الحكومة السورية الجديدة، الملف النووي الإيراني
مقدم الحلقة: | جميل عازر |
ضيف الحلقة: | د. حليم بركات: محلل سياسي– واشنطن |
تاريخ الحلقة: | 20/09/2003 |
– الحكومة السورية الجديدة في ظل الضغوط والتهديدات الأميركية
– أزمة الملف النووي الإيراني
– قرار إسرائيل بإبعاد ياسر عرفات
– القضية الشيشانية ومدى التورط الروسي فيها
– تداعيات تبرير الحرب ضد العراق على حزب العمال البريطاني
– بالتسار غارثون.. شخصية الأسبوع
– إعصار إيزابيل يجتاح شرقي الولايات المتحدة
جميل عازر: مشاهدينا الكرام، أهلاً بكم إلى هذه الحلقة من (الملف الأسبوعي)، وفيها:
سوريا حكومة جديدة وضغوط بل تهديدات أميركية بذرائع مختلفة من تطوير أسلحة إلى دعم الإرهاب.
ياسر عرفات تهديده بالإبعاد أو بالقتل مرفوض من الجمعية العامة للأمم المتحدة، والفيتو الأميركي يعقِّد القضية.
التورُّط الروسي في الشيشان يزداد تورُّطاً، والمقاومة تزداد حدة، وتخوَّفٌ روسيٌّ من انتشار الصراع إلى أطراف اتحادية أخرى.
الحكومة السورية الجديدة في ظل الضغوط والتهديدات الأميركية
بينما كان رئيس الوزراء السوري الجديد محمد العطري منهمكاً في تشكيل الحكومة أعلنت واشنطن أنها في صدد بحث استصدار قانون لمحاسبة سوريا، ولكن ما الذي فعلته أو تفعله دمشق ويستوجب استعمال كل أداة ممكنة على حد تعبير (جون بولتون) مساعد وكيل وزير الخارجية الأميركية لمنعها من ذلك.
معروف أن سوريا مدرجة على القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب نظراً لتأييدها حزب الله في لبنان واستضافتها فصائل فلسطينية معارضة متهمة هي الأخرى من جانب إسرائيل وواشنطن بممارسة الإرهاب.
ويبدو أنه مع تزايد المتاعب التي تواجهها الإدارة الأميركية في العراق بدأ مستشارو الرئيس بوش الذين أوقعوه في المطب العراقي يبحثون عن مشجب يعلِّقون عليه تلك المتاعب.
![]() |
تقرير/حسن إبراهيم: واشنطن تلوِّح بعقوبات على سوريا بتهم تتراوح بين دعم الإرهاب، وتصل إلى زعم بامتلاكها برامج تطوير لأسلحة تدمير شامل كيماوية وبيولوجية ونووية، وقد نجد في هذا صدىً لضغوط مورست على نظام الحكم في بغداد قبيل إسقاطه، ومن هنا يُثار التساؤل عما إذا كنا في صدد تكرارٍ لسيناريو العراق في سوريا.
مظاهر العلاقات الأميركية السورية لا توافق دوماً بواطنها، فرغم خشونة الأوصاف التي أطلقتها الإدارات الأميركية المتعاقبة على نظام الحكم في سوريا إلا أن تلاقي مصالح واشنطن ودمشق أبقى على شعرة معاوية وحمى السوريين من غضب أميركي فعلي وعقوبات حقيقية، فقد غضت واشنطن الطرف حتى الآن عن الهيمنة السورية على لبنان والدعم السوري لحزب الله رغم ظهور بعض الأصوات في الكونجرس والبيت الأبيض المنددة بذلك، ولم ينسَ السوريون أيادي واشنطن البيضاء، وحاربوا إلى جانب الأميركيين ضد العراق عام 91 ضمن ما سُمِّي يومها بالتحالف الدولي لتحرير الكويت.
ولكن الظرف الراهن يختلف كثيراً، فرغم التباعد والعداء بين نظامي حزب البعث في العراق وسوريا شهدت أواخر التسعينات تقارباً ملحوظاً وزيادةً في التبادل التجاري بين سوريا والعراق وصل إلى مليار دولار سنوياً، والشراكة المالية بالطبع تخلق مجموعة علاقات سياسية معقَّدة ومتشابكة، وخشيت واشنطن -ولا تزال- من أن يستخدم مطلوبون لها في القيادة العراقية هذه العلاقات للهروب إلى سوريا أو عبر أراضيها.
أما علاقة سوريا بحزب الله فإنها جزء لا يتجزأ من أركان سياستها في لبنان وهو ما سوَّغ تدخلها في الشأن اللبناني عربياً على الأقل، لكن حرب واشنطن المعلنة على الإرهاب وتصنيفها لحزب الله ضمن المنظمات الإرهابية وضع دمشق في خانة المناقضين للسياسة الأميركية خاصة وأن جميع المنظمات الفلسطينية الرافضة لنهج السلطة الوطنية الفلسطينية والتي تتخذ من دمشق مركزاً لنشاطها الإعلامي قد وصمتها الإدارة الأميركية بأنها جماعات إرهابية.
