عباس واستيف وغلعاد
سري للغاية

جلعاد وستيف وجيجان

تسرد الحلقة قصصا حية عن الحرب التي خاضتها أميركا في العراق والحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وغزة على لسان عازف جاز إسرائيلي ورسام أميركي وشاعر عراقي.

– مأساة مَن فوق الأنقاض
– الحواجز الإسرائيلية

undefined

جلعاد أتزمون – عازف جاز وجندي إسرائيلي سابقا: اللحن الذي سأعزفه الآن أهديه إلى الطلاب الأميركيين هل يوجد أميركيون هنا؟ لاحظت أنهم هادئون فلا أحد يريد أن يكون أميركيا هذه الأيام ابتكرت شخصية تتصرف تماما مثلهم سميتها أرتفيشيال وهو يكرهني أنا كذلك غلعاد أتزمون ويقول إنني عدو السامية.

ستيف ممفورد – رسام معارك أميركي: في الحرب تقتل الناس وتحت الاحتلال لا يعاملون بشكل حسن، لم أعتبر هذا عملا شنيعا بل مجرد سلوك سيئ مسؤوليتي تنحصر في مجرد أن أصف بأمانة ما رأيت.

عباس جيجان – شاعر عراقي: ما أنت بعيد أنت العين أقرب من جفنها أنت وما أنت غريب أنت الوالد اللي يحضن بأيديه أولاده وما أنت وحيد أنت الشعب كله بشيعته وسنته، مَن هو اللي قال لك ناسيك؟ عم ينسى القمر وقته لو نبض القلب يتذكر دقته بس عشقك عشق مفضوح وعشق الناس كلها مستور وساكتة صرت أنت سبت وبرقبتي يهودي عم شايف يهودي يجوز من سبتا.

عباس واستيف وغلعاد

مأساة مَن فوق الأنقاض

جلعاد أتزمون: التحقت بالجيش الإسرائيلي وعمري ثمانية عشر عاما وقتها كانت الحرب في لبنان، ما رأيته هناك كان كافيا لأن أدرك أن مسألة أن تَقتل أو تُقتل ليست بتلك الجاذبية، فقط لم أشأ أن أشارك في ذلك وفي تلك اللحظة أدركت أنني أصبحت بشكل متزايد مؤيدا للفلسطينيين، فلسطين وطن أما إسرائيل فهي دولة وكما يبدو دولة عمرها مؤقت.

يسري فودة: لم تعتقد هذا؟

جلعاد أتزمون: لأن المستقبل مرهون بالتشبث بالفوقية العنصرية وهم يتقلصون بكل تأكيد وتتقلص رغبتهم في القتال.

نيسيم غاربيلي – جندي إسرائيلي شارك في غزو لبنان: ولكن حتى الآن لم أنس الموقف فشريط الصور موجود في ذهني باستمرار إلى هذا اليوم لأنه عندما كنا هناك سابقا كنا دائما نذهب ونفاجِئ العرب ولكن هذه المرة الأمر كان مختلفا فقد ذهبنا وجلسنا في بيت وكنا مكشوفين جدا الجنود جميعهم جهزوا الأسلحة قسم منهم صعد إلى السطح للاختباء قسم آخر دخل إلى البيت وعند ذلك سمعنا الضابط يصرخ ألما فقد أصيب برصاصتين في يده، المُسعف الذي كان بجانبي أصيب بصدمة ولكني أمسكت به ودفعته مباشر إلى الخارج باتجاه الضابط، بعد عشرين دقيقة أو نصف ساعة من الارتباك تقرر سحب الكتيبة إلى ديارنا.

شون غلفيلين – جندي أميركي شارك في احتلال العراق: نحن في نيوبورت رود أيلاند أقدم منتجع في أميركا، أبي في الجيش وجدي كان في الجيش وأنا حذوت حذوهما، دخلنا العراق إلى بغداد وكنا مسؤولين عن شارع حيفا وهي منطقة صعبة وترى أمامك انعدام التخطيط لما بعد الحرب لقد كان تلاعبا بحياة الكثيرين 26 مليون عراقي ومئة وثمانين ألف جندي أميركي كأنه كان فخا متعمدا للفشل وكانوا يعلمون هذا من البداية.

