العنف في أوزبكستان، القمة السداسية الأفريقية
– أحداث العنف في أوزبكستان
– إسلام كريموف.. شخصية الأسبوع
– الانتخابات الإثيوبية
– منح المرأة الكويتية حق الترشح والانتخاب
– المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن
– زيارة رايس وخرازي للعراق
– القمة السداسية الأفريقية في طرابلس
جميل عازر: مشاهدينا الكرام أهلا بكم إلى جولة جديدة في الملف الأسبوعي وفيها أوزبكستان والقبضة الحديدية لكريموف العنف في انديجان يهز الاستقرار في آسيا الوسطي، المرأة الكويتية هل ستغير شيء في المعادلة السياسية في بلادها ودول الخليج ودافوس لقاء اقتصادي بأجندة سياسية تجمع رجال السياسة بأساطين المال والأعمال.
بين القمع ومخالفات حقوق الإنسان ومطرقة الفقر والبطالة لم يكن أمام معارضي النظام الحاكم في أوزبكستان سوى اللجوء إلى التمرد ضد مؤسسات الدولة التي يمسك رئيسها إسلام كريموف وأقرباؤه وحاشيته بمقدراتها السياسية والاقتصادية وكانت النتيجة أن لقي حزب التحرير الإسلامي أنصار له يؤيدونه وينزلون إلى الشارع باسمه رغم أنه بتوجهاته الراديكالية قد لا يلبي تطلعات الأوزبك بمختلف توجهاتهم ولو أنه ربما يكون الأكثر تنظيما والأعلى صوتا ضد الفساد والديكتاتورية ولكن الاحتجاجات التي شهدتها مدينة أنديجان تحولت إلى مصادمات دموية سلطت مزيدا من الضوء على الوضع في جمهورية قد تواجه ما واجهته جمهوريات سوفيتية سابقة أخرى من تملل نحو الديمقراطية.
[تقرير مسجل]
" |
أمجد الشلتوني: وادي فرغانا طبيعة خلابة تخفي بين جنباتها حسب تقارير منظمات حقوق الإنسان واحد من أبشع سجلات حقوق الإنسان في العصر الحديث كما تخفي حسب تقرير هيئة أميركية لرصد الحريات في العالم وضعا مقلقا للغاية وقد لا يكون هذا جديدا بالنسبة للوادي المضطرب الذي شهد ثورات عديدة على الحكم الروسي منذ عام 1885 ولكنها آلت إلى الفشل وبقيت المنطقة على حالها حتى نهاية الشيوعية وانهيار الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينيات، أسهمت الصحوة الدينية بين سكان وادي فرغانا منذ زوال الاتحاد السوفياتي في ازدهار المنظمات الإسلامية مثل حزب التحرير والحركة الإسلامية الأوزبكية التي ظلت حتى أحداث الحادي من سبتمبر الخطر الحقيقي المهدد لأنظمة دول المنطقة، التطورات الأخيرة في أوزبكستان بدأت يوم الجمعة عندما دخلت القوات الأوزبكية أنديجان بعد أن اقتحم المتظاهرون سجنا بالمدينة وأطلقوا سراح 23 سجينا من الإسلاميين المشتبه بهم انضموا بعد ذلك إلى المظاهرات في وسط المدينة، طالب المسلحون منذ البداية بوساطة روسية لإجراء المفاوضات لكن روسيا رفضت التدخل بحجة أن الأمر نزاع داخلي واكتفت واشنطن بإعلان قلقها من حادثة تحرير المعتقلين من السجن الذي جرى اقتحامه عندئذ بات واضحا أن هناك تطابق أميركي روسي لا في مساندة الرئيس الأوزبكي فقط ولكن لمنع سيطرة المعارضة على السلطة وتهديدها بالتالي مصالح واشنطن وموسكو في المنطقة وقبل غروب الشمس أطلقت القوات النار على المتظاهرين في الميدان الرئيسي في المدينة وفر الرجال والنساء والأطفال في ذعر وأشار الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف في تصريحات للصحفيين في طشقند إلى أن المسلحين جلبوا السلاح من الخارج وأنهم قتلوا عددا من الرهائن والمدنيين الأبرياء وعزا منع الإعلام من تغطية أحداث مدينة أنديجان شرقي البلاد في حينها لأسباب أمنية كما اتهم حزب التحرير الإسلامي بالمسؤولية عما حدث، ساعات فقط امتد في أعقابها التمرد إلى بلدة قره صو المحاذية للحدود مع قرغيزيا وبنحو ألف جندي عادت السلطات لتقتحم البلدة ولتعتقل عددا من المتهمين بقيادة التمرد فيها وعلى رأسهم بختيار رحيموف ذو التوجهات الإسلامية وإذا كانت المنطقة قد شهدت ثورة الورود في جورجيا والثورة البرتقالية في أوكرانيا والثورة الوردية الصفراء في قرغيزيا فوسط هذه الألوان بدت ثورة أوزبكستان حسب المتابعين ثورة حمراء دموية لا يزال الخلاف حول عدد القتلى فيها ثائرا والآن وبعد هذا الفصل الجديد يقف النظام الأوزبكي مرة أخرى أمام ضغوط دولية تتعدد التساؤلات حول قدرته على مواجهتها.
