الملف الأسبوعي

زلزال بم، تجمع صنعاء الثلاثي، الانتخابات الجزائرية

زلزال بم ودبلوماسية الكوارث بين طهران وواشنطن، قمة تجمع صنعاء في أديس أبابا، الخلافات بين بوتفليقة وبن فليس، مأساوية المشاهد العراقية في العام الجديد، النظام السياسي المقبل في أفغانستان، التنافس على جورجيا.

مقدم الحلقة:

جميل عازر

ضيف الحلقة:

ماجد نعمة: كاتب صحفي ومحلل

تاريخ الحلقة:

03/01/2004

– زلزال بم ومحاولة الالتقاء الأميركي الإيراني
– تجمع صنعاء الثلاثي
– تصاعد الخلافات بين بوتفليقة وبن فليس
– مأساوية المشاهد العراقية في العام الجديد
– 2004 عام البحث عن نظام دولي جديد
– طبيعة النظام السياسي المقبل في أفغانستان
– التنافس الروسي الأوروبي على جورجيا


undefinedجميل عازر: مشاهدينا الكرام أهلاً بكم إلى حلقة جديدة من الملف الأسبوعي وفيها زلزال بم رُب ضارة نافعة في دبلوماسية الكوارث بين طهران وواشنطن، قمة تجمع صنعاء في أديس أبابا، مكافحة الإرهاب واحتواء إريتريا في قمة الأولويات والعام الثالث بعد الألفين مزيج من الكوارث والإنجازات وهل من سبب للتفاؤل في العام الجديد؟ ليس منطقياً أن يتوقع المرء من قادة إيران فتح أذرعتهم ناهيك عن قلوبهم لاحتضان الرئيس الأميركي لمجرد هبوط بضع طائرات أميركية تحمل مساعدات لمنكوبي زلزال بم، ذلك رغم أن الكوارث الطبيعية كانت سبباً من قبل في التقارب بين دول تناصبت بالعداء، ولكن العلاقة بين الشيطان الأكبر ومحور الشر أكثر تعقيداً مما يمكن حله بإيماءة من هذا القبيل غير أن مبادرة واشنطن إلى المشاركة في عمليات الإغاثة الدولية وحديثها عن استعداد ولو مشروط لتحسين العلاقات مع طهران هما بالتأكيد خطوة أولى في هذا الاتجاه رغم الرفض العلني الإيراني لتلك الشروط بل والرد عليها بأن على الإدارة الأميركية أن تغير موقفها من إيران أولاً.

زلزال بم ومحاولة الالتقاء الأميركي الإيراني

undefined

سمير خضر: غالباً ما تعتبر النكبات حافزاً أمام الدول والشعوب لنسيان الماضي وفتح صفحة جديدة، وكارثة بم لا تختلف كثيراً عما شهده التاريخ في مجال التقارب بين الأعداء، لكن المصيبة هنا كانت أكبر من أن تُستغل لأغراض سياسية ثلاثون ألف قتيل ومثلهم من الجرحى والمصابين وأكثر منهم من المشردين الذين فقدوا كل ما يملكون من متاع الدنيا، كل هؤلاء لا ناقة لهم ولا جمل في مسيرة العلاقات التاريخية بين بلادهم وأميركا، واشنطن لا تزال الشيطان الأكبر عند إيران وطهران لا تزال أحد أعمدة محور الشر عند أمريكا بوش، لكن البعض هنا وهناك حاول أو بالأحري أمُل بمحو هذه التعابير من قاموسه السياسي، كانت البداية وصول ثماني طائرات أميركية إلى إيران محملة بمواد الإغاثة لمساعدة منكوبي زلزال بم، وتواصلت مع قبول طهران لهذه المساعدات، وتوالت أحداث القصة عندما انبرى بعض رموز التيار الإصلاحي لتفسير المعونات الأميركية بأنها خطوة إيجابية ينبغي أن تقابل بالمثل، حتى الرئيس السابق هاشمي رافسنجاني والذي لا يزال يتمتع بنفوذ واسع تحدث عن إشارات إيجابية ترسلها واشنطن لطهران منذ عدة أشهر، لكنه لم يتطرق إلى ردة الفعل الرسمية حيال هذه الإشارات خاصة تلك المتعلقة بتجميد العقوبات المالية التي تفرضها الولايات المتحدة على بلاده منذ ربع قرن، ويبدو أن الإدارة الأميركية خشيت من الصد الإيراني ومن تبعاته على الساحة الداخلية الأميركية فسارع الرئيس بوش إلى التقليل المغزى السياسي للمساعدات الأميركية مذكراً بشروط بلاده للتطبيع وعلى رأسها تسليم أعضاء تنظيم القاعدة المحتجزين في إيران وتخلي طهران عن برامج التسلح وتنفيذها لسلسلة من الإصلاحات السياسية، وهذا كله كان ينتظره التيار المحافظ للتدليل على سوء نية واشنطن إذ رغم أن مرشد الجمهورية الإيرانية لم يتدخل بشكل مباشر في السجال الدائر فإن التيار الذي يحتمي به وبسياسته بادر إلى شن هجوم مضاد واصفاً المعونات الأميركية بأنها مجرد حملة دعائية ومذكراً بسياسة البطش التي تنتهجها واشنطن في فلسطين والعراق، خطوات الانفتاح الأميركي أثارت بالطبع جدلاً واسعاً في الشارع الإيراني، ولكن دون أن تحدث انقساماً كانت إدارة بوش تعول عليه كثيراً، فالإيرانيون في معظمهم من محافظين وإصلاحيين ينبذون السياسة الرسمية الأميركية، لكنهم يكررون بأن خلافهم هو مع حكومة واشنطن وليس مع الشعب الأميركي، زلزال بم لن يشكل إذاً نقطة التقاء بين واشنطن وطهران وضحايا الكارثة لن يكونوا الثمن، فإيران ترفض أصلاً دفع أي ثمن كان لمثل هذا التقارب وتعتبر أن الخطوة الأولى يجب أن تأتي من البيت الأبيض فهو الوحيد القادر على تبديد الغيوم التي لبدت ولا تزال تلبد العلاقات سماء الأميركية الإيرانية.

