوغان بعد تحرك قوى داخلية في تركيا انتهزت فرصة توتر العلاقة بينه وبين واشنطن لتنقضّ على حكومته، فبشكل مفاجئ عاد الجيش ليرفع صوته انتقادا وتحذيرا بعد عامين من التزامه الصمت وانضمت إلى الجيش في توجهه هذا القوة العلمانية التقليدية في القضاء والتعليم العالي بالتوازي ما استقالة عدد من نواب الحزب في البرلمان فبدا أن على أردوغان أن يتحرك وبشكل تقليدي بحت اختار إسرائيل كبوابة للوصول إلى قلب الإدارة الأميركية إلا أن مسعاه هذا قد لا يُحقق النتيجة المرجوة خصوصا مع استياء أوساط عسكرية من تجاوز أردوغان الخطة التي أقرَّها مجلس الأمن القومي للاعتماد على الصناعات الوطنية لتطوير أسلحة الجيش ووقف التصنيع المشترك مع إسرائيل، الطريق إلى قلب واشنطن يمر عبر تل أبيب قناعة تركية راسخة إلا أن العمل بها جاء متأخرا ومبالغا فيه من طرف أردوغان الذي يرى المراقبون أنه حاول أن يُكحِّل عينه ويخشون أن يعميها، يوسف الشريف لبرنامج الملف الأسبوعي أنقرة.

عزل رئيس الكنيسة الأرثوذكسية في القدس

جميل عازر: أصبح البطريرك إيرينيوس الأول اليوناني الجنسية رئيس الكنيسة الأرثوذكسية في القدس شخصا غير مرغوب فيه لدى أعلى مرجع محلي في هذه الكنيسة، فمنذ نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريرا قبل شهر يتضمن تفاصيل صفقة بيع عقارات وقفية في مدينة القدس القديمة إلى رجال أعمال يهود لهم أهداف صهيونية استيطانية تفاقمت أزمة ثقة في هذا البطريرك الذي ينفي علمه بالصفقة وقد تزايدت الضغوط على إيرينيوس الأول لحمله على الاستقالة وانتهت بإعلان المجمع المقدس وبتأييدٍ من أثينا تجريد البطريرك من سلطاته الإدارية ومنعه من دخول مقر البطريركية وعزله من رئاسة الكنيسة وقد أعلنت السلطات الكنسية الأرثوذكسية أنها ستبذل كل جهد ممكن لإلغاء الصفقة إذا ثبت إبرامها.

[تقرير مسجل]

سمير خضر: هذه بعض من أملاك الوقف الأرثوذكسي التي يُقال إن إيرينيوس الأول سمح ببيعها لمجموعة من المستثمرين اليهود في القدس، أراضٍ وعقارات بعضها وُهِب للكنيسة من قبل أتباعها والبعض الآخر يقع تحت مُسمَّى أملاك الغائبين أي الفلسطينيين الذين اضطروا لمغادرة ديارهم إما بفعل الاحتلال أو بسبب التهجير القصري الذي مارسته سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتفريغ الأرض من سكانها.