جميل عازر: ولعل من غريب المفارقات أن بعض زعماء الحرب الباردة والمنظومة الاشتراكية لم يزولوا بزوال الاتحاد السوفيتي الذي ترعرعوا في كنفه ومن مثل هؤلاء إسلام كريموف الرئيس الأوزبكي الذي خاض غمار معركة ضد من وصفهم بالإسلاميين المتطرفين أدت إلى سقوط مئات الضحايا ومعها هيبة نظامه ومحاولات التستر على القمع والفساد وانتهاكات حقوق الإنسان ولكن مهما يكن التهديد الفعلي المفترض من الجماعات الإسلامية فأن كريموف شخصية الأسبوع في الملف يبدو في نظر منتقديه رجل لا يطيق من يعارضونه أيا كانوا إسلاميين أم غير إسلاميين.
[تقرير مسجل]
جيان اليعقوبي: ظلت أوزبكستان نسيا منسيا طوال عقد التسعينات ولم يتذكرها الأميركيون إلا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر فعندها سمح لهم الرئيس إسلام كريموف ببناء قاعدة دائما هناك لمراقبة تحركات الإسلاميين المسلحين في قلب آسيا الوسطى وانضم كريموف أيضا إلى معاهدة شنغهاي التي تضم روسيا والصين ودولا آسيوية أخرى تشترك كلها في هم محاربة الحركات الإسلامية المتشددة وهكذا لم تعد صيحات منظمات حقوق الإنسان حول الوحشية التي يتعامل بها كريموف مع شعبه تلقى سوى أصداء خافتة ولم يتعرف العالم على الوجه الآخر للرئيس الأزبكي إلا قبل أسبوعين بسبب أحداث أنديجان، ولد إسلام عبد الغني كريموف عام 1938 في مدينة سمرقند ونشأ في ملجأ للأيتام وبعد إنهاء دراسته الثانوية غادر المدينة ليتخصص في الهندسة والاقتصاد بعد أن كان قد تدرج في صفوف الحزب الشيوعي حتى أصبح الأمين الأول للحزب في أوزبكستان ثم عين رئيسا للجمهورية السوفيتية الأوزبكية عام 1990 أي في الربع ساعة الأخير قبل أن يلفظ الاتحاد السوفيتي أنفاسه الأخيرة ولكن كريموف الذي ذاق مباهج السلطة واستمتع بها لم يستطع سوى أن يرتب فوزه في أول انتخابات نُظِمت بعد الاستقلال وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 1995 والثالثة عام 2000 وهذه كان من المفترض أن تكون دورته الرئاسية الأخيرة لكنه عاد ورشح نفسه في الانتخابات الرئاسية لينافس هذه المرة مرشحا نكرة لم يسمع به أحد مما حدا بالأوروبيين والأميركيين إلى التنديد علنا بهذه الانتخابات التي وصفوها بأنها لا حرة ولا نزيهة ولكن كريموف سادر في غيه وطالب من البرلمان أن ينظم استفتاء جديدا في عام 2002 للتمديد لكريموف حتى عام 2007 وذلك بتغيير فقرة من الدستور لتصبح الفترة الرئاسية سبع سنوات بدل من خمس، كريموف الشيوعي الذي تحول إلى رئيس برغماتي ذي قبضة حديدية يؤمن بنظرية يتبناها أغلب حكام العالم الثالث أي ديمقراطية تتلاءم مع العادات والتقاليد المحلية التي ينفردون هم في تفسير مفرداتها أما الديمقراطية على الطريقة الغربية فهي رجس من عمل الشيطان ينبغي عدم الاقتراب منه ويعقد كريموف الآن أن حربه ضد حزب التحرير الإسلامي هي الجسر الذي يستطيع عبره أن يبقى على كرسي الرئاسة إلى أجل غير محدد وإن استقباله وفود تمثل المنظمات اليهودية الأميركية وغيرها من القوى المؤثرة في الدوائر الأميركية سيجعل العالم يتناسى سجله الحافل بالقمع وانتهاكات حقوق الإنسان.
جميل عازر: أدلى الناخبون في إثيوبيا بأصواتهم في انتخابات عامة متعددة الأحزاب للمرة الثالثة منذ الإطاحة بنظام الحكم الماركسي هناك ولكن لم تكد عملية التصويت فيها تنتهي حتى بادر الحزب الحاكم إلى الإعلان عن فوزه بأغلبية المقاعد فانبرت المعارضة لنفي ذلك وظلت تقول أنها ستكون الفائزة في النتيجة النهائية خاصة وأنها حققت فوزا في دوائر العاصمة غير أن أهم ما أفرزته الانتخابات هو ذلك الحضور القوي نسبيا للمعارضة وقد اعترف الحزب الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء ملا الزناوي بفوز الحزبين المعارضين الرئيسين بثلث مقاعد البرلمان الخمسمائة والسبعة والأربعين وهكذا فإن الزناوي سيضطر إلى الاستماع لمطالب المعارضة الآن أكثر مما كان يفعل في الماضي.
