الملف الأسبوعي

فوز شارون بتأييد بوش، مواجهات الفلوجة

فوز شارون بتأييد بوش، زيارة مبارك للولايات المتحدة، قمة أميركية بريطانية في وقت صعب، مواجهات الفلوجة، حجم المساهمات العسكرية في العراق، الانتخابات العامة في جنوب أفريقيا، ثابو مبيكي شخصية الأسبوع.

مقدم الحلقة:

جميل عازر

ضيف الحلقة:

يوسف إبراهيم: عضو مجلس العلاقات الخارجية الأميركي

تاريخ الحلقة:

17/04/2004

– فوز شارون بتأييد بوش
– زيارة مبارك للولايات المتحدة

– قمة أميركية بريطانية في وقت صعب

– مواجهات الفلوجة

– حجم المساهمات العسكرية في العراق

– الانتخابات العامة في جنوب أفريقيا

– ثابو مبيكي شخصية الأسبوع


undefinedجميل عازر: مشاهدينا الكرام أهلا بكم إلى حلقة جديدة من الملف الأسبوعي وفيها، واشنطن تحول جذري في الموقف من القضية الفلسطينية وشارون يفوز بتأييد بوش، العراق في قمة بوش وبلير وتأكيد جديد على دور للأمم المتحدة في ترتيب نقل السيادة إلى العراقيين، العراق ميدانيا أسبوع من الاختطاف والمواجهات الدامية مؤشر على مستقبل محفوف بالعقبات.

فوز شارون بتأييد بوش

ليس مفاجئا ولا مستغربا أن يشير أرييل شارون إلى خطته للانسحاب من قطاع غزة وإبقاء تجمعات استيطانية كبرى في الضفة الغربية على أنها توفر الأمن لإسرائيل فلا وجود في تفكيره لأمن غير الأمن الإسرائيلي ولكن المفاجئ والمستغرب أن يطرأ ذلك التحول الجذري في الموقف الأميركي من الاستيطان وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وبالتالي قبول واشنطن بالأمر الواقع الذي أوجده الإسرائيليون في كل فلسطين التاريخية ومن الطبيعي أن يصف رئيس الوزراء الفلسطيني ذلك بأنه كارثة وبأنه وضع صعب غير متوقع في نظر المتحدث باسم جامعة الدول العربية وهل في يد هؤلاء حيلة غير الاحتجاج؟

إعلان

[تقرير مسجل]


ما قدمه الرئيس الأميركي جورج بوش لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون يشكل تحولا جذريا عن سياسة واشنطن التقليدية

حسن إبراهيم: لماذا منح بوش شارون ما أطلق عليه الفلسطينيون وعد بلفور الثاني؟ وما هي الدوافع وراء هذا التأييد المطلق لقرار شارون الانسحاب من غزة وأجزاء من الضفة الغربية بدون اعتبار للسلطة الوطنية الفلسطينية؟ أهي احتياجات انتخابية لرئيس جمهورية متدهور الشعبية بسبب العراق وهجمات الحادي عشر من سبتمبر أم هو أمر مبيت فرضه اليأس الأميركي من إمكانية قبول الفلسطينيين بما ترضى به واشنطن لهم؟ ما قدمه الرئيس الأميركي لرئيس الوزراء الإسرائيلي يشكل تحولا جذريا عن سياسة واشنطن التقليدية فكيف يمكن التوفيق بين ما أُعلِن عنه أمام البيت الأبيض وبين قرار مجلس الأمن رقم 194 الذي يؤكد حق العودة للاجئين والقرارين 242 و338 الذين يدعوان إلى انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967وهذه قرارات شاركت واشنطن في صياغتها والموافقة عليها وظلت تحث منذ عام 1967 على الالتزام بها؟ وهكذا يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية الشريك الاستراتيجي لإسرائيل قد تحولت إلى طرف مباشر في الصراع العربي الإسرائيلي في مواجهة يزداد عدم التكافؤ فيها بالنسبة للفلسطينيين يوما بعد يوم ولم يعد الأمر بحاجة إلى جهد لإقناع أحد في أي جانب تقف واشنطن الآن، تصاعد أصوات الاحتجاج هذه المرة لم يأت فقط من العالم العربي أو الأطراف الفلسطينية بل أتى أولا من كوفي أنان الذي عبر عن أسفه للتراجع الأميركي عن السياسات السابقة وتجاوز القرارات الدولية التي كانت أساسا للتعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، صرخة الفلسطينيين الغاضبة من ياسر عرفات الذي يقبع محاصرا في مبنى المقاطعة في رام الله وحتى المواطنين في الشارع لم تبد كثيرا مع واشنطن وليس من المتوقع أن يأتي وليم بيرنز مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بجديد وقرار إرساله إلى الأراضي المحتلة من قِبَّل الرئيس الأميركي لن يثمر الكثير في أوضاع انقلبت رأسا على عقب فالجيش الإسرائيلي مازال يقتل الفلسطينيين الذين يتوعدون بالانتقام للشيخ أحمد ياسين ومواصلة انتفاضتهم التي ستكمل عامها الرابع بعد أقل من ستة أشهر ومازال تجريف الحقول وقطع الأشجار وهدم المنازل واغتيال الناشطين السياسيين وسيلة شارون لتحقيق الأمن للمواطن الإسرائيلي والنتيجة فشل ذريع فلا الأمن تحقق ولا