عباس جيجان: شاعر من أهل العراق، عربي وأصلي عدناني شلت الفرات وجئت وشفت دجلة على الجولان يتناني واللي يبيع سجاير على الرصيف اليوم نسوان واللي ماتوا وبحسرة علبة حليب أطفال ذول أطفال أخوان بعد ما أغني بلاد العرب أوطان ومن الشام لبغداني ومن نجْدٍ إلى يمن إلى مصر فتطواني عراق اني ولو تعرف لي كل الناس بس أعطيك برهاني من داروا علي أميركا وإسرائيل وأوروبا وعرب آخر زمان وحتى جيراني ما هزوا وحق عيناك شعرة من شعرات وجداني عراق اني.

إد بك – سفير أميركي في العراق سابقاً: كانوا يتمتعون بواحد من أرقى مستويات المعيشة في الشرق الأوسط تعليم مجاني للجميع رعاية صحية مجانية للجميع وطرق ومياه وكهرباء ومدارس كان العراق قادرا على وراغبا في التصدي للتوسع إيراني محتمل نحو الغرب كل هذا انتهى سحقناه في التراب كله العلمانية ضاعت دور المرأة ربما أيضا ضاع الاستقرار السياسي النمو الاقتصادي والاحتمالات العسكرية كلها ضاعت إنها فاجعة بكل معنى للكلمات ناهيك عن الأرواح التي أزهقت والأموال التي بعثرت وصورتنا التي اهتزت ومصداقيتنا التي ضاعت.

إيلان بابي – أستاذ التاريخ في جامعة حيفا: مجتمعنا هو المجتمع الوحيد كمجتمع لا كحكومة فقط الذي يبرر تصرفات أميركا في العراق منذ اليوم الأول للغزو حتى أمس، لم ينس الناس أننا كنا في صف الأميركيين تماماً وأننا نحط من إنسانية العرب تماماً كما حط الأميركيون من إنسانية السجناء في أبو غريب.

إستيف ممفورد: هذه لوحة تجسد مهمة اشتركت فيها مع الجنود الأميركيين في بغداد، أردت تصوير خليط من المشاعر هذا الضابط ينظر بحرص من النافذة الصغيرة كي يتابع تقدم المجموعة نحو ذلك الحي وهذا الجندي يحاول أن يبقى هادئاً كأنه في حالة من الجمود كأن شيء ما على وشك الوقوع رغم أنه دون سن العشرين، أما هذا الجندي فهو متعب أو مكتئب حالة من الإرهاق التام ثم ترى جندي على يمينه فتقرأ الخوف في ملامحه.

شون غلفيلين: لدي وشم على ظهري تحب أن تراه لم يكتمل بعد ولكن هذه أسماء أشخاص أعرفهم قُتلوا في العراق وقد قررت أن أهدي جانب من إنجازاتي في المستقبل لذكراهم ولما قدموه من تضحية بأنفسهم فربما كنت أنا في مكانهم في سيارة هامفي أو صديق آخر.

"
الأميركيون أهانوا العراقيين ولم يحرروا العراق بل احتلوه لأنهم قتلة التاريخ
"
        عباس جيجان

عباس جيجان: حررونا مننا همّا جاؤوا حررونا.. الأميركان غزاة ومحتلين الأميركان هدموا بلدي الأميركان دمروا شعبي الأميركان قتلونا من الشمال إلى الجنوب قتلوا حتى الأطفال الأميركان أهانونا الأميركان لم يحررونا بل احتلونا هكذا هم الأميركان، الأميركان قتلة التاريخ.

[مقطوعة غنائية]

إننا نحب الأميركيين، فهم متحررون ويحبون أن يصدروا حريتهم للعالم كله، إنهم يحررون الشعوب حتى إذا لم ترغب الشعوب في التحرر.

غلعاد أتزمون: ثم تتساءل ما الأمر ماذا يريد الإسرائيليون؟ ما خطبهم؟ ما عساه يكون انتصار في تلك الحرب؟ ماذا يريد هؤلاء الإسرائيليون؟

كفار إتزون

مصحة نفسية للجنود الإسرائيليون

إيتامار بارنيا – مركز الأزمات النفسية الإسرائيلي: ثمة عدة آلاف يعلم قسم التأهيل النفسي في وزارة الدفاع إنهم يعانون من أزمة نفسية حوالي خمسة أو ستة آلاف لكن المشكلة لا تقتصر على هؤلاء لأن هناك الكثيرين في مجتمعنا مثلهم وإن كانوا يحجمون عن الإفصاح عن حالاتهم.