إيرينيوس الأول نُصِّبَ بطريركا لطائفة الروم الأرثوذكس في فلسطين والأردن عام 2001 بمباركة أردنية إسرائيلية فلسطينية مشتركة وهو شأنه شأن كل بطاركة هذه الكنيسة يوناني الأصل ولا يتحدث العربية رغم كونه الزعيم الروحي لأكثر من مليون من المسيحيين العرب الذين يعتنقون المذهب الأرثوذكسي وكانت تتصاعد من حين إلى آخر نبرات الضيق وعدم الرضا من قبل أبناء هذه الطائفة، إذ لماذا يكون زعيمهم الديني يونانيا؟ ألا يوجد بين العرب من هو مؤهل لشغل هذا المنصب الروحي الرفيع؟ لكن هذه الدعوات كانت تخبو مع الوقت الأمر الذي كان يُسهل على الكنيسة الأم في اليونان الاستمرار في الهيمنة على العرب الأرثوذكس، حتى المجمع المقدس أعلى سلطة تنفيذية للكنيسة يحتل فيه المطارنة اليونانيون ثلاثة عشر مقعدا من أصل ثمانية عشر، لكن قضية بيع بعض من أملاك الكنيسة في القدس لليهود أفرادا أو مؤسسات فجَّرت غضبا شعبيا عارما لدى أبناء هذه الطائفة وبدأ الشعور الوطني يطغى بشكل كبير على الشعور الديني وتعالت الأصوات المطالبة بمحاسبة البطريرك إيرينيوس الأول على ما سُمِّيَت بالخطيئة التي لا تغتفر وبالطبع أنكر إيرينيوس الأول علمه بمثل هذه الصفقة لا بل إنه أتهم بعض أعوانه من المخوَّلِين بالتصرف بأموال الكنيسة بسوء الأمانة لكن ذلك لم يجدِ نفع وكان إذاً لابد من ما ليس منه بُد ثورة داخلية تجلَّت في اجتماع للمجمع قرر على إِثره إقصاء إيرينيوس الأول من منصبه بعد تجريده من مسؤولياته ومنعه من دخول مقر البطريركية وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شؤون الكنيسة إلى أن يتم انتخاب بطريرك جيد وبالطبع فإن إقصاء إيرينيوس الأول لا يُشكِّل حلا في نظر الكثير من أبناء هذه الطائفة العرب فهم لا يزالون يتطلعون لرؤية أحدهم يتبوأ كرسي المقعد البطريركي رغم أن ذلك لا يزال بعيد المنال طالما ظلت الكنيسة اليونانية تهيمن على المجمع المقدس وطالما كانت الاعتبارات السياسية للقوى الإقليمية وعلى رأسها الأردن وإسرائيل تطغى على ما سواها من اعتبارات.

جميل عازر: ومن قناة الجزيرة في قطر نواصل وإياكم هذه الجولة في الملف الأسبوعي وفيها أيضا بعد الفاصل لبنان يستقبل عون وينتظر الانتخابات النيابية القادمة في ظل توتر سياسي وأمني.

[فاصل إعلاني]

عودة ميشيل عون للبنان

جميل عازر: منذ اغتيال رفيق الحريري والمسرح السياسي في لبنان في حالة انصهار إن لم نقل غليان، أمَّا وقد اكتمل الانسحاب العسكري السوري وبدأت عملية إعادة صياغة العلاقة بين دمشق وبيروت في ضوء زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى دمشق، جاءت عودة العماد ميشيل عون لتحرك أكثر من عامل ساكن ومؤثر في ترتيب ملفات لبنان الداخلية وللوضع أيضا جانبه الدولي المتمثل في القرار 1559 الذي يدعو إلى نزع أسلحة المليشيات، أضف هذا كله إلى تعديل قانون الانتخاب تمهيدا للتصويت في الانتخابات النيابية أواخر الشهر الجاري، تجد أمام حكومة ميقاتي من القضايا العاجلة ما يجعل حلها في الوقت المتاح لذلك شبه معجزة.

[تقرير مسجل]

عباس خضر: سريعا أدرك البطريرك الماروني نصر الله صفير أن الانتصار الذي حققته المعارضة مهدد بالتلاشي في حال ظل أبناء الرعية على تباينهم سيِّما فيما يتعلق بالانتخابات وقانونها لذلك ذكَّر رأس الكنيسة المارونية أعضاء لقاء قرنة شهوان وهم الذي خرجوا من تحت عباءته ذكَّرهم بأن حسن توظيف الانتصار قد يكون أهم من الانتصار ذاته وهكذا فإن صاحب الغطة الذي لطالما شكل غطاءً للمعارضة المسيحية بدا هذه المرة زعيما علنيا لها من دون لبس أو تأويل فهو يُرشد قومه إلى ضرورة التوافق على المقاعد النيابية كي لا يُحبَط المسيحيون كما قال، ذلك أن الهدف تحسين المواقع في البرلمان المقبل الذي يعي الجميع أهمية الملفات الاستراتيجية الملقاة عليه، خطة صفير هذه لم تأتِ من فراغ بل كانت نهاية لمسلسل من التداعيات السلبية التي أحدثتها التسوية الدولية الإقليمية المحلية تلك التسوية التي جاءت بنجيب ميقاتي رئيس للحكومة بثقة نيابية غير مسبوقة وأشارت وقتها بإيجابية بالغة للعودة إلى قانون العام 2000 الانتخابي ذلك أن القانون لا يخرج عن اتفاق الطائف ويستطيع أن يؤمِّن متطلبات الحد الأدنى لأكثر القوى أن لم يكن جميعها.