تجمع صنعاء الثلاثي

جميل عازر: كان من الطبيعي أن تبادر إريتريا إلى نفي اتهامها في قمة ما يعرف بتجمع صنعاء الثلاثي بأنها عنصر عدم استقرار في دول الجوار، ولكن لدى كل من ملس زيناوي رئيس إثيوبيا وضيفيه علي عبد الله صالح الرئيس اليمني وعمر حسن البشير الرئيس السوداني سبباً وجيهاً لكيل مثل هذا الاتهام للإريتريين بقيادة أسياس أفورقي، فاستضافة أسمرة للمعارضة السودانية وصراعها الحدودي مع إثيوبيا وأطماعها في جزر يمنية في البحر الأحمر تثير الشكوك والتساؤلات ليس عن نوايا الإريتريين فحسب بل وعمن يقف وراء إزكاء ما تبدو نزعة عدوانية وتصرفات لا تتماشى وحجم إريتريا أو طاقاتها البشرية والمادية.

undefined

أسامة راضي: تجمع صنعاء يضم ثلاث دول تلاقت مصالحها كما يبدو في العمل على نبذ وعزل إريتريا التي تتهمها تلك الدول بأنها عامل عدم استقرار في المنطقة، فما تقوم به إريتريا يتجاوز بكثير حجمها الطبيعي فهي دولة لا يزيد عدد سكانها عن أربعة ملايين نسمة إلا بقليل وتشغل مساحة صغيرة على الخريطة لكنه موقع إستراتيجي يطل على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر الذي كان يعتبر بحيرة عربية باستثناء الساحل الإثيوبي سابقاً، كما أنها تشترك في حدودها أو مياهها الإقليمية مع الدول الثلاث بالإضافة إلى جيبوتي، إلا أن إريتريا لا تبدي انزعاجاً كبيراً إزاء التكتل الثلاثي وتعتبر أنه ولِد ميتاً وأن العصر قد تجاوز التحالفات الإقليمية الفاعلة، فإريتريا المستقلة حديثاً والتي تعاني مشكلات اقتصادية ليس أقلها الجفاف ولاجئيه ولاجئ الحروب, ربما تعتمد في ميلها إلى تحدي جاراتها على ما تستمده من دعم عبر علاقاتها الخارجية مع إسرائيل وبالتالي الولايات المتحدة اللتين لهما وجود فعلي في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر ويرون أيضا أن هذه العلاقة قد تكون وراء مشكلاتها مع كل من دول تجمع صنعاء، فالسودان يتهم إريتريا بدعم فصيلين يقاتلان حكومة الخرطوم في منطقة غرب دارفور وهو الصراع الذي اندلع قبل أشهر وأدى إلى مقتل المئات وتشريد نحو ستمائة ألف شخص وفقاً لتقديرات دولية، ولكن أسمرة تنفي ذلك بحجة أنها تقع إلى الشرق من السودان بينما يدور القتال في غربِه، أما إثيوبيا ورغم اتفاق الجزائر الذي أنهى حربها الحدودية مع إريتريا والتي أدت إلى مقتل سبعين ألفاً من الجانبين فإن الخلاف الحدودي لا يزال معلقاً وقابلاً للانفجار في أي وقت، فإثيوبيا ترفض قراراً للجنة دولية لترسيم الحدود يمنح إريتريا منطقة بادمي، ولا تزال عملية ترسيم الحدود متوقفة بعد أن كان مفترضاً بدؤها في أكتوبر الماضي. ولا يلوح في الأفق ما يشير إلى أن أديس أبابا قد تصل إلى ما يخفف من التوتر في علاقاتها مع إريتريا التي استقلت عنها قبل سنوات وحرمتها من أي منفذ بحري، أما اليمن فلم ينس بعد نزاعه المسلح مع إريتريا في جزر حنيش عام 1995 عندما احتلها الإريتريون رغم أن صنعاء استعادت سيادتها على الجزر بعد تحكيم دولي، وفي هذا الخضم الغاضب من دول الجوار تحاول إريتريا الالتفاف على ذلك التجمع بمحاولة تحسين علاقتها مع محيطها العربي وتمتين علاقتها مع واشنطن بعرض استعدادها فتح منشآتها العسكرية وموانئها للولايات المتحدة التي ترابِط قواتها أصلاً في جيبوتي. وفي مقابل ذلك تحاول دول تجمع صنعاء الثلاث أن تستثمر شعاراً مغرياً للولايات المتحدة وهو الحرب على الإرهاب، وهذا ما ركزت عليه في قمتها الأخيرة إضافة إلى التعامل مع التحدي الإريتري.

