الملف الأسبوعي

الانتخابات الإيرانية، التقارب الهندي الباكستاني، جهود توحيد قبرص

في إيران.. المحافظون يجتاحون المسرح السياسي والإصلاحيون يتقهقرون والمستقبل بين شك ويقين، الهند وباكستان.. محادثات حول كشمير وغيرها من القضايا المؤرقة، قمة أوروبية ثلاثية وبداية عهد جديد في تاريخ الاتحاد الأوروبي.

مقدم الحلقة:

جميل عازر

ضيف الحلقة:

محمد شريعتي: المستشار السياسي للرئيس الإيراني

تاريخ الحلقة:

21/2 /2004

– الانتخابات الإيرانية وتبعاتها
– آية الله علي خامنئي شخصية الأسبوع
– جهود التقارب بين الهند وباكستان
– انشقاق حول قمة برلين الثلاثية
– مباحثات توحيد الجزيرة القبرصية
– مناورات روسية بين الفشل وإثبات الذات
– جولة أوروبية لقريع وكتساف
– معركة الانتخابات الجزائرية


undefinedجميل عازر: مشاهدينا الكرام أهلا بكم إلى حلقة جديدة من الملف الأسبوعي وفيها إيران المحافظون يجتاحون المسرح السياسي والاصلاحيون يتقهقرون والمستقبل بين شك ويقين. الهند وباكستان محادثات حول كشمير وغيرها من القضايا المؤرقة فهل يمكنهما تناسي الماضي؟ وقمة أوروبية ثلاثية وبداية عهد جديد في تاريخ الاتحاد الأوروبي أم مرحلة قلق مع اقتراب التوسع؟

وأخيرا أدلى الناخبون الإيرانيون بأصواتهم رغم تدني نسبة الإقبال في المدن على انتخابات سبقتها أزمة لم تعرف الجمهورية الإسلامية مثلها منذ الثورة في نهاية السبعينات وعودة المحافظين إلى الأغلبية البرلمانية ستثير من دون شك مخاوف من أن تكون إيران مقبلة على أزمة أكثر خطورة خاصة إذا اتبع المنتصرون أسلوب تصفية الحسابات مع المهزومين أمّا وقد أصبح المسرح مرشحا لتغيير جوهري فإن هذا التحول يزيد من التحديات ويتطلب إعادة حساب الأولويات في مختلف المجالات وعلى مختلف الجبهات.

[تقرير مسجل]

الانتخابات الإيرانية وتبعاتها

حسن إبراهيم: لم يكن متوقعا إلا هذه النتيجة فوز كاسح للتيار المحافظ ونكسة قد تكون قاضية للتيار الإصلاحي الذي حاول على مدى الأعوام السبعة الماضية أن يؤنسن الثورة الإسلامية ويجعلها أقل تجهما، لكن التيار المحافظ الذي يرى نفسه الوريث الشرعي لتركة آية الله الخميني يأبى التخلي عن هذا الدور حتى لو تسبب في إعادة عقارب الساعة إلى حقبة من تاريخ إيران وإن تكن قد تجاوزتها في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي.

ويتجلى البون بين التيارين في عزوف الناخبين عن المناطق الحضارية عن التصويت رغم مناشدات التيار المحافظ ومجلس صيانة الدستور ونداءات رجال الدين ويزداد التنافر وضوحا في حقيقة أن المحافظين نجحوا على ما يبدو في إقناع الناخبين في الأرياف بأن الإصلاحيين أعوان لمن يضمرون السوء للجمهورية الإسلامية فكان إقبالهم على التصويت قويا، لكن أكبر هزة شهدها المسرح السياسي في الجمهورية التي احتفلت في الحادي عشر من فبراير بيوبيلها الفضي تمثلت في تحدي سلطة مرشدها آية الله علي خامنئي واتهام النواب الإصلاحيين له بما يصل إلى حد النفاق لقبوله بقرار مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المحافظين ويرأسه حجة الإسلام علي أكبر هاشمي رفسنجاني حَظْر ترشح مئات من زملائهم الإصلاحيين فقد كان ذلك القرار ضربة قاسمة وإجراء خطيرا غير مسبوق في تاريخ الجمهورية الإسلامية.

وسيشار إليه بأنه غير ديمقراطي لأنه حدَّ كثيرا من قدرة التيار الإصلاحي على المنافسة حيث اقتصر مرشحوه على مائتين وتسع فقط من الدوائر البالغ عددها مائتين وتسعين. وفي ظل هذه الأجواء يمكن توقع أحد أمرين الأول فوز كاسح للمحافظين وصِدام عاجل بين القوى الإصلاحية والمحافظة في أوساط الطلاب والموظفين والمثقفين، والثاني فوز كاسح للمحافظين أيضا وتآكل تدريجي لثقة جماهير الأجيال التي لم تعايش الثورة الخمينية في الجمهورية الإسلامية نفسها.