دمشق التي كانت -ولا تزال- تتمسك بثوابت أهمها: استعادة الجولان وتلازم المسارين اللبناني والسوري، وربما تجد نفسها مضطرة إلى تقديم تنازلات صعبة للبقاء جزءًا من اللعبة السياسية في الشرق الأوسط، إلا أن دمشق قد تجد نفسها في وضع مريح إلى حد ما استراتيجياً، فالجولان المحتلة منذ عام 67 مطلب سوري سياسي، ولم تضع دمشق نفسها في موقف يضطرها إلى المواجهة العسكرية في سبيله منذ ذلك الحين، اللهمَّ إلا في حرب أكتوبر/تشرين الأول من عام 73 من القرن الماضي.
وبالتالي يبدو أن تزايد الضغط السياسي الأميركي على دمشق، وإن يكن جزءاً من عملية إعادة تشكيل الشرق الأوسط ينم عن إدراك الأميركيين أن تفعيل العملية السلمية بين سوريا وإسرائيل قد يكون هدفاً صعب المنال خاصة في ظل الظروف المتدهورة في الأراضي الفلسطينية.
دمشق تدرك أن الواقف ضد واشنطن هذه الأيام هو شخص عديم الأصدقاء في عالم أحادي القطبية، أو قد يكون نظاماً شديد الثقة بنفسه من خلال التفاف جماهيره التي انتخبته إلى السلطة حوله، وهذا ما لا ينطبق تماماً على نظام الحكم في سوريا.
جميل عازر: وينضم إلينا من واشنطن دكتور حليم بركات (الكاتب والمحلل السياسي). دكتور حليم، بداية هل نحن -في اعتقادك- في صدد أن نرى سيناريو بين واشنطن ودمشق مماثلاً للسيناريو الذي كان قائماً بين واشنطن وبغداد قبل الحرب الأخيرة؟
د.حليم بركات: تماماً هناك بعض مظاهر من هذا السيناريو، هناك حملة كما نعرف أنها ضد سوريا بحجج مختلفة، منها ما هو شبيه بما كان يطلق على العراق كسلاح الدمار الشامل، الإرهاب وغيره، فلذلك لأميركا مطالب وهي تريد في الوقت الذي توجه مثل هذا التهديد إلى أميركا، أيضاً أن تمهِّد.
جميل عازر: إلى سوريا.. نعم.
د.حليم بركات: للأميركيين.. لسوريا أقصد، هي تريد في الوقت ذاته أن تُحضِّر الرأي العام الأميركي ربما لمغامرة جديدة أو لاتخاذ مواقف جديدة، خاصة أن الرأي العام الأميركي بدأ يشك بمصداقية حكومتهم بعد أن تبينت لهم الكثير من الحقائق بالنسبة للعراق، ولكن كما ورد.
جميل عازر ]مقاطعاً[: طيب دكتور.. دكتور حليم.. دكتور حليم، ما هي الدوافع التي يمكن أن تحمل الرئيس بوش -وهو يواجه ما يواجهه من متاعب في العراق- لشن حملة مماثلة على سوريا في هذا الوقت بالذات، خاصة مع بدء يعني الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية؟
د.حليم بركات: هناك يمكن أن نذكر على الأقل شيئين، أولاً: كما ورد إن هناك سياسة استراتيجية أميركية، والقصد منها إعادة تركيب المنطقة بمجملها وفي رسمها لخريطة واقع الشرق الأوسط وأميركا، لها هدف مصلحة إسرائيل إلى حدٍ بعيد استراتيجياً وأمن إسرائيل، وربما هنا بعض الأميركيين يتخوفون من أن يكون ذلك على حساب المصالح الأميركية ولكن هنا يأتي العامل الآخر الثاني أن السياسة الأميركية تظهر.. تمثل الرأي العام اليمين الأميركي، هذا ما يريده الرأي العام اليميني أقصد الأميركي اليميني، يريد هذا يعني التهديدات التي توجَّه إلى سوريا الآن هي تعكس رغبة اليمين الأميركي.