موشي آلون – جندي إسرائيلي شارك في غزو لبنان: رجل فقد ساقه يستطيع فعل الكثير في حياته عنده الكثير من الخيارات لكن مَن يعاني من صدمة ميدانية بصورة قوية لن يحقق طموحاته أبداً، أنا أعتقد أن الإصابة النفسية على المدى البعيد أقوى بكثير من الإصابة الجسدية.

[شريط مسجل من فيلم كيبور(يوم الغفران)]

آموس غيتاي – مخرج فيلم كيبور: ولدت عام 1950 وعندما وقعت حرب أكتوبر عام 1973 كان عمري 23 عاماً في خامس أيام الحرب حوالي التاسعة صباحاً كنا نطير فوق الجولان عندما أصيبت طائرتنا بصاروخ سوري، مساعد الطيار الذي كان قريب مني قطعت رأسه ووقعت إصابات خطيرة بيننا أما أنا فأصبت في ظهري ولحسن الحظ أفلحت الطائرة في الطيران قليلاً حتى عبرت المسافة بين القوات السورية والقوات الإسرائيلية وتحطمت على الجانب الإسرائيلي، في السنوات الأولى بعد الحرب لم أكن أريد أن أتذكر لم يعرف أحد من أصدقائي ما تعرفه أنت الآن وما يعرفه مَن شاهد فيلمي كيبور أردت أن أنسى.

يوسي بيليد – قوات الاحتياط الإسرائيلية: قبل سنوات طويلة كانت هناك قمة عربية في تونس قال أثناءها بورقيبه لو كان لدينا صبر فلنترك إسرائيل ثلاثين أربعين أو خمسين عاماً وسيدمرون أنفسهم بأنفسهم، آمل أنه مخطئ ولكن انتبه أنا لم أقل إنني متأكد من أنه مخطئ.

عزمي بشارة – العضو العربي في الكنيست: هذه المرة من أكثر المرات حدة التي تم فيها نسف هذه الفرضية نظرية التفوق وإنه العرب وإلى آخره وصحيح إن مجموعة صغيرة من المقاتلين ومجتمع صغير هو جنوب لبنان إلى آخره ولكن درجة معينة من التنظيم ودرجة معينة من العقلانية ومن الإصرار والمثابرة والاستعداد للتضحية كل هذه سوية أدت إلى نسف المقولة تستطيع أن تتخيل أن أي إسرائيل يجلس ويقول ماذا لو انتشرت هذه العدوى بين قوسين؟ يعني ماذا لو عدت أطراف عربية تنظمت بهذا الشكل؟ الإسرائيلي قادر على التفكير بهذا وهذا طبعاً يقلق.

جلعاد أتزمون: ثمة شخص واحد وحيد، من أين أنت؟

مشارك أول: من فلسطين.

جلعاد أتزمون: وهل تعرف الشخص الذي تحتج ضده؟

مشارك أول: أعتقد هذا.

جلعاد أتزمون: وماذا تعرف عنه؟

مشارك أول: أشياء قرأتها.

جلعاد أتزمون: قرأتها أين؟ في موقعه الإلكتروني؟

مشارك أول: مصادر مختلفة.

جلعاد أتزمون: هذا هو غلعاد بالمناسبة، تزعم أن هذا الرجل عنصري دون أن تجد له تعليقا عنصريا واحدا أليس هذا غريبا؟

مشارك أول: الناس يقرؤون ويقررون.

جلعاد أتزمون: يقرؤون ماذا هل يمكن أن تريني؟ أعتقد أننا أثبتنا شيئا هنا.

جامعة ليدز

إنجلترا

مشارك ثاني: اليوم جمعية التضامن الفلسطيني بالجامعة تنظم محاضرة أعطيها عضو في جمعية نيتوري وهي جمعية يهودية أرثوذكسية مناهضة للصهيونية معارضة للصهيونية.

مشارك ثالث – رجل أمن: أبعد هذه عن وجهي من فضلك.

يسري فودة: ما المشكلة؟

مشارك ثالث: لدي تعليمات بألا أسمح لكم بالتصوير.

يسري فودة: لماذا؟

مشارك ثالث: هذه هي التعليمات.

