مذبحة مدريد، قطاع غزة، نزاعات مياه النيل
مقدم الحلقة: | جميل عازر |
ضيف الحلقة: | ضياء القوصي: الخبير في شؤون المياه والري |
تاريخ الحلقة: | 13/03/2004 |
– ردود الأفعال تجاه تفجيرات مدريد
– الدور الأمني المصري في المخطط الشاروني
– نهر النيل ونزاعات من المنبع إلى المصب
– المحافظون اليونانيون يتسلمون الحكم في قبرص
– انتقادات للقانون المؤقت لإدارة العراق
– البرلمان وأول دورة لمحاسبة حكومة جياو باو
جميل عازر: مشاهدينا الكرام أهلا بكم إلى حلقة جديدة من الملف الأسبوعي وفيها إسبانيا في حالة من الذهول بعد الهجمات في مدريد والتباس حول هوية الطرف المسؤول عنها، الفلسطينيون ومخططات شارون لسحب المستوطنين من القطاع ومصر تعود للتوفيق بين الجانبين ومياه النيل في محادثات عنتيبى هل تغذي بذور نزاع بين الدول المنابع والمجرى والمصب.
ردود الأفعال تجاه تفجيرات مدريد
ما زالت حركة إيتا الباسكية الانفصالية المتهم الرئيس وراء التفجيرات في محطات قطارات في العاصمة الإسبانية رغم نفيها للمسؤولية ولكن إدعاء جماعة أبو حفص المصري بأن القاعدة هي التي دبرت الانفجارات التي أودت بحياة نحو مائتي شخص ينتمون إلى جنسيات مختلفة وجرحت ألفا وخمسمائة تقريبا قد خلق جوا من الارتباك أضف إلى ذلك ما قيل عن العثور على سيارة مسروقة كان فيها وسائل تفجير وشريط بتسجيل صوتي بالعربية تصبح عملية التحري عن المسؤولين أكثر تعقيدا وتكتسب أهمية لأنها ستشدد موقف أي حكومة إسبانية قادمة من مكافحة الإرهاب داخليا كان أم خارجيا ومع الشجب المحلي والأوروبي والدولي للهجمات يبدو أن المسألة تجاوزت الحدود الإسبانية.
[تقرير مسجل]
![]() |
حسن إبراهيم: مظاهرة مليونية وإسبانيا في حداد على ضحايا أضخم الهجمات الإرهابية في أوروبا ومراقبون يقولون إن الحادي عشر من مارس آذار هو المعادل الأوروبي لهجمات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك وواشنطن عام 2001 وربما تكون الجهة التي نفذت هذا الهجوم تعلم أنها قد تحمل إسبانيا على تغيير مواقفها من عدة قضايا فحتى لو ثبت ضلوع هذه الجهة أو تلك فلن يتسامح القائمون على الأمن الإسباني مع مشتبه فيه باسكياً كان أم عربيا ولو من قبيل الاحتراز لدرء هجمات أخرى فالمشهد المروع سيظل ماثلا في ذاكرة جميع الإسبانيين وغيرهم، أشلاء متناثرة وجراح دامية ودموع وحيرة وغضب وتساؤلات عن جريمة الإسبانيين لكي يُستَهدفوا بهذه الطريقة لو ثبتت التهمة على تنظيم القاعدة كما ادعى ذلك بيان أرسلته إلى صحيفة القدس العربي اللندنية جماعة أبي حفص المصري المرتبطة بالقاعدة فإن ذلك قد تتبعه إجراءات قاسية ضد الهجرة العربية إلى أوروبا وربما تتزايد النزعة العنصرية ضد العرب والمسلمين، الأهم من كل ذلك أنه ربما يثير في الشارع الإسباني الذي عارض 90% منه الحرب على العراق غضبا على رئيس الوزراء أزنار وتحميله اللوم عن استفزاز الإرهابيين عندما ناصر واشنطن ولندن في حربهما على العراق ولكن الحكومة الإسبانية لم تستبعد منظمة إيتا الانفصالية الباسكية من قائمة المشتبه فيهم رغم ادعاء الأنصاري بالمسؤولية واكتشاف سيارة فيها صواعق تفجير وشريط تسجيل صوتي بالعربية قرب إحدى محطات القطار التي استهدفتها التفجيرات والحكومة الإسبانية الحالية تشن حرب لا هوادة فيها على إيتا بل كانت شغل أزنار الشاغل وهذا ما تعهد باستمراره زعيم الحزب الشعبي الحاكم إذا ما تحقق له الفوز في الانتخابات وعدم استبعاد إيتا من الاشتباه بسبب السوابق له مبرراته في هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات البرلمانية فحتى في الأول من الشهر الجاري ضبطت قوات مكافحة الإرهاب الإسبانية شاحنة محملة بخمسمائة كيلو جرام من المواد الشديدة الانفجار وأعلنت الحكومة أنها وجدت أدلة على علاقة الشاحنة بمنظمة إيتا وكان إعلان إيتا من جانب واحد هدنة في أواسط فبراير الماضي قد أثار غضب بعض أوساط الحزب الحاكم لأن حكومة أزنار رفضت التجاوب وعلى أي حال فإنه بغض النظر عن من ارتكب المجزرة في وسط مدريد يبقى السخط الشعبي على الإرهاب عارما ومن المؤكد أن يكون للهجمات مضاعفات على صُعُد مختلفة انتخابية وسياسية وكما أن رئيس الوزراء الإسباني لا يريد اعتزال العمل السياسي وهو يحمل وصمة لأنه أهمل أن الإسبانيين في وطنهم فإن الجميع ينتظرون نتيجة التحقيقات والأعلام منكسة.