تصاعد الخلافات بين بوتفليقة وبن فليس

جميل عازر: يبدو أن المعركة على رئاسة الجمهورية الجزائرية بدأت ولكن في وسط حزب الأغلبية البرلمانية بشكل أصبح يهدد حتى يحدد بقاء حزب جبهة التحرير الوطني، فالصراع القائم بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والأمين العام للجبهة علي بن فليس بدأ يستقطب قوى سياسية أخرى تتدافع لدعمها هذا أو ذاك بينما يبقى التجاذب لا بل التنافر بين مؤيدي الرجلين في أوساط جبهة التحرير مثيراً للمخاوف بسبب ما قد ينجم عنه من تداعيات على المسرح السياسي الجزائري الأوسع نطاقاً، وعدم ظهور مؤشر على موقف واضح من جانب الجيش اللاعب المؤثر من وراء الكواليس لا يساهم في الإسراع في حسم المعركة بين بن فليس والرئيس.

undefined

مكي هلال: يبدو أن قدر الجزائر ليس مختلفاً كثيراً عن قدر سيزيف العبثي في الأساطير الإغريقية، فكلما تعافت أرض المليون شهيد من أزمة إلا ودخلت بأخرى فبمجرد تجاوز العشرية الحمراء وبداية الهدوء والوئام جاء الخلاف بين الرئيس بوتفليقة ورئيس الوزراء السابق علي بن فليس يبلغ أوُجَه هذه الأيام، وهو لم يبدأ مع قرار جبهة التحرير الوطني الجزائري التي ينتمي إليها الرجلان سحب جميع وزرائها من الحكومة رداً على قرار السلطات منع عقد المؤتمر الاستثنائي للجبهة لإقرار ترشيح بن فليس لانتخابات الرئاسة في أبريل القادم. مؤشرات التجاذب بين الرجلين تعود إلى أيام تعايشهما في الحكومة التي رأسها بن فليس حيث كان يختلف مع رئيسه في النهج السياسي وخاصة فيما يتعلق بمستقبل البلاد وبرامج الحزب، وكان إعلان بن فليس نفسه مرشحاً للانتخابات الرئاسية القادمة بعد أن استُبعد من رئاسة الحكومة وهو الذي كان مهندس نجاح بوتفليقة بمثابة نقطة اللاعودة في الصراع الذي انتقل إلى دائرة العلن بعد ذلك، فأصبحت جبهة التحرير مسرحاً لضم الأنصار واستقطاب الأسماء لحشدهم في معركة باتت وشيكة، فظهرت الحركة التصحيحية بزعامة عبد العزيز بلخادم وزير الخارجية, فيما انبرى آخرون لمساندة بن فليس بوصفه الأمين العام المنتخب لجبهة التحرير وحامل لواء دولة القانون واستقلال القضاء عن العمل السياسي، والقضاء أُقحِم في الصراع بعد أن طعن التصحيحيون في قرارات مؤتمر الجبهة في آذار الماضي ونالوا ما أرادوا حينما قضت محكمة إدارية في الجزائر بتجميد أنشطة الحزب وأرصدته المصرفية ريثما ينعقد مؤتمر جديد يرى فيه أنصار بن فليس ضربة استباقية لتحجيم الدور المتنامي الذي بات يلعبه بن فليس قبيل حلول موعد الانتخابات. ولكن أنصار بوتفليقة يقولون أنه سيكون مؤتمراً جامعاً وفرصة لرأب الصدع ويستدلون على ذلك بأنهم وجهوا دعوة لـ بن فليس لتجاوز الأزمة الحالية. وضمن نفس السياق يصر بلخادم على الفصل بين الانتخابات الرئاسية وتصحيح خط الحزب وهو شغله الشاغل – كما يقول – وأن المندوبين في المؤتمر هم الفيصل في النهاية وبإمكان الطرفين أن يقدما ما يريدانه من أسباب لدعم حججهما، ولكن من الواضح أن الرئيس بوتفليقة غير مرتاح من ظهور منافس له من صفوف في حزب جبهة التحرير الوطني، ولا يمكن النظر إلى ما اتخذه من خطوات في المواجهة مع بن فليس ابتداءً من عزله من رئاسة الحكومة وحتى القرار القضائي الأخير إلا في ضوء هذا القلق، ومن المنطقي القول أن الرئيس بوتفليقة سيكون الخاسر الأكبر في هذه المواجهة إذا لم يتمكن من إقناع الناخبين ببرنامجه ورؤيته لمستقبل الجزائر وربما يكون هذا هو الهاجس الذي يدفعه إلى المواجهة في هذه المرحلة قبل فوات الأوان ولو على حساب لُحمة الحزب وربما يبقى الأمر معلقاً إلى أن يقرر جنرالات الجيش وهم المتنفِذ الخفي أي جانب سيرجحونه على الآخر، فهذا هو ما أتسم به المسرح الجزائري السياسي طوال العقد الماضي.