إعلان


قرار مجلس الأمن رقم 194 يؤكد حق العودة للاجئين، والقراران 242 و 338 ينصان على انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967

يتوقع أن يتحقق حتى بعد استكمال بناء الجدار العازل بينما تستمر الحكومة الإسرائيلية في تحميل السلطة الوطنية الفلسطينية مسؤولية إيقاف أعمال العنف وهو طلب كرره الرئيس بوش رغم إشارته إلى إقامة دولة فلسطينية ولكن يبدو أنه طالما ظل شارون واللوبي اليهودي الذي يدعمه في الولايات المتحدة راضيين عن ولائها لإسرائيل فإن معاناة الفلسطينيين ستأتي في المرتبة الثانية في سلم الأولويات في عام الانتخابات الرئاسية الأميركية وليس متوقعا أن تختفي متاعب الرجلين بقمع آمال الشعب الفلسطيني في وطن مستقل بل سيتزايد الغضب وقد نشهد موجة إرهاب ضخمة تفوق كل ما سبق.

زيارة مبارك للولايات المتحدة

جميل عازر: وإلى واشنطن توجه أيضا الرئيس المصري حسني مبارك وأجرى محادثات مع الرئيس جورج بوش وإذا أُخِذت تصريحات الرئيسين بعد محادثاتهما دليلا على المواضيع التي خاضها في قمتهما فإنها لم تأت بجديد اللهم إلا في تشديد الرئيس الأميركي على مسيرة الإصلاح في مصر ومعها الدور الذي تقوم به القاهرة في الحرب على الإرهاب وإذ تصادفت زيارة الرئيس مبارك مع زيارة شارون إلى واشنطن أو العكس فإن خطة الإسرائيلي للانسحاب من مستوطنات غزة وتداعياتها كانت هي الأخرى موضع بحث ولكن السؤال هو ما المدى الذي أخذ فيه بوش بآراء ضيفه المصري حول كيفية إحياء عملية السلام ومصير خارطة الطريق.

[تقرير مسجل]


واشنطن بوست انتقدت الرئيس الأميركي لاستضافته الرئيس المصري حسني مبارك، متهمة الأخير في الوقت ذاته بأنه يشكل أكبر عقبة أمام جهود الإصلاح وحكمه مصر لثلاثة وعشرين عاما تحت حكم الطوارئ

محمد العلمي: كان من المفترض أن توفر ظروف اللقاء في ضيعة كروفورد الأجواء الحميمية الضرورية لتناول القضايا الشائكة المطروحة والتي تراوحت بين تدهور الأوضاع في العراق إلى إشكالية الإصلاح السياسي في مصر والعالم العربي، الواشنطن بوست استقبلت الزيارة بانتقاد حاد للرئيس بوش لاستضافته الرئيس المصري في بيته الريفي متهمة الرئيس مبارك بتشكيل أكبر عقبة أمام جهود الإصلاح وحكمه مصر لثلاثة وعشرين عاما تحت حكم الطوارئ وقمعه للحركات الإسلامية والذي أدى حسب رأي الصحيفة إلى تعزيز صفوف القاعدة لكن أولويات الرئيس بوش تجاوزت عملية الإصلاح بحكم تدهور الأوضاع في العراق وبسبب تبنيه خشية الحكومة الإسرائيلية من انفلات الأوضاع الأمنية في غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي الموعود وكان بحاجة إلى دعم مصري واضح في القضيتين أو عدم معارضة واضحة على أقل تقدير، الرئيس المصري أعرب عن استعداده لتدريب الشرطتين العراقية والفلسطينية كما أعرب عن دعمه المشروط لعملية الانسحاب المقترحة من غزة إذا تطابقت مع خارطة الطريق، من جهته أعاد الرئيس الأميركي التأكيد على حلمه في إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية لكن حلم الدولتين مرشح لكي يبقى حلما فقط على المدى القريب على الأقل فتدهور الأوضاع في العراق في عام انتخابات أضعف موقف الرئيس الأميركي حتى بشأن الإصلاحات السياسية في العالم العربي بينما عمق الوهن العربي من قدرة الرئيس المصري على مقاومة الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب ومن الواضح أن الرئيس الأميركي لم يبلغ نظيره المصري بخطورة الخطوات الأحادية الجانب التي كان يعتزم مباركتها

إعلان


الرئيس حسني مبارك أعرب عن استعداد بلاده لتدريب الشرطة العراقية والفلسطينية، ودعمه المشروط لعملية الانسحاب المقترحة من غزة إذا تطابقت مع خارطة الطريق

بعد أقل من 48 ساعة أثناء استقباله لرئيس الوزراء الإسرائيلي، الرئيس المصري الذي كان مازال يواصل زيارته الخاصة لولاية تكساس أثناء تقديم الرئيس بوش ضماناته غير المسبوقة لضيفه الإسرائيلي أكد في مقابلات صحفية أنه لم يعلم بتلك الضمانات إلا بعد مكالمة هاتفية من وزير الخارجية الأميركي كولن باول كما أعرب الرئيس مبارك عن صدمته مناشدا واشنطن تطوير صيغة تصحح بها الانطباع السائد بأنها منحازة لإسرائيل لكن الرئيس المصري وفي الحديث نفسه لصحيفة هيوستن كرونكل توقع بنفسه ردود الفعل الأميركية المحتملة على مشاعر الصدمة التي خالجته وعلى مناشدته للحكومة الأميركية حينما أبلغ محدثه بأن الرئيس بوش اتخذ قراره في إطار سعيه لإعادة انتخابه متنبأ بأنه يتعين على جهود إحلال السلام أن تنتظر إلى أن تُغلَّق صناديق الاقتراع الأميركية في شهر نوفمبر القادم، محمد العلمي لبرنامج الملف الأسبوعي واشنطن.

