إسرائيل وحزب الله، الملف النووي الليبي، الأنفلونزا الآسيوية
مقدم الحلقة: | جميل عازر |
ضيوف الحلقة: | طلال عتريسي: الخبير في الشؤون الإيرانية |
تاريخ الحلقة: | 31/01/2004 |
– تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله
– شخصية الأسبوع: الأمين العام لحزب الله
– اجتياحات إسرائيلية ووساطة مصرية-أميركية
– الملف النووي الليبي وتحولات سياسية
– أزمة الإصلاحيين في إيران
– معركة الإعلام أمام نفوذ السلطة البريطاني
– أمراض الأنفلونزا الآسيوية
جميل عازر: مشاهدينا الكرام أهلا بكم إلى حلقة جديدة من الملف الأسبوعي وفيها.. أسرى كثيرون في أحضان ذويهم ومدلولات الإفراج تتجاوز حدود الفرحة الآنية، المسرح الفلسطيني بين الاجتياحات والإفراج، اعتقالات ووساطات مصرية وأميركية، فهل في الأفق بارقة أمل؟ وإيران.. المواجهة بين الإصلاحيين والمحافظين الخروج من المأزق صعب، فهل تتأجل الانتخابات؟
تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله
لم تكن المرة الأولى التي تتبادل فيها إسرائيل الأسرى مع طرف عربي، فقد حدثت مرات من هذا القبيل كان أبرزها الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين مؤسسِ حركة حماس قبل بضعة أعوام بوساطة الملك الأردني الراحل حسين، أما هذه المرة فربما تكون الأهم من حيث مضاعفاتها ومدلولاتها السياسية، فإسرائيل التي ظلت تتبجح بأنها لا تتساوم ولا تتفاوض مع الإرهابيين تنازلت مرغمة عن هذا الإدعاء بفعل الأمر الواقع الذي فرضها عليه من تصفهم بإرهابيين، فهي ومن دون قصد بكل تأكيد أضفت على حزب الله طابع المقاومة المشروعة والحركة السياسية التي ستضطر إلى التفاوض معها على الأقل إكمال صفقة التبادل ولكل هذا اعتباراته لدى الناخب الإسرائيلي.
[تقرير مسجل]
طارق تملالي: إنه إذلال آخر لإسرائيل.. هذا هو رأي كتاب وسياسيين إسرائيليين في تبادل الأسرى مع حزب الله، فقد أفرجت إسرائيل عن أكثر من أربعمائة أسير أغلبهم غير لبنانيين وسلمت رفات عشرات الشهداء في اتفاق مع طرف لبناني متهم بالإرهاب مع أنها ترفض الحوار مع ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية بذريعة كونه إرهابيا في نظرها ورفضت الإفراج عن أسرى فلسطينيين لتعزيز مصداقية محمود عباس رئيس الحكومة الفلسطينية السابق وهي اختطفت الشيخين عبد الكريم عبيد ومصطفى الديراني من لبنان للحصول على معلومات عن طيارها المفقود رون آراد فتحرر الشيخان وبقي آراد مجهول المصير ولذلك ضخمت حكومة شارون استرجاع رفات جنودها الثلاثة باعتباره وفاء للتقاليد اليهودية وأعطت الأولية لاسترداد العقيد إلحنان تننباوم على حساب رفات رون آراد معولة على شهادة العقيد الإسرائيلي لمعرفة ملابسات أسره، كما أن إسرائيل هي التي حددت بعض معايير التبادل، فلم تطلق سراح من يحملون الجنسية الإسرائيلية ومن نفذوا عمليات فدائية منهم سمير القنطار المحكوم عليه بخمسمائة واثنين وأربعين عاما سجنا وكذلك أفرجت عن معتقلين إداريين لكن هذه كلها مناورات تتصاغر أمام فرحة مئات العائلات العربية بعودة أبنائها في أجواء العيد، ولم تسلم إسرائيل الأسرى الفلسطينيين المحررين للسلطة الوطنية نفسها إلا أن مرورهم بمقر الرئاسة الفلسطينية يعتبر التفافا على المناورة الإسرائيلية، إنها الخشية من أن تشجع الصفقة على أسر المزيد من الإسرائيليين وهذا ما هدد بفعله حزب الله، إطلاق سراح بقية الأسرى ومنهم سمير القنطار وإلا فأسر إسرائيليين أحياء مرة أخرى وكان نصر الله ربط إتمام الصفقة بالإفراج عن سمير القنطار، الصفقة تمت من دونه ولكن نبرة خطاب حزب الله بقيت تنم عن ثقة في تحريره آجلا أم عاجلا، الدور الإيراني في هذه الصفقة حاضر فمن بنودها كشف مصير أربعة دبلوماسيين إيرانيين اختفوا في لبنان عام 1982، وكانت إسرائيل رضخت لشروط أطراف عربية أخرى فبين عامي 1973 و1985 أُبرِمت أربع عشرة صفقة لتبادل الأسرى بين سوريا وإسرائيل وبين إسرائيل وحركات مقاومة فلسطينية في لبنان وبفضلها تحرر سبعة آلاف عربي من جنسيات مختلفة مقابل الإفراج عن نحو ثمانية وسبعين إسرائيليا ذلك حتى قبل إنشاء حزب الله، ويبقى للبنان وحزب الله ذرائع أخرى للمساومة، مزارع شبعا المحتلة وبقية الأسرى اللبنانيين وملف التعويضات عن الاحتلال الإسرائيلي مع رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين حفاظا على التوازن الطائفي ومصير الطيار رون آراد والنفوذ الإيراني والسوري في لبنان، استعمال هذه الأوراق مرتبط بحسابات داخلية وأخرى إقليمية إلا أن الصفقة فشل آخر لإسرائيل في تعاملها مع حزب الله وهي تحاول تطبيق شعار، ما لا يتحقق بالقوة يتحقق بمزيد من القوة مضاف إلى فشل مماثل مع المقاومة الفلسطينية.
