
تظاهرات السعودية، اتفاقية الكويز، الانتخابات العراقية
– إحباط تظاهرات المعارضة السعودية
– اعتذار السلطة الفلسطينية للكويت
– توقيع اتفاقية الكويز بين مصر وإسرائيل
– الانتخابات العراقية وتفشي الانفلات الأمني
– علي أكبر ولايتي.. شخصية الأسبوع
– بدء مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي
– رومانيا وفرص الانضمام للاتحاد الأوروبي
توفيق طه: أهلا بكم إلى جولة جديدة في الملف الأسبوعي، في هذه الجولة الشرطة السعودية تفلح في إحباط تظاهرتين لحركة الإصلاح الإسلامي وبن لادن يدعو السعوديين إلى مهاجمة المنشآت النفطية، أبو مازن يعتذر للكويتيين عن موقف أبو عمار من الغزو العراقي بينما شارون يكرر لآته وحزب العمل يقبل الانضمام إلى التحالف الحاكم ومصر تعقد أول اتفاقية تجارية مع إسرائيل فيما يعد تطورا نوعيا لعلاقات البلدين منذ أن عقدا اتفاقية السلام بينهما قبل ربع قرن، لم تتحقق توقعات الدكتور سعد الفقيه زعيم حركة الإصلاح الإسلامي بخروج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في كل من جدة والرياض فقد أحاطت قوات الشرطة بالمواقع التي حددها منظمو التظاهرة وتم اعتقال عدد غير معروف من المتظاهرين خطورة هذه التظاهرة تأتي من أن شعارها هو خلع بيعة آل سعود وهو شعار لم يكن يردده إلا الذين اختاروا حمل السلاح وتزامنت التظاهرة مع بث خطاب لأسامة بن لادن دعا فيه إلى مهاجمة الصناعة النفطية السعودية والخطاب والتظاهرة أتيا بعد أقل من أسبوعين على الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في جدة ويبدو أن الساحة السياسية السعودية ليست مرشحة للهدوء في الوقت الراهن.
[تقرير مسجل]
إحباط تظاهرات المعارضة السعودية
حسن إبراهيم: أيام يلفها الغموض والترقب في المشهد السعودي ونقاش لم يكن ممكنا قبل أعوام قلائل عن معارضة وتيارات في المملكة العربية السعودية من جهة مع تزايد تخلخل الوضع الأمني من جهة أخرى، تزامن إعلان الدكتور سعد الفقيه زعيم حركة الإصلاح الإسلامي يوم الخميس السادس عشر من ديسمبر أو الرابع من ذي القاعدة بالتوقيت الهجري بداية للزحف العظيم مع خطاب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يبرز السؤال الذي يصعب تفاديه هل انطلق مارد المعارضة السعودية من قمقمه خاصة وأن شعار المظاهرة المعلن كان خلع بيعة آل سعود ومبايعة حركة الإصلاح بديلا للنظام ولا يعتقد المراقبون أن جميع أجنحة الحركة الإصلاحية قد وصلت إلى هذه الدرجة من القطيعة مع النظام السعودي ورغم عدم توفر صور عن المظاهرة إلا أنها لم تكن بالحجم الذي دعت إليه حركة الإصلاح الإسلامي ربما بسبب الانتشار الواسع لقوى الأمن الداخلي والحواجز في كل من جدة والرياض وتواترت الأنباء عن اعتقالات بالعشرات في المدينتين خاصة في جدة لكن مهما يكن حجم المظاهرة فأن ما يثير الانتباه هو تطور خطاب حركة الإصلاح الإسلامي من نصح للنظام ثم كشف ممارسته وانتقاده بصورة لاذعة ثم أخيرا خلع البيعة فهو قطع لجميع خطوط الرجعة مع الحكومة السعودية كنظام حكم لتلك الرقعة الضخمة من أرض الجزيرة العربية منذ عام 1931 أي منذ أن أعلن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الدولة السعودية الثالثة وهو ما يراه بعض من يسمون أنفسهم بالإصلاحيين الوسطيين شططا وسبيلا إلى الفتنة ومن هنا أتي البيان الذي أصدره خمسة وثلاثون من الوسطيين يثنون الناس عن التظاهر بسبب تعارضه مع مصالح البلاد كما يعتقدون ويحاول الوسطيون من تيار الإصلاح تثمين الإصلاحات التي قامت بها الدولة السعودية من قبيل عقد الانتخابات البلدية أسوة بغيرها من البلدان الخليجية إلا أن المرأة حُرمت من المشاركة فيها، تخفيف القيود على الصحافة ومنحها حقوق غير مسبوقة في انتقاد بعض ممارسات الجهاز التنفيذي من دون الخوض في السياسات العليا أو المساس بالأسرة الحاكمة وتشجيع الحكومة كذلك لمجالس الحوار الوطني التي لم تتطور بعد إلى منابر مستقلة لكنها أتاحت لبعض النخب التعبير عن آرائها بدون التعرض إلى بطش السلطة، خطاب بن لادن الأخير الذي بارك فيه الهجوم على القنصلية الأميركية في جدة دعا السعوديين إلى مهاجمة صناعة النفط وهو أيضا تطور نوعي من حيث بعده الاستراتيجي فالهجمات الماضية كانت على الغربيين أو الأهداف المدنية لكن استهداف صناعة النفط الذي تعتبر قدس الأقداس لأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم سيدفعها إلى الاستشراس في الدفاع عن مصدر دخلها الأول فترى هل ستبقي حركة الإصلاح الإسلامي سلمية أم ستنضم إلى خندق حاملي السلاح.
