توفيق طه+امين الجميل
الملف الأسبوعي

الأزمة السياسية في لبنان، تفجيرات طابا

لبنان في أزمة سياسية تحول دون تشكيل حكومة. وانفجاران في منتجع طابا السياحي يوديان بحياة عشرات الإسرائيليين، وبوادر مرحلة جديدة من الحرب على الإرهاب.

– أسباب الأزمة السياسية في لبنان
– تداعيات تفجيرات طابا

– كينيث بيغلي.. شخصية الأسبوع

– فيتنام والقمة الأوروبية الآسيوية

– انتخابات الرئاسة الأفغانية


undefinedتوفيق طه: أهلا بكم إلى جولة جديدة في الملف الأسبوعي في هذه الجولة، لبنان في أزمة سياسية تحول دون تشكيل حكومة يتفق عليها الجميع وضغوط دولية متزايدة، انفجاران في منتجع طابا السياحي يوديان بحياة عشرات الإسرائيليين وبوادر مرحلة جديدة من الحرب على الإرهاب، وذبح الرهينة البريطاني كينيث بيغلي رغم المناشدات الدولية والبعض يلقي باللوم على عاتق القصف الأميركي للفلوجة وسمراء.

أسباب الأزمة السياسية في لبنان

لبنان في أزمة سياسية وما الجديد، التوتر الدولي حول الملف اللبناني واضح للغاية فمن إصرار فرنسي أميركي على خروج القوات السورية من الأراضي اللبنانية ورفض بات للتجديد الرئيس إميل لحود إلى تعنت سوري مفاجئ وإصرار على التمديد للرئيس لحود ما زال يهز الأوساط السياسية اللبنانية وموافقة البرلمان اللبناني على التجديد للرئيس لحود ثلاثة أعوام قادمة أثارت غضب تكتلات لبنانية مهمة من أبرزها تكتل قرنة شهوان وما يعنيه من ثقل تاريخي لكن في خضم الضغوط الدولية والمناورات السورية للإبقاء على وحدة المسارين السوري واللبناني يرى كثير من أبناء لبنان أن هذا البلد فقد الكثير من هويته التاريخية ومن خصوصيته فرغم العلاقات التاريخية بين لبنان وسوريا فإن للبنان بلا شك خصوصيته التي يعتقد كثير من أبنائه أن محاولات المساس بها تجاوزت كل حد.

[تقرير مسجل]

بشرى عبد الصمد: يبدو أن معركة الحصص على المقاعد الوزارية للحكومة الجديدة بدأت بين أوساط القوى المؤيدة للتمديد لرئيس الجمهورية إميل لحود حتى قبل إعلان رئيس الحكومة رفيق الحريري استقالة حكومته رسميا فمن الواضح أن دعوات الرئيس لحود إلى طي صفحة الماضي وآماله بتشكيل حكومة وحدة وفاق وطني تحتضن عملية التمديد في وجه التحرك الدولي وصلت إلى حائط مسدود بعد فشل مشاورات رئيس الحكومة رفيق الحريري في إقناع نواب كتلة اللقاء الديمقراطي وكذلك أعضاء ونواب قرنة شهوان في المشاركة، ولا شك أن جملة من التطورات المتسارعة التي بدأت مع القرار 1559 وصدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان مرورا بمحاولة اغتيال النائب في اللقاء ديمقراطي وزير الاقتصاد المستقيل مروان حمادي إضافة لعوامل أخرى ساهمت في زيادة حالة الإرباك على مستوى أركان الحكم هذا الإرباك تجلى بالتأجيل المتكرر للإعلان عن استقالة الحكومة وبروز بعض الإشارات إلى تمديد حكومي محتمل يجنب البلاد هزات إضافية ويخفف من حالة الانقسام السائدة في ظل غياب كافة أقطاب المعارضة عن المشاركة بها، ورغم الكلام عن تغيير في التعاطي السوري مع الملف اللبناني الداخلي وتوجيه أكثر من رسالة بعدم تدخل في تشكيل الحكومة الجديدة بدا أن عقبات عدة ما تزال تعترض تشكيل الحكومة العتيدة أبرزها أن نقاط الخلاف لم تعد مقتصرة على رئيسين لحود والحريري مع دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري كطرف وليس كوسيط حسب قوله ودعوته لتمييز بين دوره كرئيس للمجلس النيابي ودوره كقطب يمثل تيارا سياسيا له حقوقه يضاف إلى ذلك عدم الاتفاق على شكل ولون الحكومة الجديدة التي يريدها الرئيس رفيق الحريري حكومة تكنوقراط مصغرة فيما يفضلها رئيسا الجمهورية ومجلس النواب موسعة وبتمثيل حزبي هذا فضلا عن التجاذب على الحصص والمقاعد في الحكومة الجديدة بين أركان الموالاة وإعلان وزير الصحة سليمان فرنجية عن تولي حقيبة الداخلية وإلا يمكن تمثيله من خلال نواب في كتلته، ولا شك أن عملية حبس الأنفاس ستستمر في الفترة المقبلة وفي ظل تحديات عدة تنتظر الحكومة تبدأ بالملفات الداخلية التي تحتاج لحلها إلى توافق رئاسي غاب في السنوات الماضية وصولا إلى التحديات الخارجية المتصلة بمتابعة تنفيذ القرار 1559 وما يتضمنه من بنود حساسة، رغم التحديات المطروحة لا يستبعد البعض أن تكون الحكومة الجديدة انتقالية يقتصر دورها على تمرير قانون الانتخاب وبعض العناوين الداخلية الأخرى بانتظار موعد الانتخابات النيابية في ربيع العام المقبل، بشرى عبد الصمد لبرنامج الملف الأسبوعي الجزيرة بيروت.