قمة أميركية بريطانية في وقت صعب

جميل عازر: وربما لم يكن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في نفس موقف الرئيس مبارك في محادثاته مع جورج بوش لأنه طرف متورط في الشأن العراقي حتى أذنيه وكان متوقعا أن يبدي الرجلان وحدة حال وتطابق في وجهات النظر والمواقف فحديث بلير عن إستراتيجيتهما واستدراج الأمم المتحدة إلى دور في العراق كان متوقعا أيضا خاصة وأن رئيس الحكومة البريطانية سيجعل من هذا الاتجاه نحو المنظمة الدولية إنجازا شخصيا له للتدليل من خلاله على ما يمارسه من نفوذ لدى حليفه الأميركي ولكن لبوش حساباته كما له من مواقف إذا شاء اتخذ بشأنها قرارات دون استشارة أحد.

[تقرير مسجل]

حسن إبراهيم: زعيمان في مأزق عراقي شديد الوطأة على مستقبلهما السياسي، بلير مازال يلتقط أنفاسه بعد كثير من التحديات لحكمة قراره الانضمام إلى بوش لإقصاء صدام حسين واحتلال العراق خاصة وأن بريطانيا فقدت ستين جنديا والولايات المتحدة فقدت حوالي سبعمائة جندي 88 منهم على الأقل سقطوا هذا الشهر والتكاليف باهظة فواشنطن لديها حوالي مائة وثلاثين ألف جندي في العراق مقابل 12 ألفا من بريطانيا، سياسيا بوش يعاني من سقطة تلو أخرى تحقيقات حول هوس إجازته بغزو العراق إلى حد السلب من حملته على الإرهاب الكثير من زخمها بينما فشلت إدارته

إعلان


لدى واشنطن نحو 130 ألف جندي في العراق، مقابل 12 ألفا من بريطانيا

حتى الآن في تحقيق ما ادعت بأنها تستهدفه في العراق من ديمقراطية واستقرار وازدهار وحقوق إنسان وقد يجد بلير وبوش أحدهما في الآخر كتفا حانية خاصة مع استمرار تدني شعبيتهما كل في بلده وهذا ما لا يطيقه ساكن البيت الأبيض في سنة انتخابات رئاسية فالاضطراب الذي يسود العراق ومستوى العنف الأميركي في الرد على عملية المقاومة وهبّة التيار الصدري في الشيعة ملامح تؤرق الرجلين وهما يشاهدان الحرب وكأنها بدأت من جديد رغم أنهما قد ينفيان ذلك وإلا كيف يُفسَّر تمديد إبقاء عشرين ألف عسكري أميركي في العراق بعد أن كان مقررا عودتهم إلي عائلاتهم؟ ومن يستطيع الدفاع عن مقتل ما يقارب الثمانمائة من المدنيين العراقيين في مدينة الفلوجة؟ بلير وبوش مضطران للبقاء في العراق فالخروج من هناك الآن انتحار سياسي لهما وقد يؤدي إلى اشتعال الاحتراب الداخلي العراقي وهذا ما أكداه في مؤتمرهما الصحفي وهما بين نارين لأن الاستمرار في هذا النهج سيُفقِدهما حتى المبررات الأخلاقية التي تذرعا بها بعد أن فشلت ذريعة أسلحة التدمير الشاملة وربما لن يخرجهما من هذه الورطة الشائكة سوى الاستنجاد بالأمم المتحدة وهو أمر يميل إليه بلير أكثر من بوش، كثيرون يعتقدون أن توني بلير يستطيع كبح جامح مخططي السياسة الأميركية ولكن تنازلات بوش لشارون تشير إلى أن واشنطن تتبنى مواقف دون استشارة أطراف أخرى بشأنها حتى ولو كانت تلك الأطراف تدفع


بوش وبلير مضطران للبقاء في العراق، إذ إن الخروج من هناك حاليا بمثابة انتحار سياسي لكليهما

ثمن تبعات تلك المواقف مثل بريطانيا لذا فقد حاول بلير التوفيق بين موقفه الذي أعلنه قبل توجهه إلى واشنطن وبين ما يعتبر تمزيقا من بوش لخارطة الطريق معتبرا أن الانسحاب الانفرادي لشارون بمثابة تحريك للمياه الراكدة وليس إجهاضا للآمال الفلسطينية وأكد الزعيمان على إيمانهما بوجوب إنشاء دولة فلسطينية ومهما تكن دالة بلير على بوش فإن اعتبارات الانتخابات الرئاسية ونفوذ اللوبي الصهيوني في دهاليز آلة صنع القرار الأميركي تبدو أقوى تأثيرا على بوش من أي صوت عقلاني قد يطلقه بلير.

