توفيق طه/مقدم البرنامج + صبحي حديدي
الملف الأسبوعي

منع المنار، الوضع السوداني، أزمة يوكوس

تتناول الحلقة مسألة التضييق على الإعلام المناوئ لإسرائيل والولايات المتحدة، وعن مدلولات إيقاف عرض مسرحية في بريطانيا من حيث حرية التعبير بعد أن أفلح احتجاج صاخب من طائفة السيخ هناك.

– منع بث المنار والتحريض ضد الجزيرة
– وقف مسرحية في بريطانيا بسبب احتجاج سيخي
– ديفد بلانكيت.. شخصية الأسبوع
– تطورات الوضع على الساحة الفلسطينية
– تأزم الشأن السوداني
– سيطرة الكرملين على سوق الطاقة في روسيا
– غضب سعودي من اتفاقية بحرينية بقمة المنامة


undefinedتوفيق طه: أهلا بكم إلى جولة جديدة في الملف الأسبوعي في هذه الجولة في مواصلة لمسلسل التضييق على الإعلام المناوئ لإسرائيل الولايات المتحدة توقف قناة المنار عن البث الفضائي إلى أراضيها وحقوق التعبير المقدسة في بريطانيا تتعرض لنكسة بعد أن أفلح احتجاج صاخب من طائفة السيخ في إيقاف عرض مسرحية مثيرة للجدل، وحراك على الصعيد الفلسطينية ودعوة بريطانية إلى مؤتمر دولي لمناقشه السلطة الوطنية وإسرائيل ما زالت تضع العقبات.

منع بث المنار والتحريض ضد الجزيرة

لم يكن مستغربا القرار الأميركي بإيقاف بث تليفزيون المنار من القمر الاصطناعي إلى أراضيها فتليفزيون المنار يعلن أنه تليفزيون مقاومة وخطابه السياسي مؤدلج إلى حد بعيد وهو ما ترفضه الإدارة الأميركية أما المستغرب حقيقة فهو أن يقوم رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط اللندنية المملوكة لأحد الأمراء السعوديين بتحريض الولايات المتحدة على قناة الجزيرة بصورة تتخطى كل اعتبارات التنافس الصحفي أو حتى المناكفات المعروفة بين مختلف التيارات السياسية في الإعلام فقناة الجزيرة بنهجها الذي يلتزم بمعايير الموضوعية التزاما صارما ويرفض تهميش رأي لصالح رأيا آخر تثير ولا شك غضب الكثيرين ممن ترعرعوا في ظل الإعلام الحكومي الموجه فلم تأبه الجزيرة بأنها تستضيف على شاشتها مسؤولين إسرائيليين رغم أن ذلك يغضب الكثيرين في العالم العربي ولم تحجر كذلك على خطابات زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن من الجهة الأخرى رغم أن ذلك يجلب غضبا متزايدا من الإدارة الأميركية.

[تقرير مسجل]

مكي هلال: في عصر عولمة الاتصال والسنوات المفتوحة يطفئ صوت المنار في الشاشات الأميركية بعد الأوروبية الحدث تم في بلدين يجعلان من حرية الرأي والتعبير بندا أساسيا في دساتيرهم وقوانين الحرية العامة هذا الحجر على تليفزيون المنار بدعوى معاداة السامية في فرنسا والتحريض على الإرهاب في الولايات المتحدة يقرأه المراقبون على أنه جولة جديدة في الضغط على حزب الله صاحب المحطة ومن وراءه سوريا ولبنان ومحاولة للجم كل صوتا إعلاميا يتخذ موقفا فيما يقرأه آخرون على أنه نتيجة عجز قناة المنار عن استيعاب متغيرات المرحلة والثبات على خطابا تحريضي واحد لا يقبل في الغرب ولن يجدوا له صدى في الداخل العربي البعض الأخر وخصوصا الحياة الإعلامية العربية والدولية اعتبرت الخطوة اعتداء صريحا وتضيقا بلا مبرر على حرية الإعلام لا يقل قيمة عن مراقبة الصحفيين في الميدان والحد من حريتهم قصة فرنسا مع قناة المنار شهدت أكثر من جولة.

"
إدارة محطة المنار اعتبرت قرار المنع إرهابا فكريا وحجبا للحقيقة عن الرأي العام، واحتجت بأن القانون في الأصل يطبق على منظمات سياسية وليس على هيئات إعلامية
"
تقرير مسجل

 فبعد أن أعتقد الجميع أن تسوية واتفاقا قد عقد مع المجلس الأعلى للإعلام في باريس والقناة في نوفمبر الماضي عادت المشكلة لتطرح من جديد على لسان رئيس الحكومة الفرنسي ليقر مجلس الدولة وهو أعلى هيئة قضائية في فرنسا بوقف بث القناة في فرنسا ثم في أوروبا بأثرها هذا المخرج القضائي لم يكن الإخراج الأمثل حسب المراقبين لنزول صريحا عند رغبة ناشطين يهود ولوبي صهيوني متنفذ في فرنسا الخطوة الفرنسية تلتها خطوة أميركية ذهبت أبعد في المنع إذ صنفت الإدارة الأميركية المحطة ضمن لائحة المنظمات الإرهابية التي تمنع ويعاقب كل من يتعامل معها ومثلما حدث مع يوتلسات في أوروبا أوقفت إدارة القمر الصناعي غلوب كاست بث محطة المنار إلى الولايات المتحدة ليتقلص مجال بث المحطة إلى الشرق الأوسط وبعض مناطق إفريقيا وجنوبي أوروبا فقط إدارة المحطة اعتبرت القرار إرهابا فكريا وحجبا للحقيقة عن الرأي العام واحتجت بأن القانون في الأصل كان يجب أن يطبق على منظمات سياسية وليس على هيئات إعلامية تعمل حسب أحكام القانون اللبناني ورغم نفي كلا من فرنسا والولايات المتحدة خضوعهم لضغوطات يهودية فإن المجالس اليهودية وإسرائيل لم تخفِ سعادتها وترحيبها بمثل هذا المنع الأمر الذي قد يشجعها على المضي في طلب وقف مؤسسات إعلامية أخرى تتبنى حق الشعوب في المقاومة والحرية مما يزيد من حيرة السؤال من سيكون الضحية القادمة.