جميل عازر ]مقاطعاً[: طيب كيف تقرأ دكتور.. دكتور حليم في مثل هذه الظروف وكَرَد فعل من جانب سوريا هل تعتقد أن دمشق تتعامل مع القضية بدبلوماسية ويعني بناء على تجربة من دروس ربما يعني اكتسبتها من تجربة العراق؟
د.حليم بركات: نعم، هناك اكتسبت وتعلمت من تجربة العراق، ولكن سوريا في تعاملها مع أميركا كانت دائماً تلجأ إلى الأساليب الدبلوماسية وإلى شيء من المرونة من الأخذ والعطاء، وكان يمكن أن تناقش أميركا في بعض الأمور غير أن الآن بالنسبة لأميركا لا فسحة للنقاش أو لا تسمح بفسحة للنقاش الحر إلى حد ما، تريد أميركا أن تفرض مواقفها، وحتى الآن سوريا التزمت بالوسائل الدبلوماسية وبشيء من المرونة وشعرة معاوية -كما ذكرتم- فحتى الآن سوريا تريد أن تذكِّر أميركا أنها تعاونت في السابق معها، إن كان في الحرب 90، 91، وكانت جزء من قوات الحلفاء، أو في الوقت الحاضر وما قبل الوقت الحاضر أنها تعاونت بالنسبة للإرهاب وأعطتهم معلومات التي ساعدت أميركا وحفظ حياة بعض الأميركيين..
جميل عازر ]مقاطعاً[: وفي هذه الحالة دكتور.. دكتور حليم يعني إذا كانت سوريا قد تعاونت في الماضي مع الأميركيين عام 91 مثلاً وبعد ذلك في السنتين الأخيرتين بالنسبة لمكافحة الإرهاب.. الإرهاب، ما الذي سيشفع لدمشق هذه المرة؟
د.حليم بركات: أعتقد أن هناك مرونة لها مصداقيتها، يعني سوريا تريد أن تتجنب ما حدث للعراق، وهي في وضع غير وضع العراقي، تريد مناقشة حرة وهي مستعدة للتعاون ليس أنها كما تعاونت في السابق، ولكن هي على استعداد لأن.. التعاون في المستقبل وهي تريد أن تفسح المجال للنقاش في هذا، خصوصاً أن الأميركيين يجب أن يكونوا قد تعلموا شيئاً من تجربة العراق، بمعنى أنهم وجدوا أنفسهم في وضع لم يكن هناك توقع له في السابق، وهم الآن في حالة ضيق ويحاولون أن يعرفوا كيف يتعاملوا مع هذا الوضع، وحتى الآن لم يصلوا إليه، فأميركا مع أنها..
جميل عازر ]مقاطعاً[: طيب، ألا تعتقد.. دكتور.. دكتور حليم ألا تعتقد -أخيراً- أن أي تعاون من جانب دمشق سيُفسَّر على أنه بمثابة إذعان للإرادة الأميركية؟
د.حليم بركات: تماماً، هذا أيضاً سوريا ما تريد أن تتجنبه، لا تريد أن تذعن. أميركا لا تريد بلداً عربياً يستطيع أن يقول لا، وهذا لا ينطبق فقط على سوريا، أيضاً على السعودية ومصر والأردن، لا تريد أي بلد عربي أن يقول كلمة لا، ولكن سوريا من ناحية أخرى تصر على أن لها مصالحها القومية وهناك شيء اسمه الأمن العربي والحقوق العربية، وهي لها أرض محتلة، فإذن سوريا لا.. في الوقت الذي تبدي رغبتها بالتعاون لا أستطيع.. لا تستطيع أن تذعن للرأي العام الأميركي، وهنا المشكلة.
جميل عازر: دكتور حليم بركات في واشنطن، شكراً جزيلاً لك.
أزمة الملف النووي الإيراني
تستمر المشادة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا حول برنامج طهران النووي، وهل هو سلمي الغايات أم أنه ينطوي على عنصر تطوير أسلحة نووية؟ ورغم اتسام الموقف الإيراني ببراعة في المناورة وتلميحات إلى انسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية أسوة بكوريا الشمالية يرافقها نفي لوجود نية إيرانية لتطوير أسلحة نووية، فإن الموقف الإيراني يتأثر بالخطاب السياسي على المسرح الداخلي بين المحافظين الذين يطالبون بإجراءات متطرفة وبين الواقعيين الذين لا يرون بديلاً عن توقيع طهران على ملحق المعاهدة الذي يجيز تفتيش المنشآت النووية بدون إشعارٍ مسبق، والمشادة ليست محصورة بين الوكالة الدولية وإيران، بل تعتبر في المقام الأول مواجهة بين طهران وواشنطن.
![]() |
تقرير/طارق تملالي: أصبحت الولايات المتحدة باحتلالها العراق جاراً لإيران، ومشكلة واشنطن مع إيران الآن هي الملف النووي الإيراني، ملف يؤثر على علاقات واشنطن بموسكو التي تساعد إيران فنياً في مشروعها النووي السلمي -على حد تعبيرها- فالاستراتيجية الأمنية الأميركية الجديدة لم تعد تقبل منافساً ولو من الحلفاء فما بالك بالأصدقاء أو أعداء الأصدقاء؟
وحتى لا يبدو الأمر تحرشاً فقد سعت واشنطن إلى تدويل المشكلة بطرح الملف النووي الإيراني على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الوكالة منحت إيران مهلة تنتهي في الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر المقبل لتبرهن على عدم امتلاكها برنامجاً نووياً عسكرياً، فيجتمع مجلس أمناء الوكالة في العشرين من نوفمبر المقبل لينظر في تردد إيران أو تلويحها بعدم التعاون مع الوكالة وربما يُرفع الأمر إلى مجلس الأمن.