توفيق طه: ومعنا من لندن الكاتب والمحلل السياسي السعودي عبد العزيز الخميس، أستاذ عبد العزيز شعار التظاهرات لأول مرة خلع البيعة لماذا؟
" |
عبد العزيز الخميس- كاتب ومحلل سعودي: طبعا اعتقد أن الطريق أصبح مسدود ما بين حركة الإصلاح الإسلامية والنظام السعودي في تقريب أو التقريب بين وجهات النظر ومحاولة البحث عن حلول.. يعني تنهي هذه المشكلة التي تتعاظم إلى أن وصلت بدلا من الحديث عن إصلاح النظام إلى خلع النظام، كانت هناك مواجهات عديدة ما بين حركة الإصلاح الإسلامية والنظام انتهت أخيرا إلى مطالبة هذه الحركة بخلع البيعة وبالمظاهرات وما سمي بالزحف الكبير لإنهاء النظام.
توفيق طه: هذه التظاهرات والدعوة إليها بهذا الشعار بالذات إلى أي مدى تشي باتساع رقعة المعارضة الشعبية أم أن الأمر يقتصر على بعض النخب المثقفة فقط؟
عبد العزيز الخميس: المطالبة بالإصلاح ليست حكر على بعض الجماعات لا الإسلامية ولا الليبرالية، المطالبة بالإصلاح موجودة حتى داخل الأسرة المالكة واعتقد أن التعاظم الموجود هو نتيجة لانسداد الأفق رغم عمليات الإصلاح التي يقودها ولاة الأمر فيما يراه البعض بأنها محاولات غير مجدية أو غير كافية ولكن تطور عمليات الإصلاح والضغط من أجل الإصلاح سوف يستمر حتى من داخل النظام نفسه وأتوقع أن يكون عام 2005 كفيل وهناك الكثير من عمليات الإصلاح التي سوف يرى النظام فيها حل لمشكلته داخل البلاد خاصة مع الحركات الإسلامية.
توفيق طه: نعم لكن التطورات الأخيرة كشفت عن تباين في توجهات هذه التيارات التي تطالب بالإصلاح ما مدى الاختلاف بين هذه التيارات؟
عبد العزيز الخميس: هناك اختلاف كبيرا جدا إذا اعتبرنا أسامة بن لادن أحد المطالبين بالإصلاح في المملكة العربية السعودية أو التيار الجهادي وإذا رأينا التيار الذي يقوده الدكتور سعد الفقيه وأيضا التيارات الإصلاحية الأخرى من جماعات.. أو تيار الصحوة الإسلامية وأيضا التيار الليبرالي القريب من الإسلامي بقيادة الدكتور عبد الله الحامد هناك الكثير من المطالبة ولكن هناك أناس أو تيارات ترى أن التعجيل ودفع عملية الإصلاح عبر أعمال ميدانية سوف يقود البلاد إلى فوضى واضطراب وبالتالي يُجمَع الكثير من المواطنين السعوديين على أن يكون الإصلاح من داخل النظام وأن يكون الضغط خفيف بدون أن يحدث فوضى وهذا ما رأيناه في الواقع خلال الأيام القليلة الماضية، هناك رغبة قوية في الإصلاح ولكن هناك أيضا خوف من أن تقود هذه العمليات إلى فوضى واضطراب رغم تقبل الكثير من السعوديين بالمطالب التي يدعو إليها الإصلاحيين.
توفيق طه: نعم لكن الخطوات التي أقدمت عليها الحكومة السعودية خطوات الإصلاح أعني ألا ترى أنها تستحق يعني أن تعطى فرصة للتطور والبناء عليها؟
عبد العزيز الخميس: أكيد طبعا أي تحرك للإصلاح من قبل النظام وحتى من داخل الأسرة المالكة يجب علينا نحن أبناء الوطن أن نساعد في هذا المجال وأن ندفع في هذا المجال ولكن لا أن نستكين ونرى أن بطء سير عملية الإصلاح شيء جيد بل على العكس يجب أن نضغط في مجال الإصلاح الضغوط التي حدثت عام 2004 وكل المطالبات التي قامت بها جهات عديدة أثمرت عن الاعتراف بالانتخابات كشيء شرعي بعد أن كانت محرمة، على إقامة مؤسسة أو هيئة لحقوق الإنسان بعد أن كانت مستبعدة، على انفتاح في كثير من المجالات ولكن الشعب السعودي يستحق الكثير من الإصلاحات ويجب عليه أن يصمد وأن يضغط في مجال الإصلاحات وأيضا على الحكومة السعودية أن تسمح للمواطن السعودي بالتعبير وحقه في التعبير عن رأيه وعودة للتظاهرات التي حدثت أريد أن أعيد للأذهان ما حدث مثلا ما بين الحجاج الإيرانيين والحكومة السعودية في مكة المكرمة حينما كانوا يريدون أن يتظاهرون ويعلنون براءتهم من ما يسمونه الشيطان الأكبر أميركا وكانت هناك مصادمات قتل فيها الكثير ولكن أخيرا تم الاعتراف بحقهم وحتى لو كان داخل مكان مغلق أو حوش خارج الحرم الشريف ولكن هم يعبروا عن رأيهم، لماذا لا تسمح الحكومة السعودية أيضا لهؤلاء الذين يريدون أن يعبروا عن رأيهم أن يعبروا عن رأيهم بطريقة سلمية وبعيدة عن العنف؟ ما يتم من محاولة لكتم أصوات المطالبة للإصلاح والدعوات للتعبير أثمر عن وجود قوة دافعة للتيار الجهادي رغم أن هذا التيار خسر الكثير في الآونة الأخيرة نتيجة للحمالات الأمنية إلى درجة أنه أدت هذه النجاحات الحكومة إلى أن يخرج بن لادن نفسه ليطالب بازدياد هذه العمليات وأن يستهدف حتى العائلة المالكة.