[تقرير مسجل]
" |
محمد تولا: حشدت المعارضة مئات الألوف من أنصارها في شارع العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وفاجأت بذلك الحزب الحاكم الذي يتربع على عرش السلطة منذ 14 عام، مظاهرة الأحد الشهير التي جاءت قبل أسبوع فقط موعد الانتخابات اعتبرها البعض روح جديدة سرت في جسد هذا البلد لتبدد مخاوف كانت سائدة لدى الكثير من الخروج في وجه النظام الحاكم، حزب التحالف من أجل الوحدة والديمقراطية الذي كون تحالفا بينه وبين حزب القوة الديمقراطية أحد قطبي المعارضة لمواجهة الحزب الحاكم كان رأس حربة هذه المسيرات، إثيوبيا اعتمدت منذ الإطاحة بالحكم الشيوعي السابق نظام فدراليا قائم على تقسيم البلاد إلى ولايات عرقية لكل ولاية حكم ذاتي ودستور خاص ولغة خاصة كما يجيز الدستور إمكانية الاستقلال للولايات ولكن في إطار إجراءات دستورية محددة هذه النقطة الأخيرة تخالف فيها المعارضة الحزب الحاكم حيث ترى أن إتاحة الفرصة للولايات بالاستقلال يؤدي إلى تمزيق وحدة إثيوبيا، السياسة الاقتصادية هي الأخرى كانت إحدى نقاط الاختلاف الرئيسة فالحزب الحاكم يعتمد سياسة الاقتصاد الزراعي للوصول إلى التطور الصناعي لكن المعارضة تفضل ولوج الاقتصاد الصناعي بدل من الريفي، مسألة ملكية الأراضي هي الأخرى حساسة جدا فالشعب الإثيوبي مزارع في معظمه وظلت هذه البلاد قابعة تحت قبضة نظام إقطاعي ساد لفترة طويلة حتى تم اقتلاعه بالثورة الشيوعية الشمولية وحسب الدستور الإثيوبي الجديد فإن الأراضي هي ملك للشعب والحكومة وهذا يعني أن التبادل يقتصر على منفعة الأراضي فقط وليس ملكية الأرض نفسها، يرى الحزب الحاكم أن هذا الترتيب هو الضمان الوحيد لعدم العودة إلى النظام الإقطاعي في صورته الحديثة أما المعارضة فترى أن عدم ملكية المنتفع للأرض عامل تثبيط له عن إحداث تنمية حقيقية أما مسائل العلاقات الخارجية وإن لم تبرز كثيرا في المناظرات الانتخابية فقد تصدرتها العلاقات الإثيوبية الإريترية فالجبهة الحاكمة تتبنى سياسات انفتاحية مع الدول المجاورة خاصة والمحيط العربي لإثيوبيا عامة وفيما يتعلق بمسألة إريتريا يرى المعارضون أن الجبهة الحاكمة فرطت في مصالح إثيوبيا ووحدتها للسماح لإريتريا بالاستقلال دون الرجوع إلى قرار الشعب بما في ذلك فقدان منفذ على البحر ورضوخ للنظام الاريتري وعزا البعض نظام الانفتاح وإتاحة الفرص للمعارضة للتعبير عن رأيها إلى ضغوط خارجية فالمعارضة كانت لاعبا قويا في الانتخابات هذه المرة وتؤكد النتائج الأولية فوزها بمعظم المقاعد في بعض المدن الكبرى بما فيها العاصمة ورغم أن الحزب الحاكم بذل ما في وسعه لمحاربة الفقر والبطالة والمرض إلا أن البرلمان المقبل قد يضم معارضة قوية قادرة على التحدي وإن كانت التوقعات تشير إلى فوز الحزب الحاكم بفترة ثالثة، من الملكية الإقطاعية إلى الشيوعية إلى الفدرالية يتطلع الإثيوبيون إلى عهد جديد سواء جاء مع رياح التغيير التي هبت على دول المنطقة أم نتاجا لتدافع داخلي المهم ألا تعود بهم عجلة الديمقراطية إلى الوراء، محمد تولا الجزيرة لبرنامج الملف الأسبوعي أديس أبابا.
منح المرأة الكويتية حق الترشح والانتخاب
جميل عازر: أحرزت مسيرة التحول إلى الديمقراطية في منطقة الخليج نصرا في معركة مستمرة منذ سنوات فقرار مجلس الأمة الكويتي منح المرأة حق الترشح والتصويت في الانتخابات بدفع من الحكومة كان إنجازا مرموقا بحق للمدافعات والمدافعين عن حقوق نصف المجتمع بعد أن ظلت مهدورة ومغيبة طوال عقود إن لم تكن قرونا من الزمان وكما أن لكل إنجاز كبير تداعيات وأبعادا فأن وصول المرأة إلى هذه المكانة في العمل السياسي سيؤدي لا محالة إلى إسماع صوتها في دوائر صنع القرار ومع ذلك لا يزال أمام النسوة الكويتيات أن يكسرن حواجز اجتماعية بقيت العائق الأكبر والعقبة المستعصية حتى الآن وإنما أصبح في يدهن الوسيلة التي قد تمكنهن من ذلك.