إيران موقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، والمطلوب منها كذلك توقيع بروتوكول إضافي ملحق بالمعاهدة يلزمها بعدم السعي إلى امتلاك أسلحة نووية، والسماح للمفتشين الدوليين بالتفتيش المباغت لمنشآتها النووية، وكشف برامج تخصيب اليورانيوم، وتقديم قائمة بمستورداتها ذات الطابع النووي.
إيران محاطة بالوجود العسكري الأميركي في الخليج والعراق وأفغانستان وباكستان حليفة واشنطن، فقد آثرت إيران الحياد عند إسقاط نظاميَّ طالبان وصدام، ولكن هذا الحياد لم يشفع لها أمام واشنطن التي أدرجتها فيما يسمى محور الشر، وفتحت ملفها النووي وشجعت بعض مظاهر الاحتجاج على النظام الإيراني.
وربما يكون ذلك محاولات أميركية لإدامة التأثير الإيراني المهدئ لجزء من الساحة الشيعية العراقية ومنع إيران من الانفراد بمكانة القوة الإقليمية في الخليج العربي بعد سقوط العراق.
لكن إيران تلعب بأوراق منها: قدرتها على التأثير في الوضع العراقي، واحتفاظها بأسرى من القاعدة قد تسلمهم مقابل مكاسب سياسية، وتلويحها باستهداف إسرائيل إن هي هاجمت منشآتها النووية، إضافة إلى تمتين علاقاتها مع أوروبا والخليج العربي والهند.
الطموح النووي العسكري الإيراني إن وُجِد بدأ في عهد الشاه، الذي أسس الهيئة الإيرانية للطاقة النووية عام 74 لكن البرنامج أُصيب بضربات قاسية أثناء الحرب مع العراق، والملاحظ على الخطاب الإيراني الحالي تميزه بنبرات متناقضة متكاملة، خطاب واقعي يؤكد الالتزام بالمعاهدات الدولية، وتشدد لفظي يطالب بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي وحتى من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وخطاب يؤكد على تآمر الغرب لمحاولة حرمان المسلمين من أسباب القوة، تنفي إيران أن يكون برنامجها النووي عسكرياً، بل ذهب الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني إلى حد اعتبار الأسلحة النووية محرمة في الإسلام، وهي محاججة تثير سؤالاً آخر عن حكم الإسلام في تسليم معتقلي القاعدة -إن تم- للولايات المتحدة، لقد دأبت إيران البراجماتية على مطالبة نظام صدام بتطبيق التزاماته الدولية، وها هي الالتزامات نفسها يطلبها الخصم نفسه واشنطن منها هي، فكيف تستجيب طهران؟
قرار إسرائيل بإبعاد ياسر عرفات
جميل عازر: كان تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتأييد لمشروع القرار الذي نقضته الولايات المتحدة بالفيتو في مجلس الأمن بمثابة رفع لمعنويات الرئيس الفلسطيني كما جاء وفقاً للسوابق في هذا المنتدى العالمي من المنظمة الدولية، فلم يحدث أن خسرت القضية الفلسطينية بالتحديد تصويتاً على مشروع قرار خاص بها في الجمعية العامة بعكس ما يحدث في مجلس الأمن، حيث الفيتو الأميركي يقف بالمرصاد لكل ما هو إدانة لإسرائيل أو شجب لها.
وما من شك في أن نتيجة التصويت وكانت مائة وثلاثة وثلاثين صوتاً ضد أربعة هي إحراج للأميركيين، خاصة وأن دول الاتحاد الأوروبي الخمس والعشرين الحالية والمرشحة للعضوية صوتت كلها لصالح عرفات، غير أن هذا لا يعني أن ياسر عرفات أصبح في مأمن.
![]() |
تقرير/أسامة راضي: لم تفت في عضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات التهديدات الإسرائيلية التي اتخذت طابعاً رسمياً بقتله أو نفيه، رغم الجدية التي اتسمت بها تصريحات حكومة (شارون) في هذا الشأن، فالحكومة الإسرائيلية اتخذت قرار إبعاد عرفات كما أعلن نائب رئيس وزرائها (أيهود أولمرت) أن تصفية عرفات جسدياً مسألة مطروحة في الحسابات الإسرائيلية، وأعقبت ذلك ببيان حذرت فيه من أنها لن تتعامل كذلك مع أي مسؤول فلسطيني يتصرف بناء على تعليمات من عرفات نفسه، فيما يعتبر أحد السيناريوهات التي تحدثت أوساط إسرائيلية عن أن مصير الرئيس الفلسطيني لن يخرج عن إطارها، وإن كانت قد أعُلنت كجزء من سياسة الحكومة، أو على شكل تسريبات فظة، حتى وإن لم تكن متماشية مع معايير أخلاقية وأعرافٍ دولية.