على أن التسوية هذه التي امتدحها البعض من منطلق أنها أفضل الممكن كادت أن تؤدي إلى انفراط عقد التحالف المعارض سيما وأن بعض من هم في السلطة أحسنوا اللعب على تناقضات المعارضين خاصة الطائفية منها، فرئيس الجهورية إميل لحود وحلفاءه استفادوا كما يتهمهم وليد جنبلاط أحد كبار المعارضة استفادوا من التناقضات تلك فعملوا كما يقول جنبلاط إلى اتهام الأخير بأنه يخوض تسوية مع القوى الشيعية ستكون على حساب المسيحيين وهو ما استفز بعض القوى المعارضة المسيحية سيما وأن الجميع كان يدرك أن كسب ود الشارع قبيل الانتخابات حتى لو كان هذا الشارع متطرفا في آرائه أمرا لا محالة منه لبلوغ البرلمان، تزامن ذلك مع عودة الجنرال المنفي إلى فرنسا ميشيل عون الذي قُدِّم أو قَدَّم نفسه على أنه صاحب البيت المعارض الأصيل وأن الآخرين شغلوا ذلك البيت خلال نفيه إلى باريس وبالتالي على الجميع أن يعرف حده فيقف عنده، التقط جنبلاط الإشارة وحسّ أنه ثمة من بات يُهدد موقعه الوطني سيما وأن العادة درجت على أن يجيء الزعيم الدرزي بنواب مسيحيي ومسلمين في منطقته، لذلك خاض معركة باتجاهين الأولى من موقع المعارض الشرس تجاه رئيس الجمهورية رأس النظام الأمني كما سمَّاه والثانية من موقع الاعتدال الوطني في وجه التطرف وبالسياق في وجه عون الذي وصفه ذات مرة بتسونامي يريد أن يجتاح الجميع ويبدو أن الرجل نجح فهو وُفِّق في دفع حلفائه المسيحيين ليحذوا حذوه حتى كانت الذروة وعدا من بعض الحلفاء بالعمل على إسقاط رئيس الجمهورية المُمَدة ولايته رغما عن جنبلاط والمعارضة لكن بعد الانتخابات النيابية وهكذا فإن المعارضة ما تزال موحدة لكن وحدتها تقوم على قناعة بضرورة عدم الشقاق وليس على قناعة بالبرنامج علما بأن الاستحقاقات الفعلية للمعارضة بدأت اليوم بعودة عون وتصبح أكثر تحديا مع خروج قائد مليشيا القوات اللبنانية المُنحلة سمير جعجع من سجنه، عباس ناصر لبرنامج الملف الأسبوعي بيروت.

جميل عازر: وينضم إلينا من بيروت سمير قصير الكاتب في صحيفة النهار، أستاذ سمير دعنا نبدأ أولا بأحدث التطورات على المسرح اللبناني، أريد أن أسألك عن توقعاتك لتداعيات أو مضاعفات لعودة العماد ميشيل عون؟

"
المفاجئ في خطاب عون أنه بدا على عدم وفاق مع جنبلاط عندما تهجَّم على ما سماه الإقطاع السياسي وأنه على تعارض مع إرث رفيق الحريري إذ تعرَّض لما سمَّاه المال السياسي ونسب إنجاز الاستقلال إلى جهود المغتربين اللبنانيين
"
سمير قصير

سمير قصير – كاتب في صحيفة النهار ببيروت: أعتقد أن أنه يصعب التكهن بكل التداعيات يعني، لعل أول النتائج التي رصدناه إلى الآن يعني في الساعات القليلة الماضية كانت المفاجأة من خطابه ومن نمط كلامه إذ يعني لم يَذكُر الرئيس رفيق الحريري في خطابه بعد أن كان قد وضع إكليلا من الزهر على ضريحه لم يذكره في الخطاب وعلى العكس يعني بدا في خطابه وكأنه على تعارض مع وليد جنبلاط حيث يعني تهجَّم على ما سماه الإقطاع السياسي وأنه على تعارض أيضا مع إرث رفيق الحريري إذ تعرَّض أيضا لما سمَّاه المال السياسي واللافت أكثر من ذلك أنه يعني لم يتكلم كثيرا عن الإنجاز الذي حصل ولم ينسب هذا الإنجاز.. يعني إنجاز الاستقلال إن شئت أو يعني الانسحاب السوري إلى الشعب اللبناني ولكن نسبه إلى ما فعله بعض المغتربين اللبنانيين يعني من أجل تحريك الوضع الدولي ولكن الأهم من ذلك أنه طرح نفسه كشخص يريد التغيير في وجه الطبقة السياسية وهذا كلام لا يطمئن ليس لأن الناس ترفض التغيير ولكن لأن آخر تجربة لنا مع هذا النوع من الخطاب وهو كان خطاب الرئيس الحالي.. رئيس الجمهورية الحالي إميل لحود يعني أدَّت إلى كوارث وآخرها كان طبعا اغتيال الرئيس الحريري.