توفيق طه: نعم هنا سيد عبد العزيز هنا سؤال عن يعني.. هل كان من قبيل المصادفة أن يتزامن خطاب بن لادن مع هذه الدعوات إلى التظاهر؟
عبد العزيز الخميس: أعتقد أن أسامة بن لادن أساء بخروجه في هذا الوقت للمطالبة السلمية بالتظاهر والتعبير عن الرأي وأيضا.. مما ينبذه الكثير من المواطنين السعوديين، حسب تحليلاتي واتصالاتي رأيت أن الكثير من المواطنين السعوديين الذين هم حتى ليسو على وئام مع الحكومة السعودية لا يريدون أن يرو فوضى في بلادهم وأن يتم تعطيل مصالحكم الحيوية خاصة ضرب قطاع النفط الذي هو المصدر الأساسي للدخل في المملكة العربية السعودية هذا انتحار يريده بن لادن ولكن لا يقبله الشعب السعودي ولا حتى بعض المعارضة السعودية التي لا تتفق مع الحكومة السعودية في بعض توجهاتها وتريد التغيير والإصلاح لكن ليس بالطريقة التي يريدها بن لادن وليس بانتحار الحيتان.
توفيق طه: نعم الدعوى إلى استهداف النفط قلت إنها ربما انتحار بالنسبة للسعودية لكن أية حد تفرض على السلطات السعودية ذاتها؟
عبد العزيز الخميس: كما قلت في عام 2004 حدثت بعض التنازلات من قبل النظام وأعتقد أنه سوف يحدث الكثير أيضا ولكن حتى بضغط من الحركة الإسلامية للإصلاح ومن الحركات الأخرى وحتى بجهود الإصلاحيين الذين يقبعون في السجون هذه عمل شعبي مستمر وسيستمر خفقت الحركة الإسلامية للإصلاح.. حركة الإصلاح الإسلامية في المظاهرات أم لم تخفق نجحت.. المهم أن الذي يحدث هو فعل شعبي على الساحة وضغط مستمر والإصلاحات مستمرة نرجو أن تكون هذه الإصلاحات في.. بدون عنف وبوئام وبتضافر جهود المواطنين في المملكة العربية السعودية وولاة الأمر ولكن نرجو أن لا يكون القمع متبادل أن لا يكون الحكومة السعودية تقمع والحركات المعارضة تلجأ إلى العنف كما يلجأ بن لادن وغيره، نريد أن يكون هناك فعل سلمي داخل البلاد.
توفيق طه: من استقرائك للأحداث الأخيرة سيد عبد العزيز يعني.. استقراء للأحداث الأخيرة إلى أي مدى تعتقد أن السلطات السعودية يعني ستمضي في مواجهة هذه التيارات المطالبة بالإصلاح ومثل هذه التظاهرات؟
عبد العزيز الخميس: الحقيقة الحكومة السعودية تعتمد أولا على.. في مواجهتها للمطالب تعتمد على أنه لا يوجد ثقافة سياسية أو ثقافة عمل ميداني مدني لمؤسسات مدنية داخل البلاد مما يقلل من فاعلية هذه الدعوات للمظاهرات إضافة إلى ضعف التنسيق والترتيب لهذا العمل المدني إضافة لعدم توفر إجماع على جدوى التظاهر والعمل في مجال حقوق الإنسان والمطالبات بشكل صريح، إجراءات حكومية مثل يعني قمعيه لهذه المطالبة بالتعبير أيضا انضمام الكثير من رجال الدين البارزين وخاصة مما يسمونهم بتيار جيل الصحوة سلمان العودة وسفر الحوالي.. إلى المطالبة بعدم التظاهر وبالتالي هذا مما أثر على المظاهرات وأثر على العمل التغيري والإصلاحي وأعتقد أنه سوف يستمر.. تستمر المطالبات ولكن نرجو الله أن لا تلجأ إلى العنف.. أن لا يلجؤوا إلى العنف.
اعتذار السلطة الفلسطينية للكويت
توفيق طه: عبد العزيز الخميس أعتقد أن النقطة أصبحت واضحة، عبد العزيز الخميس المحلل السياسي السعودي من لندن شكرا جزيلا لك.. وإذا كانت السعودية تتململ فإن فلسطين تغلي بنيران الانتفاضة الثانية فقد فتحت وفاة الرئيس ياسر عرفات شهية البعض للوراثة وتقديم التنازلات المجانية لإسرائيل كأنما التنازلات يمكن أن توفر شروطا تفاوضية أفضل بينما لم يأتي أرئيل شارون بجديد بل كرر لاءات اليمين الإسرائيلي المعهودة لا انسحاب وراء حدود سبعة وستين ولا حق عودة ولا قدس وتأتي جولة محمود عباس وأحمد قريع في العالم العربي بحثا عن دعما عربي للشعب الفلسطيني ولتنقية الأجواء اضطر أبو مازن لتقديم اعتذار في الكويت عن موقف الرئيس عرفات من الغزو العراقي للكويت وهو ما أغضب كثيرا من الفلسطينيين خاصة أن بعضهم لا يرون في موقف المنظمة عام تسعين ما يستوجب الاعتذار.