إعلان

جميل عازر: وينضم إلينا من نيويورك يوسف إبراهيم من مجلس العلاقات الخارجية، أستاذ يوسف أولا في تقديرك ما هي الدوافع التي حملت الرئيس الأميركي على القبول بكل ما عرضه عليه شارون.

يوسف إبراهيم: هو دوافع أصلا انتخابية، ده عام الانتخابات الأميركية وانتخابات رئاسية واللوبي الموالي لإسرائيل بيمارس في الانتخابات دهية نفوذ قوي جدا ومفيش أي رئيس أميركي يقدر يتحدى هذا اللوبي لكن ده ما يمنعش إنه التنازلات اللي إتقدمت لشارون والطريقة اللي إتقدمت بها هذه التنازلات بتشكل تغيير هائل استراتيجياً في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط وتغيير أساسي من السياسات المُتبَّعة من الخمس رؤساء اللي سبقوا الرئيس بوش في البيت الأبيض فهي أولا تعني إعطاء بطاقة بيضاء لإسرائيل الآن للتوسع في المستوطنات في الضفة الغربية لأنه الرئيس في الواقع قال إنه يجب نعترف بالواقع على الأرض والواقع على الأرض هو السياسة الإسرائيلية اللي اتبعها شارون أصلا وأساسا وكل حكومة إسرائيلية في بناء مستوطنات على أساس إنه بعد ما تبني المستوطنة هتخلق واقع على الأرض ومتقدرش تخلص من المستوطنات ديه، الجزء الثاني هو إعطاء إسرائيل استمارة بيضاء للاستيلاء في الواقع على نصف الضفة الغربية فده تطور خطير جدا في السياسة الأميركية..

جميل عازر [مقاطعاً]: أستاذ يوسف كون هذه التنازلات جاءت في أعقاب محادثات بوش مع الرئيس مبارك هل هناك من رسالة موجهة إلى الجانب العربي الفلسطيني بوجه خاص؟

يوسف إبراهيم [متابعاً]: معك حق وده العمق الثاني اللي كنت عاوز أثيره في هذا الموضوع، الرسالة أولا كانت مهينة جدا لزعيم أكبر دولة عربية والشخص المصنف بإنه الحليف الاستراتيجي العربي مع السعودية الأساسي للولايات المتحدة، إزاي الرئيس مبارك يزور واشنطن وبعدها بأربعة وعشرين ساعة شارون يجي ويُعطى هذه التنازلات الهائلة من قِبَّل السياسة الأميركية بدون أخطار الرئيس المصري باعترافه بهذا الموضوع إطلاقا فديه أولا إهانة للرئيس المصري ولكن الأهم وهي النقطة اللي أنت قلتها إنها رسالة موجهة للعالم العرب إنه الولايات المتحدة لم تعد طرف محايد في موضوع المحادثات والسلام بين العرب وإسرائيل ولكنها طرف متحد واقف في نفس الصف مع إسرائيل وديه طبعا عملية مؤذية جدا لوضع الولايات المتحدة، الآن ممكن تقول إنه الولايات المتحدة مصداقيتها في الشرق الأوسط بعد

إعلان


الولايات المتحدة لم تعد طرفا محايدا في موضوع المحادثات والسلام بين العرب وإسرائيل، إنما هي طرف متحد مع إسرائيل

غزو العراق تقريبا صفر والتطور ده إذا كان عمل أي حاجة فهو نزلها تحت الصفر.

جميل عازر: طيب هل في تقديرك أن الأميركيين يربطون بين القضية الفلسطينية عضويا حتى والموقف في العراق من حيث أن هذا ينطوي على جزء من محاربة الإرهاب أو هكذا يتذرعون؟

يوسف إبراهيم: الحقيقة القضية الفلسطينية لا تجد صدى كبير في الأميركية العادية يعني الأميركي العادي بلع أو قبل وجهة النظر الإسرائيلية إنه الفلسطينيين كلهم مجموعة إرهابيين وهذا الموضوع هذا الملف مهواش مطروح في الانتخابات الأميركية لكن الملف العراقي مطروح في الانتخابات الأميركية وفي الملف العراقي في الحقيقة برضه فيه اللي بيقولوه الزوايا الفضية يعني إلى حد ما دلوقتي الملف العراقي أضطر الجمهور الأميركي إنه يبتدي يتعلم إيه هو العالم الإسلامي يعني إيه سُنة يعني إيه شيعة يعني إيه جهاد يعني إيه الوطنية وليه فيه مقاومة عراقية وده جزء مش بطال كل الجماعات الأميركية دلوقتي بتقول إنه الطلب متزايد على دراسات شؤون الشرق الأوسط ففيه جانب إيجابي لهذه.. الاحتلال الأميركي للعراق يمكن مهواش قصد الإدارة أصلا وأساسا من ناحية ثانية طبعا هو وضع ضغط على الحكومات العربية إنها تبتدى تنظر في عملية الإصلاحات الداخلية لأنه في نهاية الأمر صدام حسين وهو أكبر ديكتاتور في المنطقة سقط وبنسميه دلوقتي الرئيس المخلوع والرؤساء الآخرين والملوك والأمراء في المنطقة ابتدوا يبصوا على إنه الشعوب العربية لما تبص على الجزيرة وتتفرج على العربية ابتدت تفكر إنه ممكن التغيير السياسي يحصل في بلادها ففيه جوانب أخرى لهذا الموضوع لم يحسبها بوش ولم يقصدها بوش، بوش كان بيقصد فرض الإرادة الأميركية مع التحالف مع إسرائيل على الدول العربية ولكن اللي حصل إنه في مقاومة لهذه الإرادة الأميركية.