جميل عازر: طيب إذا كان ميشيل عون ألمح إلى أنه قد يفكر في مسألة أن يصبح رئيس الجمهورية هل تعتقد أنه سيجد مساندة؟ ومن أي جهة؟

سمير قصير: صراحة لا أعتقد أنه سيجد مساندة كبيرة في الطبقة السياسية اللهم إذا أحسن التحالف يعني مع أطراف ليسوا بالضرورة في معسكر المعارضة، إذا عقد تحالفا مع حزب الله وهو ممكن وهو أمر ممكن أو مع فئات أخرى يمكن أن يفكر بذلك ولكنني أستصعب يعني أن يصل ميشيل عون إلى رئاسة الجمهورية وأعتقد يعني أن الشيء الذي نراه اليوم يعني هو شيء جديد بمعنى أنها المرة الأولى التي يكون فيها ميشيل عون في لبنان من دون أن يكون في منصب رسمي وهذا امتحان له فهو مُعرَّض يعني للمساءلة والانتقاد لأنه سيكون على الأقل في الأشهر المقبلة رجل سياسي كغيره ولا يمكن أن يعني يتعفَّف كثيرا فهو يعني سيمارس السياسية وسيمارس الحملة الانتخابية.. سيخوض حملة انتخابية ويعني لعله سيدخل في أوحال السياسة وربما قد تتغير صورته وربما يتغير تصرفه أيضا.

جميل عازر: طيب هل تبدو لك حكومة نجيب ميقاتي أنها حكومة المعارضة وليست حكومة الموالاة من حيث أنها بدأت تُنفِّذ ما تطالب به المعارضة ابتداء من إقالة قادة أجهزة الأمن ثم تعديل القانون الانتخابي أيضا؟

سمير قصير: لا هي ليست حكومة معارضة يعني ولا سيما لأن رئيس الجمهورية الحالي الممدة ولايته يعني مُمَثَّل فيها بأكثر من نصف أعضاء الحكومة ولا يزال يتمتع بقدرة التعطيل على قرارات الحكومة، طبعا ما نفذته هذه الحكومة هو تنفيذا لوعودها والتي على أساسها نالت الثقة بمجلس النواب ولا يمكن أن تتهرَّب من هذه المسؤوليات ولا سيما أنها أيضا مطلب دولي يعني إقالة الأجهزة الأمنية ليس فقط مطلب المعارضة هو مطلب الأمم المتحدة مع العلم أنه يبقى إلى الآن.. يعني أحد ممثلي النظام الأمني وهو مصطفى حمدان يعني قائد الحرس الجمهوري الذي يتمسَّك به رئيس الجمهورية ولا يريد أبدا التخلي عنه وهذا ما يجعل وليد جنبلاط وغيره من المعارضين يعني يثورون ويقولون أن النظام الأمني لا يزال يُخرِّب السِّلم والأمن في البلد ولا يزال يعطل المسيرة الديمقراطية وبالفعل يعني يمكن الملاحظة أن هناك يعني عمل وراء الستارة على مستوى إعلامي وعلى مستوى سياسي لأنصار الرئيس لحود من أجل التمسك بمنصبه لأنه يعرف أن يعني مصيره هو الاستقالة بعد يعني إذا جرت الأمور على طبيعتها لابد أن يذهب الرئيس لحُّود بعد الانتخابات لذلك يحاول بأي طريقة أن يتمسك بمنصبه.