[تقرير مسجل]
" |
سعد العنزي: تحقق الحلم الذي طالما راود الكويتيات أو على الأقل الناشطات منهن فأصبح واقعا بعد أكثر من عقود منذ إنشاء مجلس الأمة فبعد أن تمكنت الحكومة من التغلب على معارضة النواب الإسلاميين والمحافظين في البرلمان على مشروع تعديل قانون الانتخابات فازت المرأة الكويتية بحق التصويت والترشيح في كل المجالس المنتخبة وعلى رأسها البرلمان وقد تعددت الذرائع وراء المعارضة فمن قائل بأن عضوية البرلمان ولاية عامة لا يجيزها الإسلام إلى مدعي بدرء مفاسد الاختلاط بين الذكور والإناث ومتهما للحكومة بالخضوع لضغوط خارجية ومحذر بأن إقحام المرأة في المعترك السياسي يؤدي إلى تفكيك الأسرة، المفارقة هنا أن الإسلاميون ربما سيكونون أكثر المستفيدين من حصول المرأة على حقوقها السياسية فقد اعتادوا الحصول على حصة الأسد من أصوات النساء في مناسبات شاركت فيها النسوة سابقا كما في الانتخابات الجامعية والجمعيات التعاونية وعلى الأخص فيما تُعرَف بالمناطق الخارجية التي يهيمن عليها الصوت القبلي ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل ستنجح النساء الكويتيات في الوصول إلى البرلمان أم سيلاقين مصير أخواتهن في بعض دول الخليج بفعل التقاليد الاجتماعية؟ ورغم أن هناك من يتوقعون أن يخوض الانتخابات القادمة عددا من المرشحات قد يفوق عدد المرشحين ترى بعض الناشطات أن دخولهن إلى صفوف النواب أو عدمه قد لا يغير شيئا في حقيقة أنهن سيلعبن دورا أكثر فاعلية في توجيه أجندة المرشحين بوصفهن ناخبات وفي التأثير على اتجاهات التصويت في البرلمان خاصة فيما يتعلق بقضايا تهم المرأة مثل الأحوال الشخصية ومع ذلك فإن المرأة الكويتية مؤهلة لخوض هذا المعترك الجديد عليها نتيجة لممارستها العمل السياسي وهي تسعى لنيل حقوقها السياسية وانخراطها في مختلف أوجه الحياة في المجتمع الكويتي حيث تبوأت مناصب دبلوماسية وأكاديمية وأصبحت سيدة أعمال تنافس الرجال بكفاءة وهناك جانب آخر يزيد من نطاق تأثير المرأة في العمل السياسي الآن وهو أن مجلس الأمة الكويتي يتمتع بصلاحيات كبيرة في التشريع والرقابة على أعمال الحكومة إلى حد لا يتسنى لمجالس خليجية أخرى وبهذا ستكون المرأة الكويتية المالكة لحقوقها السياسية الآن قادرة للقيام بدور أكبر في قضايا المجتمع سواء سياسية كانت أم اجتماعية أم اقتصادية وسواء كانت نائبة برلمانية أم من خلال ما يوصلهم صوتها من خلال قبة البرلمان ورغم اختلاف الآراء حول مدى تداعيات ما حدث في الكويت على دول الجوار التي بدأت تتعامل بشكل أو آخر مع قضية حقوق المرأة فإن من المنطقي القول بأن تطورا من هذا القبيل سيكون على الأقل حافزا إن لم يكن إنموذجا للمتقاعسين عن السير في هذا الاتجاه، بحصول الكويتيات على حقوقهن السياسية انفتحت الأبواب على مصارعها أمامهن لكي يتركن بصماتهن على الحياة السياسية الكويتية بكل تفاصيلها وأطيافها وليشرن إلى بداية عهد جديد تختلف فيه الخارطة السياسية عما عهده الكويتيون منذ الاستقلال أوائل الستينات من القرن الماضي، سعد العنزي للملف الأسبوعي الجزيرة الكويت.
جميل عازر: ومن قناة الجزيرة في قطر نواصل وإياكم هذه الجولة في الملف الأسبوعي وفيها أيضا بعد الفاصل خرازي في بغداد والجعفري في أنقرة العراقيون يعيدون ترتيب أوراقهم الإقليمية.
[فاصل إعلاني]
المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن
جميل عازر: للمرة الثالثة على التوالي يعقد منتدى دافوس الشهير قمته الاقتصادية على ضفاف البحر الميت وجاء هذا العام تحت شعار اغتنام الفرص والمقصود هنا الفرص الاقتصادية التي تتيحها عملية التحول في دول الشرق الأوسط إلى اقتصاد السوق ولكن الهم السياسي فرض نفسه على أجندة هذا الملتقي الذي استضاف مئات من الساسة وأبرز رجال المال والأعمال في العالمين العربي والغربي وإذا كانت المناداة بوجوب السير في نهج الإصلاح السياسي نغمة ترددت في كل الخطابات فإن هناك محاولات للتركيز على دور الاقتصاد في إيجاد الاستقرار اللازم لخلق البيئة المناسبة لعملية الإصلاح.