جميل عازر: من السهل في مثل هذه المواقف أن ننحي باللائمة على الأميركيين وأن نقول إنهم انحازوا إلى صف إسرائيل بشكل سافر الآن ويعني كلام من هذا القبيل ولكن في تقديرك لو نظرنا إلى الموقف العربي من القضايا العربية نفسها أين نقطة الضعف؟

إعلان

يوسف إبراهيم: طبعا معك حق وأول واحد لازم ننظر إليه الآن هو الرئيس ياسر عرفات ولو أنا سياسي عربي أو زعيم عربي النصيحة التي أطلبها وأترجاها من الرئيس عرفات الآن أن يتنحى عن السلطة لإنه إسرائيل بتستعمل ياسر عرفات كحجة لعدم التقدم في عملية السلام باتهامه باستمرار بإن هو بيشجع عمليات الإرهاب بينما هو سجين معندوش غير تليفون واحد والتليفون ده مسيطرين عليه الإسرائيليين وكل اللي ممكن يعمله بالتليفون ده إنه يطلب سندوتش لكن وجوده وإصراره على البقاء بيمنع القيادات الشابة الجديدة اللي موجودة داخل فلسطين من إنها تطلع على السطح وتبتدي تطالب بحقوقها ويستمع إليها العالم ده واحد اثنين طبعا إحنا معملناش حاجة في القضية الفلسطينية يعني إحنا بنتكلم كثير عن القضية الفلسطينية لكن التحالف مع أميركا مستمر بصرف النظر عن السياسة الأميركية اللي أصبحت مش بس مهينة ولكنها فجة يعني عبارة عن نوع من.. أكنه الواحد إضرّب قلمين.

جميل عازر: أستاذ يوسف إبراهيم في نيويورك شكرا جزيلا لك ومن قناة الجزيرة في قطر نواصل وإياكم هذه الجولة في الملف الأسبوعي وفيها أيضا بعد فاصل؛ انتخابات نيابية في جنوب أفريقيا تأكيد للمسيرة الديمقراطية بعد عشر سنوات منذ انهيار النظام العنصري.

[فاصل إعلاني]

مواجهات الفلوجة

جميل عازر: لم تكن المواجهات في فلوجة العراق وغيرها من المدن سوى مظهر يشير إلى عمق المشكلة التي تواجهها واشنطن قائدة الائتلاف الذي يحتل العراق وما اختطاف الرهائن إلا تحول نوعي في هذه المقاومة رغم أن الاختطاف قد يكون ذا حدين ولكنه يظل محدود الفاعلية ويمكن أن يتحول بدوره إلى سلاح يرتد على مستعمليه كما حدث في الماضي غير أنه في فوضى الحرب وغياب القانون وانهيار النظام تختفي أيضا مختلف المعايير وإذا كان لقوات الائتلاف أن تعطي مثلا يُحتذّى فإنها في واقع الحال تحصد ما زرعت.

إعلان

[تقرير مسجل]

أكثم سليمان: صور الخراب والدمار تكاد تروي قصة الفلوجة دون راوي فالحصار الذي طال ليتجاوز أسبوعين وعمليات القصف المتواصلة بالطائرات المقاتلة والدبابات الأميركية كل ذلك خلّف عشرات الشهداء ومئات المصابين، نقاط الإسعاف في المدينة والتي أقيمت على عجل بعد أن وصل القصف الأميركي إلى المستشفى الرئيس كادت لا تتسع للضحايا من مختلف الأعمار إلا أن سكان الفلوجة الواقعة إلى الغرب من بغداد بدوا مصرين على حماية مدينتهم مهما بلغ الثمن من هجمات القوات الأميركية التي لم يشهد العراق لها مثيلا منذ احتلال البلاد قبل أكثر من عام وإذا كان حجم المأساة الإنسانية واضحا للعيان منذ الوهلة الأولى فإن ثمة صورة أخرى خلف الصورة فالفلوجة باتت تمثل للكثيرين معركة غسلت العراق مما سُمِي عار السقوط المدوي بل وباتت محور إجماع وطني وتوحد تجلى في كثير من المناطق العراقية كما هو عليه الحال هنا في محافظة ديالا مثلا بتصعيد المواجهات مع الأميركيين على وقع التصعيد الأميركي في الفلوجة سكان ديالا دفعوا الثمن أكثر من مائة شهيد وجريح في غضون أيام قليلة حملت عنوانا وحيدا هو قضية الفلوجة، الفلوجة كانت أيضا كلمة السر التي وحدت وسط العراق مع جنوبه بعد شهور الاحتلال التي أفرزت مفاهيم مثيرة للجدل بالنسبة للبعض في المثلث السُني أو الموقف الشيعي، الفلوجة جاءت لتعيد لكثير من العراقيين الأمل بأنه مازال ثمة بلد اسمه العراق إذا أصابت الواقعة أحد أعضائه تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ولعل المواجهات التي شهدتها مناطق الجنوب في الكوت والبصرة والنجف والعمارة وكربلاء بين أنصار جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقوات الاحتلال ما يؤكد هذا القول ومن الجنوب إلى بغداد التي شهدت في ذروة المواجهات في الفلوجة حرب عصابات