جميل عازر: طيب أستاذ سمير هل تعتقد أنكم يعني ستجرون انتخابات في لبنان في الموعد المُحدَّد لذلك في التاسع والعشرين من الشهر؟

سمير قصير: نعم أعتقد أن الانتخابات ستجري ابتداءً من التاسع والعشرين من هذا الشهر وأعتقد ما شاهدناه اليوم يعني في.. يعني إذا تركنا الفلكلور النيابي جانبا كان آخر فصل من فصول معركة ما قبل الحملة الانتخابية الآن الأمور واضحة قد يتأسَّف المرء لذلك أو لا لكن القانون هو قانون عام 2000 وسيُعمَل به ولا خيار آخر وستخوضه على ما أعتقد جميع.. ستخوض جميع القوى السياسية ولا سيما قوى المعارضة الانتخابات على أساسها، هناك مسألة مصداقية بلبنان يعني كبلد كوطن أمام المجتمع الدولي ولا أعتقد أن أحد يستطيع.. أن أحدا يستطيع أن يؤخِّر أو يعطِّل هذه الانتخابات إلا إذا طبعا إذا تم تفجير الوضع يعني.

جميل عازر: طيب هل يعني ذلك أن لبنان مُقبل على حالة عدم استقرار كما ورد في رسالة الرئيس لحود إلى مجلس النواب؟

سمير قصير: الرئيس لحود هو العنصر الأول أو العامل الأول في عدم الاستقرار في هذا البلد يعني وأعتقد أن بعد الانتخابات النيابية وبعد رحيل إميل لحود سيرتاح البلد كثيرا وهناك فرصة فعلية لإعادة اختراع هذا البلد يجب ألا نضيِّعها وألا يضيِّعها خصوصا زعماء المعارضة وأن لا يتلهوا بحسابات شخصية وبنزاعات فئوية وأعتقد أن الجميع في هذا المجال يعني يتساوون سواء الذين كانوا في لبنان أو الذي عاد اليوم بعد الظهر من باريس.

جميل عازر: طيب ولكن هناك تناقض واضح في موقف الرئيس لحود، يُحذِّر من أن قانون الانتخاب لعام 2000 يمكن أن يؤدي بالبلد إلى حالة عدم استقرار ومن ثمّ يوقِّع على مرسوم يقول ينبغي إجراء الانتخابات في موعدها بحسب ذلك القانون، ما هي قراءتك لذلك؟

سمير قصير: يعني أولا الرئيس لحود لا يملك أن لا يوقِّع يعني هو مُلزَم بالتوقيع على دعوة الهيئات الناخبة، أما اعتراضه على قانون 2000 فهو مثير للسخرية لأنه.. لأن هذا القانون وُضِع في عهده ولم يعترض عليه وبالعكس تماما يعني فهذا القانون صُنِع في مطبخه عمليا يعني على يد ميشيل المرّ أو على يد نعم ميشيل المر وهو نسيب الرئيس لحود وعلى يد أيضا غازي كنعان الذي كان يرأس المخابرات السورية آنذاك ويعني لا أحد.. على أن أحدا سمع الرئيس لحود يعترض وهو لم يعترض أصلا على أي قرار اتخذته المخابرات السورية في السابق يعني، مثير للسخرية هذا الادعاء اليوم وطبعا هو يحاول أن يُرَسْمِنْ كما يُقال في العامية على الشعور الطائفي وأن يعني يستعيد بعض الشعبية عند المسيحيين ولكن أعتقد أن الأمر ميئوس منه سواء عند المسيحيين أو عند اللبنانيين الآخرين، الرئيس لحود يعني أعتقد أنه يعيش آخر أيامه في بعبدا قد تطول أسابيع ولكن بعد الانتخابات لا أرى مجالا على الإطلاق لأن يبقى في قصر بعبدا.

اعتقال أبو فرج الليبي في باكستان

جميل عازر: الأستاذ سمير قصير في بيروت شكرا جزيلا لك، أعلنت السلطات الباكستانية اعتقالها أبو فرج الليبي الذي يُعتقد أنه ثالث أهم قيادي في تنظيم القاعدة بعد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وإذ يقول الباكستانيون إن اعتقال الليبي يعود إلى علاقته بمديري أو بمدبري محاولتين لاغتيال الرئيس برويز مشرف قبل عام ونصف العام فإنهم ينفون بذلك ضمنا أن ذلك يقع في إطار تعاونهم مع الأميركيين في حربهم على ما يُسمَّى الإرهاب ورغم ذلك فقد سارع الرئيس الأميركي إلى الإشادة باعتقال الرجل الذي خصَّصت الإدارة الأميركية مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله ولكن باكستان تبحث هي الأخرى عن مردود سياسي أيضا لقاء ذلك التعاون.