[تقرير مسجل]
" |
سمير خضر: لم يأتي أرئيل شارون بجديد في خطابه أمام ما بات يعرف بمؤتمر هرزينيا لا للعودة إلى حدود عام سبعة وستين ولا لعودة اللاجئين الفلسطينيين وبالطبع القدس ستبقى عاصمة موحدة لإسرائيل، خطاب شارون لم يكن موجها إلى الرأي العام الدولي بقدر ما كان يهدف إلى دغدغة مشاعر اليمين الإسرائيلي المتشدد الذي بات يشكك في نوايا زعيمه منذ إعلانه خطته للانسحاب من قطاع غزة وفي حين فسر البعض لاءات شارون بأنها بادرة حسن نية تجاه هذا اليمين رأى فيها البعض الأخر إعلان نواياه تجاه الشريك الجديد في الحكومة فقد تم الاتفاق مع حزب العمل على الانضمام لحكومة شارون لتنفيذ هذا الانسحاب الذي استخدمه شيمون بيريز ليقنع أعضاء حزبه بجدوى شراكة جديدة مع الليكود رغم فشل التجربة الأولى وربما كان قرار العمل ترك مقعد المعارضة نابعا من قناعة باتت راسخة لدى معسكر اليسار بأن الشارع الإسرائيلي بات راديكاليا في توجهاته السياسية ولم يعد يبالي بالوعود البراقة بالسلام بل بسياسة القبضة الحديدية التي نجح شارون في تسويقها داخليا وخارجيا وبذلك كان من الطبيعي أن يستمر الجيش الإسرائيلي في شن عمليات ضد المسلحين وغير المسلحين في قطاع غزة ولا يبدو أن دعوة رئيس منظمة التحرير الجديد محمود عباس إلى وقف عسكرة الانتفاضة قد أقنعت شارون بوقف مثل هذه العمليات خاصة مع رفض عدد من الفصائل الفلسطينية لهذه الدعوة وللتدليل على هذا الرفض تصاعدت حدة الهجمات الفلسطينية ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنات وكان لبعض منها صدى واسع في الشارع الإسرائيلي الذي فقد عدد من جنوده في عمليات جريئة كتلك التي وقعت عند المعبر الحدودي في رفح، عمليات شكلت في مجملها ردا واضحا على دعوة أبو مازن الذي كان يجوب عددا من الدول العربية لحشد الدعم للسلطة الفلسطينية وقد نجح محمود عباس في إذابة الجليد الذي أعترى العلاقات الفلسطينية الكويتية من خلال تقديمه اعتذار واضحا وصريحا للشعب الكويتي عن موقف منظمة التحرير الداعم لاحتلال العراق للكويت عام 1990، جولة عباس الخليجية تسبق انطلاق الحملة الانتخابية الفلسطينية التي يتهم البعض إسرائيل بمحاولة عرقلتها رغم تأكيدات وزير الدفاع شاؤول مفاز المتكررة بأن حكومته ستبزل كل ما في وسعها لتسهيلها من خلال السماح بتنقل المرشحين أو الانسحاب مؤقتا من بعض المدن، آمال السلام لا تزال إذا بعيدا كل البعد عن المدن والبلدات الفلسطينية التي بدأ بعضها مثل بيت لحم مهد المسيح يستعد لاستقبال أعياد الميلاد في ظل أجواء من عدم الاستقرار وبانتظار أن تتمخض الانتخابات المقبلة عن قيادة فلسطينية جديدة تحمل على عاتقها مسؤولية البحث عن مخرج آمن لشعب بأكمله.
توقيع اتفاقية الكويز بين مصر وإسرائيل
توفيق طه: في شأن عربي إسرائيلي أخر وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة المعروفة اختصارا بالكويز ووقعت احتجاجات من مختلف ألوان الطيف السياسي في مصر وخارجها فرغم معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلا أنه توقف عند حدود التطبيع لكن متغيرات عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر والاستشراس الأميركي في دعم إسرائيل أجبر مصر على توقيع الاتفاقية وقد أعتبر كثيرون أن مسلسل التنازلات المصرية ازدادت وتيرته بعد رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من قبيل صفقة تسليم الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام وصفقة الكويز وربما قريبا عودة السفير المصري إلى إسرائيل.