جاءت الفلوجة لتعيد لكثير من العراقيين الأمل بأنه مازال ثمة بلد اسمه العراق

حقيقية في بعض أحيائها حين خرج الملثمون المجهولون ليلا لضرب القوات الأميركية وإعلان مناطق كالأعظمية ذات الأغلبية السنية أو مدينة الصدر ذات الأغلبية الشيعية مناطق محررة عمليا ولو لبعض الوقت أيضا بغداد دفعت ضريبة التوحد مع الفلوجة حيث سقط كثيرون في المواجهات مع القوات الأميركية وشُيِعت الجثامين في عدة مناطق من بغداد التي أقامت مجالس العزاء وإذا كانت المواجهات قد هدأت في بغداد فإن مسيرات الاحتجاج وتظاهرات الاعتصام بقيت مستمرة وخاصة بعد صلوات الجمعة تعبيرا عن التضامن والحداد، الفلوجة ثم الفلوجة ثم الفلوجة المدينة الصغيرة الواقعة إلى الغرب من بغداد باتت تمثل لكثير من العراقيين رمزا للمقاومة من جهة وللوحدة الوطنية من جهة أخرى، أكثم سليمان الملف الأسبوعي الجزيرة بغداد.

إعلان

حجم المساهمات العسكرية في العراق

جميل عازر: وبينما نتحدث عن ائتلاف وقوات مؤتلفة في العراق قد يغيب عن الأذهان مواقف الدول التي تشارك في هذه القوات وخاصة غير المعروفة منها في إدارة الأزمات على المسرح الدولي وإذا أريد الحكم على الدوافع من خلال حجم المساهمات في قوات الائتلاف فإن الولايات المتحدة مثلا هي الفائز الأكبر من حيث خدمة المصالح الذاتية تليها بريطانيا ثم في سلم تنازلي تدريجي إسبانيا وإيطاليا وبولندا وأخيرا اليابان فهذه الدول دفعت ثمنا بشكل أو آخر لقاء تدخلها في العراق ولكن هناك متداخلين آخرين والجميع يطمعون في جزء من كعكة إعادة إعمار العراق.

[تقرير مسجل]

محمد فال: قبل بدء الحرب على العراق كان رفض المشاركة العسكرية إلى جانب واشنطن قرار معظم دول العالم وكان رفض منظمات دولية كالأمم المتحدة وحلف الناتو لتلك المشاركة صدمة كبيرة لواشنطن لكن وزارة الدفاع الأميركية فاجأت العالم قبل يومين فقط من الهجوم بإعلان استعداد ثلاثين دولة لإرسال قوات إلى العراق أغلب تلك الدول وفت بوعدها وشاركت بأعداد متفاوتة من الجنود ويوجد الآن في العراق نحو مائة وستين ألف جندي أجنبي معظمهم طبعا من الولايات المتحدة التي يقدر قوام قواتها 137 ألفا موزعين في أنحاء العراق وخاصة في المناطق السُنية في الوسط والغرب وتحتل بريطانيا المرتبة الثانية بـ11 ألف جندي في مناطق الجنوب ذات الكثافة الشيعية وفي المرتبة الثالثة دول يزيد عدد جنود كل منها عن ألف بقليل وهي إيطاليا وبولندا وأوكرانيا وإسبانيا وهولندا بينما تشارك الأربع والعشرون دولة الباقية بما مجموعه ستة آلاف عسكري ورغم القلة النسبية لمجموع المساهمات برزت تساؤل منطقي عن دوافع هذا الخليط الذي أمتد عبر القارات وجمع دولا لا صلة لها بالعراق من جهة ولا تربطها فيما بينها آصرة مفهومة سلفا فدول مثل هندوراس ولاتفيا وسنغافورة لم تكن مهددة بإرهاب إسلامي أو أسلحة دمار عراقية ولا تحركها استراتيجية دولية للأمن القومي وربما يصدق ذلك على معظم الدول الأخرى التي يرى المحللون أنها استجابت إما لضغوط أو طمعا في مكافآت لكن الحسابات ربما كانت مخطئة والصورة الوردية أقل تماشيا مع الواقع الميداني فقد بدأت القوات الأميركية ذاتها تتكبد خسائر جسيمة في الأرواح والعتاد يوميا كما رأت قوات أخرى أياما سودا كان أحلكها مصرع 18 جنديا إيطاليا في الناصرية في نوفمبر الماضي و11 إسبانيا بينهم ستة من ضباط الاستخبارات في نهاية الشهر ذاته وجاء الدور على البلغار في نهاية ديسمبر وبلغت حصيلة القتلى في صفوف القوات المتحالفة حتى الآن نحو ثمانمائة جندي بينهم قرابة سبعمائة أميركي ونحو ستين بريطانيا، استمرار الخسائر في صفوف تلك القوات وظهور عمليات الاختطاف وعدم اتضاح رؤية مستقبلية للخروج من المستنقع العراقي زاد من الضغوط الداخلية على الحكومات التي زجت بقوات في الميدان لإعادة النظر في قراراتها أو للتعهد بسحب القوات كما فعلت الحكومة الجديدة في إسبانيا كما أن الاعتراف بعدم دقة المعلومات التي سيقت ذريعة لشن الحرب أصلا يزيد من تلك الضغوط.