[تقرير مسجل]

أحمد زيدان: في هذه الغرفة بمدينة ماردان ثاني أكبر مدينة في إقليم سرحد وعاصمته بيشاور كانت نهاية مطاردة الشخصية الثالثة في تنظيم القاعدة أبو الفرج الليبي المُتهم الرئيس بالوقوف خلف محاولتي اغتيال الرئيس الباكستاني برويز مشرف عام 2003، أبو الفرج الليبي في الأربعين من عمره برز على واجهة الأحداث العالمية بعد محاولة اغتيال مشرف ومما زاد من خطورته تسلله وتسلل التنظيم إلى داخل المؤسسة العسكرية الباكستانية المعروفة بانضباطها حين تم تجنيد بعض ضباط سلاح الجو الذي سهَّلوا محاولة الاغتيال مثل مشتاق أحمد الذي اعتُقل لتورطه فيها ثم هرب من السجن ليعتقل قبل أيام من القبض على أبو الفرج، لم يُعرَف لباكستان يوما ما علاقة مباشرة مع تنظيم القاعدة سوى دعم المقاتلين العرب مثل دول أخرى ومنها أميركا أيام الجهاد الأفغاني لكن حين اتخذت باكستان قرارها الاستراتيجي بالتخلِّي عن حليفتها حركة طالبان كان ينبغي عليها ليس التخلِّي عن القاعدة فحسب وإنما تصفيتها أيضا ففتحت خزائن معلوماتها الأمنية للأجهزة الأميركية التي يسيل لعابها لمثل هذه المواد، باكستان سعت من خلال هذا الاصطفاف إلى جانب الأميركيين واستقبال مسؤوليهم المُتكرر إلى جنى فوائد مالية من الأميركيين بالإضافة إلى حرمان الهند من الانفراد في العلاقة مع واشنطن على حساب إسلام أباد نفسها وبالتالي وقوعها ضحية أي تعاون أميركي هندي في مكافحة ما يوصف بالإرهاب، ميَّزت باكستان منذ البداية بين الحرب على القاعدة والحرب على طالبان فلم تكن قواتها المسلحة تُركِّز جهودها على اعتقال وملاحقة عناصر طالبان إلا بما تتطلبه الضغوط الدولية مُستغلة بذلك حاجة الولايات المتحدة لها في الحرب على القاعدة مصدر الشر للأميركيين، آخر صيد كبير من القاعدة فازت به باكستان كان اعتقال خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة قبل عامين تقريبا ويعتقد مراقبون أن الخناق ربما ضاق على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ونائبه الدكتور أيمن الظواهري لكن آخرين يرون أن علاقة بن لادن والظواهري مع أبو الفرج ربما انقطعت بعد ما اتضح لهما أنه بات في دائرة الاستهداف الباكستاني والأميركي عقب اتهامه بالتورط في محاولة اغتيال مشرف، النزعة المحافظة التي تتمتع بها مناطق القبائل تُساعد على اختفاء القاعدة وطالبان فيها ولذا فإنهما تحرصان على مقاومة أي رموز تتعلق بقيم غربية عصرية كما حصل مؤخرا في استهداف محلات بيع أشرطة الفيديو وتهديد الفنادق التي تروِّج كما تقول بيانات التهديد للقيم غير الأخلاقية في مناطق القبائل، مراقبون سياسيون يعتقدون أن ما يُشاع عن قرب عملية عسكرية محتملة في مناطق القبائل الباكستانية إنما يهدف على للتغطية على عمليات المطاردة التي تقوم بها قوات الأمن الباكستانية ضد عناصر القاعدة بعيدا عن مناطق القبائل الباكستانية كما حصل مع أبو الفرج الليبي وكما يُشاع عن قرب عملية عسكرية في جسرال للقبض على زعيم تنظيم القاعدة، أحمد زيدان الملف الأسبوعي إسلام أباد.

صعوبات تشكيل الحكومة العراقية

جميل عازر: في العراق تصاعدت وتيرة الهجمات المسلحة منذ أدَّت الحكومة الانتقالية برئاسة الدكتور إبراهيم الجعفري اليمين القانوني، فأودت بحياة نحو ثلاثمائة شخص إضافة إلى عديد من الجرحى، فبقاء عدد من المناصب الوزارية شاغرا ألقى بظله على قدرة الحكومة الجديدة على تنفيذ أولويات مهامها مثل صياغة الدستور وإحلال الأمن والاستقرار والتمهيد للانتخابات ولكن التقارير التي أفادت بالتوصل إلى اتفاق على تعيين سنِّي وزيرا للدفاع وإعطاء شيعي حقيبة النفط تُشير إلى أن الحكومة الجديدة قد اتخذت خطوة في سبيل نزع فتيل التوترات العرقية والطائفية أملا منها في تقويض مخططات المسلحين.