مشارك رابع: نحن نترقب زوال الصهيونية والتفكيك السلمي للنظام الصهيوني لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

مشارك خامس: أنا مضطر للمقاطعة، هل ستخرس أم تريد أحدا يخرسك؟ اخرج، اخرج، اخرج.

دانيال بايبس – مراقب الحرم الجامعي: هناك على مستوى العالم وفي أميركا تحالف بين اليساريين والإسلاميين لكنك لا تجد سجالا في الجماعات بل تحيزا واضحا لوجهة نظر معينة معادية لأميركا، لإسرائيل ولحلفاء أميركا.

"
العقيدة الصهيونية مريضة حتى النخاع وهي مدعومة لسنوات طويلة من قبل الغرب
"
        جلعاد أتزمون

جلعاد أتزمون: ما معنى أن تنزل بمكان بعد ألفي عام وتقول هيه هيه إن هذا ملكي؟ ما الأمر؟ إن العقيدة الصهيونية مريضة حتى النخاع، مريضة حتى النخاع وحقيقة أن هذه العقيدة مدعومة لسنوات طويلة من قبل الغرب مريضة هي أيضا.

يوسي بيليد: أفهمت من سؤالك أننا نبحث عن حرب أخرى كي نثبت أننا أقوياء؟

يسري فودة: هل الأمر كذلك؟

يوسي بيليد: هل فهمتك صوابا؟

يسري فودة: نعم.

يوسي بيليد: دعنا نصلي معا هل أنت مسلم؟

يسري فودة: أنا مسلم.

يوسي بيليد: أنا يهودي دعنا نصلي معا ألا يحدث أمر لأي من الجانبين لكن علينا نحن أن نفعل الكثير على وجه السرعة لمنع حرب أخرى علينا أن نعيد بناء قواتنا وسمعتنا.

يسري فودة: أن تشن حربا لمنع حرب؟

يوسي بيليد: لا، لا فلنصلي معا مَن يحب الحرب فقط المجانين صدقني لقد حاربت خمس مرات كنت رائدا، قائد كتيبة، قائد ديوان، قائد فرقة كفانا ما كفى، كفانا ما كفى.

يوسي بيلين – زعيم حزب ميريتس: تلمس حقا شعورا بعدم الأمان في إسرائيل ومادمنا لا نعيش في سلام مع جيراننا جميع جيراننا سيبقى هذا الإحساس بعدم الأمان حتى لو كنا أكثر قوة من الآخرين سنشعر دائما بأن اليد العليا ليست لنا.

[مقطوعة غنائية]

1، 2، 3، أغنية قصيرة عن عائلتي عائلة ظريفة جدا تعيش في إسرائيل هل لك في مقدمة موسيقية؟ بكل تأكيد جاءني الوحي.

عباس جيجان: أنا لما روحت لاجئ إلى هولندا المدة المقررة خمس سنوات خلصت في نفس اليوم اللي تنتهي به المدة أرسلوا لي رسالة فيها وردة اليوم نهنئك أصبحت مواطنا هولنديا يا سلام ما جابوا غير صورتين فقط وهذا الكتاب، اقسم أنا أقسم لا قرآن لا إنجيل أقسم شيل إيدك شلت يدي أنت احترم هذا البلد اللي آواني احترمه واحترم نظامه وقوانينه إلى آخره، بس قالت لي أنت اسمك عباس جيجان تبدله؟ قلت لها كيف؟ قالت تبدله هذا سبب لك مشاكل كثيرة أنا روحت لما كنت وطقيت لتجارتي وفكرت كثير شو اسميه؟ جورج جيجان، مايكل جيجان قلت أجيب حاجة من أسمائهم فان جيجان زين، فان نيستروي وين وعباس جيجان وين؟ قلت لها آسف عباس جيجان ضربها راحت هزت لي..

يسري فودة: عباس نعم.

عباس جيجان: عباس جيجان فكتبت لي.. وصح تأقلمت ويا الغرب وصرت ماسخ مثلهم والملح عفته وصح كمت أرطن رطنهم لما يرطنون ولسان العرب بالأعجمي كسرته لكن ما أدري شنو يصير بي من يمر طاريك أحسن لك دفء تموز وسط الشتاء وثاريني مثل طبع النخل لو طال يرجع للأصول وتنحني عفته.

[فاصل إعلاني]

الحواجز الإسرائيلية

يسري فودة: هل سنجلس هنا أم في سيارتنا؟

هانا باراغ – جامعة لا للحواجز: كما تفضل.