إعلان

الانتخابات العامة في جنوب أفريقيا

جميل عازر: عاد أو أعيد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي إلى الحكم في جنوب إفريقيا بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب وإذ جاءت هذه الانتخابات بعد مرور عشرة أعوام منذ سقوط نظام الفصل العنصري فإن النتيجة تشير بشكل لا غموض فيه إلى أن الناخبين في أكبر دول الجنوب الإفريقي لم يفقدوا ثقتهم في الحزب الذي ناضل عقودا من أجل تحقيق حكم الأغلبية والقضاء على الاستبداد العنصري ومع ذلك فإن أغلبية بهذا الحجم قد لا تخدم مبدأ المشاركة الديمقراطية لأنها تكرس في ظاهرها على الأقل نظام سيطرة الحزب الواحد إلا أن للمؤتمر الوطني الأفريقي خصوصياته.

[تقرير مسجل]

كاتيا ناصر: جنوب أفريقيا الانتخابات العامة الثالثة منذ انهيار نظام الفصل العنصري قبل عشر سنوات، المقترعون طوابير أمام مراكز الاقتراع وهم على اختلاف توجهاتهم يمارسون هذا الحق السياسي أملا في حياة أفضل وفي جنوب أفريقيا هذا يعني تحديات كبرى في بلد يعد اقتصاده من أكبر اقتصادات القارة السمراء، الفقر والبطالة وارتفاع معدلي الجريمة ومرض الإيدز هي أبرز هذه التحديات وكل من الأحزاب المتنافسة قدم تعهدات بمعالجة هذه المشكلات، أبرز اللاعبين هنا على الساحة السياسية حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يقوده الرئيس ثابو مبيكي خليفة نلسون مانديلا قائد حركة التحرير في البلاد والحزب الحاكم بالطبع يتبنى مكافحة العنصرية والعمل على انخراط أكبر للسود في القوة الاقتصادية، في مواجهة الحزب الحاكم هناك حزب التحالف الديمقراطي بزعامة توني ليون ويتمتع الحزب الذي يعد الثاني من حيث القوة السياسية والقاعدة الشعبية بدعم الأفارقة البيض لا سيما في ولاية ويسترن كيب وهناك أيضا حزب إنكاثا الحرة الذي يشكل الزولو قاعدته الشعبية وتعد ولاية كوازولو ناتال معقلا لهذا الحزب الذي يسيطر على حكومتها المحلية منذ عشر سنوات، الانتخابات التي جرت قبيل الاحتفال بالعقد الأول منذ انهيار النظام العنصري حسم نتيجتها معظم المراقبين معظم المراقبين بتوقع انتصار جديد لحزب مانديلا وخلفه ولفتوا إلى أن أهمية الحدث تأتي في كونه استفتاء شعبيا على سياسة الحكومة وقد جاءت النتيجة على مستوى التوقعات، الحزب الحاكم حصد ما يقارب 70% من الأصوات محققا أكبر فوز انتخابي يضمن له للمرة الثالثة على التوالي غالبية الثلثين في البرلمان وهذا يعني إمكانية إجراء تعديلات دستورية من دون التأثر بأن معارضة من الأحزاب الأخرى لكن العملية الانتخابية لم تخل من

إعلان


يعد اقتصاد جنوب أفريقيا من أكبر اقتصاديات القارة السمراء

المفاجآت فقد خاب أمل الحزبين الأساسيين الحزب الحاكم وغريمه التحالف الديمقراطي في تحقيق غالبية مطلقة في ويسترن كيب مما يحتم عليهم اللجوء إلى أبغض الحلال التحالفات في تشكيل الحكومة المحلية، الخيبة الأكبر للمؤتمر الوطني كانت في ولاية كوازولو ناتال التي شهدت في الانتخابات السابقة مواجهات دموية أزهقت أرواح 12 ألف شخص فرغم غياب العنف واتهامات بالتزوير هذه المرة أخفق الحزب في الحصول على غالبية مطلقة للمرة الثالثة على التوالي لكن حصوله على العدد الأكبر من الأصوات مقارنة بمنافسيه أنهى عقدا من سيطرة حزب إنكاثا القبلي على الحكومة المحلية، مبيكي الذي يحتم الفوز الكاسح لحزبه بأنه سيكون رئيسا لولاية ثانية نبه مواطنيه إلى أن لا تغير في سياسة حكومته المقبلة بالرغم من انتقادات لها بالفشل في ردم الهوة بين الفقراء والأغنياء والإخفاق في وضع حد لانتشار مرض الإيدز في بلد يتجاوز فيه عدد المصابين بالمرض خمسة ملايين أي تسع عدد السكان.