الدور الأمني المصري في المخطط الشاروني
جميل عازر: لا يزال الشغل الشاغل للفلسطينيين سلطة وفصائل مقاومة هو المخطط الذي يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي تسويقه للمجموعة الرباعية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية ويبدو أن المجموعة بما فيها الإدارة الأميركية تبدي ارتيابها في خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة بقرار انفرادي وقد سارعت السلطة الفلسطينية إلى إعلان أنها ليست ضد فكرة إلغاء المستوطنات في قطاع غزة إذا كان الإلغاء جزءا من عملية انسحاب أشمل من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية أيضا وهذا بالطبع مناقض تماما لما يقصده أرييل شارون ومن هنا جاءت محاولته الاستنجاد بمصر أملا في أن تقبل بدور أمني ما في قطاع غزة.
[تقرير مسجل]
![]() |
سمير خضر: من المؤكد اليوم أن كافة أطراف الصراع في المنطقة بدأت تنشد ود القاهرة وإذا كانت علاقة السلطة الفلسطينية بمركز صناعة القرار في مصر معروفة للجميع فإن موقف حكومة شارون المتحسس من أي دور تلعبه القاهرة بقي يتأرجح بين الاستفزاز تارة وطلب العون تارة أخرى، لكن المؤكد هو أن استقبال الرئيس مبارك وزير الخارجية الإسرائيلي شكل منعطفا جديدا في هذه العلاقة التي شابها الفتور والجفاء منذ ثلاثة أعوام فقد خلصت تل أبيب على مضض إلى استحالة تسويق سياساتها وخططها إزاء الفلسطينيين بالاعتماد كلياً وحصرياً على الحليف الأميركي وعندما أطلق شارون خطته للانسحاب من قطاع غزة كان لابد من طلب عون الجارة الكبرى لإسرائيل ولقطاع غزة، طبيعة وشكل هذا العون لم تعرف بعد على وجه التحديد لكن الواضح أن شارون يريد من مصر أن تلعب دورا أمنيا ما حتى وإن تطلب ذلك تعديل اتفاقية كامب ديفد بين البلدين والتي تضع قيودا على الوجود الأمني والعسكري المصري عند الحدود مع إسرائيل. القاهرة سارعت إلى التصريح بأن ذلك لن يتضمن أبدا إرسال قوات مصرية إلى قطاع غزة فالقاهرة لن تقع أبدا في هذا الفخ مدير المخابرات المصرية دخل على الخط والتقى الفلسطينيين والإسرائيليين عمر سليمان وكعادة كل رجال المخابرات لم يفصح عن طبيعة محادثاته في القدس ورام الله لكن مصادر فلسطينية أشارت إلى استعداد الجانب المصري لتحمل مسؤولية إعادة هيكلة أجهزة الأمن الفلسطينية كي تتمكن من القيام بمسؤولياتها في حال نفذت إسرائيل خطتها الانفرادية للانسحاب من قطاع غزة دون تنسيق مسبق مع السلطة الفلسطينية ويبدو أن غياب مثل هذا التنسيق هو الذي يزعج القيادة الفلسطينية التي تخشى من أن انسحابا إسرائيليا تلقائيا من القطاع سيقابله تعزيز استيطاني في الضفة الغربية كما أنه سيترك فراغا أمنيا قد يؤدي إلى مواجهات بين عدد من الفصائل الفلسطينية في القطاع رغم أنها تقول إنها مدركة لهذا الفخ الشاروني، الفلسطينيون لا يزالون على قناعة بأن إسرائيل ستجد صعوبة في تسويق خطتها لدى الجانب الأميركي المنشغل حاليا في حملة انتخابات بدأت تتصاعد وتيرتها وتطغى على كل ما سواها ولا يبدو أن الوفد الأميركي الذي يترأسه وليام بيرنز سينجح في إقناع البيت الأبيض أو وزارة الخارجية في إدخال تعديلات جوهرية على المواقف الأميركية حيال الشرق الأوسط في هذه المرحلة بالذات فاستمرار دوامة العنف في الأراضي الفلسطينية يشكل نكسة لأحد أوجه السياسة الخارجية لإدارة بوش وما يدور هناك من قتل وتدمير يزعج بالتأكيد واشنطن بقدر ما يثير حفيظة الفلسطينيين.