شخصية الأسبوع: الأمين العام لحزب الله
جميل عازر: وما من شك في أن الأمين العام لحزب الله وفريق متفاوضيه مع الوسيط الألماني قد وضعوا تلك الاعتبارات في نظر المواطن الإسرائيلي ضمن حساباتهم وما من شك أيضا في أن الشيخ حسن نصر الله قد أظهر براعة بل وربما دهاء سياسيا في تسيير عملية التفاوض مع الإسرائيليين علانية تارة وسرا تارة أخرى فأكسبته مهابة وأوجدت له مكانة في المسرح السياسي اللبناني والإقليمي، فالشيخ فقد ابنه البكر في ساحة الجهاد ضد المحتل وهو أدرى بما يعنيه غياب الأحبة ومن هذا المنطق الإنساني يمكنه النظر إلى ما علقه حسن نصر الله شخصية الأسبوع في الملف من أهمية على الإفراج عن رفاق الدرب في المعركة ضد الاحتلال.
[تقرير مسجل]
جيان اليعقوبي: قبل أن يستقبل الشيخ حسن نصر الله الأسرى من حزب الله مؤخرا كان قد سبقهم قبل ذلك إلى استقبال جثمان ابنه البكر هادي الذي فقد حياته في إحدى عمليات المقاومة ضد الجيش الإسرائيلي وذلك عند تبادل الأسرى والنعوش بين الطرفين عام 1998، وربما كان ذلك سببا في تعزيز الاحترام لهذا الرجل الذي لم يكتف بالخطب والتصريحات كما يفعل أغلب إن لم يكن كل قادة المنطقة، والشيخ نصر الله ذو الوجه الطفولي القسمات واللسان الطليق الذي يأسر به أتباعه وخصومه على حد سواء هو عدو إسرائيل الأول الذي لم يساوم على مبادئ الحزب الذي ينتمي إليه وإن كان في الوقت نفسه سياسيا بارعا لا تعوزه المهارة ليعرف متى يصمت ومتى يصرح ومتى يهدد ومتى يناور، وُلِد حسن لأسرة شيعية في جنوب لبنان قبل أربعة وأربعين عاما وترافقت مسيرته مع مسيرة حزب الله الذي تكونت نواته في غمرة الاجتياح الإسرائيلي الثاني للبنان عام 1982، واكتسب مشروعيته السياسية بعد انتهاء الحرب الأهلية من خلال المقاومة التي قادها لإخراج القوات الإسرائيلية من الشريط الحدودي المحتل وانتهت بانتصار مدوي له في ربيع عام 2000، وقد اعتمد الحزب في مرحلة التأسيس مبدأ العمل السري لأن عمله الأساس كان في إطار المقاومة المسلحة أما أول ظهور علني له فكان يوم السادس عشر من شباط/فبراير من عام 1985 حين تُلِيت وثيقة عنوانها رسالة مفتوحة إلى المستضعفين في لبنان والعالم وتضمنت تعريفا بالحزب وأسسه الفكرية ليبدأ بعد ذلك التطور التدريجي حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم، ولم يبرز الشيخ نصر الله إلى دائرة الضوء إلا بعد اغتيال الأمين العام للحزب الشيخ عباس الموسوي عام 1992 عندما هاجمت مروحية إسرائيلية سيارته فاختير الشيخ حسن ليكمل ولاية سلفه، وهكذا أصبح الشاب ذو الاثنين وثلاثين عاما العلامة الفاصلة في تاريخ الحزب واستطاع بشخصيته القيادية اللافتة أن ينفض عن حزبه رداءه القديم وذلك عبر طريقين، الأول تكثيف نشاطاته الاجتماعية في أوساط الطائفة الشيعية وفرض نفوذه الاجتماعي والسياسي على الضاحية الجنوبية من بيروت والطريق الثاني التخطيط لعمليات المقاومة بشكل جريء ودؤوب لاستحصال أفضل النتائج على الصعيدين العسكري والسياسي، وهكذا عمدت قيادة الحزب إلى إلغاء قرار مجلس الشورى القاضي بعدم التجديد للأمين العام لأكثر من دورتين وبذلك ظل الشيخ نصر الله الأمين العام للحزب منذ أثني عشر عاما واستطاع نصر الله الذي كان مسؤولا عن التنسيق بين الحزب والقيادة الإيرانية قبل توليه منصب الأمين العام أن يحتفظ بتلك المسافة الضرورية بين الطرفين رغم كل حالات الود والتحالف والتنسيق والدعم التي تجمع بينهما ولكنه يعرف أن الاحتفاظ بحرية القرار هو أمر يفيد الطرفين معا في النهاية وكذلك يفعل مع الطرف الآخر في المعادلة أي سوريا التي تربطها علاقة متشابكة معقدة مع لبنان حكومة وشعبا ومقاومة وهكذا نجح الشيخ نصر الله في أن يجعل من حزبه المصنف أميركيا في خانة الإرهاب رقما قد يجد اللاعبون الكبار في المنطق صعوبة كبيرة في تجاوزه أو تهميشه.