وهناك مضاعفات أخرى لفوز المحافظين على الصعيدين الإقليمي والدولي بما ينطوي عليه من ملف عراقي وعلاقات متوترة مع الولايات المتحدة وخلافات حول برنامج طهران النووي، ومن غير المتوقع أن يسارع المحافظون إلى تحسين علاقاتهم مع واشنطن التي لا تزال تُصنف إيران راعية للإرهاب وبالإضافة إلى الملف النووي هناك شكوك أميركية في أن إيران تمارس دوراً خفيا في الشأن العراقي علاوة على دعمها الواضح لحزب الله وموقفها المؤيد للفلسطينيين في صراعهم مع إسرائيل. في ظل هذه الظروف تقف إيران بثورتها ودولتها في مفترق الطرق فإما أن يمد المحافظون أيديهم إلى التيار الإصلاحي لإيجاد نقاط التقاء وحماية البلاد من التفكك أو أن يسير التياران في طريق تصادمي لن يكون هذه المرة عبر صناديق الاقتراع.

جميل عازر: وينضم إلينا من طهران السيد محمد شريعتي المستشار السياسي للرئيس محمد خاتمي سيد شريعتي ما هو حكمكم بالمنطق الديمقراطي على هذه الانتخابات.

محمد شريعتي: بسم الله الرحمن الرحيم من الطبيعي أنا كمستشار لفخامة الرئيس أبدي وجهة نظري الشخصية في هذا المجال نحن كنا ننظر إلى الديمقراطية كأساس ثابت في الثورة الإسلامية التي بناها الإمام الخميني ومن هذا المنطلق فإننا نعتبر أن هذه الدورة من الانتخابات حصلت انتكاسة بالنسبة للديمقراطية وحصل تلكؤ بالنسبة إلى الديمقراطية فإن أشد بالنسبة إلى الإصلاحيين وكما عبر فخامة الرئيس خاتمي بالنسبة إلى هذه الدورة فإننا ظُلمنا وظُلم الإصلاحيين ولكن نحن أيضا نعتبر بأننا الدورة المقبلة والعمل للمحافظين بالنسبة إلى الأيام المقبلة هو سيعيِّن أنها ما هي مصير التعامل بين الإصلاحيين والمحافظين.

جميل عازر: طيب في هذه الحالة سيد شريعتي ما الذي يقلقك من تبعات هذه التجربة إن صح التعبير؟

محمد شريعتي: القلق أن إقصاء مرشحين من أبناء الثورة الإسلامية وأيضا إقصاء كثير عدد كثير من المدن المختلفة هذا سابقة وبدعة ما كان ما كانت الثورة سابقة لها وحتى بالنسبة إلى المشاركة كما تعرفون فإن دائما كانت في انتخابات المجلس كانت مشاركة أكثر من 50% وكانت في طهران في الدورة السابقة أكثر من 50% والآن المشاركة نحو 30% وأيضا بالنسبة إلى أيضا الديمقراطية نحن نعتبرها حتى أن إذا كان هناك استياء من عمل الإصلاحيين فإن لابد أن يمكن لهم أن يتكلموا ألا يغلقوا صحفهم وألا يزجوا بهم بالسجون هذا من الواضح على أن الديمقراطية نراها حتى بالنسبة إلى الأكثرية ليست هي استبداد الأكثرية ولكن من هذا المنطلق أن 70% من غير المصوتين في طهران لابد الإصلاحيين يفكرون لهم ويبنون لبرامج مستقبلية لهؤلاء الناس.

جميل عازر: طيب هل تعتقد أن مكانة ولي الفقيه ومرشد الجمهورية قد تضررت من جراء الأزمة خاصة بالنسبة للرسالة التي وجهها الإصلاحيون قبل الانتخابات إلى آية الله علي خامنئي؟

محمد شريعتي: من المفترض أن يكون ولي الفقيه أن يتعامل مع كل فئات المجتمع من موقع الأب ومن السيئ أن يستفيدُ المحافظون من الدعم المزعوم ولا ندّعي 100% هذا الدعم من الدعم المزعوم في هذا المجال ولكن مع هذا نحن نقول على أنه لابد أن نعمل للمجتمع ولتبيين الناس حتى الناس يعطوا البرامج.. أهمية للبرامج الإصلاحية في الدورة المقبلة.

جميل عازر: طيب هل تعتقدون أن هذه هي الأولية خاصة وأنه سيكون لديكم برلمان يسيطر عليه المحافظون؟

محمد شريعتي: انقطع الصوت

جميل عازر: سيد شريعتي..

محمد شريعتي: الصوت لم أسمعه

آية الله علي خامنئي شخصية الأسبوع


undefinedجميل عازر: سيد شريعتي.. تسمع؟ وكان ذلك سيد محمد شريعتي المستشار السياسي للرئيس محمد خاتمي وكنا نحاوره حول نتيجة الانتخابات ولا أحد ينكر الدور الذي لعبه مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي في الحد من المعارضة وتحجيم الإصلاحيين والتمكن بالتالي من إجراء الانتخابات. فخامنئي واحد من أوائل الشخصيات التي برزت في بداية الثورة وبحكم منصبه الحالي يتمتع بصلاحيات أهمها القيادة العامة للقوات المسلحة وإعلان الحرب والسلم والتعبئة العامة عزل رئيس الجمهورية إذا اقتضت المصلحة العامة وتعيين وعزل رئيس الجهاز القضائي ورئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزة وهكذا يبدو واضحا أن آية الله علي خامنئي شخصية الأسبوع في الملف سيظل اللاعب الرئيس في المسرح الإيراني.