توفيق طه: ومعنا من بيروت فخامة الرئيس السابق للبنان أمين الجميل ليلقي الضوء على تعقيدات المشهد اللبناني السيد الرئيس ما هي أسباب الأزمة اللبنانية الحالية ولماذا قفز الوضع اللبناني فجأة على الواجهة؟

"
لبنان اليوم مغلوب على أمره، وكل القرارات تتخذ في الخارج بمعزل عن إرادة شعبه، ومن الطبيعي أن تعيش الدولة مأساة لأنها مسلوبة القرار وفاقدة للسيادة
"
الشيخ أمين الجميل

الشيخ أمين الجميل: يعني بالطبيعي لما دولة بتكون فاقدة السيادة بالمطلق وبيكون قرارها مسلوب من الطبيعي أن تعيش هذا النوع من المأساة فلبنان اليوم مغلوب على أمره وكل القرارات تتخذ في الخارج بمعزل عن مصالحه الحيوية وبمعزل عن إرادة شعبه فكل ما يحكى الآن عن حكومة أيا كان نوعها هو شيء يعني باطل طالما إنه الحكومة ما عندها أي حرية في القرار وكل القرارات أكانت القرارات الداخلية أو القرارات التي تتعلق بالمصلحة اللبنانية العليا كلها تتخذ في دمشق.

توفيق طه: نعم لكن يعني لم يكن قبل يعني شهرين أو أكثر بقليل لم يكن أحد يتحدث عن الوضع اللبناني بهذه الحدة ولم يكن هناك شيء في مجلس الأمن حول هذا الموضوع لماذا القرار 1559 فجأة ولماذا أحيل الملف أصلا إلى مجلس الأمن؟

أمين الجميل: بعتقد هي القشة اللي قسمت ظهر البعيير فطفح الكيل بعتقد إنه قضية الانتخابات الرئاسية الاستحقاق الرئاسي كان هو المدخل والنقطة اللي طفح الكيل من خلالها وأخذ المجتمع الدولي هذه الحجة حتى يتدخل في الشأن اللبناني إنما بعتقد بإنه المسؤولية لا تقع لا على فرنسا ولا على أميركا كما يدعي البعض المسؤولية تقع علينا نحن وعلى سوريا طالما نحن الذين انقلبنا على اتفاق الطائف من خلال عدم تنفيذ اتفاق الطائف المتفق عليه بـ 1989 وكان بموجبه المفروض يتحقق بعض المستلزمات منها مثلا إعادة انتشار الجيش السوري خلال سنتين يعني لحد سنة 1991 وكمرحلة من أجل الانسحاب الكامل هذا الشيء لم يتحقق فإذا الجيش السوري انقلب على اتفاق الطائف منذ تقريبا عشر سنوات، من جهة ثانية كان المفروض يتحقق وفاق وطني وحكومة اتحاد وطني هذا الشيء لم يتحقق وهناك مجموعة بنود كذلك الأمر كانت مطروحة في اتفاق الطائف ولم تتحقق فلذلك عندما سوريا انقلبت ومن خلالها الحكم اللبناني اللي عينته انقلبوا على اتفاق الطائف فكان من المنتظر أن تتدول القضية اللبنانية طالما إنه في المجلس الأمن الدولي مؤتمن على سيادة الدول ومؤتمن كذلك الأمر على الأمن الإقليمي فعندما تكون سيادة لبنان مسلوبة بهذا الشكل وقراره معطل بهذا الشكل وتكون ها المجموعة من القوى المسلحة خارجة عن مسؤولية الدولة اللبنانية وبعلم الدولة اللبنانية وبإرادتها إرادتها فيؤدي ذلك يعني بشكل طبيعي إلى اهتمام المجتمع الدولي وأن ينكب مجلس الأمن الدولي على الملف اللبناني ويحاول حل الأزمة اللبنانية ويساعد الشعب اللبناني من أجل أن يستعيد سيادته واستقلاله وحرية قراره.

توفيق طه: نعم لكن السيد الرئيس هناك من يرى أن الأزمة أصلا يعني كانت مفتعلة بحيث يعني إيصالها إلى مجلس الأمن كان ربما للبعض يقول لبدء حوار بين سوريا وواشنطن أو أي شيء آخر كيف ترى ذلك؟

"
أدى الصراع الذي نشأ بين سوريا ولبنان عام 1989 إلى تعريب المشكلة، كما أدى إلى اتفاق الطائف بمظلة عربية، لكن عدم تنفيذ الاتفاق ببنوده الأساسية من قبل الدولتين أدى إلى التدويل
"
الجميل