بعض المحللين يرون أن التهديدات الإسرائيلية قد تكون مجرد محاولة لإرضاء اليمين الإسرائيلي المسيطر، وللحيلولة دون وقوع عمليات فدائية أخرى، كتلك العمليات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية ذريعة لقرارها، وتجديد اتهاماتها لعرفات بالمسؤولية عنها.
قد يكون المطلوب إسرائيلياً من هذه الخطوات، إشعار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأنه بات على حافة الهاوية، وزيادة الضغط على فصائل المقاومة الفلسطينية لحملها على عدم تنفيذ أي عملية قد تؤدي إلى تنفيذ التهديدات الإسرائيلية، كما قد تكون للتأثير في حكومة فلسطينية جديدة، تتشكل معالمها بالتنسيق بين عرفات ورئيس وزرائه الجديد، وينتظر أن تمثل كافة أطياف الساحة الفلسطينية.
بعض المراقبين يرون أن إسرائيل لم تكن لتقدم على خطوة بهذا الحجم دون ضوء أخضر أميركي، واشنطن نفت في أكثر من مناسبة، وعلى لسان أكثر من مسؤول أن تكون منحت إسرائيل ضوءاً أخضر، لكنها على أي حال لم تعطها ضوءاً أحمر يمنعها من هذه الخطوة، وهو ما بدا جلياً في الفيتو الأميركي، الذي أحبط قراراً في مجلس الأمن، يلزم إسرائيل بعدم المساس بعرفات.
وكان وزير الخارجية الأميركي (كولن باول) قد أعلن قبل الفيتو بيومين، أن واشنطن تدرك أن المساس بعرفات قد يثير غضب العالمين العربي والإسلامي، كما جاءت تصريحات الرئيس الأميركي، ووصفه لعرفات بأنه فشل كزعيم، وأنه عقبة أمام جهود مكافحة الإرهاب، ودعوته الفلسطينيين إلى إيجاد قيادة بديلة، تكون ملتزمة بمكافحة ما تسميه إسرائيل والولايات المتحدة بالإرهاب، لتزيد الأمور تعقيداً، فالإشارة إلى المقاومة والعمليات المسلحة الفلسطينية بأنها إرهاب، وعدم الضغط على إسرائيل للالتزام بهدنة، يضعان خريطة الطريق في مأزق، بل في حالة من الشلل التام، وهذا ما اعترف به الرئيس الأميركي أخيراً.
جميل عازر: ومن قناة (الجزيرة) في قطر نواصل وإياكم هذه الجولة في (الملف الأسبوعي) وفيها أيضاً بعد فاصل:
حزب العمال البريطاني يحصد أولى تبعات قضية تبرير الحرب على العراق، واللورد (هاتن) يواصل التحقيق.
[فاصل إعلاني]
القضية الشيشانية ومدى التورط الروسي فيها
جميل عازر: وإلى روسيا حيث لا يزال من السابق لأوانه -بناءً على كل المؤشرات- أن تدعي موسكو بأن الحرب التي أعلنها الرئيس (فلاديمير بوتين) في الشيشان قبل حوالي 4 أعوام، قد نجحت في قمع المقاومة الشيشانية، فالتفجيرات التي تستهدف القوات الروسية في تلك الجمهورية وخارجها، تثبت أن المقاومة لم تستكن، رغم محاولات موسكو لإجراء انتخابات رئاسية شيشانية، فهذه المحاولات ذاتها واجهت أكثر من صفعة، بانسحاب مرشحين للرئاسة ينافسون (أحمد قديروف) الذي يترأس الإدارة الموالية لموسكو في جروزني، فللقضية الشيشانية والتورط الروسي فيها جوانب تتجاوز الحيز الروسي.
![]() |
تقرير/أكرم خزام-موسكو: لم يعد صعباً على المتتبع للأمر الشيشاني بكافة تفرعاته وتعقيداته، أن يجنح صوب القبول بفكرة وجود قوى مالية وسياسية وعسكرية داخل موسكو وخارجها وصولاً إلى الشيشان، تستفيد من استمرار توتر الأوضاع في جمهورية عانت وتعاني من ويلات حربين، فغسيل الأموال والاتجار غير القانوني بالنفط والسلاح والمخدرات، عمليات باتت بديهية للذين يرون أن الصراع في الشيشان صار يشكل بالنسبة لبعض كبار العسكريين والسياسيين الروس، ولبعض زعماء المقاتلين الشيشان فرصة كبرى لتكديس الثروات.