اجتياحات إسرائيلية ووساطة مصرية-أميركية
جميل عازر: والمسرح السياسي في قضية الشرق الأوسط وامتداداتها مليء بالمتناقضات إلى حد يقترب أحيانا من الهزل، فبينما كان إسرائيل تفرج عن لبنانيين وفلسطينيين وعرب آخرين احتجزتهم لسنوات كانت قواتها تجتاح مدنا ومخيمات فلسطينية وتعتقل المزيد وقد ترجمت المقاومة الفلسطينية وعيدها بعملية فدائية في جوار مقر شارون في القدس الغربية، كأنما لإثبات عدم جدوى جدار شارون الأمني وفي هذا الخضم جاء موفدان من كل من مصر والولايات المتحدة لمحاولة إيجاد أجواء مواتية لاستئناف البحث عن مخرج للاستعصاء ولا يزال موضوع ترتيب هدنة بين فصائل المقاومة وإسرائيل يشكل بابا للنفاذ منه إلى طريق تنفيذ خارطة الطريق، رغم أن المؤشرات تدل على استحالة ذلك وشارون في السلطة.
[تقرير مسجل]
وليد العمري: دوامة العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين ترافقت في آخر جولاتها مع جهود سياسية بذلتاها مصر والولايات المتحدة كل على حدة في محاولة لإعادة الجانبين إلى مسار التفاوض على أساس خريطة الطريق، ثلاثون فلسطينيا قُتِلوا خلال الشهر المنتهي في عمليات إسرائيلية آخرها التوغل في حي الزيتون بغزة فيما وفد أميركي يجتمع برئيس الوزراء الفلسطيني في رام الله وخمسة عشر إسرائيليا لقوا مصرعهم في هجمات فلسطينية آخرها كان عملية فدائية في حافلة باص على بعد عشرات قليلة من الأمتار من مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس الغربية، الرد الإسرائيلي جاء بإعادة احتلال منطقة بيت لحم وهي الوحيدة التي أعادتها إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية بعد احتلالها المتجدد للضفة الغربية، الفلسطينيون رؤوا في العملية العسكرية الإسرائيلية بغزة بينما وفد أميركي يطالب رئيس حكومتهم في اجتماع برام الله بمحاربة ما يسميه الأميركيون إرهابا رؤوا في ذلك ردا إسرائيليا صريحا على محاولات إطلاق عملية السلام من جديد، الإسرائيليون من جانبهم اعتبروا العملية الفلسطينية في القدس الغربية والتي جاءت غداة زيارة الوفد الأميركي وبعد يومين من زيارة الوفد المصري تأكيدا جديدا على عدم قيام السلطة الفلسطينية بما تمليه عليها خريطة الطريق من التزامات.
الوفد المصري عالي المستوى اجتمع بالقيادة الفلسطينية، ورغم تحفظ الجانبين إلا أن الرسالة المصرية كانت واضحة ملخصها أن على السلطة الفلسطينية إنهاء مظاهر فوضى السلاح كمقدمة لتحقيق هدنة ربما تمهد لوقف متبادل لإطلاق النار مع إسرائيل، الطلب المصري حدد مهلة لتحقيق ذلك تتيح لمصر مواصلة دفاعها عن السلطة الفلسطينية في المحافل الدولية، رسالة الوفد الأميركي للفلسطينيين كانت أكثر وضوحا إذ تُحمِل واشنطن الجانب الفلسطيني دائما المسؤولية عن التدهور الحاصل وتبدي بالمقابل تفهما بلا حدود لكل ما تفعله إسرائيل بدءاً بمساندتها في المحافل الدولية وانتهاء بإدانتها للمقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي، ربما في عام الانتخابات الأميركية حيث تراجعت قضية السلام في الشرق الأوسط إلى المراتب الدنيا في سلم أولويات أركان البيت الأبيض، أصبح أولو الأمر يؤثرون إدارة الأزمة على البحث عن حل لها وهو ما دفع بالفرقاء أصحاب العلاقة المباشرة إلى اللعب على هذا الأساس. وليد العمري، الجزيرة، خاص ببرنامج الملف الأسبوعي.