جميل عازر: وربما سيراهن بن فليس على موقف الجيش رغم أنه سيواجه أيضا ما ستوضع أمامه من عقبات يحاول خصمه وأنصار خصمه إثارتها لعرقلة بقائه مرشحاً عن جبهة التحرير الوطني للرئاسة، وبما أن هناك بعض عناصر هذا الحزب التي لا تزال تحن إلى أيام الحزب الواحد وتجد صعوبة في التعامل مع التحول الديمقراطي بما يتطلبه من تقبل للأحزاب الأخرى فأن بن فليس شخصية الأسبوع في الملف يعتبر واحداً من قيادي الجبهة الجدد الذين أخذوا يدركوا ما تضفيه صناديق الاقتراع من شرعية على المؤسسة السياسية تعززه في ذلك تجربته الناجحة في الانتخابات التشريعية السابقة.

جيان اليعقوبي: علي بن فليس لا ينتمي إلى جيل القيادات التاريخية لـ جبهة التحرير الوطني التي انتزعت استقلال الجزائر بالدم والنار وانتهت إلى تبني نظام الحزب الواحد الذي يتطابق فيه السياسي مع العسكري مما أصبح إرثاً مستحكماً يصعب تجاوزه، ولد بن فليس قبل تسعة وخمسين عاماً في مدينة باتنة التي تلقى فيها تعليماً قرآنياً وفرنسياً في الوقت نفسه ولذلك فهو يتقن العربية والفرنسية وبعد تخرجه من كلية القانون عُين عام 1970 قاضياً في محكمة لبليدة وعاد بسنوات ليشغل منصب النائب العام لمحكمة قسنطينة، في عام 1987 كان واحداً من مؤسسي الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، وبعد عام واحد عينه رئيس الحكومة آنذاك قصدي مرباح وزيراً للعدل وهو المنصب الذي حافظ عليه في حكومتي كل من مولود حمروش وأحمد غزالي لكنه ما لبث أن استقال عام 1991 بعد اعتراضه على قانون يجيز الاعتقال بدون الرجوع إلى المسطرة القضائية، وكان القانون قد صمم خصيصاً لمطاردة الجماعات الإسلامية المسلحة، ثم أنشغل بن فليس بالعمل السياسي في إطار جبهة التحرير الوطنية التي كان عضوا في لجنتها المركزية حتى وصل إلى عضوية المكتب السياسي إثر مؤتمر الحزب عام 1998، وأتت الانعطافة الكبرى في مسيرة بن فليس عندما اقترحه بعض الجنرالات مديراً لحملة بوتفليقة الانتخابية عام 1999. وهكذا عينه الرئيس الفائز مديراً لمكتبه قبل أن يختاره لاحقاً رئيساً للحكومة صيف عام 2000، ومع اقتراب السباق الرئاسي من نقطة الانطلاق رأي هذا القانوني الطموح أنه أصبح خبيراً بما فيه الكفاية ليلعب مع الكبار ويحلم بدخول القصر المرادية وقد استقال في مايو-أيار الماضي وبدأ معركته مع رئيسه القوي المحنك الذي لم يتردد في استعمال جميع الأسلحة المتاحة لردع بن فليس الذي يرى بعض المراقبين أنه ليس أمامه سوى خيارين إما أن يستمر في طريقه الحالي أي المواجهة القانونية مع خصمه أو أن يناور بواقعية أكبر ويستجيب لنداء الحركة التصحيحية ويبقى في صفوف الحزب وبهذا لا يخسر الحزب والسياسة في صفقة واحدة ومن الآن وإلى أبريل القادم يبدو مرجحاً أن تكون الجزائر على موعد مع الكثير من المفاجآت.

جميل عازر: ومن قناة الجزيرة في قطر نواصل وإياكم هذه الجولة في الملف الأسبوعي وفيها أيضا بعض فاصل أفغانستان المجلس القبلي الأعلى تأكيد على التنوع العرقي قبل تبني الشرعية الدستورية.