أمين الجميل: يعني ممكن كل التقاويل تكون صحيحة ممكن واحد بيأولها على حسب مصالحه إنما إذا ما نعود لمحطات تاريخية من جهة يعني عدم بسنة 1989 الصراع اللي حصل بين لبنان وسوريا أدى إلى تعريب المشكلة وأدى إلى اتفاق الطائف اللي هو كان بمظلة عربية بمساعي من لجنة عربية وضيافة خادم الحرمين الشريفين المشكور الملك فهد ومن ثم تعريب القضية وكنا أملنا خير من خلال اتفاق الطائف رغم بعض الاعتراض الشخصية عليه إنما اعتبرناه مدخل لحل الأزمة اللبنانية ومن ثم حتى اتفاق الطائف وتعريب القضية اللبنانية لم يؤتِ الثمار المرجوة وانقلبت الدولة ومن وراءها سوريا على هذا الاتفاق كما ذكرت وعدم تنفيذ الاتفاق ببنوده الأساسية أدى إلى التدويل فإذاً ما علينا أن نلوم أميركا أو فرنسا أو أعضاء مجلس الأمن الدولي اللي صدقوا على هذا القرار 1559 إنما علينا أن نلوم أنفسنا أن نلوم أنفسنا كعرب وأن نلوم أنفسنا كقيادات لبنانية لم تتحمل مسؤوليتها في مواجهة هذه الاستحقاقات وتحقيق وتنفيذ اتفاق الطائف كما يجب لاسيما لجهة انسحاب القوات السورية من لبنان ولجهة تحقيق الوفاق الوطني وإذاً اللوم يكون على هؤلاء وعلى بالطبع راعي الوضع في لبنان أي سوريا المهيمنة على القرارات اللبنانية وبالتالي تتحمل هي المسؤولية في التدويل.

توفيق طه: قلت سيدي الرئيس إن البعض يعني.. قلت إن مسألة التمديد ربما كانت القشة التي قسمت ظهر البعير يعني هذه المعارضة وهذه الضجة التي أثيرت حول التمديد لماذا لم تثر يوم التمديد للرئيس الهراوي؟

أمين الجميل: يعني ما كانت الظروف ناضجة هلا إذا صار خطأ بالتجديد للرئيس الهراوي وخطأ حتى حصل نفس الخطأ سنة 1952 للرئيس تجديد للرئيس بشارة الخوري اللي أدى إلى ثورة سنة 1952 ضد بشارة الخوري وأجبرته للاستقالة يمكن الأمور ما كانت ناضجة بأيام الرئيس الهراوي رغم الهرتقات اللي حصلت في حينه اللي نحن كنا ضدها ومجموعة كبيرة من النواب كانوا ضدها بما فيها وليد بك جنبلاط اللي هلا كذلك أمر موقفه هو ذاته في ها المرحلة الحاضرة فإذاً إذا كان فيه خطأ بانتخاب الرئيس الهراوي هذا لا يعني إنه مفروض يتكرر لاسيما كما ذكرت إنه طفح الكيل لم يصل لبنان إلى هذا المستوى من الفساد، الفساد على كل المستوى وحتى الإفساد إفساد لكل الوضع السياسي في لبنان والاقتصادي والإداري إلى ما هنالك لم يصل لبنان في تاريخه إلى هذا المستوى من الانحطاط هذا المستوى من اللاوعي هذا المستوى من اللامسؤولية وهذا المستوى من التعاطي بين أركان الحكم بالذات إذ تلاهينا لمدة سنوات لفض الخلافات بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية بين هذا الوزير وهذا الوزير وإني أذكر فقط بأنه شقيق رئيس الجمهورية بالذات اللي كان رئيس مجلس القضاء الأعلى يعني رئيس القضاة هو بالذات نبه من خطورة الوضع القضائي في لبنان الجسم القضائي والفساد الذي تفشى في الجسم القضائي في لبنان ونعرف وهناك مثل يقول القضاء أساس الملك فعندما ينحط القضاء فيزول الملك إذاً الكيان فنحن الآن نعيش مرحلة فراغ على الصعيد السياسي وعلى الصعيد القضائي وعلى الصعيد الإداري وعلى الصعيد الاقتصادي وقد وصلت المديونية اللبنانية إلى أربعين مليار دولار لثلاثة مليون ونصف مواطن لبناني فهذا رقم خيالي لا يوجد لا في بعض دول أميركا اللاتينية اللي اشتهرت في هذا النوع من المديونية أو في أي دولة أخرى فالمديونية التي وصلنا إليها حقيقة تنذر بأخطر العواقب وهذه المديونية هي بسبب هذا الفساد بالذات وهذا الفساد بالذات بسبب الوضع المتردي على صعيد القضاء والوضع المتردي على صعيد القضاء سببه الطاقم السياسي الحاكم منذ اتفاق الطائف حتى اليوم فنحن إذاً اليوم يعني بعتقد طفح الكيل ليس فقط بسبب موضوع التمديد وخشية الدول الكبرى من قضية التمديد هو تمديد للفساد تمديد للامسؤولية تمديد للا مبالاة تمديد لهذا الانحطاط اللي وصل له للبنان اللي يعتبر بلد الإشعاع والنور وبالأمس يعني هذا ما أنوجد بأي دولة متخلفة في العالم بقينا ثلاث أربع أيام بدون كهرباء في لبنان، لبنان اللي أتميز بها البنية التحتية يعني يمكن معكم خبر إنه بقى لبنان لفترة لأيام عديدة بدون كهرباء بسبب هذا الإهمال هذا التقاعس وهذا الانحطاط في طريقة التعاطي بالشأن العام فلذلك هذا الأمر اللي إحنا نعاني منه وكل العالم أخيرا وأخيرا تضامن معنا في هذه المعاناة ويحاول أن ينقذنا من هذه الهاوية التي وصلنا إليها وتنذر بأخطر العواقب على حساب الكيان اللبناني بالذات فأصبح اليوم الكيان اللبناني بالذات هو بخطر إذا ما قبلنا بتمديد الوضع الراهن من خلال تمديد الحكم على وضعه الحاضر.