الملف النووي الليبي وتحولات سياسية
جميل عازر: إذا كان هناك أي شك لدى أي مراقب في أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لم يكن جادا في تخلصه من أي شيء له صلة بأسلحة الدمار الشامل التي أُتهِم من دون وجه حق بامتلاكها فإن هناك ما بدد تلك الشكوك عن بكرة أبيها، فإعلان البيت الأبيض أنه تم نقل خمسة وعشرين طنا من المعدات والوثائق المتعلقة ببرامج التسلح الليبي إلى مواقع تدميرها أو استخلاص المعلومات منها في ولاية تينيسي الأميركية، أوثق دليل على خالص نوايا الزعيم الليبي ويبدو أنه لا رجعه ليبية عن المسار الجديد الذي اخططه معمر القذافي للجماهيرية رغم أن أصدقائه الجدد في واشنطن ما زالوا يفرضون عليه المقاطعة ويريدون منه المزيد.
[تقرير مسجل]
مكي هلال: من الثورة إلى الدولة.. شعار بات يُرفَّع في الجماهيرية وإن على استحياء لما في ذلك من إشارة ضمنية إلى نقوص عن مقولات الكتاب الأخضر وتطبيقاتها منذ وصول العقيد القذافي إلى السلطة عام 1969، إشارات خضراء كثيرة أجتهد الليبيون في إرسالها مؤخرا إلى المجتمع الدولي وإلى واشنطن على وجه التحديد من أجل عودة سريعة إلى نادي الدول المرضي عنها أميركيا ومغادرة زمرة الدول التي تُنعَّت بالمارقة، زيارة وفد من الكونغرس الأميركي مؤخرا إلى طرابلس مثلت أبرز تجليات هذا التحول الليبي وأولى إرهاصات التجاوب الأميركي إذ وعد السيناتور الديمقراطي توم لانتوس رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس أثناء الزيارة بأن تبحث واشنطن الرفع الفوري للقيود المفروضة على سفر الأميركيين إلى ليبيا، كما أعلن رئيس الوفد الأميركي الزائر توم ليدون أن الإدارة الأميركية تنظر في طلب ليبي بدفع التكاليف الضخمة لتدمير ما يتعلق بأسلحة دمار شامل ليبية وأنها تتفهم الصعوبات المتعلقة بالتكلفة المادية وتبحث سبل تحمل أعبائها على غرار ما حدث مع الاتحاد السوفيتي، ورقة التعويضات هذه لوح بها وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم حينما صرح لصحيفة الهيرالد تربيون بأن بلاده لن تمضي في تدمير برامج أسلحتها قبل تلبيه واشنطن ولندن عدة شروط دون أن يدخل في تفاصيل هذه الشروط وهو أمر ردده سيف الإسلام القذافي عراب الاتفاق الأخير وواجهة ليبيا الجديدة أثناء لقائه الوفد الأميركي، كل هذه الخطوات المتسارعة والتصريحات باتت أمرا مألوفا، إلا أن ما فاجئ المراقبين حقا هي الشحنة التي نقلتها طائرة أميركية والتي قيل في البيت الأبيض إنها وثائق ومعدات تتعلق ببرامج التسلح النووي والصاروخي الليبي ومن ضمنها أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم وأنظمة صواريخ طويلة المدى، المديح الأميركي لحسن النوايا الليبية والوعد برد التحية بأفضل منها لم يمنع الأميركيين من المطالبة بالمزيد وقد باتت قناعتهم مع الدول التائبة أن ما تعذر أخذه بالضغط يُنال بضغط أكبر، فالممسك بجزرة رفع العقوبات وعصا الإبقاء عليها هو الذي يحتكر خيوط اللعبة ويمضى بعيدا في ابتزاز طرابلس رغم مصالحه النفطية المتأكدة هناك لكن المؤكد أيضا أن من يتنازل مرة يتنازل مرات رغم استماتة ليبيا في التأكيد على أن لتنازلاتها سقفا لا يمكن تجاوزه، وإذا كانت ليبيا قد دفعت بالتي هي أحسن في موضوع تسوية تعويضات ضحايا طائرتي (UTA) الفرنسية والـ (PanAm) الأميركية فمن الواضح أن ملف أسلحة الدمار الشامل قد لا يطوى بنفس السرعة فموضوع الأسلحة ملف شائك تمرست الولايات المتحدة منذ الحرب على العراق في توظيفه لمآرب سياسية وقد يزيل في النهاية أي عقبات متبقية في سبيل انضمام ليبيا إلى الدول العربية التابعة العريقة منها والحديثة.
جميل عازر: ومن قناة الجزيرة في قطر نواصل وإياكم هذه الجولة في الملف الأسبوعي وفيها أيضا بعد فاصل، أنفلونزا الطيور بين الاعتبارات الاقتصادية والسلامة الغذائية حلقة مفقودة فمن يدفع الثمن.