[فاصل إعلاني]

مأساوية المشاهد العراقية في العام الجديد

جميل عازر: لا تتوقف الكرة الأرضية عن الدوران عند نهاية عام أو بداية عام جديد فعجلات الزمن تواصل الحركة ولكن المناسبتين في الإطار الحياتي تستحقان التوقف للتأمل فيما فات واستخلاص العبرة للاستعداد لما هو قادم، فنحن كأفراد وشعوب وأمم نتذكر الأحداث بقدر تأثيرها على حياتنا وبما تنطوي عليه من تداعيات على مستقبلنا ضمن إطارها الزمني الذي ينحصر والحالة هذه في فترة اثني عشر شهراً تقويمية وعلى هذا الأساس يستند حكمنا على العام المنصرم.


undefinedحسن إبراهيم: عام مضى بكل ما فيه وقد لا يختلف كثيرون أنه كان مُترعاً بالمآسي, لكنه لم يخلو من إنجازات، مأساوية المشاهد العراقية هيمنت على العام المنصرم ويبدو أنها ستستمر إلى العام الجديد وربما إلى ما بعده, بل وتصدع النظام الدولي الذي أعقاب الحرب العالمية الثانية بسببها حسب ما قال كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة، وبقي المشهد الفلسطيني دم يراق وبيوت تهدم بينما يمضي العمل على قدم وساق في السور العظيم الذي يبنيه حائط شارون وتقوم مبادرة سلمية تحوم حول خارطة الطريق التي يرفض تنفيذها حتى الآن، ليبيا تدخل عالم العقلانية ربما فقد تخلت عن برامج تسلحها النووية والكيماوية والبيولوجية وربما تتبعها في هذا كوريا الشمالية التي قررت فتح منشآتها لفريق تفتيش أميركي.

غضب الطبيعة كان مدمراً وأحدث نموذج منه زلزال مدينة بم الإيرانية التي دمرها وقتل حوالي ثلاثين ألفاً من سكانها، لكن البشر يتسببون في كوارث لا تقل هولاً كما في حرائق الغابات في أستراليا والولايات المتحدة وجنوب شرقي آسيا. ورغم بلوغ التلوث الصناعي حد الكارثة ترفض الدول الصناعية وعلى رأسها الولايات المتحدة التصديق على بروتوكول كيوتو للحد من التلوث البيئي. إهدار الموارد على السلاح ما زال يفوق ما يُنفق على التنمية والرعاية الاجتماعية فميزانية الدفاع الأميركية وحدها ازدادت بحوالي أربعين مليار دولار، مرض نقص المناعة المكتسب الإيدز يحصد أرواح ملايين البشر سنوياً بينما تتصارع شركات الأدوية مع حكومات العالم الثالث على أسعار الأدوية لفقراء المرضى، وظهر فيروس آخر مرعب يسبب التهاباً رئوياً مزمناً أو السارس حقق العالم نجاحاً في احتوائه. هناك شخصيات مهمة فارقتنا العام الماضي من صاحب كتاب الاستشراق الناشط والمفكر العالمي دكتور إدوار سعيد وإلى حيدر علييف رئيس جمهورية أذربيجان وسبقهما زعيم المؤتمر الوطني الإفريقي والتر سوسولو بينما دخلت شخصيات إلى المسرح العالمي بقوة مثل القاضية الإيرانية شيرين عبادي التي مُنحت جائزة نوبل للسلام لتكون أول امرأة مسلمة تنال هذه الجائزة، وما زال رئيس فنزويلا العنيد هوجو شافيز يقاتل للحفاظ على رئاسته من المحاولات المحمومة لإقصائه، أما حكيم أفريقيا نيلسون مانديلا فلم تقعده سنون عمره عن مناهضة الحرب والدعوة إلى السلام، وفي ضاحية نيباشا بكينيا يسابق طرفا الحرب الأهلية السودانية الزمن للتوصل إلى حل سلمي لأطول حرب أهلية في التاريخ الحديث، ورغم أن الحروب الأهلية ما زالت سيفاً مسلطاً على القارة السوداء فقد نجح حكماء أفريقيا في إقناع رئيس ليبيريا المزمن تشارلز تايلور بالتنحي عن السلطة، وما زال السلام المضطرب يهيمن على ساحل العاج، أما الهند وباكستان فقد بدأتا في تبادل الرحلات الجوية فيما يبشر بحل لأزمة كشمير رغم غضب الجماعات المتشددة في الجانبين.

تراجع الاهتمام بحقوق الإنسان وتفشى التعذيب في المعتقلات بل أجازته بعض البلاد الديمقراطية كإجراء مؤقت تحت ذريعة محاربة الإرهاب ويبدو أن الإرهاب تحول إلى ظاهرة حتى في بعض الدول التي كانت آمنة منه حتى وقت قريب مثل المملكة العربية السعودية. ثورة الاتصالات ما زالت تقدم الكثير وفي الفضاء انزوت الولايات المتحدة بعد انفجار مكوك الفضاء تشالنجر وفشلت مركبة الفضاء الأوربية بيجل 2 في الوصول إلى سطح المريخ وهو ما أفسح مجال الاحتكار لروسيا، وشهد العام كذلك إطلاق الصين لأول مركبة فضاء مأهولة دارت حول الأرض ويتوقع أن تلحق بها في العام الجديد اليابان والهند وكوريا الشمالية.

أفل نجم عام وها هو عام يهل علينا لا نتمنى إلا أن يكون مفعماً بالرحابة والسلام.