توفيق طه: نعم الآن ما هو المخرج في رأيك ما هو الحل؟

"
لا نريد أفضل العلاقات مع سوريا، إنما نسعى لأن تكون العلاقات من الند للند، ولما تحترم سوريا سيادة لبنان واستقلاليته وتحترم كرامة شعبه، عندئذ تقوم أطيب العلاقات بين البلدين
"
الجميل

أمين الجميل: نحن نعود ونكرر لا نريد أفضل العلاقات مع سوريا إنما نريد تلك العلاقات من الند للند أن سوريا تحترم خصوصية لبنان وتحترم كرامة الشعب اللبناني وتحترم سيادة لبنان واستقلال لبنان وعندئذ تقوم أطيب العلاقات مع سوريا إننا نريد أن يكون لبنان الداعم الأساسي لمسيرة سوريا الاستراتيجية وهذا لا يتم إلا إذا أستعاد لبنان سيادته واستقلاله وأعاد حرية قراراه وحيويته وحضوره ودوره في المحافل الدولية أولا، ثانيا يكون ذلك من خلال عملية إنقاذ كما حصل سنة 1958 بعد الأحداث اللي حصلت في لبنان بـ 1958 والكارثة اللي حصلت في ذاك الوقت فقامت حكومة اتحاد وطني تدعى حكومة إنقاذ وطني رباعية كانت حكومة وفاق حقيقي تمثل كل الشعب اللبناني ووضعت لها برنامج وطني يؤكد على سيادة الوطن وعلى ضرورة إنقاذ الوطن فمن خلال ذلك وبالتفاهم مع سوريا ممكن أن ننقذ لبنان من الوضع الراهن إنما إذا بقيت سوريا بالتعاطي مع لبنان بهذه الطريقة الفوقية وبقى الحكم اللبناني يعمل على التفرقة ويعمل على نشر الفساد ويعمل على منع لبنان من أن يستعيد سلامه واستقراره بعتقد سيستمر الغريب أيا كان مجلس الأمن وغيره أن يتعاطى بشؤوننا الداخلية ونكون من خلال ذلك فتحنا مجال ليس فقط للعرب أن يتعاطوا بشؤوننا وهذا بالطبع شيء نحن بنتمناه إنما كذلك الأمر بيكون مدخل لكل القوى الخارجية ولربما يكون عنده أهداف ذاتية أكيد إنه عنده أهداف ذاتية ما دائما تلتقي مع مصالحنا الوطنية والمصلحة العربية الشاملة تفتح مجال لهؤلاء أن يتدخلوا بشؤوننا الداخلية حبذا لو إنه اللجنة العربية اللي هي دفعت باتجاه اتفاق الطائف بضيافة السعودية أن تعود وتستعيد الملف وأن تنكب على دراسته وأن نعود إلى بين الأشقاء ندرس الوضع اللبناني برمته ولبنان مثله مثل غيره من الأشقاء العرب بيحق له أن يستعيد سلامه مثلا لماذا فقط بعطي مثل لماذا نريد أن نحمل يريد البعض أن يحمل لبنان بمفرده كل تابعات الأزمة العربية.. الأزمة الشرق أوسطية لماذا مثلا إذا لابد من إنه يتحمل لبنان مسؤوليته لماذا لا تفتح كل الجبهات جبهة الجولان وغيره أمام المقاومة وغير ذلك لماذا نحمل لبنان بمفرده هذه المسؤولية..

 

تداعيات تفجيرات طابا

توفيق طه: نعم فخامة الرئيس أمين الجميل الرئيس اللبناني السابق، شكرا جزيلا لك، وليس بعيدا عن تداعيات الصراع العربي الإسرائيلي ها هي تفجيرات طابا تعصف بالكثير من المسلمات في العلاقات المصرية الإسرائيلية فمشهد سيارات الإسعاف الإسرائيلية وأطقم الأمن الإسرائيلية وهي تنقب في أنقاض هيلتون طابا بحثا عن أشلاء مفقودين مشهد غريب للغاية ورغم أن الكثير من الفصائل الفلسطينية تنصلت من المسؤولية وأن إسرائيل اتهمت تنظيم القاعدة إلا أن الانتهاكات الإسرائيلية المتزايدة لقطاع غزة ومخيمات اللاجئين في رفع وتجريف الأراضي وقتل المدنيين ليست بعيدة عن دوافع تفجيري طابا ويعتبر كثير من المصريين قطاع السياحة في بلادهم أول المتضررين خاصة وأن مصر أضحت تعتمد على السياحة بصورة كبيرة منذ القضاء على التنظيمات الراديكالية الإسلامية، ويعتقد مراقبو المشهد المصري أن السلطات الأمنية ستجتهد لاجتثاث أي جماعة راديكالية قبل أن تصبح مصر إحدى جبهات الحرب على الإرهاب وربما لهذا السبب يتم تعاون أمني كامل بين مصر وإسرائيل في هذه المرحلة إلا أن هناك تخوفا من أن يضمحل الحماس المصري للعب دور الوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

[تقرير مسجل]

"
النقطة المهمة في قضية تفجيرات طابا من وجهة نظر كثير من المراقبين مدى استجابة مصر للمطالب الإسرائيلية والأميركية بشأن تعميق التعاون لمواجهة ما يعرف بمكافحة الإرهاب
"
تقرير مسجل