[فاصل إعلاني]
أزمة الإصلاحيين في إيران
جميل عازر: وإلى إيران حيث أعترف الرئيس محمد خاتمي بأن الخلاف بين الإصلاحيين ومجلس أوصياء الدستور قد وصل إلى مأزق سيزيد من دون شك الأزمة تفاقما وقوله إن الحكومة لن تجر إلا انتخابات حرة وتنافسية ينطوي على إشارة ضمنية إلى أن المحافظين لا يريدون إجراء مثل هذه الانتخابات ومع إعلان وزير الداخلية عبد الواحد موسوي لاري أن الخلاف المطول يعني استحالة إجراء انتخابات تصبح مسألة تأجيلها بمثابة إحباط لمخططات المحافظين، وبما أن كلا من قطبي السلطة في الجمهورية الإسلامية مرشدها ورئيسها يقف في جانب أو آخر في هذا الخلاف فأن بذور تدهور العلاقة بين خاتمي وخامنئي بدأت بالنمو.
[تقرير مسجل]
محمد فال: بين بوادر التسوية ومؤشرات التعقيد في مسار أكبر أزمة سياسية تهز إيران خلال السنوات الأخيرة، فقد عرف صراع المحافظين المتحصنين بقوة الدين والإصلاحيين المعززين بأصوات الناخبين منعطفا خطيرا منذ قرر مجلس صيانة الدستور – وهو هيئة غير منتخبة أصلا – رفض ما يربو على ثلاثة آلاف من طلبات الترشح للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في العشرين من فبراير/شباط وحيث أن كل الأسماء المرفوضة تنتمي للتيار الإصلاحي الذي يسيطر منذ أربع سنوات على الرئاسة والبرلمان فقد أثار القرار حفيظة هذا التيار ورد نوابه بالاعتصامات المتواصلة خاصة وأن واحد وثمانين من المرفوض ترشحهم هم أعضاء في المجلس الحالي.
لكن الاعتصامات وحدها لم تنجح في إقناع مجلس صيانة الدستور بالتراجع عن قراره وظهرت أشكال جديدة من الاحتجاج كتهديد النواب المعتصمين بالاستقالة الجماعية وتقديم معظم كبار مساعدي الرئيس خاتمي والوزراء البالغ عددهم أربعة وعشرين لاستقالاتهم قبل أن يرفضها خاتمي، وفي خضم هذا الصراع بين تيارين كلاهما يحكم ولا يحكم، واحد يتصرف بما يرى أنه تخويل الناخبين وقوة الشعب ويرفع الدستور حكما والثاني بما يرى أنه تخويل إلهي ويرفع مقتضيات المذهب دستورا فوق الدستور يجد الرئيس الإيراني نفسه في وضع لا يحسد عليه.
فهو إصلاحي الانتماء لكنه ملزم دستوريا بالانصياع لأوامر مرشد الجمهورية وهو يقول إنه يريد أخذ إيران على طريق الإصلاحات الاجتماعية والسياسية أي بمزيد من حرية الصحافة والمرأة وجدية الممارسة الديمقراطية والحوار مع الغرب لكنه في الوقت ذاته يحتفظ بشعرة معاوية مع القوة الضاربة للمحافظين، فقد ساهم إلى جانب مرشد الجمهورية في تشكيل لجنة للمتابعة مكونة من أربعة وزراء يمثلون مختلف الأطياف ويثق فيهم المرشد شخصيا للتوصل إلى تسوية، وأدى ذلك إلى إقناع مجلس صيانة الدستور بإعادة النظر في حالات الترشح والموافقة على أكثر من ثمانمائة منها، لكن الإصلاحيين اعتبروا تلك النتيجة هزيلة ووصفوها بأنها إجراء تجميلي فحسب وأفسح ذلك المجال لموجة جديدة من الاحتجاجات حيث أعلن ولاة الأقاليم عدم إمكانية إجراء الانتخابات في الظرف الراهن كما تظاهر واحد من أهم التنظيمات الطلابية مناديا بمقاطعة انتخابات ستجرى في ظل ما وصفه بإفراغ الديمقراطية من مضمونها، ومعلوم أن الطلاب في إيران برهنوا في مرات سابقة على أنهم قد يشكلون قوة مؤثرة في الأحداث السياسية مما يعني أن دخولهم خط الصراع قد ينذر بخروج الأزمة من نطاق التحكم، غير أن محاولات الحسم في هذا الاتجاه أو ذاك لم تتوقف، فقد طلبت وزارة الداخلية تأجيل الانتخابات إلى أن يُحَّل النزاع، وتمثل رد مجلس صيانة الدستور في إعلان قبول ثلث الترشحات البالغ عددها أصلا قرابة ثلاثة آلاف وستمائة وهو تنازل جديد قد تتوقف عليه آمال التسوية سلبا أو إيجابا، ويبقى الباب مفتوحا على مصراعيه لتطورات محتملة ليس أقلها القبول بالتأجيل أو مقاطعة الأحزاب والناخبين أو حتى ظهور أشكال احتجاجية أخرى قد تنهج العنف والفوضى لتحقيق المطالب.