[تقرير مسجل]

جيان اليعقوبي: يحتل السيد علي خامنئي مرتبة منخفضة في كادر كبار رجال الدين الشيعة ولكنه استطاع بشخصيته البراغماتية ودهائه السياسي أن يتحول إلى مرشد للثورة وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة في سلم المسؤوليات والإفتاء مما جعل خصومه يتهمونه بأنه حول الجمهورية الإسلامية إلى ديكتاتورية إسلامية. ولد خامنئي في مَشهد قبل 65 عاما وبدأ مبكراً دراسته الدينية أي قبل أن يكمل تعليمه الابتدائي ومن مَشهد انتقل عام 1957 إلى مدينة النَّجف مثله مثل معظم طلبة العلم ولكنه لم يمكث هناك كثيرا وعاد إلى بلاده ليستقر عام 1958 في مدينة قُمْ ويحضر الدروس التي كان يلقيها آية الله بروغاردي وآية الله الخميني وانخرط خامنئي في النشاط السياسي ضد الشاه وشارك مع أقرانه في الثورة الشعبية عام 1963 مما أدى إلى اعتقاله فترة قصيرة ثم عاد إلى التدريس في مشهد حيث كان يعطي دروسا في تفسير كتاب نهج البلاغة وفي عام 1974 اعتقله جهاز مخابرات الشاه المعروف بالسافاك مرة أخرى وعندما أطلق سراحه بعد عام واحد مُنع من إلقاء دروسه الدينية ثم قام خامنئي بالتعاون مع رجال دين آخرين من قُمْ وطهران بتأسيس ما عرف بالجمعية الروحانية التي أصبحت لاحقا نواة الحزب الجمهوري الإسلامي وبعد نجاح الثورة الإسلامية عينه آية الله الخميني عضوا في مجلس الثورة وفي العام نفسه وبالتعاون مع أخوته الأربعة أسس خامنئي الحزب الجمهوري وأصبح إلى جانب مسؤوليته في الحزب مساعدا لوزير الدفاع وقائدا لقوات الحرس الثوري ثم ما لبس أن عينه الخميني عام 1980 خطيبا للجمعة في جامع طهران المركزي كما انتُخب نائبا لرئيس المجلس التشريعي في العام ذاته وفي صيف 1981 أدى إلقائه كلمة قوية في المجلس إلى طرد الرئيس الحسن بني صدر تعرض بعدها خامنئي إلى محاولة اغتيال على يد أعضاء من مجاهدي خلق أثناء إلقائه خطبة الجمعة في جامع طهران وأصيب خامنئي بجراح بليغة في صدره ويده وبعد اغتيال الرئيس محمد علي رجائي عام 1981 انتُخب خامنئي رئيسا للجمهورية الإسلامية بنسبة 95% من الأصوات واستمر في منصبه هذا أربع سنوات وفي عام 1989 حظي خامنئي بلقب آية الله من الحوزة العلمية في قُمْ وبوفاة الخميني انتخبه مجلس الخبراء بغالبية الأصوات وليا للفقيه وهنا ظهرت مهاراته السياسية في المناورة وقدرته على امتصاص خصومه واستنزافهم حتى الرمق الأخير الذي توجد من المؤشرات على أنهم قد يلفظونه لا في السجون بل في صناديق الاقتراع.

جهود التقارب بين الهند وباكستان


الإرهاب في نظر الهند تسللٌ من باكستان عبر الحدود والإرهاب في نظر الولايات المتحدة هو العمليات المسلحة ضد قواتها في منطقة الحدود بين باكستان وأفغانستان ”

جميل عازر: تتخذ الهند وباكستان هذه الأيام خطوات حثيثة لمحاولة التوصل إلى تفاهم إن لم يكن اتفاقا حول كيفية حل قضايا تسبب التوتر المتواصل في العلاقات بينهما منذ نصف قرن وبالطبع يتصدر هذه القضايا النزاع على إقليم جامو وكشمير ومكافحة الإرهاب الذي أصبح نقطة اللقاء رغم أنها تضع العبء الأكبر على كاهل باكستان فالإرهاب في نظر الهند تسللٌ من باكستان عبر الحدود والإرهاب في نظر الولايات المتحدة هو العمليات المسلحة ضد قواتها في منطقة الحدود بين باكستان وأفغانستان ومن هنا فإن محاولات التفاهم بين دلهي وإسلام أباد تثير تساؤلات حول الثمن الذي ستدفعه باكستان.