سمير عمر: فجأة وبدون مقدمات زلزلت ثلاثة انفجارات متتالية منطقة طابا التي استردها المصريون من الاحتلال الإسرائيلي قبل خمسة عشر عاما كانت خلالها قِبلة السائحين الإسرائيليين الذين ينشدون الأقرب والأرخص دائما تنظيم القاعدة المتهم الجاهز لدى أجهزة الاستخبارات الغربية والإسرائيلية كان أول من وجهت إليه اصابع الإتهام حتى قبل أن تبدأ عمليات استخراج الجثث التي شاركت فيها فرق إسرائيلية دخلت طابا بتيسيرات كاملة من الجانب المصري وهو ما أعتبره البعض خطوة قد تتلوها خطوة أهم وهي مشاركة الإسرائيليين في التحقيقات، أما المصريون فقد وسعوا دائرة الاشتباه وطرحوا كافة السيناريوهات على طاولة التحليل السياسي وليس فقط البحث الأمني ولم يستبعد البعض تورط جماعات إسرائيلية في تنفيذ العملية التي لم تشهد مصر مثيلا لها سواء من ناحية التقنية المستخدمة أو عدد الضحايا وجنسياتهم مستدعين من الذاكرة المخابراتية عمليات عديدة نفذها إسرائيليون ضد بني جلدتهم من اليهود على المستوى السياسي تفتح التفجيرات بابا واسعا للجدل حول مستقبل الدور المصري الذي شهد تناميا مضطردا في الفترة الأخيرة خاصة فيما يتعلق بالحوار الوطني الفلسطيني الداخلي سواء بين فصائل المقاومة والسلطة الفلسطينية من جانب أو بين أجنحة السلطة ذاتها من جانب آخر وكذا دورها المثير للجدل في قطاع غزة حال تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من القطاع لكن الأهم من وجهة نظر كثير من المراقبين هو مدى استجابة مصر للطلبات الإسرائيلية والأميركية بشأن تعميق التعاون بينها وبين إسرائيل فيما يعرف بمكافحة الإرهاب وهو ما تتعامل معه مصر بحذر شديد حتى الآن، على الجانب الإسرائيلي يرى الكثيرون أن المستفيد الأول من هذه التفجيرات هو رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون الذي سيستغل حالة الذعر التي أحدثتها التفجيرات في أوساط الإسرائيليين لتبرير ممارساته ضد أبناء الشعب الفلسطيني، أيا كانت الجهة المسؤولة عن التفجيرات الثلاثة فالثابت أن رسالات عدة أراد منفذو التفجيرات إيصالها أهمها أن الرد على ما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني قد يتجاوز حدود الدولة العبرية والظاهر أن شظايا الانفجارات قد تطايرات لتطوف أطرافا عديدة ما يعني أن تغيرا جوهريا في المشهد الفلسطيني قد يطرأ خلال المرحلة مقبلة سمير عمر لبرنامج الملف الأسبوعي طابا.

 

كينيث بيغلي.. شخصية الأسبوع

توفيق طه: ومن تفجيرات طابا إلى العراق حيث أعلن عن إعدام الرهينة البريطاني كينيث بيغلي ويبدو أن الخاطفين رفضوا الاستجابة للالتماسات المتكررة من أكثر من جهة فأم بيغلي وزوجته وأشقاؤه لم يتركوا جهة إلا قصدوها وفد من مسلمي بريطانيا ووساطات من هيئة علماء المسلمين ورجاءات حارة من كثير من علماء المسلمين وغير المسلمين بل إن الحكومة البريطانية صرحت بقبولها وساطة بينها وبين الخاطفين الأمر الذي يناقض مبدأ عدم التفاوض مع الإرهاب لكن العراق الذي يشهد احتلالا واختلالا أمنيا يعاني من هجمات أميركية متكررة على التجمعات المدنية العراقية ويموت كثيرون لا نعرف لهم أسماء ولا عناوين ولا قصة حياة وكينيث بيغلي الذي أختارناه ليكون شخصية هذا الأسبوع ناهز الاثنين وستين عاما وهو مهندس مدني طالما عمل في منطقة الخليج متزوج من امرأة تايلاندية ساقه حظه العاثر إلى بغداد حيث سكن في حي المنصور مع الرهينتين الأميركيتين يوجين ارمسترونغ وجاك هزلين.

[تقرير مسجل]

"
وجه البعض اللوم لواشنطن لإصرارها على قصف الفلوجة، الأمر الذي استفز خاطفي الرهينة البريطاني كينيث بيغلي وأدى إلى فشل المساعي في إطلاق سراحه
"
تقرير مسجل

