لقاء اليوم

أنطونيو غوتيريش: مجلس الأمن مشلول إلى حد كبير والمحاسبة ضرورية في مقتل شيرين أبو عاقلة

أقر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بوجود انقسام جيوسياسي كبير في العالم، وقال إن حرب أوكرانيا هي ثمرة هذا الانقسام، مؤكدا أن مجلس الأمن مشلول إلى حد كبير في تعاطيه مع الأزمات الرئيسية.

وأوضح غوتيريش أن الأمم المتحدة ليست مجلس الأمن، فهناك الهيئة الرئيسية للأمم المتحدة وهي الجمعية العامة التي تحظى جميع دول العالم بالتمثيل فيها وهي صوت المنظمة الدولية في العديد من المناسبات، رغم أن المشكل يكمن في ضمان تنفيذ قراراتها على أرض الواقع.

وأكد ضيف حلقة (2022/9/18) من برنامج "لقاء اليوم"، أن مجلس الأمن لا يمثل عالم اليوم، ومن الضروري أن تنظر جميع الدول الأعضاء في المنظمة الدولية في إصلاح هذا المجلس، وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة لا سلطة له وهو يملك فقط المساعي الحميدة، وإمكانية المساعدة في حل المشكلات اعتمادا على حسن نوايا الأطراف المعنية.

وعن مساعي الفلسطينيين للحصول على وضع الدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، شدد غوتيريش على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للمضي قدما في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن هدف الأمم المتحدة هو إعادة إطلاق عملية السلام بشأن حل الدولتين، مشيرا إلى أهمية إنهاء الاستيطان والدعم الدولي للفلسطينيين.

وبالنسبة للملف الليبي، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن تعيين مبعوث أفريقي مهمٌ للغاية، وقال إن الاتحاد الأفريقي يرى أن المشكلة حصلت في ليبيا لأن مجلس الأمن لم ينتظر بعثة الاتحاد الأفريقي في طرابلس لإقناع العقيد معمر القذافي بالمغادرة، واندلعت العملية العسكرية بقرار من المجلس، وهو ما أوصل ليبيا للوضع الحالي الذي هي عليه.

وأكد أن الأمم المتحدة تنتظر أن يتفاهم البرلمان في طبرق والمجلس الأعلى في طرابلس لإيجاد إطار قانوني يسمح بالانتقال للانتخابات، ثم إنشاء سلطة شرعية معترف بها من قبل جميع الليبيين، داعيا الجهات الخارجية المنخرطة في ليبيا لاحترام سيادة هذا البلد.

وفي ملف اليمن، ركز غوتيريش على أهمية تنفيذ الهدنة وتوسيع نطاقها، ودعا الحوثيين إلى أن يقدموا مساهمة إيجابية في عملية السلام.

الحل التدريجي في سوريا

أما بالنسبة للأزمة السورية، فاعتبر أن التطبيع مع النظام السوري مسألةٌ مرتبطة بسيادة الدول الأعضاء في المنظمة الأممية، وكشف أن مقاربة هذه الأخيرة تعتمد على ما يسمى بالحل التدريجي، وهو ما يقوم به المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، إذ يحاول الحصول على تنازلات جدية من النظام تتعلق بأوضاع حقوق الإنسان والعفو وتحرير الأسرى وغيرها من الإجراءات التي يمكنها تحسين الوضع الاقتصادي للشعب السوري.

وبشأن الاتفاق النووي الإيراني، أوضح أن الهدف الرئيسي للأمم المتحدة هو أن لا تمتلك إيران أسلحة نووية، وأن خطة العمل الشاملة المشتركة ستكون أداة مهمة لتحقيق هذا الاتفاق، وقال إنه سيكون من الصعب على مجلس الأمن أن يحل المشكلة، وإن ذلك ممكن من خلال مفاوضات جادة بين الأطراف المعنية.

وحول ما إذا كان يدعم تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في مقتل مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، أكد غوتيريش أن المحاسبة ضرورية في قضية مقتل أبو عاقلة، وقال "ندعم إجراء تحقيق مستقل وندعم عمل المحكمة الجنائية الدولية في جميع الظروف".