[تقرير مسجل]
سمير خضر: قد تكون الإصلاحات السياسية هي ما تتطلع إليه شعوب المنطقة لكن هذه الإصلاحات هذا إن وجدت لا تزال تسير بخطى بطيئة وحتى وإن كان الساسة العرب يتحملون قسطا من المسؤولية عن التباطؤ فإن قطاع المال والأعمال يتحمل هو الآخر جزء ليس باليسير من هذه المسؤولية وربما كان ذلك أحد الأسباب التي حفزت المنتدى الاقتصادي العالمي للدعوة إلى عقد اجتماع دوري في الشرق الأوسط لبحث مساهمة قطاع الاقتصاد في عملية الإصلاح التي ترى واشنطن أنها بدأت تتجذر في عقول وقلوب أبناء المنطقة انتخابات في العراق وفلسطين وحقوق جديدة للمرأة في الكويت وخطى إصلاحية خجولة في مصر والمغرب والأردن، ضفاف البحر الميت تشكل للمرة الثالثة البيئة التي تستضيف هذا الملتقى، بيئة غير مستقرة طبيعيا على شاكلة انحسار مياه هذا البحر وبيئة غير مستقرة سياسيا نظرا للأجواء التي تسود الشرق الأوسط برمته، العاهل الأردني الذي تستضيف بلاده هذا المنتدى سارع إلى دعوة المشاركين إلى اغتنام فرصة الأجواء الإصلاحية السائدة في العالم لتبنيها من قبل العرب قبل أن تُفرَض عليهم من الخارج سيناريو ترفضه عمان كما ترفضه معظم الدول العربية التي تعتبر أن أي تغيير ينبغي أن يأتي من الداخل وأن يأخذ في الحسبان ثقافة وخصوصية المجتمع المحلي، عبد الله الثاني حرص أيضا على التأكيد على أن رياح التغيير التي بدأت تهب في المنطقة لا تقتصر على المجال السياسي فحسب فأي عملية إصلاح لا يمكن أن يُكتَب لها النجاح أن لم تصاحبها حزمة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية ولإن كان الاقتصاد هو المحرك الرئيس لأعمال منتدى البحر الميت فإن التطورات السياسية في المنطقة طغت على جدول الأعمال وبالطبع كان العراق ولبنان وسوريا وفلسطين الشغل الشاغل للمتحدثين فوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري حرص على التأكيد على أن العراق أصبح اليوم ضمن قائمة ما سماها بالديمقراطيات الناشئة لكنه لا يزال يواجه تحديا أمنيا يعرقل كل محاولات بناء اقتصاده أما فلسطين فإن جوا من التفاؤل ساد فيما يتعلق بعودة العملية السلمية إلى مسارها رغم استمرار الوضع على ما هو عليه منذ سنوات لكن واشنطن اللاعب الأساسي اليوم على الساحة العربية ترى أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح على الأقل في اتجاه مصالحها كقوة عظمى وهاهي السيدة الأولى في الولايات المتحدة تقرر المشاركة في هذا المنتدى لنقل رسالة مفادها أن الأمل بدأ يلوح في الشرق الأوسط وضربت على ذلك أمثلة تتعلق بما تراه تقدما ملحوظا في أفغانستان والعراق والأراضي الفلسطينية، رؤية مفرطة في التفاؤل وإن صعب نقلها للآخرين ناهيك عن إقناعهم بها.
جميل عازر: وينضم إلينا من عمان الباحث السياسي لبيب قمحاوي، أستاذ لبيب بداية هذه المناسبات تبدوا روتينية هل لها أهمية فعلا في بحث الجوانب الجادة للعمل السياسي وكذلك الاقتصادي؟
لبيب قمحاوي – باحث سياسي: بالحقيقة هي يعني ممارسة العلاقات العامة الدولية وإبداء نوايا طيبة تجاه موضوع التغيير الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي وإلى حد قليل جدا السياسي من دول المنطقة بغرض جذب أكبر كمية ممكنة من الاستثمارات والدعم وأيضا لتقليل الضغوط الخارجية الموجهة تجاه هذه المنطقة التي لها باع طويل في الثبات التنموي والاقتصادي بحكم حالة الجمود السياسي الذي تعاني منه.
جميل عازر: طيب لماذا هذا الاستحواذ السياسي على ندوة تعتبر اقتصادية في المقام الأول؟
لبيب قمحاوي: لأن معظم الزعماء العرب لا يريدون الخوض في الموضوع السياسي موضوع الإصلاح السياسي، جميع القادة العرب يفضلون ويحبذون نقاش الموضوع الاقتصادي والاجتماعي وبالطبع الموضوع السياسي هو الطاغي وهو المحرك لكل قضايا المنطقة وهو أساس الاستقلال الذي يمكن أن يشكل المدخل إلى التنمية وإلى الاستثمارات ولذلك أصبح الموضوع السياسي ضاغطا وفارضا نفسه على أي اجتماع اقتصادي بما فيها اجتماع (WEF) وهو (World Economic Forum) المنعقد حاليا في البحر الميت في الأردن، التوجه نحو الخطاب السياسي وحل القضايا السياسية مطلب أساسي للاستقرار في المنطقة وهو عماد وأساس جذب الاستثمارات الخارجية للمنطقة.