حسن إبراهيم: من المستفيد ومن قتله ولماذا أسئلة ربما لن تعرف لها إجابة كاملة لكن الحقيقة الوحيدة هي أن كينيث بيغلي الذي ربما كان الأسم الأكثر شهرة على مدى الثلاثة أسابيع الماضية ذبح بدم بارد رغم مناشدات العلماء ورغم دموع أمه وزوجته أمام العالم لكن ثنائية الدم المتدفق لا تعرف هوية فكما ذبح بيغلي تواجهنا صور أخرى لا تقل بشاعة أطفال الفلوجة الذين ينتشلون من تحت الإنقاض ونساء الفلوجة المكلومات أو المقتولات أو اللاتي ترملن ورجال الفلوجة ومن قبلها سامراء والنجف ومدينة الصدر أيضا هو دم يتدفق في عصر أضحى فيه دم العالم ثالثي رخيصا للغاية فهذا عالم تدفع فيه ملايين الدولارات تعويضا لضحايا طائرة بان إم ويدفع الجيش الأميركي تعويضا يزيد قليلا على ألفي دولار ثمنا لمن قتلوا عن طريق الخطأ أما العراق فهو وطن ينحدر يوما بعد آخر في دوامة عنف لا يعرف مداها وحكومته الانتقالية رفعت شعارات فقدت حتى بريقها في أعين المواطن العراقي العادي ما دام الأمن مفقودا والدولة تفتقر إلى المصداقية فلا جيش لها إلا جنود القوات متعددة الجنسيات والليل العراقي الدامس تتحكم فيه مليشيات لا تعرف هويتها بل كل يوم لها أسماء كأخطبوط متعدد الأذرع، بيغلي اختطفته جماعة الزرقاوي أو ما تسمى بالتوحيد والجهاد وهي غير الجيش الإسلامي للعراق أو جماعة التوحيد والقتال او كتائب الظواهري أو غيرها من المسميات فالمحصلة واحدة أن العراق بلد شديد الخطورة هذه الأيام ولا أحد يعرف هذا أكثر من الذين سعوا جاهدين لإطلاق سراح كينيث بيغلي وقد سارع وفد من المسلمين البريطانيين بالسفر إلى العراق أملا في إطلاق سراحه بل وتخلت حكومة بريطانيا عن قاعدة عدم التفاوض مع الإرهابيين التي اخطتها رونالد ريغن فقول رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أنه سيرد على الخاطفين إن هم اتصلوا بالحكومة البريطانية لا يعني إلا قبول مبدأ التفاوض كادت أسرته أن تفقد الأمل في إطلاق سراحه مبكرا بعد ذبح الأميركيين الذين اختطفا معه جاك هنزلي ويوجين ارمسترونغ إلا أن الآمال في إطلاق سراحه انتعشت بعد وصول وفد من مسلمي بريطانيا إلى العراق ليطلب من خاطفيه إطلاق سراحه وقد أيدتهم في مساعيهم هذه هيئة علماء المسلمين التي تمثل أعلى مرجعية للمسلمين السنة والتي كانت قد ساعدت في حالات مماثلة، الوجوم والغضب خيما على الموقف بل وجه البعض اللوم إلى واشنطن لإصرارها على قصف الفلوجة وهو ما استفز الخاطفين وأدى إلى فشل المساعي بيغلي ذبح ومن يدري من سيكون الرهينة التالي لكن العراقيين الذين يتساقطون تحت القصف يوميا وبلا أسماء ولا دموع تذرف على الملأ لأجلهم من لهم ومن يتوقف لحظة لينهي ثنائية الدم.

توفيق طه: من قناة الجزيرة في قطر نواصل وإياكم هذه الجولة في الملف الأسبوعي وفيها أيضا بعد الفاصل، هل أصبح حق الفيتو ضوءا أخضر أميركيا لإسرائيل وهل تستوي الدبابة والحجر؟

 

[فاصل إعلاني]

فيتنام والقمة الأوروبية الآسيوية

توفيق طه: أهلا بكم من جديد، بعد أعوام من النمو المضطرد أضحت فيتنام التي ما زال يحكمها حزب شيوعي مستعدة للإنضمام إلى منظمة التجارة العالمية وقد حققت فيتنام التي تعقد على أراضيها القمة الأوروبية الأسيوية معدلات تنمية عالية خاصة منذ أن وثقت علاقاتها بالعالم الغربي بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية التي هزمتها فيتنام في حرب توحيد شطريها عام 1975 من القرن المنصرم لكن فيتنام من جهتها رفضت الانضمام من دون حماية صناعتها المحلية وأصرت على إبقاء الرسوم الجمركية على صناعات أساسية مثل الزجاج والمنتجات الزراعية الأساسية ففيتنام دولة عالم ثالثية نامية ترفض أن تضع مواطنيها تحت رحمة تذبذبات السوق العالمية وبحثت الدول الأوروبية مع الدول الأسيوية المشاركة في القمة الأسيوية الأوروبية قضايا مثل آثار أسعار النفط والإرهاب وتوسيع مجلس الأمن الدولي.

[تقرير مسجل]

"
الرئيس الفرنسي جاك شيراك أكد أن الاتحاد الأوروبي قد يرفع الحظر المفروض على بيع الأسلحة للصين بدءً من العام المقبل رغم معارضة أميركا
"
تقرير مسجل