[تقرير مسجل]

أحمد زيدان: بعد ساعات من الإعلان عن خريطة طريق جديدة بين الهند وباكستان لتسوية كافة النزاعات بينهما ألقى الرئيس الباكستاني حجرا في المياه الراكدة لبلاده بتفجيره قنبلة عدم استبعاده حصول ضربة أميركية لمناطق قبائله إن تواصل استخدامها منطلقا لنشاطات القاعدة وطالبان ضد القوات الأميركية في أفغانستان كما لم يستبعد مشرف أن يؤدي ذلك إلى تعريض منشآته النووية إلى الخطر.

الظاهر أن ثمة تعارضا بين الأمرين ولكن المحللين الباكستانيين يرون أن ثمة علاقة جدلية بينهما فبقدر ما أشاعت خطة خريطة الطريق من آمال دولية ودعم أوروبي وغير أوروبي لها في أن تساهم في تسوية الأمور بين البلدين النووين بقدر ما أثارت مخاوف وقلقا محليا في أن تفجر الساحة الداخلية بسبب الشقة المتنامية بين الحكومة والمعارضة إضافة إلى تغييب الشارع الباكستاني ومعه الجماعات الكشميرية وعلاوة على ذلك كله الجبهات العديدة التي فتحها على نفسه الرئيس الباكستاني. الحكومة الباكستانية تنظر إليها شريحة شعبية واسعة على أنها تخلت عن كل أوراقها للقيادة الهندية بدءاً من وصم الجماعات الكشميرية بالإرهاب ومرورا بوقف إطلاق النار من جانب واحد وانتهاء باستعدادها التخلي عن قرارات أممية تُعنى بالقضية الكشميرية كل ذلك مقدمات لا تتناسب مع حجم التوجه إلى تسوية تاريخية مع عدو دخلت معه في ثلاثة حروب دامية.

لعل مشكلة الحكومة الباكستانية بنظر المحللين أنها حكومة عسكرية غير منتخبة وبالتالي غير مسؤولة أمام الشعب وبهذا لن تقدر على مقاومة أي ضغوط دولية وهو ما يعني أن قراراتها ستكون بعيدة عن اهتمامات الشعب ودعمه إلا أن محللين آخرين يرون بأن الضغوط الدولية ليست مقتصرة على الطرف الباكستاني فحسب وإنما تشمل الطرف الهندي أيضا في ظل وجود حزب هندوسي متطرف على رأس السلطة هناك. السؤال المطروح الآن هل ستنجح خطة الطريق الهندية الباكستانية في تحقيق أهدافها أم أن الصعوبات التي قد تعترض الحكومة الهندية أو الباكستانية قد تفشلها خصوصا في ظل تعهد الجماعات المسلحة الكشميرية بمواصلة المقاومة أحمد زيدان لبرنامج الملف الأسبوعي الجزيرة – إسلام باد.

جميل عازر: ومن قناة الجزيرة في قطر نواصل وإياكم هذه الجولة في الملف الأسبوعي وفيها أيضا بعد فاصل قبرص التقسيم لم يحل مشكلة والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حافز قوي نحو إعادة توحيد الجزيرة المتوسطية.

[فاصل إعلاني]

انشقاق حول قمة برلين الثلاثية

undefinedجميل عازر: مع اقتراب موعد انضمام عشرٍ أخرى إلى الاتحاد الأوروبي هب زعماء بريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى قمة في برلين أثارت من الانتقادات والمآخذ أكثر مما ولدته من توقعات ويبدو أن الاتحاد الأوروبي بكل ما يتضمنه الاسم من مدلولات مرشح لظهور تكتلات فإذا كان الثلاثة الكبار من الأعضاء الخمسة عشر الحاليين يريدون فرض أجندة يستبقون فيها التوسع المرتقب فإنهم سيجدون من المعارضة ما قد يحبط مخططاتهم فالتنافس على النفوذ في الشأن الأوروبي قد عرقل ولا يزال حتى الآن إقرار الدستور المقترح وهاهي نفس الدول التي تسببت في العرقلة تحتج أيضا على القمة الثلاثية.

[تقرير مسجل]

مكي هلال: قمة أخرى وإن مصغرةً هذه المرة محطة أخرى على طريق قاطرة الاتحاد الأوروبي رغم ما اعتراه إبان الحرب على العراق من تباين في المواقف وتردد وما تلاه من أزمة الدستور الأوروبي في القمة الأخيرة وما رَشَح عن اختلافات حول حصص التصويت ومقياس ثقل كل دولة هل يكون بعدد السكان أم بالقوة الاقتصادية؟

إلا أن الأهم من كل ذلك حتما هو عدم توقف مشاريع التوسيع والتوسع فالاتحاد يستعد ليستقبل عشرة وافدين جدد ليتمدد أكثر في أوروبا الشرقية وربما آسيا إن قدر لتركيا أن تلتحق بالركب في نهاية المنعطف.