وقف مسرحية في بريطانيا بسبب احتجاج سيخي

توفيق طه: أين تقف حرية التعبير؟ هذا هو السؤال الخطير الذي أثاره احتجاج طائفة السيخ في مدينة بيرمنغهام البريطانية على مسرحية تدور أحداثها في معبد للسيخ ورغم أن التفصيل تتعلق بأسرة من السيخ ويمكن أن تعرض في أطر مختلفة ولا تتعلق بالمعبد إلا من حيث إثارته لمشاعر معينة في نفوس المؤمنين من السيخ إلا إن إيقاف المسرحية استجابة للاحتجاج بهذه الطريقة يمنح مختلف الطوائف والجماعات حق فرض الرقابة على الإبداع بصورة غير مسبوقة فماذا سيحدث غدا إن قرر جماعة من المسلمين أو المسيحيين أو اليهود أن عملا فنيا يستفزهم أو ربما تقرر مجموعة من المتعصبين القوميين أن عملا فنيا يمثل معاناة المهاجرين فيه، فيه إدانة للمجتمع البريطاني وأين هو الحد الفاصل بين حرية الإبداع والذوق العام.

[تقرير مسجل]

"
منع المسرحية اعتبرتها الجمعيات الثقافية والفنية مسألة خطيرة تمس أم الديمقراطيات وهي حرية التعبير، ويخشى البعض أن تكون هذه سابقة تفتح شهية الجاليات الأخرى لممارسة الرقابة على الأعمال الإبداعية
"
تقرير مسجل

ناصر البدري: لا يبدو أن الزوبعة السياسية التي أحدثها إلغاء مسرحية باشتي أو العار التي تصور مشاهد قتل واغتصاب في معبد سيخي لا يبدو أنها ستهدأ بل أن كل المؤشرات الأخيرة تشير إلى أن التصعيد هو سيد الموقف فلا الجالية السيخية مستعدة للتنازل أمام مسرحية يعتبرونها امتهانا لديانتهم خاصة في ظل الدعم الذي يتلقونه من الكنيسة الكاثوليكية وبعض الديانات الأخرى ولا الجمعيات الثقافية والفنية مستعدة هي أيضا لرفع الراية البيضاء بعد أن أعلنت عدة مسارح في لندن وبيرمنغهام عن استعدادها لعرض المسرحية لكن يعتقد المراقبون أن القضية معقدة للغاية فهي تمس قدس أقداس أم الديمقراطيات أي حرية التعبير ويخشى بعضهم أن تكون هذه سابقة خطيرة تفتح شهية الجاليات الأخرى لممارسة الرقابة على الأعمال الإبداعية بعض الصحف البريطانية خصصت مساحات واسعة لإلغاء المسرحية بينما نشرت أخرى مقاطع كاملة من نصها فيما يعده الكثيرون في الوسط الفني والثقافي معركة فاصلة من أجل الحفاظ على حق حرية التعبير هذه الأزمة التي جند فيها كل طرف أنصاره ومؤيديه تعيد إلى الأذهان قضية الكاتب البريطاني سلمان رشدي وكتابه آيات شيطانية بفارق بسيط هذه المرة هو أن الجالية السيخية سجلت نصرا مبكرا في أولى مناوشات هذه الحرب كما يصفونها غير أن نجاح الجالية السيخية في منع المسرحية من العرض بعد أن اشتبك عدد من أفرادها مع قوات الأمن يحمل أكثر من دلالة فهذه المعركة يرى العديد من المراقبين أنها تأتي على خلفية إقرار الحكومة لقانون يجرم كل عمل فني أو تصريح سياسي أو غيره قد يؤدى إلى تشجيع الكراهية الدينية كما أن النفوذ القوي الذي تحظي به الجالية السيخية في بريطانيا بدليل التعاطف الذي حظيت به ليس فقط من المجموعات الدينية الأخرى بل ومن عدد من الأحزاب السياسية الرئيسية في بريطانيا هذا علاوة على التراجع العام الذي يعرفه التيار الليبرالي وطغيان الأفكار اليمنية على الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية في بريطانيا كلها عوامل أسهمت في حسم الجولة الأولى في هذه المواجهة لصالح الجالية السيخية وقد اقترح بعض المثقفين حلا وسطا وهو أن تبقى المسرحية بدون تعديل مع منح السيخ فرصة لشرح انتقاداتهم من على خشبة المسرح وهو ما رفضه السيخ لكن كما يقول الكثير من المثقفين فإن خسارة معركة واحدة لا يعني خسارة حرب يرى بعضهم أن الهزيمة فيها تنازل عن حقهم المشروع في حرية التعبير فمن سيكون المنتصر في النهاية هذه المرة سؤال قد تطول الإجابة عنه أو تقصر بحسب طول أو قصر نفس كل طرف من أطراف هذه المعركة إذا كان العديد من المثقفين والفنانين يعتبرون إلغاء المسرحية هزيمة لهم فإنهم يعتبرونها كذلك هزيمة أكبر لحق المجتمع في التعبير عن آرائه بكل حرية ناصر البدري لبرنامج الملف الأسبوعي من أمام مسرح الراب .. بيرمنغهام.