[تقرير مسجل]
" |
لينا الغضبان: الآثار الاقتصادية التي ستنتج عن توقيع مصر على اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة المعروفة اختصارا بالكويز توارت أمام اهتمام مصري وإقليمي جارف بما يعنيه هذا التوقيع سياسيا وما سيترتب عليه من نقلة نوعية في العلاقات بين مصر وإسرائيل ربما تؤذن بدخول تلك العلاقات مرحلة جديدة بعد أكثر من ربع قرن من توقيع اتفاقية السلام بين البلدين والذي لم تتمكن إسرائيل خلاله أن تخرج التطبيع مع مصر من دائرة البرود والجمود، الموقف المصري الرسمي الذي طالما حرص على ربط أي تطور في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب بحدوث تطور إيجابي على ساحة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لاتخاذ إسرائيل خطوات جادة على طريق تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين ومن ثم باتجاه السلام هذا الموقف أصر الجانب المصري أنه لم يتغير وأن توقيع الاتفاقية جاء على خلفية أجواء من التفاؤل كما وصفها المسؤولون المصريون وأن المرحلة الحالية تشهد استجابة من الحكومة الإسرائيلية للوفاء ولو ببعض من التزاماتها وإن كانت هذه الأجواء لم تترجم بعد إلى واقع ملموس على الأرض وبالرغم من انسجام الموقف الرسمي في كثير من الأحيان مع الرأي العام المصري وهو ما تجلى قرار الحكومة المصرية سحب سفيرها من إسرائيل إلى أجل غير مسمى قبل أربع سنوات إلا أن هذا الانسجام لم يكتب له الصمود في ظل التوجه الرسمي الجديد ففي حين اعتبرت الجهات المصرية الرسمية أن توقيع اتفاقية الكويز سيفتح الباب أمام السلام والاستقرار في المنطقة اعتبرت المعارضة وقوى المجتمع المدني المصرية المناهضة للتطبيع أن هذه الاتفاقية تعطي إسرائيل الضوء الأخضر للتنصل من كافة التزاماتها والتراجع عن أي وعود بالسلام بعد أن تم سحب أخر ورقة ضغط فاعلة هي العزلة الاقتصادية في المنطقة ويرى محللون أن توقيع الاتفاقية جاء تتويجا لعملية بدأت بخطوات سبقتها بأيام أهمها تسليم مصر الجاسوس عزام عزام إلى إسرائيل.. وبلغة الاقتصاد فأن الاتفاقية تتيح للصادرات المصرية من المنسوجات والملابس الجاهزة المصنعة في المناطق التي اختيرت كمناطق مؤهلة صناعيا وهي سبعة مناطق على مستوى مصر الدخول إلى السوق الأميركي بإعفاء جمركي ولكن بشرط أساسي وهو أن تكون نسبة 11.7% من مكونات هذه الصادرات منتجة في إسرائيل، التصريحات الرسمية تؤكد على الآثار الإيجابية للكويز على الاقتصاد المصري وتتوقع جذب استثمارات أجنبية بقيمة خمسة مليارات دولار إضافة إلى خلق مائتي وخمسين ألف فرصة عمل جديدة وفي المقابل هناك من يرى في هذه الأرقام مبالغة يقصد بها التخفيف من وطأة القرار السياسي على الرأي العام وأن المستفيدين الرئيسيين من توقيع الاتفاقية هم نخبة صغيرة من رجال الأعمال ومن غير الواضح حتى الآن الأثر الذي سيحدثه توقيع الاتفاقية على التطور السياسي الجديد في الساحة المصرية والذي عبرت عنه الحركة المصرية للتغيير التي نظمت مؤخرا مظاهرة تطالب فيها بعدم التجديد للرئيس المصري حسني مبارك لفترة رئاسة خامسة وعدم توريث مقعد الرئاسة، حاجز نفسي رهيب تراكم عبر السنين بين الشارع المصري وكل ما هو إسرائيلي فهل تتمكن اتفاقية الكويز من كسر هذا الحاجز خاصة مع استمرار سقوط الجرحى والقتلى من الفلسطينيين بل وأحيانا من المصريين برصاص القوات الإسرائيلية؟ لينا الغضبان الجزيرة لبرنامج الملف الأسبوعي القاهرة.
توفيق طه: ومن قناة الجزيرة في قطر نواصل وإياكم هذه الجولة في الملف الأسبوعي وفيها أيضا بعد الفاصل حدث تاريخي في بروكسيل أترى هل يمكن أن تنسى أوروبا صراعاتها التاريخية مع الأتراك؟
[فاصل إعلاني]
الانتخابات العراقية وتفشي الانفلات الأمني
توفيق طه: أهلا بكم من جديد، لا يمكن تفكيك المشهد العراقي من دون التعرف على عناصره المتداخلة فرئيس الحكومة المؤقتة أياد علاوي يريد إجراء الانتخابات ولو كان ثمنها المزيد من الاقتتال والعنف أما الولايات المتحدة فهي تحاول أن تسحق المقاومة العراقية بأي صورة من الصور وتتهم سوريا وإيران بدعم أعمال العنف ألا أن رئيس الجمهورية العراقية المؤقت غازي الياور ألقى بتبعة الانفلات الأمني على عاتق الولايات المتحدة التي حلت الجيش العراقي وفشلت حتى الآن في إيجاد بديل يحفظ الأمن في العراق ويحافظ على لُحمة المجتمع.