نهر النيل ونزاعات من المنبع إلى المصب
” اتفاقية مياه النيل عام 1929معاهدة تحظر على الدول الواقعة حول منابع النهر من بحيرة فيكتوريا استغلال المياه بشكل يحد من حصة مصر من المياه والتي تقدر بـ 55 مليار متر مكعب وهذه الدول تريد إعادة النظر في المعاهدة وهو هدف محادثات عنتيبى. ” |
جميل عازر: ليس حصول مصر على حصة الأسد من مياه نهر النيل بأمر جديد فهذا وارد في معاهدة تعود إلى 75 عاما خلت بين مصر وبريطانيا التي كانت الدولة المستعمرة لمعظم دول حوض النيل ولكن الجديد في محادثات عنتيبى بين خبراء من الدول العشر المعنية هو النبرة التي تتحدث فيها بعض العواصم عن رفض للقيود التي تفرضها المعاهدة على أي نشاط من شأنه خفض كميات مياه النيل التي تصل إلى مصر وهذا أمر يختلف كثيرا عن مشاريع إدارة مياه النهر والعمل على خفض المهدور منها والتغلب على سوء استعمالها أو التحكم بفيضان النيل ولما كانت مصر هبة النيل أبدا فإن هناك مبررات للمخاوف من أي محاولة قد تؤثر على حصة مصر.
[تقرير مسجل]
حسن إبراهيم: يجري النهر العتيق رقراقا من منبعيه في بحيرة تانا في إثيوبيا وبحيرة فيكتوريا في أوغندا وحتى يصب في البحر الأبيض المتوسط بعد أن يقطع 4187 ميلا، قامت على ضفتيه حضارات في دولتين صحراويتين السودان ومصر وبسببه نشأت حضارات وأديان وحروب وكما أن النيل جلاب خير فهو يحمل في طياته بذور نزاع إن لم يكن نزاعات بينما يتزايد الطلب على الماء في جميع دول حوض النيل وفتش عن بريطانيا في ثنايا معظم الخلافات على صعيد قاري أو إقليمي في إفريقيا فكدولة الاستعمار التي حكمت معظم إفريقيا وقعت بريطانيا نيابة عن الدول التي كانت تحتلها اتفاقية مياه النيل مع مصر عام 1929 من القرن المنصرم ونشأ بذلك واقع جديد أعطى مصر حصة الأسد لمياه النهر وبما أن هذه المعاهدة تحظر على الدول الواقعة حول منابع النهر من بحيرة فيكتوريا استغلال المياه بشكل يحد من حصة مصر من المياه والتي تقدر بـ 55 مليار متر مكعب فإن هذه الدول تريد إعادة النظر في المعاهدة وهذا هو هدف المحادثات التي بدأت في عنتيبى بمشاركة أوغندا وتنزانيا وكينيا والكونغو الديمقراطية ورواندا وبوروندي في حوض النيل الأبيض وتقع في منطقة بحيرة فيكتوريا، إثيوبيا ومن هضابها تنبع مياه بحيرة تانا وكذلك إريتريا، السودان ومصر كدولتي مجرى ومصب يخترقهما النيل الذي يلتقي أبيضه وأزرقه بعد مروره من الخرطوم وليست المشكلة بالنسبة لمياه النيل ناشئة عن المعاهدة حصرا بل هناك عوامل أخرى فكمية مياه الأمطار التي تهطل على الهضبة الإثيوبية والمنابع الجنوبية تتراوح ما بين ألف ومائة وألف وستمائة مليار متر مكعب سنويا أما المهدور من مياه النهر بسبب التبخر أو المستنقعات أو سوء الاستخدام فيقدر بنحو 96% مما يفترض أن يوفره النيل وهكذا بدأ العمل على زيادة المتوفر من المياه منذ بداية ثمانينات القرن المنصرم فجاء مشروع قناة جونقلي بقرض دولي لتصريف منطقة المستنقعات بجنوبي السودان عام 1982 إلا أن العمل في شقها توقف بعد عام فقط بسبب الحرب الأهلية السودانية، وزير الري المصري تحدث عن خط أحمر وهو رصيد مصر بينما تقول كينيا مثلا إنها لن تقبل بأي قيود على استعمالها مياه فيكتوريا أو النيل وفي مثل هذا التصادم تكمن بذور الصراع، عشاق نظرية المؤامرة يتحدثون عن بنود سرية في اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية تمنح مصر بموجبها بعضا من مياه النيل إلى إسرائيل وينسى هؤلاء اتفاقية القسطنطينية التي تمنع دول حوض النيل من منح المياه إلى دول أخرى بدون موافقة جميع الدول المعنية ويبدو أنه من دون استثمار طويل المدى وبدعم دولي فقد يصل الأمر إلى درجة الاحتراب.