ديفد بلانكيت.. شخصية الأسبوع

توفيق طه: لا شك أن كثيرا من المتغيرات قد طرأ على القوانين وطريقة تعامل الدولة في بريطانيا بعد الحادي عشر من سبتمبر ومعظم هذه المتغيرات كانت من بنات أفكار ديفد بلانكيت شخصية الأسبوع في هذا الملف فالرجل أتي إلى وزارة الداخلية البريطانية وهو يحمل في جعبته أفكارا لو طبقت بحذافيرها لغيرت طريقة تطبيق القوانين جذريا فقد ضيق على المهاجرين ومن يشتبه في تأييدهم للإرهاب ومنح الشرطة سلطات غير مسبوقة إلا أنه وقع في الفخ نفسه الذي وقع فيه كثيرا من السياسيين البريطانيين إلا وهو فخ العلاقات غير المشروعة والتي دائما ما تكشفها الصحافة للجمهور فاستقال.

[تقرير مسجل]

جيان اليعقوبي: ديفد بلانكيت الذي تحدى إعاقته وفقره وظروفه القاسية سقط صريع الهوى الذي أودى به وهو ثاني أثنين من أقرب الوزراء إلى قلب توني بلير الذي كان يضع سترو إلى يمينه وبلانكيت إلى يساره في معاركه ضد أعدائه الكثر بلانكيت الكفيف الذي لا تفارقه كلبته الوفية لوسي هو من كبار مناظري حزب العمال ومن أكثر شخصياته نفوذا وقد تكون خسارته بالنسبة لتوني بلير خسارة مضاعفة وقد لا تعوض وهو الذي لم يبقي بينه وبين الانتخابات العامة إلا عامان ولد بلانكيت في مدينة شيفيلد لأسرة فقيرة فقدت عائلها في حادث عمل وضع ديفد الذي ولد كفيفا في مدرسة حكومية ثم انتقل إلى المعهد الملكي الخاص بالمكفوفين في شروزبري ومن هناك إلى جامعة شيفيلد التي حصل منها على شهادة عليا في علوم التربية وأردفها بأخرى في العلوم السياسية أصبح بلانكيت عضوا في مجلس مدينة شيفيلد وهو في الثانية والعشرين من عمره وبقي هناك حتى دخل مجلس العموم عام 1987 وبعد أن تقلد حقيبتي الصحة والتعليم في وزارة الظل زمن المحافظين تسلم مسؤولية أهم وزارتين في حكومة توني بلير التعليم عام 1997 حيث ترجم تعهدات بلير الانتخابية بوضع التعليم في سلم أولوياته والداخلية عام 2001 خلافا لجاك سترو الذي تولى حقيبة الخارجية وبلانكيت المعروف بصرامته وعناده وشخصيته القوية كان يعمل لساعات طويلة وحيدا من خلال مسجل صغير يسجل عليه مداولات مجلسي العموم والوزراء خاصة بعد انفصاله عن زوجته الأولى روث التي تزوجها باكرا وأنجب منها ثلاثة أولاد وتحول زواجه بعد ثلاثين عاما إلى علاقة وصفها هو بالأفلاطونية ولكن بلانكيت التي يخفي شخصية قلقة وراء قناع الرجل الجبار الذي تحدى إعاقته سقط في فخ امرأة أميركية تهوى مصاحبة المشاهير وخاصة السياسيين منهم فدخل في علاقة سرية مع كمبرلي كوين أنتجت ولدين يتنازع على حضانتهما مع زوج كمبرلي الذي يقول إنه لا يهمه من يكون والد الطفلين البيولوجي فهو يحبهما حتى لو كان والدهما هو ديفد بلانكيت وهكذا أودت مذكرة صادرة عن مكتب بلانكيت بتسريع إجراءات منح تأشيرة دخول لخادمتها الفليبينية إلى الإطاحة به في مسلسل شبيه بالمسلسلات المكسيكية العاطفية قد لا تكون استقالة بلانكيت حلقته الأخيرة.

توفيق طه: وعودة إلى موضوع العرض المسرحي الذي ألغي في بريطاني بسبب احتجاجات من طائفة السيخ معنا من باريس المفكر العربي صبحي حديدي أستاذ صبحي السؤال الذي يثيره هذا الإلغاء ما هي حدود حرية التعبير ما هو الحد الفاصل بين حرية التعبير وبين الإساءة إلى معتقدات الغير أو التحريض على الكراهية كما تسميها قوانين اليوم

صبحي حديدي: في يقيني إزاء وقائع مثل هذه ينبغي.. أظن أن نتمسك بصراط مستقيم لا نحيد عنه وهو الحق في حرية التعبير ينبغي أن تكون مصانة خصوصا طبعا في الأعمال ذات الطابع الإبداعي وأيا كانت المظان وأيا كانت الطعون التي يمكن أن يحملها المرء ضد العمل طبعا حرية التعبير هذه من جانب أخر تتيح للمرء أن يطعن في العمل عن طريق التظاهر سلميا مثلا أو حتى أن يذهب إلى القضاء للاحتجاج على العمل ولكن ينبغي أن تصان حرية التعبير هذا جانب الجانب الأول الجدلي الذي تشير إليه في الواقع ولعله الوجه الثاني من العملة ذاتها أن حرية التعبير في الغرب تطبق إذا شئت بمعايير الكيل بمكيالين يعني قل لي إذا صح التعبير أي عقيدة أو مشاعر دينية أو مشاعر إنسانية تهاجم أقول لك ماذا ستواجه وأي المتاعب ستواجه يعني أنا أعطيك مثال شهير جدا الحادثة الأسوأ في تاريخ بريطانيا لمنع مسرحية الحقيقة ليست هذه وإنما مسرحية الكاتب الشهير جون ألن الذي هو شريك المخرج السينمائي المعروف كين لودج مسرحية بعنوان الهلاك (Perdition) منعت مباشرة أو بالأحرى إذا أجزت لي التعبير يعني اغتيلت بمسدس كاتم للصوت لأنها تتحدث عن تواطؤ شخصية صهيونية كبيرة مع شخصية نازية كبيرة هو أدولف إخمان أثناء الحرب العالمية الثانية للسماح بتهريب ألفين يهودي إلى فلسطين يهودي هنغاري مقابل سكوت المؤسسة الصهيونية عن سوق نصف مليون يهودي إلى معسكرات الاعتقال آنذاك لم يعترض أحد إذا في تقديري يعني المسألة تخص إذا شئت حدود الأقلية التي يجري الانتهاك ومدى نفوذها ومدى سيطرتها يعني.