[تقرير مسجل]

"
يظل السنَّة العرب  مكونا اجتماعيا مهما في الخارطة السياسية العراقية حتى وإن أدَّى موقفهم إلى عدم المشاركة في الانتخابات التي دفعت بالشيعة العرب والأكراد إلى الاستئثار بتشكيل الحكومة
"
تقرير مسجل

سعد إبراهيم: مقاعد شاغرة عنوان لمفاوضات ماراثونية تعددت فيها الأطراف والطروحات والرؤى وبغض النظر عن من سيحمل الحقائب الوزارية المخصصة للعرب السنَّة يبقى الأخذ والرد بشأن الأسماء التي ستتولى هذه الوزارات بين الفائزين في انتخابات كانون الثاني/ يناير الماضي والقوى العربية السنِّية يعكس رغبة العرب السنَّة أنفسهم في المشاركة في الحياة السياسية، فرغم إحجامهم عن المشاركة في الانتخابات لأسباب تراوحت بين اشتراط البعض منهم جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق وبين التوتر المسلح الذي يعصف بالمدن السنِّية في البلاد يظل السنَّة مكونا اجتماعيا مهما في الخارطة السياسية العراقية حتى وإن أدَّى موقفهم إلى لزوم الأهالي بيوتهم يوم الانتخابات، الانتخابات التي دفعت بالشيعة العرب والأكراد إلى الاستئثار بتشكيل الحكومة، حكومة الجعفري وحتى إذا تمكَّنت من اجتياز حاجز تشكيل حكومة وحدة وطنية فإن ذلك يمثل الجزء الطافي على السطح من جبل الجليد، جبل قاعدته الدستور وصياغته وضلعاه حجم وآلية مشاركة القوى السياسية في عراق ما بعد صدام حسين فضلا عن شكل النظام السياسي لعراق الغد، العرب السنَّة ومن بينهم هيئة علماء المسلمين استبقوا الأحداث هذه المرة في إشارة إلى ما تبدو رغبة عامة في المشاركة في إدارة شؤون البلاد عندما اجتمعوا لمناقشة المبادئ الأساسية التي يرون أن الدستور ينبغي أن يرتكز عليها، أربعة أشهر أمام الجمعية الوطنية الانتقالية للوصول إلى مُسوَّدة دستور يمكن الاتفاق عليها ما يعد تحديا آخر في مواجهة القوى البرلمانية، فعلى الجمعية الوطنية بنوابها المائة والخمسة والسبعين وأغلبهم من الشيعة العرب والأكراد أن تُنهي صياغة الدستور في الخامس عشر من آب أغسطس المقبل كما أن عليها تنظيم استفتاء عام للحصول على الإجماع الشعبي قبل الخامس عشر من تشرين أول أكتوبر المقبل ولا يعد الدستور موافَقا عليه إذا رفضته ثلاث محافظات من المحافظات الثماني عشرة وفي حال إقرار الدستور يتعين إجراء انتخابات تشريعية في موعد أقصاه الخامس عشر من كانون الأول ديسمبر ومن ثمة تشكيل حكومة جديدة بعد أسبوعين من إجراء الانتخابات ويبقى توفير وضع أمني مستقر في المدن السنِّية المهمة العاجلة أمام حكومة الجعفري لضمان مشاركة العرب السنَّة في الانتخابات المقبلة بعيدا عن العنف المسلح، مشاركة قد تغير وجه العراق باعتباره ديمقراطية وليدة في نظام إقليمي مرصوف كأحجار الدومينو.

جميل عازر: وبهذا نختتم جولتنا في الملف الأسبوعي، نُذكِّر حضراتكم بأن بإمكانكم الوصول إلى مضمون هذه الحلقة بالنصّ والصورة والصوت في موقع الجزيرة نت في الشبكة المعلوماتية أو الكتابة إلى عنوان البرنامج الإلكتروني، على أننا سنعود في مثل هذا الموعد بعد سبعة أيام لنفتح ملفا جديدا لأهم أحداث الأسبوع القادم من قناة الجزيرة في قطر، فتحية لكم من فريق البرنامج وهذا جميل عازر يستودعكم الله فإلى اللقاء.