جميل عازر: وينضم إلينا من القاهرة ضياء القوصي الخبير في شؤون المياه والري سيد ضياء أولا هل يعني نبت في أن لمصر ما يبررها ما يبرر قلقها من التحركات الإفريقية بشأن مياه النيل؟
ضياء القوصي: هو في الحقيقة الموضوع ما هواش بالصورة اللي إحنا بنسمعها ويبدو والله أعلم إنه بعض أجهزة الإعلام بتحب يمكن نوع من أنواع الإثارة ومثل هذه الأمور، إنما في الحقيقة ليس هناك ما يدعو لذلك إطلاقا لأنه كما سمعنا إنه هطول المطر على حوض النيل يصل إلى ألف وستمائة مليار متر مكعب سنويا ألف وستمائة مليار وما يصل من إيراد النهر الطبيعي إلى دولتي المصب والممر اللي هما مصر والسودان لا يزيد عن 84 مليار متر مكعب سنويا أي أن ما يصل إلى هاتين الدولتين لا يزيد بكثير عن 5% من إجمالي الهطول المطري وهذا يعني أن هناك في الحوض كميات كبيرة جدا من المياه بتستخدم دول الحوض البعض منها إلا أن الفواقد في كثير من المناطق فواقد كبيرة جدا نذكر الفواقد في مناطق المستنقعات زي حوض الجبل بحر الجبل وبحر الغزال ومنطقة مشاط وكما سمعتم حضراتكم إن مصر والسودان كانوا سباقين وبدؤوا في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات في استقطاب بعض من هذه الفواقد بتنفيذ مشروع قناة جونقلي إلا أن الظروف السياسية في جنوب السودان لم تسمح باستكمال هذا المشروع الذي كان قد استكمل بالفعل بنسبة 80% إذاً القصة أن في حوض النيل مياه تكفي لجميع دول الحوض وللاستخدام في الأغراض المختلفة ليس في الصناعة فقط ولا في الزراعة فقط ولا في توليد الطاقة الكهربائية فقط ولا في الملاحة فقط ولكن في كافة الأنشطة المختلفة إلا أنه يلزم..
جميل عازر [مقاطعاً]: طيب سيد ضياء يعني هل تقول أنه إذا أقدمت مثلا إثيوبيا على بناء السدود لاستخدام مياه نهر النيل لأغراض توليد الطاقة الكهربائية على سبيل المثال أو لأغراض صناعية هل ستبقى مصر في هذه الحالة مكتوفة الأيدي؟
ضياء القوصي [متابعاً]: هو الطاقة.. توليد الطاقة الكهربائية.. إنشاء سدود بغرض توليد الطاقة الكهربائية قد يزيد من حصة مصر ولا يُنقص منها وبرضه هنا عايزين نتوقف وقفة نقول فيها إن ما تستعمله مصر أو ما تستخدمه مصر من حصة من مياه النيل في الوقت الحاضر هذه الكمية لها صفة الحق التاريخي والحق التاريخي هو أن تستخدم دولة من دول الحوض كمية معينة من المياه لفترة ممتدة ولا يعترض أي من دول الحوض على هذا الاستخدام ويصبح للدولة التي تستخدم لهذه المياه حق تاريخي، يبقى إحنا بنتكلم عن جزئيتين الجزئية الأولى هي نصيب وحصة مصر من مياه النيل في الوقت الحاضر وهذه لا أتصور أن أي من دول الحوض بيتحدث مجرد الحديث عنها، إنما الحديث أتصور أنه إذا كان هناك من ينادي بتوزيع حصص فتوزيع الحصص ينصب على ما سيتم استقطابه من الفواقد وهذه يمكن توزيعها التوزيع العادل والمنصف بين دول الحوض جميعا.
جميل عازر: طيب هل أن نتحدث في هذا الإطار عن مشكلة فنية من حيث كيفية يعني.. كيفية توفير مزيد من مياه نهر النيل التي تهدر مثلا.
ضياء القوصي: بالطبع.. هذا صحيح هناك كميات كبيرة من المياه التي يمكن.. كميات كبيرة من الفواقد التي يمكن استقطابها والاستفادة بها ودي يمكن تُعد بعشرات المليارات من الأمتار المكعبة سنويا.
جميل عازر: طيب من سيتحمل تكاليف مثل هذه المشاريع مثلا؟
ضياء القوصي: والله دول حوض النيل ابتدأت في سنة 1998 بمساعدة من الدول المانحة والمقرضة أطلقت سنة 1999 الحقيقة مبادرة حوض النيل، ومبادرة حوض النيل تم تدبير مبلغ 140 مليون دولار من المجموعة الدولية لشؤون الدراسات والبحوث اللازمة لتنفيذ عدد من المشروعات، هذه المشروعات لا تقتصر فقط على استقطاب الفواقد وإنما تمتد إلى مشروعات تهم كل دول الحوض أنا أستطيع أن أذكر منها تحسين نوعية المياه في النهر وتقليل الانجراف، انجراف التربة في الهضبة الإثيوبية وتدريب الكوادر الفنية وخلافه وقُدِّر ما ستحتاج إليه هذه المشروعات بمبلغ يصل إلى حوالي ثلاثين مليار دولار ومبادرة حوض النيل بدأت كما قلت سنة 1999 وأنا أتصور إن فيه إجماع من الدول الإفريقية وشبه اتفاق كامل على الأنشطة المختلفة لها.