توفيق طه: يعني هل أفهم من كلامك أن النتيجة ما كانت لتكون بهذه الطريقة لو أن المسرحية كانت تتحدث عن الإسلام مثلا؟

صبحي حديدي: أعتقد ذلك يعني أنا أميل إلى هذا القول يعني إذا سمحت لي لكي نضع الأمور في نصابها الصحيح كما ننزه في العادة وينبغي أن ننزه المسلمين عن تطرف عدد من المتشدديين المسلمين أو الأصولية الإسلامية كذلك ينبغي أن ننزه السيخ البريطاني الحقيقة هم قرابة أربعمائة ألف كما أعتقد يعني عن سلوك حفنة من أربعمائة شخص ولكن في الإطار الأعرض للمسألة الآن الأقليات الدينية كما تعلم القانون البريطاني الوحيد المتوفر الآن لتشريع مسائل التعرض للعقائد الدينية وهو قانون التشذيب (كلمة بلغة أجنبية) وهو قانون قديم الحكومة البريطانية الآن تحاول تجديده وربما كل الأقليات الدينية تسعى بما تملك من نفوذ وسلطة وجاه وإمكانيات تسعى لتحسين مواقعها لكي يأتي هذا القانون وكأنه يتطابق معها خصوصا وأن القانون في الحقيقة ويجب أن نعترف بذلك هو لا يحمي سوى الديانة المسيحية لأنه قديم وفيه يعني مشكلات كبيرة وتحديدا يحمي حتى الكنيسة الأنجليكانية وبالتالي أظن أن الحادثة لو كانت تخص..

توفيق طه [مقاطعاً]: إذا سيد صبحي إلى مدى يمكن القول أن الأمور تغيرت يعني بعد الحادي عشر من سبتمبر ولولا الحادي عشر من سبتمبر لربما كانت النتيجة بالنسبة لهذه المسرحية غير ذلك؟

"
بعد أحداث سبتمبر عمل الغرب على إنتاج قوانين تحت تسمية مكافحة الإرهاب أو حماية الأمن الوطني أدت في الغالب إلى تقيد حرية التعبير وبعض الأحيان إلى انتهاك حقوق الإنسان
"
صبحي حديدي

صبحي حديدي [متابعاً]: يعني إذا سمحت لي لا شك أن ما جرى بعد إحدى عشر سبتمبر من إعادة من إنتاج قوانين تحت تسمية مكافحة الإرهاب أو حماية الأمن الوطن والمواطن إلى آخره في معظم الديمقراطية الغربية طهرت الكثير من حريات التعبير وربما حتى انتهكت حقوق الإنسان وهذه حقيقة لا جدال حولها وهي تعيد إنتاج ماركسية جديدة ولكن في الإطار الأعرض للمسألة نحن نعرف أن مسألة سلمان رشدي جرت قبل إحدى عشر سبتمبر يعني وبالتالي هناك ما إذا شئت مسألة تخص بالضبط كما عبرت أنت إلى أي حد حرية التعبير يمكن أن تكون مصانة في ظل إمكانية الطعن بها سلميا وبمعنى مواجهتها أيضا سلميا كان يمكن للمرء أن يذهب بسلمان رشدي إلى القضاء على سبيل المثال وليس أن يحرق الكتب أو أن تصدر فتوة بحقه ولكن إحدى عشر أيلول لا شك لعب ويلعب سوف يلعب كثيرا إنما المزاج العام والقوانين الغربية ينبغي أن نتذكر دائما أيضا هناك كيل بمكيالين بالنسبة للعقائد وأنا أؤكد لك مرة أخرى لو كانت الحادثة تخص مجموعة إسلامية لما أثير كل هذا لما تجرأت إذا سمحت لي مجموعة من أربعين شخص من أربعمائة شخص على إغلاق المسرحية والإجهاز عليها بهذه الطريقة وكانت الصحافة حتى الآن في بريطانيا على استحياء وأنتم ذكرتم كيف تعاملت مع مسألة الفاتيكان كانت شجاعة في..

توفيق طه: نعم الآن هذه هي الحادثة يعني يمكن أن تشكل سابقة يعني مجموعات أخرى يمكن أن تخرج للاحتجاج على مسرحيات أو أعمال أدبية أو فنية تسئ إلى بعض الطوائف الأخرى إلى أي مدى يمكن أن تشكل فعلا سابقة وإلى أي مدى يمكن أن تذهب السلطة أي سلطة في يعني في حظر مثل هذه الأعمال الفنية والأدبية؟