الملاحظ أن الانفجارات تزداد كلما تفاقم الصراع بين أجنحة السلطة في روسيا على تقاسم ما تبقى من مراكز نفوذ اقتصادية وسياسية، كما تزداد أيضاً كلما أرادت قوىً خارجية الضغط على مراكز القرار السياسي في روسيا، باتجاه تقديم تنازلات في هذه القضية الدولية أو تلك، والأكيد أيضاً أنها تزداد كلما اشتد الصراع داخل الشيشان بين قوىً مختلفة، أصبحت تسمى العصابات المنظمة، لم يعد يهمها مصير هذه الجمهورية، وصار الشغل الشاغل لها تكديس الأموال بأي ثمن.
وفي ظل تعقيدات الأمر الشيشاني، وفي ظل صمت أميركي تحديداً على خروقات لحقوق الإنسان داخل الشيشان، نظراً لليونة بوتينية روسية حيال الاحتلال الأميركي للعراق، وفي ظل الحصار الإعلامي المفروض على تلك الجمهورية، يصعب تحديد حجم المعاناة بالنسبة للشعب الشيشاني، الذي وقع ضحية شهية قوى داخلية وخارجية للاستئثار بكل ما يؤمِّن لهذا الشعب الرفاهة والاستقرار.
المراقبون يرجحون فكرة أن الانفجارات لن تتوقف، بالرغم من تأكيدات السلطة الروسية، على أن الأوضاع في جمهورية الشيشان تتجه صوب الاستقرار، كما يرجحون فكرة أن الأمر الشيشاني قد يتعدى حدود جمهورية الشيشان، ليصل إلى جمهوريات أخرى تابعة لروسيا الاتحادية.
أكرم خزام -(الجزيرة)- برنامج (الملف الأسبوعي) موسكو.
تداعيات تبرير الحرب ضد العراق على حزب العمال البريطاني
جميل عازر: إذا كان (توني بلير) رئيس وزراء بريطانيا لم يتوقع الهزيمة التي مُنَي بها مرشح حزب العمال في الانتخابات الفرعية في دائرة (إيست برنت)، فإنه ليس واقعياً، ولم يقرأ المؤشرات من مزاج الناخب البريطاني، فليس من قبيل المبالغة أن تعزى الهزيمة إلى كونها واحداً من تداعيات الملف العراقي، على ضوء ما كشف عنه حتى الآن التحقيق الجاري في هذه القضية، برئاسة القاضي اللورد هاتن، وما من شك في أن فوز الليبراليين الديمقراطيين بمقعد الدائرة، التي ظلت حكراً للعمال، سيؤرق بلير وحزبه، لأنه لو تكررت النتيجة في الانتخابات العامة فإن توني بلير خاسر لا محالة.
![]() |
تقرير/مصطفى سواق- لندن: التحقيق المستمر منذ أسابيع في وفاة خبير الأسلحة البريطانية الدكتور (ديفيد كيلي)، والذي يشرف عليه كبير القضاة الشهير لورد هاتن، يمثل نموذجاً متميزاً في التعامل مع سلطة الحكومة والإعلام في بريطانيا، لكشف كثير مما لا يكشف عادةً، فعندما عُيِّن اللورد هاتن من طرف رئيس الوزراء توني بلير للتحقيق في وفاة كيلي، قُيِّدت مهمته بالبحث في ملابسات الوفاة، والظروف التي أدت إليها لتحديد مسؤوليات الجهات المعنية المباشرة أو غير المباشرة.
مايكل وايت (محرر سياسي لجريدة الغارديان): اللورد هاتن يبحث في نقطة ضيقة، لماذا انتحر الدكتور كيلي؟ لكن طبعاً بمجرد الشروع في بحث ذلك تثار قضايا أخرى عديدة، كيف تعمل الحكومة؟ كيف تعمل الـBBC؟ وأنا متأكد من أن كلاً من الحكومة وBBC تريد الاحتفاظ بذلك بعيداً عن التداول العام، لا أعتقد أن أي طرف سيخرج من هذا التحقيق سليماً.
مصطفى سواق: القاضي قرر منذ البداية استقلاله التام ووعد بتحقيق شفاف، وحدد منهج التحقيق ووسائله، والمواد التي يجب الكشف عنها لإجراء التحقيق، ونجح فيما لم يحدث من قبل، وهو نشر الآلاف من الوثائق الحكومية والاستخبارية السرية، التي ما كان لها عادة أن تُنشَر إلا بعد مرور 30 عاماً أو أكثر، استدعى شهوداً في مستوى رئيس الوزراء نفسه، ووزرائه وكبار مسؤولي المخابرات، وآخرين من مستوى جارة الدكتور كيلي، التي كانت آخر من قابلته قبل وفاته، وهي تتنزه مع كلبها.