جميل عازر: طيب في تقديرك سيد ضياء هل يمكن استبعاد العامل السياسي كاستخدام مياه النيل كوسيلة ضغط بشكل من الأشكال على السودان وعلى مصر أيضا؟
ضياء القوصي: والله مصر والسودان بيحتفظوا على مر التاريخ بعلاقات أتصور إن هي صداقة قوية ومتينة مع الدول الإفريقية يعني إحنا أنا أذكر مثلا إن مصر شاركت في تعلية خزان أوين في أوغندا سنة 1953 أذكر أن مصر أيضا قدمت وتقدم في الوقت الحاضر دعم كبير لأوغندا لإزالة الحشائش في بحيرة كيوغا وبحيرة فيكتوريا لصالح المجتمع الصعيدين في المنطقة، مصر أيضا بتقوم في الوقت الحاضر بحفر العديد من الآبار المياه الجوفية في كينيا لصالح المناطق المحرومة من مياه الشرب، مصر بتحاول تُنشئ في تنزانيا مركز لبحوث المياه على غرار المركز القومي لبحوث المياه في مصر، وقريب كان فيه بعثات لدولة لجمهورية الكونغو الديمقراطية لتحسين الإدارة المائية في البلاد وهكذا، إذاً أنا بشوف إنه على مر العصور وعلى مر التاريخ مصر بتحاول جاهدة أن تكون علاقتها بدول حوض النيل علاقة جيدة وأتصور أن هذه العلاقات ستستمر وأنه ليس هناك ما يدعو الحقيقة للقلق.
جميل عازر: سيد ضياء القوصي في القاهرة شكراً جزيلاً لك ومن قناة الجزيرة في قطر نواصل وإياكم هذه الجولة في الملف الأسبوعي وفيها أيضا بعد فاصل العراق ووثيقة الدستور المؤقت تحفظات وجدل فهل فيها تكريس للطائفية والتجزئة أم بذور للوحدة والديمقراطية.
[فاصل إعلاني]
المحافظون اليونانيون يتسلمون الحكم في قبرص
جميل عازر: وإلى اليونان التي انفك عقالها من قبضة الاشتراكيين وآلت السلطة إلى المحافظين وقد تمكن حزب الديمقراطية الجديدة تحت زعامة كوستاس كرامنليس من هزيمة باسوك باستخدامه نفس أسلوب خصمه في الانتخابات السابقة والتحرك نحو وسط الطيف السياسي ويبدو أن الناخب اليوناني قد تصرف أيضاً على غرار ما اتبعه الناخبون في عدد من دول الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الثلاثة أو الأربعة الماضية لاختيار حكومات محافظة ولكن هذا التحول بالنسبة لليونان قد يسلط الأضواء على السياسة الخارجية لأن أهم قضية في هذا المجال وهي القضية القبرصية تنطوي على تداعيات مرتبطة بالعلاقات مع تركيا وبالمسرح السياسي الداخلي أيضا.
[تقرير مسجل]
![]() |
طارق تملالي: سنوات الحكم الاشتراكي شبه المستمر في اليونان منذ عام 1981 منها إحدى عشرة سنة متصلة انتهت كلها بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية وتفسر خسارة الاشتراكيين جزئيا بأنها عقاب على الأخطاء الفادحة التي تنسب إليهم في السياسة الداخلية مثل الرعاية الصحية والتربية واتهامهم بالفساد ورفع الأسعار، لقد بدأ الاشتراكيون اليونانيون يفقدون الميدان في عام 2001 بتخلي الفلاحين عنهم وانتهى الأمر بفوز كوستاس كرامنليس زعيم حزب الديمقراطية الجديدة حيث نال 165 مقعدا من أصل ثلاثمائة مقعد في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من مارس الجاري، نتيجة تدل على استمرار لتوجه أوروبي سمته العودة إلى المحافظين ففي عام 2001 فاز المحافظون في الانتخابات البرلمانية في كل من إيطاليا والنرويج والدنمارك وفي 2002 فاز المحافظون في النمسا وأيرلندا وفرنسا إضافة إلى البرتغال وإسبانيا أما في العام الماضي فقد فازوا في فنلندا وهولندا، حزب الديمقراطية الجديدة برئاسة كوستاس كرامنليس يعد بزيادة الاستثمارات في اليونان وتسريع وتيرة الخوصصة مع تشكيل حكومة أصغر وتخفيض الضرائب وتخصيص المزيد من الأموال للرفاه الاجتماعي، من التحديات الداخلية الأخرى أمام المحافظين اليونانيين تنظيم الألعاب الأوليمبية في وقتها في شهر أغسطس المقبل وهو تحد يزداد إلحاحاً بعد تفجيرات إسبانيا حيث تقدر تكلفة ضمان الأمن خلال الألعاب بثمانمائة وعشرون مليون دولار، أما القضية الخارجية الإقليمية الملحة فهي قضية قبرص فالتحدي هو توصل المحافظين إلى اتفاق مع تركيا لإعادة توحيد قبرص قبل انضمام الجزيرة إلى الاتحاد الأوروبي وفي كل الأحوال فإن القبارصة اليونانيين سينضمون إلى الاتحاد الأوروبي في مايو المقبل وبعد انقضاء نشوة نصر تبدأ المصاعب فمن بين ما يخشى وقوع اضطرابات تحركها النقابات العمالية ذات التوجه الاشتراكي بعد فوز المحافظين كما أن على البرلمان اليوناني الجديد انتخاب رئيس العام القادم وإذا فشل المحافظون في إقناع مائة وثمانين نائبا على الأقل بمرشحهم فستنظم انتخابات أخرى.