صبحي حديدي: يعني كما قلت لك حقيقة هذه ليست سابقة الآن ربما هي سابقة فعلا أنا أعتبرها ليست كبيرة يعني هناك سوابق في تاريخ بريطانيا مدونة في بريطانيا الآن أضرب لك أمثلة من أوروبا سوابق أخطر من هذا بكثير ومسرحية الهلاك أبرز هناك دور نشر كانت تتلف كتب مثل دار بنغوين بذاتها لأن هناك تعريض صغير فقط برجال الإكليروس المسيحي على الفريق الكاريكاتير يعني هناك السلطة أحيانا والقوانين المرعية أحيانا تتدخل لكي تراعي أقلية ما بسبب نفوذها وغالبا إذا شئت على الأقلية اليهودية هي الأقوى الآن وهناك أيضا قوانين تهضم حق حقوق أقليات أخرى وأنا في الواقع أتوقع ويتوقع الكثيرون أنه هذه ستكون سابقة بالضبط وأن حفز طالما سكتت السلطات بريطانية عن إغلاق المسرحية وأغلقت ستكون محفز لكل الأقليات الأخرى وهي تذكرة في رأيي هامة جدا أن مشكلة الغرب ليست مع الأصولية الإسلامية فقط التي يقال أنها مقيمة أو ستأتي إلى آخره هناك أقليات قادمة إذا كانت.. قد تكون نائمة الآن يعني على شكل إذا شئت احتجاجات نائمة ولكنها قادمة والمشكلة ليست فقط في الأصولية الإسلامية.

توفيق طه: يعني كان إذا كان هذا هو الحال في بريطانيا يعني دولة من الدول الديمقراطية العريقة يعني لماذا يلام تلام دول العالم الثالث في ممارسات شبيهة؟

صبحي حديدي: لا هو أيضا ينبغي أن نكون موضوعيين كما قلت لك يعني حرية التعبير ليست منتهكة بيعني بنسبة طاغية في بريطانيا ولا في الولايات المتحدة لهذا لسبب يعني طبعا ولكن أنت لا تلوم يعني على الأقل أنت في بريطانيا تستطيع أن تذهب إلى القضاء لتحاكم شاعرا مثلا على سبيل المثال أو تتظاهر ضده مدنيا في بلدان العالم الثالث.. يعني في البلدان الاستبداد لكي لا أقول بلدان العالم الثالث طبعا أنت لا تستطيع أن تلجأ إلى أي إجراء آخر باستثناء أن تصم الأذن وتغض العين الحقيقة يعني هذه الفارق كبير هذا على الإطلاق لا يمس جوهر إذا شئت الديمقراطيات الغربية رغم معظم تحفظاتنا عليها وبالتالي الحريات لا تزال هناك مصانة بنسبة كبيرة يعني.

توفيق طه: نعم إلى أي مدى يمكن القول إن هذه القضية أو هذه الحادثة يمكن أن تعيد إحياء بعض القضايا الأخرى أنت أتيت على ذكر قضية سلمان رشدي بحيث أنه يستدعى إلى القضاء بسبب إساءته للإسلام؟

صبحي حديدي: أنا أعتقد، أه طبعا بالنسبة لقانون (كلمة غير مفهومة) الموجود حاليا في بريطانيا ممكن أن تذهب إلى القضاء لمقاضاة سلمان رشدي ولكن تخسر سلفا يعني أنا أقول لك ولكن في ظل القانون الجديد الذي تزمع الحكومة البريطانية تشريعه ولهذا قلت لك تحاول الأقليات تحسين مواقعها ضمن مواد هذا القانون يمكن فعلا أن تذهب بسلمان رشدي إلى القضاء ليس على أساس يعني حجب حقه في التعبير وإنما على أساس مدى مطابقته إذا شئت للمادة التاريخية التي يزعم أنه يعني ليست مخيلة الحقيقة على إعادة الإنتاج للمادة التاريخية أظن أن القوانين وإلى حد كبير القوانين التي يحاول الغرب أن يقوم بها هي للتنظيم إذا شئت هذا التناقض الحاد بين الرفاه الذي تتمتع به أقلية ما حين تنتهك عقائدها وبين الغبن الذي يلحق بأقليات أخرى حين تنتهك عقائدها إذا شئت ضمن سياقات ذاتها يعني يحاول الغرب أيضا من جهة تحسين إذا شئت شروط اللجوء إلى القانون في هذه المسائل.

توفيق طه: شكرا المفكر العربي صبحي الحديدي في باريس، ومن قناة الجزيرة في قطر نواصل وإياكم هذه الجولة في الملف الأسبوعي وفيها أيضا بعد الفاصل الخلاف في مجلس التعاون الخليجي أهو سحابة صيف أم إن هناك واقعا خليجيا جديدا يتشكل.

[فاصل إعلاني]

تطورات الوضع على الساحة الفلسطينية

توفيق طه: أهلا بكم من جديد هناك الكثير من المتغيرات على الصعيد الفلسطيني بعد غياب الزعيم التاريخي ياسر عرفات فإسرائيل أعلنت عن تخفيف قيودها للمساعدة في إجراء انتخابات فلسطينية بل وسمحت لمواطني القدس الشرقية بالتصويت فيها لكنها بالطبع لم توقف الاجتياحات المدمرة التي يقتل فيها فلسطينيون وتهدم منازلهم وقد أتى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير زائر للأراضي المحتلة وذهب إلى ضريح ياسر عرفات لكنه لم يضع عليه إكليل زهور كما هي العادة وأعلن عن عقد مؤتمر دولي كان يأمل أن يناصره فيه الأميركيون بقدر من الضغط على إسرائيل لكن إرادة شارون انتصرت وتحول المؤتمر إلى مناقشة كيفية تصحيح المسار الفلسطيني.