قمة برلين المصغرة التي جمعت زعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا رافقها امتعاض معلن هذه المرة من أهل البيت الأوروبي أنفسهم كإيطاليا وإسبانيا وبولندا والبرتغال التي عبرت صراحة عن مخاوف دفينة من أن تكون الدول الثلاث راغبة في إملاء قراراتها وإرادتها على غيرها من دول الاتحاد وهو ما يثير شكوكا حول تماسك هذا التكتل، فبيرلسكوني اعتبر الأمر أقرب إلى الفوضى داخل البيت الأوروبي بينما رأت البرتغال أن الثلاثة الكبار كما باتوا يعرَفون أو يُعرِّفون أنفسهم ليس من حقهم اتخاذ قرارات بل تقديم اقتراحات بينما رفضت بولندا تكوين قوقع يصوغ إطار التحرك الأوروبي.

ويبدو أن تطمينات جاك سترو وزير الخارجية البريطاني لم تقنع الناقدين والمشككين وإن يكن الجانب الاقتصادي قد طغى على القمة الثلاثية فإن اقتراحا حتى من قبيل استحداث منصب نائب لرئيس المفوضية الأوروبية سيجد من الانتقادات وربما الرفض بحيث سيؤدي إلى إحباطه وإن تكن مهمته دفع إصلاحات هيكلية لتنمية أسواق العمل ورفع قدرة الاقتصاد الأوروبي التنافسية بحلول عام 2010 وهو هدف اتفق عليه منذ قمة لشبونة 2000 وفي هذا السياق أيضا كان التضارب بين اليورو والدولار ماثلا في أذهان الثلاثة الكبار بما ينطوي عليه سعر الصرف من تداعيات على الأداء التجاري وما بين النظرة المتفائلة بأن الصرْح الاتحادي أضحى قامة اقتصادية مهابة وانتظار القوة العسكرية الموحدة التي ستكسبه ذراعا تزيد من هيبته يتضح بناء على ردود الفعل أن مثل هذه القمم المصغرة قد تكون بذور تكتلات بل وأزمات ربما تنال من فلسفة قيام الاتحاد خصوصا وأن قضايا مهمة ومفصلية كالدستور والسياسات الخارجية والسياسة الزراعية الموحدة لم يتم البت فيها رغم انعقاد قمم مصغرة وموسعة على حد سواء.

مباحثات توحيد الجزيرة القبرصية


undefinedجميل عازر: وفي الإطار الأوروبي أيضا بدأ الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس وزعيم الأتراك القبارصة رؤوف دنكطاش سلسلة اجتماعات يومية هدفها التوصل إلى اتفاق على إعادة توحيد الجزيرة المقسمة والحافز هذه المرة بالطبع هو اقتراب موعد انضمام الشطر اليوناني الجنوبي إلى الاتحاد الأوروبي وهو حدث يهم تركيا التي تطمح هي الأخرى إلى الانضمام للمنتدى الأوروبي ومع وجود خطة عمل من الأمم المتحدة ليهتدي بها الجانبان القبرصيان فإن الاهتمام الدولي بقبرص أصبح يشكل مصدر الضغط الرئيسي لدفع بابادوبولوس ودنكطاش نحو التوصل إلى اتفاق.

[تقرير مسجل]

أسامة راضي: لعلها أفضل فرصة لإعادة توحيد جزيرة قبرص منذ انقسامها قبل ثلاثين عاما تلك الجولة من المحادثات التي بدأت من نيويورك برعاية الأمين العام للأمم المتحدة فمحادثات نيويورك أسفرت عن توافق القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين على خطة عامة وضعها كوفي أنان وتقضي بإنشاء دولة كونفدرالية ذات منطقتي حكم ذاتي على غرار النموذج السويسري.

وتفرض تلك الخطة جدولا زمنيا يقضي بضرورة توصل الجانبين إلى اتفاق بحلول الثاني والعشرين من مارس المقبل وإلا سُمح لكل من تركيا واليونان بالتدخل في مسار المفاوضات لمدى زمني يمتد حتى التاسع والعشرين من الشهر نفسه وفي حال الفشل فقد وافق مسؤولو شطري قبرص على تفويض كوفي أنان بفرض تعديلاته على الاتفاق ثم طرحه في استفتاء عام على الشعب القبرصي بأتراكه ويونانه في الحادي والعشرين من أبريل.

لكن المشكلة الآن تكمن في التفاصيل التي يتفاوض بشأنها الجانبان تحت ضغط دولي نجح الأتراك في تحويل دفته نحو اليونانيين إذ يفضل المجتمع الدولي دخول الجزيرة موحدة إلى النادي الأوروبي مما يمهد الطريق لاحقا لانضمام تركيا التي حملت الجانب القبرصي التركي على تليين موقفه أما اليونانيين القبارصة فيشعرون بأنه سيلحق بهم غُبن بهذه التسوية إذ يصفها بعضهم بأنها ليست توحيدا للجزيرة ولكنها تكريس لتقسيمها فالخطة تعترف بحدود جغرافية لكيان قبرصي تركي على مساحة تقارب 30% من مساحتها بدلا من الـ 40% حاليا وهو ما يعني عملية مقايضات للأراضي تتبعها عملية إعادة توطين وهي مسألة من أعقد قضايا التسوية بما قد يتبعها من طلبات تعويض النازحين الذين سُلبت أملاكهم بسبب التقسيم كما يبدي القبارصة اليونانيون امتعاضا من منح الكيانين حقوقا متساوية رغم أن الأتراك لا يمثلون أكثر من 20% من عدد سكان الجزيرة.