جميل عازر: أما وقد استتب الأمر لصالح حزب الديمقراطية الجديدة في اليونان فإن الفضل في ذلك يعود إلى زعيم هذا الحزب كوستاس كرامنليس فأصغر رئيس للوزراء سنا في تاريخ اليونان الحديث ليس غريبا على العمل السياسي لأنه ينحدر من عائلة مارست ذلك لأجيال وقد تمكن كوستاس كرامنليس شخصية الأسبوع في الملف من جمع صفوف المحافظين الذين فقدوا ثقة الناخب اليوناني في السنوات الماضية وجعل من منصة الانتخابات الأخيرة منطلقا لنقاهة حزبه وعودته إلى الإمساك بناصية اليونان بعد اغتراب عن الحكم دام سنوات.
[تقرير مسجل]
جيان اليعقوبي: يميني آخر أضيف إلى نادي القادة الأوروبيين الجدد كوستاس كرامنليس ورئيس الوزراء الجديد هو ابن إحدى عائلتين حكمتا اليونان منذ خمسة عقود وتصبح بذلك أقرب إلى بعض الدول الآسيوية التي تحكمها سلالات عائلية محددة يتوارث فيها الأبناء مكانة أسلافهم حيث العمل السياسي يصبح وكأنه مهنة وليس مصيرا، كوستاس هو ابن شقيق قسطنطين كرامنليس الذي حكم اليونان نحو عقدين وكان قد أقام فترة في المنفى احتجاجا على الحكم العسكري ولم يعد إلا عندما عاد المدنيون إلى السلطة ثم أسس حزب الديمقراطية الجديدة في أوائل السبعينات ليصبح مظلة لجمع أطياف اليمين السياسي اليوناني وبينما اشتهر العم بشخصية صارمة ومتحفظة فان ابن أخيه كوستاس الذي ولد قبل 48 عاما مرن ويسهل التعامل معه وهو بعد تخرجه من الجامعة وخدمته العسكرية في سلاح البحرية غادر إلى الولايات المتحدة حيث أكمل دراسته العليا في القانون وقليلون هم الذين آمنوا بأن كرامنليس الذي عرف عنه حبه للحياة الناعمة والذي كان يمضي وقتا في النوادي الليلية بصحبة أصدقائه أكثر مما يمضي في المناقشات السياسية سينجح فيما بعد في إحكام قبضته على الحزب وطرد ديناصوراته من الحرس القديم ذي التوجهات اليمينية المتطرفة الأقرب إلى الفاشية وجعله حزبا أقرب إلى اليمين الأوروبي الجديد أي مدرسة أزنار وبيرلسكوني اللذين وطد كرامنليس علاقته معهما في السنوات الأخيرة وهكذا استجمع قواه بعد الهزيمة القاسية التي مني بها حزب الديمقراطية الجديدة في انتخابات عامي 1996 و2000 وأصبح معارضا شرسا لم يواجه الاشتراكيون أحدا بمثل قوته منذ عشرين عاما وخاض كرامنليس الانتخابات بروحية المقاتل لأنه يعرف أن الحزب لن يتحمل هزيمة أخرى وإلا فان مستقبله السياسي سينتهي إلى غير رجعة وكرامنليس متزوج منذ عام 1998 من ناتاشا الناشطة في مجال العمل الخيري ولديه توأمان جعل لهما دورا في حملته الانتخابية لترويج صورة السياسي المحافظ الذي يعيش حياة عائلية مستقرة وكرامنليس أخيرا من دعاة الأوروبة والابتعاد عن التزام اليونان بقضايا العالم الثالث وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي ستفقد مؤيدا عتيدا لها في المسرح الأوروبي فالديمقراطيون الإغريق الجدد محافظون متأميركون أكثر من أي وقت مضى.