[تقرير مسجل]
أطوار بهجت: انتخابات واتهامات ومحاكمات كلمات تبدو الأقدر على اختصار المشهد العراقي هذه الأيام فالاستعداد للانتخابات جاري على قدم وساق والأرقام بدت اللغة الأقوى في بيانات المفوضية العليا للانتخابات التي أعلنت عن حصيلة قوائم الترشيح على النحو التالي.. عدد قوائم المرشحين بلغ 107 قوائم، عدد المرشحين 7200 مرشح، ينتمي المرشحون إلى 73 حزبا بالإضافة إلى 25 شخصية مستقلة سيفتتح في العراق تسعة آلاف مركزا للاقتراع وبينما يراد من هذه الأرقام الخروج بجمعية وطنية انتقالية من 275 عضوا فأن لكردستان العراق وضعا آخر يسعى لانتخاب المجلس الوطني الكردستاني المكون من 111 مقعدا، المتنافسون الرئيسيون في شمال العراق يشملون قائمة ائتلافية تجمع حزبي البرازاني والطلباني فضلا عن 14 حزبا وبإجمالي 499 مرشحا، الأمم المتحدة من جانبها وأن كانت مازالت متحفظة حيال موضوع إرسال مزيد من خبرائها إلى العراق ألا أنها تسعى أيضا إلى إثبات حسن نيتها تجاه واشنطن التي تواصل دعوتها لعنان إرسال مزيدا من الخبراء الأمميين إلى العراق، سكوت ماكليلان المتحدث بأسم البيت الأبيض أكد أن المنظمة الدولية لم تحدد بعد عدد الأشخاص الذين سترسلهم أو طبيعة دورهم لكنه أكد أيضا على أهمية تعزيز وجود الأمم المتحدة في العراق، تحضيرات تتزامن مع تصاعد حدة الاتهامات لسوريا وإيران فبينما مايزال حازم الشعلاني يوجه الاتهامات لإيران معتبرا إياها أخطر أعداء العراق بدأ الأميركيون يتحدثون عن مسؤولين عراقيين سابقين أبرزهم عزت الدوري يتولون تمويل وقيادة عمليات المقاومة من سوريا وعلى ما يبدو فإن اتهام الشعلاني لإيران لم يرق لكثير من الشيعة في العراق لاسيما وقد اتهم قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي تضم أبرز شخصياتهم.. اتهمها بالعمالة لإيران وهو ما اعتبرته بعض القوى الشيعية محاولة لتقليل الدعم الشعبي للقائمة التي قيل أن السيستاني يدعمها، المحاكمات بدت ضلع المثلث الثالث لاسيما وقد أعلن عن قرب البدء بمحاكمة الرموز العراقي السابق ليكون علي المجيد أو علي الكيمياوي أول الماثلين أمام المحكمة ورقة اقر البعض توقيتها على أنه محاولة لتوفير شعبية أكبر لقائمة رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي بينما لا يبدو أنها حظيت بإجماع حكومته، وزير العدل العراقي مالك دوهان الحسن انتقد الخطوة مطالبا بتأجيلها حتى إجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة، صدام حسين بدا المتهم الأبعد عن المحاكمة في الفترة الراهنة بل وتؤكد هيئة الدفاع عنه أن الوقت مازال طويلا أمام تلك الخطوة رغم أنه سمح لعضو فيها للمرة الأولى للقاءه أربعة ساعات متواصلة مشهد يبدو جزء من حلقة مفرغة يدور فيها الواقع العراقي الذي يرى كثير من المراقبين أنه مايزال يحتاج مزيدا من الوقت ليعرف أين ستكون خطوته القادمة.
علي أكبر ولايتي.. شخصية الأسبوع
توفيق طه: وعلى الحدود الشرقية للعراق تقع إيران التي رغم الانتقادات الأميركية وغير الأميركية لها واتهامها بإنشاء نظام فيوقراطي فهي تشهد انتظاما في عملية انتقال السلطة رغم كل المعوقات والضغوط ويشهد حتى أعداء إيران بأن انتخابات رئاسة الجمهورية تتميز بقدر كبير من النزاهة رغم الصراع الشرس الذي تدور رحاه بين الإصلاحيين والمحافظين، من هنا يعتبر إعلان الدكتور علي أكبر ولايتي وزير الخارجية السابق وشخصية الأسبوع علامة فارقة فرغم أن كثيرين يصنفونه في تيار المحافظين بسبب عضويته في مجلس تشخيص مصلحة النظام وهو كذلك المستشار السياسي لمرشد الجمهورية الإسلامية ألا أنه مثل المرشد آية الله علي خامئني يتقن لعبة التوازنات الضرورية بين التيارين الغالبين في الساحة السياسية الإيرانية.