مايكل وايت: صعب معرفة ما سينتج عن التحقيق، إذا كان هاتن حذراً جداً، فإنه سيختصر ما يعتقد أنه حدث في وفاة الدكتور كيلي، ولكنه قد يتوسع ليشمل تعامل الحكومة مع القضية، وتعامل الـBBC معها أيضاً، أعتقد أن الطرفين سيغيران إجراءاتهما، وربما يستقيل شخص أو اثنان أو يُقالان، ربما مدراء الـBBC، وربما (جافول) وزير الدفاع.
مصطفى سواق: تفاصيل التحقيق تكاد تستعصي على الحصر، وتتلخص أهميتها في كشفها الوسائل المستعملة في التضليل الحكومي للمواطنين بالمبالغة والتحوير والتلوين والحذر، كما حدث في إدعاء الـ45 دقيقة الشهير، والزعم بأن الأسلحة العراقية تهدد الأرض البريطانية نفسها، والكذب فيما يتعلق بالمسؤولية على تسريب اسم الدكتور كيلي للصحافة وغير ذلك، هذا فضلاً عن كشف التحقيق عن جوانب ضعف مدهشة في المخابرات البريطانية العتيدة، التي كُشِف النقاب لأول مرة عن بعض كبار مسؤوليها وعن طرق تعاملها الهشة مع قضايا حاسمة تمثل السلم أو الحرب ولم يسلم الإعلام نفسه من الفضيحة فقد اتضح أن BBC نفسها ليست فوق الشبهات إذ أنها لم تكن دقيقة في التعامل مع أقوال دكتور كيلي التي أدت إلى تفجير القضية ولا في التعامل مع الانفجار وتوابعه عندما حدث.
ليس من المنتظر أن يؤدي تحقيق اللورد هاتن إلى إدانة أشخاص أو التسبب في سجنهم مثلاً غير أنه سيؤدي حتماً إلى انتقاد بعض كبار المسؤولين في حكومة بلير وربما إلى إقالة أو استقالة بعضهم، غير أن أهم نتائج التحقيق تتمثل في الكشف عن التراجع الكبير لمصداقية الحكومة وشعبيتها كما اتضح ذلك من نتائج انتخابات (برنت إيست) في غرب لندن في الأيام الأخيرة.
مصطفى سواق -(الجزيرة)- لبرنامج (الملف الأسبوعي) لندن.
بالتسار غارثون.. شخصية الأسبوع
جميل عازر: لم تكن قضية اعتقال الزميل تيسير علوني في إسبانيا أول ما يبرز دور القاضي (بالتسار جارثون) في ملاحقة قضايا تتعلق بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب في إسبانيا وخارجها، فقد ظهر اسم جارثون في العناوين الرئيسة على المسرح الدولي عندما أدى إصداره مذكرة اعتقال بحق الرئيس السابق التشيلي الجنرال (بينوشيه) إلى توقيفه أثناء زيارة خاصة كان يقوم بها لبريطانيا ورغم تعرضه إلى انتقادات بأنه يميني في تعامله مع مختلف القضايا فقد كان محسوباً مع الاشتراكيين الإسبان إبان حكم (فيليب جونزاليس)، ولفهم منطلقات هذا القانوني الإسباني نلقي نظرة على خلفيات بالتسار جارثون شخصية الأسبوع في الملف.
![]() |
تقرير/جيان اليعقوبي: ربما لم يسمع الكثير من العرب بقاضي التحقيق الإسباني بالتسار جارثون إلا عندما اقترن اسمه باسم تيسير علوني وهو الصحفي الذي يحوز على احترام وتقدير قطاع عريض من المشاهدين الذين تابعوا تغطياته الصحفية في أفغانستان والعراق، ولكن جارثون في بلاده هو أشهر من نارٍ على علم فقد برز اسم هذا القاضي ذو الوجه الصارم الذي لا تعرف الابتسامة إليه طريقا عبر ملاحقته كبار الشخصيات الإسبانية أو الأجنبية من مرتشين ومهربين مخدرات وحكام ديكتاتوريين متهمين بقضايا الإرهاب.
ولد بالتسار جارثون ريال عام 1955 في مدينة خايين الأندلسية لأبوين فقيرين من العاملين في قطف الزيتون في مزارع الإقطاعيين، وبعد سنوات من الدراسة في مدرسة دينية استعداداً للانخراط في السلك الكهنوتي تراجع عن ذلك ودخل مدرسة القانون في جامعة أشبيليه وأكمل تعليمه هناك ثم التحق في سلك القضاء حيث لمع نجمه عندما تعامل مع الملفات الشائكة وقد رُشِّح لجائزة نوبل للسلام لعامي 2002 و2003.
أخذ جارثون يلفت الأنظار إليه عندما بدأ قبل نحو خمس سنوات بمطاردة كبار مهربي المخدرات في بلاده إذ تولى في عام 99 ملف السفينة التي ضبطت في جزر (الكناري) في صيف عام 99 وهي محملة بعشرة أطنان من مخدر الكوكايين.