يسري فودة: كم تبعد عن هنا؟

هانا باراغ: عطارة حوالي ثلاثين كيلومترا ساعة تقريبا.

يسري فودة: ساعة كاملة.

هانا باراغ: إنه السبت عطلتنا وبداية أسبوعنا.

نيويورك

يهودا شاؤول – جندي إسرائيلي سابقا: اسمي يهودا شاؤول عمري 24 عاما وأنا من القدس التحقت بالجيش الإسرائيلي لأن هذا ما يفعله كل إسرائيلي تجاه دولته، أنا هنا الآن لأنه إذا كانت هناك دولة سوى إسرائيل مسؤولة عما يحدث فهي الولايات المتحدة ذلك أن قائد قواتي ورئيس وزرائي في نهاية اليوم يقدمان تقريرا لدولة واحدة هي هذه الدولة.

ستيف ممفورد: هذه اللوحة اسمها المحارب المحتضر، ثمة خراب خلفه الأميركيون وراءهم ترى الدمار الذي حلى بالأبنية ترى الكلب الذي أصيب وترى أن هذا الشخص على شفاه الموت وكأنه في عالمه الخاص يبدوا كأنه ينظر إليك لكنك تحس أنه لا يراك وكأنه يمعن في شيء ما في عقله في هذه اللحظة.

عباس جيجان: كفكف دموعك يا ولد أدري غريب الدار شوق الجرحى وأدري غريب الدار كل ما يعتلي وإيش ما صعد وإيش ما كسب خسران كل ما ربحه.

هانا باراغ: الحواجز هي اليد الطولى لهذه البيروقراطية والهدف منها جعل حرية الحركة مستحيلة وحين تستحيل الحركة تستحيل الحياة تستحيل الرعاية الصحية يستحيل التعليم تستحيل الحياة العائلية يستحيل المجتمع.

نيتا إيفروني – جامعة لا للحواجز: إن هذا إذلال فأنت لست مضطرا لأن تُضرب كي تذل فمجرد أن يحرموك من حرية الحركة في أرضك في عمق الأراضي الفلسطينية فنحن لا نتحدث عن مشكلة الأمن في القدس مجرد هذا إذلال.

يهودا شاؤول: اخترقنا أبو سنينة وأطلقنا الرصاص هكذا أطلقنا الرصاص على المنازل لا على النوافذ الجندي الذي يدلي بهذه الشهادة كان قناصاً ماهراً مهمتي كانت تحطيم مصابيح الشوارع.

ستيف ممفورد: ما أريد إبرازه في هذه اللوحة المعضلة التي كانت تواجه القناصين الأميركيين فرغم الأسلحة المعقدة كانوا مضطرين إلى خلع خوذاتهم لأنها كانت تتدلى على أعينهم فلا يستطيعون التصويب وكان هناك قناصة للأعداء من حولهم ومن ثم فإن اللوحة تبرز في الوقت نفسه قوة الجنود الأميركيين وضعفهم.

هانا باراغ: وصلنا الآن إلى زعترة التي يسميها الإسرائيليون طبواخ ترى المستوطنة التي أمامك من المهم أن نذكر معظم الحواجز مقام من أجل المستوطنات.

يسري فودة: مَن فعل هذا؟

نيتا إيفروني: الجندي.

يسري فودة: متى؟

نيتا إيفروني: الآن قبل ساعتين اسأل السائق اسأله.

يسري فودة: مَن كسر هاي؟

مشارك سادس: الجندي.

يسري فودة: ليش؟

مشارك سادس: أنا صرت نازل واحد أشر لي قال لي بدك توصلني يعني بدي أرجع أسأله نفس الجندي أقول له مسموح أرجع على طول مسك حجر وضربني على السيارة كسرها السيارة بعيد عنه عشرين متر.

يهودا شاؤول: وأذكر أنني أطلقت الرصاص على نوافذ السيارات وأطلق جندي آخر ببساطة قذيفة على متجر فلسطيني فدمره وكل هذا دون داعي على الإطلاق.

عزمي بشارة: ألاحظ بشكل خطير ومبتذل ويعني فيه بعض النذالة أيضاً تعويض عن الفشل بلبنان في زيادة القمع في الضفة وغزة يعني هذا يتجاوز السياسة يعني فيه خسة وفيه وضاعة أنه في الذهن الإسرائيلي يجب أن لا يقتل جندي إسرائيلي يعني أنتم تريدون أن ترسلوا جنوداً إلى الحرب بافتراض أن الطرف الآخر غير قادر على النيل منهم هذا افتراض عنصري.