انتقادات للقانون المؤقت لإدارة العراق
جميل عازر: بعد تأخير وكثير من الترقب تم التوقيع أخيرا في بغداد على القانون المؤقت لإدارة العراق ولكن لم يكن حبر التواقيع قد جف على الوثيقة حتى جاء الإعلان عن تحفظات عليها وانتقادات لها من أكثر من مصدر ومرجع وما من شك في أن الوثيقة بصفتها المؤقتة وفي الظروف التي صيغت خلالها ومع المرجعية التي أشرفت على أو قامت بصياغتها ليست في منأى عن الانتقاد وربما يوجد للانتقادات مبررات ورغم أي مآخذ على القانون المؤقت يبدوا أن الأطراف العراقية تطالب بامتيازات أو صلاحيات يصعب تحقيقها في الوقت الراهن وتتجاهل حتى ما تقتضيه مسائل جوهرية مثل الحفاظ على الوحدة الوطنية الشعار الذي يتشدق به الكثيرون.
[تقرير مسجل]
![]() |
عماد الأطرش: يبدو أن عدم إطلاع الرأي العام العراقي بدقة على حيثيات المناقشات التي كانت تدور بين أروقة مقار سلطة الائتلاف المؤقتة ومجلس الحكم الانتقالي وأماكن أخرى كان في جله متعمدا وإذا أريد للسجال أن يتناول في الفترة التي سبقت إخراج مسودات قانون إدارة الدولة إلى العلن موضوعا هاما لوجدان العراقيين ومعتقداتهم وهو اعتماد الدين الإسلامي مصدرا أساسيا للتشريع بالإضافة إلى إصرار الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر على اعتبار الإسلام مصدرا من مصادر التشريع وتلويحه باستخدام حق النقض الذي يتمتع به لرفض إقرار هذه المادة فإن التسوية التي أخرجت الصيغة بشأن هذا البند إنما تثبت أن كل ما أثير من تجاذبات كانت لتحفيز الجدل وشد الانتباه نحو مواضع لا يختلف العراقيون كثيرا بشأنها فاعتبار الإسلام دين الدولة الرسمي كما ذكر في الفقرة أ من المادة السابعة أمرا يكاد يكون بديهيا في بلد يدين أكثر من 95% من سكانه بالإسلام، أما لمسة بريمر فتجلت في ذكر عدم جواز سن قانون خلال المرحلة الانتقالية يتعارض مع ثوابت الإسلام المجمع عليها ولا مع مبادئ الديمقراطية وعليه إذا كان الإسلام المسألة المهيمنة على نقاشات القانون قبيل إقراره فإن ما طغى في الفترة اللاحقة وما أحدث مفاجئة اللحظات الأخيرة التي أفضت إلى تأخير التوقيع كانت الفقرة ج من المادة الحادية والستين والتي تعطي الحق لثلثي الناخبين في ثلاث محافظات عراقية في رفض مسودة الدستور الدائم وهو ما أعتبره الكثيرون تجسيدا لديكتاتورية الأقلية لرفض أي هيمنة من الأكثرية وقد أدى هذا التجاذب إلى طرح تساؤل حقيقي بشأن ماهية الديمقراطية المراد إقامتها في العراق هل هي تحقيق لرغبات الأكثرية وإذا كانت كذلك في بعض المواقع فلماذا تنقلب إلى النقيض في مواقع أخرى، وفي المقابل حسم القانون المؤقت أمورا كانت تحتمل التأجيل بل أكثر من ذلك ألزم بها أي هيئة منتخبة في المستقبل وقد تكون المادة التاسعة والخمسون الأكثر أهمية وهي للتذكير فقط لم تثر أي اعتراض ولم يحدث بشأنها أي جدل وبموجب فقراتها ستكون القوات المسلحة العراقية مشاركا رئيسيا في القوة متعددة الجنسيات العاملة في العراق تحت قيادة موحدة أي أن القوات العراقية ستصبح كالقوات البولندية أو الإيطالية والمعروف أن القيادة الموحدة اليوم هي قيادة أميركية بشكل أساسي واستطرادا يعطي القانون في الفقرة ج من المادة نفسها الحكومة الانتقالية الحق في عقد اتفاقيات دولية ملزمة بخصوص نشاطات القوة متعددة الجنسيات العاملة في العراق ولا يحق للحكومة المنتخبة اللاحقة نقد أو تعديل هذه الاتفاقيات إلا بشروط تعجيزية. وهكذا يخط القانون المؤقت صورة لدولة ضعيفة في مركزيتها وهي ثنائية القومية واتحادية بينما أبقى مواضيع حساسة عالقة خاصة فيما يتعلق بآلية الانتخابات وتركيبة الحكومة السيادية المقبلة عماد الأطرش الجزيرة لبرنامج الملف الأسبوعي بغداد.