[تقرير مسجل]
جيان اليعقوبي: بدأ السباق مبكرا بين التيارين الرئيسين الفاعلين على الساحة السياسية في إيران وهما المحافظون والإصلاحيون للفوز بالرئاسة في الانتخابات المقررة في الثاني من مايو أيار عام 2005 وقد اختار الجناح التقليدي للمحافظين وعلى رأسه حزب المؤتلف الإسلامي وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي وولايتي الذي أدار وزارة الخارجية الإيرانية لستة عشر عاما ولد في طهران عام 1945 لعائلة من الطبقة الوسطى درس الطب في جامعة طهران التي تخرج منها عام 1971 ثم تخصص في طب الأطفال وذلك عندما سافر عام 1973 إلى الولايات المتحدة ليدرس في جامعة جون هوبكنز وعُين بعد عودته أستاذا في جامعة طهران وأصدر عددا من الكتب والمؤلفات الطبية ولكن ولايتي لم يحصر اهتمامه على المجال الأكاديمي بل أصبح ناشط في الحركة الشعبية المناهضة لحكم الشاه وكان من مؤسسي الجمعية الإسلامية لكلية الطب عام 1963 وأصبح جزءا فيما بعد في الحلقة المرتبطة بالإمام الخميني والتي شهدت قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979 والتي تقلد ولايتي فيها منصب نائب وزير الصحة ومن هنا انطلق ولايتي ليكمل مسيرة مهنية ناجحة في المجال الإداري والسياسي فقد فاز في انتخابات عام 1980 وأصبح عضوا في مجلس الشورى وبعدها بعام واحد أصبح وزيرا للخارجية واستمر في هذا المنصب منذ عام 1981 إلى عام 1997 قاد خلالها الخارجية الإيرانية في أحلك فتراتها حين كان الغرب كله لا بل حتى أقرب جيرانها ينظرون إليها بشك وريبة فقد ظل ولايتي يحظى باحترام أقرانه من الدبلوماسيين الأجانب بفضل هدوءه وكياسته وإتقانه للغة الإنجليزية ويشغل ولايتي حاليا منصب مستشارا في الشؤون الدولية لآية الله على خامئني بالإضافة إلى كونه عضوا في مصلحة تشخيص النظام وهي أعلى هيئة تحكيم سياسية في نظام الجمهورية الإسلامية.. فهل سينجح هذا الرجل الذي يهوى السفر والكتابة في أن يصبح الرئيس الثالث في الجمهورية الإسلامية في إيران؟
بدء مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي
توفيق طه: وافق الاتحاد الأوروبي على البدء في مفاوضات منح تركيا العضوية الكاملة لكن لا تعني المفاوضات ضمان الدخول إلى الاتحاد الأوروبي بل هناك الكثير من الشروط التي تبدو تعجيزية أولها الاعتراف بقبرص اليونانية ثم تغيير الكثير من السياسات على مدى خمسة أعوام أو عشرة حتى تفوز بالعضوية ولا يمكن تناسي الجو المعادي لتركيا إما بسبب الاختلاف في الديانة كما يعبر عن ذلك بوضوح في فرنسا وألمانيا أو ربما بسبب التابعات التاريخية كما في النمسا والبلقان وقد لعب رئيس وزراء بريطانيا توني بلير دورا كبيرا في التقريب بين وجهات النظر متحدثا عن حوار الحضارات كبديل لصراع الحضارات.
[تقرير مسجل]
" |
يوسف الشريف: أول مرة يصدق فيها الاتحاد الأوروبي وعده مع تركيا وأول مرة لا تضطر تركيا إلى تقديم تنازلات من أجل الحصول على ما تريد بل على العكس يضطر الاتحاد الأوروبي للضغط على قبرص العضو من أجل تركيا المرشحة بعد أن هدد الوفد التركي بالانسحاب من المفاوضات، تركيا أدركت ولو متأخرا كيف تدير مفاوضاتها بشكل صحيح مع الاتحاد الأوروبي إذ ترك رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان كل جوانب العلاقة بين تركيا والاتحاد وركز على التهديد باتهام الاتحاد الأوروبي بأنه سيكون ناديا مسيحيا إن رفض ضم تركيا إليه وهي تهمة لا يقدر الاتحاد على تكاليفها في وقت تستعر فيه الحرب على ما يسمى بالإرهاب والتطرف الديني ولكن وإن خشي الاتحاد من تلك التهمة فإن الحقيقة أن له فوائد في ضم تركيا إليه أو على الأقل في إبقائها تدور في فلكه إلى حين وهو أمر مرهون بطموح أوروبا الشابة وخططتها المستقبلية.
مشارك: أوروبا فقدت بعضا من مصداقيتها وسمعتها في العالم الإسلامي بعد الحرب على العراق كما فقدت شيئا من قوتها واحترامها مقابل الولايات المتحدة واليوم تحاول أوروبا كسب الرأي العام الإسلامي وذلك من خلال تعاملها مع تركيا.
يوسف الشريف: الاتحاد الأوروبي بمن فيه يدرك أيضا أن الإبقاء على شعرة معاوية مع تركيا هي السبيل الأفضل لترويضها ودفعها إلى الالتزام أكثر بقرارات الشرعية الدولية فالدعم التركي لخطة حل سكرتير العام الأمم المتحدة كوفي عنان بشأن توحيد قبرص لم يأتي إلا من أجل إرضاء الاتحاد الأوروبي وتنفيذ شروطه وعلى العكس من ذلك فإن قطع علاقات الاتحاد مع تركيا يعني بقاء الجيش التركي إلى الأبد في قبرص، صحيح أن المفاوضات مع تركيا قد تستمر أكثر من عشر سنوات وصحيح أن نجاحها قد يصطدم بحاجز الاستفتاءات الشعبية التي تطالب بها النمسا وفرنسا قبل انضمام تركيا للاتحاد إلا أن كل هذه العقبات لن تقع غدا والرهان الأوروبي التركي المشترك يقع على أن تغير هذه السنين رأي الشارع الأوروبي في تركيا المتحولة، غير أن المراقبين يرون أن اللهجة التي تتكلم بها حكومة العدالة والتنمية التركية ذات الجذور الإسلامية تختلف كثيرا عن تلك التي كانت تتكلم بها سابقاتها من حكومات تركية إذ يشدد أردوغان على ثقته بالاتحاد الأوروبي ووعوده وأنه ينظر إليه كشريك استراتيجي وليس كخصم يحاول أن يكسب منه قدر ما يستطيع ولعل رفض البرلمان التركي دخول الحرب على العراق مع أميركا ساهم أيضا في تطبيع العلاقات بين أنقرة وبروكسيل وتبديد مخاوف أن تكون تركيا حصان طروادة أميركي يسعى إلى غزو الجسم الأوروبي الشاب، بالنسبة لأنقرة فإن ما أجرته وستجريه من مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي يجسد برأيها حوار الحضارات الذي يسعى العالم كله إليه اليوم ومن هنا تنبع قوة تركيا التفاوضية التي تستند على أن الطرف الأوروبي لا يستطيع أن يتحمل فاتورة تحويل هذا الحوار إلى صراع جديد، يوسف الشريف لبرنامج الملف الأسبوعي بروكسيل.