مشارك سابع: نفسي أسألك سؤال أنتِ على الحواجز بتسوي شيء أربع ساعات وإحنا واقفين وفي الحر وأنتم واقفين على الحواجز على الفاضي شو يعني ولا في فايدة يعني بتفكري يعني شو يسوي.

جلعاد أتزمون: فاغنر لم يتحدث عن الموسيقى اليهودية بل عن الفنانين اليهود ولكن بالمناسبة هو يكتب نكات جيدة.. آه يا للجحيم.

يسري فودة: هذا ما كان يكتبه؟

جلعاد أتزمون: لقد كان يسارياً ليفتي بيفتي بيلي بيلي بيفتي.

يسري فودة: لا ليس يسارياً بل من المحافظين الجدد.

جون روز – كاتب يهودي: تسألني إن كنت أتفهم الهوس اليهودي للأسف الهوس مزروع في العقلية اليهودية أفهمه لكني لا أتعاط معه لأن الهوس يستغل لقتل الفلسطينيين كل يوم وتبرير ذبحهم أراهن أن خمسة آخرين قُتلوا اليوم.

ستيف ممفورد: الصعوبة في هذه المهمة النمطية في العراق هي أن جاويشاً أميركياً مضطر إلى تقرير ما إذا كان هذا الشاب مجاهد أم لا وفي هذه الحالة فإن هذا الرجل العجوز أوشى به للجنود الأميركيين في الشارع فتوقف الجنود للتحقق من الأمر وكان هذا في منطقة صعبة بها كثير من المحاربين.

يهودا شاؤول: كنا جميعا سعداء بإطلاق النار على مصابيح الشوارع والسيارات، فلا أحلى من رؤية مصباح ينفجر إلى أشلاء، فعلنا ذلك بكل عزم وبابتسامة عريضة.

عباس جيجان: أضاعت فلسطين وثم يضيع العراق كيف؟ كيف نقتل؟ كيف الدبابات في بيوتنا الخاوية وتقتل أطفالنا؟ كيف تريد أشوف؟ شو أقول لك؟ أضربك بوردة وأنت تقتل أطفالي؟ كيف؟ وأنا أقول لك كيف تقول لي إرهابي؟ أنت اللي إرهابي أنت اللي أرهبت شعبي وطردت شعبي سبعة مليون اللي طردت من العراق واللي قتلتهم أنت مليون لهذه اللحظة أنت الإرهابي اخرج.

هانا باراغ: يقول لي إنني خائنة ويسألني إن كنت أديت الخدمة العسكرية، قلت له لقد كنت ضابطة أرفع منك عمري واحد وسبعون عاما ولا يهم إن كنت جندية قبل خمسين سنة ما يهمه هو هؤلاء الناس الذين لا يؤذون أحدا ويحتجزونهم لساعات مدرسون صار لهم ساعتان إحداهن جاءت في السابعة صباحا والساعة الآن العاشرة إلا ثلثا، هذه شرطة مدنية ونحن في منطقة محتلة فما مدى شرعية ذلك كله؟ انظر إليه يمسك بالبندقية لا أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تدرك كم إرهابيا نخلق كل يوم جراء هذا التحرش إنه تحرش ضعهم تحت قدميك ولا تدعهم ينسون مَن السيد في هذه المنطقة.

جلعاد أتزمون: لا يزالون عاجزين عن المرور بتحول ذهني نفسي يمكنهم من مواجهة شرورهم، لا يزالون عاجزين عن إدراك معنى ما يفعلون بالفلسطينيين لا يزالون يؤمنون بمزيد من الضغط وإن هي إلا مسألة وقت قبل أن تتمكن حماس من إسقاط طائرات إسرائيلية.

يهودا شاؤول: ما نفعله ضمن جمعية الخروج عن الصمت هو الإمساك بمرآة كبيرة أمام وجه المجتمع الإسرائيلي كيف نبدو في هذه المرآة؟ ندفع المجتمع الإسرائيلي إلى أن يتساءل لأول مرة أين حدودنا الأخلاقية كمجتمع؟ إلى أي مدى نقف وراء جيشنا؟ ومتى نقول لا؟ ليس باسمنا لكن المسؤولية لا تبدأ ولا تنتهي لدى كونك جندي سابقا ولا لدى كونك إسرائيليا كلنا في العالم مسؤولون.