2004 عام البحث عن نظام دولي جديد

جميل عازر: استشرافاً للعام الجديد ينضم إلينا من باريس الكاتب الصحفي والمحلل ماجد نعمة .. سيد ماجد هل في اعتقادك نهاية العام وبداية عام مناسَبة جديرة بكل هذا الاهتمام من البشرية؟

undefined

ماجد نعمة: بطبيعة الحال لأن العام الذي ولى غير مأسوف عليه كان يعبر عن قمة المآسي خاصة بالنسبة لنا نحن في المنطقة العربية بالنسبة لحرب العراق حيث وجدنا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية عودة الاستعمار بشكله الكلاسيكي وحيث نرى في فلسطين رئيس منتخب يحاصر ويعتقل والعالم العربي منفرط العقد، فاقد للتوازن، طبعاً يعني هذه المناسبة لإعادة النظر والتعلق بحبال الهواء أو بفسحة الأمل الباقية لـ .. يستدرك العالم العربي قواه ويستعيد لُحمته وتضامنه ويتخلى عن منطق الخضوع .. أو العبودية الطوعية أو ما يسمى الاستسلام الوقائي وما إلى ذلك لأن قوة العالم العربي لن تكون إلا في مصالحته مع نفسه ومع مجتمعاته ومع قيمه وليس فقط في الخوف من .. سيد العالم المطلق الذي هو الولايات المتحدة.

جميل عازر [مقاطعا]: طيب .. إذا أردنا التطلع إلى المستقبل إلى العام الجديد بناءً على تجربتنا وعلى .. يعني انطباعاتنا وعلى تفاعلاتنا مع الأحداث التي شهدناها في العام الفائت، كيف يمكن أن نتصور المستقبل؟

ماجد نعمة: يعني أنا في تصوري أن محاولة التفرد بمقادير العالم، كما حاولت الولايات المتحدة أن تفعل عام 2003 قد أكد .. أو بين حدوده وعدم مصداقيته، لذلك فبكل .. بالتأكيد فإننا سنشهد عام 2004 عودة التعددية في العلاقات الدولية وعودة البحث عن نظام دولي جديد يشارك فيه الجميع وليس فقط فئة قليلة في الإدارة الأميركية الحالية، أعتقد هذا هو الدرس الأساسي الذي يمكن استخلاصه من عام .. من العام المنصرم وأعتقد أن الولايات المتحدة نفسها بدأت تشعر على الأقل هناك بعض المؤشرات إلى أن الطريق الذي اختارته عام 2003 لا يمكن أن يستمر في عام 2004 وإلا فستكون العقوبة قوية في نوفمبر القادم عندما تتم الانتخابات الأميركية الرئاسية.

جميل عازر: طيب كيف يمكن للبشرية أن تنطلق من العقال السياسي من الإطار السياسي وتَصَور يعني تطورات وظروف وحتى مناسبات تفرضها البشرية على نفسها، على مجتمعاتها للانطلاق وللتقدم وللازدهار؟

ماجد نعمة: يعني أنا في تصوري أنه .. أن على العالم أو على الأمم الديمقراطية والمتقدمة وكل شعوب العالم أن تتداعى إلى مؤتمر جديد مثل مؤتمر سان فرانسيسكو الذي أسس الأمم المتحدة على أشلاء البشرية التي .. والحرب العالمية الثانية التي كلفت ملايين أكثر من خمسين مليون ضحية وأن يتداعوا إلى بناء نظام جديد قائم على التعددية وانطلاقاً من العولمة التي باتت تفرض قوانينها على جميع المستويات سواء من ناحية الحفاظ على البيئة أو على السلام أو منع الحروب والتنمية المستديمة وما إلى ذلك، خارج هذا الإطار لا أرى أي إمكانية إلا لحروب جديدة خاصة وأننا نرى بروز الصين القوي، عودة القومية العدائية نوعاً ما إلى السياسة الروسية، الاتحاد الأوربي بدأ يبني نفسه، بدون تنسيق وبدون إعادة بلورة نظام دولي جديد, فأننا سنسير على ضوء سباق التسلح الذي نشهده حالياً, إلى حروب أخرى ستدمر الإنسانية بكاملها.

جميل عازر: طيب بكلمات قليلة وباختصار شديد هل هناك ما يدعوك إلى التفاؤل؟

ماجد نعمة: أعتقد، أن ما يدعوني إلى التفاؤل هي إيماني بالعقلانية وبأن الواقع هو أقوى من كل الأيديولوجيات وحتى في العام الماضي كانت أيديولوجية هي التي فرضت الحروب وأعتقد أن الواقعية وأن كُلفة عدم الالتزام بالواقعية ستقود القادة الأميركيين وغيرهم إلى إعادة النظر في حساباتهم بشكل ذرائعي وعقلاني وإنساني أكثر فأكثر.

جميل عازر: ماجد نعمة في باريس شكراً جزيلاً لك.