وبالإضافة إلى مسائل شائكة أخرى كالأمن والحجم الذي سيُقلص إليه الوجود العسكري التركي واليوناني في الجزيرة يتساءل اليونانيون عن الكلفة المالية التي تبلغ نحو أربعة عشر مليار دولار لتأهيل الشطر الشمالي التركي لمعايير الانضمام للاتحاد الأوروبي، الاتحاد الأوروبي الذي يضغط إلى جانب الأمم المتحدة وواشنطن وعد بتقديم مساعدات مالية لتأهيل الشطر الشمالي كما أن ممثليه يشرفون على المفاوضات لضمان أن تتفق قوانين الدولة الناشئة مع قوانين الاتحاد، وأيا كانت نتيجة المفاوضات الجارية فإن الفيصل في انضمام قبرص موحدة إلى الاتحاد الأوروبي سيكون استفتاء ناخبي الشطرين الذين سيحددون ما إذا كانت ستنضم ككيان واحد أم بشطرها الجنوبي اليوناني فقط.

مناورات روسية بين الفشل وإثبات الذات


ليس بمقدور صاحب الكرملين إلا أن يحسب لكل خطوة حسابها أملا في خطب ود واشنطن علها تعينها على التخفيف من ضوائقها الاقتصادية

جميل عازر: تثير المناورات الضخمة التي بدأتها البحرية الروسية قبالة السواحل الشمالية الغربية الروسية القريبة من فنلندا وهي عضو في الاتحاد الأوروبي تساؤلات عن الهدف من وراءها وظهور الرئيس فلاديمير بوتين على متن أكبر غواصة روسية نووية قد يعطي بعض المؤشرات إذ إنه مقبل على انتخابات رئاسية لأن فشل إحدى الغواصات في إطلاق صاروخين باليستيين وتفجير ثالث انحرف عن مساره دليل على حجم المشاكل التي تعاني منها القوات الروسية بسبب النقص في تمويل مشاريع التطوير أما إذا كان بوتين يريد توجيه رسالة إلى الخارج بأن روسيا قادرة على التصدي لمن تسول له نفسه المساس بالسيادة الروسية فإن على الرئيس بوتين أن يراجع حساباته.

[تقرير مسجل]

حسن إبراهيم: ما باله بحر بارنتس يجلب المآسي وربما الخزي للبحرية الروسية بل ربما لروسيا بهيبتها العسكرية كلها كانت فاتحة أكبر مناورات تجريها القوات البحرية الروسية منذ حوالي عشرين عاما بحضور الرئيس فلاديمير بوتين في قاعدة سيفيرومورسك على ساحل روسيا القطبي ما لم يكن هو وقادته العسكريون يتوقعونه فقد فشلت كاريليا وهي إحدى احدث الغواصات النووية الروسية في إطلاق صاروخين من طراز (RSM 54) حامل للرؤوس النووية بينما انحرف ثالث عن مساره لينفجر تلقائيا حسبما هو مبرمج له لتلافي وقوع كارثة أم تُراها حدثت ونحن لا ندري فلبحر بارنتس سوابق في هذا المجال إذ ابتلع كورسك الغواصة النووية الروسية قبل عامين بكل ملاحيها وتحولت الكارثة إلى فضيحة عسكرية وسياسية.

ولكن لإجراء المناورات الأخيرة جانبه السياسي فقد بدأت في فترة التحضير لانتخابات الرئاسة الروسية ووسط فشل روسي في تحقيق استتباب أمني في الشيشان بينما تتزايد هجمات المقاتلين والانتحاريين الشيشان على أهداف في قلب روسيا فصورة الرجل القوي الذي ربما أراد بوتين إظهارها بحضوره المناورات أصيبت بدلا من ذلك بما يشوّهها في نظر الناخبين الروس وفي مثل هذه الأجواء تكتسب مصائب من قبيل انهيار السقف مسبح عام ومقتل العديدين من مرتاديه بُعداً سياسيا لما تكشفه من إهمال المسؤولين الحكوميين لمقاييس البناء الأمر الذي يشير أيضا إلى تفشي الفساد في روسيا وسيطرة المافيا على الاقتصاد.