[مقطوعة غنائية]

أمي، أرضي ليس لي الذي كان لي حتى دولتي خطري أصبحت تتلقى لكلمات اللجان الدولية التي ستقرر هل نكون أو لا نكون لا ترفع رأسك وإلا ستضرب عيون مغلقة تصرخ عش ودعنا نعش ليس هذا يا قومي يا أنفسنا رقيقة حلم يقظة أنفسنا رقيقة في الوحل لن نكون نحن هنا ولن نرحل أبدا الصهيونية في الدم اليهودي الذي يحترم الإسلام والمسيحية والبوذية وأيضا نحترم الجميع.

كوبي شيموني – مغني راب إسرائيلي: أمي من إيران وأبي من تونس كونك مواطنا إسرائيليا يعني كونك جنديا لا خيار أمامك، ليس لدينا جيش هجوم ولا جيش احتلال لدينا جيش الدفاع الإسرائيلي على الناس أن يتوقفوا عن وصف جيش الدفاع بجيش الاحتلال لأنه لو كان هذا هدفنا فكثير من الناس يعلم أننا نستطيع احتلال نصف الشرق الأوسط في ثمان وأربعين ساعة.

[مقطوعة غنائية]

أين كنت يا بني يا كل عيني أين كنت يا بني الصغير بحثت في المدن ومررت مشيت في الشارع الرئيسي وتذكرت في داخل الغابات العميقة اختبأت ذهبت إلى شاطئ المحيط ودخلت إلى القبر الذي ينتظرني.

أبيب غيفين – مغني روك إسرائيلي: أنا نصف سوري عن طريق جدتي وأعتقد أن مفتاح الحل في سوريا هذا القميص مكتوب عليه تحدثوا مع سوريا وقد غنيت به أمام أكثر من مئة ألف متفرج قبل أسبوعين علينا أن نفعل شيئا بدل أن نبقى هكذا صامتين، عملية السلام هامة لأن الوضع الاقتصادي يمكن أن يتحسن كثيرا فنحن اليهود ماهرون في التكنولوجيا والعرب من أمثالك ماهرون في الحمص والقهوة.

شلومو بن عامي – وزير الخارجية الإسرائيلي سابقاً: إحدى كبريات المآسي أن أفضل حلفائنا لا يتحدث مع أعدائنا في الماضي كنا نعتمد على أميركا أن تتحدث مع سوريا أو مع إيران علينا أن نفعل شيئا تجاه هذا الوضع والإيرانيون وبوجه خاص السوريين لن يعدلوا سلوكهم إن لم يفتح باب المفاوضات بشأن الجولان نحتاج إلى أن نعتبر مثل هذا الموقف فرصة عظيمة للسلام.

هانا باراغ: كل ما أسمعه من حكومتي الآن هو أنه لا يوجد أحد يمكن الحديث إليه أولمرت لا يعرف سوى كلمة لا، عليه أن يعود إلى المدرسة كي يتعلم أن هناك كلمة اسمها نعم، هناك كثير من الناس يمكن الحديث معهم الإسرائيليون غير مهتمين بالسلام إنهم مهتمون بالاستسلام يريدون أن يركع الفلسطينيون ولن يركع الفلسطينيون وما من شيء يدعوهم للركوع.

يوسي بيلين: إنها أزمة بلا شك لكن الأزمة فرصة وخطر في الوقت نفسه، فأما الخطر فهو احتمال تدهور سياسي وانفلات الاستقرار وأما الفرصة فهي اتجاهنا نحو عملية سلام وبالنظر إلى الموقف الأميركي في العراق وهزيمة بوش السياسية فربما يكون لدينا تزاوج يؤدي إلى خلق عملية على الأقل لدينا الآن هذه الفرصة.

عزمي بشارة: عندما انتهت طبخة أوسلو أجّلوا المسار السوري وكان نظرية شيمون بيريز ورجال شيمون بيريز بتأجيل هذا المسار في بداية هذه الحرب نفس الطرف انتبه نفس الطرف في بداية الحرب دعا الجيش الإسرائيلي إلى ضرب سوريا إلى توسيع المعركة إلى دمشق.. دمشق يعني مش ليس العاصمة وإنما إلى السياسة السورية وضرب القوات السورية.