جميل عازر: طيب الجميع يتحدثون عن وجوب إجراء إصلاحات في المنطقة العربية بوجه عام أيهما يأتي أولا الإصلاح السياسي أم الإصلاح الاقتصادي؟
لبيب قمحاوي: الأنظمة العربية تفضل الإصلاح الاقتصادي أولا ولكن هذا كمن يضع العربة أمام الفرس لأن بدون إصلاح سياسي لا يوجد استقرار ولا يوجد أيضا شفافية والشفافية هي التي تؤدي إلى كبح جماح الفساد الاقتصادي والرشوة وهذه قضايا أساءت جدا إلى وضع المنطقة الاقتصادي والجميع يتكلم عن موضوع الفساد باعتباره أحد أهم كوابح التقدم وأحد أهم الكوابح المانعة للمستثمر الخارجي للقدوم للمنطقة ولذلك الشفافية الاقتصادية تستند إلى الشفافية السياسية والديمقراطية السياسية وبذلك تصبح عملية الإصلاح السياسي إما سابقة للإصلاح الاقتصادي أو متزامنة معه ولكن هذا رأي قد لا يكون محبذ أو مقبول لدى الأنظمة العربية بشكل عام وأنظمة المنطقة.
جميل عازر: طيب يبدو من بعض الإحصائيات التي أفرزتها ندوات البحث في منتدى دافوس البحر الميت بعض الإحصائيات يعني مخيفة لنقل ستين مليون متعطل عن العمل في المنطقة العربية يمكن أن يرتفع هذا العدد إلى ما بين ثمانين ومائة مليون في غضون عشرين عاما كذلك يقال أن حجم اقتصاد الدول العربية يتراوح بين ستمائة وخمسين وسبعمائة بليون أو مليار دولار وهذا يعادل فقط الناتج القومي لأسبانيا هل العالم العربي بهذا الضعف الاقتصادي؟
لبيب قمحاوي: نعم لأن العالم العربي منذ ما يزيد عن خمسة عقود يتعامل مع الاقتصاد بشكل عام باعتباره اقتصاد خاضع لرغبات ونزوات هذا النظام أو ذاك هو اقتصاد مشيخي بمعنى أن رئيس القبيلة أو رئيس الدولة يتحكم بالاقتصاد ونظرياته الشخصية في الاقتصاد هي التي تسود بغض النظر عن سلامة هذه النظريات أو لا ولذلك على مدى العقود الماضية وحتى الآن لم يكن هنالك في الواقع تنمية اقتصادية حقيقية كان هناك ادعاء وجود تنمية اقتصادية لكن الاقتصاد كان دائما اقتصاد مشيخي اقتصاد بدائي جدا في تعامله مع موضوع التنمية الاقتصادية وهو موضوع معقد وموضوع تراكمي وليس موضوع نزوات في التوجه نحو التنمية في كل حقبة أو في كل فترة، القضايا الخطيرة التي تجابهها المنطقة الآن بما في ذلك البطالة قضايا حتمية نتيجة لهذه الممارسات من جهة والآن أنظر إلى موضوع العولمة والخصخصة قفزنا إلى هذا الموضوع دون إعطاء البعد الاجتماعي حقه الدول المتقدمة صناعيا لها مؤسسات تعالج الظواهر السلبية للعولمة والخصخصة نحن لا نملك مثل هذه المؤسسات قفزنا إلى الخصخصة والعولمة دون أن ننتبه إلى المواطن الذي ترك جانبا من خلال عملية الخصخصة أو العولمة وهذا سيؤدي إلى مزيد من البطالة وغياب فرص العمل أمام الغالبية العظمى من المواطنين خصوصا أن المواطن العربي لم يعاد تأهيله ليتعامل مع معطيات التطور التكنولوجي الحالي والذي شكل قفزة نوعية في التنمية الاقتصادية من اقتصاد الميكنة إلى اقتصاد تكنولوجيا المعلومات.
جميل عازر: طيب أستاذ لبيب كيف يمكن تحريك هذا الوضع كيف يمكن الانتقال بالاقتصاد العربي إلى حالة من النمو وقدرة على التنافس مع دول العالم مع بقية الكتل الاقتصادية الكبيرة؟
لبيب قمحاوي: رأس المال العربي يجب ألا يكون رأسمال طفيلي أو تابع للمشاريع الاقتصادية الدولية يجب أن تتعامل هذه المنطقة مع واقعها باعتبارها إقليم متكامل الإقليم العربي إقليم متكامل ويجب أن تكون مصادر هذا الإقليم منصبة على التنمية الحقيقية، بناء (Towers) أو بناء مشاريع سياحية لا يكفي للادعاء بوجود تنمية حقيقية، التنمية الحقيقية تجعل من هذا الإقليم يملك رؤية اقتصادية متكاملة وتراكمية بحيث تؤدي على مدى حقبة زمنية معينة إلى النهوض بالإقليم ككل الإقليم العربي ككل نهضة اقتصادية حقيقية وليس مظهرية، الاقتصاد المظهري والمشاريع الاقتصادية المظهرية ليست تنموية بالضرورة هي قد تؤدي إلى تشغيل رأس المال وتؤدي إلى تشغيل بعض الأيدي العاملة ولكنها غير منتجة بطبيعتها إلا إذا كانت ضمن رؤية اقتصادية صناعية سواء كانت صناعة معلومات أو صناعة تقليدية أو صناعة تكنولوجية ذات مستوى عالي ولكن يجب أن تكون قادرة على الإنتاج حتى تساهم في تطوير المنطقة وجعلها منطقة جاذبة للاستثمارات الخارجية.