ورغم أن بوتين قد ضمن الفوز بفارق ضخم في الانتخابات التي ستجرى قريبا فليس بوسعه أن يتجاهل هذه المشاكل الداخلية لأنها تؤثر على مكانة روسيا ودورها في المسرح الدولي، فدول أوروبا الشرقية والبلطيق وحتى دول آسيا الصغرى التي تقع مباشرة في حزامه الاستراتيجي قد اختارت حلف الناتو ملاذا وربما بطاقة عبور إلى توازن اقتصادي واستراتيجي مع روسيا وعلاقات روسيا بالأسرة الدولية محكومة بمعادلة تبدو معظم مفاتيحها في يد واشنطن حيث خزائن المصارف الدولية وهيئات الائتمان والتجارة لا شك تهيمن عليها الولايات المتحدة وليس في مقدور صاحب الكرملين أن يقترض أموالا تكفي لسد الثغرات الاقتصادية المتعاظمة المسؤولة أيضا عن ذلك الإحباط العسكري وبالتالي فهو يحسب لكل خطوة حسابها قبل أن يجرؤ على إغضاب واشنطن وقد قبل أن يُسقط معظم ديون روسيا على العراق بعد زيارة جيمس بيكر وزير الخارجية السابق مبعوث الرئيس جورج بوش وقد يكون ربح إطلاق يده في الشيشان لفترة ما لكن لا يبدو أن التداعي الاقتصادي والعسكري سيختفي لمجرد إجراء مناورات بحرية ولو كانت ضخمة.

جولة أوروبية لقريع وكتساف

جميل عازر: تصادفت جولة رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع في الربوع الأوروبية ولو جزئيا مع زيارة الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف إلى فرنسا وليس غريبا أن يحمل الاثنان رسائل مختلفة بل متناقضة إلى المسؤولين الأوروبيين، فبينما سعى الزائر الفلسطيني إلى الحصول على دعم مادي ومعنوي ملموس لقضية وقف بناء الجدار الفاصل ولتنفيذ خارطة الطريق كان الإسرائيلي يحاول تبرير بناء الجدار ويبكي أو يتباكى لما يراه ارتفاعا ملحوظا في مشاعر معاداة السامية على الصعيدين الفرنسي والأوروبي، وإذا كان هناك من قاسم مشترك بين جولتي قريع وكتساف فهو أن كليهما لم يحمل معه في طريق عودته سوى جملة وعود.

سمير خضر: العرب كل العرب وعلى رأسهم الفلسطينيون كانوا يعرفون أن إسرائيل بقيادة شارون لن تجلب لهم سوى الهموم والمتاعب، واعتقد الكثيرون أن إعادة احتلال المدن الفلسطينية من قبل الجيش الإسرائيلي كان الهدف الذي يسعى وراءه شارون لكنهم أفاقوا منذ فترة قصيرة على كارثة أخرى لم تخطر على بال أكثرهم تشاؤما لقد نجح شارون في اختزال القضية الفلسطينية في كومة من الإسمنت والحجارة والأسلاك الشائكة كومة يسميها البعض بالجدار العازل والبعض الآخر بالسياج الأمني في حين لا يتردد آخرون في وصفها بجدار الفصل العنصري.

وانصب التركيز على هذا الجدار هل هو شرعي أم لا؟ هل يهدف إلى تقويض قيام دولة فلسطينية مستقلة أم لا؟ وهل يمكن الاكتفاء بتعديل مساره؟ أسئلة واستنتاجات كثيرة حملها الفلسطينيون والإسرائيليون إلى شتى بقاع الأرض وعلى وجه الخصوص إلى أوروبا ولكن تحت مسميات متباينة رئيس الوزراء الفلسطيني تنقل بين عدة عواصم أوروبية ناشدا الدعم والمؤازرة الدعم المادي لإنقاذ السلطة الفلسطينية من الإفلاس والدعم المعنوي للضغط على إسرائيل لتنفيذ خارطة الطريق وتجنب الحلول الانفرادية على شاكلة الجدار العازل.

أحمد قريع تلقى الكثير من الوعود ولكن بحذر شديد فالأوروبيون يعرفون أن لا نفوذ لهم في تل أبيب كما أنهم قرروا الامتناع عن المشاركة في الجدل الدائر حول الجدار مكتفين بالمطالبة بتعديل مساره، حتى ألمانيا التي كان قريع يتوقع أن يجد فيها تفهما لمطالبه استقبلته بحذر شديد رغم أن الألمان يعرفون أكثر من غيرهم مغزى وجود جدار فصل شبيه بجدار برلين الذي عانوا منه عقودا طويلة واكتفى المسؤولون الألمان بإغداق الوعود بتقديم دعم مالي أكبر لفلسطين، أما الإسرائيليون قد اختاروا اللعب على وتر آخر تنامي ما يسمى باللا سامية في أوروبا وخاصة في فرنسا الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف حل ضيفا على نظيره الفرنسي جاك شيراك مؤذنا بزوال ما يعتبره الفرنسيون سحابة صيف ألقت بظلالها على العلاقات بين البلدين، فباريس تأخذ على تل أبيب تجاهلها المتعمد لأوروبا وارتمائها الكامل في أحضان واشنطن وإسرائيل تتهم السلطات الفرنسية بالوقوف وراء تنامي مشاعر العداء للدولة العبرية في فرنسا وأوروبا الأمر الذي يترجم على الأرض بازدياد حالات تعرض المصالح اليهودية في فرنسا إلى اعتداءات وهنا أيضا كان الجدار العازل نقطة اختلاف بين الطرفين فباريس لا تزال تعتبره غير شرعي وتل أبيب تصر على أنه ضرورة أمنية ومهما يكن فقد اتفق الطرفان على أن الخلاف لا يفسد للود قضية على الأقل في الوقت الراهن بانتظار الزيارة المرتقبة لأرييل شارون إلى باريس في أبريل/نيسان المقبل.