يسري فودة: هل تزور دمشق؟

يوسي بيلين: إينما ترسلني.

يسري فودة: قلها لماذا لا تقولها؟

يوسي بيلين: يمكنني أن أذهب إلى دمشق إلى أي مكان في العالم العربي لست خائفا هدفي في الحياة هو صنع السلام في هذه المنطقة إن سألتني الآن إن كانت هناك أغلبية بتسليم الجولان أقول لك لا هل ستكون هناك أغلبية تدعم اتفاقا مع سوريا يتضمن الجولان؟ الإجابة نعم بكل تأكيد.

عزمي بشارة: المسألة هي ليست عدم رغبة إسرائيل بالحوارات والمفاوضات وإنما بعدم رغبة إسرائيل بدفع ثمن السلام وثمن مش من ثروة أبوهم يعني أراضي احتلوها ليست لهم وكل الأرض ليست لهم ولكن نحن نتحدث على ما اصطلح دوليا بأن يسمى ليس لهم وهو ما احتلوه في الخامس من حزيران سنة 1967 وهو الجولان بدون ذلك لا يوجد أساس لحوار إطلاقا.

غابي فولف – رافض للخدمة العسكرية: لقد خدمت بلدي بامتناعي عن الخدمة العسكرية بل إنني خدمت مجتمعي كله بذلك لأن أحد أهم أسبابي يكمن في أن التحاق معظم الإسرائيليين بالجيش يدمر المجتمع الإسرائيلي نفسه.

سهار فاردي – رافضة للخدمة العسكرية: أفضل السجن لأي فترة على أن أقتل الناس في قطاع غزة وعلى أن أقف أمام أحد الحواجز وأهين الناس أفضل كثيرا أن يلقى بي إلى السجن.

مباراة كرة قدم

مشارك ثامن: حدودنا 50% لأن كرواتيا فريق جيد، بتشجيع الجماهير سننجح.

مشارك تاسع: كرواتيا هزمت إنجلترا وليكن لقد هزمنا فرنسا قبل ثلاثة عشر عاما لا أحد يعلم ما سيحدث.

يسري فودة: ثمة شيء لا أفهمه إسرائيل في قارة آسيا وفى الشرق الأوسط لماذا تلعب إذاً في أوروبا؟

مشارك عاشر: إسرائيل تريد أن تكون في مكانة أعلى، آسيا تنتمي إلى العالم الثالث أما إسرائيل فليست من العالم الثالث.

يوسي بيلين: تعلم الإجابة الصحيحة رفضونا لسنوات كنا نريد الانضمام للمجموعة الأسيوية ورفضونا الأوروبيون أيضا رفضونا في البداية فقلنا إن لم نكن آسيويين ولا أوروبيين فماذا نحن؟

يسري فودة: إسرائيل في آسيا فلماذا تعلب في أوروبا؟

مشاركة أولى: لا تسألني أسئلة معقدة لقد ضاعت علي البداية.

يسري فودة: أليس هذا منطقيا؟

مشاركة أولى: ليس لدي فكرة.

يسري فودة: هل يحدث يوما ما ربما؟

مشاركة أولى: ماذا تريد مني؟

يسري فودة: ألا تودين أن تلعب إسرائيل مع مصر أو سوريا؟

مشاركة ثانية: لا سيكون هذا خطرا ستنتهي المباراة بحرب حقيقية لا داعي للشرح فالأمور سيئة بما يكفي ولا داعي لمزيد من المنافسة.

يسري فودة: قد تكون تلك البداية الصحيحة؟

مشاركة ثانية: للقضاء على إسرائيل؟! لا ثق بي لن يكون جيدا.

[مقطوعة غنائية]

عباس جيجان: خاف الشامت يشوفك طريح ويشتفي بشمته، طبع بيك المكابر أكبر من الآه وأكبر من غدرهم يابختك ، كم غازي مر عليك وزال وتكنس السنين مُقطعة بغلته، صفهم بالمزبلة ويلعنهم التاريخ كل هالغزاة أشخاص راحوا واللي بقيت أنت، تراب بلادنا يرفض تعامل أجنبي والغازي والمحتل تراب بلادنا بالسلب يا الله ساكت تراب بلادنا بالسلب يا الله.

يسري فودة: الله.. الله.. الله.