جميل عازر: طيب أستاذ لبيب أخيرا هل تتفق مع قول وزيرة الاقتصاد والتخطيط في الإمارات العربية المتحدة الشيخة لبنى القاسمي وهي تقول إن تحقيق كل ما ذكرت هذا يتطلب تغييرات مؤلمة من الدول العربية هل تتفق مع هذا القول؟
لبيب قمحاوي: أتفق معه إذا كانت الألم يبدأ من فوق أي من القمة وليس من القاعدة إذا كان القلم سيبتدئ من القاعدة فقط فهو مزيد من الألم ولكن الإصلاح يجب أن يبدأ أيضا من فوق، يجب على الأنظمة أن تعترف بأنها قصرت في نظرتها الاقتصادية والسياسية إلى المنطقة ككل ويجب أن يكون الإصلاح جزء من جهد مشترك، أنا أتفق مع معالي الوزيرة وأتبع أن هذه الدعوة دعوة يجب أن تكون متكاملة بمعنى أن يكون الألم مشترك بين القاعدة والقيادة وليس محصورا على أي من الطرفين.
جميل عازر: الأستاذ لبيب قمحاوي في عمان شكرا جزيلا لك، شهدت علاقات العراق مع كل من إيران وتركيا تحركات بدأت بزيارة وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي إلى بغداد تبعتها زيارة قام بها رئيس الوزراء العراقي إلى العاصمة التركية أنقرة فالإيرانيون مهتمون في دحض اتهامهم بالتدخل في شؤون العراق الداخلية وخاصة في جنوبي البلاد حيث أغلبية السكان شيعة رغم أن هذا ليس كل ما في الأمر أما رحلة رئيس الحكومة الانتقالية إلى أنقرة فتعتبر مبادرة عراقية بل ربما اعترافا ضمنيا بأهمية جارة العراق الشمالية في إيجاد توازن مع جارته الشرقية ولكن لم تقل عن الزيارتين شأنا تلك التي قامت بها سابقا وزيرة الخارجية الأميركية للعراق أيضا.
[تقرير مسجل]
عماد الأطرش: حركة دبلوماسية دؤوبة انشغل بها كبار المسؤولين العراقيين في الأيام القليلة الماضية وإذا كان مطار بغداد الدولي مازال لا يبعث على الطمأنينة أمنيا فلا بأس بمطار أربيل تحط على أرضه طائرة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي لم يكن يعلم حتى قائد الطائرة بوجودها على متنها لأسباب أمنية ومن اللافت أن تستهل رايس زيارتها إلى العراق من أربيل بعد شهر من تشكيل حكومة الجعفري ويكون أول مسؤول عراقي تلتقيه هو مسعود برزاني الرئيس المفترض لإقليم كردستان العراق ويبدو أن رايس كانت قلقة بالدرجة الأولى من الخلاف الكامن بين برزاني وطالباني فالاتفاق بين الرجلين كان يقضي بتولي طالباني رئاسة الجمهورية على أن يتولى برزاني رئاسة الإقليم وهو أمر لم يتحقق بعد تنبه طالباني إلى أن رئاسته هي لمرحلة انتقالية فقط وهذا ما يمنع إلى الآن البرلمان الكردستاني المنتخب من الانعقاد وتلك أزمة مع حليف أساسي في العراق أرادت رايس حلها دون شك قبل أن تفد إلى بغداد لتجتمع مع أركان الحكم الجديد خاصة بعد التصاعد الكبير لموجات التفجير بعيد إعلان حكومة الجعفري الانتقالية والتي حصدت في أسبوع واحد أكثر من خمسمائة مدني عراقي، وزير الخارجية كمال خرازي هو أول مسؤول إيراني كبير يزور العراق واستقبله المسؤولون العراقيون بنفس الترحاب الذي اُستقبِلت به رايس وتلك مفارقة ربما لا تحصل إلا في العراق وعنوان زيارة خرازي كان طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة من التعاون وبعد أن جال على المسؤولين في بغداد قصد مدينة النجف لزيارة المراجع الدينية لاسيما السيد علي السيستاني واللافت أنه عقب انتهاء الزيارة قالت إيران إنها لن تتنازل عن المطالبة بتعويضات بسبب الحرب التي اندلعت مع العراق في الثمانينات، زيارة الجعفري إلى أنقرة تميز شقها السياسي بتزامن تصريحاته بشأن الحدود مع سوريا مع اتهامات رايس لدمشق بمساعدة وتمويل من سمتهم المتمردين في العراق وسعى رئيس الوزراء العراقي إلى تبديد مخاوف تركيا من وجود مقاتلين من حزب العمال الكردستاني في شمال العراق بموجب مبدأ علاقات حسن الجوار دون أن ينسى الإعلان عن زيارة قريبة إلى دمشق.