رومانيا وفرص الانضمام للاتحاد الأوروبي
توفيق طه: وأخيرا من تركيا إلى دولة أخرى تطمح إلى دخول الاتحاد الأوروبي رومانيا، في رومانيا يعتبر فوز تريان باسيسكو رئيس بلدية بوخاريست برئاسة الجمهورية نهاية لحقبة طويلة من السيطرة الاشتراكية على مقاليد الأمور فمنذ مقتل الزعيم الأسبق نيكولا شاوسيسكو عام 1989 من القرن المنصرم ورومانيا تحكم اشتراكيا رغم تفكك المنظومة الشيوعية وقد استبشرت دول الاتحاد الأوروبي خيرا بفوز باسيسكو الإصلاحي حيث اعتبرته ضروريا لبداية إصلاحات هيكلية وسياسية في البلاد ستؤدي في النهاية إلى استكمال شروط العضوية في النادي الأوروبي.
[تقرير مسجل]
مكي هلال: بعد جولتين مختلفتي النتاج وتنافس حقيقي واتهامات بالتزوير شابت الجولة الأولى أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات في رومانيا فوز تريان باسيسكو رئيس بلدية بوخاريست برئاسة رومانيا على رئيس الوزراء والزعيم الاشتراكي أدريان نستازي الذي أقر بهزيمته وبفوز باسيسكو بنسبة 51% مقابل 48%.. تقارب النسب المحرز عليها يعكس حدة التنافس وجدية العملية الانتخابية بما يؤكد أن الدولة البلقانية الفقيرة قطعت نهائيا كل صلة لها بما ترسب من عهد تشاوسيسكو من غياب الديمقراطية والشفافية وباتت أقرب إلى الأنظمة الديمقراطية والمعايير السياسية والقانونية التي تؤهلها لدخول الاتحاد الأوروبي بحلول سنة 2007، باسيسكو والتحالف الديمقراطي للعدالة والحقيقة المؤلف من الأحزاب الديمقراطية والليبرالية فاز بالانتخابات التشريعية أيضا إذ حصل التحالف على مائة وواحد وستين مقعدا في البرلمان بمجلسيه النواب والشيوخ في حين أحرز الاشتراكيون 160 مقعدا من إجمالي أربعمائة وواحد وخمسين، هذا الفوز المتقارب النتائج لم يمكن باسيسكو من تشكيل حكومته بحرية لذلك بدأ العمل على تشكيل حكومة ائتلافية وعد بأن تكون ليبرالية النهج بعد سيطرة الحزب الاجتماعي الديمقراطي على مرحلة ما بعد شاوسيسكو، باسيسكو الذي يعيد انتخابه الصيف الماضي رئيسا لبلدية بوخاريست يبلغ من العمر ثلاثة وخمسين عاما وهو ملاح سابق يعرف بين أصدقائه بأسم باباي رجل البحار يعتبر جزءا من النظام الشيوعي السابق وقد شغل منصب رئيس النقل في أول حكومة شيوعية حكمت بعد الإصلاح بين سنتي 1991 و1993 إلا أنه اليوم وسطي ليبرالي، باسيسكو طمأن ناخبيه بأن الوفاء للالتزامات رومانيا في أعقاب الانتهاء من مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي يعد من أول أولوياته كما أكد حرصه على حرية مؤسسات الدولة والصحافة ومحاربة الفقر والفساد الذي يعتبره خطرا على الأمن القومي مع مزيد مراقبة الحدود وهو مطلب أوروبي أيضا، المفوضية الأوروبية سارعت على لسان رئيسها مانويل باروسو بتهنئة باسيسكو وتأكيد دعم المفوضية لجهوده في تطبيق الإصلاحات الضرورية التي ستكون المدخل الطبيعي للنادي الأوروبي وامتيازاته رغم الفاتورة المكلفة التي قد يضطر الرومانيون إلى دفعها في البداية.
توفيق طه: بهذا نختتم جولتنا في الملف الأسبوعي ونذكر حضراتكم بأن بإمكانكم الوصول إلى مضمون هذه الحلقة بالنص والصورة والصوت في موقع الجزيرة نت في الشبكة المعلوماتية أو الكتابة إلى عنوان البرنامج الإلكتروني وسنعود في مثل هذا الموعد بعد سبعة أيام لنفتح ملفا جديدا لأهم أحداث الأسبوع القادم من قناة الجزيرة في قطر، تحية لكم من فريق البرنامج وهذا توفيق طه يستودعكم الله إلى اللقاء.