جميل عازر: وينضم إلينا من بيروت الدكتور طلال عتريسي الخبير في الشؤون الإيرانية، دكتور طلال أولا ما هي في تقديرك أخطر التداعيات المحتملة لهذا الخلاف بين التيارين الإصلاحي والمحافظ في إيران؟
طلال عتريسي: أولا لابد أن نشير بأن هذه الأزمة هي الأولى التي تحصل من هذا النوع منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية قبل خمس وعشرين عاما، باعتقادي أن الأزمة طبعا كما ذكر الرئيس خاتمي تطال الطرفين يعني الإصلاحي والمحافظ لجهة الإصرار المتبادل على عدم التراجع، المأزق الحقيقي باعتقادي ليس في مسألة تأجيل الانتخابات لأن الانتخابات يمكن أن تُأجَّل في أي بلد في العالم ولكن في يعني قدرة المجلس أو رغبة مجلس صيانة الدستور في التراجع عن قراره بقبول النواب الإصلاحيين لأن التأجيل لا معنى له إذا لم يحصل تسوية بهذا الشأن، باعتقادي هناك طبعا تداعيات سلبية على هذا الموضوع لها علاقة بالوضع الداخلي أعتقد أن الجمهور عموما في إيران يعني يبدو أنه غير معني كثيرا بما يحصل على هذا المستوى بالإضافة إلى أن هذا الأمر يعني بدأ يسيء إلى صورة إيران في الخارج خصوصا أن الاتحاد الأوروبي علق بعض الاتفاقيات التي كان مفترض أن تحصل مع إيران في هذه الفترة.
جميل عازر: طيب، هل في تقديرك هذه الأزمة هل هي أزمة دستورية؟ هل هي أزمة ناجمة عن التوجه الديمقراطي في إيران؟
طلال عتريسي: يعني في الواقع يجب أن نعرف أيضا أن مجلس صيانة الدستور له هذا الصلاحية منذ يعني وضع دستور الجمهورية الإسلامية ووجود المجالس المختلفة فيه، هذا المجلس من صلاحياته البت في كل أنواع الانتخابات التي تحصل في إيران، المشكلة ليست دستورية المشكلة هي في بعض الشروط التي يعني تُطبَّق على اختيار المرشحين من ضمن التزام المرشح على سبيل المثال بالإسلام قولا وعملا والحرية الفضفاضة تقريبا التي يتناول فيها هذا المجلس طريقة اختيار المرشحين، يعني المسألة ليست أن المجلس يتجاوز حدوده أو أنه يبت في قضايا لا تمت إليه بصلة أو أن المحافظين أوكلوا إلى هذا.. المجلس التدخل في موضوع الانتخابات، لا المسألة يعني دستورية.. الدستور ينص على ذلك ولكن المشكلة هي في وضع الحدود التي يجب أن تكون واضحة برأي الإصلاحيين لعدم يعني تجاوز هذا الدور إلى من يخالف مجلس صيانة الدستور الرأي أو إلى من يريد أن يذهب في توجه آخر، المشكلة هي في الحكم على توجهات بعض النواب الإصلاحيين الذين يعتبر من يمسك بزمام مجلس صيانة الدستور أنهم يريدون الذهاب بإيران إلى غير الوجهة التي يريدها المحافظون.
جميل عازر: طيب، طالما أن قطبي السلطة في إيران- مرشد الجمهورية ورئيس الجمهورية- يقفان في هذا الوضع على طرفي النقيض، في تقديرك ما تأثير هذه الأزمة على العلاقة بين الرجلين؟
طلال عتريسي: يعني أنا قد لا أجد أنهما على طرفي نقيض تماما خصوصا وأن المواقف الأخيرة لمرشد الثورة دعا فيها إلى إعادة النظر من خلال مجلس صيانة الدستور في قراره وأن الرئيس خاتمي أيضا رفض الاستقالات ودعا إلى يعني تشكيل لجنة وسط للبحث في هذا الأمر، أنا أعتقد أن الرئيس خاتمي لا يريد أن يذهب إلى أقصى الحدود كما يريد النواب الإصلاحيون من الاستقالات وغيرها، ليسا على طرف نقيض تماما، أعتقد تحديدا أن الرئيس خاتمي لا يميل إلى تفجير الأوضاع أو إلى الذهاب بالأزمة إلى أقصى غايتها بالعكس هو يبحث عن نقطة وسط يلتقي فيها الطرفان لتجنب البلاد الأزمة ومرشد الثورة أيضا لا يريد أن تستمر هذه الأزمة لأنه أيضا دعا مجلس صيانة الدستور إلى إعادة النظر، أعتقد أن هذا.. يعني هما موجودان برأي في يعني دائرة وسط يجب تفعيل هذه الدائرة للوصول إلى ما ينبغي الوصول إليه.
جميل عازر: طيب، دكتور طلال لو افترضنا أن مجلس صيانة الدستور تراجع عن موقفه إزاء المرشحين أو طالبي الترشح الإصلاحيين جميعهم، هل تعتقد أن للمجلس يعني سيكون له نفس الدور فيما بعد في المعترك السياسي الإيراني؟
طلال عتريسي: نعم هذا.. سؤال مهم لأن الإصلاحيين في الحقيقة منذ بداية العام الماضي وهم يحاولون تعديل صلاحيات هذا المجلس وفشلوا في ذلك.. لم يحققوا هذا الأمر، ما يخشاه مجلس صيانة الدستور التراجع عن موضوع موعد الانتخابات و.. لكي لا يصبح هذا الأمر مطلبا لاحقا لمجلس شورى جديد سيسيطر عليه الإصلاحيون أيضا من أجل المزيد من تقليص صلاحياته، أعتقد أن هذا أحد أهم الأسباب التي يصر بسببها مجلس صيانة الدستور على عدم التراجع علما بأنه تراجع جزئيا عن بعض المرشحين الذي كان سبق ومنعهم من التقدم للامتحانات.. للانتخابات، عفوا.