طبيعة النظام السياسي المقبل في أفغانستان

أُصيب المجلس القبلي الأعلى المعروف باسم اللويا جيرغا في أفغانستان بحالة إعياء على ما يبدو نتيجة للضغوط الدولية والأميركية بوجه خاص لحمله على تبني دستور لم تألف قواعده عناصر المسرح السياسي الأفغاني وهناك صراع بين الداعين إلى نظام الرئاسي والمُنادين بنظام البرلماني في بيئة قد لا يعني هذان الاصطلاحان السياسيان فيها الشيء الكثير فالتنافس القبلي والعرقي بين باشتوني وطاجكي وأوزبكي وهزاري سيظل أهم عامل وراء الاستحياء الظاهر في قبول دستور ينطوي على مبادئ تكرس في جوهرها إلغاء الولاء القبلي والعرقي.

undefined

عبد السلام أبو مالك: نظام رئاسي أم برلماني؟ سؤال يثير الكثير من الجدل في بلد اتفق أهله دائماً على محاربة الغزو الأجنبي لكنهم لم يستطيعوا الاتفاق فيما بينهم على نظام حكم معين، طبيعة النظام السياسي المقبل لأفغانستان لم تطرح في استفتاء شعبي بل طرحت للنقاش أمام مندوبين منتخبين يمثلون اثنتين وثلاثين ولاية أفغانية في تقليد قديم يعرف في اللغة الباشتونية باسم اللويا جيرغا أي المجلس الأكبر، ومنذ اليوم الأول لانطلاق أعمال هذا المجلس كان رئيس الحكومة الأفغانية المؤقتة حامد كرزاي واضحاً فيما يريد، نظام رئاسي قوي يتمتع فيه بصلاحيات واسعة أو الاستقالة من منصبه وامتناعه عن خوض الانتخابات القادمة، فالرئيس كرزاي يرى أن النظام الرئاسي هو الأنسب للبلاد في المرحلة الراهنة لأنه صمام الأمان لمنع انزلاق الأوضاع مرة أخرى إلى حالة الفوضى والحروب الداخلية التي مزقت البلاد منذ اندحار الاحتلال الروسي عام 1989، لكن الاتفاق في الرأي منذ ذلك الحين لم يكن بالأمر السهل في بلد كأفغانستان، حيث برزت العصبية العرقية وحلت محل الوحدة الوطنية ولا تزال بقايا هذه العصبية تحدد الكثير من الأمور في بلد غني بتنوعه العرقي واللغوي. ولذلك لم يكن من المستغرب أن تتأجل جلسات اللويا جيرغا ثلاث مرات وأن تمتد لفترة أطول مما كان متوقع لها، فالاختلافات هنا عديدة وتكاد لا تنتهي وكلما نجح القوم في تذليل عقبة برزت أمامهم عقبات أخرى، لكن أبرز هذه العقبات هي طبيعة النظام السياسي المقبل لأفغانستان فالعديد من الأعضاء يخشون أن يتحول النظام الرئاسي كما يريده الرئيس كرزاي إلى نظام استبدادي ديكتاتوري ويريدون بدل ذلك نظاماً برلمانياً قوياً يمنع تمركز السلطات في يد الرئيس ويستطيع مساءلته أو محاسبته.

ولعل تركيبة مجلس اللويا جيرغا كانت في حد ذاتها السبب الرئيس وراء الخلافات والانقسامات التي مزقته, فخمسون من أعضائه عينوا بشكل مباشر من الرئيس كرزاي وهناك شكوك حول نزاهة الانتخابات التي أوصلت باقي الأعضاء إلى المجلس وهناك استياء لدى البعض من وجود زعماء حرب سابقين كـ عبد الرشيد دوستم بل وحتى من وجود قادة جهاد سابقين تورطوا في الاقتتال الداخلي كـ برهان الدين رباني وعبد رب الرسول سياف.

وكان مثيراً للاهتمام في جلسات اللويا جيرغا أن تشن إحدى السيدات الأعضاء في المجلس هجوماً عنيفاً على هؤلاء جميعاً واصفة إياهم بمجرمي الحرب ومطالبة بمحاكمتهم من قبل الشعب وفي محاكم دولية، كما أن العديد من الأعضاء مستاءون مما يرونه تدخلاً حكومياً من ناحية وضغوطاً أجنبية غير مباشرة من ناحية أخرى للدفع بالنقاش نحو اتجاه معين يخدم مصلحة هذين الطرفين. ولهذه الأسباب كلها لم يكن من السهل الاتفاق حول بنود الدستور المائة والستين أو حتى على طريقة التصويت. ويبدو أن التكتل الحزبي والتعصب العرقي لم يدع مجالاً في جلسات اللويا جيرغا للحوار الهادئ وتقبل الرأي الآخر بصدر رحب ولذلك حل الصراخ أحياناً محل الهدوء في بعض المداخلات وتنازع البعض حول من يلقي كلمته أولاً ونزع البعض الآخر صفة الشرعية عن الدستور حتى قبل المصادقة عليه لأنه يشجع في رأيه على العصبية العرقية والقومية واللغوية بدل التركيز على الوحدة الوطنية.
خلافات عديدة وانقسامات شديدة سادت أجواء اللويا جيرغا على مدى عشرين يوماً، أمر قد يبدو للبعض منطقياً في بلد حديث العهد بالديمقراطية، فمسيرة الألف ميل تبدأ دائماً بخطوة أولى عبد السلام أبو مالك الجزيرة لبرنامج الملف الأسبوعي – كابل.