[تقرير مسجل]

"
مؤتمر لندن الدولي كان غرضه في الأصل دعوة الأطراف المعنية لإعادة الحياة للعملية السلامية، فتحور بعد ضغوط أميركية وإسرائيلية إلى حث الفلسطينيين للمضي في عمليات الإصلاح الداخلي وعلى رأسها اصلاح الأجهزة الأمنية
"
سمير خضر

سمير خضر: كانت الذكرى الأربعين لرحيل ياسر عرفات بالنسبة للفلسطينيين فرصة للتأكيد على الثوابت التي وضعها الرئيس الراحل وعلى رأسها وحدة الصف الفلسطيني وتجنب النزاعات والاقتتال الداخلي التي توقعها المتشائمون وراهن عليها الأعداء لكن معظم الفلسطينيين بات يدرك إن رحيل عرفات فتح الأبواب أمام حقبة جديدة من تاريخ الشعب الفلسطيني صحيحا أن العنف لا يزال مستمرا بل وفي تصاعد والعمليات الإسرائيلية لم تهدأ ضد عناصر المقاومة المسلحة لكن الأجواء الدبلوماسية بدأت تتغير وشهدت الأراضي الفلسطينية تتابع زيارات عدد من المسؤولين الدوليين للالتقاء بالقيادة الجديدة لأسباب عديدة تراوحت بين الرغبة في إثبات الوجود وبين السعي لإحياء عملية السلام أخر الزائرين كان رئيس الحكومة البريطاني الذي جاء لتسويق مشروعه في عقد مؤتمر دولي في لندن فكرة بلير الأصلية كانت تتمثل في مؤتمر تحضره كافة الأطراف المعنية لإعادة عملية السلام إلى الوجود بعد أن اندثرت منذ أربع سنوات على يدي أرييل شارون لكن الأميركيين والإسرائيليين رفضوا ذلك وأصر شارون على أن يكون هدف المؤتمر حث الفلسطينيين أن لم نقل الضغط عليهم للمضي قدما في عمليات الإصلاح الداخلي وعلى رأسها إصلاح الأجهزة الأمنية لتكون قادرة على منع الهجمات ضد إسرائيل ويبدو أن توني بلير أضطر إلى الموافقة على ذلك لإنقاذ مؤتمره الذي يأمل في أن يساعد في تلميع صورته في الداخل كرجل سلام وإبعاد شبح العراق عن الناخبين الذين قد يدعوهم قريبا إلى التصويت على إعادة انتخابه وكما على الجانب الإسرائيلي كان الجانب الفلسطيني متشككا في جدوى هذا المؤتمر رغم قراره بعدم مقاطعته فقد انتقد الفلسطينيون فكرة أن يكون هدف المؤتمر البحث في إصلاح السلطة الفلسطينية في حين أن الحكومة الإسرائيلية هي التي تحتاج إلى إصلاح وفق لتعبير أحمد قريع هذه الحكومة الإسرائيلية التي بات زعيمها يبحث اليوم عن كل ما من شأنه إطالة عمرها حتى ولو أضطر إلى مفاوضة غريمه حزب العمل لتشكيل شراكة جديدة بدل تلك التي انفرط عقدها مع حزب شينوي الوسطي حزب العمل وافق بعد مفاوضات عسيرة على الانضمام لحكومة شارون ولكن بعد الحصول على عدة تنازلات أهمها منح زعيمه شيمون بيريز منصب نائب رئيس الوزراء وقد استطاع بيريز تسويق فكرة الشراكة مع الليكود من خلال إقناع حزبه بأن هدف الائتلاف الجديد سيكون تسهيل تنفيذ خطة الانسحاب من غزة التي يعارضها عدد كبير من أعضاء الليكود ورغم أن شارون وبيريز ذللا كل العراقيل أمام هذه الشراكة فأن كلاهما سيواجه بالتأكيد غضب المستوطنين الرافضين لمشروع إخلاء المستوطنات فهؤلاء يشكلون قوة انتخابية ضاغطة وورقة هامة لا يمكن لأي حزب تجاهلها عندما تدق ساعة الانتخابات ويصبح صوت المستوطن حاسما في ترجيح كفة هذا الحزب أو ذاك.

تأزم الشأن السوداني

توفيق طه: كم هو معقد الشأن السوداني فلا الضغط الدولي أفلح في إجبار أطرافه المتعددة على إلقاء السلاح ولا وساطات الأصدقاء والمنظمات الدولية جلبت بعض السلام إلى أراضيه المشهد في دارفور قاتم أجبر حتى منظمات الإغاثة على الانسحاب ومفاوضات سلام دارفور تراوح مكانها في العاصمة النيجرية أبوجا والمعارضة الشمالية مازالت في القاهرة ترقب الإشارات المرتبكة من حكومة الخرطوم فتارة يصبح الجو ليبراليا يشجع على العمل السياسي بلا قيود وتارة أخرى يرون بطش الحكومة بمعارضيها يدفعهم بعيدا عن أحضان وطنا أنهكته الحروب والكوارث والمجاعات رغم نعم الله الكثيرة عليه.

[تقرير مسجل]

"
قطاع النفط السوداني يشكل عامل جذب لكثير من الدول الغربية التي تكره استئثار الصين بحصة الأسد من الاستثمارات الأجنبية فيه
"
تقرير مسجل

حسن إبراهيم: ماذا يجب أن تفعل الأسرة الدولية كي تستقيم الأمور في إقليم دارفور فبينما يتوعد الأمين العام للأمم المتحدة من يخرج عن الشرعية الدولية والاتحاد الإفريقي يهدد برفع القضية إلى مجلس الأمن الدولي يستمر التصعيد في دارفور وتتعرض المفاوضات في العاصمة النيجرية أبوجا وتصر الحركتان المتمردان العدالة والمساواة وجيش وحركة تحرير السودان على أن توقف الحكومة السودانية جميع عملياتها العسكرية قبل الدخول في المفاوضات وتصر الحكومة من جانبها على الاحتفاظ بالمواقع التي استولت عليها في عملياتها الأخيرة وبهذا يكتسب المشهد السوداني ملامحه الإفريقية بكل مأساويتها تعند في المواقف وعدم اكتراث بالمعاناة الإنسانية وقد أعلنت كثيرا من المنظمات الدولية استحالة تقديم عون للاجئين في ظل الهجمات الحكومية وهما سيعني المزيد من المعاناة لسكان دارفور ولأول مرة ينفض صبر الكثير من الدول المانحة والحادبة على السودان والسودانيين وخاصة المهمشين من مواطنيه سواء أن في جنوب السودان أو غربه إلا أن هناك الكثير من العوامل التي تبقي على تعنت الطرفين مبررا في أنظار الكثيرين مما يرغبون في لعب أدوار استراتيجية في السودان كبرى بلاد إفريقيا قطاع النفط السوداني يشكل عامل جذب لكثير من الدول الغربية تكره استئثار الصين بحصة الأسد من الاستثمارات الأجنبية في النفط.