ونظراً لشهرته كصياد للفاسدين والمهربين استعانت به الحكومة الكولومبية لدعم جهودها في ملفي مكافحة الاتجار بالمخدرات وخطف السياسيين على أيدي حركات المعارضة المسلحة، ثم اشتهر على الصعيد الدولي عندما أصدر مذكرة قضائية بتسلم الرئيس التشيلي الأسبق الجنرال (بينوشيه) لمسؤوليته عن مقتل عدد من المواطنين الإسبان أثناء حملة القمع التي شنها في السبعينات ضد الناشطين اليساريين في بلاده، كما طالت تحقيقاته أفراداً من عائلة جمعة المتهمين بالفساد وآل جمعة هم من أقرباء سليما جمعة مطلقة الرئيس الأرجنتيني الأسبق (كارلوس منعم).
وفي صيف العام الماضي فاجأ (جارثون) الإسبان عندما أصدر أمراً قضائياً نافذاً بمنع حزب (بارتاسونا الباسكي) من ممارسة أي نشاط لمدة ثلاث سنوات واشتمل الأمر على إقفال مائة وثلاثة عشرة مركز تابعاً للحزب لاتهامها بجمع الأموال لدعم منظمة (إيتا) الانفصالية المسؤولة عن التفجيرات والاغتيالات التي شهدها المسرح الإسباني منذ سنوات، و(بارتاسونا) هو الجناح السياسي لحركة (إيتا) ويمثله عدد من النواب في البرلمان أو أعضاء المجالس البلدية في إقليم الباسك.
عُرف جارثون بعبوسه الدائم وكرهه للأضواء وتفاديه وسائل الإعلام والإعلاميين، وله قول مشهور بأن الكذب هو من أكبر الجرائم لأن الأكاذيب -كما يقول- تخدع وتشغل البال وتسبب أذىً لا يمكن إصلاحه، ويبقى الأمل ألا يجعل جارثون نفوره من الإعلام يؤثر على تعامله مع ملف تيسير علوني وأن يتناوله بكل النزاهة والإخلاص اللذين تميز بهما جارثون طوال مسيرته المهنية.
إعصار إيزابيل يجتاح شرقي الولايات المتحدة
![]() |
جميل عازر: يسبق فصل الشتاء في الولايات المتحدة عادة مثل هذه الأيام موسم الأعاصير التي تتراوح قوتها ما بين الخفيف والمدمر، ويقع الإعصار (إيزابيل) الذي اجتاح برياحه العاتية الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية ضمن تصنيف العواصف القوية، وقد اضطرت فرق الإنقاذ إلى الاستعانة بالقوارب لمساعدة المواطنين حيث غمرت مياه الأمطار المصاحبة للعاصفة الطرقات والشوارع بينما تسببت الرياح العاتية التي بلغت سرعتها مائةً وسبعين كيلو متراً في الساعة في قطع خطوط الكهرباء والهاتف على طول الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة حيث أصبحت مساكن أكثر من أربعة ملايين نسمة بدون طاقة، كما خلَّف الإعصار عدداً من الوفيات تجاوز العشرين.
وأخيراً استقبل أو اُستُقبِل الرئيس الأميركي السابق (بيل كلينتون) استقبال الأبطال في (بريشتينا) عاصمة كوسوفو، وقد منحته جامعة كوسوفو الدكتوراه الفخرية في حفلٍ حاشد تقديراً لدور بلاده في تحرير سكان كوسوفو من عنصرية الاحتلال الصربي، وكان الرئيس كلينتون قد شارك قبل ذلك في احتفالٍ لإقامة نُصبٍ تذكاري في (سربرينتسا) تخليداً لضحايا أبشع المجازر حرب البلقان حيث قتل جيش صرب البوسنة حوالي سبعة آلاف من سكانها المسلمين في شهر يوليو/تموز من عام 95، وشكلت تلك المجزرة بداية تحولٍ في الرأي العام الغربي ضد صرب البوسنة وجمهورية صربيا من الاتحاد اليوغسلافي.
وبهذا نختتم جولتنا في (الملف الأسبوعي) ونذكر حضراتكم بأن بإمكانكم الوصول إلى مضمون هذه الحلقة بالنص والصورة والصوت في موقع (الجزيرة نت) في الشبكة المعلوماتية (الإنترنت) أو الكتابة إلى عنوان البرنامج الإلكتروني، وسنعود في مثل هذا الموعد بعد سبعة أيام لنفتح ملفاً جديداً لأهم أحداث الأسبوع القادم من قناة (الجزيرة) في قطر فتحية لكم من فريق البرنامج، وهذا جميل عازر يستودعكم الله، فإلى اللقاء.