زياد طروش: إعلان القادة المشاركين في الملتقى الأسيوي الأوروبي الخامس في فيتنام نجاح قمتهم وإن لم يخفِ الخلافات حول بعض المسائل جاء ليؤكد مدى سرعة التقارب الحاصل في السنوات الأخيرة بين آسيا وأوروبا فالملتقى وإن يعد منتدى غير رسمي نجح من حيث الشكل في توسيع عدد المنضوين تحت لواءه إذ أن قمة فيتنام جمعت هذا العام ثمانية وثلاثين من قادة القارتين إضافة إلى وفد المفوضية الأوروبية أي بزيادة خمسة عشر عضوا عما كان عليه العدد قبل سنتين في ملتقي كوبنهاغن لكن الخلافات لم تمر دون أن تحدث ضجة حتى قبل أن تنعقد قمة هانوي والسبب إنضمام ميانمار أو ما كان يعرف سابقا ببورما إلى المنتدى فالأوروبيون وبقيادة بريطانيا طويلا ما رفعوا الفيتو أمام دخول ميانمار إلى الدائرة المشتركة بسبب سجلها غير المشرق في مجال حقوق الإنسان ووصل الأمر بالاتحاد الأوروبي إلى التهديد بمقاطعة القمة الأخيرة إذا ما شارك فيها زعماء النظام العسكري وإذا لم تأمر السلطة الحاكمة في هذا البلد بإطلاق سراح زعيمة المعارضة أونغ سان سوتشي، وعلى الجانب الآخر يقف اليابانيون في مقدمة جبهة الرفض لإقصاء ميانمار ونقل عن رئيس الوزراء الياباني جونشيرو كويزومي قوله إن عزل هذا البلد لن يساعد في دفع قادته نحو الاتجاه المرغوب وفي النهاية لم يحسم الخلاف وجاء البيان الختامي خاليا من أي اتفاق واضح حول مسألة ميانمار بينما تناول الأوضاع في أفغانستان والعراق وقضايا الإرهاب وغيرها من المسائل الإقليمية والدولية السياسة لم تكن رغم هذا سيدة الموقف في ملتقى هانوي فالأهم في نظر الكثيرين ما تعلق بالتبادل التجاري بين قارتين يمثلان مجتمعتين 55% من التجارة العالمية وو41% من الناتج الخام العالمي، وخلال السنوات الأخيرة بدأ مشروع الشراكة الأوروبية الأسيوية يتسارع خاصة منذ الانتعاش الذي شهدته آسيا في أعقاب الأزمة المالية لأواخر التسعينات الثمار الأولى لهذا التقارب المتسارع قد يكون أحد أوجهه إعلان دول الاتحاد الأوروبي موافقتها على دعم ملف فيتنام للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية أو كذلك تأكيد الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن الاتحاد الأوروبي قد يرفع الحظر المفروض على بيع الأسلحة للصين بدءا من العام المقبل رغم معارضة الولايات المتحدة الأميركية الشديدة لهذا القرار كما أن الصفقات التجارية الضخمة الموقعة بين أكثر من دولة أوروبية وآسيوية على هامش ملتقى فيتنام تؤكد رغبة قادة أوروبا على عدم ترك المجال هذه المرة أمام الأميركيين للاستحواذ على المنطقة سياسيا واقتصاديا كما فعلوا في الخليج والشرق الأوسط.

 

انتخابات الرئاسة الأفغانية

توفيق طه: بينما قاطع خمسة عشر مرشح أول انتخابات رئاسية يتم إجراؤها في تاريخ أفغانستان تبدو الأجواء مهيأة لفوز حامد كرزاي الرئيس الانتقالي وكانت أجهزة الإعلام قد سخرت بالكامل لحملة كرزاي بينما دعمته الولايات المتحدة بتوفير الحماية والطائرات الهليكوبتر التي تنقله من مدينة إلى أخرى موفرة له فرص للدعاية لنفسه وبرنامجه الانتخابي لم تتح لغيره من المرشحين لكن مهما تكن صورة الانتخابات أو تعقيدات المشهد الأفغاني سواء على الصعيد السياسي أو القبلي فإنه لا يمكن إنكار أن البلاد تقدمت خطوة في طريق الحداثة والمجتمع المدني.

[تقرير مسجل]

جيان اليعقوبي: بالرغم من تهديد حركة طالبان للناخبين الأفغان وانسحاب معظم المرشحين في اللحظة الأخيرة ومعرفة الشعب الأفغاني مسبقا باسم الفائز في الانتخابات وإنها تجرى تحت إشراف أميركي كامل فقد توافد الملايين من الأفغان على صناديق الاقتراع ليساهموا ولأول مرة في تاريخهم في اختيار الشخص الذي سيحكمهم خلال السنوات المقبلة وقد حاولت الحكومة الأفغانية المؤقتة وبمساعدة الأسرة الدولية أن تفعل كل ما يمكن لإنجاح هذه التجربة الوليدة وتمت تعبئة نحو مائة ألف من عناصر الأمن وستين ألفا من الجنود ورجال الشرطة لضمان أمن مكاتب الاقتراع يساندهم تسعة آلاف جندي من القوات الدولية للمساعدة على إرساء الأمن والمعروفة بإيساف بالإضافة إلى ثمانية عشر ألف عسكري من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والذين ينتشرون في أفغانستان منذ أكتوبر تشرين الأول من عام 2001، ورغم الرهان الأميركي على إنجاح العملية الانتخابية فإن انسحاب بعض المرشحين من السباق الرئاسي والطعن في نزاهتها بحجة أن الحبر المستخدم في بعض مراكز الاقتراع قد يزول سريعا قد لا يسمحا للرئيس الأميركي جورج بوش بالتباهي بنجاح سياسته الخارجية والتي تعتمد على رهانين وهما نجاح الانتخابات الرئاسية والنيابية في كل من أفغانستان والعراق ويبدو الرئيس الانتقالي حامد كرزاي والذي انتخب من قبل اللويا جيرغا في يونيو حزيران عام 2002 هو الأوفر حظا للفوز لأسباب عديدة أهمها الدعم الأميركي والدولي الذي يحظى به مع إجماع الكثيرين من الأفغان على شخصيته التي تؤكد دائما على وحدة أفغانستان وتعلم التعايش مع تنوعها العرقي والطائفي وسيواجه كرزاي في حال فوزه تحديات هائلة خصوصا أن أفغانستان لا تزال منقسمة وأمراء الحرب السابقين يفرضون سطوتهم على بعض مناطقها يساندهم نحو ستين ألف مسلح موالين لهم ناهيك عن الوضع الاقتصادي الكارثي بحيث لا يزيد راتب الموظف الحكومي عن ستين دولارا، وتفتقد العاصمة نفسها إلى خدمات الماء والكهرباء والطرق المعبدة فيما تنتشر الأمية على نطاق واسع ولا شيء يزدهر هناك غير تجارة الأفيون ويتوقع المراقبون أن يشكل المرشحون المنسحبون نواة المعارضة المستقبلية في أفغانستان وذلك بعد أن تكتمل إجراءات قيام الانتخابات البرلمانية في الأشهر القليلة القادمة، الانتخابات في أفغانستان ليست غاية بحد ذاتها بل هي ربما إحدى الوسائل لتبدأ البلاد مسيرة الألف ميل نحو الاستقرار والمصالحات الوطنية، جيهان اليعقوبي لبرنامج الملف الأسبوعي الجزيرة كابل.