القمة السداسية الأفريقية في طرابلس
جميل عازر: ربما يكون الاتحاد الإفريقي قد نجح في أفرقة بعض الصراعات في القارة درأ لمحاولات التدخل من دول خارجية في الشأن الإفريقي ولكن القمة السداسية التي انعقدت في طرابلس الليبية لبحث الوضع في دارفور أكدت على هذا النهج في إطار محدد ضم دولا مجاورة للسودان الذي مازال يواجه ضغوطا خارجية وبذلك يمكن القول إن القمة المصغرة سحبت البساط من تحت أقدام تلك القوى اللاعبة على الساحة الإفريقية ولو تحت غطاء دولي فامتناع القمة عن توجيه دعوة على الأقل إلى الأمم المتحدة للحضور يعتبر دليلا على المسار الجديد الذي بدأت إفريقيا تختطه في التعامل مع مشاكلها.
[تقرير مسجل]
" |
خالد الديب: منذ اندلاع الأزمة في إقليم دارفور اتجه الأفارقة لإعطاء بُعد اجتماعي للمشكلة أكثر منه سياسي أو أمني فالتعقيدات القبلية والخليط الاجتماعي في هذا الإقليم أكبر من أن يُنظَر إليها من زاوية الصراع السياسي التقليدي الذي احتكم إليه الغرب ومن ثم الأمم المتحدة وبالرغم من الاهتمام الدولي بمشكلة دارفور حاول الاتحاد الأفريقي أن يحصر القضية في إطارها الإقليمي من خلال إرسال قوات إفريقية إلى الإقليم بهدف حفظ السلام وتسهيل وصول المساعدات الدولية للنازحين وإذا كانت زعامات الحركات المسلحة في الإقليم قد حاولت تدويل القضية والدعوة إلى اقتسام السلطة والثروة مع حكومة الخرطوم وصدور قرارات دولية بشأنها إلا أن الحل الإفريقي كان دائما هو الأقرب فكانت لقاءات أبوجا بين الحركات المسلحة والمتمردين خطوة أولى على طريق الألف ميل، طرابلس التي حاولت حرق المراحل استضافت القمة الأولى في أكتوبر تشرين الأول الماضي بمشاركة السودان ومصر وتشاد ونيجيريا بالإضافة إلى ليبيا وإذا كانت تلك القمة لم تنه الاقتتال في إقليم دارفور إلا أنها وضعت إطارا عاما للمفاوضات اللاحقة وأقنعت المجتمع الدولي بجدوى الحل الإفريقي للمشكلة ومع عدم نجاح مفاوضات أبوجا في تحقيق تقدم ملموس على طريق الحل ومناشدة أطراف إفريقية عديدة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي المساعد في حل الأزمة انتقلت المفاوضات السرية والعلنية إلى طرابلس حيث التقى أكثر من ثلاثمائة شخصية سياسية وقبلية وعسكرية من دارفور في ليبيا مطلع الشهر الجاري لوضع تصور جماعي يكون مقبولا لدى جميع الأطراف المعنية بالأزمة وصدر إعلان طرابلس بحضور ممثل عن الحكومة السودانية ليؤكد الالتزام بوقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات دون شروط وتسهيل وصول المساعدات إلى النازحين وجاءت القمة الإفريقية المصغرة بعد ذلك بأقل من أسبوع لتتحول إلى سباعية بعد اشتراك إريتريا والجابون في أعمالها حيث اعتمدت القمة إعلان طرابلس مع تحديد موعد العودة إلى المفاوضات نهاية الشهر الجاري ورفض التدخل العسكري غير الإفريقي في الإقليم، بالرغم من الخطوات العديدة التي تم اتخاذها على طريق حل مشكلة دارفور إلا أن المشوار فيما يبدو لا يزال طويلا خاصة في ظل التقاطعات الدولية والإقليمية والمحلية للقضية وتشدد بعض الأطراف في مطالبها المرفوضة أساسا من الأطراف الأخرى، لبرنامج الملف الأسبوعي خالد الديب طرابلس.
جميل عازر: وبهذا نأتي إلى ختام جولتنا في الملف الأسبوعي على أننا نذكر حضراتكم بأن بإمكانكم الوصول إلى مضمون هذه الحلقة بالنص والصورة والصوت في موقع الجزيرة نت www.Aljazeera.net في الشبكة المعلوماتية أو الكتابة إلى عنوان البرنامج الإلكتروني وسنعود في مثل هذا الموعد بعد سبعة أيام لنفتح ملفا جديدا لأهم أحداث الأسبوع القادم من قناة الجزيرة في قطر فتحية لكم من فريق البرنامج وهذا جميل عازر يستودعكم الله فإلى اللقاء.