التنافس الروسي الأوروبي على جورجيا

جميل عازر: وفي ركب الديمقراطية تحاول جورجيا السير نحو مستقبل مجهول المعالم في أكثر من اتجاه فحل المشاكل التي تواجه أي إدارة جديدة في تبليسي ليس سهلاً في كل الحالات ولكن الصعوبة تتزايد لأن الحلول تعتمد في معظم الأحوال على علاقاتها الخارجية، وهكذا فقد تصبح جورجيا مسرحاً للتنافس بين مصالح روسية وأخرى أوروبية وثالثة أميركية تستغل المشاكل التي يُراد حلها كأدوات ضغط ووسائل لترسيخ النفوذ، وقد لا يكون ميخائيل ساكاشفيلي المرشح للفوز بالرئاسة أفضل حالاً من سلفه إدوارد شيفرنادزه وهو يصطدم بما تمليه عليه مصالح لا قول للناخب الجورجي فيها.

undefined

أكرم خزام [مراسل الجزيرة في جورجيا]: مفردات الخطاب السياسي في التحضير للانتخابات الرئاسية في جورجيا من قبل ميخائيل ساكاشفيلي السياسي الذي لمع نجمه خلال الأحداث الشهيرة التي أدت إلى إجبار إدوارد شيفرنادزه علي التخلي عن السلطة, مفردات الخطاب السياسي تتلخص بالقضاء على الفساد المعشعش في أجهزة الحكم ورفع مستوى المعيشة للشعب الجورجي واستعادة وحدة أراضي جورجيا عبر الحوار السلمي مع أبخاريا وأوستيا الجنوبية على الصعيد الداخلي وبالمضي بعلاقات أكثر عمقاً مع الولايات المتحدة ورسم معالم محددة في العلاقة مع الجارة روسيا على قاعدة إقناعها بضرورة سحب قواتها من جورجيا على الصعيد الخارجي، هذه المفردات ألهبت الشارع الجورجي وجعلته يقتنع عبر وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة الممولة من قبل واشنطن بأن ساكاشفيلي يعتبر المُخَلِص والمنقذ لجورجيا من أزماتها في ظل غياب واضح للقوى السياسية الأخرى ما دعا البعض إلى القول بأن جورجيا استبدلت بـ ساكاشفيلي الساحر. المعارضون لهذا الخطاب قلة ولا يملكون سوى الحديث عن أن ساكاشفيلي ينفذ أوامر أميركية تهدف إلى ترتيب أوضاع معينة لزيادة التواجد العسكري الأميركي في جورجيا من جهة ولتأمين كافة الظروف لتنفيذ مشروع نقل النفط من أذربيجان إلى جورجيا وصولاً إلى أوروبا عبر تركيا من جهة ثانية.

المتتبعون للشأن الجورجي يؤكدون أن ساكاشفيلي سيصبح رئيساً لجورجيا إلا إذا تم اغتياله بطريقة أو بأخرى، لكن من غير المؤكد أنه سيستطيع تحقيق مفردات خطابه السياسي، فروسيا على سبيل المثال إذا لم تحصل على حصتها من المشاريع النفطية الثرية قادرة على الضغط عليه في أي لحظة عبر تخليها عن مد جورجيا بالكهرباء والغاز أو عبر تحريض الموالين لها في أجاريا وأبخازيا وأوستيا الجنوبية، أما الولايات المتحدة فمن المشكوك فيه أنها ستنفق ميزانية كاملة لإعمار الاقتصاد الجورجي المنهار أصلاً. آفاق الأوضاع السياسية والاقتصادية في جورجيا تتوقف على مدى قدرة ساكاشفيلي في نسج سياسة تستطيع التوفيق بين المصالح الأميركية والروسية على الصعيد الخارجي وتؤَمن مصالحة على قاعدة وضع قانوني متميز مع أبخازيا وأوستيا الجنوبية وأجاريا على الصعيد الداخلي، أكرم خزام الجزيرة برنامج الملف الأسبوعي تبليسي – جورجيا.

جميل عازر: وبهذا نختتم جولتنا في الملف الأسبوعي، نذكر حضراتكم بأن بإمكانكم الوصول إلى مضمون هذه الحلقة بالنص والصوت في موقع الجزيرة نت في الشبكة المعلوماتية الإنترنت (www.aljazeera.net) أو الكتابة إلى عنوان البرنامج الإلكتروني (wfilel@aljazeera.net)، سنعود في مثل هذا الموعد بعد سبعة أيام لنفتح ملفاً جديداً لأهم أحداث الأسبوع القادم من قناة الجزيرة في قطر فتحية لكم من فريق البرنامج وهذا جميل عازر يستودعكم الله فإلى اللقاء .