جميل عازر: دكتور طلال عتريسي في بيروت شكرا جزيلا لك.
معركة الإعلام أمام نفوذ السلطة البريطانية
جميل عازر: ازدادت حمى انتظار تقرير اللورد هاتن في الملابسات التي دفعت خبير الأسلحة البريطاني ديفد كيلي بعد التصويت في مجلس العموم على زيادة رسوم الدراسة الجامعية الذي أظهر انقساما خطيرا في صفوف حزب العمال الحاكم، وبينما برأت استنتاجات التقرير ساحة بلير ووزير الدفاع وغيرهم من الموظفين المعنيين من المسؤولية عن العوامل التي تسببت في إقدام كيلي على الانتحار، وجهت اللوم كل اللوم إلى هيئة الإذاعة البريطانية الـ (B.B.C)، وقد أثار التقرير قدرا كبيرا من الانتقادات وحتى الشكوك في دقة استنتاجاته خاصة وأنه أظهر استفحالا لمواجهة بين مؤسسة الدولة ومؤسسة الإعلام حول قضية لم تكن أصلا موضوعا للتحقيق.
[تقرير مسجل]
سمير خضر: حكم قضائي بمضمون سياسي أم قرار سياسي بغطاء قضائي، تنوعت الآراء والمواقف حيال الحكم أو القرار بغض النظر عن أي من الوصفين هو الملائم فقد أصدر رئيس لجنة التحقيق في انتحار خبير الأسلحة البريطاني ديفد كيلي تقريره.
اللورد هاتون حرص كما يبدو على تبرئة رئيس الحكومة توني بلير وطاقمه الوزاري من أي تبعة أو مسؤولية في انتحار كيلي، ولم يكن ذلك بممكن دون التطرق إلى الأسباب التي دفعت بالخبير البريطاني إلى الإقدام على قتل نفسه، بيت القصيد كان وما زال التساؤل الذي يطرحه الشارع البريطاني هل تلاعبت الحكومة بتقارير الاستخبارات لتضخيم الخطر الذي كانت تشكله أسلحة الدمار الشامل العراقية وخاصة قدرة نظام صدام على استعمال مثل هذه الأسلحة في غضون خمس وأربعين دقيقة؟
هاتون أجاب بالنفي، نفي يبرئ ساحة بلير وساحة الاستخبارات، نفي يحمل في طياته موافقة ضمنية على صحة هذه المعلومة رغم فشل المسؤولين الأميركيين والبريطانيين وحلفائهم في إثبات ذلك حتى بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على احتلال العراق، كان بالإمكان أن تبقى هذه القضية محل سجال في الأوساط السياسية البريطانية لولا دخول الإعلام البريطاني على الخط تحت قيادة أكبر جهاز أعلامي عرفته البلاد منذ عقود هيئة الإذاعة البريطانية بكل ما تتمتع به من وزن معنوي ومصداقية في الشارع البريطاني وخارجه، فقد انبرى أحد مراسليها المخضرمين أندرو غليغان إلى الالتقاء بكيلي بعد فترة وجيزة من احتلال العراق وأعد تقريرا لم يكن بكل المقاييس في صالح الحكومة ورئيسها مشككا في صدقية ما ورد في الملف الذي قدمته إلى مجلس العموم حول مدى خطورة أسلحة الدمار الشامل العراقية ونظام صدام حسين، وثارت ثائرة الحكومة وطالبت بمعرفة مصدر هذه المعلومات وبالطبع رفضت هيئة الإذاعة البريطانية هذا الطلب لأنه يتعلق أولا بمصداقيتها وبالعرف الصحفي يقضي بعدم إفشاء مصادر المعلومات.
وتحولت القضية عندها إلى مواجهة علنية بين الهيئة وتوني بلير شخصيا خاصة بعد أن كشفت وزارة الدفاع لوسائل الإعلام أن كيلي هو مصدر التسريب الأمر الذي دفعه إلى الانتحار حتى لا يتحول إلى كبش فداء يُنحر لأسباب سياسية لا تعنيه، قرار اللورد هاتون وضع إذن اللوم على الإعلام ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى مسؤولية الحكومة التي خرجت بيضاء الصفحة والصيت ولو مؤقتا من هذه الأزمة التي كادت أن تعصف بها وأدى ذلك إلى سلسلة من الاستقالات في هيئة الإذاعة البريطانية الأمر الذي أعطى الانطباع بأن الإعلام قد خسر المعركة معركة الحرية والمصداقية التي نادرا ما يُكتَّب لها الصمود أمام نفوذ السلطة أيا كانت.