توفيق طه: وأخيرا إلى مجلس الأمن الدولي حيث استخدمت واشنطن مرة أخرى حق الفيتو ضد قرار يدين الانتهاكات الإسرائيلية للفلسطينيين حجة مبعوث الولايات المتحدة القس جون دانفورث كان عدم توازن القرار لأنه لم يحتوِ على إدانة للعمليات الفلسطينية.

[تقرير مسجل]

 

"
وضع سفير أميركا الحالي في العراق جون نيغروبونتي نظرية سماها باسمه، ونصت على إفشال أي قرار عربي ينتقد إسرائيل ما لم يدن صراحة العمليات التي تنفذها حماس والجهاد ضد إسرائيل
"
تقرير مسجل

عبد الرحيم فقراء: في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط لإصلاح الأمن حيث تتمتع خمس دول دون سواها بحق الفيتو لجأت الولايات المتحدة إحدى تلك الدول إلى استخدام ذلك الحق ضد مشرع القرار العربي الذي يدين العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ويطالب بوقفها وبالرغم من أن إحدى فقرات المشروع تدين الإرهاب عموما والعنف بكل أشكاله إلا أن المندوب الأميركي جون دانفورث قد رفض المشروع مشيرا إلى أنه غير متوان ولا يقر بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها على حد تعبيره خلفية هذا المشروع قد تختلف عن خلفيات مشاريع عربية سابقة فشلت في مجلس الأمن إلا أن رد الفعل الأميركي على تلك المشاريع لم يتغير هذه المرة أيضا سلف دانفورث في الأمم المتحدة جون نيغروبونتي الذي يشغل منصب سفير الولايات المتحدة في بغداد في الوقت الراهن كان قد وضع نظرية سماها باسمه وتنص تلك النظرية على إفشال أي قرار عربي ينتقد إسرائيل ما لم يدن صراحة العمليات التي تنفذها ضد إسرائيل حماس والجهاد الإسلامي وغيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة التي تصفها إسرائيل والولايات المتحدة بالإرهابية هذه السياسة الرامية إلى حماية الدولة العبرية من تهديد الإرهاب الفلسطيني كما يصور ذلك الجانب الأميركي لم تبدأ مع جون نيغروبونتي أو حتى مع إدارة الرئيس جورج بوش التي استخدمت حق الفيتو سبع مرات حتى الآن ضد مشاريع قرارات ذات صلة مباشرة بالأراضي الفلسطينية المحتلة فقد كان أول فيتو استخدمته واشنطن في هذا الصدد في الرابع والعشرين من تموز يوليو عام 1973 ومن المفارقات أن ذلك الاستخدام قد جاء على يدي جورج بوش الأب الذي كان آنذاك مندوبا دائما لبلاده لدى الأمم المتحدة، الفلسطينيون يحددون عدد المرات التي استخدمت فيها واشنطن حق الفيتو لحماية إسرائيل في قضايا تمسهم مباشرة بتسعة وعشرين مرة منذ ذلك التاريخ وإذا كانت المجموعة العربية وأطراف أخرى تتعاطف معها في الأمم المتحدة تشعر بأن الفيتو الأميركي يلهب مشاعر العداء للولايات المتحدة وإسرائيل على حد سواء عند العرب والمسلمين ويؤجج الأوضاع في الشرق الوسط فإن واشنطن والمتعاطفين معها يعربون عن اعتقادهم بأن الفيتو هو خير سبيل لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة وحمل الأطراف هناك على الالتزام بخارطة الطريق هذا المنطق لا يقبله منتقدو إدارة الرئيس جورج بوش التي لا تخفي التزامها بإرضاء اليهود الأميركيين المناصرين لإسرائيل وكذلك اليمين الديني الأميركي المتعاطف مع الدولة العبرية خاصة في ظل الظروف الانتخابية الحالية في الولايات المتحدة لماذا تتقدم المجموعة العربية بمثل هذه المشاريع علما أنها ستقابل بالرفض الأميركي المجموعة العربية ترد بالقول إنها لا تتحمل مسؤولية ما تقدم عليه واشنطن من إجراءات في هذا الصدد مشيرة إلى أن صاحب حق يجب أن يطالب بحقه حتى وإن كانت واشنطن ستقابل ذلك بحقها في استخدام الفيتو في مجلس الأمن، خاص بالملف الأسبوعي عبد الرحيم فقراء الجزيرة نيويورك.

توفيق طه: بهذا نختتم جولتنا في الملف الأسبوعي ونذكر حضراتكم بأن بإمكانكم الوصول إلى مضمون هذه الحلقة بالنص والصورة والصوت في موقع الجزيرة نت في الشبكة المعلوماتية أو الكتابة إلى عنوان البرنامج الإلكتروني وسنعود في مثل هذا الموعد بعد سبعة أيام لنفتح ملفا جديدا لأهم أحداث الأسبوع القادم من قناة الجزيرة في قطر تحية لكم من فريق البرنامج وهذا توفيق طه يستودعكم الله إلى اللقاء.

 

المصدر : الجزيرة