البرلمان وأول دورة لمحاسبة حكومة جياو باو
جميل عازر: وفي الصين انعقد أو مجلس نواب الشعب في بكين فيما يعتبر أول دورة لمحاسبة حكومة جياو باو على أدائها بعد مرور عام منذ توليها السلطة في الدولة التي تضم نحو مليار ومائتي مليون نسمة وبين زيادة الموازنة العسكرية والتصديق على تعديلات دستورية لتعزيز مسيرة الرأسمالية في الاقتصاد الاشتراكي هناك قضايا تتجاوز التعامل مع مشكلة علاقة تايوان بالوطن الأم على ضوء النزوع إلى الانفصال في تلك الجزيرة، فالتحول بالاقتصاد الصيني في كثير من جوانبه إلى القطاع الخاص يواجه الحكومة بمشاكل عديدة على رأسها البطالة والهجرة المتفاقمة من الريف إلى المدن وما ينجم عنهما من متاعب اجتماعية واقتصادية.
[تقرير مسجل]
![]() |
عزت شحرور: أول جرد تقدمه الحكومة الصينية للبرلمان بعد عام كامل من توليها زمام السلطة في البلاد رئيس مجلس الدولة وين جياو باو حظي بثناء البرلمان لأداء حكومته خلال عام ثقيل سجلت فيه انتصارا على وباء سارس القاتل وقفزت بالصين إلى مصاف دول الفضاء بإطلاقها أول مركبة فضائية مأهولة وبالحفاظ على نمو اقتصادي هو الأسرع في العالم وصل إلى أكثر من 9%، هذه الإنجازات وغيرها أظهرت التماسك والانسجام بين أعضاء المجموعة القيادية الجديدة للأمين العام للحزب ورئيس الجمهورية هو جينتاو وقدرتها على التعاطي مع أزمات وتحديات كبيرة بخلاف ما كان يتوقعه المراقبون أما رئيس البرلمان يوبان جو الذي يطمح إلى تفعيل هذه الهيئة وتعزيز قدراتها التشريعية والرقابية على عمل الحكومة فهو بخلاف سلفه لي بنغ أحد صقور التيار المحافظ بل وحتى بخلاف كل من تناوبوا على رئاسة هذه المؤسسة التشريعية وتمتعوا بنفوذ قوي باعتبارهم يمثلون رموزا لهذا التيار أو ذاك داخل الحزب الحاكم، تعديلات دستورية بإضافة بنود تتعلق بحماية الملكية الخاصة وحقوق الإنسان وُصفت بأنها تاريخية باعتبارها الأولى من نوعها في تاريخ نظام شيوعي، رفع الموازنة العسكرية بنسبة 11.5% يأتي كما تقول الحكومة في إطار تحديث القدرات العسكرية وتحسين أوضاع الجنود الذين تجاوزت أعدادهم المليونين إلا أن عين الرقيب لا تستطيع إلا أن تربط بين هذه الزيادة والتوتر الدائم على جانبي مضيق تايوان والاستعداد لغد قد تضطر فيه الصين إلى استعمال علاج الكي لاستعادة الجزيرة التي تعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيها، تايوان ليست المعضلة الوحيدة التي تواجه الحكومة الصينية فالأعباء والهموم الكبيرة الملقاة على كاهل مئات الملايين من المزارعين في بلد ما زالت الزراعة هي عموده الفقري وعشرات الملايين من طوابير العاطلين عن العمل وما يشكلونه من مصادر قلق على الأمن الاجتماعي والفساد الذي يزداد استشراءً بين مسؤولي الحزب والدولة ناهيك عن اتساع الفجوة بين فقراء معدمين وأثرياء متخمين بل بين أقاليم ساحلية غنية وأخرى داخلية فقيرة بات يتطلب كبح جماح هذا النمو الاقتصادي المتسارع وتغيير اتجاهه، إنجازات كثيرة حققتها الحكومة الصينية خلال العام الأول من عمرها وتحديات أكثر ما زالت في انتظارها لكن التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومة والبرلمان على حد سواء هو قدرتهما على تنفيذ ما التزما به بحكم البلاد بالقانون وفي إطار سياسة شفافة تخضع للرقابة والمساءلة عزت شحرور، الجزيرة لبرنامج الملف الأسبوعي بكين.
جميل عازر: وبهذا نأتي إلى ختام جولتنا في الملف الأسبوعي نُذكِر حضراتكم أن بإمكانكم الوصول إلى مضمون هذه الحلقة بالنص والصورة والصوت في موقع الجزيرة نت في الشبكة المعلوماتية الإنترنت www.aljazeera.net أو الكتابة إلى عنوان البرنامج الإلكتروني wfile@aljazeera.net وسنعود في مثل هذا الموعد بعد سبعة أيام لنفتح ملفا جديدا لأهم أحداث الأسبوع القادم من قناة الجزيرة في قطر تحية لكم من فريق البرنامج وهذا جميل عازر يستودعكم الله فإلى اللقاء.