 موقع السودان الاستراتيجي بحدود مع تسع دول بالإضافة إلى ما يناهز الألفي كيلو متر على ساحل البحر الأحمر ويحتوي السودان على مساحات ضخمة من الأراضي الخصبة ومخزون مياه هو الأضخم من نوعه في القارة الإفريقية سواء من مياه النيل أو بالأحواض المياه الجوفية التي تمتد في معظم الصحاري السودانية حكومة الخرطوم تدرك أنه رغم الوعيد من الأسرة الدولية إلا أن هناك حدودا لقدرة كثير من الأطراف الضاغطة على التحرك ضدها فالولايات المتحدة تعتقد أنه لو مارست الحكومة السودانية قدرا من الاعتدال وضبط النفس وعقدت صفقة مع معارضي الحكومة في الجنوب والغرب فإنه يمكن أن تتغاضى عن أن السودان بلد حزب واحد مازالت المعارضة فيه خارج البلاد حكومة السودان من جانبها تدرك أن التعامل بينها وبين المعارضة المنضوية تحت مظلة التجمع الوطني الديمقراطي قد شابه الكثير من الكر والفر فمرة تفتح الحكومة ذراعيها مرحبة بالآخرين وتسمح بفتح الصحف ومرة تطبق أشد ما في قوانينها من عقوبات على المعارضين هذا التذبذب بالإضافة إلى التغيرات الإقليمية والدولية يجعل من السودان بلدا شديد التعقيد ويحول المفاوضات ما بين الحكومة والمتمردين إلى جحيم حقيقي بالنسبة للراعين والوسطاء ومن هنا أتى التدخل الرئيس أولوسيغون أوباسانجو ضروريا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تتدهور الأمور إلى المربع الأول أما هؤلاء الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء فهو عامهم الثاني في العراء تشكل مأساتهم إدانة صارخة لكل من يماطل في إنهاء هذه المعاناة.

سيطرة الكرملين على سوق الطاقة في روسيا

توفيق طه: كانت يوكوس وصاحبها ميخائيل خودوركوفسكى أضخم شركة نفطية في روسيا إلا أن العداء ما بين الكرملين ويوكوس وصل إلى مداه فألقى بخودوركوفسكى في السجن بتهمة التهرب من الضرائب وعرضت يوكوس للبيع رغم أن محاميها تحصلوا على حكم من محكمة في الولايات المتحدة ليوقفوا البيع وهو ما أبطلته محكمة روسية فبيعت وحدة الإنتاج الرئيسة في يوكوس واسمها يوجانفيسك نفط غاز لمجموعة مالية مجهولة اسمها بيكال فاينانس وهو ما جعلها تمتلك 17% من أسهم يوكوس ثم وافقت محكمة روسية على بيع أسهم بايكال لشركة حكومية روزنفط مما يعني مزيدا من سيطرة الكرملين على سوق الطاقة في روسيا.

[تقرير مسجل]

"
روسيا بوتين ربحت المعركة مع يوكوس لكنها خسرت الكثير جراء هروب رؤوس الأموال من اقتصادها وتعكر المناخ الاستثماري فيها بعد ما جرى للعملاق النفطي يوكوس
"
تقرير مسجل

أكرم خزام: بيكال فاينانس غروب اسم شركة يعتقد أنها وهمية أسست من قبل الكرملين حسب إجماع المراقبين هي التي ابتاعت نصف إنتاج شركة يوكوس من النفط تقريبا في مزاد علني اعتبره العديد أشبه بالمسرحية الهزلية مما شكل إيذانا أن العملاق النفطي يوكوس هوى ولم تقوم له قائمة على الأقل حتى نهاية فترة فلاديمير بوتن الرئاسية الذي كان أمر أجهزته الأمنية سابقا بإلقاء القبض على رئيس العملاق النفطي ميخائيل خودوركوفسكى الذي أبتاع أيضا يوكوس في بداية التسعينات من القرن الماضي بواسطة شركة وهمية تراكم من خلالها مليارات الدولارات ما جرى مع يوكوس لم يكن مفاجئا بمعنى آخر القضية بالنسبة لزعيم الكرملين قضية حياة أو موت بالمعنى السياسي للكلمة فبوتن أدرك أن الأرض بدأت بالاهتزاز من تحت أقدامه في نهاية عام 2003 عندما أعلن ميخائيل خودوركوفسكى عن نيته الترشح للرئاسة عام 2008 وعندما بدأ بتقديم الدعم المالي لكتلة الحزب الشيوعي في الدوما ولكتلة يابلكا اليمينية بهدف تشكيل أغلبية نيابية قادرة على فرض تغيير دستوري في روسيا يحد من صلاحيات بوتن الرئاسية ومن هذه الزاوية أعتبر المراقبون أن اللا مفاجئة فيما جرى ليوكوس من الناحية القانونية يبدو صعبا على الشركات الداخلية والخارجية الطعن بالمصير الذي آلت إليه يوكوس.