أمراض الأنفلونزا الآسيوية
جميل عازر: بعد السارس أو الالتهاب الرئوي اللانمطي جاءت مشكلة تفشي أنفلونزا الطيور لتزيد من المخاوف على صحة الإنسان نتيجة لظهور فيروسات جديدة، وكون مصدر هذين الخطرين وتفشي عدواهما دولا أسيوية كثيفة السكان مثل الصين واليابان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية ولاوس وكمبوديا وتايلاند وفيتنام فإن المخاوف من مضاعفات تفشي الفيروسات تكتسب خطورة إذا ما كانت تدل على تكرار انتقالها من الحيوان إلى الإنسان، وتتداخل في هذا عناصر كثيرة ابتداء من التداعيات الاقتصادية وحتى الدور الإعلامي في التوعية للحد من انتشار العدوى وتحول مثل هذه الأمراض إلى أوبئة قد لا تتوفر عقاقير لمكافحتها.
[تقرير مسجل]
ديما الخطيب: الدجاج أحد الأطباق المفضلة لدى الآسيويين لم يعد الوجبة الأكثر انتشارا في شوارع بانكوك التي تعج ليل نهار ببائعي الطعام المتجولين، منذ انتشار وباء أنفلونزا الطيور في البلاد وإصابة ملايين الدواجن به ابتعد الناس عن تناول ما يمت للدجاج بصلة وأصبحوا يتذوقون أصنافا أخرى من اللحوم والأطعمة، بعض المطاعم المتخصصة بالدجاج وجدت مخرجا عن طريق تقديم لحم التمساح مثلا لكن في حقيقة الأمر مرض أنفلونزا الطيور لا ينتقل إلى الإنسان على موائد الطعام بل عبر الاتصال المباشر بالطيور المصابة.
د. سومساك لوليكا – اختصاصي في الأمراض السارية: أشخاص كثيرون تعرضوا للفيروس لكن الإصابات نادرة جدا، هذا الفيروس حساس جدا للحرارة وللحموضة لذا فإن حموضة معدتنا تقتله وإذا طُبِخ بحرارة تصل إلى ثمانين درجة مئوية فذلك سيقتله خلال دقيقة واحدة.
ديما الخطيب: الخطر الحقيقي على البشر هو ظهور مرض جديد ينتقل من الإنسان إلى الإنسان مباشرة كمرض سارس.
سومساك لوليكا: نحن قلقون من إمكانية امتزاج أنفلونزا البشر مع أنفلونزا الطيور لأن ذلك قد ينتج عنه فيروس جديد يهاجم الخلايا البشرية ويتسبب بالمرض لدى الإنسان.
ديما الخطيب: وإلى أن يتم تطوير لقاح يقي الإنسان من الإصابة بأنفلونزا الطيور تراقب سلطات بالتعاون مع المنظمات الدولية أي حالة مشكوك فيها لكي تمنع أن يجتمع فيروسا أنفلونزا الطيور وأنفلونزا البشر لدى أي من المصابين كما تحاول توعية الناس وطمأنتهم في الوقت نفسه، لكن حالة الهلع انتشرت بسرعة ربما بسبب تركيز الإعلام على المرض وعلى التخلص اليومي من الدواجن المصابة.
خطاب الرومي- صاحب مطعم مصري: الإعلام العربي كله قال إنه فيه أنفلونزا الدجاج دية مأثرة جدا فمن هنا العربي وأي واحد بيخاف يأكل دجاج طبعا وده شيء.. على أني على ما أعتقد إن الدجاج ده ممكن لو أتسخن كويس قوي ممكن ما يبقاش فيه الأمراض ديه.. بتموت فيه.
ديما الخطيب: رغم اقتناع خطاب بعدم خطورة أكل الدجاج إلا أنه كغيره من عرب تايلاند توقف عن تناوله وهذه حال الكثيرين حتى في دول أخرى تصل إليها صادرات الدجاج التايلاندي ومنها أربع دول عربية هي الإمارات والكويت والأردن والسعودية، وتبقى أفضل وسيلة لتفادي التعرض للإصابة هي الابتعاد عن الدواجن الحية في المناطق المنكوبة والتزام النظافة خاصة نظافة اليدين عند لمس الدجاج.
بعد أزمة سارس يبدو الآسيويون أكثر قدرة على التعامل مع أزمة صحية جديدة، الآن هم والعالم معهم في سباق مع الزمن ومع القدر من أجل تجنب ظهور وباء جديد لدى البشر لا أحد يعرف حقا مدى خطورته. ديما الخطيب، الجزيرة، لبرنامج الملف الأسبوعي بانكوك.
جميل عازر: وبهذا نختتم جولتنا في الملف الأسبوعي ونذكر حضراتكم بأن بإمكانكم الوصول إلى مضمون هذه الحلقة بالنص والصورة والصوت في موقع الجزيرة نت في الشبكة المعلوماتية الإنترنت أو الكتابة إلى عنوان البرنامج الإلكتروني، وسنعود في مثل هذا الموعد بعد سبعة أيام لنفتح ملفا جديدا لأهم أحداث الأسبوع القادم من قناة الجزيرة في قطر، فتحية لكم من فريق البرنامج وهذا جميل عازر يستودعكم الله، فإلى اللقاء.