ثابو مبيكي شخصية الأسبوع

جميل عازر: وإذ كانت الانتخابات العامة في جنوب إفريقيا بمثابة مهرجان احتفالي شعبي لمناسبة مرور عشرة أعوام منذ الوصول إلى حكم الأغلبية فإن شخصية رئيس الجمهورية ثابو مبيكي تلعب دورا رئيسا في مواصلة المسيرة الديمقراطية التي بدأها نلسون مانديلا والحقيقة أن أي شخص كان سيتسلم القيادة من رجل له وزن مانديلا محليا وإقليما وعالميا لوجد صعوبة كبرى في إثبات وجوده على هذه الأصعدة كلها غير أن ثابو مبيكي شخصية الأسبوع أو شخصية الأسبوع في الملف تمكن بكل جدارة من اتخاذ موقعه فهو رجل قوي الشكيمة والهزيمة عركته التجارب منذ طفولته فقد نشأ وترعرع في كنف المؤتمر الوطني الإفريقي أثناء مرحلة الصراع مع نظام الفصل العنصري.

مكي هلال: بعد مغادرة زعيم بحجم نلسون مانديلا أروقة السياسة والرئاسة في أمة قوس قزح جنوب إفريقيا كان لابد لحركة المؤتمر الوطني الإفريقي إيجاد بديل كاريزمي في قامة مانديلا وهي تخوض غمار تجربة الديمقراطية داخل الحزب وفي انتخابات الرئاسة بعد أن دفنت نظام الأبرتايد البغيض ولم يدم البحث طويلا وما لبث أن أصبح ثابو مبيكي رجل المرحلة، ولد ثابو مفويلوا مبيكي في الثامن عشر من يونيو سنة 1942 بمنطقة ترنسكاي في الجنوب الشرقي لأبوين مدرسين وناشطين ضد نظام الفصل العنصري فأبوه غوفان مبيكي كان وجها قياديا لحركة المؤتمر الوطني الإفريقي في الجهة الشرقية وقد تنقل الصبي مبيكي بعيدا عن والديه بين بقية العائلة والأصدقاء بطلب من أبويه وهم يعيشان حياة التخفي والنضال ثم سرعان ما ألتحق مبيكي اليافع باتحاد الشباب التابع للمؤتمر الإفريقي وهو في سن الرابعة عشر، احتقان الأوضاع شجع مبيكي الشاب على مغادرة البلد بطلب من المؤتمر الإفريقي الذي رأى في وجوده خارج البلاد فائدة أكبر للحركة وللقضية ومن تنزانيا سافر الشاب إلى بريطانيا حيث حصل من جامعة ساسيكس على ماجستير في العلوم الاقتصادية سنة 1966 ولعب دورا مهما في إنشاء منظمة الشباب والطلبة في المنفى التابعة للمؤتمر الإفريقي وفي سنة 1970 أُرسِل ثابو مبيكي إلى الاتحاد السوفيتي السابق ليتلقى دورات عسكرية ثم عاد بعدها إلى إفريقيا واستقرا في لوساكا عاصمة

إعلان


ولد الرئيس الحالي لجنوب أفريقيا ثابو مبيكي في الثامن عشر من يونيو/ حزيران 1942 لأبوين مدرسين وناشطين ضد نظام الفصل العنصري

زيمبابوي وعُيِن أمينا مساعدا في المجلس الثوري للمؤتمر وتقلب في مهام نضالية شتى فكان ممثلا للمؤتمر الوطني في نيجيريا ثم رُفِع في الثمانينات مديرا لشؤون الإعلام والدبلوماسية في الحركة وهو دور مكنه من توجيه ضربات موجعة لنظام الأبرتايد في وسائل الإعلام العالمية واستقطاب مزيد من البيض في جنوب إفريقيا ضد نظام بريتوريا وفي عام 1989 أصبح مبيكي على رأس قسم القضايا الدولية بالحركة والوجه الأبرز لفريق التفاوض مع حكومة دوكليرك وحينما تسلمت حركة المؤتمر الوطني الإفريقي الحكم لأول مرة بقيادة نلسون مانديلا وحكومة الوحدة الوطنية اصطفاه مانديلا ليكون النائب الأول لرئيس الحكومة وخلال المؤتمر الخمسين للحركة أصبح مبيكي رئيسا للمؤتمر الوطني الإفريقي عندما آثر مانديلا اعتزال منصبه في رئاسة الحزب والبلاد ليدعم رجلا شهدت له محطات النضال في الداخل والخارج لكن عشر سنوات من الديمقراطية بعد الميز العنصري وولاية رئاسية ثانية بأغلبية الأصوات قد لا تكفي مبيكي للرد على منتقضيه داخل المؤتمر وخارجة بسبب ما يرونه إخفاقا في القضايا الأساسية مثل معالجة الفقر والعنف والإيدز.

جميل عازر: وبهذه النبذة عن رئيس جنوب إفريقيا ثابو مبيكي نأتي إلى ختام جولتنا في الملف الأسبوعي ونُذكِر حضراتكم بأن بإمكانكم الوصول إلى مضمون هذه الحلقة بالنص والصورة والصوت في موقع الجزيرة نت في الشبكة المعلوماتية الإنترنت أو الكتابة إلى عنوان البرنامج الإلكتروني وسنعود في مثل هذا الموعد بعد سبعة أيام لنفتح ملفا جديدا لأهم أحداث الأسبوع القادم من قناة الجزيرة في قطر فتحية لكم من فريق البرنامج وهذا جميل عازر يستودعكم الله فإلى اللقاء.

المصدر : الجزيرة