 فقد أحكم الكرملين قبضته على كل القوانين لتصب في صالح قراره كما أعلن للغرب أن القوانين الروسية لا تأبه ولن تأبه للشكوك الغربية في أمر المزاد العلني الذي أنهى يوكوس عمليا أو في أمر المعتقل خودوركوفسكى والذي تهرب من دفع الضرائب واختلس أموالا هائلا من خزينة الدولة حسب النيابة العامة التابعة للكرملين روسيا بوتن ربحت المعركة مع يوكوس لكنها خسرت وقد تخسر الكثير جراء هروب رؤوس الأموال من اقتصادها وتعكر المناخ الاستثماري فيها بعد ما جرى للعملاق النفطي يوكوس والواضح أن روسيا بوتن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود بغية استعادة المصداقية في المجالات الاستثمارية أكرم خزام الجزيرة برنامج الملف الأسبوعي .. موسكو.

غضب سعودي من اتفاقية بحرينية بقمة المنامة

توفيق طه: وأخيرا إلى الشأن الخليجي حيث شكل غياب ولي العهد السعودي عن قمة المنامة تعبيرا عن تردي العلاقات داخل المجلس غضب السعودية كان موجها ضد البحرين التي عقدت اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة الأميركية وهناك مبررات موضوعية للغضب السعودي حيث تخشى المملكة أن تغرق البضائع الأميركية غير المجمركة أسواقها بينما يعتقد آخرون أن الغضب السعودي يدخل في سياق المناكفات الإقليمية والتي تضفي الكثير من القتامة على علاقات الرياض بجيرانها الخليجيين.

[تقرير مسجل]

"
غضب السعودية ربما لم يكن اقتصاديا فحسب بل مواصلة لإحساس عميق بغياب الدور الريادي الذي كانت تلعبه في المنطقة قبل حرب الخليج الأولى عام 1991
"
تقرير مسجل

حسن إبراهيم: قمة مجلس التعاون الخليجي تعقد في المنامة وغضب سعودي من اتفاقية بحرينية يهدد مستقبل التعاون الاقتصادي في المجلس وقد بلغ من غضب السعودية أن رفضت مناقشة أي موضوع آخر قبل حذف موضوع الاتفاقيات التجارية الفردية يعتقد بعض العارفين بالشؤون الخليجية أن غضب المملكة العربية السعودية ربما لا يكون اقتصاديا فقط بل مواصلة لإحساس عميق بغياب الدور الريادي الذي كانت تلعبه المملكة في المنطقة قبل حرب الخليج الأولى عام 1991.

 ففي الماضي وبعد سقوط شاه إيران برز دور المملكة كشرطي المنطقة وكانت تلعب هذا الدور بصورة مزمنة حتى أتت القوات الأميركية لتقيم القواعد العلنية في جميع بلاد الخليج وبالتالي ربما أصبحت هذه البلاد أكثر تحررا في سياساتها الإقليمية والخارجية وأصبحت مسألة السيادة بالنسبة لها شأن لا يمكن المساومة فيه البحرين عقدت اتفاقية التجارة الحرة مع واشنطن وهي تعلم كل العلم أن البضائع الأميركية التي لا تخضع لجمارك يمكن أن تغرق الأسواق الخليجية وبالتالي فأن السعودية كبرى الأسواق الخليجية ستكون أكثر المتضررين ومن ناحية أخرى فأن عدم إكمال الاتفاقية جمركية خليجية والذي تعتبر الحد الأدنى لأي تعاون إقليمي ربما يكون من أهم الأسباب التي دفعت البحرين إلى عقد هذا الاتفاق والبحرين تعتبر أفقر البلاد الخليجية وهي تعتمد على قطاع الخدمات والسياحة والمصارف والملاحة لدعم اقتصادها بالإضافة إلى كميات تزداد تضاؤلا من النفط والغاز وكانت المملكة العربية السعودية أكبر الداعمين للبحرين وأقامت الجسر ما بين البلدين لكن تغيرت البحرين بصورة شبه جذرية منذ أن عقد الملك الجديد حمد بن عيسى آل الخليفة المصالحة الوطنية مع مختلف فئات وطوائف الشعب البحريني ورغم ما شاب التجربة من انتقادات ألا أنها فتحت وبصورة كاملة جميع الملفات القديمة وبسبب التداخل الكبير ما بين البلدين فأن بعض المراقبين يرون أن بعض الأقران في السعودية قد تململت من جو الانفتاح السياسي الكبير في البلاد ورغم أن الحكومة البحرينية تضمن معظم الأصوات في البرلمان نظرا للتقسيمة الهيكلية ألا أن الانتخابات التي أجريت قد حظيت باحترام كبير على الصعيدين المحلي والدولي ويبدو أن الغطاء البرلماني قد منح المنامة أحساسا بالاستقلالية والقدرة على التحرك الفاعل بدون الحاجة إلى مباركة الرياض ومن هنا أتى الغضب السعودي ويتساءل المراقبون أن كان الغضب السعودي سيتطور إلى قطيعة قد تهدم البيت الخليجي أو ربما يكون من قبيل الخلاف الصحي الذي يؤدي إلى تصحيح المسيرة في نهاية الأمر.

توفيق طه: بهذا نختتم جولتنا في الملف الأسبوعي ونذكر حضراتكم بأن بإمكانكم الوصول إلى مضمون هذه الحلقة بالنص والصورة والصوت في موقع الجزيرة نت في الشبكة المعلوماتية www.aljzaeera.net أو الكتابة إلى عنوان البرنامج الإلكتروني wfile@aljazeera.net وسنعود في مثل هذا الموعد بعد سبعة أيام لنفتح ملفا جديدا لأهم أحداث الأسبوع القادم من قناة الجزيرة في قطر تحية لكم من فريق البرنامج وهذا توفيق طه يستودعكم الله إلى اللقاء.

المصدر: غير معروف