معركة الانتخابات الجزائرية

جميل عازر: بعد انتظار طال أمده أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أنه سيخوض انتخابات الرئاسة في أبريل القادم وكذلك الأمر بالنسبة للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطنية علي بن فليس وبهذا بدأت المعركة الانتخابية تتصاعد وتيرةً والتكهنات حول النتائج تتزايد تبايناً، فمِن قائل بأن بوتفليقة سيكون الفائز إلى آخر يقول إن الصدع في جبهة التحرير سيُفسح المجال أمام فوز مرشح حزب الإصلاح عبد الله جاو الله الإسلامي التوجهات، ورغم القول بأن الجيش سيبقى على الحياد توجد أكثر من علامة استفهام حول دقة ذلك وبشأن التبعات.

[تقرير مسجل]

طارق تملالي: بقدر ما كان قويا كان تصريح الجيش الجزائري مفاجئا فقد أعلنت قيادة أركان الجيش في حزيران/يونيو من العام الماضي أن الجيش سيذهب إلى حد الموافقة على رئيس إسلامي إن انتُخب بنزاهة الانتخابات الرئاسية في أبريل المقبل هي خامس انتخابات تعددية في الجزائر منذ عام 1995.

الجزائر فيها رؤساء سابقون سواء أأقيلوا أم استقالوا كما أن الصحف تنتقد النظام بحدة إلى درجة التحامل أحيانا. وانخفض مستوى الإرهاب والعنف إلى درجة كبيرة في عهد بوتفليقة بفضل قانون الوئام المدني مع الإشارة إلى تدهور مستوى معيشة قطاع كبير من الجزائريين. الرئيس بوتفليقة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع ومع ذلك يقال إن الجيش ليس له مرشح مفضل وإن كان بعض منافسيه يرون غير ذلك.

لا ينتمي بوتفليقة إلى حزب سياسي ولذلك يقول خصومه سعى إلى إقصاء وإضعاف بن فليس لأنه رفض منحه تأييد حزبه حزب جبهة التحرير الوطني علما أن بن فليس كان مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة عام 1999.

وتوجد عوامل قد تعمل لصالح بوتفليقة كوجود أكثر من مرشح للإسلاميين وانقسام بعض الأحزاب وتشتت مجموعة 10+1 لمناهضة التزوير مع دعم منظمات شعبية لبوتفليقة وميلاد ميثاق التحالف الرئاسي.

التحالف الرئاسي يتكون من الجناح التصحيحي في جبهة التحرير الوطني ومن التجمع الوطني الديمقراطي إضافة إلى حركة مجتمع السلم بقيادة أبو جر سلطاني بعد وفاة محفوظ نحناح، الحلف غير قابل للتوسيع فهو ينسق للانتخابات الرئاسية المقبلة والانتخابات التشريعية المقررة عام 2007.

فقد انضمت حركة مجتمع السلم إلى الموالين لبوتفليقة واعتبر ذلك جاريا على عادتها في الرهان على الحصان الرابح، وتحمل انتخابات الرئاسية المقبلة بعض الجديد من الناحية القانونية مثل منع التصويت داخل الثكنات حيث تصعب المراقبة، وتخفيض أعداد المكاتب المتنقلة المخصصة للرُّحَل مع دعوة ملاحظين دوليين لمراقبة الاقتراع لكن هذا لا يشبع تماما رغبة قطاع من المعارضة المتخوف من التزوير والمشير بأصابع الاتهام إلى حكومة أحمد أويحيى التي تُحضر للانتخابات وتدعم بوتفليقة في الوقت نفسه.

الوعود الانتخابية ستنهمر على الشارع الجزائري ويبدو أنها ستركز على مسائل اقتصادية وخدماتية مع ترشيح ملف المفقودين لأن يكون أحد أبرز عناوين الحملة الانتخابية لكن الموقف السياسي في ولايتي تيزي وزو وبجاية يبقى أحد المجاهيل ولا سيما مع مقاطعة جبهة القوى الاشتراكية الانتخابات وتوقع نسبة مشاركة شعبية غير كبيرة والتي تعود جزئيا إلى ملل كثير من الجزائريين من السياسيين الذين يتذكرونهم في أوقات الانتخابات فقط.

جميل عازر: بهذا نختتم جولتنا في الملف الأسبوعي نذكر حضراتكم كالمعتاد بأن بإمكانكم الوصول إلى مضمون هذه الحلقة بالنص والصورة والصوت في موقع الجزيرة نت www.aljazeera.net في الشبكة المعلوماتية الإنترنت أو الكتابة إلى عنوان البرنامج الإلكتروني wkfile@aljazeera.net سنعود في مثل هذا الموعد بعد سبعة أيام لنفتح ملفا جديدا لأهم أحداث الأسبوع القادم من قناة الجزيرة في قطر فتحية لكم من فريق البرنامج وهذا جميل عازر يستودعكم الله فإلى اللقاء.